القائمة إغلاق

المعجزات وكيف تنجح – الجزء 12 Miracles & How They Succeed – Part

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

               

العظة المكتوبة

▪︎ ما هي الأسباب التي تجعل الأرض تستجيب؟

▪︎ كيف تتم الاستجابة مِن عالم الروح حتى يحدث تَدخُلٌ إلهيٌّ في حياتك على الأرض؟

▪︎ المجد الإلهي هو صناعة المعجزة

▪︎ كيف ترى الأمور مسبقًا في روحك

▪︎ خطوات صناعة المعجزة

‏▪︎ املأ ذهنك ولسانك بالكلمة

▪︎ يتعامل الروح القدس مع أفكارك

 

 المعجزة أمرٌ سهلٌ وسلسٌ، إنْ كنت تريد معجزة في حياتك، فعليك أنْ تفهم أنّ ظروفك تصغي إليك حسب الطريقة الكتابية.

▪︎ ما هي الأسباب التي تجعل الأرض تستجيب؟

‏”21وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ. ‏٢٢وَالأَرْضُ تَسْتَجِيبُ الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ، وَهِيَ تَسْتَجِيبُ يزرعيل.” (هوشع2: 22).

‏١٧وَأَنْزِعُ أَسْمَاءَ الْبَعْلِيمِ مِنْ فَمِهَا، فَلاَ تُذْكَرُ أَيْضًا بِأَسْمَائِهَا.” (هوِشع2: 17).

“الْبَعْلِيمِ” هو ما تعطيه تقديرًا في حياتك، كأنك تعبد الأصنام.

 يرى الشخص نتائج حينما تُنزَع أي عبادة أخرى مِن قلبه، فالسماء تستجيب حيث إنّ الأمطار تأخذ إذنًا إلهيًا قبل نزولها، فتطلب مِن الرب وكأنها تقول له: “عندي كمية مِن المياه أريد إخراجها”، فيوافقها الرب، لا تنسى حقيقة أنّ الطبيعة لها صوتٌ أي تتكلم.

“الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ”؛ أي إنّ كل الأمور العيانية لها صوت وتتكلم في عالَم الروح.

▪︎ كيف تتم الاستجابة مِن عالم الروح حتى يحدث تَدخُلٌ إلهيٌّ في حياتك على الأرض؟

 أنْ يكون في قلبك مبادئ الله وفِكْره، لذلك إنْ كنت تنظر لظروف الحياة وتقول: “الله سيتدخل”، هذا لن يُحدِث المعجزة ويُنجزها، أو أنْ تقول: “إنْ أراد الله فسيفعلها”، فكل هذه الكلمات لن تُنجِز معجزتك، حتى إنْ انتظرت ليصلي لك أحدٌ فهذا أيضًا لن ينجز المعجزة. الصلاة تعطي دفعة لكن سيظل عليك دورٌ، أنْ تمرّ كلمة الله على ذهنك لكي تفهم فِكْره.

 لنضرب مَثَلاً؛ إنْ كان هناك شخصٌ يتعلم دراسةً مُعينةً، إنْ لم يفهم ما يتعلمه، لن تُعطَى له شهادةٌ؛ لأنها ليست مكافأةً بقدر ما هي بمثابة تقرير. تمّ دخول مشكلة عَبْر جلسات المشورة والرعاية والوعظ وهي “فِكْر المكافأة”؛ إنْ صليت أو قرأت أي جزءٍ مِن الكتاب المقدس سأعطيك معجزتك، وكأن الله يبحث عن شخصٍ يكافئه، في حين أنّ المعجزة تحدث عندما تعرف طريقتها، لأن ما يريده الله أنْ تصنع أنت المعجزة وليس هو مَن يصنعها.

“12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ ‏١٣أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ. ‏١٤أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ، ‏١٥لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ ‏١٦لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. ‏١٧قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَق. ‏١٨كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ، ‏١٩وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ. ‏٢٠”وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، ‏٢١لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. ‏٢٢وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.” (يوحنا17: 12 – 22).

 حماية يسوع للتلاميذ هنا عن طريق أن يعرِّفهم إرادة الآب، ولم يكتفِ بأن يضع يده عليهم ويصلي لهم بالحماية. وبنفس الطريقة فأنت تُحفَظ في الأرض عن طريق معرفتك لشخصية الآب فهذا هو المنهج المأخوذ الآن. كان يسوع يتكلم للآب إنه عرفهم شخصيته وكلامه.

 هل هؤلاء كانوا في العالم؟ نعم كانوا في العالم لأنهم لم يولدوا ميلادًا ثانيًا لأن يسوع لازال على الأرض، ولكنهم عُزِلوا عن العالم على الرغم مِن وجودهم فيه عن طريق الكلمة. إنْ أردْتَ رؤية يدي الروح القدس بمعجزةٍ في حياتك فالطريق تكمن في الكلمة، ليس أنْ تقرأها فقط فتُكافَأ، بل أنْ تفهمها، ومِن هنا تحدث المعجزة مِن داخلك.

 حينما قال الرب لتلاميذه هذه الكلمات الواردة في (يوحنا 17) كان قد وصل معهم لأقصى مراحل الإعلان، لأن الروح القدس لم يكن قد جاء بعد ليسكن فيهم، ففي عدد 15 يتحدث أنّ خروجنا مِن الأرض لن يكون عن طريق هروبنا مما يحدث فيها، لأن يسوع يقول أريدهم أنْ يكونوا هنا منتصرين.

وكلمة “قَدِّسْهُمْ” تعني انعزال، فصل، حجب، حماية.

 النجاسة ليست كلمة مضادة للقداسة، وإلا كان الرب يسوع نجسًا، إذ يقول: “لأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي”، لكنه عزل نفسه أكثر في مرحلة الصليب. لهذا السبب ما يصنعه الراعي يؤثر على الرعية، فما أنت فيه مِن مستوى تعليمي يعود على نوع الرعاية التي حصلْتَ وتحصل عليها في حياتك.

 “لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي”؛ يؤمن العالم أنّ الله أرسل الرب يسوع عن طريق أنْ يعيش الشعب كما عاش يسوع.

 “وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي”، أعطانا يسوع المجد الذي له عند الآب في حين أنّ كثيرين يقولون: “الله لا يعطي مجد لآخر” وهذا بالفعل ما ذُكِرَ في الكتاب، لكن ماذا عن كلام يسوع في (يوحنا 17)؟!

٨”أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.” (إشعياء42: 8).

 مَن هو الآخر؟ المنحوتات وليس البشر، فالمجد ليس شيئًا ممنوعًا بل هو القدرة الإلهية لصناعة المعجزة، وفَهْم الأمور الإلهية والتحرُك في الخطة الإلهية كما يريدك الرب، لذلك صناعة المعجزة هي في أيدي المولودين مِن الله.

 تكمن معجزة البعض في ألَّا يكون مُشوَّشًا، أو أنْ يحب الكلمة مِن كل قلبه، أو ألّا يقع في الخطية، والبعض لديهم مشكلة مرضية أو مشكلة مادية، أو ربما في العلاقات…إلخ، مهما كانت المشكلة فالكتاب يوضح لنا الطريقة الكتابية. المجد الإلهي هو القدرة الإلهية لصناعة المعجزة، فقط عليك أنْ تفهم كيف تُحدِثها.

“وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.” (يوحنا 17: 22).

 توجد حالة مِن الوحدانية صارت بيننا وبين الرب لأننا شركاء في طبيعته الإلهية “ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ.” (2 بطرس 1: 4). لن تتم المعجزة وأنت لا تفهم الطبيعة الإلهية؛ توجد قوة بداخلك عليك أنْ تخرجها إلى الخارج، لذلك القدرة لصناعة المعجزة وُضِعَتْ في داخلك فقط عليك معرفة كيف تستخدمها وتتعامل معها.

 سمع التلاميذ في يوم الخمسين صوت هبوب ريح عاصفة وملأ روح الرب المكان (بالرجوع للمدراش وهو مرجع يهودي نجد أنه نفس الوقت الذي نزل فيه الوحي والفِكْر الإلهي لموسى على جبل سيناء بعد خروجهم مِن أرض مصر، وسمع العالم كله)، بحسب التلمود الكلام نفسه الذي سمعه موسى كان بسبعين لغة؛ لأنّ سبعين أمّة خرجَتْ مِن نوح، وتمُ خروج الكلمة مِن السماء للأرض في نفس هذا اليوم.

“أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ.” (مزمور107: 20).

 حين صرخ الناس لله أرسل كلمته لهم، فإن كنت تبحث عن شخصٍ ليصلي لك حتى تحصل على معجزة، أنت بذلك تضيّع وقتك حيث إنها قد تنجح أولًا لكنها لن تدوم، فالحياة لا تُعاش بهذه الصورة. كفى طفولة روحية، فكل ما أنت فيه بسبب التواكل الذي جاء نتيجةً لعدم فَهْم الكلمة.

▪︎ المجد الإلهي هو صناعة المعجزة

“وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.” (رومية8: 30).

“هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.” (يوحنا2: 11).

 حَوَّلَ الرب الماء إلى خمرٍ، فهذه المشكلة كانت تعني الخِزي؛ لأن أهل البيت لا يعرفون أن يُرحِبوا بالناس، وأيضًا كان هذا سيدل على أنّ هذا البيت به لعنةٌ، فليست المشكلة هي الإحراج مِن الناس وحسب. كان الماء المُستخدَم هنا هو ماء غسيل الأيدي والأرجل؛ أي إنّ الرب حَوَّلَ الماء المُتسِخ إلى خمرٍ، فالرب أظهر مجده مِن خلال تدخُله في المشكلة وحلها.

 لكن الوضع اختلف الآن، فقد صرت أنت المجد الإلهي، لذلك فإنْ كنت مُنتظِرًا أنْ يتمّ الأمر مِن السماء، فالسماء تنتظرك أيضًا وسيظل الموضوع قائمًا، فالأمر لا يقف على أُناسٍ لديهم سرٌّ مُعيّن لا تعرفه أنت، وهم مَن يستطيعون أن يصلّوا لك!! يؤدي الفهم الخاطئ هذا إلى حياة خالية مِن بصمات الروح القدس.

إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ.” ‏(رومية 3: 23).

 كان بولس يشرح مِن الإصحاح الأول إلى هذا العدد مشكلة الإنسان وخلاص يسوع، وفي إصحاح 2 تَكَلَّم عن عجز الإنسان قبل الصليب لأن الناس في روما كُرِزَ لهم مِن يهود فتهودوا، فَهُمْ أخذوا خلاص يسوع بشكلٍ مُختلِفٍ عمَّا يشرحه لهم بولس (بحسب إنجيلي) حيث إنه اكتشف شيئًا أعلى مِن بقية الرسل، إذًا خلاصة الأمر؛ هذه الآية تتكلم عن الحقبة السابقة ليسوع.

٧لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.” (يوحنا 16: 7).

 “الْمُعَزِّي” لا تعني شخصًا يعزي في جنازة بل تعني (المُقوي، المُشجِّع، المُشدِّد، الشفيع، المُحامي، الذي يقف معك). يتكلم يسوع للتلاميذ ويقول لهم: عندما يأتي الروح القدس ليسكن فيكم ستكونون في حالةٍ أفضل مِن حالة وجودي معكم، وهنا وضع يسوع أفضلية لسكنى الروح في المؤمنين، كما يمكننا قول إنّ وجود الروح القدس بداخلك أفضل مِن وجود الراعي معك.

“ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.” (يوحنا 16: 14).

 كيف يعمل الروح القدس في حياة الإنسان؟ عن طريق الإخبار بالتعليم وليس أنْ يُعطيك قوة خارقة فجأةً وتجد نفسك تتوقف عن البكاء تلقائيًا أو تختفي المرارة تجاه شخصٍ ما بطريقةٍ فجائيةٍ مثلاً. يتمجد يسوع في حياتك؛ أي يُرَى بقوته عَبْر تعليمٍ كتابيٍّ، وبغير ذلك لن تذوق المجد في حياتك.

“كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.” (يوحنا 16: 15).

 أنت تأخذ ما يخصّ الإلوهية لذلك فالمعجزة تحدث مِن خلال إطلاق المجد الذي صرت عليه. لكن ماذا لو لم تكن مُدرِكًا لوجود هذا المجد في حياتك؟ هذا لأن الظروف والعيان وما تشعر به هو المقياس لديك، فيجب عليك كمؤمن أن تتحرك طبقًا لروحك وليس طبقًا لحواسك الخمس. تحتاج إلى تعليمٍ كي تعرف كيف تفصل بين الروح والنفس والجسد، بهذا تحدث معك المعجزات.

 إنْ كنت تعاني مِن مشكلةٍ ماديّةٍ أو صحيّةٍ، إنْ كنت تريد معجزة لنومِك أو لمشاعرك أو للأسرة، وإنْ كان هناك سلبٌ وخسائر في حياتك، فهناك أرواح شريرة مُسيطِرة على تلك الزوايا. تعامل الرب يسوع مع الأمور النفسية على إنها أرواح شريرة، وليس الحل في احتياج الشخص لمشورة. طريقة التفكير السليمة التي تحتاجها، هي أنْ تستمع للصوت الإلهي.

 أولى الأشياء التي يريدها الله لك كي تنال معجزتك؛ أنْ تفهم الفرق بين الروح والنفس والجسد. الروح فيها المجد الإلهي، والنفس هي طريقة التعامل مع العالم المادي، أما الجسد فهو الحواس الخمس.

“فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلهِ الْحَقِّ، وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلهِ الْحَقِّ، لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ، وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ.” (إشعياء 65: 16).

 يتكلم (إشعياء 65) عن المُلك الألفي الذي هو يوم الراحة بالنسبة للعالم، أما يوم الراحة بالنسبة للكنيسة فقد بدأ؛ “لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ.” (عبرانيين 4: 3)، وهذا يعني أنْ تعمل في حياتك على الأرض بقوةٍ في وجود الظروف وليس أنه لا توجد مشاكل ولا هجوم لكن هناك انتصارًا دائمًا. إنْ كان يوجد في العهد القديم انتصارٌ على الأعداء وعلى الأزمات المادية والأمراض والمشاكل المختلفة، إنْ كانت البركات المادية موجودة في العهد القديم بهذه الصورة، فكم بالحري في العهد الجديد، لن يتم انتقاص هذا الأمر.

 يوم الراحة بالنسبة لشعب الرب والأرض هو المُلك الألفي، وقتها سيكون الرب يسوع موجودًا على الأرض حرفيًا. ‏“فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ” معناها الشخص الذي يبارك نفسه ويطلق بركات على نفسه لأنه يريد أنْ يرى بركات في حياته؛ عن طريق أنْ يقول ويطلق بركة على الأرض؛ “يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلهِ الْحَقِّ”.

 تأتي هذه الآية في ترجماتٍ أخرى كالآتي؛ الذي يعلن بركات على نفسه في الأرض هو أنْ يقول بلسانه إنّ الرب يباركني في الأرض والذي يحلف بلسانه بإله الحق أي لن تعودوا مجددًا تحلفون بالأصنام التي كنتم تحلفون بها وتتبركوا بها لكي ما تُحضِروا مطرًا وزرعًا للمحصول.

 كيف تحيا في الأرض؟ عن طريق أنْ تتكلم الكلمة بلسانك. عاش الرب يسوع على الأرض وهو يرى الأمور مسبقًا بالكلمة في روحه، انصحك بدراسة (إشعياء 50). إنْ كنت شخصًا كثير التأمل في الكلمة، هنيئًا لك، فهذه مِن ضمن الأعراض التي تجعلك متأكدًا أنك تسير بشكلٍ صحيحٍ، فتصبح مُسيطِرًا على ذهنك بالكلمة.

“وَأَنْزِعُ أَسْمَاءَ الْبَعْلِيمِ مِنْ فَمِهَا، فَلاَ تُذْكَرُ أَيْضًا بِأَسْمَائِهَا. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ.” (هوشع 2: 17، 21).

 يسمع الله للسماء والأرض في حالة إنْ نزعْتَ الأصنام مِن قلبك. توجد علاقة ما بين الحالة القلبية والأرض، فجذر كل المعجزات هي قيامة يسوع.

“فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ.” (رومية 6: 4).

 “أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ”، لم يقُل بالروح القدس، برغم إنه قيل في الإصحاح الثامن إنه قام بالروح القدس، وذلك لأن الروح القدس هو روح المجد. أقام الرب يسوع نفسه، وأقامه الآب (أفسس 2) وأيضًا الروح القدس، إذًا لقد اشترك الثلاثة أقانيم في قيامة يسوع.

 عاش الرب يسوع في طفولته كأي طفلٍ يهوديٍّ، يتعلم الشريعة مِن والديه وأيضًا في المدارس اليهودية. كان الشعب في العهد القديم مُتعلِمًا عن المعجزات بشكلٍ كثيرٍ، وأيضًا عن قدوم المسيا، وفي الوقت نفسه جاء يوحنا المعمدان ليمهد الأرض، لهذا كانوا مُحفَّزين ومُستعِدين ومشحونين روحيًا ومِن السهل عليهم الحصول على معجزةٍ، وهذا يفسر لماذا تحدث معجزات في بعض الأماكن بصورةٍ كبيرةٍ، ولا تحدث في أماكن أخرى، وهذا بسبب الشحن الروحي.

‏▪︎ كيف ترى الأمور مسبقًا في روحك

“ثُمَّ قُلْتُ: هنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ.” (عبرانيين 10: 7).

 عاش الرب يسوع معجزةَ القيامة قبل حدوثها حيث كان يقرأ -مثل أي شخصٍ- الكتاب والنبوات التي قيلت عنه، ونحن كأولاد الله لابد أنْ نعيش ما هو مكتوب عنا. فعل الرب يسوع ذلك قبلنا فكم بالحري نحن، فهو درس الكلمة على الرغم مِن إنه الكلمة المُتجسِدة ولكنه أكل مِن خامته فأخرج القوة.

 كيف نزل يسوع للهاوية وهزم إبليس في مملكته وعمل كل هذا الإنجاز الضخم؟ بدأ هذا عن طريق أنه تأمل ورأى ما كُتِبَ عنه في دَرْج الكتاب وبدأ يعيشه بكل جرأة ما قاله الكتاب عنه.

“4أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ لِي أُذُنًا، لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ. ‏٥السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ.” (إشعياء 50: 4 – 5).

 “لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ”، كان الرب يسوع يساعد الناس عن طريق اللهج في الكلمة، لذا مِن الضروري أنْ يركز الشخص في الكلمة ويعطيها انتباهه ووقته وتفكيره.

 “يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ لِي أُذُنًا” بدأ الروح القدس يوقظ الرب يسوع كل صباحٍ (هذه مِن أعراض أنْ يكون الشخص مُشتعِلًا).

“لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ” كان الرب يسوع هنا يتعلم وليس يعلِّم.

 “وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ” كيف كان يسوع سيعاند؟ أنْ يرى ما هو مكتوب عنه في دَرْج الكتاب ولا يسلك به.

“بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ. وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى. قَرِيبٌ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُنِي. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ لِنَتَوَاقَفْ! مَنْ هُوَ صَاحِبُ دَعْوَى مَعِي؟ لِيَتَقَدَّمْ إِلَيَّ! هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي. مَنْ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ؟ هُوَذَا كُلُّهُمْ كَالثَّوْبِ يَبْلَوْنَ. يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ.” (إشعياء 50: 6-9).

 كيف استطاع الرب يسوع اجتياز كل هذه الأمور الصعبة؟ مِن خلال اكتشافه لها ولهج فيها وعاشها مِن الداخل. هكذا معجزتك حتى تنالها تأمل ما كُتِبَ عنك في الكتاب كما فعل يسوع، فإنْ لم تعِش الأمر داخليًا بعد أنْ تكتشفه مِن الكلمة، فلن تستطيع أنْ تعيشه خارجيًا.

 إنْ كان ليس لديك وقت لدراسة الكلمة وتريد أنْ تتخطى ظروف الحياة وأنت لا ترى أنّ الأمر له طريقة روحية، بل تتعامل مع الأمر وكأنه شيئًا عاديًا، فلن تحدث معك المعجزة. توجد دوائر في حياتك، فلن تستطيع أنْ تؤثر على أفراد أسرتك إنْ لم تأكل أنت الكلمة أولًا وتتأثر بها، فالمعجزات تتم حينما تُنَضِّج روحك بأنْ تأخذ حقًا كتابيًا، لكن إنْ كنت طفلًا روحيًا لن تستطيع أنْ تكون مؤثرًا على الآخرين.

 “حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى الرَّبِّ يَحْنَقُ قَلْبُهُ.” (أمثال 19: 3).

 يوضح لنا الكتاب أنّ الإنسان هو مَن يعوِّج طريقه ثم يلقي باللوم على الرب. قد يتساءل أحدهم؛ ما هو ذنب الذين ليس لديهم معرفة؟! إذًا لابد أنْ نصل بالإنجيل للعالم، هذا لا يحمّلنا إلا بالمسؤولية، فهناك أمورٌ ضخمة آتية على الأرض، بينما الناس في حالة مِن السكون الزائف والوعود الزائفة. لن تعود الأرض كما كانت، فقد اقتربنا جدًا على نهاية حقبة الكنيسة التي لها زمن معروف في الكتاب المقدس.

 لا يوجد شخصٌ يهوديٌّ مسياني (أي مؤمن بالمسيح) إلا وتجده يفصل بين هَويّة الكنيسة وهَويّة اليهود، أما العقيدة التي تنص على استبدال الكنيسة بشعب الله لأنهم تركوا الرب، فهي خطأ لأنّ الكنيسة شيءٌ مُختلِفٌ عن شعب الله، فكلٌ منهما له خطةٌ تختلف عن الآخر.

 كيف تحيا في هذه الفترة إلى أنْ تنجو مِن الغضب الآتي على العالم؟ أنْ تتمرس وتفهم الكلمة وطريقة الرب في حدوث المعجزات.

▪︎ خطوات صناعة المعجزة

  • الكلمة:

 أنْ تدرسها وتأكلها وتفهمها وتفهم نفسك، تتمرس فيها وتدخل ذهنك فَتُكلمك عن دور الله والروح القدس في حياتك. أول كلِ شيءٍ لابد أنْ تقبل الرب يسوع، حتى يتغير الجذر الداخلي وتجد المجد الإلهي يسطع فيك حيث تُوضَع الطبيعة الإلهية بداخلك، لكن بعد ذلك لابد أنْ تتوجه لدراسة الكلمة حتى يكبر الطفل الداخلي.

“َكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ.” (1بطرس 2: 2).

‏”تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ. هذَا طَرِيقُكِ مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي.” (إرميا 22: 21).

 يتكلم الرب في وقت الهدوء وليس وقت المشكلة فقط، لكي تُعَدّ سابقًا وتوضع في المكان الصحيح.

“إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ.” (مزمور27: 3).

 يستعد داود هنا للمعارك المُقْدِم عليها؛ كان جليات من النفيليم، فقد كان عملاقًا بدرجةٍ كبيرةٍ، كيف واجه داود ذلك؟ بأن بدأ يرى هذا الأمر في داخله قبل أن يحدث، ويتأمل فيه ويُعِدّ نفسه لمواجهته. تجعلك كلمة الله تعيش الأحداث مِن الداخل وتخزن الكلمة في وقت الراحة، أما إنْ كنت مِن هؤلاء الذين يركضون للكلمة فقط في الأزمات فستعاني بالرغم مِن أنّ الرب لم يرسم لك تلك المعاناة.

  • استخدم روحك:

 تحتاج روحك للتمرُّن وأنْ تتعلم الإيمان وتحيا بالروح عن طريق أنْ يكون لديك رصيدٌ مِن الكلمة حيث يتكلم إليك الروح القدس فيها ومِن خلالها، فأنتَ كائنٌ روحيٌّ تمتلك نَفْسًا وتسكن في جسدٍ وعندما تفهم مِن الكلمة أنّ ما تشعر به غير حقيقيٍّ حينئذ تستطيع إخراج القوة من روحك.

“كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (عبرانيين 4: 12).

 تستطيع كلمة الله الفصل بين الروحِ والنَّفْسِ، فهي خارقةٌ إلى مفرقِ النَّفْسِ والروحِ. إن لم يكن لديك تعليمٌ كتابيٌّ، فسَتُدِمِج الروح والنفس والجسد معًا، وهذا هو الفِكْر النفسي الذي دخل المسيحية، والذي يقول لك: لا تقاوم ما تشعر به، فهذا هو أنت! لكن الفِكْر المسيحي الكتابي الأصلي يخبرنا أنّ روح الإنسان تختلف عن نفسه وعن جسده، وأنّ هناك مصدرَ قوةٍ داخليًّا في روح الإنسان يخرجه عن طريق فَهْم الكلمة.

 تساعدك الكلمة في اكتشاف مَن أنت ومَن هو الله وما هو فكره. ماذا لو كُنْتَ مُعتقِدًا أنّ الله هو مَن وراء المشاكل، وتظل تصلي “لتكن مشيئتك”، بينما يوضح الكتاب أنّ إبليس هو رئيس هذا العالم. نعم زمام الأمر في يدي الرب مِن فوق، لكن نحن (الإنسان) في فترة مِن الإيجار للأرض، فالإنسان هو مَن استلم الأرض وهو مَن عليه أنْ يوقف ويمنع إبليس، أو يسمح بتَدَخُّل الرب أو يمنعه أيضًا! انصحك بدراسة مقالة “إيجار الله على الأرض” لمزيد مِن الفَهْم.

 الله لديه القدرة العامة كمَالِك للأرضِ، لكنه لن يخترق قوانينه بأنْ يقتحم الإنسان ليمنع شيئًا. أيُّ معجزةٍ تمّ المُبادَرة فيها مِن الله، لها كواليسها وحيثياتها، لنعطي مِثالاً؛ لم يكن أبناء نوح منضبطين تمامًا، ورغم ذلك أنقذهم الله مِن الطوفان بسبب نوح. إنْ فَهِمْتَ هذا المبدأ ستدرك أنّ هناك البعض مِمَّن هم غير واضعين قلوبهم في الاختطاف لكنهم سيُختطَفون بسبب مَن يحاوطونهم بالصلاة.

 يوجد تأثيرٌ مِنك على دوائرك عندما تكبر روحيًا، وبالعكس يوجد تأثيرٌ مِن الدوائر التي حولك عليك، لذلك العلاقاتُ شيءٌ هامٌ حيث إنّ أولاد نوح اُنقَذوا بسبب أبيهم نوح وليس بسبب سلوكهم الصحيح طول الوقت. هل ما تستقبله وتسمعه مِن الناس يدخل إلى روحك؟ هل أنت تاركٌ لقلبك بدون حراسة؟ يجب أنْ تحافظ على روحك بتعليمٍ كتابيٍّ صحيحٍ.

 استخدم روحك عن طريق أنْ تبدأ في السيطرة على مشاعرك وإرادتك وتفكيرك، فالروح القدس يظهر في النَّفْس البشرية قبل الجسد، والقناة الإلهية على الأرض هي مِن خلال الإنسان، ولن يتمّ أي تدخُلٍ إلهيٍّ دون هذا. لا يكن بداخلك مرارة تجاه الرب بسبب فِكْر المكافآت، فهناك مَن يتساءل مَثلاً؛ كيف يحدث هذا الأمر السلبي لخادم للرب؟!

 يعتقد البعض بسبب فِكْر المكافآت أنّ الرب يجب عليه مكافئة هذا الخادم بمعجزةٍ، لأنه يتعب في الخدمة، لكننا لا نعلم هل كلمة الله موجودة بداخله فيما يختص بالمعجزة التي يحتاجها أم لا! ماذا عن بطرس الذي لم يكن يعرف بعض الأمور التي كان يقولها بولس، ففي رسالة غلاطية نجد بطرس عندما أخطأ وجاء بولس ليصححه قائلاً له: “لماذا خشيت أن تأكل مع الأمم؟”.

 إذًا وارد جدًا أنْ يكون الشخص خادمًا كبيرًا وقائدًا كبطرس الرسول، ولكنه مازال بعض الأمور التي تحتاج إلى التصحيح. هنا لم يعرف بطرس ما كان يعرفه بولس على الرغم مِن إنه كان سابقًا له في الإيمان، هذا بالطبع لا يجعل بطرس خاطئًا أو شخصًا سيئًا. إنْ جعلت الكلمة هي الأساس في حياتك لن تتوه أبدًا، لا تضع الناس معيارًا لك بل الكتاب، لتجعل كلمة الله فوق كل شيءٍ.

 كان الرب يسوع صغيرَ السِنّ، شابًا في الثلاثين مِن عمره، لكنه كان يكلم شيوخًا وكتبة وفريسيين ويُعرّفهم كلمة الله بوضوحٍ، ويشرح لهم آياتٌ واضحةٌ مِن الكتاب لم يكونوا فاهمين معناها. لا تضع أمامك سوى شخص الروح القدس والكلمة وإلا ستجد نفسك مُعاقًا مِن النمو في حياتك.

  • استخدم لسانك:

 لن يأتي هذا إلا عندما تُشحَن في روحكأَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ.(إشعياء 50: 4)، فمعجزة القيامة هي الرصيد الذي تتحرك به؛ “وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (أفسس 2: 6).

 لابد مِن استخدام لسانك وإعلان الكلمة، استخدم لسانك أيضًا في الصلاة بالألسنة. لا تَقُل كلمة الله ثم تعلن عكسها بعد ذلك، فأنت بهذا تفسد معجزتك؛

  • إن كنت شخصًا غيرَ صبورٍ، اعلن بلسانك وقُلّ: أنا أحتوي وأُخْرِج ثمرَ الروحِ.
  • إن كنت شخصًا مُشتَّتًا، قُلّ: أنا أمتلك ذهنًا خاضعًا لروحي، وإنْ سِرّتُ في وادي ظلّ الموتِ سوف أحافظ على كلمات لساني وأقول: “لا أخاف شرًا لأنك أنت معي”.
  • إن كنت تريد أنْ تكون شغوفًا في الكلمة، انطقها بلسانك واعلنها وقُلّ: أنا أدرس الكلمة باستفاضة، أنا أتحرك بروحي وليس بما أشعر.
  • الصلاة بألسنة هي أكثر وأسرع وسيلة تطبق بها مبدأ الشحن السريع.
  • الصلاة بألسنة هي كلماتٌ حقيقيةٌ في عالَم الروح ولها معنى وتجعل روحك تتجه في الاتجاه السليم.
  • الصلاة بألسنة تساعدك في الدخول إلى فَهْمٍ وإدراكٍ عميقٍ لأشياء لا تفهمها بذهنك وتبدأ تخرج مِن ذهنك على هيئة مفاهيم وأفكار، وبذلك أنت تنجز المعجزة.
  • قد يحدث أنْ تصلي بذهنك لأمرٍ تريده وربما يكون بهذا الأمر تفاصيل خطيرة أنت لا تعلمها، ولكنك عندما تصلي بألسنة قد تصلي بعكس ما تصليه بذهنك، فأنت لا تعلم الفخاخ التي تنتظرك، لذلك يجعلك الروح القدس تصلي بالتفاصيل الإلهية وبنفس المشيئة والخطة الإلهية الموجودة في الكلمة.

 مِن هنا تتبلور لديك أفكار مِن الروح القدس لمعجزتك، فتبدأ في إطلاق القوة مِن داخلك على جسدك إنْ كنت مريضًا، أو على بيتك إنْ كان فيه أي تعكيرٍ، وأيضًا تعمل الكلمة في حياتك وفي شخصيتك فقد تكون أنت سبب العصبية التي في بيتك، فيبدأ الروح القدس يعمل على تصحيحك أنتَ أولاً مِن الداخل.

مِن الطبيعي أنْ تجد بعض المحبطات وأنت تتحرك في هذا الأمر، لكن استمر في الصلاة بالروح ودراسة الكلمة.

‏▪︎ املأ ذهنك ولسانك بالكلمة

“وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.(أفسس6: 17).

 “كَلِمَةُ اللهِ” تأتي هنا بمعنى “ريما” أي كلمة الله المنطوقة، وليس “اللوجوس” التي هي كلمة الله التي نقرأها، لكن أنْ تقولها بلسانك وتجعلها شخصية إليك فهذه هي “الريما”، فمثلاً إنْ لم يعلن الشخص بلسانه أنّ يسوع المسيح ربًا على حياته، لن يُولَد مِن الله ولن تحدث له معجزةَ الخلاصِ، وفي هذه اللحظة، ما يحدث في عالَم الروح ضخمٌ جدًا؛ لأنّ الشخص يُؤْخَذ مِن مملكة الظلمة ويُولَد مِن الله مُنتقِلاً إلى ملكوت الله في الحال. يخبرنا الكتاب عن الضيقةِ العتيدةِ أنْ تأتي على الأرضِ، والتي يُطلَق عليها مبتدأ الأوجاع، وهذا لأنّ شعب إسرائيل لم يقبلوا الولادة الثانية رافضين المسيّا، فَسيسري عليهم هذا الألم.

 يحدث الميلاد الثاني عن طريق لسانك، قد لا تشعر بشيءٍ وقتها، وربما لا تفهم أبعاد ما تفعله لآخره لكنك ستفهمها فيما بعد، لذلك فالصلاة بألسنة تساعدك على الدخول إلى فَهْمٍ وإدراكٍ عميقٍ لأمورٍ لم تستوعبها بعد بذهنك، لكنها يحدث لها بَلوَرةٌ داخليةٌ إلى أنْ تُستَعلَن على ذهنك في هيئة مفاهيم، ويساعدك الروح القدس على إتمام معجزتك، فيجعلك تقابل الناس الصحيحين، وتفكر بطريقةٍ صحيحةٍ، وأحيانًا يمنعك مِن التحدث مع شخصٍ ما بأنْ تجد رفضًا بداخلك له.

 حدثَتْ المعجزة في قصة يعقوب بأنْ أعطى له الرب فكرةَ كيف يأخذ الأغنام القوية، ولم يكن هذا غشًا، فقد أوضح الكتاب بعدها أنّ هذه الفكرة كانت مِن الرب لأنّ خاله كان مُستغِلًا. تحركت يدا الروح القدس مع يعقوب، فأخرجه بوفرةٍ ومعه أقوى الأغنام عن طريق إعطاؤه فكرةً.

 ماذا عن صحتك وشفائك، لابد مِن إعلان الكلمة على جسدك برغم ما تسمعه مِن تقارير طبيّة، لكن يجب أنْ ترى ما تقوله الكلمة بشأنك، وهذا هو ما حدث مع بطرس؛ ظلّ مُنهمِكًا في الكلمة التي قالها له الرب برغم الرياح والأمواج الشديدة، وبالفعل استطاع المشي على الماء لأنه تَمَسَّكَ بالكلمة التي قالها الرب يسوع فكسر قانون الجاذبية.

 إنْ لم تستهلك الكلمة ذهنك (أي تكون كل الذاكرة مُستهلَكة فيها) لن تنتج ثمرها. لا تنسَ أن العالم والعيان يرميان أفكارًا، لكن ما أسهل حياتك إنْ سِرّتَ تحت قيادة الروح القدس. قد يقودك الروح القدس مثلًا إلى قطع علاقات معينة، وتلاحظ بعدها تحسن واختفاء الأعراض. ربما تكون مِن الأشخاص الذين يريدون إتمام الأمور بطريقة كاملة ( Mr. perfect)، رائع أنْ يكون هذا في حياتك الشخصية لكن لا تحكم على الناس بذلك حتى لا تتكوَّن لديك مرارة داخلية.

 هناك أشخاصٌ يحملون بداخلهم مرارةً مِن أمورٍ معينةٍ بطريقةٍ غير ظاهرةٍ عليهم وهم لا يعلمون بما يحدث بداخلهم لأنّ لديهم ثباتًا انفعاليًا خارجيًا، فتأتي إليهم الأمراض بسبب تأثير الأفكار، وهنا تكمن المعجزة بأنْ يعمل الروح القدس على أذهانهم وقلوبهم وأفكارهم، حينئذ يستطيع الشخص مواجهة أي شيءٍ سلبيٍّ بلا مرارة، ويستطيع التفرقة ما بين الخطأ والناس، فلا ينهال عليهم بالغضب أو بالسخرية.

 لا توبخ أطفالك بصورةٍ فيها سخرية، فهذا يؤثر على طريقة تفكير الطفل وتجعله يفقد تركيزه بسبب أرواح شريرة أثّرَتْ على ذهنه لأنه يُعَنَّف بطريقة غير كتابية. توجد صرامة كتابية وهناك أيضًا محبة وفَهْم، ومِن الضروري أنْ تزرع فيهم تعليمًا قبل أنْ تطالبهم بأي شيءٍ. مِن الممكن أنْ تكون أنت سببًا لتأثير الأرواح الشريرة على طفلك لأنك لا تسلك بالكلمة، بل تتكلم كلمات واعترافات كما يقول الناس وبالتالي تحيا كما يحيون، وليس كما يسوع يتكلم ويعيش، دراستك لسلسلة عظات “تربية الأطفال” ستساعدك كثيرًا

 إنْ بدأت تستقبل الكلمة في تفكيرك وتعلنها بلسانك، أي تلهج بها في ذهنك وقلبك وتقولها بلسانك، فمَن يلجّم اللسان يلجّم الجسد كله، وبهذا تستطيع التحكُم في حياتك، لكن يجب أن تكون سالكًا بالكلمة. إذًا أول كل شيءٍ أنْ تولد من الله، ثم تمتلئ بالروح القدس، فإن كان شخص غير مولود مِن الله ويريد معجزةً، يجب أنْ يقبل يسوع أولًا لأنّ الرب يريد أن يتحرك مِن الداخل للخارج، ويجب أيضًا أن يُتابَع الشخص روحيًا.

 ماذا إنْ كانت معدل تفشي المشكلة أسرع مِن نضوجك الروحي؟ سيساعدك الرب بقدر الإمكان وسترى يديه في الأمر، لكن قد تكون هناك أسبابٌ أخرى وأشخاصٌ مِن حولك يأخذون قرارات ولا تستطيع أنت التحكُم فيهم، يمكنك دراسة سلسلة “الحماية الإلهية” لتتضح لك الأمور أكثر.

 عندما ركب بولس السفينة قال للقائد: أنا أرى (في روحي) ألّا نتحرك بالسفينة، لكنه خضع بعد ذلك للقائد حينما لم يأخذ برأيه، وبالفعل واجهتهم رياحٌ شديدةٌ رغم أنّ الجو لم ينبئ بذلك سابقًا. هكذا مِن المُحتمَل أنْ يخضع شخصٌ لآخر وهو في الأساس يتّخذ قراراتٍ خاطئةً، لكن خضوعك للكلمة سيجعلك تُنقَذ كما أُنقِذ بولس والذين معه.

 ماذا لو الطاعة فيها إنكار ليسوع، سأقول: “لا”، فالكتاب يوضح لنا أنْ نرفض علامة الوحش مع أنها ستكون مفروضة على الناس في سبع سنين الضيقة. إنْ قيل لك أنْ ترفض يسوع، ارفض الأمر حتى الموت، لكن يمكنك أنْ تصلي مِن أجل الشخص صاحب القرارات، طالبًا أنْ يتراجع عن قراراته الخاطئة.

▪︎ يتعامل الروح القدس مع أفكارك

 يعمل الروح القدس في ذهنك عن طريق تفكيرك، فالمعجزة تخرج مِن داخلك للخارج. كما يساعدك الروح أيضًا على فَهْم مبادئ الكلمة، وتظهر أعراض فهمك هذا عن طريق سيطرتك على حواسك الخمس وعلى تفكيرك ومشاعرك، فإنْ شعرْتَ بأي مشاعر سلبية أو تشتيت، ارفض ذلك، أنت تستطيع فِعْل ذلك بكلمة الله، فهي تجعلك تميز أفكارك مُدرِكًا أنّ الحزن والملل والمشاعر السلبية كلها أشياءٌ غيرُ حقيقيةٍ، فالكتاب يقول إنه تجري مِن بطنك أنهار ماء حي.

 إنْ كنت تشعر بعدم قدرتك على إخراج الكلمة مِن فمك، هذا وهمٌ أو روح شرير، لا تصدقه، فإمّا لديك أفكارٌ خاطئةٌ أو إنك مُمتلئٌ بالعالَم أو ربما تكون موهومًا بأنك مربوطٌ في لسانك. يقول الكتاب إنه لا يوجد شيءٌ بإمكانه تقييدك، والشرير لا يمسَّك، “الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.” (1 يوحنا 5: 18) لذلك أطلق الكلمة مِن فمك باسم الرب يسوع وقُل ما أشعر به ليس حقيقيًا.

 ادرس الكلمة وصلِّ، وعندما تستخدم لسانك ستكتشف أنّ كل الأمور السلبية تقع وانهار واحدةً تلو الأخرى. ظهر الرب مرة لرجل الله كينيث هيجين، وبينما هو يتكلم مع الرب، دخل روح شرير ووقف بينهما مُسبِبًا تشويشًا، فظلّ كينيث مُنتظِرًا أنْ يزيله الرب، لكن الرب لم يفعل، بل ظلّ مُكملًا كلامه لكينيث، إلى أن انتهره كينيث باسم يسوع فوقع في الحال، وهنا تعجب كينيث سائلًا الرب: “لماذا تركته يقف هنا يارب”، أجابه الرب: “لأنّ فِعْل هذا مسئوليتك أنتَ”، حينئذ طلب مِنه كينيث أن يعيد عليه الكلام الذي لم يسمعه.

 لا تنسَ أنّ توما فقد النفخة التي أعطاها الرب للتلاميذ؛ أي إنه فقد القوة لفَهْم الكلمة، عندنا تغيّب مِن اجتماع الرب بهم في الجليل، تحتاج الأمور الروحية إلى التفات، كفى اعتمادية زائفة على الرب، امسك أنت بزمام الأمور في حياتك، بذلك تجد الروح القدس يساعدك. ربما تزداد الأمور سوءًا في العيان، لكن أنتَ تتكلم بإيمانٍ وثقةٍ وتستطيع الوقوف بشراسةٍ ضدّ هذا الأمر مُستخدِمًا لسانك.

 تَكلّْم ضدّ الأعراض التي عندك، ولمن انتبه! أنت لا تصلي حتى يوقفها الرب عنك بل أنتَ مَن توجّه كلامك ضدها. عندما تقول اعترافات إيمان أنت لا توجهها للرب، لكنك تتكلم للشيء كما فعل الرب عندما تكلم لشجرة التين. توجد قوة في كلماتك المنطوقة. حينما تصلي بألسنة أنت تُشحَن وتتكلم بالكلمة على لسانك وتصلي بمشيئة الله بطريقةٍ صحيحةٍ إلى أنْ تصل إلى حلولٍ للأمور وخضوع تحديات لك.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$