القائمة إغلاق

Moses’ Joshua’s Generation Part 1 جيل موسى وجيل يشوع جزء

ينقسم المؤمنون إلى طريقتين من التفكير. ضبط الذهن بطريقتين من التفكير. أتكلم عن مؤمنين شغوفين في الحق  وليس المتراخين.
فهناك من ضبط ذهنه بالكلمة, وهناك من رسم طريقة تفكيره ليس الكلمة بل الظروف والمواقف والتفكير العالمي, وإبليس يجد في هذا الذهن أرض خصبة.
فهناك المؤمن الذي تجده يسلك بالإيمان بسهولة, وينجز ويكون سريعا في فهم وتطبيق الحق.
وهناك مؤمنون آخرون يقومون ويسقطون, ولا يرون حصادا سريعا من الكلمة…ولا يعلمون أن السبب في هذا هو طريقة تفكيرهم الخاطئة…فرغم دراستهم للكلمة لكن أرض ذهنهم ملئانة بأفكار أخرى ومباديء غير كتابية…معتقدين أنها عادية ويعتقدون أنها كتابية.
 
لنفهم هذا سنرى فريقين من المؤمنين يسلكون بطريقتين من التفكير, كان شعب (أفراد وأجيال) إسرائيل لهم نفس الجذر ولهم نفس الوعود لأبائهم إبراهيم إسحق ويعقوب. ولكن طريقة تفكيرهم ليست كما هي على مر الأجيال…
 
جيل موسى:
خلفية جيل موسى, لقد عاش شعب إسرائيل في مصر مئات السنين, وتأثر بتفكير مصر, وإعتاد على العبودية, والإنحناء, والقهر, الرضى بالقليل, العيان الأكيد,
وفي نفس الوقت متذكرين أن هناك وعد بأرض الموعد, والحال الأفضل…الأرض التي تفيض لبنا وعسلا.
لكن يعيشون يوميا في قهر وعناء, إذلال…وحينما إكتشفوا أن الرب متذكرا هذا الشعب أحنوا رؤؤسهم وعبدوا الرب…خر ٤ : ٣١.
ولكن في الحقيقة كان موسى يجذبهم وراؤه…ويحاول أن يجعلهم يسلكون بالإيمان.
لقد كانوا في معظم الوقت غير مصدقين الرب…وغير متوقعين النتائج…سريعي الإنحراف وراء ألهة أخرى…سريعي التخيل….”لو كنا في مصر الآن, لكنا ننام في بيوت بدلا من الخيام…لكنا نأكل الثوم والبصل…لكنا مستقرين بدلا من الخطر والأمور المقلقة لنا…ليتنا كنا في مصر…وليتنا نعود لمصر”
لهذا السبب كل هذا الجيل كاملا لم يدخل أرض الموعد. أماتوا أنفسهم بأنفسهم…عد ١٤ : ٣٩ – ٤٥ … وهذا حال مؤمنين كثيرين, يفعلون أمورا كتابية ولكن بطريقة تفكير غير كتابية, وعكس الكلمة, وبعد أن يستيقظون أنهم لا يسلكون بالكلمة, ويندمون ويحاولون مرة أخرى, لا ينجحون لأنهم يفعلون الكلمة ولكن ليس بطريقة تفكير صحيحة كتابية بل بنفس طريقة التفكير الخطأ. فيجب فهم المشكلة تكمن في طريقة التفكير الغير كتابية.
فهم في هذه اللحظة يفعلون الكلمة ولكن ليس بقلب حقيقي, لأن ذهنهم معيقا لهم, فيطبقون الكلمة ولكن بدون قلب فيفشلون. الحل في طريقة التفكير. لقد كانت طريقة تفكير مصر (التي ترمز للعالم) مستوطنة وثابتة فيهم.
لقد نشأ هذا الجيل رغم إيمانه بأرض الموعد بما سمعوه عن أبائهم, ولكن نشأ جيل موسى بطريقة تفكير العيان…لدرجة أنهم حينما رأوا المن الذي أرسله لهم الرب, قالوا عنه إسما به عدم إيمان: “ما هذا؟”  وهذا معنى كلمة “من”. لم يسموه خبز إلهي…معجزة الله بل سموه ما هذا.
الخارق للطبيعي ليس له مكان في قلوبهم…لأن قلبهم ممتليء بطريقة تفكير غير كتابية. ورغم هذا ذاقوا من الخارق للطبيعي الكثير, ولكنهم لم يتذكروه ولم يقدروه…وتعجب الرب قائلا لموسى أكثر من مرة…ألم يتذكروا ما فعلته بيدي القديرة لأخرجهم من أرض العبودية؟؟!!! ألم يتذكروا ظهوري ورؤية مجدي؟؟!!!
لم يكونوا سريعين الإيمان بل بطيئي الإيمان, يتذمرون كثيرا, ويعترضون على موسى قائدهم الذي وضعه الرب فوقهم, ويتهمونه “أنت أتيت بنا هنا لتميتنا…أين هذه الأرض التي تفيض لبنا وعسلا.”
لم نرى نتائج…ها نحن ورائك ولم نصل بعد لأرض الموعد بعد…ولا يعلمون أنهم هم أنفسهم السبب في هذا التأخير بسبب طريقة تفكير غير كتابية…أربعين سنة بدلا من أيام قليلة للوصول لأرض الموعد.
نعم كانوا على وشك دخول أرض الموعد, ولكن بسبب طريقة تفكيرهم الغير كتابية ماتوا دون رؤية الحلم يتحقق.
 
كان يجب أن يتعاملوا مع طريقة التفكير هذه (الغير متماشية مع الله) باكرا, لأنها أنهكتهم وفي النهاية قتلتهم.
 
جيل يشوع
ولكن كان في وسط هذا كله, أشخاص قليلون إختاروا أن يفكروا حسب قلب الله أي حسب الكلمة. يشوع, وكالب.
وهذا يوضحه الكتاب في سفر العدد ١٤…فإجابة كالب ويشوع كانت ذات قلب وطريقة تفكير الرب.
عد ١٤ : ٩ إِنَّمَا لا تَتَمَرَّدُوا عَلى الرَّبِّ وَلا تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَال عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَنَا. لا تَخَافُوهُمْ». ١٠ وَلكِنْ قَال كُلُّ الجَمَاعَةِ أَنْ يُرْجَمَا بِالحِجَارَةِ. ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيل. ١١ وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هَذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لا يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ التِي عَمِلتُ فِي وَسَطِهِمْ؟…..٢٢  إِنَّ جَمِيعَ الرِّجَالِ الذِينَ رَأُوا مَجْدِي وَآيَاتِي التِي عَمِلتُهَا فِي مِصْرَ وَفِي البَرِّيَّةِ وَجَرَّبُونِي الآنَ عَشَرَ مَرَّاتٍ وَلمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِي ٢٣ لنْ يَرُوا الأَرْضَ التِي حَلفْتُ لِآبَائِهِمْ. وَجَمِيعُ الذِينَ أَهَانُونِي لا يَرُونَهَا. ٢٤  وَأَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى وَقَدِ اتَّبَعَنِي تَمَاماً أُدْخِلُهُ إِلى الأَرْضِ التِي ذَهَبَ إِليْهَا وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا.
 
ولكن يجب فهم لماذا تكلم كالب ويشوع بهذا الفهم والقلب المتماشي مع فكر الله…وهذا سنراه في الجزء الثاني.
 
إحرص أن تجدد ذهنك من كلمة الله التي ستكشف لك أفكار العالم وأفكار الرب…وجه قلبك أن تعرف الرب وتحبه وتحب كلامه….طريقة الله أي طرقه هي الحكمة ذاتها…هكذا قال موسى للشعب….تث ٤ : ١ – ٩
 

 «فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ.٢ لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.٣ أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ مَا فَعَلهُ الرَّبُّ بِبَعْل فَغُورَ. إِنَّ كُل مَنْ ذَهَبَ وَرَاءَ بَعْل فَغُورَ أَبَادَهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ وَسَطِكُمْ.٤ وَأَمَّا أَنْتُمُ المُلتَصِقُونَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ اليَوْمَ.٥ اُنْظُرْ. قَدْ عَلمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلهِي لِتَعْمَلُوا هَكَذَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا.٦ فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ الذِينَ يَسْمَعُونَ كُل هَذِهِ الفَرَائِضِ فَيَقُولُونَ: هَذَا الشَّعْبُ العَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ.٧ لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِليْهِ؟٨ وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلةٌ مِثْلُ كُلِّ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ التِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ اليَوْمَ؟ ٩ «إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحْفَظْ نَفْسَكَ جِدّاً لِئَلا تَنْسَى الأُمُورَ التِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ وَلِئَلا تَزُول مِنْ قَلبِكَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلادَكَ وَأَوْلادَ أَوْلادِكَ. 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$