القائمة إغلاق

دراسة: موهبة ترجمة الألسنة Interpretation of Tongues Gift

الفقرة الرئيسية : ترجمة الألسنة هي نطق فائق للطبيعي بلغة معروفة لما قيل بلسان غير معروف.

1كورنثوس12: 1-12

1 وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا. 

7 وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.

10 ..وَلآخَرُ النُّبُوءَةَ

والآن قد وصلنا في دراستنا عن مواهب الروح القدس إلى آخر موهبة في القائمة السابقة وهى ترجمة الألسنة. هذه الموهبة هي واحدة من مواهب النطق الثلاثة وهم النبوة وموهبة الألسنة وترجمة الألسنة.

كان لا يزال هناك سوء فهم عن مواهب الروح لذلك كتب بولس لأهل كورنثوس قائلاً، “أَيُّهَا الإِخوَةُ، لاَ أُرِيدُكُمْ أَنْ تَبقُوا فِي جَهلٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ”. فإن لم يكن الله يريد لمؤمني أهل كورنثوس أن يكونوا في جهل بشأن المواهب الروحية, فبكل يقين لا يريد لشعبه اليوم أن يبقوا في جهل أيضاً بالنسبة لهذا الأمر.

لا يزال هناك كثيرون يؤمنون بأن مواهب الروح لم تعد متاحة لنا اليوم. وهناك آخرون يؤمنون أن بعض منها قد بَطُل والبعض الآخر لا يزال موجوداً. فإن كان الله يقصد لهذه المواهب أن تبقى لبعض الوقت لكان قد إستردهم جميعاً ولم يترك منهم البعض باقياً. لكن إن كنا نتفق أنه لا يزال هناك بعضاً من هذه المواهب فهذا يؤكد أن جميعهم لا يزالون موجودين حتى هذا اليوم. وبالإضافة إلى ذلك, فإن الكتاب المقدس يخبرنا أن الروح القدس يعطى هذه المواهب لكل فرد لأجل المنفعة (ع7).ولا يزال الله يسعى نحو منفعتنا وفائدتنا الروحية وبنائنا. وحيث أن المواهب الروحية هي إحدى الوسائل التي تبنينا وتفيدنا روحياً,فلن يستردها الله بأي حال.

لم أقرأ في أي موضع في الكتاب المقدس أن الله إسترد بعض هذه المواهب من الكنيسة. فهذه المواهب لا تزال صالحة لنا اليوم كما كانت في الماضي. لكن المؤمنين يجهلون بوجود هذه المواهب وذلك لأنهم لا يعرفون ما تقوله كلمة الله عن هذا الأمر.

إن مواهب النطق الثلاثة؛ النبوة والألسنة وترجمة الألسنة يرتبطون بعضهم ببعض إرتباطاً وثيقاً. فموهبة الألسنة وترجمة الألسنة تكافئان النبوة: “مَنْ يَتَنَبَّأُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِاللُّغَاتِ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (مَا يَقُولُهُ) لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً” (1 كورنثوس 14: 5). وعلى الرغم من أن المواهب الروحية يرتبطون بعضهم ببعض ويعملون معاً إلاأننا نفرَّق بينهم ونتعامل مع كل واحدة منهم بمعزل عن الأخرى حتى يمكننا أن نتعرَّف علي كل واحدة ونفهم طريقة عملها.

إن المصطلح الأدق لموهبة ترجمة الألسنة هو تفسير الألسنة, فهكذا يأتي معناها في الأصل اليوناني. فهذه الموهبة ليست ترجمة حرفية لما يُقال بالألسنة, إنما تفسير الرسالة التي تعطى بالألسنة.

موهبة ترجمة (تفسير) الألسنة

تُعّد هذه الموهبة أقل موهبة من مواهب الروح لأنها تعتمد على موهبة أخرى في طريقة عملهاوهي وجود أنواع مختلفة من الألسنة تحتاج للترجمة. فهي لا تعمل بمفردها أبداً بل ترتبط دائماً بوجود موهبة الألسنة.

إن الهدف من هذه الموهبة هو تفسير الألسنة حتى يستطيع السامعون بالإضافة إلى الشخص الذي يعطى النطق بالألسنة أن يفهموا ما يقوله الروح القدس وينالوا بنياناً. فالكتاب المقدس يقول, “لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً” (ع5).

هل تساءلت من قبل: ألا يستطيع الله أن يتكلم إلينا في الاجتماع العام بأي وسيلة أخرى خلاف تلك الألسنة وترجمتها؟ نعم، يستطيع ذلك عن طريق موهبة النبوة والتي تختص بالتكلم في الإجتماعات العامة. فعلى سبيل المثال، إن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية التي يعطيها الروح القدس لكل فرد منا لكي نتكلم بها في الاجتماع العام هي إستعلان لموهبة النبوة.

إن جميع مواهب الروح تعمل بالإيمان, لكن موهبة النبوة تتطلب إيماناً أعظم من موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة. هذا لأن الشخص الذي يتنبأ يعمل بمفرده ليقدم رسالة كاملة وواضحة ومفهومة للآخرين. أما الشخص الذي يتكلم بالألسنة أو يترجم فإنه يعمل مع شخص آخر ويعتمد عليه ليكمل ما يقوله حتى تخرج رسالة كاملة وواضحة ومفهومة للحاضرين. (فالذي يتكلم بالألسنة يعتمد على المترجم، وكذلك المترجم يعتمد على الذي يتكلم بألسنة).

ترجمة الألسنة في حياة صلاتنا الشخصية

ليس بالضرورة أن كل ما نصليه بالألسنة في صلاتنا الشخصية نستطيع أن نترجمه حتى يكون مفهوماً لأذهاننا، لأن الكتاب يقول، “فَإِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَلَكِنَّ عَقْلِي عَدِيمُ الثَّمَرِ” (1 كورنثوس 14: 5).

لذلك فإنه ليس بالضرورة أن كل ما نصليه بالألسنة نترجمه. لأن الغرض الأساسي من التكلم بالألسنة هو أن نتكلم -لا إلى أنفسنا- بل إلى الله الذي يفهم كل ما نقوله. وهذا هو المطلوب, لذلك لا نحتاج إلى ترجمة كل ما نصليه: “ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يُخَاطِبُ لاَ النَّاسَ بَلِ اللهَ . إِذْ لاَ أَحَدَ يَفْهَمُهُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَلْغَازٍ” (ع2).

لكن في بعض الأحيان وكيفما يشاء الروح فإنه يعطينا ترجمة جزء مما نقوله بالألسنة, لأن الكتاب يقول، “لِذَلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ” (ع13). وعندئذ سنفهم ما نصلى لأجله بالألسنة.

هذا ما حدث معي عندما بدأت أترجم صلواتي الشخصية. ففي ذات يوم وبينما كنت أصلى بالألسنة وجدت نفسي أتكلم فجأة بالانجليزية, فأدركت حينئذٍ إني كنتُ أترجم ما أصليه بالألسنة.

إن الله يدرك تماماً كل ما نصليه بالألسنة, لأننا عندما نصلى بلغة مجهولة فنحن نتكلم مباشرة إليه. لكننا نحتاج في بعض الأحيان أن نعلم ما نصلى لأجله.

واحدة من إختباراتي في هذا الأمر, حدثت عندما كنت مؤمنًا حديثاً. كنت في حب عميق للرب وكنت أقضي أوقاتاً كثيرة في طلبه والإنتظار أمامه. وبينما كنت أصلي لأجل خدماتي وعظاتي التي كنت سأقدّمها, تحرك روح الرب علىّ وبدأت أترجم ما كنت أصليه بألسنة. ذات يوم وأنا أصلي في الروح, بدأت أترجم صلاتي. وجدت أني كنت أصلي لأجل الفتاة التي كنت سأتزوجها. علمت أيضًا أننا سننجب طفلين, الأكبر ولد والصغرى بنت. أنا لم أكن أتنبأ, لكني كنت أترجم صلاتي بالألسنة.  كنت أصلي بضعة كلمات بالألسنة, ثم أصلي الترجمة بعدها.

كنت أعزب في ذلك الوقت في الحادية والعشرين من عمري, وكنت(متلهّف للأمور الروحية جداً) ملهوفاً جدًا بالأمور الروحية حتى لم يكن لدىّ وقت للتفكير في الزواج. كان أبعد شيء عن ذهني فكرة الزواج. لكن تم كل شيء كما أشارت الترجمة. تزوجت في ذلك العام. وعندما كنا نتوقع طفلنا الأول, كنت أعلم أنه سيكون ولد. في الحقيقة بحثنا فقط عن أسماء صبيان. وعندما كنا منتظرين طفلنا الثاني, علمت أنها ستكون بنت. فبدأنا نبحث عن أسماء بنات فقط.

كان يشك بعض من أقربائنا ويسألونا, “ماذا لو لم تكن بنت؟”. كنت أقول لهم, ” لا يعنيني “ماذا لو”. وعندما(وُلدت الطفلة) , كانت ابنة محبوبة. 

هكذا يتضح,أنه يوجد تطبيق شخصي لموهبة ترجمة الألسنة و سيستطيع كل مؤمن أن يصلي لكي يترجم صلواته بألسنة لأن لها فائدة عظيمة لحياتنا الشخصية. لكن هناك أيضاً تطبيق عام لهذه الموهبة على مستوى الجماعة, لكن لن يُستخدم كل شخص في هذه الموهبة، بل كيفما يشاء الروح وحسب.

موهبة ترجمة الألسنة في الخدمة العامة

1كورنثوس14: 27

27 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ.

في جميع الإستخدامات العلنية لموهبة الألسنة يخبرنا الكتاب المقدس أنها تتم على مستوى فردين أو ثلاثة أفراد على الحد الأقصى. بمعنى آخر، لا ينبغي أن يزيد عدد الذين يخدمون بالألسنة عن ثلاثة أفراد بحد أقصى.

لقد تساءل البعض، هل يعنى ذلك ألا يكون هناك أكثر من ثلاثة رسائل؟ في الحقيقة, لا نجد أبداً تعبير “رسائل بالألسنة” في الكتاب المقدس. فهذا المصطلح هو مصطلح بشري. لكن التعبير الكتابي لهذا الأمر هو “نطق بالألسنة”. لكن الشاهد السابق لا يتكلم عن عدد مرات النطق بالألسنة إنما عن عدد الأشخاص: “فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ”. (هذا لا يشير إلى الرجال وحسب، إنما لأي جنس سواء رجل أو امرأة).

فلم يقصد بولس الحديث عن مقدار ما يتكلم به الشخص, إنما كان يقصد ألا يزيد عدد المتكلمين عن إثنين أو ثلاثة أشخاص في المرة الواحدة. وبالطبع هذا يحمل معنى أن الشخص الواحد يمكنه أن يتكلم أكثر من مرة.

بناءً على هذه الشواهد, إن رأى الحضور أن ثلاثة أشخاص قد أعطوا نطقاً بالألسنة فلا ينبغي أن يعطي شخص رابع نطقاً بالألسنة. فإن كان هناك شيء ضروري يحتاج أن يُنطق به فليكن من خلال واحد من هؤلاء الثلاثة الذين تكلموا. فهذا يحافظ على نظام الإجتماع ويتطابق مع التوجيهات التي وضعها الروح القدس في الأعداد السابقة والتي تحكم عمل التكلم بالألسنة.

نلاحظ أن الكتاب يقول شيئاً آخر، “.. وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ” (1كورنثوس14: 27). يأتي الأصل اليوناني هكذا: “وليفسر أحدهم”. لا يوجد أي إثبات كتابي ينفى أن مَن يتكلم بألسنة يمكنه أن يترجم لنفسه.

فما يحدث هو أنه ربما يكون واحد من أولئك الذين يتكلمون لديه الترجمة. أو ربما يكون هناك أكثر من شخص واحد يقوم بالترجمة.

وفقاً لعدد13، فإن أولئك الذين يتكلمون بألسنة ينبغي أن يصلوا  لكي يترجموا “لِذَلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ”. لكن لا يقصد بولس في العدد السابق أن من يتكلم بلسان عليه أن يصلى لكي يترجم وسط الجماعة, لكن لكي يترجم صلواته الشخصية. وإن أراد الله أن يستخدمه بعد ذلك ليترجم وسط الجماعة فسوف يستخدمه في هذه الموهبة. في الواقع, عندما كان بولس يقول “..وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ..”، كان ينصح المؤمنين حتى لا يتنافسوا فيما بينهم على مَن يقدم الترجمة. لذلك لا يوجد أي مانع من أن يترجم الشخص الذي أعطى النطق بالألسنة ما قاله.

عندما يقف أحدهم  ليقدم نطقاً بالألسنة فالشخص الذي سوف يُستخدم في الترجمة ينبغي أن يكون حساساً جداً لتحرك الروح القدس بحيث يبدأ الترجمة بمجرد أن ينتهي النطق بالألسنة. لذلك ينبغي أن يجعل نفسه مستعداً ومتاحاً للروح القدس حتى يستخدمه في هذه الموهبة.

في بعض الأحيان كنت أنتظر حتى يقوم شخص آخر بالترجمة, في حين أن الترجمة تكون لدي بالفعل. وفى ذات الوقت يكون الشخص الآخر ينتظر فرداً آخر يقوم بالترجمة. وإن لم نكن متعاونين مع الروح القدس فلن نستقبل شيئاً من الرب لأننا لم نجعل أنفسنا حساسين لقيادته.

وهذا ما يفسر لماذا يُعطىَ نطق بالألسنة ولا يقوم أحد بالترجمة. لذلك عندما كنت أنتظر حتى يقوم أحدهم بالترجمة لكنه يخفق في الأمر كنت أطلب من الشخص الذي تكلم بألسنة قائلاً، “من فضلك أعد عليّ النطق مرة أخرى وسوف أقوم بترجمته”. وبمجرد أن يتكلم كانت المسحة تحلَّ عليّ ويعطني الروح القدس الترجمة.

موهبة الترجمة: هي تفسير للألسنة وليس ترجمتها

وكما ذكرت سابقاً أن الغرض من هذه الموهبة هي تفسير ما يُقال بلغة غير مفهومة وليس ترجمته. لهذا السبب نجد أحياناً أن أحدهم يتكلم طويلاً بالألسنة في حين تكون الترجمة رسالة قصيرة.

السبب في ذلك هو أن ترجمة الألسنة تفسر بطريقة خارقة للطبيعي ما كان يقوله روح الله بلغة غير مفهومة والذي ربما يكون في كلمات قليلة.

وأحيان أخرى يتكلم أحدهم بكلمات قليلة بالألسنة لكن الترجمة تأتي طويلة. فربما يتطلب الأمر كلمات كثيرة حتى يمكن تفسير ما قيل بصورة واضحة. لهذا السبب يمكننا أن نفهم لماذا تُدعى هذه الموهبة تفسير الألسنة وليست ترجمة.

يحدث مرات كثيرة جداً أن الشخص الذي يقدم الترجمة هو ذاته الذي يُستخدم في موهبة النبوة. فبمجرد أن ينتهي من الترجمة فإنه يبدأ في التنبؤ.

معظم الذين لديهم معرفة بالمواهب الروحية يمكنهم أن يميزوا اللحظة التي ينتهي فيها الشخص من الترجمة ويبدأ بالتنبؤ, حيث تحمل النبوة سلطاناً وقوة تفوق كلمات الترجمة. بمعنى آخر، تكون كلمات النبوة لها سلطان أعظم وممسوحة بدرجة أكبر من كلمات الترجمة.

المحافظة على النظام في إستخدام مواهب النطق بين الجماعة

لقد خصص بولس الإصحاح الرابع عشر بأكمله لمواهب النبوة والألسنة وترجمة الألسنة. ثم يقول في عدد 33, “فَلَيْسَ اللهُ إِلهَ فَوْضَى بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ”.

لقد تكلم بولس هكذا لأن سوء إستخدام مواهب النطق من ألسنة وترجمة ألسنة ونبوة يقود إلى الإرتباك والتشويش. لقد حضرت إجتماعات كان فيها سوء إستخدام هذه المواهب فأحدثت فوضى وسط الجماعة. لم يحدث ذلك في إجتماعاتي لأني أكون حريصاً دائماً على تصحيح أي خطأ حتى لا يعود الناس إلى بيوتهم مشوشين.

وهذا لا يعنى بالضرورة أن الشيطان قد أحدث هذا, لكن بعض المؤمنين يخلطون الأمور بعضها مع بعض. لكن إن تعلَّمنا كيف نسير بالروح وفقاً  لكلمة الله فلن نخلق فوضى بإستخدام هذه المواهب, لأن الله ليس مصدراً لأي فوضى.

لذلك يتكرر في هذا الإصحاح عبارات مثل “فَلَيْسَ اللهُ إِلهَ فَوْضَى.. ” (ع33)، “إِنَّمَا لِيَتِمَّ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَتَرْتِيبٍ” (ع40). وبالطبع تشير هذه الأعداد إلى التكلم في الإجتماعات العامة في الكنيسة لأنه يقول, “إنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ” (ع27، 28). فإن كان أحد يكلم نفسه ويكلم الله بألسنة في صمت فلن يزعج أحداً, بل إنه يبني نفسه روحياً. فالمقصود بهذا العدد هو التكلم وسط الجماعة.

لهذا السبب نحتاج إلى نصائح عملية بشأن تنظيم إستعلان مواهب الروح حتى نستطيع أن نحافظ على نظام الاجتماع. فإن جاء إلى الاجتماع أشخاص لا يدرون بعمل مواهب الروح أو خطاه فإنهم بالتالي يلمسون النظام الجيد. والأهم من ذلك, هوألا نحزن الروح القدس. فالكتاب المقدس يخبرنا في رسالة أفسس: “.. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ” (افسس4: 30).

لقد حزن الروح القدس في بعض إجتماعاتنا عندما أراد أن يُستعلن في وسطنا لكننا لم نسمح له. بالإضافة إلى أولئك الذين يسيئون إستخدام مواهب الروح محدثين بلبلة وإضطراب وسط الإجتماع, فإنهم يحزنون الروح القدس أيضاً.

كل الأشياء تعمل بغرض البنيان

وفى النهاية أريد أن أؤكد على شيء يتعلق باستخدام الألسنة وترجمة الألسنة. يقول الكتاب في عدد 26 “فَلْيَتِمْ كُلُّ شَيْءٍ بِهَدَفِ الْبُنْيَانِ”. عندما يقدم الروح القدس نطقاً من خلال موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة فإنه يحدث بنياناً وتعزية وبركة. وهذه هي إحدى الطرق التي نحكم بها ما إذا كان هذا النطق من الروح القدس أم لا.

نحتاج أن نحكم على إظهارات الروح القدس ونفحصها سواء في الإجتماعات العامة أو في حياتنا الشخصية. لأنه ينبغي أن نحدد ما إذا كنا سنقبلها أو نرفضها, لأنه(لا تأتى جميع الإظهارات) بطريقة صحيحة.وسوف أوضح هذا الكلام الآن: إن الروح القدس كامل وإظهاراته ومواهبه كاملين ولا يوجد هناك أي احتياج لنفحصهم أو نحكم عليهم. لكن لأن الأواني التي يستخدمها الروح القدس ويسُتعلن من خلالها ليست كاملة، لذلك نحتاج أن نحكم على إظهارات الروح القدس فيما إذا كانت صحيحة أم لا.

وهذا لا يعنى أن أي شخص يمكن أن يدلي برأيه ويحكم, بل إن أولئك وحسب الذي يعرفون كلمة الله جيداً ولديهم حساسية لقيادة روح الله هم الذين يقومون بالحكم.

على سبيل المثال, بينما كنت في خدمة الرعوية إشتركت كنيستنا مع بعض الكنائس في إجتماع مشترك. كنت في ذلك اليوم مشغول للغاية؛ فقد كنت خارج المنزل طوال اليوم ولم أجد وقتاً كافياً للصلاة. وعندما جاء ميعاد الإجتماع أسرعت إلى الكنيسة. كنتُ منُهكاً جداً حتى أنى غفوت على مقعد الكنيسة.

لقد تحرك الروح القدس بطريقة عجيبة في ذلك اليوم لكني لم أستطع أن أشارك في تلك البركة أو التمتع بها, لأني كنت متعباً للغاية. كنت أعلم أنها إظهارات حقيقية وصادقة لكنه لم يكن بإمكاني أن أحكم عليها في تلك الليلة لأني لم أكن مدركاً للروح القدس ولا لمَن حولي.

لن يكن من السهل الحكم على الأمور الروحية ما لم تكن في توافق مع الروح القدس. هذا لا يعني أنك مبتعد عن الشركة مع الله، لكنك غير قادرعلى التحرك مع الروح القدس أو الإنسياب مع جو الإجتماع في هذا الوقت. لذلك نحتاج أن نكون حريصين جداً بشأن الطريقة التي نميز بها مواهب الروح القدس بينما نسير في شركة مع الرب. كما نحتاج أن نبقى مفتوحين للروح القدس وللطريقة التي يريد أن يتحرك بها بكل وداعة وتواضع ووقار أمام الرب.

ولابد أن نرحب بإظهارات روح الله في وسطنا. كما ينبغي علينا أن نوَّقر أمور الروح وحضور الله في وسطنا ونسمح لله بأن يستخدم مَن يريد من خلال مواهب الروح القدس, فنكون مفتوحين له ومستعدين لنستقبل كل ما أعده لنا.

أسئلة للدراسة

1- اذكر المقصود بـ “ترجمة الألسنة”.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

2- لماذا(تُعدّ)  موهبة ترجمة الألسنة هي أقل المواهب الروحية جميعاً؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

3- ما هو الغرض من موهبة ترجمة الألسنة.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

4- لماذا تحتاج موهبة النبوة إلى إيمان أكثر من الألسنة وترجمة الألسنة؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

5- لماذا لا يكون أمراً ضرورياً أن نفهم بأذهاننا كل ما نصليه بألسنة؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

6- وفقاً لرسالة كورنثوس14: 27, كم عدد الأشخاص الذين ينبغي أن يشتركوا في خدمة الألسنة العلنيةو في أي من الاجتماعات؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

7- وفقاً لكورنثوس14: 13, لأي سبب كتب بولس إنه على الشخص الذي يتكلم بألسنة أن يصلى لكي يترجم؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

8- عندما قال بولس “..وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ..”، (ع27), ماذا كان يقصد؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

9- عندما يعطى أحدهم نطقاً طويلاً بالألسنة، لماذا يأتي التفسير أحياناً في رسالة قصيرة؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

10- اذكر إحدي الطرق التي تحكم بها ما إذا كانت الألسنة وترجمة الألسنة هي من الروح القدس أم لا.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$