القائمة إغلاق

Joy And Sadness According To God’s Will الفرح والحزن بحسب مشيئة الله 5

 

العظة على فيس بوك اضغط هنا

 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

 

 

الفرح والحزن بحسب مشئية الله الجزء 5

 

■ ركائز أساسية للسلوك بالفرح الإلهي:

︎ أولاً: “زُويّ” حياة الله وعلاقتها بهذا الفرح.

︎ ثانيًا: فَهْم كلمة الله والسلوك بها.

︎ ثالثًا: الفرح والصلوات المُستجابة.

رابعًا: لسْتُ أحتسبُ لشيءٍ.

في هذه افتكروا.

 

▪︎ ركائز أساسية للسلوك بالفرح الإلهي:

 ما تستند عليه في الفرح هو ما يبني حياتك، فما ترتكز عليه هو أكثر ما يظهر في وقت الظروف. إن كنت شخصًا يُفكِّر بطريقة معينة، فلا تعتقد أن هذه الطريقة ستختلف حينما تواجه ظروفًا معيّنة، فحينما تواجه ظروفًا صعبة أو تحدّي، ستجد أن ما تمرَّنت عليه في الوقت الهادئ هو ما سيَخرُج في وقت التحدّي، فالحياة هي تَمرُّن.

 إن لم تعرف الكلمة بصورة فيها تمعُّن، ستواجهك ظروف الحياة وأنت لست مُتدرِّبًا على ذلك، فلن تستطيع أن تتدرَّب سريعًا وقتها لأن التدريبات لابد أن تأخذ وقتًا حتى يصل الشخص للنضوج الروحي. أشجعك بالاستماع إلى سلاسل عظات “الرجولة الروحية“، و “خلاص نفوسكم“.

 توجد محطات في الحياة تُظهِر خامة ما أنت واقِفٌ فيه روحيًا، وما هي طريقة تفكيرك، فإن كنت ترتكز في فرحك على مبادئ العالَم، فاعرفْ أنك مهزومٌ قبل الدخول إلى أية مشكلة أو أي تحدّي، لكن إن كنت مُرتكِزًا على مبادئ الكلمة والتي ليست هي من تأليفك أنت، مثلما يَدَّعي البعض إنه طالما هو يحب الرب فهو يعيش باستقامة، لكن الأمر ليس في ما تعتقده أنت بل فيما يقوله الرب.

 الفرح حسب مشيئة الله وليس حسب العالم؛ هو قوة روحية وهو توقُّع لأمورٍ أنت مُتأكِدٌ من حدوثها، هي أمور حادِثة وستَحدُث من الكلمة. الفرح هو قوة روحية وهو توجيهٌ فِكْريٌّ.

أولاً: “زُويّ” حياة الله وعلاقتها بهذا الفرح:

“اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا.” (يوحنا الأولي 1 :1-2).

 “الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ”: الحياة هي قوة الله، هي طبيعة الله، هي شخصية الله، وكونها ظهرتْ فهي صارت متاحة. أَظهرَ الرب ذاته للإنسان ليُتيح للإنسان أن يحيا به.

 “وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ”: الحياة الأبدية هنا ليست هي الزمن الذي سنقضيه في الأبدية مع الرب، لكنه هنا ذَكَرَ الحياة الأبدية (التي هي حياة الله زوي) ليُفرِّق بينها وبين أنواع أُخَر من الحيوات التي ذُكِرَتْ في الكتاب المقدس، ويقصد بها؛ الحياة التي لا يمكن أن تفنى أو تتدمَّر أي الطبيعة الإلهية.

 عَرَّفَ الرب يسوع الحياة الأبدية على أنها؛ “وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.” (يوحنا 17 :3) مما يعني أن الحياة الإلهية هي طبيعة الله وليس زمن سنقضيه.

الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (يوحنا الأولى 1: 3).

 كيف أجعل الآخر شريكًا معي؟ عَبْر الإخبار وليس أن أُصلي له. اعتادَ معظم الأشخاص الذين في مشاكل أن يطلبوا الصلاة من أجلهم، لكنك ترى الرب يسوع في الأناجيل وهو طوال الوقت يُعلِّم الناس ولم يكن يُصلي مِن أجلهم، وربما يكون هذا أمرًا صادِمًا بسبب اعتيادنا على ذلك.

 يقول الرسول يوحنا: “إن ما رأيناه وسمعناه نخبركم به حتى تكونوا مُشترِكين معنا في هذا الأمر”، وهذه الشركة هي مع الآب ومع ابنه، ولم يَقُل مع الروح القدس…. لماذا؟ لأنه صار جزءًا لا يتجزَّأ من أرواحنا، وهو الذي يجعلنا نتواصل مع الآب ومع الابن، فأنت الآن صرت مُندمِجًا مع الروح القدس.

“وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.” (يوحنا الأولى 1: 4).

 هذا يُعني أنه يوجد فرحٌ كاملٌ وآخر ناقصٌ، وهو الفرح العالمي غير الكتابي، أما الفرح الإلهي فهو درجات، وهو يُمكِنه أن يزداد أو يَنقُص طبقًا لمعلومات الكلمة. لقد صارت الطبيعة الإلهية متاحة للبشر، فلم يَعُد من يُولَد من الله إنسانًا عاديًا، فالمولود من الله لديه قوة الله. لقد صارت لديك الطبيعة الإلهية نفسها.

“عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ.” (بطرس الأولى 1 :18).

 “افْتُدِيتُمْ” معناها خرجتم مِن. “سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ”؛ أي كل ما توارثتموه من الآباء، سواء مبادئ أو عادات أو تقاليد أو أمراض متوارثة، فأنت قد انخلعت من النسل البشري وصرت تتَّبع النسل الإلهي، فميلادك مِنه هو ميلادٌ حرفيٌّ. إن أدركت هذا فسوف تتحرَّك بفرح كامِل لأنك فهمت ماذا تُعني طبيعة الله.

“بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ.” (بطرس الأولى 1: 19-20).

 أنت كشخص وُلِدْتَ ونشأتَ في عائلة مسيحية، صار لديك اعتيادية على كلمة “يسوع ابن الله”، أي الله الظاهِر في الجسد، وقد حدثتْ هذه الاعتيادية بسبب أن هذه الكلمة لم تُشرَح بصورة ممسوحة، ولم يُفهَم باطنها، بل كل ما كنا نفهمه هو أنّ الإنسان كان خاطِئًا، فجاء يسوع ليَدفع ثمن خطيته، وهكذا توقَّفنَا عند هذا المستوى من الفَهْم والإدراك، لكن الأمر أعلى من ذلك، فقد أعطانا الله طبيعته الإلهية.

 لم تَعُد أنت الإنسان العصبي أو الذي وَرَثَ الأمراض أو اللعنات من والديه، فلقد خرجنا خارج النسل البشري، فأنت (ابن تسعة) جسديًا، لكنك ابن الله روحيًا، وهذا يجعلك تفهم أنك عند تعامُلك مع مواقف الحياة، يمكنك أن تتعامل بصورة بشرية أو بصورة إلهية، أنت مَن تختار!

 إن اعتدت التَعامُل مع المواقف بصورة بشرية، ستُحبَط وتتضايّق مثل أي إنسان عادي، لكن إن تعاملتْ بصورة إلهية، ستَخرُج مُنتصِرًا وهذا يَصعُب أن تفعله إن كنت لا تفهم الإمكانيات التي لديك، لذلك أنت تحتاج أن تتعلَّم عن الإمكانيات التي لديك.

 أنت لديك قدرة بداخلك لقَهْر المرض! لديك قدرة بداخلك لقَهْر وغلبة الظروف! يمكنك عدم الإحباط والتَحكُّم في مزاجك وفي تفكيرك والسيطرة على ذهنك حتى لا يتشتَّت. لديك قدرة أن تنسى ما تريد وتتذكَّر ما تريد…. إلخ. كل هذا موجودٌ في روحك. كل هذه الأمور تُسبِّب فرحًا، لأنه لا توجد قوة أقوى أو أعلى مِمَّا لديك. أنت في مستوى إلهي؛ صِرتم شُركاء الطبيعة الإلهية.

 

  • خامة لا تفنى ولا تتحطَّم:

 “مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.” (بطرس الأولى 1: 18-23).

 تأتي خامة ميلادك الثاني من الكلمة التي لا يُمكن أن تتحطَّم، وهذا هو ما قاله الرب يسوع: “اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.” (لوقا 21 :33).

 لا يُمكِن تحطيم كلمة واحدة أو حرف واحد مِن كلمة الله، وأنت قد وُلِدْتَ من هذه الخامة نفسها وهذه الطبيعة، لذلك تَأمُّلك في أن لديك طبيعة الله هو أساس فرحك. أيضًا عندما تفهم الكلمة، يَتوَّلد لديك اتّجاهٌ مُختلِفٌ عن البشر العادي لأنك بالفعل قد خرجت مما تقلدته عن الآباء، وهذا الاتّجاه هو الترحيب بالتحديات، وهو عكس تمامًا الهروب مِنها.

“اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ.” (أمثال 28 :1).

 يُوضِّح لنا الكتاب أن البار جريءٌ كالأسد؛ البار هو مَن أَخَذَ طبيعة البِرّ. هو جريءٌ كالأسد الذي يهجم ولا يعرف الهرب أو الخوف. أنت لديك قدرة تُمكِّنك مِن الانتصار لأن وضعك مُختلفٌ عن البشر العاديين، لذلك فرحك يكتمل حينما تكتشف هذا. أيضًا تَذكّرْ أنك يجب أن تتأمل في هذه الحقيقة حتى تنغرس بداخلك وليس فقط أن تفرح بها. تعلَّمْ أن تأوي الكلمة وتأخذها بداخلك وتفرح بها بصورة عمديَّة.

  • ليس فرحًا إلى حين!

“لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ.” (مرقس 6 :20).

 لا يكفي أن تفرح بالكلمة، ولا يكفي أن تحفظها بمعنى أن تقول: “إني أُحب الرب وأهابه ولا أفعل أمورًا شريرة…”. لكنك يجب أن تسلُك بالكلمة، تَذكَّرْ أن هيرودس كان يحمي يوحنا ويحفظه لكنه حينما ضُغِطَ، قام بقتل مصدر الكلمة بيديه.

 عالَم الروح لا يوجد فيه حالة من السكون، فأي شخص يبدو مُستقِرًا وهو غير سالِك بالكلمة، لن يستمر الحال به هكذا، وهذا لا يُعنِي أن تَنظُر للآخرين بشماتة، ولكننا نتكلَّم عن تساؤل بداخل البعض؛ كيف أن البعض لا يسلكون بالكلمة ويعيشون بطريقة رائعة؟! إن كنت مِن هؤلاء، لتَنظُر للآية القادِمة.

 “إلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ.” (إشعياء 8 :20).

 يُوضِّح الكتاب هنا أن أي شخص لا يعيش بالكلمة، فهو حتمًا سيُعاني إن آجلًا أم عاجلًا، أو قد يكون في معاناة بالفِعل ولكنه يُمثِّل أمامك، فأنت لا تَعلَّم كم يصرخ الناس سِريًّا وداخليًا! حافظَ هيرودس على يوحنا إلى حين، لكن لأنه لم يعِشْ بالكلمة، اضطر لقتله. الشخصية نفسها التي حَذَّره منها يوحنا هي نفسها التي طلبت رأسه على طبق.

 احذر أن تضع نفسك بعيدًا عن الكلمة، ولا تَقُل: أنا أعرف الكلمة جيدًا وأحفظها، وحينما يأتي الوقت المناسب سأعيشها بجديّة، وأنت لا تَعلَّم أن ما تُؤجِّل الكلمة بسببه، هو نفسه سيُستخدَم كأداة من إبليس لتقتل الكلمة، فأنت بهذا تَضع نفسك في ضُغطة كما حدث مع هيرودس عندما قَتَلَ يوحنا.

 لا تستهِن بالكلمة، ولا تَفرح بها فقط دون أن تسلك بها، بهذا عندما تأتي ظروف الحياة تقول: “أنا بداخلي قوة لمواجهة هذا الموقف، أنا سمعت عن هذه القوة لكني الآن أعيشها، أنا لديّ قوة قاتلة للمرض، لذلك لا تستطيع العدوى أن تقترب إليّ، لا يمكن أن يَسكُن جسدي حزنٌ أو عدوى أو أرواح شريرة”. إن فهمت هذه المبادئ تستطيع أن تحيا بلا خوف، لذلك تعتمد قوة الروح القدس على فَهْم هذه المبادئ.

كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالًا يَعْثُرُ.” (متى 13: 19-21).

 “وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ”، هو لم يأخذ الكلمة ولم يتَأمَّل بها وبالتالي لم يتأصَّل فيها، لذلك يجب أن تتأمَّل في طبيعة الله التي لديك وهذا ليس كلامًا نظريًا عاديًا.

 “بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ”، هذا هو الإنسان الذي يتحمَّس حينما يسمع الكلمة سواء في عظة أو اجتماع فيفرح لفترة محدودة.

 “فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ”، يوجد اضطهاد عاديٌّ، وآخر مِن أجل الكلمة. توجد أرواح شريرة تُحاول إرجاعك عن سلوكك بالكلمة، وهذا هو تَخصصُّها، فأنت عندما تسمع حقًا كتابيًا، مِن الطبيعي أن تُحارَب فيه، وهذا هو الاضطهاد من أجل الكلمة الذي يحاول أن يُرجِعك عَمَّا سمعته، فإن كنت غير مُتأصِّل في الكلمة بداخلك ستسقط!

 كيف تتأصَّل الكلمة بداخلي؟ عبر التأمل الكثيف فيها وليس فقط أن أقبلها بفرح.

 “فَحَالًا يَعْثُرُ”، هذا هو الشخص السريع التَعثُّر، لذلك فليكن النموذج السليم لك ليس هو فلان الحريص والمُشتعِل روحيًا، لكن النموذج المُفترَض أن يتَّصف به شعب الله وكنيسة الله على مستوى العالَم هو دراسة الكلمة والتَأمُّل فيها، وهذا ليس فقط تَخصُّص الخدام أو تَخصُّص فلان الحار روحيًا.

 لابد أن تنسى الكذبة الشيطانية التي تقول إنك ليس لديك وقتٌ. أنت تحتاج أن تتعمَّد أن تسلك بالفرح بالكلمة، وإلا ستجد الأمر يأخذك دون أن تدري إلى منحنى آخر. إذًا الركيزة الأولى للسلوك بالفرح هي طبيعة الله التي صارت فيك، والآن دعونا نأتي لركيزة أخرى.

 

ثانيًا: فَهْم كلمة الله والسلوك بها:

“كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.” (يوحنا 15: 9-10).

 “إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ”، أي إن سلكتم بها، تثبتون. كثيرًا ما سمعنا هذه الكلمات. لكن إن ظهر يسوع بنفسه لشخص وقال له هذه الكلمات نفسها، ستختلف الهيبة وسيكون لهذه الكلمات وَقْعٌ مختلفٌ لأنك سمعته بأذنك الحِسّية، لكن الرب يتكلََّم في الكلمة بهدوء، فيجب أن تقبلها وكأن الرب يسوع بنفسه واقفٌ أمامك ويقولها لك، فكثيرًا ما سَمِعنا هذه الآيات وهي شبه محفوظة للمُعظم. لا تجعل هذا مُبرِّرًا للاعتياد عليها!

“إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ”؛ فعل الرب يسوع نفسه هذا الأمر، بمعنى أني يجب أن أحيا بطريقة الكلمة في كل زوايا حياتي.

 “كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.” (يوحنا 15: 11)؛ كلمة الله وفَهْم فكره هو ما يجعلك تحيا في فرحٍ ثابتٍ، ويسكن بداخلك الفَرح الإلهي ويَكمُل هذا الفرح. يُعَد الفرح مِن مشتملات الإيمان، لأن كلمة “إيمان” من ضمن مشتقاتها؛ الفرح والثقة، لذلك فرحك له علاقة بثقتك وله علاقة بأن تحيا حياتك مَضبوطًا على الفِكْر الإلهي، لذلك أن تعرف فكر الله وتحيا به فهذا من مسببات الفرح الذي حسب مشيئة الله.

ثالثًا: الفرح والصلوات المُستجابة:

 “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ. وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.” (يوحنا 16 :20-24).

 الصلاة المستجابة هي من مُسبِّبات الفرح، والصلاة ليست هي مجرد إطلاق كلمات، لكن كما حدَّدها الرب؛ “اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا”، أي اطلبوا واستقبلوا، فمعظم الذين يُصلون، يطلبون فقط ولا يستقبلون، وهذا يحتاج إلى تعليم كتابي. يمكنك مراجعة عظات الصلاة المستجابة على الموقع.

لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ.” (مرقس 11: 24).

 قال الرب يسوع إنك حينما تَطلُب شيئًا آمن أنك نلته أثناء الصلاة فيكون لك. توجد طريقة للصلاة، وهي ليست مثلما كنا نعتقد أننا فقط نتكلَّم مع الله ونحكي له ما بداخلنا، فيصلي الشخص بطريقة بعيدة عن الطريقة الإلهية ويُحبَط.

 هكذا يوجد مُؤمِنون لديهم جبال من الإحباط وكَمّ من الصلوات غير المُستجابة، والسبب أنهم طلبوا ولم يستقبلوا، فهناك طريقة لفَهمك كيف تطلب. كما يوجد أنواع مِن الصلاة، ويجب أن تستخدم كل نوع في المكان المُناسِب له (مثلما لا تستطيع أن تستخدم قوانين كرة القدم في مباريات كرة اليد).

 لذلك فالصلاة المُستجابة هي ضمن أسباب الفرح، لأنك مُتواصِل مع هذا الإله وتَعلَم أنك أنت الذي تُغيِّر الظروف مِن عالم الروح، لكن حينما تصلي بالطريقة الخطأ، فأنت تطلب ولا تأخذ لأنك مُنتظِر أن يفعل الله لك شيئًا، وهذه ليست صلاة، لكن الصلاة السليمة هي أن تطلب وتأخذ أثناء الصلاة وهذا دليلٌ أنك عارِف مشيئة الله، فلا فائدة مِن أن تُصلي وتقول: “لتكن مشيئتك، وأي شيء يَحدُّث سأعتبره من يدك!”

 عندما صَلَّى الرب وقال: “لتَكُن مشيئتك” كان معناها؛ لتَكُن إرادتك أي سأفعل إرادتك، وليس معناها أنّ إرادتك لي غير معلومة، أو أن يسوع كان عنده عصيان، لكنه كان يُطوِّع نفسه لإرادة الآب لأن ما كان سيَحدُّث هو أمرٌ خطيرٌ جدًا وهو؛ انفصاله وانعزاله عن الآب، وذلك حُبًا في الآب وليس خوفًا مِنه.

 هذه الصلاة تُقال إن كنت عارِفًا فِكْر الله في أمر ليس سهلاً، مثل أن تقول حقًّا كتابيًّا قد تُنتقَد بسببه، في هذه الحالة تُصلِي هذه الصلاة: “سأفعل مشيئتك، سأفعل ما تريد، الذي أنا أعرفه.” الرب يسوع كان عارِفًا مشيئة الله وما هو الأمر الذي هو مُقبِل عليه والذي لم يَكُن يجهله.

 إن كنت تصلي؛ “لتكن مشيئتك” بمعنى افعلْ ما تريد، هذه الصلاة لا تندرج تحت “اطْلُبُوا تَأْخُذُوا” بمعنى أنك تنال أثناء الصلاة. الآن تستطيع أن تفهم كيف يسير عالم الروح، وتفهم هذه المملكة، وتعرف تمامًا أنّ موضوع صلاتك سوف يُحَلّ، ومهما حدثَ من أمور، فلن يكون هناك ما يُقلِقك.

 إن فهمت هذا لن تَعتبِر ما يَحدُث سواء سلبيًّا أو إيجابيًّا تحت مُسمَى أنه من الرب لأنك تركت الموضوع بين يديه، هنا سيَرُد الرب عليك بأنك طلبت ولم تأخذ لأنك طلبت بطريقة خطأ، فنوع الصلاة هنا ليست صلاة التسليم، فالصلاة الصحيحة هي أن تعرف فِكْر الله وتدرسه وتعرف ما هو الحق الكتابي الذي يَختص بهذا الأمر، وهذا يتطلَّب وقتًا إن كنت في بداية نضوجك ولكنه ليس صعبًا.

 هناك بعض الناس يستعجلون استجابة الصلاة ويقتربون إلى الرب فقط وقت الاحتياج ويتركونه باقي أوقات حياتهم، لذلك تجد هذا الشخص حزينًا لأن طلباته غير مُستجابة، لذلك آن الأوان لتفجير هذه الطريقة التي مثل الخُرّاج الذي يحتوي الكثير من الصديد، يوجد ألم داخل الأشخاص، فقد يقول أحدهم: “ظللت أُصلي لمدة عَشْر سنوات ولم يَحدُّث شيئًا!”

 حينما تسير مع الروح القدس، لا يوجد مكدّرات ولا مُحزِنات، فقد تنبأ إشعياء منذ القديم عن الخلاص الذي نعيشه وأننا ننال ما لنا في المسيح بفرح؛ “فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ.” (إشعياء 12: 3).

 يُوضِّح الكتاب أنك وأنت تستقي ما لك من الرب تكون سعيدًا وفَرِحًا، فأنت لا تحتاج أن تنتظر مُكتئبًا إلى أن يمتلئ الينبوع حتى تبدأ في الفرح.

 

  • فرحٌ لا تقوى الظروف على نزعه:

 من الهام أن تعرف أن هذا المستوى موجودٌ، لأن وجوده وتًخيُّله بداخل الناس شِبه مُنعدِم، فكثيرون من الذين يسمعون الحَقّ الكتابي من بعيد يعتقدون أنه من الصعب العيش بهذا المستوى. عاش يسوع والرسل بهذا المستوى ويبقى أن تحياه أنت، لأنك أنت من تُكمِّل أعمال الرسل.

“وَإِذْ كُنَّا فِي نَوْءٍ عَنِيفٍ، جَعَلُوا يُفَرِّغُونَ فِي الْغَدِوَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَمَيْنَا بِأَيْدِينَا أَثَاثَ السَّفِينَةِ. وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا. فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ، حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي، وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ.” (أعمال 27: 18-21).

 كان بولس هنا خاضِعًا لقائد السفينة فكان الروح القدس في صَفه لأنه خاضِعٌ لسُلطة مَن أعلى مِنه، فهو لا يستطيع أن يُعصيهم أو يَلحّ عليهم، لكنه كان مُدرِكًا في روحه لوجود الخَطر، لذلك نصحهم فقط لكنهم لم يستمعوا له مما أدَّى للخسارة، لكنه هو لم يرَ أن هذا الأمر خسارة له.

 لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ.” (أعمال 27: 23)؛ كان كل واحدٍ على السفينة مُرتعِبًا صائِمًا لإلهه، فابتدأ بولس يتكلَّم بجرأة لإثبات صِحة إلهه وليس لإلامتهم، لأنه كان قد قال لهم ألّا يتحرَّكوا بالسفينة لكنهم لم يسمعوا له، فتكلَّم إليهم حتى يُثبِت أنه يوجد إلهٌ حيٌّ بدلًا من الكثير من الآلهة التي يعبدونها على السفينة.

“قَائِلًا: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي.” (أعمال 27 :24-25).

 لفظ “سُرُّوا” هو نفس لفظ “ثقوا”. حينما كان الرب يقول “ثقوا”، فمعناها؛ استمرْ في حالة الفرح المَبني على الكلمة.

“وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ.” (أعمال 27 :22).

 كان بولس يتحرَّك ويتكلَّم بفرح في ظل ظروف صعبة، وهكذا يكون الشخص السالِك بالكلمة والفاهِم مبادئها والعارِف مشيئة الله، تجده فَرِحًا في ظل الظروف الصعبة، وليس خائِفًا أو مُضطرِبًا.

 عاش بولس هذا الفرح، وأنت أيضًا يُمكنك أن تعيشه، فهذا المستوى ليس لأُناسٍ يعيشون في كواكب أُخرى. اُنظرْ إلى بولس في وسط هذا الموقف، كان يُوزِّع فرحًا وثقة على الآخرين، وهذا ما يُوضِّحه لنا الحق الكتابي، أن هذه الحياة يمكن أن تُعاش.

“وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا.” (غلاطية 1 :15-16).

 “أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ”، يسوع الآن في السماء وجسده هنا على الأرض، وهو يُعلَن فينا ومِن خلالنا. أي أننا نحيا بنفس طريقته، هذه هي مشيئة الروح القدس، أن تحيا بنفس طريقة يسوع، فهو لم يضطرب حينما اضطرب التلاميذ بل وقف وانتهر الريح، ولم يَكُن خائِفًا أو مُرتعِبًا رغم معرفته أنه سيُسلَّم للموت لكنه كان دائمًا فرحًا حتى آخر لحظة.

 هذا هو يسوع، يريد أن يُعلِن نفسه فيك ويظهر من خلالك، فأنت كمولود من الله قد أعطاك الروح القدس الطبيعة الإلهية، وهذه ليست توبة بل ميلادًا ثانيًا لأنك قد وُلِدت من الله، بينما التوبة هي تراجُعك عن السلوك الخطأ، فكثيرون يُصلُّون قائلين: “سامحني يا رب، ويعترف بخطاياه مُعتقِدًا أن هذه هي طريقة قبول يسوع، لكن قبول يسوع يختلف عن التوبة، فقبول يسوع هو إعادة خَلْق لروحك الإنسانية لتأخُذ طبيعة الله، فأنت لم تَعُد إنسانًا عاديًا بعد، لأنه في هذه اللحظة يُعلِّن ابنه فيك.

 يرتعب البعض مِن مواقف الحياة لأنه لا يعرف أن حرب الإيمان هي حرب لذيذة، فيُطلِق عليها بولس الرسول “حرب الإيمان الجميلة” وليست حرب الإيمان العادية، لأن نهايتها معروفة أنها ليست كآبة، فبينما أنت تضع إيمانك في الأمر، ليس لك أن تحيا في كآبة.

 

  • لماذا أنت عابسٌ؟!

 “وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ» وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ. وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. ولكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟»” (لوقا 24 :13-17).

 العبوسة هي الكَشَرة. أي شيء أنت غير مُستقِر فيه من الكلمة، يُؤدي إلى الحُزن والعبوسة، وحينما يلفت الروح القدس نظرنا إلى هذا الأمر فهذا يُعني أنه يهتم حتى بحالتك القلبية الفرحة ووجهك الفَرِح، فقد سأل الرب التلميذين: “لماذا أنتما عابِسان؟” والروح القدس يسألك أيضًا؛ “لماذا أنت عابسٌ وحزينٌ؟” السبب هو أنهما كانا يتطارحان أمورًا غير كتابية.

 فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟ فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.” (لوقا 24 :18-19).

 إن كنت تريد أن تتعلَّم العمل الفردي، انظر للرب يسوع الذي يأخُذ من كلمات الشخص ويتكلَّم منها، وليس أن يُقلِّد الشخص ولا أن يُظهِر الحيرة مثله، فبعض الناس يعتقدون آية: “أن أصير مع اليهود كيهودي”، أن أحتار مثله، لكن نرى الرب يسوع هنا يسألهما: “ما هي هذه الأمور؟”

“كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِرًا عِنْدَ الْقَبْرِ، وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا النِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُب. ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا، وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا.” (لوقا 24 :20- 31).

 “أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ“، هذا هو سبب العبوسة والحُزن وعدم الاستقرار.

 “بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ“؛ لم يكن كلامهما من الأنبياء بل كلامًا عامًا ولم يلجئا للكلمة!

 “ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ…”؛ أي شيء تريد أن تدرسه يجب أن ترجع إلى العهد القديم لأن به كثير من الأمور ويجب فهمها في ضوء العهد الجديد.

 “فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا..”؛ ليس لأنهما رأيّا جروح الصليب على يديه بل انفتحت أعينهما الروحية ليكتشفاه، فحينما أُمسِكَت أعينهما كانا بطيئا القلوب.

 أيضًا نلاحظ إنه كان بإمكان يسوع أن يقول لهما: “أنا هو”، فيُصدِّقاه، لكنه كان يريد أن يلفت أنظارهما للكلمة التي بها يُصدِّقان أنه هو الرب، فَهُما قد رأياه لمدة ثلاث سنوات وكان يجب أن يفهما مَن هو، لكن لأن أعينهما لم تنفتح بالصورة الكافية، لذلك أعطاهما الرب جرعة مَن الكلمة لتربيط من هو يسوع.

 محور حياتك هو اكتشافك من هو يسوع، وارتباط يسوع بك لأنك صرت الآن لديك نفس الطبيعة الإلهية التي لدى يسوع، وبهذا تجد أن فرحك أمرٌ ثابتٌ وكاملٌ، وهذا ما حدث مع التلميذين حينما انفتحت أعينهما فقالا: “أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟” (لوقا 24 :32).

 كان التلميذان يتكًّلمان في مواضيع بعيدة عن الكلمة، فبدلًا من أن يلجئا إلى ما تقوله الكلمة، لجئا إلى ما تقوله الأحداث، فأدى ذلك إلى العبوسة في وجههما، لذلك أراد أن يوجههما إلى الكلمة بتأسيس سليم، فرجع بهما إلى موسى والأنبياء وبدأ يشرح لهما الآيات ويربطها بما حَدَثَ، فصارا مُؤسَّسين وفاهِمين أن هذا هو يسوع، وبعد هذا حدثت الأمور الحِسّية حينما انفتحت أعينهما لكي يرياه.

 هذا هو ما يَحدُث مع الكثير من المُؤمِنين الذين ينتظرون ظهورًا طوال الوقت، بينما يسوع مُنتظِرك أن تفهم الكلمة، وحينما يَحدُّث هذا الأمر فأنت تُؤسَّس ولا تكون حزينًا.

♥︎ رابعًا: لسْتُ أحتسبُ لشيءٍ:

“غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلًا: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.” (أعمال 20 :23-24).

 كان بولس يتكلَّم عن الخدمة فيقول: لا توجد عندي قيمة لأي شيء، ولا حتى نفسي أو كرامتي. أما بالنسبة لك فأي شيءٍ يجعلك تتضايق أو تحزن أو تفرح، هو ذات قيمة لديك، ويريد الرب أن يجعل هذه القيمة تساوي صفرًا. فحينما يَحدُّث هذا لكل القيَم التي لديك وجعلها بحسب الكلمة وبحسب ما يهم الرب وما يفكر فيه، ستجد نفسك تُتمِّم بفرح ما أُعطِيّ لك.

 هذا سِرٌّ هامٌ للغاية، لأنه يوجد أناسٌ عاشوا حياتهم يتمِّمون دعوتهم لكن بلا فرح ويخدمون بدون فرح، هذا ليس سليمًا! أيضًا حياتك العامة ستجد نفسك في حالة من الحُزن حينما تُعطي قيمة لشيء وتتسرَّب إليك هذه الأفكار التي تُعكِّر مزاجك فتُصاب بحزن لأنك لم تواجه هذه الأفكار أو تقف ضدها بل تَعتبِر هذا الحُزن أمرًا طبيعيًا.

 إن أُهين شخصٌ من أحد المُقرَّبين إليه، أو عانى مثلاً مِن إهانة علانية أمام الناس، أو ذاق ظُلمًا ما أو افتراءً… فتَصعُب نفسه عليه (يبدأ في رثاء ذاته)، إن فعلت هذا، فهُنا يشخِّصك الكتاب أنك تحتسب لكرامتك وقيمتك، وهذا لا يُعني أن الروح القدس لا يهتم بكرامتك، لكن أمانك صار في أنك تعطي قيمة ذاتية لنفسك.

 الحلّ أن تعرف أن كرامتك هي كرامة الرب لأنك أصبحت جزءًا منه، ولم يَعُد الأمر يَختص بك، فما تعرَّضت له، قد حدث معه هو وليس معك أنت. أُصلي أن تستنير في هذا الحَقّ.

 هكذا ستجد أن أية إهانة لا قيمة لها لديك لأن الروح القدس هو من يعطيك الكرامة. الفرح الإلهي السليم هو ألّا تُعطي قيمة لأي شيءٍ أرضيّ، لكنك تُعطي قيمة للأمور الإلهية فقط، هكذا ستجد نفسك مُنطلِقًا في فرح وسعادة ولا يُمكن أن كسرك.

 أي شيء يَحدُّث سواء في عملك أو بيتك أو أي هجوم مِن أفكارك أو مثلاً إن كان لديك شيءٌ غالٍ وقد أُخِذَ منك أو شيء ما تريد الحصول عليه…إلخ، ضَعْ صفرًا لهذه القيمة وصَلِّ لكي يَحدُّث الأمر وليس أن تسعى لكي يَحدُّث، فعندما تضع الأمر في الأيدي الإلهية، يتحوُّل الموضوع إلى فرح لا يمكن قطعه لأنك مُعتمِدٌ على يدي الله وليس على ذراعك البشرية.

 تَكمُن كثير من المشاكل في إعطاء الناس قيمة لكرامتهم، لذلك عندما تُصاب كرامة الشخص تجده يحزن، لكن عندما يقول الشخص: “لا كرامة لي لأن الرب هو المسئول عن حمايتها!” ستجد هذا الشخص يحيا بفرح، ولا يهتز من أي كلمات أو مواقف، لأنه لم يُعطِ قيمة لنفسه ولم يحتسب لشيء، أي لم يُعطِ حسابات لهذه الأمور فهي بالنسبة له تساوي صِفرًا. هكذا تعيش حياتك بصورة مُنطلِقة.

“فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ.” (فيلبي 1 :25).

 عندما يضع الشخص إيمانه في شيء، وهو لديه خللٌ في الإيمان، تجده لا يفرح أثناء حرب الإيمان العنيدة، فيصعد ويهبط مع ظروف الحياة، ويفرح إنْ كان الموقف سَلِسًا ويحزن إنْ كان مُزعِجًا، لكن الكتاب يُوضِّح لنا أنه مع وجود الإيمان يوجد فرحٌ وليس تكدير أو إحباط.

 تذكَّرْ أن التلاميذ ناموا في بستان جثسيماني بسبب الغَم، فلم يكن نومًا عاديًّا بل نومًا نتيجة الحُزن، وهنا تجد أن الروح القدس يُعلِّمنا تعليمًا كتابيًا حتى عن النوم. إن لم تَكُن نشيطًا في حياتك وتستيقظ مِن النوم مبكرًا (وهذا نظام حياة عام وليس خاص بخدام معينين)، فهذا يُوضِّح أنه يوجد خللٌ لديك في حياة الإيمان، والحَلّ أن تُصلي بالروح وتجلس أمام الكلمة وتلجأ لمَن يرعاك روحيًا، لأن هناك خطأ حينما لا يكون إيمانك مصحوبًا بالفرح.

 “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ (لأنكم في الرب) كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (فيلبي 4 :4-7).

 تأتي الأمراض إلى بعض الأشخاص لأنهم غير مَحفوظين، فتجد أن الشخص بَعد تَعرُّضه لموقف ما، يَدخُل في أمراض نفسية أو جسدية. وهنا يُوضِّح الكتاب أن السلام الإلهي الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وأفكارنا في المسيح يسوع؛ توجد حماية لأفكارك وذهنك وجسدك، ومهما كان حجم الموقف، لا يوجد شيءٌ يستطيع أن يفوق ما يفوق كل عقل.

 

▪︎ في هذه افتكروا:

“أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا (ثبّتوا أفكاركم). (فيلبي 4 :8).

 “كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ”؛ الكلمة هي الحقيقية.

 “كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ“؛ الأمور الحقيقية التي تستحق الجِدّية ولها وقع روحي في عالم الروح، فمثلًا؛ أي تشخيص أو أي موقف سلبي أنت تَعبُر به، هل له سندٌ ورصيدٌ في السماء أم في مملكة الظلمة؟ تُحدِّثنا الكلمة هنا عن الأمور التي لها سندٌ روحيٌّ سليمٌ ومنبعها سماويٌّ.

 لتُفكِّرْ دائمًا في الأمور التي منبعها سماوي، إن كان في عملك أو ظروفك. ما هو منبع ما يَحدُّث؟ إن كان سماوي؛ فَكِّرْ فيه، وإن لم يَكُن، إذًا لتُفكر في السماوي حتى يُطوَّع ما هو غير سماوي لِمَّا هو سماوي.

 “كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ”؛ كل ما هو بارٌ وصحيحٌ، فلا تُفكِّر في الأمور غير المُستقيمة. يوجد اعوجاجٌ في الحياة يُرحِّب به الناس ويعتقدون أنه شيءٌ عاديٌّ، ثم يطلبون الصلاة من أجل السلام، في حين يُوجِّهنا الكتاب أن نُفكِّر بصورة سليمة، فلا يصح استخدام آيات الكتاب في المزاح والهزار.

 أيضًا لا يجوز الهزار بأشياء بصورة غير لائقة، فهذا يجعلك تعتاد على الخِفّة الروحية، لذلك يُشبِه المولود من الله الخضروات غير المُقشَّرة، هي رائعة من الداخل لكنها تحتاج إلى ضَبْط مِن الخارج.

 “كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ”؛ أي نقي، هي ليست عكس النجاسة لكن بمعنى أن أُوحِّد فكري في الأمور الرائعة فقط. “كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ” ليس كل ما هو مُحزِن، لا تستدرج أفكارًا مُحزِنة حتى تبكي، فيبدأ جسدك يشكو من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الدم أو غيرها.

 “كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ”؛ أي كل ما لديه تقريرٌ حَسن، الأمور الإيجابية، فإن كانت ظروف وأمور كثيرة تَحدُّث في يومك، اخترْ أن تُفِّكر فقط في الأشياء الإيجابية.

“إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ” أي أمور جيدة.

“وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ” أي شيء يستحق المدح طبقًا للكلمة.

في هذه الأمور كلها ثبّتوا أفكاركم

“وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.” (فيلبي 4 :9).

 الفرح يؤدي إلى السلام، والسلام هو حالة الكمال العقلي، هو حالة الهدوء والاستقرار نتيجة الفرح.

 فَكِّرْ وتأمَّلْ وتمعَّنْ في هذا الحق الكتابي وهذه الآيات، ثبِّتْ ذهنك فيها، قُمْ بتطويع فِكْرك تجاه الأمور، فإن رأيت أمرًا سلبيًا، أنت تختار أن تُفكِّر بما هو عكسه، لأن لديك القدرة أن تفعل هذا، وتذكَّرْ جيدًا؛ “أن فرح الرب هو قوتك، ولا تُنجِّس هذا اليوم لأنه مُقدَّس” كما قال لهم الرب في القديم.

 هذا يُعنِي أنه يمكنك أن ترسم يومك بالفرح المَبني على الكلمة. عِشْ حياتك وأنت تُفكِّر طبقًا لما يفوق كل عقل، أي يفوق كل قدرة بشرية عادية، فنحن لدينا هذه القدرة عَبْر تثبيت تفكيرنا في الأمور الصحيحة.

 حينما تَعبُد يسوع يجب أن تُفكِّر في الروعة والجمال والرُقيّ الذي في هذا الإله. يتعب الناس بسبب عدم فهمهم لهذه المبادئ، لكن يسوع جعلها متاحة لنا، مجدًا لاسمه.

 يحاول الناس اكتشاف أمور ذكرها لنا الكتاب المقدس صراحةً، وليست هي مَبنيّة على أحلام يقظة وليست تخيُّلات عالمية عادية، بل هي مبنية على ما عمله يسوع، ورصيدها هو حياة يسوع نفسه، وقيامة يسوع الذي أباد الموت الذي يشمل الحزن. هللويا.

ـــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$