القائمة إغلاق

ما حدث في المحاكمة؟ ?What Happened at the Trial

إن اعتقال ومحاكمة يسوع هي واحدة من مآسي الجنس البشري، وخاصةً شعب الله المختار. 

كان هؤلاء الناس على دراية بالعهد الإبراهيمي ذلك الذي أتى بهم إلى الوجود كأمة. 

لقد عرفوا أهمية عهد الدم. لكنّ المأساة هي أن الرب يهوه -خليل إبراهيم- صاحب عهد الدم، جاء إلى الأرض، حُبل به في رحم مريم العذراء، وُلد في مذود، رحبت بقدومه مجموعة ملائكية، نشأ وتربى بين شعبه، ومع ذلك بقي غريباً عليهم.

لم يعرفوه، مع إنهم شهدوا معجزاته. والجميع لمسوا شفقته وحبه لهم.

لقد حول الماء إلى خمر، جعل شجرة تيبس بجملة واحدة، ساد على قوانين الطبيعة، وشفى المرضى، وأقام الموتى بكلمات. كل هذا شهده شعبه.

مشى على الأمواج وهدأ العاصفة. بالتأكيد كان يجب أن يكونوا قد عرفوا أنه كان ابن الله. لكن كانت الغيرة تسيطر على قلوب القادة الذين سعوا إلى قتله.

هو وشعبه لم يستطيعا العيش معاً.

يمكننا أن نرى أنه يهوه.

كأمة كان لديهم الرب يهوه في أيديهم. تُرى ماذا سيفعلون به؟

لقد تم ختانه في العهد. وكان جزءًا من ميثاق الدم.

لقد جاء إلى خاصته، ومع ذلك فإن أولئك الذين هم خاصته لم يكن لهم علاقة به. جاء ليخلصهم، ولكنهم طردوه.

مع أنه الرب يهوه الذي شق البحر الأحمر وأسقط أسوار أريحا، الذي جعل الشمس والقمر يقفان في أيام يشوع، وهو الذي باركهم وحماهم حتى رفضوه وتم سبيهم.

كان هو الرب يهوه، اُظهر للحواس في يسوع. مشى على الأرض التي أعطاها لإبراهيم مكاناً لشعب عهده. كان هو الرب يهوه إلههم، وهم كانوا شعب عهد الدم.

أحبهم، ولكنهم احتقروه وطالبوا باعتقاله. لقد وضعوا الرب يهوه إلههم في المحاكمة. أنتم يا من من تفهمون أهمية ميثاق الدم!!

كم أرتجف من التفكير فيما فعلوه!

فالشخص الذي حاكموه هو نفسه من قطع العهد مع إبراهيم. 

الجميع صاحوا: “اصلبه، اصلبه”، “دمه علينا وعلى أولادنا”. مع أنهم كانوا يحملون علامة الختان في أجسادهم.

كانوا يصرخون: “اصلب إله العهد”. 

أتساءل عما إذا كنت قد أدركت مأساة ما فعلوه، أكثر من أي وقت مضى؟ 

يا للحزن الذي جلبوه على أنفسهم!  

“دمه علينا” دم إله العهد الرب يهوه. لقد أنكروا إله عهدهم، وقاموا بتسليمه إلى حاكم وثني ليُجلد ويُتوج بالأشواك ويُصلب.

تبعه رجال العهد إلى تل الجلجثة وهو يحمل صليبه، وتنهال عليه كلمات السخرية والكراهية. قال بولس: “لقد سقط عليهم العمى”، كان إله عهدهم في وسطهم، ولم يتعرف عليه أحد. لم يكن محبوباً ولم يعبده شعبه. 

(زك١٣: ٦) يصفها بوضوح: “فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.

أطلق عليهم أحباؤه، هؤلاء هم نفس الرجال الذين أصروا على أن يسمروا الرب يهوه على الصليب. كانت هذه مأساة العصور.

كثيراً ما كنت أتساءل لماذا عانى الشعب اليهودي بشدة. يبدو أنه قد تولد فيهم كراهية مريرة للرجل الذي صلبوه. لديهم نفس الموقف اليوم عند ذكر اسمه.

كان هو صديقهم وإله عهدهم، ولكنه تعرض للخيانة في بيت إسرائيل، أصدقاء عهد الدم.

عامله شعبه كعدو. صلبوه وكانوا يصيحون: “فليكن دمه علينا”. لقد كان دم يتكلم بالقضاء ضدهم. كان ينبغي أن يكون هذا الدم هو الذي يربطهم إلى الأبد بعهدهم مع الله في العهد الجديد. لكنهم جعلوه دم قضاء ضدهم وفصلهم عن مخلصهم وعن الله أبيهم.

لقد جاء ليفي بوعود العهد، جاء ليجعلهم أبناء وبنات له، جاء لتأسيس عهد جديد بدمه.

لكنهم صلبوه.

_______

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.    

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society, site: www.kenyons.org. All rights reserved to Life Changing Truth.

                                         

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$