القائمة إغلاق

Paul’s Natural Man الانسان الطبيعي في تعليم بولس

مفتاح للاعلان الالهي عند بولس الرسول
كم ان القليل منا يقدرون المجال الواسع من المواد التي يجب ان ندرسها في رسائل بولس الرسول. عمليا، يوحنا وبطرس ويعقوب لم يقدما اي مواد جديدة للدراسة. جميعهم خرجوا من تعاليم يسوع عندما كان هنا على الارض. يمكنك ان تشعر بيوحنا الذي كان يتكئ على صدر يسوع. عندما تقرأ رسالته، يمكنك ان تشعر بالمحبة تنبض من خلاله. لكن عندما نقرأ الاعلان الالهي لبولس الرسول، لا ندرك اي شئ مثل هذا. نحن ندخل الي مواد دراسية جديدة—المعرفة الاعلانية. تجدنا ندرس عن اسباب التجسد وعمل المسيح البدلي. ننظر الي الانسان بصورته الحقيقية، تماما كما يبدوا امام الله الاب.
اريدك ان تحتفظ ب يو 3: 16 امام ذهنك دائما بينما تفكر في الانسان الضال. يجب ان تدرك ان هذا الانسان ليس ضالا بسبب ما يفعله. لكن هذا بسبب كينونته وما هو اصلا. اف 2: 1- 3 “وانتم اذ كنتم امواتا بالذنوب والخطايا”. لاحظ هذه الاية، انها تقول ان هذا الانسان، الانسان الطبيعي، هو ميت روحيا. رو 5: 12 “من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم و بالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس (هذه هي خطية ادم)”. انه لا يتكلم عن الموت الجسدي. لكن عن طبيعة ابليس.
طبيعة الله محبة. واول اظهار لها هي المحبة والفرح والسلام.
طبيعة ابليس هي موت روحي. واول اظهار لها هي الكراهية والقتل والخداع. مجاله وعالمه يسمى الظلمة. كو 1: 13 “الذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته”. لاحظ الاختلاف. لقد انتقلت من مجال ابليس (الموت الروحي، والكراهية، والقتل) الي مجال الحياة، والنور والفرح. يسوع يصف الانسان الطبيعي في يو 8: 44، 45. يقول ما يصعب علينا نحن تكرار قوله “انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب”.
بهذه الجمل البشعة يصف يسوع الانسان الطبيعي.
هذا العصيان الذي يغطي العالم كله هو امر اخر. فكر في الكثير من الرجال والنساء الذين قتلوا لاعطاء شخص او بعض الاشخاص مجدا اكثر وقوة وغنى. الاحداث الوحشية الغير انسانية والشريرة التي حدثت في العشرين سنة الاخيرة، فيما يسمى بالدول المتحضرة، تثبت انه بدون اي مجال للشك ان الانسان الطبيعي هو شريك في طبيعة ابليس، الذي كان قتالا وكاذبا. ليس فيه اي حق. لا تتوقع من اي انسان طبيعي ان يعطي لنا حكومة مسيحية مؤمنه. ربما يكونون ابناء مثقفون، وعلى قدر كبير من العلم، لكنهم ابناء للشرير. هذا هو سبب احتياج الانسان الطبيعي لحياة ابدية. طبيعة الله

كورونثوس الاولى 2: 14 “و لكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم (يفهم) فيه روحيا”.
الترجمة الحرفية لها “الانسان الطبيعي (الغير روحي) لا يقبل امور الله”. الكلمة اليونانية تعني “الانسان المادي”، الانسان بالتاكيد تحت سلطان ابليس. يجب ان نفهم ان طبيعة الانسان الطبيعي تحت سلطان ابليس بقدر ما ان الانسان المخلوق من جديد هو تحت سلطان الله.
عندما يدرك الاباء والامهات ان ابنائهم يجب ان ينالوا حياة ابدية والا سيسلكون مثل هؤلاء الاشخاص الذين تحت حكم ابليس، سيصيرون اكثر اهتماما وقلقا على ابنائهم. 2كو 3: 3، 4 “و لكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله”.
لاحظ هنا ان الانجيل مكتوما بسبب اله هذا العالم. لقد جعل الانجيل يبدوا وكانه حاكم مستبد، مما جعل الناس يبتعدون عنه. واصبح الاشخاص الغير مخلصين لا يريدون سماعه. ادرك، ان ذهنة في عداوة مع الله، غير خاضع لناموس الله.
رو 8: 7 هو وصف للانسان الطبيعي برغم ان الرسالة تتعامل مع المؤمن الغير ناضج الذي مازال محكوما بالحواس الخمس. ذهن هذا الانسان الطبيعي اعمى. افكارة ملتوية بسبب الشيطان. لا يمكنه ان يفهم او يرى الامور المعطاة له في المسيح يسوع. رو 1: 21 “لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم واظلم قلبهم الغبي”.
اية 28 ربما تكون ابشع وصف “و كما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق”. ادرك، ذهن الانسان الطبيعي يستقبل هذه المحفزات والمعرفة بالحواس الخمس: الرؤية، والسمع، والتذوق، والشم، واللمس.
كل الامر لديه متصل بجسده، الذي هو جسد ميت، وتحت حكم ابليس. الان يمكنك ان تفهم ان كل المعرفة التي سيحصل عليها هذا الانسان سيتم افسادها من قبل العدو، لذلك فالانسان الطبيعي لن يفهم امور الله. انها امور حمقاء عنده. ذهنه اعمى. انه يعيش في عالم الظلمة، الظلمة الروحية، والتي هي اسوأ انواع الظلام. يمكنك ان تشعل مصباحا وتضئ اي ظلمة، لكن الظلمة الروحية لا يضيئها سوى حياة الله.
رو 3: 10- 18 هو مذكرة اتهام عظيمة للانسان الطبيعي من المحكمة العليا، وفي هذه المذكرة يوجد 14 تهمة. اولهم “ليس بار ولا واحد”. انه لا يتحدث عن المسيحيين المؤمنين. لكن يتحدث عن هؤلاء الاشخاص خارج المسيح. ولا واحد له وقوف امام الله. جميعهم تحت الدينونة. “ليس من يفهم”. ذهنهم صار مظلما. ارواحهم ممتلئة بطبيعة العدو، واذهانهم تستقبل كل الانطباعات والمعرفة بالحواس الخمس. التهمة الثالثة البشعة “ليس من يطلب الله”. انهم يبحثون عن اشباع ورضا حواسهم الخمس، ومن خلال هذه المعرفة الحسية التي يحصلون عليها يفرضون سيطرتهم وسلطتهم على الرجال والنساء الاضعف.
بعد هذا “الجميع زاغوا وفسدوا معا”. فقدوا قيمتهم. كم يجرحني هذا الشاهد عندما افكر ان كل هذا العالم الغير مخلص فاسد. مهما كان ما يعملوه هي اعمال اشخاص ميتين روحيا. اعمالهم الصالحة هي اعمال اشخاص مدانين روحيا، اشخاص يعيشون في تمرد ضد معرفة وارادة الله. لكن لاحظ البقية “ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد”. يمكنني ان اتذكر المحكوم عليهم في سجن الولاية وهم يصنعون الاحذية، واتذكر انني كطفل لم اريد ارتدي حذاءا مصنوعا بواسطة شخص متهم. اعتقد ان هذا هو الشعور السائد بين معظم الناس. الان يمكنك ان تدرك لماذا اعمال ابناء الشرير الصالحة لا ترضي الله. انها اعمال انسان تحت اتهام بالاتحاد مع طبيعة ابليس.
الروح القدس ارسله الله الاب ليبكت الغير مخلصين على اتحادهم بابليس. هذا الاتهام القادم بشع “حنجرتهم قبر مفتوح”. هل يمكنك فهم هذا؟ حنجرتهم ممتلئة بالموت. اجواء الحروب يمكن وصفها بهذه الجملة “حنجرتهم قبر مفتوح”. كما انها تصف الانسان الطبيعي بالفعل كما هو. لكن لاحظ الجملة التالية “بالسنتهم قد مكروا”.
قلت في احد الايام لاحد فصول مدرسة ال كتاب المقدس “ما البطاقة التعريفية التي يجب ان يضعها الانسان الطبيعي— في كلمة واحدة فقط؟” وقال احد الاشخاص الاذكياء “كلمة كاذب”. فكر في ارتداء مثل هذه البطاقة على معطفك! فكر في امرأة مرتدية لهذه البطاقة!
قال يسوع عن ابليس “متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب”. الذين له هم الاشخاص الطبيعيين. لاحظ الاتهام التالي “سم الاصلال تحت شفاههم”. هذا يجعلنا نتذكر ميناء بيرل (حدث تاريخي)، اليس كذلك؟ يجعلنا نفكر في الجرائم المظلمة والبشعة التي تم التخطيط لها تحت لواء الحرية. سم الاصلال، لماذا يعد هذا السم قاتلا. لدغة الصل مميتة، ولدغة هؤلاء الرجال مميتة “الذين فمهم ممتلئ مرارة ولعنة”.
هؤلاء هم الاشخاص المزعجين، السيئين الذين لا يفكرون، افواههم اخطر شئ فيهم. كلماتهم ليس بها اي رقة او احساس. انه يستخدم كلماته مثل الاطفال الذين يقذفون بعضهم بالطين. الكثير لا يدركون ان روابط الحياة السرية هي في افواههم. اللسان هو اجمل عنصر في الانسان.
رغم هذا يمكن لهذا اللسان ان يتكلم كلمات محبة وايضا يمكنه التكلم بالكراهية، والمرارة واللعنة. الجملة التالية موجعة “ارجلهم سريعة الى سفك الدم”. لاحظ خطوات الانحدار التي نسير بها. ليس احد بار، لا احد يقدر الله، لا احد يفهم، لا احد يطلب الله، جميعهم يطلبون اشياء لاشباع حواسهم الخمس، لقد زاغوا وفسدوا معا. لا يساعدون احدا ابدا ان يكون افضل. يوجد شخص اسمه نيتشه جعل المانيا امة من القتلة—سلبهم احترامهم كامة عظيمة. “حنجرتهم قبر مفتوح بالسنتهم قد مكروا سم الاصلال تحت شفاههم وفمهم مملوء لعنة ومرارة ارجلهم سريعة الي سفك الدم”. يمكنهم ارتكاب جميع الجرائم. هذا ليس اللص المحتاج الذي يسرق طلبا للطعام، لكنه جيش سريع، لا يخاف يتبع قائد متعطش للدماء. لاحظ “في طرقهم اغتصاب وسحق”. انظر الي اوروبا اليوم. “طريق السلام لم يعرفوه”. كل ما عاشوا وكافحوا لاجله هو ان يحكموا الضعفاء. لا سلام في بيوت هؤلاء الاشخاص في تلك الدول. “ليس خوف الله قدام عيونهم”.
هذه هي النهاية. مذكرة الاتهام العظيمة تلك هي ابشع وثيقة تم كتابتها. هذه الاتهامات واضحة تماما. لا يتطلبون اي وكيل نيابة. ضميركل انسان يمكنه ان يجيب ويقول هذه هي الحقيقة.
1يو 3: 10 يعطي صورة لعائلتين “بهذا اولاد الله ظاهرون واولاد ابليس كل من لا يفعل البر فليس من الله وكذا من لا يحب اخاه”. 1يو 3: 14، 15 “نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة”. او نحن نعلم اننا انتقلنا من الموت الي الحياة: معنى ذلك اننا انتقلنا من عائلة ابليس، الي مجال الحياة، او عائلة الله.
لماذا؟ “لاننا نحب الاخوة من لا يحب اخاه يبقي في الموت”.
يمكنك ان تقول “اوه، هذا الشخص يحب عائلته”. دعونا ننظر الي هذا للحظة. البروفيسور هنر درموند، الذي يُعتبر احد اعظم علماء العالم، مشهودا له من كل الباحثين في هذا المجال “لا يوجد اشخاص لديهم محبة في الاصل. كل ما لديهم هو انجذاب جنسي. الأم ستحارب لاجل ابنها كما تحارب اللبؤة لاجل شبلها، لكن مثل هذه الام ستقدم ابنها للتماسيح لتظهر قناعاتها الدينية. تقايض الامهات بابنائهم لاسباب غير اخلاقية”.
لا، لا يوجد محبة مثل تلك التي يتحدث عنها العهد الجديد. هل تعلم اننا لم ندرك ابدا تلك الحقيقة: هناك نوعان من المحبة في العالم الطبيعي، المحبة البشرية والتي هي في اليونانية “phileo” “فيليو”، والتي تعني المحبة الطبيعية المؤسسة على الانانية، والمحبة الالهية التي هي من الله.
المحبة الطبيعية تميل الي الغيرة، والمرارة، والكره. محاكم الطلاق المدني الحديث، هي اله المحبة البشرية الطبيعية، رغم ذلك فان هذه المحبة الطبيعية هي افضل ما يمتلكه العالم اليوم. لكن الانسان ليس لديه شئ يستحق المدح الا هذا القلب الذي تحرك بفعل طبيعة الله المحبة. لقد احب الله حتى انه بذل ابنه لاجل العالم، هذا الجنس البشري الطبيعي الذي تحت حكم اارواح الشر والمتمحور حول ذاته. هؤلاء الاشخاص، محكومين بالتمام بالمعرفة الحسية، بدون اي تغيير في قناعاتهم عن طريق الايمان المسيحي، هم كاسرين للعهد. كلمتهم ليس لها اي قيمة. قي اتحاد مع ابليس وحكمتهم وذكائهم هو من الشرير.
اعلم انهم يعيشون في مجال الحواس الخمس. اليك الحقيقة المرة : لا يمكنهم معرفة الله، ولا يمكنهم ايضا معرفة انفسهم. لا يوجد عالم نفس اليوم من الذين ينكرون ربوبية يسوع، والذين لا يعرفون الحياة الابدية، يعرف نفسه. وبما انه لا يعرف نفسه، لا يمكنه معرفة الاخرين. هذا الانسان الطبيعي لا يفهم سبب الخلق. لا يعرف السبب وراء وجود الانسان. لا يعرف سبب ان الانسان صار بهذه الطريقة، ولا سبب عدم قدرة الدول الهمجية على انتاج علماء او مخترعين. لا يفهم سبب كل ذلك. نحن نعرف ان الانسان ينال طبيعة الله، ينال طبيعة خالق هذا الكون.

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society  وموقعها  www.kenyons.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة  الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society , site:  www.kenyons.org
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$