القائمة إغلاق

المعجزات وكيف تنجح – الجزء 8 Miracles And How They Succeed – Part

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

                   

العظة مكتوبة

▪︎ كلمة الله هي الحل الذي صنعه يسوع على الأرض.

▪︎ تحتاج أنْ تعرف البدايات لتفهم فِكْر الله.

▪︎ يريد الله التدخُل، ولكن هناك طريقةً.

▪︎ الأمرُ مُرتبِطٌ بنضوجك.

▪︎ هل يمكن أنْ تصلي صلوات خاطئة؟

▪︎ ما هو النضوج؟

▪︎ رُدّ على أفكارك بلسانك.

▪︎ لا تتكلّم لغة العالم.

▪︎ اَعْتنِي بالمعجزة وأَدْرِكها من الكلمة

▪︎ لماذا كان الناس ينالون شفائهم بسهولة في أيام الرب يسوع؟

▪︎ مبدأ الدائرة.

▪︎ كيف تعيش حياة ممتلئة بالمعجزات؟

     تساعدنا كلمة الله على اكتشاف ما يلزمنا لكي نعيش على الأرض بصورة عملية. لا تظن أنّ كلمة الله صعبةٌ أو هي مضيعةٌ للوقتِ، أو إنها تحتوي فقط على محاذير ضد الخطية، نعم هي تحذرنا مِن الخطية، ولكن ليس هذا ما يشغل فِكْر الرب بقدر أنْ تكتشف الحل الذي صنعه يسوع على الأرض.

     يخبرنا الكتاب أنّ كلمة الله نافعة؛ “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ.” (2 تيموثاوس 3: 16)، فإنْ لم تنفعك الكلمة، إذًا هناك مشكلة، مثلما نقول لك: “إنْ أكلت هذه الوجبة فإنْ جسمك سيسترد عافيته”، ولكن إنْ لم يحدث ذلك فمؤكدًا هناك مشكلة إمّا في الهضم أو الامتصاص أو أي شيءٍ آخر يمكننا أنْ نشك فيه دون الشكّ في الطعام نفسه.

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْن، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (عبرانيين 4: 12).

    هي كلمة حية لم يعفَ عليها الزمن، وقادرة أنْ تخترق وتؤثر بفاعلية؛ أي تجعل قوة الله ظاهرة في الإنسان. في رأيك ما هي الأداة التي يصنع بها الله المعجزة؟! هي الكلمة. يلجأ البعض إلى صلوات الناس أو أي حلولٍ أخرى لينال المعجزة، لكنهم يفشلون لأنّ المعجزة موجودة في كلمة الله، لذلك كلما ابتعد الشخص عن الكلمة يحبط لأنه لا ولن يجد نتائج.

 مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ، الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ.” (أمثال 25: 28).

     الشخص الذي لا يسيطر على جسده ولا يسلك بروحه، فهو مثل مدينة سورها مُنهدِم، فيدخلها العدو بسهولة بدون مقاومة. كانت الأسوار تُبنَى حول المدينة قديمًا لمَنْع دخول الأعداء، وكانت أبواب هذا السور تُغلَق ليلًا حتي لا يحدث هجومٌ ضد المدينة، وكانوا يتركون بابًا صغيرًا مفتوحًا يسمى “ثقب الإبرة”، حتى إذا ما رجع شخصٌ متأخرًا يدخل هو ويترك دابته في الخارج.

    ضرب الرب يسوع مثلًا عن “مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ”(مرقس 10: 25)، وأوضح صعوبة دخول الشخص المُعتمِد على الأمور الحسِّية المادية لملكوت السموات. إنْ كان لدى الإنسان ثقبٌ في حياته، فهو بذلك يجعل الأرواح الشريرة تتدخل فيها، هكذا الإنسان الذي لا يتحكم في حياته ولا في جسده وحواسه، يكون كمدينة مُنهدِمة بلا سور يدخلها إبليس بسهولةٍ.

     مَن يترك نفسه للعالم والانشغال بما حوله ثم يطلب معجزة في حين أنّ حياته مليئة بالثغرات، هو في الحقيقة بلا سور، ولن ينال معجزته التي يسعى إليها. هناك مَن لديه ثقبٌ في زاوية التحكُم في انفعالاته وغضبه، وهناك أيضًا مَن يتعامل بتسيّب فعندما يُرهَق قليلًا يقوم بمكافئة نفسه، وهناك غير المُنضبِط ولا يمارس السلطان على حياته وكلماته، هذا شخصٌ مفتوحٌ على إبليس والأرباح الشريرة.

▪︎ تحتاج أنْ تعرف البدايات لتفهم فِكْر الله

     عرفنا في العظات السابقة بالشواهد الكتابية أنّ الله لا يريد الألم للإنسان، فكلمة الله تتكلم بوضوحٍ وببساطةٍ جدًا، أنت مَن ينقصه البحث في الكتاب عن عبارة “في البدء”، فهذا ما فعله يسوع حينما سألوه عن موضوع الطلاق؛ “وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟” (متى 19: 3- 4).

     إنْ أردنا معرفة الحقيقة حيال هذا الأمر، علينا الرجوع إلى بدء الشيء، فلم يكن هناك ألمٌ في جنة عدن، ولن يكون هناك ألمٌ في السماء الجديدة والأرض الجديدة، إذًا لماذا يضع الرب ألمًا في الحقبة الحالية؟! هذا اتهام مِن إبليس الذي أدخل الموت إلى العالم بسماحية مِن الإنسان، وحوَّل الاتهام مِنه إلى الله ليجعل الشخص واقفًا ضد الله إمّا هاربًا منه، لأنه مُعتقِدٌ أنّ الرب هو مَن وراء المشكلة ليعلمه درسًا، وتجده يستخدم الآيات التي تتكلم عن الألم بصورة خاطئة.

      يريد الله التدخُل في ظروف الإنسان، لكن هناك طريقة إنْ لم تسلك بها، لن تجد نتائج؛ لأنّ الأعمال ليست بالنيات فحسب، لنضرب مثلاً لمزيد مِن الإيضاح؛ إنْ أراد شخصٌ زَرْعَ شجرةٍ وسط الطريق بنيةٍ حسنةٍ لأنه يحب النباتات ويريد توازن البيئة، فهو سيتسبب في إيقاف الشارع بالكامل بسبب نيته الحسنة هذه، فلابد أنْ يفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي المكان الصحيح. لا تبرر القيام بالشيء بأي طريقة تحت عذر النوايا الحسنة.

     يؤمن البعض أنّ الله هو مَن وراء المشاكل والمصائب، لكن بمجرد فَهْم الكلمة، يدرك الإنسان وجود إلهٍ حيٍ في صفّه ضد مشاكله، وهنا يبدأ في الانتقال مِن مرحلة الخصومة إلى المُصالَحة مع الله. نرى شعب الله منذ العهد القديم مدركين إنهم إنْ سلكوا بالكلمة فلن يروا ما يراه العالم، فكيف إذًا يتحول مسار الأمور فيتم تصنيف ما كان لعنة منذ العهد القديم على إنه بركة الآن! هذا غير كتابي بالمرة وخطأٌ فادحٌ.

 “وَلكِنْ لَمْ يَشَإِ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ يَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ.” (تثنية 23: 5).

     توضح هذه الآية أنه حينما أراد بلعام أنْ يلعن الشعب، لم يستطع إلا التكلُم بالبركة، فهذا أمرٌ حدث حرفيًا، وليس أنّ ما يُصنَّف لعنةً كتابيًا يتحول إلى بركةٍ. آن أوان اكتشاف الكنيسة للحقائق الكتابية حتى لا يصرخ الشعب طالبًا معجزة، ويطالب الرب قائلًا: “إنْ أردت يارب فاعمل أنت هذا الأمر” وكأن الكرة في مَلعَب الرب، في حين هي في مَلعَب الإنسان ذاته.

▪︎ يريد الله التدخُل، ولكن هناك طريقةً

     يتساءل البعض: إنْ كان الأمر مسئولية الإنسان، فأين النعمة؟! هل يرى الرب ابنه مُتعَبًا ويتركه؟! نعم ينقذ الأب ابنه بأنْ يسحبه خارج الخطأ، لكن ماذا لو كان هذا الابن كبيرًا بكفاية ويتعامل مع الجميع بطريقةٍ خاطئةٍ في عمله؟ هنا ينصحه الأب، لكنه لن يقدر أنْ ينقذه مِن مشاكله في العمل، فهل يستطيع أنْ يمنع ابنه بدون إرادته؟ بالطبع هذا مستحيل، أقصى شيءٍ يفعله هو أنْ يصحّحه.

     هذه هي مشكلة معظم المؤمنين الذين يتساءلون؛ طالما يرى الرب ابنه مُتعَبًا، لماذا لا ينقذه في الحال؟ الإجابة هي نعم ولا في الوقت نفسه، هو ينقذه لكن هناك طريقة والتي تتمثل في أنْ يعطيه الكلمة، فطريقة الله للتعامل مع الإنسان هي الكلمة. رُسِمَ للكنيسة الانتصار، لكن ما يجعلها مهزومة هو إهمالها للكلمة التي هي الطريقة الوحيدة للتعامل ما بين الله والإنسان، فالروح القدس يتكلم إلينا مِن خلال الكلمة.

     حينما تنزع سلطان الكلمة وتجعلها هي آخر الأشياء التي تفكر فيها، وكأن الكتاب المقدس يحكي مجرد قصصٍ عن آدم وحواء، وكلام بولس غير المفهوم…إلخ، هذا ما يجعل الشخص يستسلم ويضع الكتاب جانبًا، فلا يدرك طريقة الله في حل المشاكل ولا يجد نتائج عندما يطلب الرب.

     مثلاً؛ إنْ كنت تريد إجراء أي تعاملات بنكية، فأنت تقوم بخطوات معينة لتحصل على ما تريد، فلن يستطيع موظف البنك التعامل مع نواياك أو حتى التعامل بصورة شفهية معك، بل يجب أنْ تتحرك بصورة رسمية، ليس لأن البنك مُعقَّدٌ ولكن هذا هو النظام، هكذا الله أيضًا مُنظَّمٌ، فأي نظامٍ مُستقيمٍ أساسه كتابيٌّ. إن كنت تحترم النظام، ستحصل على حقوقك، فكم بالحري حينما تتعامل مع هذا الإله المُنظَّم. لا تنسَ تربُص العدو لك ووقوفه ضدك حتى لا تأخذ حقوقك.

    دعنا نلقي نظرة على الأخرويات؛ بعدما يُقيَّد إبليس في المُلك الألفي، يقول الكتاب في حزقيال عن الحرب التي ستحدث؛ ستُرفَع الجثث الناتجة مِنها في فترة زمنية، مع أننا موجودون في الأرض ونملك مع الرب يسوع، فلماذا إذًا لم نستخدم الخارق للطبيعي لإزالة الجثث؟ سنقود نحن الناس الذين نملك عليهم ليجمعوا الجثث في فترة زمنية، لأن لازال هناك احترامٌ للقوانين الطبيعية، فإنْ كان هذا ما سيحدث بعدما يُقيَّد الشيطان ويملك البر في الأرض، فكم بالحري الآب، لابد أنْ نسلك بنظامٍ. لن تُجدي فكرة الاتكاء على الله والتراخي تحت مُسَمَّى أنّ الله يعلم طلبتي.

▪︎ الأمرُ مُرتبِطٌ بنضوجك

 “وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ.بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ.هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَم.”(غلاطية 4: 1-3).

    “الْوَارِثُ قَاصِرًا” مع إنّ الشخص يمتلك كل شيءٍ إلا إنه غير ناضجٍ، فيكون مثل العبد، فلا يستطيع التعامل مع ميراثه. إذًا هناك علاقة بين ميراثك (معجزتك) وبين نضوجك الروحي. إنْ كنت قاصرًا (غير ناضجٍ)، فلن تعرف كيف تنال معجزتك.

    “تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ.”؛ أي تحت رعاية روحية، إلى أنْ يستطيع إنجاز معجزته بنفسه، فالمعجزة قد صارت الآن بين يدي الإنسان وليس الله، والأمرُ مُرتبِطٌ بنضوجك.

     “أَرْكَانِ الْعَالَم” هي العناصر التي تكوّن هذا العالم، وهي ما تحيا في وسطه على الأرض، مثل العدوى والاقتصاد وغيرها، وهي تسيطر على غير الناضج، لكن حينما ينضج الشخص فهو يسيطر عليها في دائرته، ويؤثر ولا يتأثر. ترتبط حياتنا على الأرض بحياة الله بداخلنا وليست بعناصر العالم.

    يوضح بولس في الإصحاحين السابقين في رسالة غلاطية كيف كان الشعب قديمًا خاضعًا لأمورٍ خارجية حسيّة في ناموس موسى، وأوضح لهم خطأ أنْ يسيروا بنفس المبدأ الآن لأن نمط الحياة بعد قبولنا ليسوع أصبح مِن الداخل للخارج، في حين أنّ الحياة بالناموس هي مِن الخارج للداخل؛ أي حينما يقدم الشخص ذبيحةً فإنه يتنقى مِن الداخل، بينما في العهد الجديد؛ صنع الرب كل شيءٍ، لذلك فعندما تقبل الرب يسوع، أنت تعيش مِن الداخل للخارج، وعليك أن تطوّر داخلك.

“فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِلأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍفَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (عبرانين 4: 14-16).

      “عَوْنًا فِي حِينِهِ”؛ أي عونًا حينما نحتاج نحن، وهذا يعني أني أنا مَن أضبط توقيت معجزتي. إنْ وجدْتَ شخصًا آخر لم يأخذ معجزته، اعلم إنه توجد كواليس أنت لا تعلمها بداخل الناس، ربما يكون شخصٌ قد مارس إيمانه وأنت لا تعلم بوجود خللٍ ما في إيمانه.

 كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ.” (مرقس 9: 23).  

     كل شيءٍ مُستطاع للذي يمارس إيمانه، وهذا يعني إنه إنْ مارس الشخص إيمانه ولم يحدث شيءٌ، يوجد أمرٌ خطأٌ في سلوكه بالإيمان أو إدراكه لزاويةٍ ما في التعليم، لكن مِن المستحيل أنْ يكون الخطأ في الرب، وهنا يقول الشخص: “الله لا يريد، فهي لم تكن مشيئته”، وهذا غير سليمٍ كتابيًا.

▪︎ هل يمكن أنْ تصلي صلوات خاطئة؟

    عرفنا في العظة السابقة كيف أرسل موسى جواسيسًا، وكان هذا الأمر سبب الأربعين سنة التي قضاها الشعب في البرية، نعم كان هذا بأمرٍ مِن الرب، ولكنه في الأساس طبقًا لطلب موسى حينما سمع لمَطالب الشعب. حدث نفس الأمر حينما طلب الشعب ملكًا (شاول بن قيس)، وأصعد صموئيل طلبتهم إلى الرب الذي استجاب لهم برغم إنها لم تكن مشيئته.

     بنفس هذه الطريقة يمكنك أنْ تصلي صلواتٍ خاطئةٍ وتتحقق (يمكنك الرجوع للتعليم الخاص بالصلاة)، وربما تكون أدخلْتَ إبليس في حياتك نتيجةً لمِثْل هذه الصلوات وأنت لا تعلم بسبب عدم فهمك للكلمة. سمعنا البعض يطلب من الرب أنْ يبليه بمرض الملكوت حتى يمجده!! صلاة مثل هذه تفتح الباب على مصراعيه أن يُبتَلَى هذا الشخص بالأمراض، لأن الكتاب يخبرنا أنّ “كُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ.” (متى 18: 18)، تمّ هذا الأمر لأن الشخص أراد، رغم أنّ هذه ليست مشيئة الرب.

    تسمح السماء بما يسمح به الإنسان على الأرض، فالإنسان هو مَن يقود حياته وليس الرب، بالتأكيد يريد الله حمايته، لكن هذا الشخص خرج مِن حماية الرب بهذه الكلمات. لا يتركه الرب برغم هذا بل يرسل إليه الكلمة عن طريق أشخاصٍ، لكن مِن الممكن أنْ يكون ذهن الشخص مُتجِهًا إلى بعض الأفكار التي تبدو مِن الكلمة، وهنا يستغل إبليس الفرصة، فتظهر الأعراض على الإنسان، ليس بالضرورة في الوقت نفسه، لكن قد تظهر بعد سنينٍ بسبب سماحية لسانه (حتى إنْ كان يقولها هاذِرًا).

“اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ”(أمثال 18: 21)

“يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ” بمعنى؛ يتحملون العواقب. عندما يرمي الإنسان المسئولية على الرب في المعجزة، يتم الإخلال في التفاعل الخاص بالمعجزة، وفي كل مرةٍ ينتظر الشخص أنْ يشاء الرب، فهو هنا يفسد معجزته بطريقة التفكير هذه.

▪︎ ما هو النضوج؟

“وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ”(غلاطية 4: 4-5)

     لم نكن نحن كأممٍ تحت لعنةِ الناموسِ، لكن تحت لعنة آدم. صار العالم كله تحت القصاص منذ أنْ جاء الناموس على الأرض. يريد الروح القدس نضوج الإنسان ليأخذ ما له في المسيح، إنْ كنت لا تعرف كيف تعلن الكلمة على جسدك في وجود أعراض مرضيّة مثلاً، أو تتكلم إلى نومك وأحلامك أو عملك…إلخ، فأنت لازلت في حياة الطفولة الروحية، أبْطِل هذا.

     يتأثر الطفل الصغير بما يحدث في العالم، وبالتأكيد لن يحدث النضوج فجأةً. إذًا ما هو النضوج؟ هو العمل في شخصية الإنسان لكي يُخرِج حياة الله التي فيه للخارج حتى يستطيع أنْ يعيش المعجزة. تحتاج أنْ تتغير أنت أولًا إلى تلك الصورة عينها. يتساءل البعض؛ هل هذا شرطٌ لحدوث المعجزة؟! لا، ليس شرطًا بل هو طريقة الحصول عليها، أنْ تتغير أنت شخصيًا بحسب الكلمة، فَقَبْل أنْ يغير الرب الآخرين، يريد تغيّرك أنت.

     هذه هي طريقة الرب؛ أن تعالج مواقفك لكي تستطيع تغيير الدائرة الخارجية وليس العكس، فالنضوج لا يتلخص فقط في معرفة كلمة الله لكن أنْ تتغير أنت شخصيًا ليكون تفكيرك بحسب الكلمة؛ تجاه نفسك، وتجاه الله، وتجاه ظروف الحياة أيضًا. إنْ كان الشخص يفكّر بصورةٍ عشوائيةٍ قائلًا؛ لا أحد يعرف الحقيقة، أو سأنتقي مِن الكلمة ما ينفعني فقط…إلخ، كلام يبدو مستقيمًا لكن عاقبته طرق الموت.   

     الإنسان في احتياج لأنْ يكون أسدًا عندما يواجه ظروف الحياة، ويتصدّى للمواقف بقوة الروح القدس ويخرج قوة الله إلى الخارج، لكن لا يحدث ذلك لأنه قاصرٌ ولم ينضج بعد فأصبح هشًّا، وحتى إنْ أراد أنْ يسلك سلوكًا روحيًا، يجد نفسه غير مُمَرَّسٍ وغير مُدَرِّبٍ سابقًا في ظروف الحياة الهادئة، فتأتي ظروف الحياة لتهاجمه وهو لا يعرف كيف يتعامل.

     ربما يتعرَّض هذا الشخص لمشكلةٍ عاجلةٍ؛ مثل انهيار في عمله أو أسرته أو حتى في جسده، في هذه الحالة هو يحتاج أنْ يلجأ سريعًا لمَن يرعاه روحيًا حتى يُشخِّص له حالته. قد يحتاج هذا الشخص مثلًا لإجراء عملية جراحية فينصحه مَن يرعاه بإجرائها لأنه لم ينضج في تلك الزاوية بعد ولن يستطيع أنْ يمارس إيمانه وقتها، ولكنه سيكون قادرًا على فعلها إنْ التصق بالكلمة الحية.

    رأينا هذا الأمر في الكتاب في أيام إرميا النبي؛ كان الشعب رافضًا التوبة رغم إنه حذرهم مِن السبي، إلى أنْ وصلوا لمرحلة عدم التجاوب، فاضطر إرميا إلى اللجوء لحلٍ آخر معهم، فقال لهم: حينما يأتي الحصار على البلد، استسلموا حتى لا تُقتَلوا، رغم إنّ هذا الشعب نفسه هزم أعداءً أقوياء قبل ذلك.

     إنْ نظرْتَ لحروب العهد القديم، تجد الرب يأمر أحيانًا بعدم قتل شعبٍ ما، وأحيانًا أخرى يأمر بقتل الشعب كبارًا وأطفالًا، هل تساءلْتَ قبلاً: لماذا هذا؟!  بسبب حدوث تزاوج بين الأرواح الشريرة مع النساء وأنتجوا عماليق (نفيليم)، وهناك سبعة أنواع مِن النفيليم، وقد وصل بهم الأمر إلى التزاوج حتى مع النباتات والحيوانات، حتى بعد نوح أيضًا، لذلك كان القضاء بالنسبة لهم هو السيف لأنهم نوع مِن البشر ليس لهم خلاص.

     هكذا مَن سيأخذون علامة الوحش سيكونون بشرًا مُهَجَّنًا، وسيحدث تلاعب في إرادتهم وتفكيرهم وتكوينهم، وأخيرًا سيهلكون. هزم شعب الله العماليق الذين لهم قوة ليست عادية، وهم كائنات لا يمكن هزيمتها بقوة السيف العادي لكنهم هزموها بقوة الروح القدس، لكن عندما جاء السبي قال لهم إرميا أنْ يستسلموا لأنهم لم يتوبوا، لذلك فقوة الله ليست متحركة معهم في ذلك الوقت، فَهُمْ الذين تركوا الرب وليس الرب مَن تركهم.

     ظلّ شعب الله في السبي لمدة سبعين عامًا ثم انتقلوا ِمن مرحلة لأخرى إلى أنْ رجعوا لأرضهم، لكن لم تكن حياتهم كالسابق لأنهم لم يتوبوا توبةً حقيقيةً. تَذَكّر أبناء عالي الكاهن لم يكونوا سالكين بطريقة صحيحة، وكانوا يهتفون بقوة في الحرب هتافًا انتصاريًا في الظاهر لكنهم أخيرًا هُزِموا.

    إنْ كنت مضبوطًا على الموجة الإلهية، إنْ كان هناك رصيدًا سابقًا مِن المعرفة الإلهية والنضوج الروحي، وإنْ درَّبْتَ جسدك على الانضباط في صومك وأكلك ونومك، وإنْ سيطرْتَ على مشاعرك وأوهامك…إلخ، ستنال المعجزة بسلاسة.

     تعامل الرب يسوع مع الأشخاص المجانين على أنهم مُسيطَر عليهم مٍن أرواحٍ شريرةٍ، أما مَن كان لديه اكتئابٌ وصِغَرُ نَفْسٍ، لم يكن الرب يشفيه؛ لأنّ علاجه أنْ يعرف حب الرب له. يوجد علمٌ يُسمَى “”Medicobibology  أي الألفاظ الطبيّة في الكتاب المقدس، وهو يشرح معني هذه الألفاظ في هذا الوقت. مثلًا؛ لفظ “برص” أو “الجذام”، نجد إنه في العهد القديم وفي المراجع يشمل كل الأمراض الجلدية.

     هناك حلولٌ إلهيةٌ لكلِ مشكلةٍ، لكن ماذا لو الشخص غير ناضجٍ روحيًا، هنا ننصحه باستخدام الأمور الطبيعية، حتى وإنْ طلب هو أنْ يمارس إيمانه، فالحقيقة ليست إنه يريد ممارسة إيمانه، بل هو خائفٌ مِن الطبّ وتشخيصه والعلاج. ربما تتساءل أحيانًا لماذا مات هذا الشخص برغم إنه كان يمارس إيمانه؟! أنت لا تعلم قلبه، ربما كانت هناك أفكارٌ تهاجمه ولم يَقُمْ بالردِ عليها، لَسْتَ تعلم أيضًا هل كان يفكر بالطريقة السليمة أم لا، أنت فقط رأيت مرارة الناس على فراقه، لكنك لا تعلم حقائق الأمور وجوهرها.

      هناك ربطٌ غريبٌ يحدث في أذهان الناس مُعتقِدين إنّه طالما وُلِدَ الشخص ميلادًا ثانيًا، فسيأخذ كل الحقوق التي له في المسيح، وإنْ لم يحدث ذلك، حالًا يتبادر إلى الأذهان أنّ هذا الشخص خاطي لأنه لم تحدث له معجزة، فلم يعد الله هو الأب الحنون باللغة العاطفية البشرية التي ليست لها قواعد. إنْ كنت تربي ابنك على ذلك فأنت تقوده للهلاك، وإنْ كان يتعامل معك بالعاطفة وأنت تتجاوب معه، فأنت تصنع أبناءً للجحيم.

▪︎ رُدّ على أفكارك بلسانك

     توجد حياةٌ يجب أن تُعاش مع الله، ستجد هذا مشروحًا تفصيليًا في سلسلة عظات “الحياة المسيحية وكيف تحياها“. إنْ كنت تواجه أفكارَ شكٍ ولم تتعلم أنْ ترد عليها بلسانك فانظر للرب يسوع عندما تمَّتْ مهاجمته بأفكارٍ مِن إبليس وكيف إنّه رَدَّ عليها بلسانه، فعندما كَلَّمَهُ إبليس لم يكن ذلك بصوتٍ مسموعٍ، وعندما أخذه على مكان عالٍ، لم يأخذه جسمانيًا؛ فالرب مِن المستحيل أنْ ينقاد بروحٍ شريرٍ، لكن أخذه فكريًا وأعطاه صورًا ولقطاتٍ ذهنيّةً.

     لكي تدرك هذا الشرح لابد مِن الرجوع لليهود وكيف كانوا يفكرون تجاه الوحي الكتابي. عندما قَدَّمَ إبراهيم ابنه اسحق، فحسب المراجع ظلّ ثلاثة أيامٍ قبلها يفكر داخليًا؛ كيف سأقتل ابني وأقدمه للرب وهو سوف يرجعه لي، وأنهى إبراهيم الأمر بداخله أولاً وتقدم بإتمامه.

   يكون التفكير دائمًا أولًا، لذلك فأي شيءٍ يريد إبليس أنْ يفعله، فهو يعمله مِن خلال الأفكار إلى أنْ يتجاوب الإنسان معه. تَكَلّم إبليس إلى الرب بأفكارٍ، لكن الرب رَدَّ عليه بصوتٍ مسموعٍ بكلماتٍ منطوقةٍ، إنْ لم تتدرب كيف تردّ على الأفكار السلبية التي تهاجمك، فإنْ آجلًا أو عاجلًا ستتحول هذه الافكار إلى عدوٍ يقتلك، لأنك منذ زمنٍ كنْتَ تاركًا بوابةٍ مفتوحةٍ لإبليس أنْ يمرنك على أشياءٍ تافهةٍ.

      بينما تربي طفلك علّمه كيف يواجه الفكرة حينما تأتي إليه، فلا يستمع إليها بل يجب عليه أنْ يعرف مصدرها، ولا يترك نفسه ليتمرن أنْ يتضايق أو يغضب أو يملّ حينما تأتيه الأفكار السلبية، لأن طبيعة الله التي بداخلنا تجعله دائمًا فرحًا، أما الطفل الذي يصرخ ويصيح دائمًا، فهذا ليس أمرًا طبيعيًا بل استعلانًا لأرواحٍ شريرةٍ. احذر أنْ تترك طفلك أمام التلفاز أو الإنترنت تجنُّبًا لصياحه، فذلك يمكن أنْ يصيبه بما يسميه الناس توحُدًا الذي هو أرواحٌ شريرةٌ في الأساس.

     إنْ لم تُعلِّم أطفالك وتتعلَّم أنت أيضًا كيفية مواجهة أفكارك، فأنت قاصرٌ، وعندما تأتي بعد ذلك وتطلب حدوث المعجزة فلن تجدها، وهذا لا يعني أنْ تيأس مِن نفسك أو تذهب لأحدهم ليصلي مِن أجلك، فإنْ كنت مُعتمِدًا على أنْ تقيم المعجزة مِن خلال آخرين فاحذر لأنّ هذه ليست طريقة الله. يريدك الله أنْ تصنع المعجزة مِن داخلك لخارجك، فالحياة بعد قبول يسوع صارت مِن الداخل للخارج، بمعنى أنّ الله قد وضع قوته بداخلنا.

   وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا.” (أفسس 3: 20).

     نعم الله قادر، وهو يريد أن يفعل أكثر جدًا مما نفكر فيه، إذًا ليست المشكلة فيه هو أو في إرادته بل هل أنت تسمح له بالعمل في روحك أم تَحدّه؟!

▪︎ لا تتكلّم لغة العالم

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ.” (1 تسالونيكي 2: 13)

   “قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ”؛ لم تتعاملوا معنا كأناسٍ نقول كلامًا عاديًا، لكن أناسٌ يتكلمون كلام الله.

      “تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ”؛ أي تجعل أفكارك تنحاز للفِكْر الإلهي وليس البشري، فإنْ كان الناس يقولون: هناك كسادٌ اقتصاديٌ ولا نجد عملًا، هذا الفِكْر وهذه اللغة كَثُرَتْ وستَكثُر في الأوقات القادمة لكي تجعل العالم ينهي على نفسه بنفسه، وهذا فِكْرٌ شيطانيٌ لإظهار العجز، وذلك لإعداد العالم لظهور الوحش وسينبهر الناس به لأنه سيقدم حلولًا للعالم، بإمكانك قراءة الأخبار الصحيحة مِن الكتاب المقدس.

    إنْ كنت تتكلم بلغة العالم، إذًا كلمة الله ليست عاملة فيك. يوجد تناسب ما بين نسبة عمل كلمة الله فيك ونسبة إظهارها للخارج في المعجزة، بالتالي إنْ لم تعمل الكلمة في داخلك، فهي لن تظهر خارجيًا، وإنْ كنت تظن إنك غير قادرٍ على تنفيذ الكلمة -هذه أكذوبة مِن إبليس- فأنت بحاجة لرعاية روحية. إنْ لم تنحاز لكلمة الله، فأنت بذلك تضع قدمك في العالم بكل قوته.

     كُتِبَ سِفْر راعوث لكي يعرفنا مَن هي جِدّة داود، فهي مؤابية مِن نسل عيسو. بدأت القصة بنعمي التي كان لديها ابنان تزوجا مِن فتاتين مؤابيتين؛ راعون وعُرفة، وبعد وفاة زوجيهما، انحازَتْ راعوث لنعمي والتصقت بها قائلةً لها: “ شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي.” (راعوث 1: 16)، أما عُرفة فقبَّلتها وتركتها، وبحسب المراجع وما جاء في التلمود إنه بمجرد أن فعلت عرفة ذلك تمّ اغتصابها مِن عالم الروح فور خروجها وأنتجَتْ عماليق -الذين كانوا أساسًا في الأرض- أتعلم أنّ جُليات هو مِن أحفادها! حارب داود جليات الذي هو مِن أقاربه، لكن هذا مِن نسلٍ إلهيٍّ وذاك مِن نسلٍ شيطانيٍّ، فجُليات هو هجينٌ ما بين عالَم الروح وعالَم العيان.

     حدث الأمر نفسه مع يهوذا الإسخريوطي حينما أنذره الرب بالكلمة مرارًا وتكرارًا قائلًا عن مَن سيسلمه: “هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ، فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ” (يوحنا 13: 26-27)، ولكنه لم يعتبر هذا الإنذار.

      لكن لماذا دخل الشيطان يهوذا؟ بسبب رفضه المستمر للحقيقة أمام يسوع، فهو اختار اختياراتٍ عمديّةً وهو يعلم جيدًا ما يلي تلك الاختيارات، فوصل إلى مرحلةٍ امتلكه فيها الشيطان. تحدث نفس القصة حينما يظل الشخصُ رافضًا للكلمة. كان يهوذا في الحقيقة يخفي ما يعمله مِن سرقة للصندوق، فهو كان يكترث لمصلحة نفسه وليس لمصلحة الفقراء؛ “ لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ.” (يوحنا 12: 6).  

     حينما يعمل إبليس في حياة شخصٍ ما فإنه يجعله يأكل نفسه بنفسه، فتجده لا يستطيع أنْ يمارس إيمانه في أسهل وأبسط شيءٍ، فهو يلجأ للأطباء، وأنا لست ضدّ الأطباء، لكن إنْ كنت عيش حياة خارقة للطبيعي فلتسلك بكلمة الله، فهي توضح لك كيف تظهر قوة الله في حياتك. إنْ أردْتَ أنْ تعيش الكلمة فأنت تحتاج أن تنضج وتسلك بما يقوله الكتاب.

     عندما يقول العالم إنّ هذا الأمر ليس له علاجٌ، فالكتاب يقول عكس ذلك. إنْ انحاز تفكيرك لهذا الاتجاه وبدأتَ تخرجه عن عمدٍ وتتأمل فيه، وتستأسر أفكارك لطاعة كلمة الله، فأنت في طريقك لتغيير وتشكيل شخصيتك التي يليها تغيير ظروفك واختبارك لأصبع الله التي ستعمل في حياتك ويُستعلَن بآياتٍ وعجائب.

▪︎ اَعْتنِي بالمعجزة وأَدْرِكها من الكلمة

“وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُفَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِوَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَهذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ. فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.” (لوقا 1: 26-38).

      “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ”، أعطى الملاك للعذراء مريم الطريقة التي سيحدث بها هذا الأمر.

     “لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ”؛ أي لا توجد كلمة مِن كلمات الله غير قابلة للتنفيذ، وهذا يعني أنّ كلمة الله يمكن حدوثها.

     “لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ” لم تحدث المعجزة بصورةٍ تلقائيةٍ، بل كان لابد أنّ العذراء مريم تقتنع وتوافق. اعتنَتْ مريم بالطفل يسوع وحافظَتْ عليه، وإنْ لم تكن قد فعلت ذلك لكان الطفل مات، وهذا ما يشير إليه الرب بقوله: “أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ!“(متى 15: 6)، وعندما تاه الرب يسوع -في نظرهم- بحثا عنه لأنهما كانا يشعران بالمسئولية تجاهه.

      هناك علمٌ يُسمَى “Christology” أي عِلم المسيح، والذي تدرس فيه حياة يسوع وكيف كان يعمل كنجارٍ وأين كان مكان عمله، كل هذا يجعلك ترى الصورة السليمة وتفهم كيف كان يسوع يسلك وكيف كان والديه يعتنيان به. بنفس الصورة أنت تعتني بالمعجزة وتحبل بها في روحك وتدركها مِن الكلمة، فتخرج عَبْر تغذيتك لها. لا تحدث المعجزات مِن تلقاءِ نفسها، بل يوجد تفاعلٌ ما بين الإنسان والله. ربما تقول إنّ هناك البعض مِمّا تحدث لهم المعجزات دون أنْ يطلبوها، لكننا ناقشنا ذلك في العظات السابقة في هذه السلسلة.

“لأنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِوَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا.” (لوقا 1: 15-17).

      “يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا”؛ أي مُستعِدٍ لكرازة يسوع، فعندما كرز يسوع قال إنّ ملكوت السموات قد أتى. بعد اختطاف الكنيسة يخبرنا الكتاب إنه سيُكرَز بالملكوت في سبع سنين الضيقة (أي بالملك الألفي القادم)، لكننا نتكلم الآن عن ملك الله الروحي على قلب الإنسان وأنْ يحيا بالإلوهية.

▪︎ لماذا كان الناس ينالون شفائهم بسهولة في أيام الرب يسوع؟

1- كان هذا الشعب يعلم إنه عندما يأتي المسيا سيأتي الشفاء في أهداب ثوبه.

2- مَهَّدَ يوحنا المعمدان الأرض أمام يسوع.

3- كان الرب يسوع يُعلِّم ويشفي.

     يعني هذا إنه لا يوجد شيءٌ يتم بدون تفاعل الإنسان مع الله. قِسّ على هذا؛ مثلاً إقامة ابن أرملة نايين وغيرها مِن المعجزات التي عملها الرب مباشرةً، لأن الشعب كان جاهزًا. كان الرب يسوع معروفًا بأنه “راباي” أي معلم، وكان مُتميِّزًا بملبسه وسمعته التي تكرز عنه، فبالتالي توجد سلاسة في استقبال الناس لمعجزاتهم.

     ماذا عن شخص سعى لكي يأخذ معجزته وكان المرض ينهش فيه أو كان مديونًا ويجب أن يسدد دينه في زمن معين، قد تستشري المشكلة بسبب أن الشخص لم ينضج في الكلمة، فَلمّ يتدرّب في الكلمة في الوقت الذي كان يجب عليه فِعْل ذلك حيث إنّ النضوج يستلزم وقتًا. حينما تنضج فأنت تبطل ما للطفل، فمثلًا مِن الممكن أنْ يأخذ الشخص وقتًا في البداية لكي يدخل في جو الصلاة، سواءً كان بالتسبيح أو بالتوبة أو غير ذلك، وهو لا يعلم إنه بداخل حضور الله بالفعل، وكل هذه الأشياء تعيق حدوث المعجزة بصورةٍ واضحةٍ جدًا؛ “أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ.” (متى 15: 6).

 ▪︎ مبدأ الدائرة

      اعمل بمبدأ الدائرة؛ قال الرب لتلاميذه: “تَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.” (أعمال 1: 8)، أنت تحتاج أنْ تعرف الكلمة وتدركها لنفسك أولًا قبل أنْ تساعد بها الآخرين.

       لنعطي مَثَلاً؛ إنْ حدث نقصُ أكسجين بداخل طائرة ركاب، فيجب أن يضع الشخص البالغ مضخة الأكسجين على فمه أولًا ليستطيع بعد ذلك أنْ يضعها على فمّ الطفل ويساعده، لكن إنْ حاول الكبير بشفقةٍ أنْ يساعد الطفل أولًا، سيختنقان معًا، فبعدما يحصل الطفل على كمية الأكسجين اللازمة لجهازه التنفسي، لن يستطيع مساعدة الشخص البالغ غالبًا. هكذا إنْ حاولْتَ أن تعين أحدٌ وأنت لم تُعان بعد، ستقعان معًا.

       يجب أنْ تتحرك في دائرتك الشخصية أولًا قبل أنْ تتوجه لمساعدة للآخرين، وهذه ليست أنانية، فحينما تتّقن كيفية صُنْع المعجزة لنفسك، تستطيع بذلك مساعدة آخرين بما أدركته وتمكنْتَ مِنه، لذلك قال الرب يسوع: “وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.” (متى 5: 19).

▪︎ كيف تعيش حياة ممتلئة بالمعجزات؟

    أنت تفي احتياج لفَهْم الإيمان، ادرس عنه مقالات وعظات، فالإيمان ليس فقط كلمات منطوقة بل هو فَهْم فِكْر الله، وهو الطريقة التي بها تجعل الشيء يُستَعلَن في حياتك، كما إنه مادة الشيء الذي تريد امتلاكه، هو طريقة التلامس ما بين عالَم الروح والعيان.

     عندما تكون مُستمِرًا على أدوية، لا توقفها فجأةً إلا عندما تصل لمرحلة مِن النضوج وتكون تحت إشراف مَن يرعاك روحيًا، فاحتمالٌ أنْ تكون مُعتقِدًا بأنّ لديك إيمانًا لكنه ليس لديك. الإيمان هو مجموعة مِن الأفكار التي تسدّ كل الخانات الفِكريّة التي تمتلئ بالشك واحتمالية الفشل، فتصل إلى مرحلة أنك أمسكْتَ عصَب الأمر وجذره، ولا توجد احتمالية فشل.

      مِن الضروري أنْ يفهم الشخص الكلمة فيحدث الأمر مِن الداخل للخارج وليس العكس، يفهم كيف تتمّ المعجزة ويحصل عليها بروحه، وهذا ما يطلق عليه باليونانية “لامبانو” “يستقبل” أي الشخص يحاوط الشيء ويأخذه عن عمدٍ، وهذه الكلمة تختلف عن كلمة أخرى في اليونانية “ديكوماي” بمعني يستقبل شيئًا أتي إليه ووافق عليه، كالكرازة مثلاً، فهي جاءت إليّ ووافقْتُ عليها وقبلْتُ يسوع.

      لهذا السبب قال الرب: “مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.” (متى 11: 12)، مما يعني وجود حالة مِن العنف ليس مع البشر لكن في عالم الروح، فأنت تقف في حجرتك وتزمجر الكلمة، وإنْ لم تفعل ذلك لن تحدث المعجزة. أخبرنا الكتاب عن الرب يسوع إنه “قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ.” (عبرانيين 5: 7).

       قال أحد المرسلين في سويسرا: “قبل أنْ تستيقظي يا سويسرا سأستيقظ لكي أشبعك بالصلوات”، وبالفعل حدثَتْ نهضةٌ ضخمةٌ نتيجةً لهذا الأمر لأنه أشبع هذا المكان بالصلاة. توجد أماكن محرومة مِن الكلمة والصلوات، وهناك أماكن أخرى مَخدوعة بأنها تسلك بطريقة صحيحة فتعاني ثم تلقي بالملامة على الرب.

     أكبر دليلٍ على عدم سلوك الشخص بالكلمة هو التذمر مع إعطاء الأعذار. إنْ فهمْتَ أنّ العدو ليس الله، لن تصل لهذه المرحلة. ضع في ذهنك أنّ خطوات المعجزة سهلةٌ جدًا، لكن مِن الهام أنْ تصيب الهدف بطريقة صحيحة.

     كان والد أحد رجال الله يكسر الحطب ليبني بيوتًا في أحد البلاد الإفريقية، فأراد الابن مساعد والده وأمسك بالفأس ليكسر الحجر ولكنه لم يستطع، ولما سأل أبيه عن السبب، أخبره الأب بوجود طريقة وهي أن يضرب في مكانٍ معينٍ فيصيب الهدف وإلا فهو يضيع وقته. الإيمان له طريقة، والمعجزة أيضًا.

     ما تحتاجه كشخصٍ لكي تنجز المعجزة، ليس أنْ تستدر عطف الله ولا الاستناد على أشخاصٍ أو صلوات الآخرين لكن ما تحتاجه هو أنْ تفهم ماذا تقول كلمة الله عن الموضوع الذي يخصك. إنْ كان هناك شخصٌ في الأسرة يصلون مِن أجله كي يأتي للرب، فطريقة الصلاة هنا تختلف عن الصلاة مِن أجل المرض، فكلُ شيءٍ له طريقة تحتاج أنْ تتعلمها، إنْ اختلطت قوانين كرة القدم مع كرة اليد، سيأخذ الجميع إنذارًا ولن تعمل الأمور بطريقة صحيحة.

     إنْ كنت تعتقد أن هذا تعقيدًا لكلمة الله، إذًا لماذا يوجد تعليم في الكتاب المقدس! إنْ قلْتَ إنّ الله أكثر بساطةً مِن ذلك، نعم الله بسيط، والبساطة تكمن في المعرفة. مثلًا إنْ كنت تتعلم قيادة السيارة لأول مرة ستظن أنها صعبة، لكن بعد أنْ تتقن تعلمها ستجدها في غاية السهولة.

     يريد الله للكنيسة أنْ تصل لمستوى صُنْع المعجزة بمهارةٍ، لأنه سيأتي ليأخذ كنيسة لست كئيبة حزينة مهزومة، بل كنيسة بلا غضن ولا عيوب. يحدث هذا عن طريق معرفة كلمة الله ودور التنقية التي تقوم به. يعمل الروح القدس بقوةٍ الآن، فيوجد أناسٌ ابتدأوا يكتشفون أنّ كلمة الله هي الحل، وهي الطريقة التي يستطيع الشخص أنْ يحيا بها على الأرض. العالم الذي نعيش فيه روحيٌّ في الأساس، وهناك أناسٌ لا يعلمون أنهم يتعاملون مع عالم الروح، وهم لا يدرون أنهم يدخلون من أوسع أبواب عالم الروح فقط عندما يشاهدون فيلمًا عالميًا أو أغنية أو موسيقى مُؤلَّفة بقيادة شيطانية.

      ضع في ذهنك الوقت القادم أنْ تحيا بالكلمة، فبدونها تمتلأ حياتك بالكوارث. لماذا تشرب مما يشرب مِنه العالم؟! لقد أتى زمن المجد وصنع يسوع كل شيءٍ، فقط عليك أنْ تسير في هذا المجد، فاهمًا لِما صنعه يسوع.

    آه لو أدركت هذا، ستصير مثل الطفل الذي لا ينظر للحياة بقلقٍ أم هَمٍّ لأنه يعلم جيدًا أنّ هناك مَن هو مسئوٌل عنه. لا أعني أنْ تكون مُتراخيًا، لكن أقصد التعامل مع الحياة بهدوءٍ وسلاسةٍ. يخبرنا الكتاب أنُ الغيرة والقلق والنظرة السلبية للحياة هي كالنخر في العظام.

      “نَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ”(أمثال 14: 30)، لفظ “عظام” يُترجَم “الجسد” وليس فقط العظام، فتجد الجسم كله يتأثر فقط مِن القلق. ربما تقول: “أنا لدي مشاكل”، سأجاوبك: “فَكِّر بطريقة الكلمة” وليس أنْ تلغي الأفكار وتعيش بلا مبالاة، كلمة الله لديها القدرة لتأهيلك للتعامل بمهارة مع كل ظروف وتحديات الحياة. واجه الحياة مع ذاك الروح العظيم الحال فيك وليس بمعزل عنه، فهو يضمن لك الانتصار الأكيد طول رحلتك على الأرض.

_______

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$