القائمة إغلاق

How To Overcome Till The End – Part 6 كيف تغلب إلى النهاية – الجزء

لسماع العظة علي الساوند كلاوند أضغط هنا

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

العظة مكتوبة

  • الحياة سهلة إن اكتشفت أسرارها.
  • كيف تُصيب الهدف في الصلاة؟
  • لِما تُحارَب الألسنة تعليميًا!
  • لِمَن الصلاة بألسنة؟ هل هي لِمن يستحق؟
  • الصلاة بألسنة هي الراحة.
  • ارفع صوتك.
  • صلي بكثافة.
  • كُن ذكيًا
  • كيف غلب يسوع عندما جرَّبهُ إبليس؟
  • اسأل نفسك هل لها أساسٌ في المملكة الروحية؟
  • كيف تُغيّر ظروفك؟
  • لأنه قال، نحن نقول.
  • ماذا لو تدخَّل في الأمر إرادة شخص آخر؟
  • كيف تُحدِث تغييرًا في الأشخاص من حولك؟
  • ارفض الخرافات العجائزية، وتمرَّن في الكلمة.
  • ابدأ الأمر بالصلاة.
  • اخلِق عاداتٍ فكرية واعرِضْ ما لديك.
  • احفَظ قلبك.

 

 ▪︎ الحياة سهلة إن اكتشفت أسرارها:

 كُلّما اكتشفت كلمة الله، كُلّما أدركت كَم أن هذه الحياة سهلة! ولن يَعُد هناك شيءٌ غامضٌ بالنسبة لك، نعم كانت الحياة لغزًا، ولكن ليس بعد ما فعلهُ يسوع هللويا! بسبب عمل يسوع الضخم، والكلمة الحية الفعالة، أصبح من السهل التحرك في الحياة، مجدًا للرب.

 هذا الكلام حيٌّ وحقيقيٌّ، يُمكنَك العيش بِلا غموض، كيف يا تُرَى؟ عن طريق كَشف أسرار الكلمة، وهذا بدراستها وقضاء وقت في الصلاة. كل موقف له طريقته مِن الكلمة في التعامل معه، فمثلاً عندما كان يسوع يشفي مرضى، هناك أوقات قام بوضع يده، وأوقات أخرى وضع إصبعه فقط، فنجد الكتاب يفرّق بينهما.

 في العهد القديم قال الله لموسى: لتُمِدْ العصا ومرة أخرى قال: اضرب بالعصا. وأوقات قال تكلم إلى الصخرة وأوقات اضربها. هناك طريقة لكل شيء.

▪︎ كيف تُصيب الهدف في الصلاة:

 لتُصيب الهدف، عليك معرفة الطريقة الصحيحة للتصرُف في الموقف، وهذه ألغاز تحتاج لفكّها، كيف؟ التكلم بالألسنة؛ “لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ“. (١ كورنثوس ١٤: ٢).

 “يَسْمَعُ” جاءت في الأصل يفهم، ذُكِرَ يسمع في العربي لأن ما لا تفهمه هو ما لم تعتد كثيرًا على سماعه فلم يتردد على مسامعك، أي عندما تتكلم بألسنة من الطبيعي أن لا تفهم ولا الآخرون، وهذا لتتخطى حواجز ومحدودية الذهن البشري.

 “بِالرُّوحِ” في الأصل في الروح. وكلمة “أَسْرَارٍ” تعني ألغاز، عندما تصلي بألسنة، فأنت تصلي اللغز الذي يتعلق بالموقف، وكونه قِيل كونه أُبيِح به، لم يعد سرًا، أصبح ساري المفعول.

 قال بولس أكثر من مرة “هوذا سر أقوله لكم”. اكتشف بولس الكثير من الأسرار، لأنه أكثر من تكلّم بألسنة، حيث قال: “أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ“. (١ كورنثوس ١٤: ١٨).

 هنا يقول بولس: أصلي أكثر من جميعكم. تخيل معي إنْ جمعنا كل صلوات المؤمنين معًا في كنيسة كورنثوس، بولس صلى أكثر منهم كلهم! أتريد أن تكون مثل بولس؟ إذًا لتصلي بألسنة بغزارة مثله.

 عندما تصلي بالذهن أي باللغة التي تفهمها، تُحدّ نفسك، الصلاة بألسنة تُطلِق المعرفة الإلهية من عالم الروح، وتكشف لك أسرارًا!

▪︎ لِما تُحارَب الألسنة تعليميًا:

 أعطانا الروح القدس وسيلة عظيمة لنغلب؛ هي الألسنة، لكن للأسف، تُحارَب الألسنة تعليميًا بسبب الخلط بين الآيات وبين الصلاة بالألسنة للمؤمن كلمة صلاة وللكنيسة.

 “٣ وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ. ٤ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. ٥ إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا. ٦ فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ، أَوْ بِعِلْمٍ، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ ٧ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ ٨ فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ ٩ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ! ١٠ رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. ١١ فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِي. ٣٢ وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ”. (١ كورنثوس ١٤: ٣-١١، ٣٢).

“٤ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. ٥ إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا“. (١ كورنثوس ١٤: ٤، ٥).

 وضح بولس أن في الكنيسة يجب أن تتكلم بلغة مفهومة؛ لتَدخُل للشخص من عقله، لكي ينال الشخص بنيانًا، وإن كان هناك تكلُم بألسنة يجب أن يكون هناك ترجمة.

 “يبني نفسه” أي يشحن ويُجرِأ نفسه، أي يُبنَى داخليًا، الصلاة بالروح هي صلاة بقيادة الروح وتوجيهه، وليس فقط التي تضع قلبك فيها. أنت تُكلِم الله شخصيًا.

 البعض يسأل؛ أليس الصلاة بالذهن تكفي؟ الصلاة بالذهن هامة، ولكن لا تُغنِي عن الألسنة، بل الأولوية للصلاة بألسنة، هذا ما قاله بولس: “١٤لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. ١٥ فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضًا. (١ كورنثوس ١٤: ١٤، ١٥)”

 لاحِظ لفظ “أَيْضًا” تعود على الصلاة بالذهن، أي هي الثانوية وليست الأولية. أما الأساسية في الصلاة بالألسنة، فمِن مميزات الصلاة بالروح، أنه لا يمكنك أن تُخطئ فيها. على عكس الصلاة بالذهن.

 ربما تتفاجأ من هذا ولكن نعم، يمكنك أن تخطئ في الصلاة بالذهن، مثال؛ قال يسوع: “عندما تُصلوا لا تُكرروا الكلام باطلاً” لاعتقادهم أن بالتكرار يُسمَع لهم، هذا خطأ في الصلاة بالذهن. يسوع لم يقُل لهم صلوا ما يخطُر ببالكم، بل منعهم مِن التكرار، إذًا يمكنك الخطأ في الصلاة بالذهن، وهناك طريقة للصلاة الكتابية السليمة.

 للأسف يُعرَّف البعض الصلاة بالذهن، فقط أن تقول ما يأتي إلى ذهنك، فتجدهم يقولون: قُل ما تُفكر فيه، عَبِّرْ عمَّا بداخلك. هذا غير كتابي لم يقُل يسوع هذا، ولكن بالطبع ضَعْ قلبك وكن حقيقيًا في الصلاة. يُوجد أنواع للصلاة، الصلاة موضوع هام لتُنجز المعجزة وتغلب، ما تُصليه هو ما سيحدُث، يجب دراسة تعليم الصلاة على موقعنا.

 ▪︎ لِمَن الصلاة بألسنة؟ هل لمَن يستحق؟

 الصلاة بألسنة هي لكل المؤمنين، وليست لمن يستحق أو لمستوى روحي معين، رأينا في العهد الجديد من صلوا بألسنة بعدما قبلوا يسوع مباشرة، لم يكونوا وصلوا لأي مستوى روحي بعد. للأسف فَهِمَ الكثير الألسنة بطريقة خاطئة، نتيجة لعدم فهم التفسير السليم لبعض الآيات.

 إليك مثالٌ؛ عندما ذَكَرَ الكتاب “وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ”. (١ كورنثوس ١٣: ١٠)” هنا ستنتهي الألسنة لدى من اُختُطِفوا؛ لأنهم أخذوا أجسادًا مُمجَّدة، فلم يعودوا يحتاجونها فيما بعد. فهو يقصد “بالكامل” هنا نضوج الكنيسة واكتمالها وليس اكتمال الوحي كما فسّرها البعض.

 مُنذ أحد وعشرين عامًا عندما امتلأتُ حديثًا بالروح القدس، تقابلتُ مع شاب كان لديه مشكلة في يقين الخلاص، وكانت مشكلة شائعة في ذلك الوقت لدى الكثير مِمَن ولدوا في عائلة مسيحية، ولا يتذكرون متى قبلوا يسوع، وهل قبلوه بقلبهم أم لا، خاصة عندما يعلموا حقًا كتابيًا بخصوص الخلاص.

 فأبتدئتُ أشرح له كتابيًا المبادئ التي بها يثق في خلاصه. وتأكدتُ أنه كان قَبِل يسوع بالفعل؛ حيث أنه قام بالخطوات الكتابية، وأخبرني أنه يطلب مِن الأرواح الشريرة أن تساعدهُ كي يفعل خطية، فكان هذا غريبًا بالنسبة لي، أعلم يقينًا من الكلمة أنه وُلِدَ الميلاد الثاني، لكن أفعاله لا تدُل على هذا.

 طلبت منه أن أصلي له بألسنة ووافق، وفوِجئتِ عندما رأيت في الروح أرواحًا شريرة حوله. كانت هذه أول مرة أرى هذا، فانتهرتهم ولم أخبره أني انتهرت شيئًا، لم يكن يدرك ما فعلته. وعندما انتهيت من الصلاة قال لي: عندما قُلتَ: باسم يسوع، شعرت وكأن شيئًا كان يقبضني انتهى وارتحتُ داخليًا.

 لم أكن أعلم أن هذه الشكوك مُتدخِل بها أرواح شريرة بصورة مباشرة، كنت أعتقد أنه في احتياج أن يقتنع كتابيًا فقط، فإن مشيت بمحدودية ذهني، لكنت حاولت إقناعه، وسيظل يشك ثانية وثالثة دون جدوى. لكن وأنا أصلي اكتشفت السر خلال الألسنة. أيضًا إلى المجيء الثاني -وهذا اقترب جدًا- ستظل الألسنة أكثر الطرق الفعّالة للغلبة في المواقف واكتشاف الأسرار.

 “٦ فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ، أَوْ بِعِلْمٍ، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ ٧ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ ٨ فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ ٩ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ!” (١ كورنثوس ١٤: ٦-٩).

 لاحِظ عدد ٧ الأشياء العديمة النفوس، أي التي ليس لها نفس، غير العاقلة، مثل المزمار، لو لم تُفهَم النغمة لن يتهيأ أحد للقتال، بالمِثل لو كل هذه الوعظة بألسنة، لن يفهَم أو يستفيد أحدٌ، أنا سأُبنَى روحيًا أما الآخرون فلا، أما إنْ تكلمتُ بلغة مفهومة سيُبنَى الآخرون ويُحفَّزوا.

 لاحِظ أيضًا لم يقُل: لا تصلِّ أبدًا في الكنيسة، بل قال: لتُخفِض صوتك وتُصلِّ لله. كان بولس يُريد تنظيم كنيسة كورنثوس، لكنه قطعًا لم يُضاد الألسنة. في العُليّة جميعهم تكلموا بألسنة. وفي العدد الخامس قال: إني أريد أن جميعكم تتكلمون بألسنة. “جميعكم وليس بعضكم”. هذا تعليم شرحته من سنين. ارجع لمقالة “الألسنة وترجمتها” لمزيد من الفهم.

 ” وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ”. (١ كورنثوس ١٤: ٣٢). هنا يوضح أن الألسنة تتم برغبتك، لن يقهرك الروح القدس أو يُخرِجها رُغمًا عنك، لا يوجد ما يسمى بأني لا يمكنني التحكم في نفسي، ربما رأيتَ بعض الأشخاص الذين يرفعون أصواتهم بالألسنة أثناء الوعظة، لكنها ليست الصورة المُثلَى. وقت التعليم يكون بلغة مفهومة، أما وقت العبادة يمكنك أن تصلي بألسنة. أنت تعبد بصورة حسنة جدًا.

 ” ١٠ رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً”. (١ كورنثوس ١٤: ١٠). كل حرف أنت تقوله له معنى وله قوة!

 ” فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِي”. (١ كورنثوس ١٤: ١١). لفظ قوة هنا تأتي قوة ديناميكية.

 “٦ وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! ١٧ فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى”. (١ كورنثوس ١٤: ١٦، ١٧). هنا يتكلم عن مَن بجانبك ويقول إنه لن يفهم شيئًا، حتى إن شكرتْ بالروح، رغم شكرك بطريقة حسنة وجميلة.

 ” وَلكِنْ، فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ”. (١ كورنثوس ١٤: ١٩). هذا مُثير للإعجاب جدًا، أترى بولس لا يُبالِغ! كان بإمكانه التكلم عشرة آلاف كلمة بألسنة. لقد كان غزيرًا في الصلاة! لكن مرة أخرى، يخبرنا في الكنيسة ينبغي التكلم بلغة مفهومة.

▪︎ الصلاة بألسنة هي الراحة:

 “مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ: «إِنِّي بِذَوِي أَلْسِنَةٍ أُخْرَى وَبِشِفَاهٍ أُخْرَى سَأُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، وَلاَ هكَذَا يَسْمَعُونَ لِي، يَقُولُ الرَّبُّ».” (١ كورنثوس ١٤: ٢١). هنا يتحدث عن نبوّة قِيلت في إشعياء عن الألسنة، والبعض يُخطئ أيضًا في تفسير هذه الآيات فيقول إن الألسنة هي قضاء أو عقوبة.

 لكن يُوجد طرق لتفسير النبؤات، يوُجد نبؤات تعمل كسلاح ذو حدين، هي نفسها بركة ولعنة. مثال: عندما تعود ل “رومية ٩” يتكلم عن يسوع إنه حجر الزاوية، كان بركة عظيمة، ولكنه رُفِضَ من البنائين، فصار حجرًا لعثرتهم. إذًا يسوع نفسه بركة لِمَن قبله وعثرة لِمَن رفضه.

 بنفس الفكرة؛ هذه النبوّة “إِنَّهُ بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، ١٢ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ، وَهذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلكِنْ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا”. (إشعياء ٢٨: ١١، ١٢).

 كان هذا تعليمًا لهم، ولكن بسبب عدم سماعهم تحوّل للعنة. إنْ قرأت قبلها وبعدها تجدهُم يسخرون من إشعياء، يقولون له هل نحن أطفال حتى تكلمنا بهذا الكلام؟ نحن نعرفه! لِما تكلمنا كأطفال؟ فأخبرهم لن تُكلَّموا فقط كأطفال، ولكن بشفة لكناء. وهذا ما اقتبسه بولس.

 تصير الصلاة خزي لمَن يرفُضها، وبركة لمن يصلي بها. يقول عنها الراحة والسكون! هذا تقرير الروح القدس. يقول عنها هي الراحة للرازح. الرازح هو من عليه حمولة، ويقع تحت شيء يثقله. هناك وسيلة للخروج من هذا الثقل؛ تكلم بألسنة بكثافة.

▪︎ ارفع صوتك:

 أُكرر هذا الكلام لأهميته، هناك مفتاحان ضروريان: الصلاة بإيمان وبحماس. إما أن تسحب جسدك أو يسحبك هو. جسدك لا يريد الصلاة بألسنة؛ هو لا يفهم شيئًا وربما يشعر بالملل، أو يبتدئ في السرحان، الحل: رفع الصوت.

 رفع الصوت؛ هذا ما فعله التلاميذ في مواقف كثيرة. يقول الكتاب “كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة” كانوا يسمعونهم، لم تكُن صلاة كتمانية، كان صوتهم عاليًا. بعض الاجتماعات تصلي صلوات بلا صوت! يحنون رؤوسهم ويصمتون، اعتقادًا أن هذه مهابة للرب. لا هذه ليست صلاة. ويعتقد آخرون أن يمكنهم الصلاة بالنيابة عن أحد وهذا غير كتابي أيضًا.

 يُعلمنا الكتاب في أعمال الرسل قائلاً: “فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا”. (أعمال الرسل ٤: ٢٤).

 يذكُر أيضًا الكتاب في الإصحاح الثاني من ذات السفر قائلاً: “لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ”. (أعمال الرسل ١٠: ٤٦). إن كُنتَ تُريد أن ترى تغييرًا في حياتك، أطلق كلماتٍ بألسنة بقوة الروح القدس، هذه هي الراحة وهذا هو الانتعاش!

 ثم بعدها عدد ١٤ من (إشعياء ٢٨)، يتحدث عن المعاهدة التي تم شرحها السنة الماضية، وهذه المعاهدة التي يتبعها الاختطاف. وذُكِرَتْ في (إشعياء٤٢) وفي (دانيال٩) وهي ما يُطلَق عليها معاهدة السلام، بلا شَك نريد السلام. لكن يوجد روح وراء هذا، نتيجة عدم سماعهم الكلمة.

صلي بكثافة:

 الصلاة بألسنة تُساعدك في التشفع، فأنت لا تعلم دواخِل الشخص، ولا تعرف كواليسه. أحد الحالات كُنت أصلي بالروح لمدة سبع ساعات متواصلة لأجل أمرٍ! إلى أن أوقفني الروح القدس وكشف لي؛ أن هذا يتعلق بمعاهدة بين شخصين، ولا يُمكن كسر إرادة شخص آخر. وبدأ يُخبرني استراتيجية أخرى؛ أن أصلي أن تكون هذه المعاهدة للبركة.

 الروح القدس كشف لي كواليس الموقف أثناء الصلاة -ليس بالضرورة أن يحدث هذا معك- لكن ينبغي أن تأخذ وقتًا مكثفًا في الصلاة بألسنة، إن لم تأخذ وقتًا طويلاً، لن تختبر كل هذه الأمور التي نتحدث عنها.

 لتعرِف كيف تتصرف في كل موقف على حدى، تحتاج أن تُغذي روحك عبر مفتاحين؛ التكلم بألسنة وعبور الكلمة على ذهنك ثم لسانك.

 ” ١٩ إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، ٢٠ لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ. ٢١ لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ”. (يعقوب ١: ١٩-٢١).

 “اقْبَلُوا” أي استقبلوا بوداعة أي بقابلية التصحيح. الكلمة المغروسة فيك، كيف تستقبل شيئًا داخلك؟ أي تأخذ مجراها داخلك. ربما لا تجد الكلمة مجراها داخلك نتيجة عدم قابلية التصحيح، وعدم طرح الشر. أيضًا تساعدك الصلاة بألسنة في هذه العملية.

 “وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ”. (يهوذا ١: ٢٠). الصلاة بالروح تبنيك وتحفظ نفسك؛ أى تحميك من التهديد. أنت تعمل عملاً عظيمًا، يجعلك تستطيع أن تستقبل تأثير الكلمة المغروسة بالفعل داخلك.

 هنا الصلاة بألسنة تجعلك تستقبل تأثير الكلمة؛ لأنه يمكن أن تُختنَق في حالة وجود شوك، أي أفكار أخرى؛ مرارة، غيظ، حقد في أرضك. انتبه! فهو يقول: “اطرحوا هذا” عاود دراسة “كيف تكون أرضًا جيدة“.

 يتحدث الكتاب في الرسالة إلى كورنثوس: “فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ”. (٢ كورنثوس ٧: ١). قُم بتنظيف نفسك من الأمور التي تلوثك. الصلاة بألسنة تجعلك تدرك وتهاب أنك هيكل الروح القدس! أشجعك على دراسة مقالة “فوائد الصلاة بألسنة“.

▪︎ كُن ذكيًا:

 “كُلُّ ذَكِيٍّ يَعْمَلُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْجَاهِلُ يَنْشُرُ حُمْقًا”. (الأمثال ١٣: ١٦). كلمة ذكي تعني شخصًا يسيطر ويضع نظامًا لحياته. شخص يهذِّب نفسه. وبهذا تقدر أن تعيش الكلمة.

 من المُتوقَع إنْ كنت تخرج كل يوم مع أصحابك لن تقدر على استقبال الكلمة؛ إنْ كان دائمًا بيتك مليئًا بالناس والزيارات ودائمًا لديك مكالماتك، لن تجد الكلمة مكانًا في حياتك؛ فلن تجد أساسًا وقتًا لدراستها، ولن تقدر على الإثمار في حياتك. يجب أن تضع نظامًا في حياتك. إن لم تفعل هذا وتفتدي الوقت، ستجد الوقت يُسحَب مِنك. هذا من أحد المداخل لإبليس.

 تحدثنا المرات السابقة عن دائرة النفس. هناك عدد كبير جدًا من الناس يُخدَع في نفسه ويقول: ليس لدي شهية في دراسة الكلمة، لا أريد أن أُمثِّل.. وأوضحت هنا أنك لا تُمثّل، على العكس أنت في حالة جهاد روحي، وينبغي عليك أن تضع مشاعرك عن عمد، وتلزم جسدك ليأخذ فترات طويلة في الصلاة وفي حضور الرب.

 للأسف يوجد أشخاص تدرّبوا على عدم أكل الكلمة، فتدربوا على الخطية؛ “لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ”. (٢ بطرس ٢: ١٤). التدريب يأخذ وقتًا. اعْلم إنه يحدث تدريجيًا، فلا يظهر سريعًا، فيحدث عنادٌ داخليًا دون أن تدري.

 إنْ أخبرتْ مثل هؤلاء الأشخاص عن الكلمة أو الحياة الروحية، تجده يوافقك (ليس بقلبه) ثُم يحاول الهروب بأي شكل، ويتصيّد أي مخرج من الكلام، فقلبه تمرّس في الابتعاد عن الكلمة. تحدثنا عن الغلبة في دائرة المشاعر لندخل على دائرة إبليس.

▪︎ كيف غلب يسوع عندما جرّبه إبليس:

 “١ ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. ٢ فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. ٣ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ٥ ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، ٦ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ٧ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ٨ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، ٩ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ١١ ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ”. (متى ٤: ١-١١).

 “ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ”. (متى ٤: ١).

 هنا أُصعِد يسوع مُنقادًا بالروح؛ تأتي يجري من الفرحة، لأنه امتلئ بالروح القدس، يجري ليختلي مع الروح القدس، يصيح مُتحمِسًا. وشرحنا مِن قبل أن هذا لا يعني أن الروح أرسل يسوع ليُجرَب، لكنه كان يعلم مسبقًا أنه سيُجرَب.

 مثال؛ “فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي”. (متى ٢٦: ١٢). المرأة لم تكن تعلم أن هذا الطيب الذي سُكِبَ لتكفين يسوع، هي كانت تفعل هذا بدافع المحبة. فإن سألتْ هذه المرأة، أفعلتي هذا وأنتِ مُدرِكة أنّ هذا لتكفين يسوع؟ سترد لا. لكن يُخبرنا الوحي مُسبقًا أنه سَبق التكفين من خلالها.

 ذُكِرَ موقِف التجارب في البرية في متى وفي لوقا، مع فارق التجارب، يَبدو في الظاهر أنها واحدة، لكن في الحقيقة لا، بالرغم من تشابهها. في أحد الأناجيل مذكورة في آخر الأربعين يومًا، وفي الآخر مذكور في أثناءها. وإن بحثت في المراجع، تجد أن هذه ليست كل التجارب التي مرّ بها يسوع، هذه فقط لقطات منها؛ فلم تكن حياة يسوع صامتة طوال الأربعين يومًا. ليس موضوعنا لنعد لنقطتنا.

 لنرى الوسائل التي استخدمها إبليس؛ فتعرف كيف تتعامل بجرأة مع هذا الكائن الساقط المهزوم.

 ” ٢ فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. ٣ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»”. (متى ٤: ٢-٤). هنا تعامل معه من الحواس الخمس.

 “ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ”. (متى ٤: ٥). لا تنسى يسوع كان في البرية لم يسر يسوع بقيادة إبليس لحظة. كلمة “أَخَذَهُ” ليس معناها أخذه جسمانيًا. فالرب يسوع لم يسر بقيادة إبليس قط، ولكن من استخدامات هذا اللفظ إنه أخذه خياليًا أو ذهنيًا.

 هناك دليل على إنه أخذه خياليًا؛ هو إنه أراه جميع ممالك العالم، كيف سيرى جميع الممالك إلا إنْ كان ذلك خياليًا. لكن هذا يوضح لنا أنّ إبليس يتفاعل عبر الأفكار والخيالات.

 لم يستهزئ يسوع بالأفكار أو الخيالات، بل ردًّ عليها كتابيًا بلسانه. لم يستهِن بها كما إنه لم يقل هذه مجرد أفكار، لا! تعامَل يسوع بجديّة مع هذه الأفكار، فهي لم تُلقَى من الهواء. كل فكرة شريرة تُلقَى عليك، ورائها قوة شيطانية تريد النيل منك.

 الذهن هو المكان الطبيعي الذي يُلقَى به الأفكار والخيالات، البعض يسأل لِما تأتى الأفكار من الأساس؟ إذًا لِما جاءت ليسوع! أن تأتي الفكرة هذا طبيعي، الذهن مثل الشارع مِن الوارد أن تُلقَى فيه كل أنواع الأفكار، أنت لست نفسًا أنت روحٌ. قم بالردّ على الفكرة، ليس بفكرة بل بلسانك. هذا ما فعله يسوع.

 تعامل مع الأفكار بجدية، وإلا ستنال مِنك. لم يكن ليسوع أن يرد عليها إن لم تكن هامة وخطرة!

 ” ثم أخذه إبليس ٦ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ٧ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ»”. (متى ٤: ٦، ٧). هنا وجد إبليس أن يسوع يجاوبه من الكلمة (المكتوب)، فدخل له من الكلمة. ليست كل الآيات التي تأتي لذهنك هي من الرب.

 “ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا” (متى ٤: ٨). كما شرحنا لا يُمكن أن يُريه ممالك العالم كله إلا في خياله. لكن كيف حدث هذا؟ من الممكن أن يسوع نظر إلى الجبل فجاءت إليه فكرة أنه يقف ويمتلك.

 لن يأتي إبليس عادة بصورة مباشرة، لكن بتسلسل فكري. ربما كنت تفكر في شيء، وتجد نفسك تفرعتْ للعديد من المواضيع. مثلاً يُمكن أن تكون تسير في شارع من ثَمّ يِذكرُك إبليس بشخص قابلته في هذا الشارع وهو من قام بالإساءة إليك وتجده يقول لك: عليك بالانتقام منه…. وهكذا.

 هو لا يأتي بطريقة مباشرة، وقد يأتي بطريقة مباشرة إن كان نشيطًا في حياتك، وإن كنت أخضعت نفسك له بكثرة، فيلقي عليك بالكآبة والضجر ما بين الحين والآخر، ويعرض عليك أفكاره، فإنْ كنت مُتدرِّبًا على تلبية ندائه ستستجيب له وتفعل ما ألقاه في ذهنك من أفكار.

 لاحِظ أن الروح القدس يستخدم الطريقة نفسها. إليك مثالٌ؛ ما هدف العليقة بالنسبة لموسى؟ فقط لجذب الانتباه. لكي يلتفت موسى ويبدأ الرب في التحدث إليه. لم نرى استخدامًا فيما بعد للعليقة ولم تكن ترمز لشيء. لذلك كن حذرًا! لا تدع ذهنك يسحب في أي أفكار وكن مُنتبِهًا للكلمة.

 ” ٨ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، ٩ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». (متى ٤: ٨-١٠).

 عندما تقرأها في لوقا تجده يقول: “١٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ»”. (لوقا ٤: ١٢).

 لفظ قِيلَ تعني أنه لم يعد فقط مكتوب، لكن هذا أصبح داخليًا وله صوتٌ عندي؛ وهذه المرحلة من أن الكلمة لها صوت قوي في داخلك، تأتى أيضًا من الألسنة والتعليم الكتابي.

 لاحِظ كيف جرّب إبليس يسوع؛ في البداية بالحواس الخمسة، ثم الأفكار والتخيلات، ومن ثم التراجع عن الخطة التى أتى من أجلها، واختيار طريق مُختصَر لنرى؛ في “متى١٣” يخبرنا أن يسوع أتى ليأخذ المملكة، فأخبره إبليس لا تحتاج أن تقوم بالفداء، فقط اسجد لي وأنا أعطيها لك بدون مجهود وبطريقة سهلة.

 لاحِظ! الراحة أو الارتخاء أحد أنواع الحروب، ربما تأتى لك أفكارٌ لِما أبذل مجهودًا في الصلاة؟ لِما أدرس الكلمة؟ هذا سلوك بالجسد، تذكر من أعمال الجسد عدم الرضا وعدم الشبع والتذمر. لا تنتظر من جسدك أن يخبرك بما يجب على روحك والكلمة أن تخبرك به.

 لا تنتظر حواسك ومشاعرك أن تميّز ما هو روحي، روحك مَن تميّزه، أعصاب الإحساس لا يُمكنها أن تعمل في الرؤية بل في اللمس. جهاز الضغط يقيس الضغط، فلا يمكنك قياس السكر بجهاز الضغط. لا تجعل المشاعر أو الحواس الخمس مقياسك في الحياة الروحية، لا تجعل مشاعرك تحركك. سواءً موجودة أو لا، ادْرِس الكلمة وصلي.

 كن حذرًا مع الأفكار، يسوع لم يكن يدع الأفكار تمرّ عليه مرور الكرام. انظر يسوع؛ عندما تكلم إبليس خلال بطرس، انتهره الرب فورًا، لم يستخف بالأمر. ربما تتساءل: يسوع لم يكن في حاجة إلى فعل هذا! بلى، كان في حاجة لهذا. قم بدراسة مقالة “يسوع ابن الله وكيف خدم كيسوع ابن الإنسان“.

 لا تُسحَب في الأفكار، قم بالرد عليها من الكلمة. كن جديًا في التعامل مع الأفكار؛ هذا الأمر خَطِرْ. هذه استراتيجية يسوع. إبليس طرقه معروفة، إما يدخل عبر الحواس الخمس والاحتياج غير المُلبَى بطرق غير إلهية لتسديدها أو عبر التخيل والأفكار. أَسكتَ يسوع الأرواح الشريرة حتى عندما كانت تعلن عن هويته الحقيقية. لأنه كان يعرِف الروح من وراء الكلام.

 يتحدث بولس في “رومية ١٥” عن أن خدمته مُقدَّسة أي مُتفرِدة بسبب الروح القدس. الروح القدس يقدس الشيء. يضع اللمسة الإلهية في دراستك وشغلك وكل حياتك. حتى يسوع قدم نفسه ذبيحة بروح أذلي؛ مُعتمِدًا على الروح القدس هل هذا لأن دم يسوع لم يكن مُقدَّسًا؟ حاشا، ولكن “مُقدَّس” أي مُتفرِد ومُنعزِل للرب.

 كيف تقدس الشيء؟ عبر الصلاة بألسنة وكلماتك. لا تحتاج لِما يُعرَف برش الدم للحماية. يمكنك الرجوع ل “سلسلة الحماية الإلهية“. لا تُعلِن الكلمة بصورة فيها خوف، يقول الكتاب: “آمنت لذلك تكلمت”. تكلّم بإدراك للكلمة، دعها تنبع من روحك.

▪︎ اسأل نفسك؛ هل لها أساسٌ في المملكة الروحية؟

 لا يستطيع إبليس أن يقف أمام الكلمة! هللويا، وإن عاند في الظاهر فهذا غير حقيقي. تكلمنا من قبل في سلسلة “ثبات واستقرار النفس” وقلنا إن هناك أمورًا تتزعزع وهناك أمورًا حقيقية ثابتة، وهي الأمور التي في مملكة النور.

 أي شيءٍ تراه، انظر لترى هل له أساس في مملكة النور التي نحن منها أم لا؟ فنحن نُقِلنا إلى ملكوت الابن المحبوب. هل هو موجود في الكلمة أم لا. إن لم يكن موجودًا، إذًا هذا غير حقيقي ومُتزعزِع. ربما يبدو لك حقيقيًا وضخمًا. وهذا بسبب نظرك له لفترة طويلة، وإيمانك به. أنظر لصورة مختلفة، ضع الصورة الإلهية، ضعها عن عمد.

 يوجد قابلية لتغيير ظروفك، انظر وتمعّن، ثبّتْ عينك على الحقيقة. إبليس قصير النفس أمام شخص يفهم الكلمة. ربما يعرض عليك بضاعته؛ ربما يعرض أمراضًا، أو يكون الأمر مُمَّثَلاً في إساءة شخص إليك، أو أي شيء سيء، إنْ لم يكن كتابيًا، إذًا هذا أمر قابل للتغيير؛ لأنه غير حقيقي. اسأل نفسك، ما القوة وراء هذا، هل الروح القدس أم لا؟

 انظر للحقيقة وتعامل مع الأمور غير الحقيقية على أنها غير حقيقية، هي تستمد طاقتها من إيمانك بها. إن فعلت هذا تجدها تندثر وتنتهي. إن كانت أعراضًا تختفي، إن كانت مواقف ضدك في العمل تُحَلّ. عليك بالرجوع لكتابيّ “سلطان المؤمن” و “المؤمن المُنتصِر” لتعرف كيفية التعامل مع إبليس ومداخله.

▪︎ كيف تغيّر ظروفك؟

 ” ١٧لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية ٥: ١٧).

 لنشرَح هذا الشاهد؛ كما ملك الموت بسبب آدم نحن نملك ونتسلط في الحياة بيسوع. هكذا تغلب في الظروف، بسبب ما فعله يسوع وفَيْضَ النِّعْمَةِ التي هي قوة الله في الموقف. كيف تزداد النعمة على حياتك؟ “لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا”. (٢ بطرس ١: ٢) تكثر النعمة عن طريق المعرفة.

 من يسر في هذه الحياة وهو مُدرِك النعمة، يغلب في هذه الحياة. يمكنك الاطلاع على تعليم النعمة والبر على الموقع لمزيد من الفهم.

 “نملك به” تختلف عن “نملك معه”؛ نملك معه ذُكِرَتْ في الرسالة إلى تسالونيكي، ويقصد بها المُلك الألفي هنا على الأرض مع يسوع. لكن في الشاهد السابق جاء لفظ “نملك بالواحد” في هذه الحياة، في يوم الراحة للكنيسة، أي أثناء فترة وجودك الحالية على الأرض.

 هذا هو نجاح الرب، أن تحيا باستقرار بالصورة التي خلقك الله عليها وتثمر في الأرض. ردَّ يسوع اللعنة إلى بركة هللويا! أثَّر آدم على من بعده، وهكذا يسوع. نحن نسود ونتسلط في هذه الحياة. وهذا عن طريق اكتشاف مبادئ الكلمة.

لأنه قال لذا نحن نقول:

 “لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»” (العبرانيين ١٣: ٥). كلمة “سيرة” تعني سلوك. ليكن سلوككم خالٍ من محبة المال، وكلمة مُكتفين أي لديك اكتفاء ذاتي، أي لديك ما تحتاج إليه بكفاءة، لديك منابع داخلية. ليس معناها إن كان لديك احتياجٌ، أن تسكت وتكتفي بهذا الاحتياج، لا!

 لكن إن كان بالفعل لديك ما تحتاج إليه، فلا تكن جشعًا. في الرسالة إلى كورنثوس الثانية الإصحاح الثامن والتاسع يتحدث الكتاب عن الماديات. شرحتْ هذا باستفاضة في التعليم الخاص بالازدهار على الموقع.

 “٥ لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» ٦ حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ:«الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»” (العبرانيين ١٣: ٥، ٦).

 لأنه قال؛ لا أهملك ولا أتركك فبناء على قوله، نحن نقول بثقة، نتيجة لاهتمامه بنا واكتراثه لنا، الرب معيننا فلا نخاف! أترى التسلسل؟ تعرف ما تقوله الكلمة، تتأمل فيها وتتخيلها، فتبدأ بإخراج اعترافات إيمانك. يمكنك أن تأخذ الكلمة، وتعلنها على ظروفك فتتغير. لقد تمّ الاستفاضة بالفعل في هذا في التعليم الخاص بزاوية الإيمان.

 ” فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلهِ الْحَقِّ، وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلهِ الْحَقِّ، لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ، وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ”. (إشعياء ٦٥: ١٦).

 “يَتَبَرَّكُ” أي يتبارك، وهذا عبر قوله أنا مُبارك باسم الرب. هذه نبوّة عنا، ربما تعتقد أن هذا عن شعب الله، لكن اقرأ الإصحاح مُجدَّدًا، لنرى العدد الأول؛ “١ «أَصْغَيْتُ إِلَى الَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: هأَنَذَا، هأَنَذَا. لأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِاسْمِي“. (إشعياء ٦٥: ١). أترى! يقول أمة لم تُسمَّ باسمي، أي الأمم وليس إسرائيل بالتحديد.

 هذا يضم الكنيسة، فبدلاً من قولهم أنا مبارك، بسبب هذا الوثن. سيقولون بلسانهم أنا مبارك باسم الرب. هناك قوة في لسانك. أنصحك بدراسة تعليم “قوة الكلمة المنطوقة

 كيف تغلب في الظروف؟ عن طريق لسانك؛ “وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. (رؤيا ١٢: ١١). تمسك بإقرار إيمانك، قل ما تقوله الكلمة على ظروفك.

 يقول الكتاب: وإن سِرتُ في وادي ظل الموت، ماذا سأفعل؟ سأحافظ على قولي ما تقوله الكلمة، أني لا أخاف شرًا لأنك أنت معي هللويا! أنا في الموقف لكنك معي. مجدًا للرب.

 يُحدّثنا الكتاب في “أيوب ٢٢” إنه عندما يقول الناس: العالم في الأسفل، تقول أنت رفع. يقول الناس: الوضع يسوء. تقول أنت الوضع يتم وسيتم إصلاحه، حتى إن بدى الأمر يسوء ويتضخّم، أنت تقول: دعه يتضخم، الاختبار سيكون أعظم جدًا! هللويا. تعوّد على إعلان الكلمة بلسانك.

 وهم غلبوه، كيف؟ عن طريق دم الخروف، حسب “لاويين ١٧”، حياة الإنسان في الدم، لذلك كان اليهود يقدمون ذبائح دموية، ولكن هذا ليس معناه إعلان رش الدم، كما سبق وشرحنا.

 نحن نغلب بسبب ما فعله يسوع، حياة الله فينا. مجدًا! تحتاج أن تدرك الطبيعة الإلهية داخلك، هذا وحده حصانة وحماية، أيضًا أخْرِج اعترافات إيمان من الكلمة.

 

▪︎ ماذا لو تدخُّل في الأمر إرادة شخص آخر؟

 ربما تعطي عذرًا لنفسك؛ أنّ هناك تدخُّل أشخاص أخرى وتترك الأمر. جعلك إبليس تنفتح على حق كتابي بخصوص أن للآخر إرادة حرة، ولكنه لم يجعلك تنتبه إنه يوجد تشفع يؤثر على إرادة الآخر.

 في حالة خيانة أحد الزوجين للطرف الآخر، يُقال كُسِرَ عهد الزواج. يُكسَر العهد بسبب الانفصال وليس الخيانة. تحتاج أن تدرس بخصوص موضوع الزنى في الكتاب المقدس، يوجد حلول يمكن اتخاذها، وهناك غفران، ارجع إلى الراعي هو يُخبرَك ما الإجراء المناسب. لكن لا تتحرك من نفسك وتنفصل.

 إذًا إنْ أتى إليك تقريرٌ سلبيٌّ، أو وضعٌ صعبٌ، اغلِق غرفتك وابدأ في الصلاة، وأعْلِنْ ما تقوله الكلمة. هذا يحتاج لرصيد سابق وتذخير معرفة، فازرع مبكرًا. يقول البعض: آه هذه كلمات إيجابية تفاؤلية، لا، ليس الأمر.

 الكلام الإيجابي الذي ليس له أساسٌ كتابيٌّ، ليس هو ما نتحدث عنه. والبعض يقول قد قُلتْ كلمات إيجابية، وهو لم يأخذها من الكلمة. لا الأمر ليس كذلك. وهذا ما يعتقده المُتربِصون لتعليم الإيمان، لكن هذا تعليم الرب يسوع شخصيًا، دعنا نرى في الأسطر القادمة.

 عندما توجَّه يسوع إلى شجرة التين ليأكل منها، ولم يجد ثمرًا لعنها بفمه، بكلماته، والنتيجة يبست الشجرة؛ “وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ”. (مرقس ١١: ٢٠).

 لاحِظ يقول مرقس يبست في الصباح من الأصول، بينما متى يذكر: يبستْ في الحال. الاثنان صحيحان، فهي ماتت من الأصول، مات الجزر في التربة، لكن تحتاج باقي الشجرة وقتًا حتى تظهر اليبوسة من الخارج.

 في متى يخبرنا عمَّا حدث حقيقيًا، ولم يُرَى بعد عيانيًا، أنها يبست فورًا. أما في مرقس تحدث عن الأمر عيانيًا، ظهرت اليبوسة في اليوم التالي، وللدقة لم يقُل يسوع: ملعونة يا شجرة، بل قال لا يأكل منك أحدٌ.

 ” ٢١ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» ٢٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.” (مرقس ١١: ٢١، ٢٢). يدعونا الله أن نسلك بإيمان مثله.

 “إِيمَانٌ بِاللهِ” أي نفس نوعية إيمان الله، فالله نفسه يَسلُك بإيمان. يعتقد الناس أن الإيمان ينبغي أن يكون من شخص إلى شخص أعلى. لا الإيمان هو أن تسلك بشيءٍ لا تراه، والله يفعل هذا حيث إنه يدعو غير الموجود، فيخلق من العدم. يعتقد البعض الآخر أن الإيمان هو في حالات الاحتياج فقط، في حين أن الإيمان هو أسلوب حياة. فأنت ترى شيئًا في روحك وتتنبأ به فيحدث.

 “٢٣لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. ٢٤ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ”. (مرقس ١١: ٢٣، ٢٤).

 ما هو الجبل؟ الجبل هو أي ظرف يقف أمامك. ولاحِظ المكتوب! حيث ذكر: “قال للجبل” وليس “صلى لكي ينُقَل”. الصلاة هي وقت للشحن، مثلما يسخن شخصٌ سيارته كي يتحرك بها، أو شخص يغلي ماءً ليطهي طعامًا، عملية الغلي ليست هي الطعام نفسه. لذا في الصلاة أنت تشحن نفسك أما عندما تتحدث، فأنت تقول كلمات بسلطان على ظروفك فتحدث نتيجة الشحن.

 هذا ما فعله بطرس، عندما كان يصلي للصبية كي تقوم من الموت. فهو أحنى ركبتيه وصلى، وعندما انتهى من الصلاة (وقت الشحن)، أمرَّ الجسد أن يقوم، فقامت الصبية! الكلمات المشحونة بالصلاة تأتي بنتائج.

 نري أيضًا الكلمات المنطوقة مُطبَّقة بوضوح في بركة إسحاق ليعقوب. قال إسحاق لعيسو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟» (التكوين ٢٧: ٣٧). لم يكن أعطاه شيئًا ماديًا، فقط كلمات. قال إسحاق لعيسو: جعلته سيدًا عليك. وهذه الكلمات سارية المفعول، هذه طريقة الأنبياء.

إذًا كلماتك هي ما تُحدِث تغييرًا في ظروفك!

كيف تُحدِث تغييرًا في الأشخاص؟

 بعدما تنتهي من دائرتك الشخصية، وربما لم ترَ نتائج في الحال، فقط استمر. مثل البذرة التي تحتاج إلى وقت لكي تنمو وتظهر كشجرة. فقط لِتُحافظ على صورة الكلمة أمام عينيك واعترافات إيمانك.

  • أيضًا لا تنسَ أنّ مفتاح تغيير الآخرين هو التشفع. أشجعك بدراسة سلسلة “الصلاة المستجابة“، فهو حقٌّ لا يمكن التغافل عنه.

 التشفع أو الصلاة من أجل الآخرين؛ هي إنقاذ لهم. يذكر بولس لنا بالروح في غلاطية ويقول: “يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ”. (غلاطية ٤: ١٩). يا أولادي الذين أتمخض بهم في المسيح وأتمخض مرة أخري إلى أن تصبح صورة المسيح واضحة فيكم.

 التشفع هو الصلاة من أجل الآخر، وتذّكر أن هذه الصلاة مُتدخِّل بها إرادة شخصٍ آخر؛ لذلك تحتاج إلى التكرار. فأنت تصلي لأجل شخص، فتطلق قوة على حياته. فيجد الروح القدس مكانًا ليدخُل منه له. وربما يرفض الشخص الروح القدس.

 بالطبع يحترم الروح القدس إرادة الإنسان، فتحتاج أن تصلي له مرة أخرى. فيتدخل الروح القدس مرة أخرى. وربما يستمر الأمر لسنين تتشفع لأجل شخص. لذا لن يتدخل الروح القدس ما لم تُدخله في الأمر. لتطَّلع على مقالة “إيجار الله على الأرض” ليزداد فهمك في هذه الزاوية.

 من المُحتمَل أنْ يكون هذا الشخص مليء بالأرواح الشريرة، والأفكار الخاطئة. فيرفض الروح القدس كثيرًا. التشفع لا يغيّر إرادة الشخص، ولكنه يؤثر عليها. ونتيجة لصلواتك يحاصر الروح تفكيره وذهنه، ويظل يقنع فيه. ربما يريه رؤية أو حلمًا، وبالطبع يعرض الروح القدس عليه أفكارًا.

 قد يظل يعاند، أو يوافق ثم يرفض، أو يظل مُوافِقًا. فقط استمر في التشفع لا تيأس، لا يوجد تمخض بلا ولادة! هللويا. إنْ أردتْ الاستفاضة عليك بدراسة تعليم التشفع. من الممكن أن تأخذ وقتًا تصلي لأجل نفسك؛ أولاً، لكن من الكلمة تبدأ في معرفة نفسك، فتبدأ تصلي لأجل النفوس.

 تلخيصًا:

 حتى تغلب إلى النهاية تحتاج أن تعرف الكلمة بشكل دقيق، وتشحن روحك. ومن الطبيعي أن تجد جسدك لا يريد وغير مُشتعِل، فأحيانًا تجده يريد الكثير من الأكل، أو لا يريد أن يأكل من الأساس، أو شرهًا في أي نوع من أنواع الشهوة أو حتى الكسل، تذكّر “الإنسان الطبيعي لا يدرك ما لروح الله لأن عنده جهالة” لا يُمكِن للجسد أن يدرك ما لروح الله.

 لا تسلك بالجسد، أي لا تسلك بما تراه وتشعر به. كي لا تحصل على نتائج السلوك بالجسد وهي الهزيمة. ولكن إن سلكت بالروح لن تُهزَم أبدًا.

 تحدث الظروف مع كل الناس، لكن العبرة في كيف تتصرف معها؟ أن تتوقف الظروف والمشاكل هذه خدعة! لكن تأكّد يوجد استقرار في الظروف وحلٌّ لها، أنت في حالة من الاستقرار نتيجة الكلمة، وليس نتيجةً لعدم وجود الظروف. تحتاج معرفة دقيقة وتمرُّن في المعرفة، هنا يكمن الانتصار.

 ربما بسبب التربية أو مبادئ اعتاد الشخص عليها، يجد إبليس مكانًا ليدخُل فيُصيب الشخص بمرض نفسي، أو ما يقول عنه الناس إنه مرضٌ نفسيٌّ في حين هو مجموعة من الأفكار الخطأ.

 لم يمسِك يسوع بمريضٍ نفسيًا ليشفيه، رغم أنه مؤكدًا تقابل مع أناس كانوا مرضى نفسيين. قابل أناس لديها اكتئاب، وقابل من لديهم صِغَر نَفْس، لكنهم وجدوا من مبادئ يسوع شفاءً وليس من صلاته.

 أقول هذا لأن المرض النفسي يأتي نتيجة ترابط أفكار شريرة، ورائها أرواح شريرة، تضغط على الشخص، سواء خوف أو شكّ أو أي شيء.

 فيبدأ الروح القدس يتحرك معك عندما تبدأ بدراسة حقّ كتابي دقيق، ويجعلك تفهم وترى الموقف بالصورة الكتابية الصحيحة. إن لم تجعل ذهنك يفكر بتطابق مع الكلمة، ستفكر حسب العالم. وإما أنْ تمشي مع الرب أو مع العالم، لا يوجد وسطيّة.

 عندما تضع قلبك أن تفهم الكلمة، وقتها يعلم إبليس جيدًا أنه فاشل، فيسعى أن يجعل لك حدودًا وعراقيل. استمر نهاية الأمر معروفة، إنْ وجدت الأمر يزداد سوءًا، اعلم أنها أنفاس إبليس الأخيرة!

 عندما تكون في وقت صعب، لا تقل أنا أُرهِقْتُ أو تعبْتُ، اعلم أن هذا أكثر وقت أنت فيه مؤثر في عالم الروح. هو يسعى لإحباطك وتثبيط عزيمتك؛ لأنه يعلم أنك مُنتصِرٌ، تعامل مع الأمر بأكثر شراسة!

 أنت وديع خارجيًا في تعاملك مع الناس، لكن في عالم الروح أنت جنديٌّ! لتكن شَرِسًا في الصلاة وفي اعترافات الإيمان، أما مع الناس يجب التعامل بوداعة. مصارعتنا ليست مع لحم ودم، لكن مع رتب روحية، ورائع أن تكون رتبًا فكلما ازدادت الرتبة، كلما علمتْ تلك الرتب بالسلطان الممنوح لك.

 تحتاج أيضًا أن تعرف من الكلمة ما يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل. بعض الأشخاص يقولون: نعم أعلم أنني أستطيع كل شيء، لكن أنا من اخترت خطأً. فيُربَط لديهم المستقبل بسبب أخطاء الماضي.

 يجب أن تعرف كيف يتعامل الروح القدس مع هذا الملف. إنْ سلكت بالكلمة، أنت تربط الماضي والحاضر والمستقبل بنتائج الكلمة. وإنْ اخترت خياراتٍ خاطئة، صلي بألسنة، والروح القدس سيُغيّر مسار الظروف ويحولها لخيرك، ويخبرك بأمور آتية فترى بالإيمان برغم العيان المضاد. تدّرب عن عمد في الكلمة. دراسة تعليم “الرياضة الروحية” سيساعدك بشكل كبير في تلك الزاوية.

▪︎ ارفض الخرافات العجائزية وتمرَّنْ في الكلمة:

 “١ وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، ٢ فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ“. (١ تيموثاوس ٤: ١، ٢).

 يقول في الأيام الأخيرة في داخل الكنيسة، سيتبع الناس أمواجًا من الرياء. لن يعودوا يسمعون صوت ضميرهم، وكلمة موسومة أي مكويّة ضمائرهم.

 “٣ مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. ٤ لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، ٥ لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ”. (١ تيموثاوس ٤: ٣-٥).

 دع الكلمة تنتشر في ذهنك بدلاً من القلق، ولا تخف من أطعمة معينة. لا يؤثر عليك أي تلوث بيئي أو غذائي، بالطبع اعْتني بمشترياتك، لكن يوجد تلوث لا يمكن إزالته من الطعام، لكن يمكنك تقديس الطعام بالصلاة. بلا شك تعامل مع الطعام بصورة صحيحة، ولتأكل بطريقة لائقة، لكن ليس خوفًا من المرض، بل لتحافظ على لياقتك الجسدية.

 “وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا، وَرَوِّضْ نَفْسَكَ لِلتَّقْوَى”. (١ تيموثاوس ٤: ٧). ما هي الخرافات العجائزية؟ هي أمور زرعها كبار السن في أشخاص. وصارت لديهم مثل الشريعة، وصارت أساسية في تفكيرهم، فتجعل الشخص مشلولًا، لا يعلم لِما هو مُقتنِع بها بشدة ومن أين جائته هذه المبادئ غير الكتابية.

 “لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيل، وَلكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ“. (١ تيموثاوس ٤: ٨). استفضتُ معكم في سلسلة التعليم عن “التقوى” ووضحْتُ كم إنها نافعة في الحاضر، ولها تأثير في الآتي أيضًا.

 أدْرِك أنه لا يؤثر عليك شيءٌ. لترى كيف تؤثر أنت في المواقف وليس العكس. لا يُفرِض عليك شيءٌ نفسه أو أعراضه أو واقعه، بل افرض أنت ما تريد، فتجد نتائج!

 “ مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ”. (مرقس ٧: ١٣). أترى يمكنك أن تُبطِل مفعول كلمة الله، ويمكنك أن تُفعّلها أيضًا!

 كلمة “تبطل” هو لفظ يُقال عند إبطال مفعول قنبلة. كيف تُبطِل مفعول كلمة الله؟ عبر الفهم الخاطئ لأمور كتابية، تسلمتها ولم تسمع الرأي الكتابي فيها. لا تُقيَّد داخل ما تسلمته من الناس. لا توُقِف قوة الروح القدس.

 المعجزة تحدث من الداخل للخارج؛ وهذا عبر فَهم مبادئ كتابية معينة، وليس عبر الصلاة فقط. الصلاة هي وقت شراكة مع الروح القدس، فتُطلِق قوته في الموقف. وتندمج وتذوب داخلك الكلمة التي تعلّمتها.

▪︎ ابدأ الأمر بالصلاة:

 ” وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ”. (لوقا ٢٢: ٤٤). عندما كان يسوع في حالة من الجهد والضغط الشديد، وهو داخل على الصلب، ماذا فعل؟ صلى يسوع أشد من الطبيعي!

 هناك أوقات تحتاج إلى تخصيص وقتٍ كافٍ للصلاة، إن لم تضع رِجلك في الصلاة، أشجعك أن تبدأ. واجه الموقف الذي يقابلك بالصلاة.

 ما هو أول ردّ فعل لك عندما تتعرض لأمر ما؟ هل تُفكِر فيه بحساباتك، وتحاول إخراج حلول بحكمتك؟ أم تستلم الأمر بصورة شرسة في الصلاة؟ تعلّم أن يكون أول ردّ فعل لك هو الصلاة.

 عندما تصلي، يبدأ الروح القدس يعطيك أفكارًا ماذا تفعل في الموقف. إنه يعطيك استشارات شخصية، وهناك مواقف ستعرف كيف تتصرف فيها بسهولة بسبب معرفتك بالكلمة بشكل مباشر. اسلك بالطبيعة الإلهية داخلك، اسلك بإيمان وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا.

▪︎ اخلق عادات فكرّية واعرض ما لديك:

 يجب أن يتوفر لديك بعض العادات الفكريّة، أو الطباع الكتابية كما سبق ودرسنا في سلسلة “كيف تخلق عادة“.

 “٤ اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. ٥ وَلِهذَا عَيْنِهِ ­وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ­ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، ٦ وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، ٧ وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. ٨ لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٩ لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. ١٠ لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا”. (٢ بطرس ١: ٤-١٠).

 “اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ”. (٢ بطرس ١: ٤). صرنا شركاء الطبيعة الإلهية، التي بها نهرب من فساد العالم، الناتج عن الشهوة أي السلوك بالحواس الخمسة.

 “وَلِهذَا عَيْنِهِ ­وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ­ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً” (٢ بطرس ١: ٥). مثلما قُلْتُ سابقًا، يستخدم بولس ألفاظَ لغة المسرح، يقول “قدموا” أي “اعرضوا”، التموين المادي موجود، المسرح موجود، والمُمثِّلون وكل شيء جاهز على العرض. في أيام الرومان، كانت لغة المسرح مشهورة ومعروفة، فاستخدمها بولس وقال اعرض ما لديك بالفعل، وليس حاول أن تكون شيئًا ليس أنت عليه.

 يكمل ويقول: “وأضف فضيلة”، الفضيلة تعني الكفاءة، الروعة في الشيء، التميّز. اخرج الروعة والتميّز من داخلك. وفي الفضيلة معرفة، لن تكتفي من المعرفة، ستظل تعرف دائمًا، لا تقل هذه الأشياء عرفتها من قبل.

 “وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى“. (٢ بطرس ١: ٦). وفي المعرفة أضفْ تعففًا، وفي التعفف صبرًا، في “عبرانيين ١٠” يقول: لأنكم تحتاجون إلى الصبر، كي لا تفقدوا ما حصلتم عليه بالفعل، كونوا مُثابِرين.

 هناك حالات يحتاج فيها الشخص أن يحافظ على معجزته بعدما حصل عليها. الصبر هو ثباتك في الموقف أمام العيان المُضاد، ولا تتغير في الموقف. وليس معناها أن تظل المشكلة كما هي وتحتملها دون حل.

 ثم أضف تقوى، التقوى هي أن لا تضع أي شروط في علاقتك مع الرب، التقوى هي أن تحيا للرب تمامًا بكل قلبك، لا يوجد مُنافِس له في قلبك، أن تنكب على الرب بقلبك وبمهابة. لا يوجد شراكة أخرى نظيره، بغض النظر عن الظروف.

 هناك أشخاصٌ تركوا الرب لأنهم لم يحصلوا على ترقية معينة، وآخرون لأنهم لم ينالوا شفاءهم، وأشخاص أخري تركت الرب؛ بسبب موقف مع أشخاص في الكنيسة أدى إلى تعثرهم. ولهذا شرحنا “سلسلة العثرة“. لقد تعثّر البعض في يسوع، رغم أن يسوع لم يفعل لهم شيئًا خاطئًا.

 ربما لا يكون هناك لديك عثرة حقيقية، ولكنك تريد أن تعطي العذر لنفسك. وقد يكون هناك بالفعل عثرة حقيقية، قال يسوع: حتمًا ستأتي العثرة. لكن ويل لمَن تأتي بسببه.

 “٧ وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. ٨ لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٩ لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ“. (٢ بطرس ١: ٧-٩). لفظ “فِيكُمْ” ليس معناها أنها ليست فيهم، لكن تعني إن عرضتموها بكثرة. أيضًا عبارة “قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ” في الأصل تأتي: “نسي أن خطاياه السالفة قد طُهِّرَتْ”.

 ” بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا“. (٢ بطرس ١: ١٠).

 يقول الكتاب إن توفرت فيك هذه الصفات، لن تزل أبدًا، هل يبالغ الكتاب؟ هل هذه صيغة بلاغية غير حقيقية؟ بالطبع لا. لكن يوجد طريقة، يوجد خطوات لتمشي عليها، وهذا ليس ناموس. كي لا تَزِلْ، أخْرجْ هذه الصفات. هذه الطريقة السرية، التي لم تعد سريّة حيث إن الروح كشفها لنا، تجعلك دائمًا مُثمِرًا.

▪︎ احفظ قلبك:

 “٢٣ فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ. ٢٤ انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ، وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ”. (الأمثال ٤: ٢٣، ٢٤).

 آخر نقطة، احفظ قلبك. احفظ أفكارك وذهنك من أن تتلوث بالعالم، احرص عندما تمر بموقف ما، وتبدأ تمارس إيمانك فيه، ستُلقَى عليك الكثير من الخيالات السلبية. عليك أن ترفضها، وتفرض أنت الصورة التي تريدها. وتعلن قائلاً: “أنا أرفض هذه الصورة، سيحدث هذا الأمر بهذه الطريقة باسم يسوع”.

 يوجد مفاهيم تحتاج لفهمها بطريقة سليمة، بخصوص الإيمان، ليس أي صور ترسمها، فقط ما يوافق الكلمة.

 لاحِظ في الشاهد السابق قبل أي تحفظ، ضع الأولوية لحفظ قلبك. لتحرص على الأمور التي يقول الكتاب عنها أولويات، لا تسمع لمن يخبرك: كل شيء هام، بالطبع كل شيء هام، لكن توجد أولويات.

 في “أفسس ٦” يقول الكتاب: وفوق الكل (الأولوية)، ترس الإيمان؛ هذه أهم قطعة سلاح، إن نزعت كل أسلحتك، لا تخلع ترس الإيمان؛ لأن به تستطيع أن تعيد باقي الأسلحة، أما إن فُقِدَ هذا، فنحن في خطر شديد!

 لا تنزع ترس إيمانك، اعلم أنّ هدف إبليس أن يضربك في نفسك، وتبدأ في الإحباط، وتقول كلامًا سلبيًا عن نفسك، احفظ نفسك من أن تُخبَط في نفسك. آمن بنفسك هذا سيساعدك في حمل باقي الأسلحة.

 يقول الكتاب في (بطرس الأولى ٥): “قاوموه راسخين في الإيمان”. قاوم بإيمان، لا تقبل أن تُحبَط بسهولة، للأسف اعتاد البعض على الإحباط وقبلوه كصديق، وهناك من تمرَّس فيه وبدأ يقول: أنا إنسان! ماذا سأفعل؟ ألم تسمع عن الطبيعة الإلهية التي داخلك؟ يمكنك فرم أي موقف والإنهاء عليه!

 في الرسالة إلى أفسس مكتوب “وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا”. (أفسس ٦: ١٣). بعد انتصارك اثبت! الأمر معروف نهايته، ليس أن تأخذ إجازة، وليس أن تُنهَك، رُسِمَ لك الغلبة، وأن تحيا بقوة الروح القدس. أطْلقْ هذه القوة عن طريق الألسنة، خزّن الكلمة؛ “فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ”. (متى ١٢: ٣٤).

 “انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ، وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ”. (الأمثال ٤: ٢٤). احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة ومنه تنتج كلماتك.

 قبل أي تحفُّظ احفظ قلبك، قبل اعتنائك بمظهرك، قبل اعتنائك بردودك على الناس، قبل اهتمامك بالمال، أو الأكل أو الأسرة…. إلخ. كما أن لفظ “احفظ” الوارد في سفر الأمثال لفظٌ عسكريٌّ؛ لأن من قلبك، من روحك المولودة ثانية مخارج الحياة. هذه نبوءة عنا الآن، مجدًا للرب.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$