القائمة إغلاق

خطط طريقك بكلماتك Chart Your Course With Your Mouth

يقول الكتاب أن رُبان السفينة الضخمة يتحكم فيها بدفة صغيرة، وقارن تلك الدفة بلسان الإنسان. ويقول إنه على الرغم من كون اللسان عضوًا صغيرًا، إلا أنه يتفاخر بأمور عظيمة (يعقوب 3: 5). دع لسانك يعمل بالطريقة الصحيحة ودعه يُحضر أمورًا عظيمة في حياتك. فمع أن لسانك يبدو صغيرًا، فهو أقوى عضو في جسدك. لسانك يستطيع أخذك للسماء أو للجحيم. يستطيع جعلك غنيًا أو فقيرًا. حتى نوع الملابس التي تلبسها، يتوقف على لسانك.

عندما ترى في الشوارع أناسًا مشردين ومعوزين، اعلم أن لسانهم هو الذي أبقاهم هناك. لا يهم كيف دخلت في الموقف الصعب الذي أنت فيه الآن، إنما لا يتحتم عليك البقاء فيه. يستطيع لسانك أن يمنعك عن استقبال ما ينتمي إليك، ويستطيع جعلك تستقبل ما تريده. هذا يعتمد على كيفية استخدامك له.

لا تعتقد أن عدم استخدام لسانك على الإطلاق لن تكون له نتائج كذلك.. إذ سينتج شيء ما من عدم استخدامك له. لا يوجد ما يُسمى أرض زراعية خالية تنتظر أن تُزرع. إن لم يزرع الزارع شيئًا في أرضه، فسوف تنمو أشياءً من تلقاء نفسها، أشياء غير مرغوب فيها – أعشاب ضارة. لذا، عندما تقول: “ما سيحدث، سيحدث مهما كان”. هذا يعنى أنك تقول: “لقد أخليت قطعة الأرض هذه.. كل ما يمكن أن ينمو هناك، لينمو”. لك أن تتأكد أن ما سينمو في تلك الأرض لن يكون مرضيًا.

تستطيع استخدام لسانك لتبرمج نفسك على النجاح والحياة الفائضة، أو تستخدمه لحياة مليئة بالحزن والندم.

المخترع والآلة وكتيب الإرشادات

هناك أجزاء عديدة داخل كل كاميرا؛ البعض منها معقد إلى حد ما، ولكن عند استخدامك لكتيب الاستعمال، تستطيع تعلم كيف تستخدم تلك الأجزاء المختلفة. بتلك المعرفة، تستطيع استخدام الكاميرا بشكل أفضل وتنتفع بكل مزاياها.

أنت شخص روحي ولكن جسدك المادي هو آلة حية. وجودك ليس مرتبطًا بوجود جسد لك. لكن السبب الذي لأجله لديك جسد مادي هو كي تستطيع التصرف والتحرك في تلك الأرض المادية. يقول الكتاب أن الله أعطى لكل بذرة شكلها (1 كورنثوس 15: 38). وكذلك لكل روح إنسانية، أعطى جسدًا إنسانيًا.

هناك جزء في تلك الآلة (جسدك) في غاية الأهمية؛ وهو فمك الذي بداخله لسانك. ربما لم تدرس اللسان ووظائفه من قبل، ولكن الكتاب المقدس (كتيب الإرشادات الخاص بالله) يقدم لنا كل المعلومات عن اللسان. تعطينا كلمة الله معلومات دقيقة عن الجسد الإنساني ووظائف أعضائه الأساسية.

يعتقد البعض أن أفواههم هي للأكل والشرب والتحدث وحسب. لكن هذه هي الوظائف الأصغر للفم. هناك البعض يدخنون ويلعنون به. عندما تدرس قواعد الاستخدام للفم من كتيب الإرشادات (الكتاب المقدس)، سوف تكتشف أهم الاستخدامات للسان والفم. والسبب الأساسي الذي لأجله أعطاك الله فم، نجده مذكورًا بوضوح في يشوع 1: 8، “لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ, بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً, لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وتُفْلِحُ”.

الكلمة العبرية المترجمة “تلهج” هي “هاجا”  “Hagah”وتعنى يُدمدم أو يتحدث بصوت منخفض مرارًا وتكرارًا. عندما تلهج، فهذا يعني أنك تدمدم أو تتكلم لنفسك. لذا، عندما قال الكتاب، “تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً” كان يعنى أن تكلم نفسك بكلمة الله مرارًا ليلاً ونهارًا. أحيانًا قد يظن البعض أنك غريب الأطوار عندما تقف في مكان ما وتتحدث إلى نفسك. ربما يستهزئ البعض بك، وربما يعتقدون أنك فقدت صوابك. هذا هو ما يعنيه الكتاب بقوله، نحن شعب خاص. لا يجب عليك الانزعاج بما يفكرون بك أو يقولونه عنك وذلك لأنك تطبق كلمة الله. فاستخدم فمك لتخلق الظروف التي تريدها. ارسم حياتك وحدد نوع المستقبل الذي تريده.

مبدأ منذ البداية

مثل أي حقيقة عظيمة في مملكة الله، يجب على الكنيسة تعلم السير في المعرفة المتعلقة بالتنبؤ. التنبؤ للمستقبل يأخذ جذوره من سفر التكوين. عندما تدرس من تكوين 1، ستقرأ: “فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ”.

وبعدها يقول لنا الكتاب في العدد الثالث شيئًا في غاية القوة: “أَمَرَ اللهُ : ‘لِيَكُنْ نُورٌ’. فَصَارَ نُورٌ”. هذه الأرض الجميلة كانت كتلة من الخراب، ولكن بدأ روح الله يرف على المياه (كما تجلس الطيور على بيضها). ثم تكلم الله وقال: “لِيَكُنْ نُورٌ”، فصار نور! هذا ما صنعه الله ليُنتج التغيير الذي أراده – تكلم النور للظلام.

ربما هناك فوضى وخراب في حياتك؛ ربما في أمورك المادية أو في عائلتك أو في عملك أو تجارتك أو دراستك. يستطيع روح الله احتضان هذه المواقف، بينما تلهج في كلمة الله. تكلم لهذه المواقف بما تريده أن يحدث، وستجد روح الله يتحرك للعمل ليتأكد أن تحصل  على ما تقوله. أو ربما تكون شابًا متزوجًا ولديك أطفال، ولا تبدو الحياة جيدة كما ينبغي أو تظهر صعبة وغير عادلة معك. ولا يأتي عملك بالثمر المطلوب. عندما تنظر لزوجتك وأولادك تتساءل: “يا إلهي، ماذا سأفعل؟”

توقف عن التساؤل عما ستفعل. لقد قلت لك ما ينبغي عليك فعله. أيها الشاب، تعلم أن تستيقظ في منتصف الليل، لا لتشاهد أفلامًا أو تقرأ الصحف، بل “لتتكلم”. تجول في حجرتك مكلمًا نفسك. وحين تستيقظ في الصباح الباكر، استمر بالتكلم. قد

تتساءل عائلتك لماذا أنت مستيقظ باكرًا، ولكنك تعلم ماذا تفعل.

كلما بدت الظروف صعبة والحياة لا تُطاق، كلما توجب عليك التكلم أكثر. دعني أقل لك ذلك: كلما كانت الظروف في شدة القسوة، كلما كان سقوطها في شدة القوة أيضًا. كلما علت أسوار المعارضة أمامك، كلما كان سقوطها عظيمًا. ربما يستمر الشيطان في شن هجومه ضدك، ولكن استمر في التكلم وسرعان ما ستنهار مقاومته أمامك وسيهرب منك.

تذكر ما يقوله الكتاب: “إِذَا كَانَتِ السُّحُبُ مُثْقَلَةً بِالْمِيَاهِ فَإِنَّهَا تَصُبُّ الْمَطَرَ عَلَى الأَرْضِ” (جامعة 11: 3). استمر وحسب بالتكلم. إن لم تر الحصاد بعد، لا تتوقف. استمر بالتكلم؛ القوة موجودة في فمك! يقول لنا بولس، “لاَ تَقُلْ فِي قَلبِكَ: ‘مَنْ سَيَصعَدُ إلَى السَّمَاءِ؟’ أَيْ لِيُنزِلَ المَسِيحَ إلَى الأَرضِ. وَلاَ تَقُلْ: ‘مَنِ سَيَنزِلُ إلَى الهَاوِيَةِ؟’ أَيْ لِيُصعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَينِ الأَموَاتِ. لأِنَّهُ يَقُولُ أَيضًا: الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنكَ. هِيَ عَلَى شَفَتَيكَ” (رومية 10: 6- 8). إن الكلمة في فمك! المال الذي تطلبه هو في فمك. العمل الذي أردته دومًا هو في فمك. الطفل الذي تشتاق إليه هو في فمك. والشفاء الذي تنتظره هو أيضًا في فمك. مجدًا لله!

تكلم أكثر مما تأكل!

لقد قادتك كلماتك إلى حيث أنت الآن. والطريقة التي تتقدم بها للأمام من هنا هي كلماتك. لقد اُعطي اللسان لك لتقل ما تريده في حياتك. توقف عن التكلم بالواقع الذي لا تريده؛ فلن يتغير الواقع بتلك الطريقة. بدلاً من هذا، تكلم بما تريده!

عندما تقول ما تريده، فأنت تستخدم لسانك بطريقة صحيحة وحسب الغرض الذي خُلق من أجله. يعلن لنا بولس في رومية 10: 10 “لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ”. هذا يعني أنك بفمك “تعترف” (الكلمة اليونانية هي: ” “Homologiaوالتي تعنى “قول نفس ما يقوله الله”). تلك هي الطريقة التي تمنحك الخلاص. وتلك هي الطريقة التي تجعلك تستمتع بمزايا البر. كل هذا في فمك! بفمك تدفع نفسك للوضع الذي سبق ورأيته في روحك. هذا مبدأ روحي في مملكة الله. إن كنت تريد التحرك من النقطة “أ” إلى النقطة “ب”، فما تحتاج فعله هو التكلم كي تصبح هناك. يجب أن تستمر بقول ذلك. في الواقع، أنت تحتاج أن “تتكلم” أكثر مما تأكل أو تشرب! لقد سبق وقلت لك أن فمك لم يُعط لك للأكل وللشرب وللتحدث للناس أو عنهم. استخدمه لخلق المستقبل الذي تريده.

استمر بالتحدث ولا تدع أحد يوقفك. استمر بإعلان من أنت في المسيح يسوع. ربما تم حرمانك من ترقية ما أو بعض الفوائد في عملك. يقول الكتاب أن الرفعة لا تأتي من الشمال أو الجنوب، ولكن من الله (مزمور 75: 6). عليك أن ترفع نفسك بكلامك! استخدم فمك.. هذه هي المعجزة.

ربما تكون في وقت المساء أو أثناء النهار؛ ربما تكون في عملك أو في بيتك، لا يُشكل هذا فرقًا؛ احرص على أن تتكلم وحسب.

نبوءات منذ سنوات مضت

العديد من الأمور العظيمة التي تحدث في خدماتنا اليوم أتت كنتيجة للنبوءات منذ سنوات مضت. كان الروح القدس يتكلم إلينا بخصوص المستقبل، ومسحة روح الله التي ستأتي. كان يخبرنا أننا سنبشر في العديد من الأماكن، وأن الكثيرين سيؤمنون.

كنا نعرف أن هذه الأمور ستحدث، وظللنا لسنوات نقولها قبل أن نراها. لذلك لم تكن تلك الأمور مفاجأة على الإطلاق، على الأقل بالنسبة لي. نحن نعرف حقيقة الكلمات الموجودة في 1 كورنثوس 14: 3، “أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَتَكَلَّمُ بِأَشيَاءَ تَبنِي وَتُشَجِّعُ وَتُعَزِّي الآخَرِينَ” (كلمة تعزية هي في الأصل كلمة راحة). لقد أراحتنا تلك النبوءات التي أخبرنا الروح القدس بها. ولا نزال نعيش اليوم في راحة الروح القدس التي جلبها لنا منذ سنين عديدة مضت؛ وذلك لأننا رأينا حقيقة تلك النبوءات بداخلنا قبل أن تأتي للواقع.

عندما كانت خدمتنا في بدايتها، كنت أقول للجمع الحاضرين في كنيستنا أننا ننمو لنصبح أكبر تجمع كنسي لكلمة الله في البلدة بأسرها. صدق أو لا تصدق، هذا هو حالنا الآن. إننا أكبر كنيسة لكلمة الله في الدولة الآن.

أتذكر وأنا أنظر للإستاد القومي الموجود في مدينة لاجوس بنيجيريا، أني كنت أقول: “سوف نستخدم هذا المكان لمؤتمراتنا، وسنملأ هذا المكان”. وقد فعلنا ذلك بالفعل! أثناء مؤتمر “ليلة للبركة” في السادس من ديسمبر 2002، تم تسجيل أكبر حشد حدث في ذلك المكان وهو 500 ألف شخص في اجتماع واحد.. كان الناس يشغلون كل المساحات الفارغة وساحات الانتظار.

ومرة أخرى، في السادس من فبراير 2004 اجتمع ما يقرب من 2.5 مليون شخص في اجتماع ليلة واحدة بمدينة بورت هاركورت في نيجيريا. إن نبوءات السنوات الماضية هي الحقائق التي نعيش فيها اليوم.

كذلك كنت أقول لأعضاء كنيستنا: “سوف نغطي العالم”. أعلم ما أقوله ولا يهمني إن وافقني مَن حولي أم لا. لكني أستمر وحسب بإعلان “سوف نغطي العالم”. وهذا ما يحدث اليوم! لكل منا فم، ويرجع إليك أن تقول ما تريده بفمك أنت. لقد قلت ما أريده ونلته بالفعل.. ولا زلت أقول ما أريده، وأثق أني سأنال ما أنطق به الآن. مجدًا لله!

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s LoveWorld  – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$