القائمة إغلاق

How To Release Power Towards Events And Circumstances – Part كيف تطلق القوة تجاه الأحداث والظروف الجزء 3

العظة على فيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

العظة مكتوبة

▪︎ هل تعلم كيف يمدك الروح القدس بالقوة.

▪︎ للقوة مواصفات هامة وكثيرة، هيا لتكتشفها!

▪︎ خطوات إخراج هذه القوة في حياتك.

 كل ما تحتاج إليه في أي موقف في حياتك هو قوة الروح القدس لأنه هو قوة حياتك، سواءً لكي تتخلص مِن طباع معينة أو لكي تُحدث تغييرًا في مواقف حياتك.

 هناك قوة طبيعية تعمل في الأرض، وقوة أخرى هي قوة الروح القدس.

 “١٤ بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٥ الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. ١٦ لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ (أفسس ٣: ١٤-١٦)

 النص المترجم هنا: “تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ” يعني في الأصل: “تتقووا بالقدرة بروحه”، فالقدرة شيء أكبر مِن القوة ومثال لذلك فإن سيخ الحديد قوي لكن حين تقدر أنْ تثنيه فقد تغلبت على قوته؛ الروح القدس يعطيك ما تقدر به على هزيمة الروح الذي يعمل في الأرض ويعطيك الحكمة للتصرف في مكايد وحيل وألاعيب الناس المحيطين بك.

 يحتاج بعض الناس لمعرفة بعض المعلومات عما يحدث مِن ورائهم لكي يطمئنوا؛ أما أنت فاسترخي فقط على الروح القدس، وإنْ فهمت عمل الروح القدس وكيف تطلقه في حياتك ستجد الاطمئنان وهذا ما سنتكلم عنه اليوم.

كيف يُمدك الروح القدس بالقدرة:

 يتدخل الرب ليُمدك بالقدرة ليس كما تعتقد ويعتقد كثيرين بأنه يتدخل مِن الخارج إلى داخل الموقف لكنه يعمل في إنسانك الباطن أي في روحك الإنسانية؛ فروحك الإنسانية هي مركزية الرب والمكان الذي منه يتعامل الرب معك كإنسان، وهنا تظهر أهمية الصلاة بالروح أي التكلم بألسنة، لأنها تطلق هذه القوة إلى الخارج.

 يمكن تشبيه هذه العملية كمَن يُدخل الكهرباء لمنزله بكابل مصدره المحول الرئيسي في المنطقة ليغذي به منزله بالكهرباء، أما عندما يستخدم المقبس (الفيشة) فهو يستخرج هذه الطاقة أو القوة إلى الخارج؛ لذلك فإنّ قوة الروح القدس تجاه مواقف حياتك تخرج عبر كلماتك.

 في النص السابق يصلي بولس لأهل أفسس أنْ يتقووا بالقدرة في الإنسان الباطن الذي هو روح الإنسان، لذلك يصلي لهم لكي يكون لديهم استنارة أكبر عن القوة التي في داخلهم.

 تخيل أنّ لديك كل مؤونة الطعام في البيت، لكن أنْ تعرف كيف تخلط أصناف معينة بمقادير معينة لكي تحضر نوع معين مِن الطعام، هذا يحتاج إلى وصفة معينة وطريقة لابد أنْ تعرفها أولاً حتى تقدر أنْ تُحَضِّر تلك الوجبة.

 حينما يصلي لك أحد رجال الله لا يُعطك شيء غير موجود لديك، مِن المُحتَمل أنْ يُعطك خبرته في تحضير الوجبة، فينصحونك بفضيلة معينة التي هي أصلاً موجودة عندك، فكأبناء للرب، كل المواهب موجودة فينا، لكن أنْ ننشطها تجاه مواقف معينة أو تجاه خدمة معينة فهذا يحتاج إلى صلاة تضع فيها نفسك في وضعية تُخرج فيها هذه الموهبة كمَن يقول: “لابد أنْ أعمل هذه الخلطة بهذه الطريقة لكي أخرج هذا المنتج”.

١٧ لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، ١٨ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ. ٢٠ وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، ٢١ لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ.(أفسس ٣: ١٧-٢١)

 كان الرسول بولس يصلي لكي يعرفوا ما لديهم عن طريق استنارة عيون أرواحهم؛ فأنت في الحقيقة لا تفتقر إلى شيء، فقط تحتاج أنْ تفهم مبادئ معينة وهذا يحدث مِن خلال سماعك للتعليم.

 يسمى كلا مِن رسالتي أفسس وكولوسي ب: “الرسالتين التوأم” وذلك لأنهما كُتِبا بين فارق زمني لا يتعدى بضعة شهور، ومحتواهما في أغلبه مشترك باستثناء نقاط قليلة ذُكِرت في أفسس ولم تذكر في كولوسي لقوة ونضوج شعب كنيسة كولوسي في تلك النقاط واستيعابهم الجيد لها، لكنها ذكرت في أفسس لاحتياجهم للتركيز عل تلك النقاط؛ فهناك مستويات مِن النضوج ربما تكون متباينة بين كنيسة وأخري.

 على سبيل المثال حينما كان يصلي: “لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ فهو كان يصلي ليؤمنوا بالمسيح الحال فيهم بالفعل، وهذا يقابله في كولوسي: “وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ…” (كولوسي ٣: ١٥)

 تكلمنا سابقًا في (٢ كورنثوس ٢: ٨) لِذلِكَ أَطْلُبُ أَنْ تُمَكِّنُوا لَهُ الْمَحَبَّةَ وتعلمنا منه أنك أنت مَن تفعلها، فأنت لديك قوة تنفيذية مبادرة تجاه الموقف، ولكن حين تنشغل بالظروف قائلاً إنك ضعيف ولا تستطيع، فأنت بهذا لا تفعل القوة التي بداخلك.

 فليست الأزمة إنك لا تمتلك قوة، لكن في عدم معرفتك لتلك القوة وكيفية إخراجها لحل الموقف أو المشكلة التي تواجهك وذلك عبر المعرفة الصحيحة.

 كثيرًا عندما يتكلم الكتاب عن الملء بالروح نجد أنّ هذا الموضوع مرتبط بالسكر وبأنّ الروح يتحكم فيك، وهو له طريقة لتجعله يتحكم فيك، وذلك يكون بملء إرادتك وفهمك له لأنه ليس روحًا شريرًا ليقتحمك؛ إنْ فهمت هذا ستعرف كيف تطلق القوة في المواقف والأحداث.

 “وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ.. أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَالا تبحث عن القوة في خارجك لكي تعمل في ظروفك لأن القوة ستخرج مِن داخلك، يا مَن تطلب الصلاة مِن آخرين حولك يجب أنْ تعرف كيف تُحَضِّر هذه الوجبة لنفسك.

يتحرك الرب بسياسة الدوائر الأقرب للشخص، ودائرتك هي مشكلتك أنت وليست مشكلة رجال الله، فهو يمكنه أنْ يساعدك بإعطائك شيء ما لكن هذا ليس مبرر لك للاستسهال فتجرب طرق غير كتابية تكون نتيجتها الفشل فتحبط قائلاً: “صليت ولم أري نتيجة”؛ كلا يا صديقي، فالعبرة هنا كيف حاولت وكيف صليت؟

 يوجد أناس يحبون الرب ورغم ذلك معرضين للذهاب للجحيم لأنهم لم يسلكوا الطريق الصحيح لمعرفته بقبول المسيح والولادة مِن فوق. كذلك في أيام المسيح على الأرض كان هناك أناس كثيرون أدركوا مَن هو يسوع لكن لخوفهم مِن الناس لم يأتوا إليه وهلكوا، فكثيرين يقتنعون ذهنيًا ولكنهم لا يسلكون حسب المعرفة الموصوفة.

مواصفات هذه القوة:

 انتبه، يمكنك أنْ تكبح جماح هذه القوة، والتي هي قوة الروح القدس وتوقفها عن العمل! نعم.. يمكنك يا أخي أنْ توقف قوة الرب عن العمل في حياتك وتجعلها محدودة، لذلك عليك أنْ تتعامل بحرص شديد مع قوة الروح القدس العاملة في حياتك.

 “٥ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. ٦ فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ! ٧ يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: ٨ يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. ٩ وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ (متى ١٥: ٥-٩)

إنّ مصطلح “أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ في هذا النص يعني: جعلتموها بلا مفعول ولا قوة ولا تأثير، لقد نزعتم قوة الوصية.

 يمكنك إبطال قوة الإله في حياتك وجعلها بلا تأثير، كم هذا خطير جدًا على حياتك أخي، يتعامل الكثيرين مع الرب على إنه القادر على كل شيء ولا يقدر أحد أنْ يوقفه، في حين يخبرنا الكتاب أنه يمكنك اقاف قوة وعمل الرب في حياتك.

٤٠ كَمْ عَصَوْهُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الْقَفْرِ! ٤١ رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنَّوْا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ.(المزامير ٧٨: ٤٠، ٤١)

 “عَنَّوْا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ” أي وضعوا له حدودًا، نعم يمكنك أنْ تضع حدودًا للرب في حياتك.

  1. يمكنك أنْ تتجاهل قوة الروح القدس ويمكنك الانتباه لها:-

 “٤ فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» ٥ أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ. ٦ فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. ٧ فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». ٨ أَجَابَ يَسُوع: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ» (يوحنا ١٨: ٤-٨)

 رجع الجنود إلى الوراء ومِن ثم سقطوا على الأرض حينما قال لهم الرب: “إِنِّي أَنَا هُوَ” لقد وقعوا تحت قوة الإله ورغم هذا استمروا في مخططهم للقبض على يسوع، رغم استعلان القوة عليهم وسقوطهم تحت تأثيرها.

 كثيرون يُلمَسون بقوة الرب ولكن لأنّ قلوبهم مشغولة بأمور أخرى وعدم وضعهم للرب كأولوية في حياتهم، نجد هذا يتضارب مع رغبتهم أنْ يتدخل الرب بمعجزات في حياتهم.

 يستطيع الروح القدس يمكنه أنْ يجعل منك شخصًا مختلفًا وفي وقت سريع؛ إنْ أعطيت للكلمة مجراها في قلبك وعقلك وحياتك. لذلك ينبغي أنْ تفكر بطريقة الرب تجاه الموقف ليس بحكمك الشخصي عليه.

 “٣ وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. ٤ فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». ٥ وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». ٦ وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. ٧ فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». ٨ فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. ٩ وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ». ١٠ وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» ١١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. ١٢ وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». ١٣ حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.” (متى ١٧: ٣-١٣)

 عندما رأى التلاميذ موسى وإيليا يتحدثان مع الرب، ورغم عدم فهمهم لما كان يدور حولهم في حادثة التجلي نجدهم قد تجاوبوا بشكل جيد وسليم مع الحدث الذي حدث فسألوا الرب قائلين: “ فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟”

 ذاق موسى الموت وأما إيليا فلم يذقه إذ صعد في المركبة النارية، لذلك كان كل منهم يشارك السيد في خبراته مع الموت الذي كان الرب يسوع مزمع أنْ يجتاز فيه؛ لأنه كان يسير بصورة شرعية على الأرض، فهناك شخص سبقه وأُصعد إلى السماء التي كان يسوع مزمعًا أنْ يصعد إليها بعد قيامته مِن الموت.

  1. القوة لا تحتاج إلى فهم:

 الأمر الهام حقًا هو أنْ تتعامل مع الموقف بقوة الروح القدس مِن طرفك حتى لو لم يفهم الآخرون، وهم حينما يروا نتائج سلوكك بقوة الروح القدس سيأتون ليسألوك: “كيف فعلت هذا؟” وعندما تجيبهم حتى وإنْ كنت تتكلم بوقائع عيانيه لا تختم كلامك معهم إلا بإعلان الإيمان “أننا نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا”.

 إذًا لا تحتاج أنْ تُفهَم مِن الآخرين، لكن نحن يجب أنْ نفهما جيدًا؛ لذلك يقول الوحي: “فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيّاً وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيّاً عِنْدِي.” (١كورنثوس ١٤: ١١)

 استخدم الوحي هنا كلمة “ديوناميس” ليعبر عن قوة اللغة، وهي مُشتَقَّة مِن كلمة “ديناميت”، والنص هنا يتحدث عن التكلم بالسنة وأنّ مَن يتكلم بألسنة يستفيد منها، بينما المستمع لا يستفيد إلا بالترجمة فبالتالي لابد أنْ تفهم لديَّ.

  1. يمكن لهذه القوة أنْ تكون متاحة في المكان:

 نعم، يمكنك أنْ تنشر هذه القوة في بيتك، نحن رُسمنا لهذا، أنّ أي شخص يدخل بيتك لا بد أنْ يُلمَس بالمسحة التي في هذا البيت، قد لا يدرك ماهيتها لكنه سيدرك أنه هناك شيء غريب في هذا المنزل، وهو لا يدري أنّ الملائكة تقوم بأعمال تجاهه منذ اقترابه مِن باب البيت.

 يمكنك تقديس هذا البيت بنشرك للمسحة، لكن عليك أنْ تدرك أنّ وجود المسحة لا يعني أنه حتمًا سيستفيد أي شخص آخر مِن وجودها، فبطرس بدأ يغرب في وجود السيد معه في الموقف.

“١٦ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي. ١٧ وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ.” (لوقا ٥: ١٦، ١٧)

 النص هنا يعني أنّ قوة الرب كانت (متاحة) في المكان، وهذا يعني أنّ أي شخص سيدرك هذه القوة سيبرأ. يمكنك نشر القوة في المكان حتى لو كان به أرواحًا شريرة، لا ترتعب، فقوتك أقدر على هزيمتهم، فلا تحيا حياة المطارد، لأنك تُغَيّر ولا تتغير، تؤثر ولا تتأثر.

  1. يمكنك إطلاق هذه القوة تجاه المواقف والأحداث:

 “١٤ أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، ١٥ وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. ١٦ اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. ١٧ كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ١٨ ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.” (يعقوب ٥: ١٤-١٨)

 لم يُخبرنا الكتاب في القصة الأصلية لهذا المشهد أنّ إيليا صلى لكنه تكلم الكلمات، لكن رسالة يعقوب كشفت لنا أنه صلى وقال الرب لإيليا: “اذهب ترائي لآخاب وقل له…” فوصل إلينا انطباع انه كان يعتمد على كلام الرب أنه لابد أنْ يتم تلقائيًا لأن الرب قد تكلم، كلا فالكتاب يوضح لنا أن إيليا هو مَن نَفّذَ النبوة، نحن التنفيذيين.

 أعلم أنّ البعض يظن أنه مادام الرب قال شيئًا فهو سيفعله لا محالة، إنْ شاء سيفعلها، أو كما يقتبس البعض: إنْ أردت تقدر” ويقتبسون الكثير مِن آيات الكتاب التي تتحدث عن قدرة الرب، لكن واقعًا أعطيت القوة التنفيذية للكنيسة، فالأحقية أعطيت للرب والقوة التنفيذية أعطيت للكنيسة لإحداث تغيير في ظروفك وحياتك.

 الكنيسة مفردها أفراد الكنيسة، لذلك فالأمر مرتبط بكم الإدراك الذي بداخلك عن القوة التي فيك التي تستطيع أنْ تطلقها.

 صلى مع إنّ الرب قال له، وكان يمكنه أنْ يعتمد فقط على كلام الرب لكنه صلى وأطلق القوة عبر الصلاة، كان يصلي ويراقب، ثم يبعث الغلام لينظر السماء، ثم يصلي، ثم يرسل الغلام، هكذا استمر حتى نُفِّذَ كلام الرب.

 يمكنك إطلاق القوة تجاه المواقف والأحداث التي تمر بها فأنت تفعلها عن عمد: “لِذَلِكَ أَطْلُبُ أَنْ تُمَكِّنُوا لَهُ الْمَحَبَّةَ.” (٢كورنثوس ٢ : ٨)

  1. لا يمكنها العمل خارجًا ولا يمكنها إقناع الناس:

 “١٢ فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!». ١٣ وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. ١٤ فَأَجابَ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!» ١٥ فَأَجَابَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ ١٦ وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» ١٧ وَإِذْ قَالَ هذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.” (لوقا ١٣: ١٢-١٧)

لم يقتنع رئيس المجمع بهذه القوة رغم أنه قد رآها بعينيه، فهناك أناس يعاندون الرب والقوة الخارجة منه رغم أنها متاحة لفائدتهم شخصيًا.

  1. يمكنك إساءة استخدام هذه القوة:

 “٧ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ٨ «خُذِ الْعَصَا وَاجْمَعِ الْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ وَتَسْقِي الْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ». ٩ فَأَخَذَ مُوسَى الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ، ١٠ وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجُمْهُورَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ، فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الْمَرَدَةُ، أَمِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟». ١١ وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. ١٢ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هذِهِ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»” (العدد ٢٠: ٧-١٢)

 كان هذا هو الموقف الثاني الذي تكلم الله لموسى بخصوص التعامل مع الصخرة لإخراج المياه، وفيه قال الرب لموسى “وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ“؛ أما في المرة الأولى قال له “اضرب الصخرة بعصاك” (خروج ١٧: ٦) أما في هذا الموقف ورغم أنه لم يُطع الرب فيه لكنه أتى بنتيجة وتدفق الماء، لقد أساء موسى استخدام هذه القوة التي معه لذلك حُرِمَ مِن الدخول بالشعب إلى أرض الموعد.

 “ ١ فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، ٢ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، ٣ وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، ٤ وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. ٥ لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. ٦ وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. ٧ فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ، ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ». ٨ وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. ٩ وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. ١٠ وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. ١١ فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. ١٢ إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ” (١ كورنثوس ١٠: ١-١٢)

 عرفنا مِن النص السابق أنّ الصخرة كانت المسيح، والمسيح ضُرِبَ مرة واحدة لذلك ضرب موسى الصخرة في المرة الأولى مما يشير إلى صلب المسيح، في المرة الثانية كان يجب أنْ يتكلم للصخرة والرب أخبره بالوصفة لكن للأسف ضربها.

 صحيح أخرجت المياه لكن واضح مِن كلام الرب لموسى وهارون عند عقابه لهما بعدم الدخول إلى أرض الموعد أنهما لم يكن عندهما إيمان بالرب في هذا الموقف، وهذا تسبب في حرمانهما مِن الدخول لأرض الموعد.

 افهم هذا: يمكنك إساءة استخدام القوة وليست العبرة بالنتيجة، حيث أنها أتت نتائج في هذا الموقف، ويمكن أيضًا أنْ يصلي البعض ويتنبأ وتأتي بنتائج رغم أنه هناك أمور غير صحيحة في حياتهم، لذلك إن كان هناك شخص لا يعرف الكلمة جيدًا ويَستَخدِم وظيفته كنبي بشكل خاطئ فبالتأكيد سوف يتدخل إبليس إنْ آجلاً أو عاجلاً، فالعبرة ليست بشهرة هذا الشخص في هذه الخدمة لكن العبرة في أنه هل يصنع ما يريده الرب منه أم لا؟

 سنكتشف في السماء أنّ هناك أشياء كثيرة كان لابد أنْ تحدث لكنها لم تتم بالصورة الإلهية.

  1. تُزيد هذه القوة عدد الملائكة في حياتك حين تخرجها إلى الخارج:

 “٤٧ وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». ٤٨ قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ». ٤٩ أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» ٥٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!» ٥١ وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ»” (يوحنا ١: ٤٧-٥١)

 كانت الملائكة تخدم الرب في مواقف عديدة قبل ذلك الموقف ولكن قول الرب: “مِنَ الآنَ تَرَوْنَ… وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ” فهذا يعني أنه يقول “لأن هناك قوة خرجت لكشف أمر معين وهذه آيات وعجائب فسوف ترى أعظم مِن هذه يصاحبها وجود أكثر للملائكة” فهذا يزيد عدد الملائكة ويمكنك الرجوع إلى سفر دانيال الإصحاح العاشر لمعرفة المزيد في هذا الموضوع.

  1. لا تحتاج هذه القوة إلى مساعدة خارجية ولا إلى تهيئة مناخ معين لكي تعمل:

 كان الرسول بولس مرات عديدة على ظهر السفينة ومرات أخرى في السجون لكنه استطاع أنْ يُخرج هذه القوة؛ فالأمر غير مرتبط بوجودك في جو معين أو بترنيمة معينة تتعزى بها لكي تخرج هذه القوة، التسبيح أمر رائع لكن القصة تكمن في أنك فاهم مبادئ معينة يمكنك تطبيقها في أي مكان دون الحاجة إلى عوامل أخرى تساعدك على إطلاقها.

▪︎ خطوات إطلاق هذه القوة :

  • الصلاة بالروح:-

 “ ١٦ اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. ١٧ كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ١٨ ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.” (يعقوب ٥: ١٦-١٨)

 الطلبة المستمرة التي تضع قلبك فيها وبشغف وبحرارة تجعل القوة الإلهية متاحة، وبينما تصلي وأنت فاهم مبادئ الكلمة، تشتاق هذه القوة أنْ تُعلِن عن نفسها لك، فالأمر ليس بصعوبة كما يعتقد البعض.

 لو أدركت حب هذا الإله لك مِن خلال الكلمة وليس مِن خلال المشاعر سيسهُل عليك اخراج هذه القوة في كلماتك وتوجهها إلى الظروف والمواقف التي تواجهها، لذلك يقول: “كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا” فهو يشرح أنّ إيليا إنسان مثلنا، وأنّ حالتك ومفاهيمك أثناء الصلاة هي التي تجعل قوة الإله متاحة لك وبكثرة.

 “فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَت” (أعمال الرسل ٩: ٤٠)

 لم يتسرَّع بطرس بالنداء على طابيثا، لكنه جثا على ركبتيه وصلى حتى وصل إلى مرحلة معينة من الفهم والإدراك، قم التفت إلى الجسد وأطلق كلمات تجاهه، فهو كان يجهز نفسه ويعدها للمعجزة المزمع أنْ تحدث، تمامًا كما يفعل سائق السيارة قبل الانطلاق بها بسرعة، إذ لابد أنْ يأخذ فترة إعداد وتسخين لتهيئتها للانطلاق.

 يقف البعض عند هذه النقطة فيصلي كثيرًا لكنه لا يُكمل المرحلة التالية للصلاة، وهي: إطلاق الكلمات بقوة غير العادية كما فعل بطرس، فالصلاة بحرارة وعبادة للرب هي خطوة أولى، وهي تختلف تمامًا عن حالة التشتت أثناء الصلاة، وعن الصلاة لمجرد تأدية الواجب. عاش كثيرون حياة سطحية ولم يعطوا الوقت الكافي أمام الرب في الكلمة وفي الصلاة، لذا يعرفون مالهم في المسيح لكن لا يستطيعوا أنْ ينالوه.

 الصلاة بألسنة؛ أي الصلاة بالروح، هي مِن أكثر طرق الصلاة التي تجعل قوة الله متاحة.

 “لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ” (١ كورنثوس ١٤: ٢)

 الصلاة بألسنة ليست للكلام مع الأرواح الشريرة، كما يصلي البعض بألسنة ليصنعوا ما يطلق عليه “حرب روحية”، لا، فالصلاة بألسنة ليست مصممة لهذا لكن للتكلم مع الله.

 أصيب كثير مِن المؤمنين بحيرة لأنهم يستخدمون أمور صحيحة ولكن بطريقة خاطئة، ولهذا السبب يوضح الكتاب أنّ الألسنة غير مفهومة لذهن المتكلم ولكنه بالروح ينطق بأسرار، كونك تكلمتها وخرجت مِن فمك تصير وقتئذ في فاعلية العمل، فحينما تتكلم بأمور سرية لن تعود سرية، إذ أُبيحَ بها، صحيح أنها غير مفهومة للذهن لكن بينما أنت في محضر الرب ومتأمل فيه يبدأ الروح القدس يعطي فَهْم لذهنك بصورة تدريجية، لأنه بارعٌ جدًا في التواصل ويستطيع أنْ يصل لأي شخص.

 مِن روائع أعمال الروح أنه يُصحِّح لك صلاتك بالذهن إنْ كانت خاطئة حينما تُصلي بالروح؛ أي بألسنة، فهو يعرف الأمور أكثر منك ويدرك ما هو لفائدتك أكثر منك، فحين تصلي بالروح أنت تصلي بتفاصيل، لذا يجب أنْ تكون الألسنة غير مفهومة لكي تَعبُر الذهن المحدود.

عَبْر الألسنة يجعلك الروح القدس يجعلك تصلي وتعبُر مسافات وتصل لأناس آخرين وتتكلم لهم كلمات تكون مفتاحية لحل مشاكل لديهم، ومِن الهام أنْ تعرف أنه يتكلم بصورة مفهومة للبشر لذلك يستخدم أناس مألوفين ويتكلم بصوت مألوف، حتى إنّ صموئيل ظنَّ صوت الروح القدس هو صوت عالي الكاهن.

 يتعامل معنا روح الله بصورة تدريجية لئلا نُصدَم مِن التعامل المفاجئ مع عالم الروح، لذلك تحتاج أنْ تتعامل مع عالم الروح بتمكُّن واحترافيه مِن خلال التكلم بألسنه بكثافة.

 إن كنت لازالت متشكك بأنّ الألسنة ليست لكل الناس، أو تظن أنها انتهت لأنها كانت للكرازة بالإنجيل وها الإنجيل قد اكتمل فلا حاجة لنا للتكلم بألسنة، ارجع وافحص موقعنا وستجد إجابات عن كل هذه الأسئلة.

 مِن الهام أنْ تعرف أنّ لفظ “وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. (١ كورنثوس ١٣: ١٠) لم يكن يتكلم عن اكتمال الوحي المقدس بل عن اكتمال ونضوج الكنيسة.

ولكي نفهم قصد الرسول مِن: “…أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟: (١ كورنثوس ١٢: ٣٠) يجب أنْ نعرف أنّ هناك فرقًا بين موهبة التكلم بألسنة التي يتكلم عنها هذا النص، وبين التكلم بألسنة شخصية لبناء الروح، وهذا النوع مِن الألسنة يجب أنْ يمارسه كل أفراد الكنيسة لبناء أنفسهم روحيًا.

 أما موهبة التكلم بألسنة في الكنيسة يجب أنْ يكون هناك ترجمة، لكن التكلم بألسنة كلغة صلاة شخصية لا تحتاج لترجمة، والإصحاح الرابع عشر مِن رسالة كورنثوس الأولى يفرق بينهما، موهبه التكلم بألسنة مُوَظَّفة مِن قِبَل الرب لبناء الكنيسة، وهناك أناس موهوبة مِن الرب لهذا الاستخدام في الكنيسة، ولذلك يجب أنْ يصاحبها ترجمة، ومِن هنا نفهم أنّ الصلاة بألسنة تختلف عن موهبة التكلم بألسنة.

تكلَّمَ المئة والعشرون كلهم المجتمعين في العلية في يوم الخمسين بألسنة، وقال الروح القدس على لسان بولس الرسول: ” ٤ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. ٥ إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ…” (١ كورنثوس ١٤: ٤، ٥)

 يتكلم البعض بألسنة بجرعات قليلة لا تكفي لإطلاق القوة في حياتهم، لابد أنْ تصل لمرحلة يكون لديك وعي وإدراك داخلي بالروح القدس الذي فيك وتمتلئ به إلى أنْ يسيطر عليك ويستعمل يديك، وهذا لا يعني أنهما صارتا خارج سيطرتك لكنك خاضع بكامل وعيك رغبتك، حتى أنك تستطيع أنْ توقف هذا الانسياب في أي لحظة كما يمكنك أيضًا أنْ تعود له، وهذا يحدث عبر إيمانك، وهو يأخذ فترة مِن التدريب.

 الصلاة بألسنة هي مشيئة الرب لكل مؤمن حسب النص السابق، ووضع الرب بها وسيلة أساسية لسحب القوة واستحضارها للموقف، لذلك مهم أن يكون لديك وقت كافي للصلاة وتوجيه ذهنك أثناء الصلاة.

 حينما تجد ذهنك يسرح كثيرًا فهذا يعني أنّ هناك قيمة عالية في حياتك تحتاج أنْ تقللها عن عمد، كما يتكلم الكتاب أنّ ذهن الجاهل “الواثق في رأيه” يتجول في كل الأرض (أمثال ١٧ : ٢١) لهذا تحتاج أنْ تشكك في رأيك الشخصي في كل الأمور، مِن هنا يكون ضعفك ومِن هنا تكمن قوتك، فكلما تضع الروح القدس كشخص أساسي في حياتك وله القيمة العليا كلما كنت شخص ناجح ولك قيمة وتتحرك بقوة في الأرض.

 “فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ” (أمثال ٤ : ٢٣)

مِن القلب تخرج القوة، مِن داخلك تَبِث القوة تجاه الموقف، حين تصلي لشخص ما لتستنير عيناه الروحية فأنت تطلق القوة تجاهه؛ وليس تصلي بصورة ترجي للرب لكي يخلص؛ لأنه خلص في نظره، لكن الصلاة السليمة أنْ تستخدم القوة الآن فتصنع تغييرًا في ذهن هذا الشخص، فما يحدث على أرض الواقع هو أنّ الروح القدس يخرج مِن مخارج الحياة التي قلبك وروحك وما تحفظه وتخزنه مِن كلمة الرب، لهذا السبب كان الكتاب يتكلم في الأعداد السابقة لهذا النص عن تخزين الكلمة في روحك:

 ” ٢٠ يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. ٢١ لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. ٢٢ لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.” (الأمثال ٤: ٢٠-٢٢)

 بعد أنْ تُخَزّن الكلمة في روحك؛ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة، مِن هنا تخرج المعجزة وتتم، ومن هنا تنبع المشتتات في حياة الكثيرين مما يجعل القوة تتشتت فيصيروا كآبار مشققة لا تضبط ماء، فهم يركزون على أمور كثيرة ومِن ضمنها الرب لكنه ليس الكل في الكل؛ لذلك حين يحاولون وضع قلوبهم أمام الرب في الصلاة تجدهم بالكاد يستطيعوا أنْ يلملموا أشلاء ذهنهم المُبعثّر إنْ استطاعوا؛ أو يحاولوا ذلك ولأنهم غير متدربين فيحبطوا مِن أنفسهم.

هذه المرحلة مثل عنق الزجاجة وفيها تحتاج أنْ تتمرس على أنه مهما أتت إليك مِن أفكار لابد أنْ تتجاهلها وتكمل تركيزك مع الروح القدس، مع العلم أنها ستأتي كما تأتي لكل الناس ولكل القامات الروحية حتى أنّ بولس الرسول يقول: فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ” (رومية ١٥: ٣٠)

 عندما يطير الطائر لأول مرة وهو يواجه الجاذبية بوعي وإدراك، يبتدئ يقومها عن عمد ويحلق عكسها إلى أنْ يصير الأمر سلس معه في الطيران بمرور الوقت فهل اختفت الجاذبية؟ كلا، إنها لاتزال موجودة، لكنه في البداية يتعمد أن يكسرها ويحلق فوقها ويتعمد أن يغلبها ومن فترة لأخري يقاوم الانجذاب لأسفل فيسحب نفسه لأعلى إلى أن يعتاد على الارتفاع دائمًا رغم وجود الجاذبية الدائم.

 أما إنْ أُحبط سيظل واقف عند هذه النقطة ولن يتقدم للأمام أو إلى أعلى؛ يعتقد بعض المؤمنين أنّ لديهم ضعف روحي لأنهم كانوا قبلاً يصلون بانسيابية أما الآن يواجهون مقاومة عنيفة مِن الذهن والأفكار؛ الواقع أنهم بدأوا ينضجون ويخرجون خارج العش الثابت الذين كانوا يُطعَمون فيه بسلاسة لكن في مرحلة النضوج سيصطدمون بالجاذبية.

 وضع الرب بصماته في الخليقة ويريدنا أن نتأمل فيها؛ فالطفل وهو يتعلم تحمل المسئولية يُصطدم في البداية بحالة المسئولية ويقارن نفسه الآن بما قبل التي لم يتحمل فيها هذه المسئولية فما لم تمهد له ذهنه وتخبره أنّ حياته لن تكون كلها لعب ولهو بل فيها مسئولية يجب أنْ يتحملها فسوف يُصدَم.

 استمرت مرحلة الطفولة الروحية لسنين بل ولعقود مع البعض الآخر فحين تكلمهم عن السلوك بالروح يتعاملون معك كأنك ناقل لتعاليم غريبة؛ وخاصة أولئك الذين تغذوا بتعاليم تُقدر للنفس والمشاعر البشرية بشكل زائد، فيتعامل معك بريبة لأنك تقدم له تعليم غريب عليه وعكس كل ما تناوله مِن تعليم سابق.

 يحدثنا الوحي هنا عن نوع مِن الحماية والحراسة “احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة” افهم الآية؛ يوجد خروج للحياة وإخراج لها مِن حالة عتمة وظلمة في الموقف بأن تبدأ في وضع كلمة الرب تجاه الموقف وتبتدئ تصلي بالروح وبحرارة وشغف وبتوقع وبإيمان كإيليا الذي كان يصلي بتوقع وثقة أنّ المطر آت لامحالة، ثم يرسل الغلام لينظر، ثم يصلي، إلى أنْ أنجز الأمر؛ لم يسكت ولم يهدأ حتى أنجز الموضوع الذي يصلي لأجله.

يقول الكتاب أنّ ملكوت الإله يغتصب (لوقا ١٦: ١٦) تحتاج أنْ تعتاد على هذه الحالة مِن الضراوة في الصلاة ولا تترك الشخص الذي تصلي لأجله حتى تربحه للمسيح، أو مِن أجل عمل، أو ظرف أو مشكلة، وتطلق الألسنة اعرف أن في كل كلمة تطلقها بالروح توجد قوة حتى وإنْ كنت لا تفهمها بذهنك، لا يهم فروحك تفهم.

 لا تهتم روحك باللغة لكن يهمها أنْ تتكلم وتقول الكلمات، كونها قيلت فقد حدثت، وبعد ذلك يتم بالتدريج أنّ روحك تعطي ذهنك الفهم، وربما يأخذ هذا بعض الوقت؛ هناك أمور قد تفهمها بسرعة ولكن هناك أمور أخرى تأخذ وقت أطول لأنه يفهمك مواضيع كاملة وليس مجرد كلمة.

 هناك مَن يظن أنّ القيادة بالروح القدس هي إما (نعم) أو (لا) مثلاً: هل أذهب أم لا؟ لكن هناك أمور كثيرة في قيادة الروح القدس تكون تفصيلية وليست مجرد افعل هذا أو لا تفعله كمت أعطى لنوح تفاصيل كثيرة جدًا في بناء الفلك.

 في بعض الأحيان يجعلك الروح تُفَكّر في فكرة معينة بينما تظن أنت أنّ هذا نوع مِن تشتيت الذهن مالم تكن حساسًا لقيادة الروح فتدرك أنه يقودك إلى هذا الأمر، تحتاج أنْ تكون صبورًا وواعيًا وحارسًا لأفكارك، وتفحص كل فكرة وتعلم ما نهايتها، فتقود أفكارك وتسيرها وليست العكس.

 تكمن القوة في كشف أسرار الموقف، اعرف السر والمفتاح، يوجد في وسط الظلام نور وتكتشفه عَبْر الصلاة بألسنة، يوجد في ظل المشكلة حل، الروح القدس يقول لك أخرجه والعبرة أنْ تجده في المكان الذي يقودك الرب إليه هنا تكمن القوة في تغيير الموقف، لكن هل هذا الأمر صعب؟ بالتأكيد لا.

 كلما كانت الكلمة غزيرة في ذهنك وتصلي بالروح بغزارة كلما تكونت لديك الخلطة لتجهيز الوجبة التي تكلمت عنها في بداية العظة إذ تجمع هذا الموضوع مع ذاك فتعرف ماذا عليك أنْ تفعل في الموقف الذي تواجهه؛ وهذا هو الطموح الإلهي لكل أولاده وليس مجرد أنْ يقول لك افعل هذا أو لا تفعله ولكن أنْ تفهم أنت ماذا تفعل.

 كابن للرب يمكنك أنْ تحدث تغيير في الموضوع الذي تواجهه، مِن المُحتَمل أنْ تأخذ بعض المواقف وقت ومواقف أخرى تأخذ وقت أقل؛ فقط استمر في توجيه القوة تجاه هذا الشيء أو هذا الشخص أو الموضوع؛ ولا تحبط في منتصف الطريق فمشيئة الرب أنْ تُكمِل في هذا الطريق دون إحباط، وأنْ تُسلِّط هذه القوة تجاه الشيء أو الحدث، إنْ كان شغلك؟ ابتدئ في الصلاة بكثرة لأجله وتكلم بالروح بكثرة، فمن المحتمل أنْ يعطيك الروح أفكارًا أو يقول لك “اهدأ” أو يرتب لك الرب مقابلة مع شخص ما في مكان ما يكشف لك سر الأمر كله أو يصنع معك عملاً يحل المشكلة التي تواجهها.

 اعتمد على الروح القدس وكفاك تسرع لأنه يبدو أحيانًا في بعض المواقف وكأنْ لا شيء جديد حدث، لكن الرب بإيمان يرى أشياء غير مرئية، صَمِم ذهنك على أنْ ترى وتسمع ما لم يَقُله العيان بل بما يكشفه الروح القدس عبر التكلم بأسرار -الصلاة بألسنة.

أُعِطينا الآن هذا الجسد في الأرض فنحن لم نأخذ الجسد الممجد بعد، وهذا الجسد -الجسد الحالي، هدفه أنْ نكرز للنفوس مِن خلاله؛ لكن عندما نأخذ الجسد الممجد لن نستمر في الأرض.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$