القائمة إغلاق

الكنيسة هي هيكل الله واختطافها بدء الضيقة The Church Is God’s Temple

(ستجد روابط العظة على السوشيال ميديا في أخر الصفحة) 

 نرى في سفر رؤيا يوحنا ظهورًا لأمور غريبة في هيكل الله، كما يرى البعض إنه لا داعي لوجود الهيكل مادام الرب يسوع موجودًا، وهذا سببه الاعتقاد بأن الهيكل يرتبط بإله غير موجود، لذا فوجود الاثنان معًا في آنٍ واحد يسبب خللًا في أذهان البعض، لكن واقعًا الهيكل هو لعبادة منظمة لها تقديرها، فهناك هيكلٌ حقيقيٌ ومكانٌ للعبادة في السماء، وما نملكه نحن على الأرض هو نسخة للموجود في السماء.

   يُوضح الكتاب إنه سيُبنى هيكل في فترة الملك الألفي، وسَيُشرف الرب يسوع شخصيًا على بنائه، “وَكَلِّمْهُ قَائِلًا: هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ قَائِلًا: هُوَذَا ٱلرَّجُلُ «ٱلْغُصْنُ» ٱسْمُهُ (يسوع). وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ. فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ ٱلْجَلَالَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ ٱلسَّلَامِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا.” (زكريا ٦ : ١٢- ١٣)

لماذا سَيُبنَى الهيكل؟ ما الغرض مِن وجوده؟ وما علاقته بنا؟

   بناء الهيكل ليس لأجل تقديم ذبائح، ولكن لأجل الحميمية في العلاقة مع الرب، مثلما تتعامل مع شخص في مكتبه.

“قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ». وَغَضِبَتِ ٱلْأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ ٱلْأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى ٱلْأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَٱلْقِدِّيسِينَ وَٱلْخَائِفِينَ ٱسْمَكَ، ٱلصِّغَارِ وَٱلْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ ٱلْأَرْضَ». وَٱنْفَتَحَ هَيْكَلُ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ.

(رؤيا ١١ : ١٥ ، ١٨ ، ١٩).

   يرتبط هذا الشاهد بما وَرَدَ في سِفْر رؤيا يوحنا الإصحاح السادس والذي أوضَح أنّ اليوم الأخير مِن الضيقة ستكون هناك ظلمة شديدة ولكن الرب يسوع سيُنير الأرض بمجيئه العلني لها، “وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ…” (رؤيا٦: ١٢).

   لكي تفهم جيدًا الهدف مِن وجود الهيكل تذكر ما قاله الرب في سِفْر رؤيا يوحنا “أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ…” (رؤيا٢: ١٣)، يَنُمْ هذا عن وجود محاولة مِن إبليس أنْ يضع كرسيه على الأرض، وهذا ما جعله يسقط، ونرى إنه جَرَّبَ الرب يسوع أيضًا بنفس الشيء لأنه يريد أنْ يسيطر على العالم؛

“ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي»(متى٤: ٨-٩)

 ☆محاولات إبليس للسيطرة على العالم

   حينما طُرِدَ إبليس مِن السماء ولم تعد له سيطرة عليها، أخذ معه ملائكته، فحاول أنْ يسيطر على الأرض لأنه أراد أنْ يتحكم في هذا الكيان الإلهي، فدُمِّرَتْ الأرض وصارت خربة وخالية (تكوين١: ٢) وهي نَفْس الألفاظ التي ذُكِرت في سِفْر إرميا “نَظَرْتُ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ…(إرميا٤: ٢٣) وبذلك تكون انتهت هذه الحقبة الزمنية، وبدأ الرب حقبة أخرى عندما أعاد خلق الأرض (تكوين١: ٣).

    حاول إبليس في اليوم الثاني أنْ يستكشف كيف يسيطر على الأرض، فكان يتطلَّع ليرى كيف يفعل هذا، لذلك لم يَقُل الرب في هذا اليوم “حسنًا”، لأنه كان يرى تَرقُّب إبليس، وكيف يريد أنْ يضع سلطانه على الأرض، لكنه لم يَستطِع؛ لأنّ الأرض خربة وهو يريد جسدًا.

   تذكر معي قصة “مجنون كورة الجدريين” (مرقس ٥) حينما جاء الرب يسوع ليُخرِج الأرواح الشريرة منه، قالوا له “لا تُخرجنا مِن هنا ولا مِن هذه المقاطعة” هذا لأن الأرواح الشريرة تُريد جسدًا، لأنهم لا يستطيعون أنْ يتحركوا بدون جسد، فطلبوا منه أنْ يسمح لهم بالدخول في الخنازير.

   هدف وجود الهيكل في فترة الملك الألفي

   بينما تدرك كيف تعمل الأرواح الشريرة على الأرض افهم إنه ليس مِن العيب أنْ يوجد الهيكل وقت وجود الرب يسوع، نعم أجسادنا هيكل الروح القدس، لكن يجب أنْ نفهم لماذا الحاجة إلى وجود هيكل.

    تكلم الرسول بولس مع أهل كورنثوس، وقال “لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا(١كورنثوس٢:٢)، ولكنه تكلم مع تيموثاوس بمستوى آخر، وقال له “ٱفْهَمْ (انتبه إلى) مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ ٱلرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. اُذْكُرْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْمُقَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،” (٢تيموثاوس ٢ : ٧ – ٨)

   لاحظ أنّ الرسول بولس لم يَقُل “مِن نسل إبراهيم”، بل قال “من نسل داود”. هذا مُرتبطٌ بيوم داود المذكور في الرسالة إلى العبرانيين؛ “ يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلًا فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ.»” (عبرانيين٤: ٧)، وهو اليوم الذى سينزل فيه الرب يسوع شخصيًا على الأرض، وسَيظهر فيه الهيكل والتابوت.

   هدف وجود الهيكل في فترة الملك الألفي هو أنّ إبليس يريد أنْ يجعل كرسيه في الأرض ويسيطر عليها (حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ…رؤيا٢: ١٣) وإنْ لم يَستطِع فعل هذا فهو يسعى للتخريب فيها، فهناك بلاد تدمَّرَتْ بوجوده، ورغم كل هذا هو يحاول أنْ يضع مكانًا يرتكز فيه، لأن حلمه أنْ يسيطر على الأرض كلها، ويقف ضد أي تواجد للرب فيها.

☆هيا لنفهم العلاقة بيننا وبين الهيكل والتابوت

   “سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللهُ أَوَّلًا ٱلْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا عَلَى ٱسْمِهِ. وَهَذَا تُوافِقُهُ أَقْوَالُ ٱلْأَنْبِيَاءِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا (وَأَبْنِي أَيْضًا خَيْمَةَ دَاوُدَ ٱلسَّاقِطَةَ)، وَأَبْنِي أَيْضًا رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً،” (أعمال ١٥ : ١٤←١٦)

ذُكِرَ نَفْس هذا الكلام أيضًا في عاموس “فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ (أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ ٱلسَّاقِطَةَ)، وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا، وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ ٱلدَّهْرِ.” (عاموس ٩ : ١١)

   كان عاموس النبي راعي غنم، ويرى ما يراه داود؛ وتنبأ أنّ بيت داود الذي أتى منه الرب يسوع سيتبارك العالم به، وسيبقي نسله إلى الأبد، فقد أكرم الرب داود بهذا لأنه فَهَمَ فِكْره، ومِن هنا نفهم أنّ المُلك الألفي حرفيٌ. تنبأ عاموس أيضًا بأنه ستأتي مملكة تُسيطر على العالم بكامله، وذُكِرَ في الإصحاح الخامس عشر مِن سِفْر الأعمال أنّ الأمم سيدخلون وسط شعب الله وسَيُنْزَع الستار الحاجز الذي بينهما.

    لماذا تم الاقتباس مِن عاموس دونًا عن غيره مِن الأنبياء؟! لأن هذه هي الحالة التي يَصلُح أنْ يكون فيها التابوت خارج الهيكل، حيث صنع داود خيمة منعزلة تبعد عن خيمة الاجتماع ببعض الكيلومترات ووضع التابوت بداخلها، وكان لها بابٌ واحدٌ حيث يدخل يُصلي أمام التابوت أي أمام الرب، دون الحاجة للقيام بأي إجراءات أو المرور بالقدس وقدس الأقداس، وأقام أيضًا فريقًا مِن المسبحين والمرحبين بقيادته، وأما الذبائح فكانت تُقدَّم في الهيكل دون أنْ يكون التابوت موجودًا هناك.

   أَكَلَ داود بالإضافة إلى ذلك مِن أَكْل الكهنة، كما أنه لبس الأفود (الكتان) المخصص لهم وحدهم، ولم يَمُت؛ لأنه فَهِمَ أنه لا توجد حواجز بين الله والإنسان، فتلك القواعد والمبادئ وُجِدَتْ لتنظيم الأمر فقط وليس لأنّ الله يريد مسافة بينه وبين الإنسان.

    بعد أنْ نضج داود في هذا الأمر أدرك الحاجة لبناء هيكل للرب مِن الطوب اللبن ليكون ثابتًا، فَفَكَّر؛ بما أننا دخلنا أرض الموعد إذًا لا داعي لوجود خيمة متحركة، لأنه فَهِمَ قلب الرب أنه يريد السُكنى وسط شعبه، لذلك لمس الرب قلبه بشدة، وهذا الإدراك هام لفَهْم العلاقة الحميمية التي يريدها الرب مع شعبه.

☆داود والعلاقة الحميمية مع الله

“وَكَانَ لَمَّا سَكَنَ ٱلْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرَاحَهُ ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ ٱلْجِهَاتِ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ،أَنَّ ٱلْمَلِكَ قَالَ لِنَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ: «ٱنْظُرْ. إِنِّي سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، وَتَابُوتُ ٱللهِ سَاكِنٌ دَاخِلَ ٱلشُّقَقِ ( خيمة) ».فَقَالَ نَاثَانُ لِلْمَلِكِ: «ٱذْهَبِ ٱفْعَلْ كُلَّ مَا بِقَلْبِكَ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ مَعَكَ». وَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ كَانَ كَلَامُ ٱلرَّبِّ إِلَى نَاثَانَ قَائِلًا:«اِذْهَبْ وَقُلْ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ لِأَنِّي لَمْ أَسْكُنْ فِي بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ، بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ فِي خَيْمَةٍ وَفِي مَسْكَنٍ. فِي كُلِّ مَا سِرْتُ مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ إِلَى أَحَدِ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَرْعَوْا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: لِمَاذَا لَمْ تَبْنُوا لِي بَيْتًا مِنَ ٱلْأَرْزِ؟ وَٱلْآنَ فَهَكَذَا تَقُولُ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: أَنَا أَخَذْتُكَ مِنَ ٱلْمَرْبَضِ مِنْ وَرَاءِ ٱلْغَنَمِ لِتَكُونَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ ٱسْمًا عَظِيمًا كَٱسْمِ ٱلْعُظَمَاءِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْأَرْضِ. وَعَيَّنْتُ مَكَانًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَغَرَسْتُهُ، فَسَكَنَ فِي مَكَانِهِ، وَلَا يَضْطَرِبُ بَعْدُ، وَلَا يَعُودُ بَنُو ٱلْإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا فِي ٱلْأَوَّلِ، وَمُنْذُ يَوْمَ أَقَمْتُ فِيهِ قُضَاةً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ أَرَحْتُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ. وَٱلرَّبُّ يُخْبِرُكَ أَنَّ ٱلرَّبَّ يَصْنَعُ لَكَ بَيْتًا. مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَٱضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لِٱسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.” (٢صموئيل ٧ : ١← ١٣).

  انظر لتفاعل الرب مع الإنسان(داود)! عندما فَهِم أنّ العلاقة مع الله ليست مؤقتة بل أبدية، وإنه يريد أن يسكن وسط شعبه! “هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ…”(رؤيا ٢١ :٣) في ذات الليلة وعده بأنّ كرسيه سيبقى إلى الأبد، ونجد داود بعدها يُصلي للرب قائلًا “مَن أنا لكي تقول لي هذا؟!”

    لأن داود كان يربط حياته بالرب دائمًا، فَكَّر هكذا “أأنا أسكن في بيت ومستقرٌ، والرب يسكن في خيمة وكأنه غير مستقر؟!” هذا جعل قلب الله يتحرك، وفي ذات الليلة تكلم الرب مع ناثان ليقول لداود “أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ لِأَنِّي لَمْ أَسْكُنْ فِي بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ، بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ فِي خَيْمَةٍ وَفِي مَسْكَنٍ.”، “وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ”

  لهذا السبب يتكلم الرسول بولس بمستوى أعلى مع تيموثاوس ويقول له “يسوع الذي من نسل داود.” أي الذي سيملك على الأرض مع أنّ العهد كان مع ابراهيم، لكن داود هو الذي فَهِم قلبه، وفَهِم الحميمية معه.

   ☆تواجد الله الآن في هيكل بشرية والتي هي أجسادنا

   عيد المظال هو عيد الثبات وامتلاك الأرض ففي هذا الوقت بدأ شعب الله يعيش في بيوت مِن طوب وليس في خيام، لذلك يعتبر الهيكل هو تواجد الله على الأرض. وُجِدَ على مَرّ الزمان هجوم على أجسادنا -التي هي هيكل الروح القدس- بالأمراض واُعتُقِدَ أنّ المرض مِن الله، لكن هذا ليس كتابيًا.

    الجسد هو رخصة التعامل مع الأرض، ولن يكون بإمكاننا التعامل معها بدونه، لذلك لا يستطيع الموتى أن يتعاملوا مع الأرض، ولنفس السبب قال الرب يسوع في عبرانيين ” لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى ٱلْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا.” (عبرانيين ١٠ : ٥)

   هذه الفكرة مُثْبَتَة أيضًا في رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس؛ “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ ٱلْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ ٱلْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!  أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ ٱلْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لِأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ ٱلْتَصَقَ بِٱلرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. اُهْرُبُوا مِنَ ٱلزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا ٱلْإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ ٱلْجَسَدِ، لَكِنَّ ٱلَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي فِيكُمُ، ٱلَّذِي لَكُمْ مِنَ ٱللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ؟”

(١كورنثوس ٦ : ١٥ – ١٩).

   بدأ الرسول بولس يتكلم بلغة أنّ هذا الجسد مِلْك للمسيح، فإنْ فعل شخص مولود مِن الله خطيةً، يَظُن أنه هو مَن صنعها، لكن بحسب هذا الشاهد هو جعل يسوع يصنعها، كُن مُدرِكًا لهذا؛ إنك صرت مُتحِدًا بالرب وواحدًا معه، وأصبح جسدك هيكلًا لروحه.

☆نحن حجارة حية في جسد المسيح

فَٱطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَٱلرِّيَاءَ وَٱلْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ ٱلْآنَ، ٱشْتَهُوا ٱللَّبَنَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلْعَدِيمَ ٱلْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ. ٱلَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ ٱلنَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ ٱللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ -كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ – بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ عِنْدَ ٱللهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. لِذَلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي ٱلْكِتَابِ: «هَأَنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى». فَلَكُمْ أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُؤْمِنُونَ ٱلْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لَا يُطِيعُونَ، «فَٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ» «حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ». ٱلَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي جُعِلُوا لَهُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ( كهنة وملوك)، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ. ٱلَّذِينَ قَبْلًا لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا ٱلْآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ ٱللهِ. ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا ٱلْآنَ فَمَرْحُومُونَ. أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلَاءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّتِي تُحَارِبُ ٱلنَّفْسَ، وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ (سلوك، جنسية، انتماء) بَيْنَ ٱلْأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرٍّ، يُمَجِّدُونَ ٱللهَ فِي يَوْمِ ٱلِٱفْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي يُلَاحِظُونَهَا.(١بطرس ٢ : ١←٩)

   “إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ” على هذا الأساس -أنّ الرب صالح فليس هو المُسَبِب للمشاكل والأمراض والأتعاب التي عبرْتَ بها خلال حياتك- تنمو روحيًا، وإنْ لم تكُن ثابتًا في هذا الحق لن تنمو روحيًا، بل ستظل طفلًا مُعاقًا!

   “كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ -كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ…”

يُطلَق لفظ “حي” على كل ما يتنفس؛ أي يُعطي ويأخذ، الآن يُؤكد لنا الروح إننا كُلنا بلا استثناء صرنا هذا الحجر الحي، هذا الهيكل، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى جسد المسيح، والمسيح هو رأس الزاوية.

   يُفسر البعض خطًأ الجزء الذي يقول “فَلَكُمْ أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُؤْمِنُونَ ٱلْكَرَامَةُ” بأنّ المؤمنون لهم الكرامة، ولكنه يُعني أن هذا الحجر صار له كرامة عند مَن آمن به، أما للذين لا يطيعونه صار حجر صدمة وصخرة عثرة.

   “لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرٍّ، يُمَجِّدُونَ ٱللهَ فِي يَوْمِ ٱلِٱفْتِقَادِ…”

   يعني هذا الكلام أنّ الناس ستتذكر إنكم كُنتم تسيرون بطريقة صحيحة، حينما يتدخل الرب ويَرُد كرامتكم في الظرف الصعب الذي عبرتم به، وليس مَعني “يوم الافتقاد” هو يوم مجيء الرب.

    مغزى هذا الكلام أنّ أجسادنا أصبحت هيكلًا للرب، لذا لم يستخدم لفظ “بيت الله” بل “هيكل الله” بسبب ما يحمله اللفظ من قدسية وهيبة عند سماعه، وبناءً على هذا إنْ كُنتَ لا تحترم نفسك، يأمرك الروح الآن أنْ تفعل هذا لأنك لم تَعُد إنسانًا عاديًا، لذا لا تستخف بالأمر بل كُن في عبادة حميمية شديدة مع الله.

☆لا تهين الرب وتقلل مِن قيمتك

   كثيرًا ما سَمِعنا أنّ الإنسان قليل القيمة تحت مُسمى إنه خَطَّاءٌ ممتلئٌ بالخطية، نتج عنه أنّ البعض صار يُصلي “أنا دودة ميتة وغير مستحق…” تحتوي هذه اللغة ظاهريًا على اتضاع ولكن في واقع أمر هي إهانة للرب يسوع شخصيًا، لأنك صرت واحدًا مع الروح القدس.

   سَيظهر الهيكل والتابوت مرة أخرى وكأن الرب يعود ثانية ويقول لداود: “أنا لم أنسَ الهيكل، كل هذا لأنك أحببتني واكتشفت قلبي مِن جهة سُكناي داخل الإنسان، فَهِمت هذا باكرًا فصنعت خيمة يُمكن الدخول إليها دون أية إجراءات خلافًا لخيمة الاجتماع.”.

  كم أنّ هذا الإله عميقٌ في حبه لك يا إنسان! فهو لا يريدك أنْ تحيا في سطحية معه، لا يحتاج لأية إجراءات لتَصِل إليه، إنْ فكرت مَليًا في هذا الكلام لاشتعل قلبك.

  كان لدخول خيمة اجتماع في العهد القديم إجراءات كثيرة إنْ فعل الشخص خطية، منها؛ المرور بالمرحضة والاغتسال والاعتزال سبعة أيام، وبالرغم مِن أنّ داود فعل خطية لكنه لم يُفكر هكذا “لابد أنّ الرب غير راضٍ عني مِن جَرَاء ما صنعته مِن خطية”، بالتأكيد لا أشجع على فعل الخطية ولكن هذا يُظهِر استقامة قلبه.

   هذا الشخص كان يعزف ويتوقف ليتأمل فيما سبق وما سيأتي، كان التسبيح يَخرُج مِن فمهِ دائمًا فهو أول مَن رَسَّخَ قواعد للتسبيح، وكل الفِرَقْ التي أتت بعده استمرت على نَهْجِه، ووضع أيضًا نظامًا تهلُليًا للعبادة، لكن عندما تقترب مِن الخيمة قبل داود كل ما كنت ستسمعه هو صوت نحر الحيوانات لا غير، ولكن بالطبع كان حضور الله هناك.

  كان لليهود فَهْمًا للأرقام والألوان والمواد، ولأن داود فَهِمَ هذا بعمقٍ، كان ينظُر للهيكل ويتفرس فيه، لذا نجده يقول في أحد مزاميره “وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ ٱلرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ ٱلرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ.” (مزمور ٢٧ : ٤)، أنْ أسكن وأجلس لأتفرس طوال الوقت في جماله، فهو كان فاهمًا معاني الكلمات والأشياء، وهذا يتضح عندما نظر لشيء ووجده مصنوعًا باللون القرمزي، فَهِم أنه يُوجد فداءٌ للإنسان.

محبة عجيبة يحبنا بها هذا الإله

كم أنّ حُبّ هذا الإله قويٌ! فإنْ قُلتَ له “أحبك” سَيُجيبك “وأنا أيضًا أحبك”، وإذا شكرته بينما أنت تصلي سيتفاعل معك ويقول لك “وأنا أشكرك لأنك تعمل في الأرض مِن أجلي”، مع أنّ ما تصنعه هو أمرٌ بديهيٌ لكن هو يراه ضخمًا.

    يُوضح الكتاب أنّ الرب يسوع سَيَخدِم ويَشكر أولئك الذين عَملوا على الأرض “طُوبَى لِأُولَئِكَ ٱلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ” (لوقا ١٢ : ٣٧) هذا الأمر ضخمٌ، ففي المعتاد أننا نقدم له الشكر لأنه مات لأجلنا ليس فقط جسديًا بل أيضًا روحيًا، أي انفصل عن الآب ونزل إلى الهاوية، إلى أقذر مكان في الوجود، مستنقع الخطية ذاته، حيث نزل لأجل الإنسان، فمِن البديهي أنْ نحيا مِن أجله، وبالرغم مِن هذا فهو يُقدِّر تكريسنا لأجله إلى أبعد الحدود.

   هذا يجعلك تُقَدِّر أي شيءٍ يصنعه معك الآخر، حتى وإنْ كنت قد خدمته، فإن كان الرب يفعل هذا كم بالحري نحن. الآن أنت صرت جسده، وإبليس يكره هذا التواجد الجسدي على الأرض؛ لأنك تمثل عائقًا بالنسبة له.

 ☆وجود الكنيسة هو حماية للأرض مِن الخراب

هذا مُثْبَت أيضًا في رسالة بولس الرسول الأولى لتيموثاوس “وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ ٱللهِ، ٱلَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ، عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ. وَبِٱلْإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي ٱلرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلَائِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي ٱلْعَالَمِ، رُفِعَ فِي ٱلْمَجْدِ” (١تيموثاوس ٣ : ١٥ – ١٦).

   كنيسة الله هي عمود الحق وقاعدته، إنْ أزلنا العمود والقاعدة ستُخْرَب الأرض، لهذا السبب لا يُمكن أنْ تجتاز الكنيسة الضيقة، أيُعقُل أنْ يحدث انتشار شيطاني في الأرض وتَخرج أرواح شريرة مِن الهاوية والكنيسة مازالت موجودة؟! فهو مُحَجَّم بقدر ما تربح نفوسًا، فالشارع الذي يُوجَد فيه أبرار لا يُمكن أن يُحَطَّم.

   يُمكنك أنْ تفهم هذا مِن قصة “سدوم وعمورة” عندما كان لوط ساكنًا فيها، لم تهلك إلا بخروجه منها (تكوين ١٩)، مِن المحتمل أنْ يحدث نهب وسرقة وحروب في تلك البلاد لكنها ستستمر بفعل قوة الروح القدس.

   يريد الله العلاقة مع الإنسان وهذا ما حدث مع أخنوخ؛ سار مع الله فأخذه (تكوين٥: ٢٢، عب ١١: ٥)، والكنيسة التي تسير مع الله هي عمود الحق وقاعدته، إنْ رُفِعَتْ سينهار العالم، هذا هو العمل الإلهي الذي يجب أنْ تفهمه وتحيا في ضوئه.

   إنْ كنت لم تقبل الرب يسوع بعد، فروحك الداخلية تحتاج أنْ تتغير ويُعاد خلقها وتقبل الطبيعة الإلهية، وبذلك لن تَكُون شخصًا عاديًا بل شخصًا يحتوي حياة الله وفكره وطباعه وقوته، فتتحرك على الأرض بالأيدي الإلهية.

  خُلِقَتْ الأرض مِن هذا الإله وأنت لا تستطيع أنْ تتحرك فيها بدونه. ما صَدَرَ مِن إبليس في بداية الخلق (تكوين٣) هو مُزاحَمة، لكن ما زال الله في صف مَن يسلك معه، فمِن الطبيعي أنّ مَن يسير مع هذا الإله يحيا في سيادة وتسلط في الأرض على ظروفه وحياته، وإنْ لم يحدث هذا يكون الرب قد هُزِمَ.

   ما يُثبت أنّ الرب إلهٌ متفاعلٌ مع الإنسان إنه حينما وجد الإنسان يفهم لغة الدخان كتعبير عن حضوره، ملأ الهيكل بالدخان حينما دُشِّنَ.

هذا هو سر انتصارك

   سر انتصارك في هذه الأرض هو إنك تحمل الطبيعة الإلهية في داخلك، ومسكون بالروح القدس، فهو من يجعلك متفردًا ومتميزًا عن مَن حولك، وأيضًا مُقدسًا أي مُتفردًا ومنعزلاً عن الآخرين، فحينما حلّ حضور الرب علي جبل سيناء صار مُقَدسًا رغم إنه لم يصنع أي أعمال سواء حسنة أو سيئة، فقط بسبب لمسة الرب للجبل جُعِلَ هذا المكان مقدسًا (خروج١٩). وكذلك عندما كان موسي أمام العليقة قال له الرب أخلع نعليك لأن المكان مقدس، “فَقَالَ: «لَا تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. ٱخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لِأَنَّ ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ»(خروج ٣ : ٥).

   أنت لست في احتياج أنْ تصلي كما صلى موسى، “أليس بمسيرك أمامي وحضورك في حياتي أتميز عن باقي الناس” (خروج٣٣: ١٦)، الآن الروح القدس يسير فيك، هو يحيا بداخلك، تمعَّن وتأمَّل في هذا الكلام كما داود، فقد كان شخصًا متأملًا، يُفكِر في الكلام الذي يقوله، لهذا السبب كان مُشتعلًا بصورة قوية، فهو واجه تحديات لكنه عَبَرَ منها بصورة إلهية غريبة، ولذلك أطلقوا على الرب يسوع إنه “ابن داود” لأنهم يعلمون أنه سيأتي مِن نسل داود الذي سيبقى كرسيه إلى الأبد.

   لذا الكنيسة ليست عروس المسيح لكنها منتسبة إليه، فعروس المسيح هي شعب الله الذي أنجب الكنيسة باتحادها مع الله، أما نحن فنتيجة ذلك العهد الذي تمّ بين الله وإبراهيم، لذلك لا تُعتبَر الكنيسة في عهد معه، وبناءً على هذا المؤمن ليس في عهدٍ مع الله لكنه مولود منه، مثل الطفل؛ هو نتاج العهد الذي بين أبويه ولكن هو شخصيًا ليس في عهد معهما، ومِن الهام جدًا أنْ تُفَرِق بين الكنيسة وشعب الله وإلا ستختلط الأخرويات معك، لذلك مِنْ الضروري فَهْم هذه الأساسيات.

** لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube 

 __________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$