القائمة إغلاق

The calling of God 2 دعوة الله الجزء

دعوة الله – الجزء 2

▪︎ تعرّفْ على مواصفات الدعوة التي دعانا إليها الرب.

▪︎ فوائد اكتشاف دعوة الله العامة.

▪︎ تُرَى كيف تحيا كما يحق للدعوة؟

▪︎ ما الذي دعانا إليه الرب؟

▪︎ الدعوة الإلهية لها قوانينها، فما هي؟

▪︎ كل الأشياء تحلّ لي، لكن لا يتسلّط عليّ شيءٌ.

▪︎ “عيشوا كما يحق للدعوة”، ندعوك أنْ تكتشف معنا هذه الطريقة.

  الدعوة كما ذكرنا سابقًا، وطبقًا لشرح الكتاب المقدس لها، هي: أنْ يُوضَع الشخص في مكان التوظيف وأنْ يُنصَّب في منصِب ما ويشغله، أو تأهيل، مثال على ذلك: المدير حينما يُدعَى أو يُؤهَل إلي منصبه ويشغل منصبه، أيضًا هذا التعريف يختلف عن دعوة فرح أو مناسبة، الذي هو صحيح ولكن يختلف استخدامه عن المقصود هنا في عظتنا هذه.

▪︎ مواصفات الدعوة التي دعانا إليها الرب:

  • أولاً: هي دعوة عُليا:

“أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ (جائزة) دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (فيلبي ٣: ١٤).

  • ثانيًا: هي دعوة سماوية:

“مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ.” (العبرانيين ٣: ١).

  • ثالثًا: هي دعوة مقدسة:

الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً (متفردة، متميزة، مختلفة) لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. (٢ تيموثاوس ١: ٩).

  • رابعًا: هي دعوة عامة مُوحَّدة للجميع:

١١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. ٢ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. ٣ مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. ٤ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ (هدف) دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. ٥ رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، ٦ إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. ٧ وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. ٨ لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا»…. ١١ وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ.” (أفسس ٤: ١-٨، ١١).

 الدعوة العامة مُوحَّدة لجميع أولاد الله، وهي تختلف عن الدعوة الخاصة “الخدمة والدور الذي يريدك الرب تقوم به في جسد المسيح”. تقفز الناس دائمًا للدعوة الخاصة قبل العامة فنخبرهم أنه يجب عليك فهم الدعوة العامة الأساسية أولاً قبل الخروج للخاصة، فالاستعجال يجعل الشخص غير مُنجِز في الدعوتين.

 هناك مَن دُعِيَّ لدعاوي خاصة لكنه لن يعيشها قبل أنْ يعيش الدعوة العامة، يحتاج جسد المسيح أنْ يدرك ذلك. كما عَلَّمَ الرسول بولس هنا عن الدعوة العامة في الأعداد (١: ٦) ثم انتقل للدعوة الخاصة في الأعداد (٧: ١١)، وقال إنّ البعض تمّ دعوتهم ليكونوا رُسُلاً أو أنبياء أو…إلخ، البعض وليس الجميع، لأنها دعوة خاصة.

 “خَشْيَةُ (خوف) الإِنْسَانِ تَضَعُ (تنصب له) شَرَكًا، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ.” (الأمثال ٢٩: ٢٥).

 المؤمن غير المُدرِك لهذا الحق يَنصُب لذاته فخًا، ويظن أنه مِن إبليس، وبينما يسير في طريقه يجد إنه سقط في حفرة أو شيء ما يسحبه فجأة وهو لا يعلم ما الذي يسحبه، وقد جاء الخوف نتيجة عدم إدراكه للمعرفة الكتابية العملية، فمعرفته ذهنية فقط.

 حينما يدرك المؤمن دعوته العامة سيعرف أنْ يختار أصدقاءه في المدرسة منذ الطفولة ويميّز ما هي الأمور الغالية والثمينة في حياته. سيدرك كيف يقضي إجازته الصيفية، وطبقًا لدعوته في المسيح سيختار الجامعة لأنه ربط حياته طبقًا لها.

 بدلاً مِن اختيار جامعة بعيدة عن جسد المسيح الحي، ويقول يمكنني حضور اجتماعات في أي مكان آخر، ويختار جامعته حسب مجموعه وأهوائه وليس طبقًا للدعوة الإلهية، وبالتالي ستجده يَشِتّ ويبعد، وعلى ما ينهي دراسته الجامعية يصبح شخصًا آخر.

 هذه الدعوة عينها هي ما تجعلك تختار عملاً ما دون غيره، أو ترتبط بشخص دون الآخر، يحتاج المؤمنون لمعرفة التوازن بين اكتشاف ميراثهم في المسيح وبين السلوك طبقًا للخطة الإلهية.

 هناك نظام إلهي واضح لهذه الدعوة والوظيفة، فالرب لا يمكنه تعيين إنسانٍ ليس لديه مؤهلات أنْ يكون شريكًا للطبيعة الإلهية، حتى ولو خدم هذا الشخص ولا يعلم الدعوة العامة مُعتقِدًا إنه في الدعوة الخاصة لن يستطيع الوصول لأقصى طموحات الله له.

▪︎ فوائد اكتشاف دعوة الله العامة:

  • أولاً: ستكون مُؤهَّلاً لتحيا الدعوة الخاصة:

٤ وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا. ٥ كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». ٦ كَمَا يَقُولُ أَيْضًا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». ٧ الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، ٨ مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. ٩ وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، ١٠ مَدْعُوًّا مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ.” (العبرانيين ٥: ٤-١٠).

 “وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ” ما معنى أنّ يسوع صار كاملاً؟ وهل هذا يعني إنه كان ناقصًا؟ لا، لكنه في أيام جسده وصل لمرحلة نضوج وتعلَّم الطاعة مِن الألم الذي مرَّ به، لأنه عاش كإنسان.

“الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ… كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ”

 إنّ الصُراخ والتضرعات هنا غير مقصود بها ما فعله في بستان جثسيماني أو على الصليب، لكنه كان يتكلّم بشكل عام، فهو عاش كرجل صلاة، سلك في مشيئة الله، وعاش الناموس وتعلَّم ونَضج؛ لذلك دعاه الله إلى رتبة ملكي صادق؛ أي رئيسًا للكهنة، وصار مصدرَ خلاصٍ لآخرين، ولكن يسبقها إنه تعلَّمَ ونضج في دعوته العامة، لذا أنت تحيا دعوتك العامة المُوحَّدة للمؤمنين جميعًا، ثم بعدها تصبح مصدرَ خلاصٍ للآخرين، على عكس كثيرين يقفزون للخدمة دون أنْ يتعلّموا.

“لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ فِي الرِّبْحِ الْقَبِيحِ.” (تيطس ١: ٧).

 “غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ” يأتي هذا اللفظ في الأصل not self centered &self willed شخص له مشيئته الشخصية أو مُتمحوِر حول نفسه.

 لا تكن شخصًا مُتمحوِرًا حول ذاتك وتفكر في نفسك فقط في كل شيء، فالدعوة الإلهية أنْ تفكر في الله كمحورٍ لحياتك وفي الآخرين مِن حولك. الناس المُتمحوِرون حول أنفسهم لا يصلحون أنْ يكونوا رعاة لآخرين، فإن أهانه أحدهم أو تكلَّم ضده؛ لن يستطيع الاستمرار في خدمته.

  • ثانيًا: ستحيا حياة مُستقِرة على الأرض في مواجهة زوابع الحياة:

١٥ لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. ١٦ وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. ١٧ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. ١٨ وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. ١٩ بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.” (لوقا ٢١: ١٥-١٩).

 يتحدّث الرب في هذه الآيات عن نبوات تختص بأواخر الأيام ولكنها كمبدأ عام تُطبَق على ما قبل الاختطاف وما بعده أيضًا، ويكشف لنا الرب هنا أنّ البعض يظنون أنهم يحافظون على أنفسهم عبر أنْ يشفقوا عليها، ولكنه يعلّمنا إننا نحافظ على أنفسنا بالصبر، الذي هو وقوفك على أرضك بثبات أمام العيان المُضاد.

 “٩ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ ١٠ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ.” (كولوسي ١: ٩، ١١).

 تخبرنا الكلمة هنا عن نوعية أشخاص ممتلئة مِن معرفة مشيئته، على عكس آخرين ليس لديهم أي معرفة.

 “لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ” أنْ يسلك الشخص بفرح في ظل الظروف التي تحدُث في الأرض، كما قال الكتاب في (يعقوب ٢:١) “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ.”

 عندما تواجه ظروفَ الحياة وأنت تَعْلَم مَن أنت وفاهِمًا لفِكْر الله، أي مشيئته ستكون غير مُتقلقِل وستتحرك بثبات في المواقف، بل وستفرح حينما تواجه مواقف صعبة! يتكلم الكتاب عن أمور تبدو مستحيلة لكنها لن تكون كذلك إنْ كنت مُمتلِئًا بالكلمة. يستحيل أنْ تقتني نفسك بصبرك وأنت غير فاهم أنّ هذا الصبر يتم بفرح وليس بمعافرة وتعب.

  • ثالثًا: لن تكون مهزومًا أو جامحًا أو مُحطَّمًا في الحياة:

“بِلاَ رُؤْيَا (فَهْم للأمور) يَجْمَحُ (يتحطّم) الشَّعْبُ، أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ.” (الأمثال ٢٩: ١٨).

 كلمات التحطيم والضعف الروحي ستنتهي مِن حياتك بعد فهمك لهذا الحق. سيتحطّم الشعب حينما لا تكن لديه رؤيا وفَهْم للأمور، سيحيون حياة مُحطَّمة. لا تحيا حياة مُحطَّمة والرب دعاك لتحيا حياة مُقدَّسة مُتفرِدة، ذات الدعوة العُليا!

  • رابعًا: تسلك في مشيئة الله بالكامل:

 يبحث كثير مِن المؤمنين عن هذه النقاط الأربع، فيقول الشخص أريد أنْ أعرف مشيئة الله لحياتي، إن سلكت بالكلمة ستحيا المشيئة.

 “١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا (تذوقوا) مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية ١٢: ١، ٢).

 لكي تذوق وتحيا مشيئة الرب في حياتك يلزمك أنْ تُغيّر ذهنك أولاً.

 “لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً.” (إرميا ٢٩: ١١).

 تأتي في ترجمة أخرى؛ “لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ: ’أَنَا عَارِفٌ الْخِطَّةَ الَّتِي عِنْدِي لَكُمْ، فَهِيَ خِطَّةٌ لِلْخَيْرِ لَا لِلشَّرِّ، سَأُعْطِيكُمْ أَمَلًا وَمُسْتَقْبَلًا مُشْرِقًا.” (إرميا ٢٩: ١١ SAB).

 فِكْر ودعوة الله العامة مكشوفة في الكلمة بأدق التفاصيل.

▪︎ عِش حياتك لِمَن دعاك، وليس لذاتك:

“٦ لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ. ٧ كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ حَسَنًا. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟ ٨ هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ. ٩ «خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ»” (غلاطية ٥: ٦-٩).

 “هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ” يربط بولس الرسول بين سلوكك على الأرض وحياتك بمَن دعاك، فلا تحيا حياتك مُتمحوِرًا حول نفسك، حتى بعدما تكتشف الميراث الذي لك في المسيح لا تحيا طول الوقت مُفكِرًا في ذاتك، حيث يصحّحهم هنا الرسول بولس ذاته قائلاً: “مَن دعاكم لا يقول لكم أنْ تفعلوا ذلك الآن”، فهو إذًا يربط الحقّ الكتابي كله بالدعوة.

 “خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ” توجد أمور صغيرة جدًا تجعل الشخص ينتهي. حينما تسلك بعدم المعرفة تنصب لحياتك مشاكل وفخاخًا لأنك تسلك خارج الدعوة الإلهية.

 يوجد مَن يظن أنّ التنظيم ناموس، ولكن ما هي مشكله الناموس؟ لا تكمن مشكلته في الترتيب، بل في عدم قدرة الناس على السلوك بالنظام الإلهي، لذا يقول بولس إنّ الناموس نفسه رائع لكن المشكلة في الإنسان ذاته، لأنه مولود بالخطية وكأنك تطلب مِن أحدهم أنْ يسير عكس طبيعته: “فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.” (رومية ٧: ١٤).

 قال لنا بطرس الرسول في رسالته الثانية (٢بطرس ٥:١-٩) أنْ نُعرِض ونُظِهر ونستخدم الصفات التي لدينا مِن فضيلة وإيمان ومحبة وصبر، ووضع لنا نظامًا نسلك به لكي نكون مُثمرِين، فالنظام ليس ناموسًا بل طريقة ووصف نحيا به، لأجل ذلك يجب أنْ تكون فاهمًا كيف تسير حياتك الروحية وكيف تنطلق.

 إنْ جئتك وأخبرتك أنني لا أستطيع عمل الكيك، وقولت لك سأحاول أصنعها لعلها تنجح معي صدفةً، وفشلت مرة وراء مرة…ستخبرني هناك طريقة للنجاح مضمونه وستأتي بالنتائج المرجوة في كل مرة، هذه طريقة وليس ناموس، وبولس نفسه قال: “..أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ.” (١ كورنثوس ١٢: ٣١).

 يعتقد البعض أنّ مشكلة الناموس هي التنظيم، فيروا أنّ أي اجتماع به ترتيب؛ التسبيح أولاً، ثم العظة، ثم تسبيح مرة أخرى، هذا ناموس، ظانين إنه ربما يخبرنا روح الله قائلاً: “لا توجد عظة اليوم”، وهم يعتقدون أنّ هذه هي الحرية.

 يقول بولس: يدَّعون إنهم يعرفون في حين إنهم لا يعرفون تعريف الكلمات ومفاهيمها الصحيحة؛ “يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي النَّامُوسِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ (تعريفات الكلمات)، وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَهُ.” (١ تيموثاوس ١: ٧).

 

 ▪︎ ما الذي دعانا إليه الرب؟

  1. دُعِينا لشراكة وعلاقة حميمة مع الآب والابن والروح القدس:

 أنت مُؤهَّلٌ ومُوظَّفٌ أنْ تكون في شراكة مع يسوع، الكلمة الظاهر في الجسد (الحياة الظاهرة في الجسد). اكتشافك للدعوة العامة مِن كلمة الله يجعلك ترسم حياتك ومستقبلك وتصرفاتك بصوره سليمة.

 “أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.” (١ كورنثوس ٩:١).

 “١ اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. ٢ فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا” (١يوحنا ١: ١، ٢).

 قال الرسول يوحنا “الحياة أُظِهَرت” مع إنْ الحياة لا تظهر، ولم يستطع العِلْم أنْ يجد الحياة، مِن الوارد أنْ يخلق الإنسان أشياءً شبيهه بالأعضاء، لكن عندما يحاول أنْ يبث فيها حياة لن يستطيع، فالأمر يشبه الكهرباء التي نرى تأثيرها على الأجهزة لكن لا نراها بعيوننا، لأنه مستحيل!

 أباح الرب بنفسه للناس، أنت صرت في شراكة مع يسوع، للأسف مَن يأتون مِن بعيد “خلفيات أخرى” يكتشفون قيمة يسوع أكثر مِن المؤمنين الذين اعتادوا على السمع عنه كثيرًا وصارت مألوفة لهم، لكنك تستطيع أنْ تحيا مُشتعِلاً بهذا الكلام إنْ قَدّرتْ كل كلمة مِن كلام الله وفكرّتْ فيها.

 “وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” الحياة الأبدية ليست فترة ستقضيها في السماء، لأن هذا الشاهد يتكلم عن يسوع “كلمة الحياة” وعندما نسمع عنه ندخل لشراكة معه؛ أي نكون في اتّصال وعلاقة حميمة مع هذا الإله. كيف تحيا إذًا في هذه الشراكة؟ عن طريق أنْ أخبرك عن هذا الإله.

 صلى بولس الرسول لأهل أفسس لكي يعطيهم الرب روح الحكمة والإعلان، وتستنير عيون أرواحهم ليكتشفوا رجاء دعوته لهم (أفسس ١: ١٦-١٨)، فالروح القدس يعمل عليك كي تحيا تحقيق هذه الدعوة، التي إنْ استوعبتها ستعرف حينئذ أنْ تذوقها، فهي التي ستجعلك مُختلِفًا عن باقي الناس في سلوكك وقراراتك.

 أيهما يأتي أولاً، الاستنارة في الحق الكتابي أم السلوك؟ هل يمارس أحدهم سلطانَ المدير قبل أنْ يتم ترقيته لهذا المنصب، أم يُنصّب أولاً؟ بالطبع ينبغي أنْ يُنصّب أولاً، عندها إنْ جاءت ورقة أمامه ليمضيها فسيتحرك بسلطان مُنِحَ له بالفعل.

 لن تحيا الدعوة العامة الكاملة، الرائعة، العليا، إلا إنْ كنت تعلم أنك مُختلِفٌ عن البشر الذي يسلك بعدم محبة، مُختلِفٌ في السيادة والسلطان على ظروف الحياة، لذلك تسلّطْ على ظروف حياتك، هذه دعوتك العُليا المُتفرِدة والسماوية.

 اعْلَمْ أنك لن تستعمل شيئًا ما لم تفهم قيمته، لذا أدعوك أنْ تفهمها، كثير مِن المؤمنين غير قادرين أنْ يحيوها لهذا السبب. أنت دُعِيت لشركة مع الآب والابن والروح القدس! كما قال بولس الرسول:

“نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (٢ كورنثوس ١٣: ١٤).

  1. دعيت للمجد والفضيلة (الروعة):

 “٣ كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا (إلى) بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، ٤ اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.” (٢ بطرس ١: ٣، ٤).

 دعانا الرب إلى المجد والفضيلة، وأعطانا الوعود العظيمة والثمينة، فليست كل الوعود تُصنَّف إنها عظيمة وثمينة، وهذا لكي نصير شركاء الطبيعة الإلهية، بهذه الطبيعة نهرب مِن الفساد الذي في العالم وسببه السلوك بالحواس الخمس.

 “وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ.” (١ بطرس ٥: ١٠).

 دعاك الرب لمجده الأبدي، يأتي لفظ “دعانا” بالماضي وليس ستحدث في المستقبل. تذكّر معي أنّ الدعوة هنا تختلف عن دعوة أحدهم لفرح، بل تعني توظيفًا وتسميةً، هللويا!

  1. دُعِينا لنوره العجيب لكي نخبر بفضائله:

 “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.” (١ بطرس ٢: ٩).

 أنت دعيت لنور هذا الإله العجيب لتُخبر بفضائل مَن دعاك، كان بإمكان الرب أنْ يعطينا الجسد المُمجَّد في الحال، لكن في هذه الحالة لن يكن بمقدورنا الاستمرار في الأرض، نحن هنا لنخبر الآخرين عن روعته.

  1. دُعِينا لنتألم لأجله:

 “٢٠ لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، ٢١ لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.” (١ بطرس ٢: ٢٠، ٢١).

 هناك آلام لا داعي لها، وآلام أخرى يجب أنْ تتألمها لأجل يسوع وهي آلام الاضطهاد، ولا يُشترَط أنْ يكون الاضطهاد لشخص يكرز، فَمِن الممكن أنْ يقف أهل بيتك أمامك لسبب اختيارك لأمور مُعيّنة صحيحة كتابيًا. لا تتضايق عندما يسخر الناس منك، فأول اتّهام سيوجهونه لك إنك مُتكبِرٌ لأنك لا تتحدث مثلهم وتعترف “أنّ الحياة ليست سهلة، وأننا مُتعَبون” وستُتّهَم بهذا لأنك تتحرك بالنظام الإلهي عكس النظام الشيطاني.

  1. دعينا لنكون قديسين:

 “١ بُولُسُ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَسُوسْتَانِيسُ الأَخُ، ٢ إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ (المُصَمَّمين ليكونوا) قِدِّيسِينَ (مُنعزِلين، ومُتفرِدين) مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنَا.” (١ كورنثوس ١: ١، ٢).

 يتحدث هذا الشاهد عن الدعوة العامة والخاصة في ذات الوقت. أيضًا تُستخدَم كلمة “قداسة” في الكتاب المقدس بمعنى التفرُّد والانعزال، مثلما يعرض البائع أفضل بضائعه في فاترينة المحل للجميع، وهذا المعنى يختلف عمّا وصل لنا مِن الاستخدام العامي المُتداوِل بيننا. هذه الحالة “حالة القداسة” غير مُرتبِطة بأفعالك، فكنيسة كورنثوس مِن أكثر الكنائس شغبًا، ولكن يدعوهم قديسين، إذ لا علاقة لها بحالتك.

 عندما تدرس هذه الآيات ستعرف لماذا تحتدّ عندما يهين أحدهم كرامتك؛ لأنك لم تُدرِك بعد أنك مدعوٌ، وعندما تفهم مَن أنت في المسيح ستجد نفسك غير مُهتَز عندما يهين أحدٌ كرامتك إذ إنه لم ينقص منك شيءٌ.

  1. دُعينا لنرث بركة:

 ٨ وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، ٩ غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. ١٠ لأَنَّ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ.” (١ بطرس ٣: ٨-١٠).

 يوجد الكثير مِن التعاليم التي تُعلِّم أنّ بركات المؤمن روحية فقط، ومادُمت في الأرض فلا تتوقعها، يختلف ذلك تمامًا عَمَّا جاء في العهد القديم والجديد، فبركات العهد الجديد روحية وجسدية، ومَن سيدرس في مدرسة الكتاب على موقعنا سيفهم هذا أكثر. لكن لا تتوقع أنْ يكون العهد القديم أفضل مِن الجديد، لأن الكتاب يتكلم في (عبرانيين ٧: ٢٢) أننا في عهد أفضل وكما تأتي في الأصل إنه: more advantageous، أي أكثر مزايا! فكيف إذًا نقول إنّ بركاتنا روحية فقط؟!

 أنْ ترث البركة هذا يرتبط بحياتك هنا على الأرض. أنت دعيت لترث بركة، وينبغي لك أنْ تسلك في هذه الدعوة.

  1. دُعينا للحرية:

فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (غلاطية ٥: ١٣).

 الحُرية في المسيح تُعني أنك أنت صرت ناموسًا مُتحرِكًا، فالكتاب يقول إنه طبع الناموس في قلوب المولودين ميلادًا ثانيًا، يبقي فقط أنْ تحيا هذه الحرية، ولا تكن فاسدًا في استخدام منصبك.

  1. دُعينا لحياة أبدية:

 “جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.” (١ تيموثاوس ٦: ١٢).

 الحياة الأبدية هي: الحياة الإلهية، حياة الله، شخص الله، صفاته وطباعه، وهذه كلها صارت فيك، يمكنك الرجوع لمؤتمر “حياة الله زوي” لتستفيض أكتر.

  1. دُعينا لنحيا في سلام:

 “١٥ وَلكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هذِهِ الأَحْوَالِ، وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. ١٦ لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ، هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟” (١ كورنثوس ٧: ١٥، ١٦).

 تستطيع أنْ تحيا السلام على الأرض، إنْ كنت تنازلت عن يسوع في مقابل زواجك، فالكتاب يسألك؛ هل ستختار يسوع أم زواجك؟

 إنْ كان شريك حياتك غير مؤمن، ويريد منعك عن السلوك في حب يسوع، فالكتاب يقول -وليس أنا مَن أقول لكم-: إنْ كنتِ تصلين، ومع ذلك يوجد إصرار مِن الطرف الآخر ومنع، فالكتاب يشجعك أنْ تختاري يسوع وليس الارتباط، لكن لكل حالة نقاشًا يختلف عن الآخر، فليس كل شخص يمنع شريك حياته مِن الاجتماع يسعى الطرف الآخر للانفصال.

 ربما تظن إنه مِن الصعب فِعْل ذلك، ولكن دعني أقول لك: هناك أشخاص مِن خلفيات أخرى يفعلوها عندما يقبلون يسوع! لكن لسبب خوفك مِن المجتمع تصنع لنفسك مصيدةً وشركًا، وتُفاجَأ بأنّ حياتك تهبط. أنت دعيت إلى السلام، متاح لك أنْ تحيا فيه.

 إنْ كان الطرف الآخر يريد أنْ ينفصل، فلتنفصل. ولكني لست أقول ذلك لكي تسعى أنت للانفصال، ففي نفس الإصحاح يخبرنا الرسول بولس: “وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ.” (١ كورنثوس ٧: ١٣)، لكن إنْ خَيّرك بينه وبين يسوع، اختر يسوع. لهذا مِن الهام أنْ تختار ارتباطًا كتابيًا مِن البداية كي ما تضع نفسك في هذا الموقف.

 إنْ كان أصحابك أيضًا يمنعوك عن يسوع، ويخيرونك بينهم وبين يسوع، اتركهم واختر الرب وإلا لا تتعجب مِن عدم وجود السلام في حياتك.

  1. دُعينا لنحيا في ملكوت النور:

 “٩ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ ١٠ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، ١١ مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، ١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ.” (كولوسي ١: ٩-١٣).

دعيت لتحيا وتسلك في مملكة النور.

 “وَنُشْهِدُكُمْ لِكَيْ تَسلُكُوا كَمَا يَحِقُّ للهِ الَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى مَلَكُوتِهِ وَمَجْدِهِ.” (١ تسالونيكي ٢: ١٢).

 

 ▪︎ قانونين الدعوة الإلهية:

  • أولاً: لا تُعطَى إلا عبر الإنجيل:

 يوجد مَن يعتقد أنّ يسوع ليس شرطًا للخلاص، وسينتشر هذا كثيرًا في الأيام القادمة، وهو مِن علامات اقتراب الاختطاف، وللأسف بدأ بعض مِن خدام الإنجيل والكارزين المشهورين يقولونها الآن: “الخلاص ليس فقط مِن خلال يسوع” وهذا يقودنا إلى فكر الديانة الواحدة. لكن ستظل الحقيقة الكتابية واضحة وثابتة وهي: الخلاص مِن خلال إنجيل يسوع المسيح فقط.

 “١٣ وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. ١٤ الأَمْرُ الَّذِي دَعَاكُمْ إِلَيْهِ بِإِنْجِيلِنَا، لاقْتِنَاءِ مَجْدِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (٢ تسالونيكي ٢: ١٣، ١٤).

 أيضًا “٩ الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، ١٠ وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ (أظهر) الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ” (٢ تيموثاوس ١: ٩، ١٠).

 كن مُشتعِلاً وتجاوب مع الكلمة، فالإنجيل هو الطريق الوحيد الذي يجعلك تُوظَّف في هذه الدعوة.

  • ثانيًا: يجب أنْ تسلك بها:

 لا يوجد مدير في مكان ما إلا ويطالَب بمسؤولية، ينبغي أنْ تسلك بدعوتك بكل تجاوب ونشاط.

 “١٥ بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. ١٦ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»” (١ بطرس ١: ١٥، ١٦).

 أنت دعيت قديسًا، لهذا يجب أنْ تسلك هكذا.

  • ثالثًا: غير قابلة للارتجاع:

لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ (استرجاع). (رومية ١١: ٢٩).

 الرب لا يسترجع ما أعطاه للإنسان، لكن الإنسان عليه أنْ يسلك كما يحق للدعوة التي دُعِيَّ لها. الخلاص مضمون لكن أنت مسؤول أنْ تحافظ عليه، والدليل على ذلك هو قول الرسول:

“لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا.” (٢ بطرس ١: ١٠).

 “اجْتَهِدُوا.. أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ” مثل شخص في وظيفة ويعمل لكي يثبت في وظيفته، لذا لفظ “ثابتين” لا يعني أنْ تكون على شيء لست عليه، لكن تسلك بها لكي تُثَبِّتها (الدعوة). إذًا التثبيت مسؤوليتك أنت وليس مسئولية الرب “هو رمى الكرة في ملعبك”.

  • رابعًا: مُرتبِطة بنعمة الله:

 “وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ.” (غلاطية ١: ١٥).

 هذه الدعوة مُرتبِطة بالنعمة وليس بسلوكك أو خلفيتك: ماذا كنت وما الذي أصبحت عليه.

 اكتشافك للقصد الإلهي يساعدك أنْ تحيا الدعوة: “الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ.” (٢ تيموثاوس ٩:١).

 إنْ لم تكتشف قصد الله وفكره تجاه كل المواقف، لن تحيا الدعوة الرائعة التي سمعنا عنها.

 ▪︎ كيف تحيا كما يحق للدعوة:

 “١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. ٢ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. ٣ مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ ٤ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.” (أفسس ٤: ١-٤).

 “مُجْتَهِدِينَ” كونه قال لنا أنْ نجتهد، فهو يوضح أنه سيكون هناك محاولات تمنعنا وتعيقنا عن ذلك.

 كيف تسلك في هذه الدعوة؟ يوجد اختيارٌ واحدٌ مِن اثنين أمام كل مؤمن ومؤمنة؛ إمّا أنْ يحيا حياة عُليا، أو حياة دنيئة وقليلة ومُحبَطة ومُنكسِرة ومُنهزِمة، مع أنك دعيت ومُوظَّف للحياة العُليا السماوية المُتفرِدة.

 كيف تسلك في ما جعلك الرب فيه؟ ولكي تكتشف هذا السر أدعوك أنْ تقرأ معي هذا الشاهد، وسترى فيه المستويين “العالي، والمُنخفِض”.

 “٢٣«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. ٢٤ لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ. ٢٥ كُلُّ مَا يُبَاعُ فِي الْمَلْحَمَةِ (السوق الذي يُباع فيه اللحم) كُلُوهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ، ٢٦ لأَنَّ «لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا». ٢٧ وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا، فَكُلُّ مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ كُلُوا مِنْهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ. ٢٨ وَلكِنْ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: «هذَا مَذْبُوحٌ لِوَثَنٍ» فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ أَجْلِ ذَاكَ الَّذِي أَعْلَمَكُمْ، وَالضَّمِيرِ. لأَنَّ «لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا» ٢٩ أَقُولُ «الضَّمِيرُ»، لَيْسَ ضَمِيرَكَ أَنْتَ، بَلْ ضَمِيرُ الآخَرِ. لأَنَّهُ لِمَاذَا يُحْكَمُ فِي حُرِّيَّتِي مِنْ ضَمِيرِ آخَرَ؟” (١ كورنثوس ١٠: ٢٣-٢٩).

«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لأنني دُعيت للحرية.

“لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ” ربط بولس هذا بسلوك الشخص ف “الضمير” هنا هو ضمير الشخص الآخر.

 يتكلم بولس الرسول في هذه الحالة عن الحفلات التي تُقام للأوثان وقتها، وكان يُمارَس فيها الجنس، كان اللحم المُتبقي مِن هذه الحفلة يُباع اليوم التالي في السوق، فيأتي المولود مِن الله ويرفض الأكل منها حيث يرى إنه سيتنجس إنْ أكل منها، ثم يأتي مؤمنٌ آخر ناضجٌ فيقول لم يعد يؤثر فيّ شيء فأنا أحيا في الحرية، فنصحهم الرسول أنْ يأكلوا كل شيء يُقدَم لهم، ولكن إنْ قال لك أحدٌ: “هذا ذُبِحَ لوثن” لا تأكل منه رغم استنارتك لئلا تُعثر الآخر.

 “كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي” هذه طريقة تفكير المؤمنين الذين يعيشون في الدرجة الدنيئة والقليلة. يسألون ويُجِبون أنفسهم؛ “هل مِن الخطأ أنْ أشاهد أفلامًا أو مباريات لكرة القدم؟ بالطبع لا!” نعم ليس خطأ أنْ تسمع، ولكن ماذا عن المستوى الأعلى؟ هل هذا يوافق؟ والمعنى لكلمة يوافق أنْ يتماشى مع النظام الإلهي الذي وُضِعْتَ فيه.

 عندما تشاهد هذه الأشياء، أسال نفسك: “هل هذا يتماشى مع النظام الإلهي الذي وضعني الله فيه؟ أم هذه الأمور تأخذ وقتي ولا تجعلني أدرس الكلمة؟ تحتاج أنْ تجتهد وتختار أمورًا مُعيّنة وتمنع نفسك مِن الخروج مع أصحابك في بعض الأحيان كي تأكل الكلمة، فليس خطأ أنْ تشاهد الأفلام لكن يوجد مستوى أعلى من ذلك.

 يرغب بعض الناس أنْ يجعلوا رُعاتهم يوافقون على ما يريدون، فيسألونهم: “ما الخطأ في معرفة مشاكل الآخرين، أليست كل الأشياء تحل!” إنْ أردت أنْ تحيا حياة مُؤثرة تترك فيها بصمة في حياة الآخرين وفي جيلك وفي العالم كله لابد أنْ تحيا هذه الحياة، لا تستيقظ في مواعيد متأخرة غير واضعٍ أعذارًا لنفسك مثل أنا لا أعرف أنْ أستيقظ مبكرًا.

 يسأل في بعض الأحيان الشخص: “هل مِن الخطأ أنْ أنام وقتًا طويلاً؟” إنْ كنت لا ترغب في تغيير نفسك، استمر في هذا! لكن إنْ أردت أنْ تحيا حياة عُليا حسب الدعوة التي دُعِيت لها؛ إذًا اخترْ الاختيارات الصحيحة.

 هل ما تشاهده سماويًّا ويشحنك بالكلمة أم يشحنك بأمور أخرى؟ ليس خطأ إنه مِن وقت لآخر تشاهد بعض الأمور والأخبار مثلاً لتأخذ نظرة عامة سطحيّة لِما يمر به العالم، ولكنني أتكلم لِمَن يلتمس العذر لنفسه باستمرار، وفي الغالب يكون السبب إنه فاقدُ الشهية للكلمة، تحتاج أنْ تفحص دوافعك.

 “لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي” أسال نفسك دائمًا: “هل أنا أُبنَى أم لا؟” لكي تعيش كما يحق للدعوة يجب أنْ تسلك بهذه المبادئ. تأتي كلمة يوافق في الأصل اليوناني أيضًا بمعنى أنك تسير مع مَن يحمل ذات الحمولة.

▪︎ كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلّط عليّ شيءٌ:

 “١٢«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ. ١٣ الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ.” (١ كورنثوس ٦: ١٢، ١٣).

 عندما نقول إنّ “الجسد للرب”، فهذا مقبول لنا لأنه صار هيكلاً للروح القدس، أما الشِقّ الآخر مِن الآية “الرَّبُّ لِلْجَسَدِ” فهو أعلى مِن مستوى فهمنا، ولكنه يعني أنّ الرب أعطى ذاته لجسدك، مثلما أعطيت جسدك له.

 يأتي لفظ “يَتَسَلَّطُ” المُستخدَم هنا في الأصل اليوناني exousiazō وهو قوة مُستمَدّة مِن شيء آخر مثل الكهرباء المُستمَدة مِن محطة الكهرباء لسبب عدم وجود مُولِّد في المكان، لذا فهي تعني أنك أنت مَن أعطيت ومنحتْ قوة لهذا الشيء جعله يتسلّط عليك، وهذا يختلف عن لفظ dunamis المذكور في (أعمال ٨:١) المُشتَق منها كلمة دينامو وديناميت والتي تعني قوة ذاتية؛ كما لو أنك تمتلك مُولِّد الكهرباء ذاته.

 “لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ” لا أُعطِي لشيء قوة فيتسلط عليَّ، فعندما يقول شخص ما “الخطية مُتسلِطة عليَّ ولا أستطيع إيقافها” فالحق الكتابي يشرح أنك أنت مَن أعطيتها الفرصة والقوة القهرية لكي تتسلط عليك. ليس لإبليس أي قوة عليك، لكنه يأخذ قوته مِن قلبك كما يقول سفر الأمثال:

 “فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.” (الأمثال ٤: ٢٣).

 إنْ دخل شيء خاطئ لقلبك سيأخذ حياة وقوة من قلبك، لذا تحتاج أنْ تفهم كيف يسير الإنسان، وبسبب هذا ستجد أنّ المؤمن عندما يسقط في خطية يصير أبشع مِن الخاطئ، ويتعجب المؤمن مِن ذاته عندما يفعل الخطية، ويقف في حيرة مِن أمره ويسأل: “لماذا أصبحت أبشع مِن الخاطئ في فِعْل الخطية؟!” ببساطة لأنه بداخلك، في روحك، قوة غير عادية، بالطبع هي لا تُنتِج أمرًا سلبيًا بل ما هو صحيحٌ فقط.

 “قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ.” (٢ تيموثاوس ٤: ٧).

 قال بولس الرسول إنه أكمل السعي، تستطيع أنت أيضًا مِن هنا أنْ تقول “إنني أكملت الدعوة العامة والخاصة” يستحيل أنْ تكمل دعوتك الخاصة دون إكمال العامة، دعوتك العامة هي أنْ تحيا الدعاوي العشر التي شرحتها منذ قليل، عندما تنشغل بهم ستجد أنك ارتفعت فوق مستوى الاستعباد للخطية، والحزازيات مِن الأشخاص ستنتهي.

 “٧ لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. ٨ بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ.” (فيلبي ٣: ٧، ٨).

 “حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً” فَكَّرَ بولس الرسول وقال لنفسه “مجدي وإنجازاتي وما أفرح به كله صفر، لكي أربح المسيح.

 “خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ… لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ”، هناك معادلة من المهم معرفتها ألا وهي: لا يمكن أنْ تربح المسيح ما لم تفقد ما هو مجدٌ في وجهة نظرك، أنا لا أتحدث عن شخص تاجر له مَتجرٌ ويأتيه خادمٌ قائلاً له: “الأيام ستنتهي، والرب قريبٌ فلماذا أنت فاتح مَتجرك؟” هم خدام رائعو القلب ولكنهم يدخلون للناس بمداخل خاطئة فيشعر الشعب أنهم يعملون في مشاريع شيطانية.

 يريدك الرب ناجحًا في شغلك وأن تتاجر بشكل رائع وتطوِّر مِن محل عملك، لكن دون أنْ يكون على حساب وقتك ومجهودك، قَلِّلْ من ساعات العمل -إنْ كان وقتك كله مُستهلَكًا في العمل ولا يتبقى وقتٌ للرب- والرب سيعطيك حكمةً ويجلب لك الزبائن في الساعات التي تحدّدها.

 أنْ تحسب كل شيء نفاية لا يعني أنْ تبيع ممتلكاتك وتنهي تجارتك، فعندما يكون الرب أولاً وهو محور حياتك وقتها ستّتخذ القرارات الصحيحة، هذا ما أردت التحدُّث عنه.

 

▪︎ عيشوا كما يحقّ للدعوة التي دُعيتم إليها:

 “٢٠ اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا. ٢١ دُعِيتَ (قبلت يسوع) وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرًّا فَاسْتَعْمِلْهَا (انتهز الفرصة) بِالْحَرِيِّ. ٢٢ لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ، فَهُوَ عَتِيقُ (حُرٌّ في) الرَّبِّ. كَذلِكَ أَيْضًا الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. ٢٣ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ. ٢٤ مَا دُعِيَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلْيَلْبَثْ فِي ذلِكَ مَعَ اللهِ. ” (١ كورنثوس ٧: ٢٠-٢٤).

 ليس لكونك قبلت يسوع ولديك حقوق في المسيح ومدعوٌ لتنال ميراثًا إذًا سيتم ترقيتك في العمل، فإن كنت مُنسجِمًا مع الروح القدس وفاهمًا الكلمة سيكون لديك حسابات أخرى مُختلِفة وسترى أنّ هذه الأشياء خسارة، لأنه إنْ نُلت الترقية ستنشغل أكثر، ولكن هذه “رفضك للترقية” ليست قاعدة مُطلَقة.

 لا تفعل مشاكل حينما تقبل يسوع فإن قبلت يسوع وأنت عبدٌ ابقَّ على حالك، وإن جاءتك الفرصة لتكون حُرًا انتهزها، لكن لا تصنع إزعاجًا وتقول “باسم يسوع أنا لست عبدًا لمديري في العمل” بل استمر حيث أنت، إذ تتعلق حُريتك بحالتك القلبية ومكانتك روحيًا، إلا إنْ كنت تراها أنت إنها عبودية.

 صنع كثيرُ مِمَّن قبلوا يسوع مشاكل عديدة مثل هذه إلى أن تمّ تصحيحهم من قِبَل الراعي، فالبعض منهم رفض الذهاب لعمله مرة أخرى بحجة أنا لن أقبل أنْ استمر في العمل تحت أشخاص، ومِن هنا يبتعد أهلك عن يسوع مُتعثِرين مما تفعله.

 اهدأ وافهم الحق الكتابي جيدًا، نعم لك ترقيات، لكن في وقت ما ستعتبرها خسارة، لأنه من الوارد أن تتولى مهامًا تجعلك في ارتباطات أكثر وتنشغل أكثر بالعمل فلا تستطيع إنهاء عملك قبل التاسعة مساءً في حين كنت تنهيه الساعة الخامسة مساءً ويتبقى وقتٌ تقضيه مع الكلمة، فمن الممكن أن تحسب زيادة الدخل وزيادة ساعات العمل خسارة مقابل قضاء وقت أكثر في دراسة الكلمة، قُل لا لهذه الترقية لأن عندك هدفًا واحدًا وهو يسوع.

 “٣٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. ٣٦ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ٣٧ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ ٣٨ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ (وهذا سيحدث قريبًا جدًا)” (مرقس ٨: ٣٥-٣٨).

 “مَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ” شُرِحَتْ هذه الكلمات وطُبِقَت بصورة ليست صحيحة، فهي لا تعني أنْ تضرب وتُقَطّع جسدك وتعذبه، أو تهين نفسك، فهذا بعيدٌ كل البُعد عَمّا قصده الرب، بل أنْ تضع كرامتك داخل يسوع إذ أنّ كرامتك وجسدك ومستقبلك لم يعودوا ملكك، وترتمي بالكامل عليه وتقول له أنا غير مُعجَب بذاتي، ولا مُمحوَّر حول نفسي، فشبعي ليس في إنجاز مهام أو نوال ترقية ما أو في إرضاء مجتمعي بأن أفعل ما يطلبونه مني.

 إنْ طلب الأهل منك تشغيل أغاني في يوم زفافك وأصرّوا على شيء لا يتناسب مع ما تؤمن به، فلا تقُل هذه ليلة في العمر، لأنك في هذه اللحظة أنت لا تهلك نفسك في المسيح؛ أي لا تضعها في المسيح. فهلاك النفس الحقيقي هو التخلي عن، والنزع، نزع نفسك مِن الخيوط العزيزة والغالية على قلبك.

 عندما تحيا بهذه الدعوة لن تكره أحدًا أو يكون لديك أعداء مِن طرفك حتى وإنْ كانت الناس تعاديك وتكرهك لأنك تحيا الدعوة العُليا التي هي أعلى مِن البشر وهي التي تنقذهم، ومِن هنا يأتي إليك أحدهم ويسألك: “لماذا أنت مُختلِفٌ عن الآخرين؟”

 في إحدى المرات كنتُ مُتغرِّبًا خارج مصر، وأقمتُ عند أشخاص كانوا يسخرون مِن الحق الكتابي، حتى إنهم أرادوا في أحد الليالي أنْ أبيت في الثلج خارجًا! كان يُقيم في ذات البيت شخصٌ سكيرٌ ومدمنٌ للمخدرات غير مؤمن، واثنان مِن الشباب اللذان يحضران اجتماعات الأحد والأربعاء طلبا منه أنْ يأتي معهما للكنيسة ولكن لم يستجب لهما، حتى إنني ذهبت إلى تلك الكنيسة ذات مرة فوجدت إنهم لا يقدمون تعليمًا كتابيًا فيها فبحثتُ عن كنيسة أخرى.

 ذات يوم وأنا أقرأ كتابي المقدس، جلس بجواري الشخص الخاطئ هذا وكان يشرب سيجارة، وسرعان ما اعتذر مني لكونه فعل هذا بجواري، لكنني قولت له: “خذّ راحتك فأنا لا أتضايق من شيء” فتعجّب بشدة وقال: “لماذا ظل فلان وفلان (الشابان المؤمنان اللذان أُقيم معهما) يُكسّرا في مجاديفي ويخبراني أنني سأذهب للجحيم لأنني أشرب المخدرات والخمور؟!” ثم اقترب مني أكثر وقال: “أخبرني عن يسوع هذا، فأنا أريد أنْ أعرفه” هللويا!

 تخيّل إنْ كنت تتعامل مع الآخرين وتقدّرهم، حينئذ ستلمس المحبة قلوبهم وتفيض منك بصورة تلقائية تجذبهم ليسوع دون أنْ تتكلّم، فلن تستطيع أنْ تُخلّصهم عبر أنْ تجعلهم يمتنعون عن الخطية بل أنْ يقبلوا يسوع، وفي هذه اللحظة ستنتهي الخطية من حياتهم ويتحررون بالكامل لأن منبع الخطية قد زال.

 ضع في الاعتبار هذا الأمر، كما سبق وشرحت في عظات “القيمة والمقدار” ويمكنك الرجوع لها إنّ حياتك تُقاس بما تعتبره وتعطيه قيمة وتنبهر به، فإنْ كنت تنبهر وتتأثر أو ويتعكّر مزاجك وتتغير في مواقف معينة لأن أحدهم قال عنك شيءٌ ما، في هذه الحالة أنت لم تهلك كرامتك، أي لم تضعها في يسوع، لم تخلص دائرة النفس لديك بصورة كاملة، انتبه! أنا لا أُعني خلاص روحك.

 إنْ كنت لازلت تحافظ على كرامتك بمجهودك، لن تعيش في هذه اللحظة حياة مُشبِعة، بل ستحيا حياة مُتعِبة ومُرّة، لكن عندما تسلك بالكلمة والدعوة الإلهية التي وضعها لك الرب سيأتي الاستقرار والشبع كما يقول الكتاب في الإنجيل بحسب يوحنا: “نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.(١ يوحنا ١٩:٤).

 تأتي هذه الآية في الأصل اليوناني؛ “نحن نحب لأن نظام الحب وُضِعَ فينا” فنستطيع أنْ نحب الله، ونحب أنفسنا بمعنى أنْ نقدّر ما صنعه يسوع فينا، ونحب الآخرين بهذا الحب، اعتدْ أنْ تسمع مدح الروح القدس لك، ليس فقط أمام كرسي المسيح، بل من هنا الروح القدس يشجعك، فالروح القدس يتحرك مثل ما كان يتحرك الرب يسوع ومدح الشاب الغني عندما قال له: “٢٠ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». ٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ…” (مرقس ١٠: ٢٠، ٢١).

 احترَمَ يسوع هذا الشاب لأنه يقدّر الكلمة، كذلك الروح القدس ينظر لك باحترام وأنت تقدّر الكلمة، اسمع هذا المدح داخلك، ربما تشعر في البداية بأنك تُؤلِف هذا المدح، لكن “لا” فهذا سلوك طبقًا للكلمة وسماع لمديح الرب لك. هذه هي الطاقة التي تجعلك تأكل الحياة أكلاً ولا تُؤكَل منها وتقول مع الكتاب في وجه تحدياتك: “هُمْ خُبْزُنَا” (العدد ١٤: ٩).

 إن اكتشفتْ هذا الحب وإنك مدعوٌ من الرب أن تحيا حياة عليا؛ ستحيا عاليًا فوق بُغضة هذا العالم ومشاكله، لم أقُل إنك لن تواجه هذه الأمور، بل إنك مدعوٌ لتغلب الحياة وتنتصر عليها.

 أخيرًا، عشْ كما يحق للدعوة التي دُعيت لها، واسأل نفسك دائمًا؛ “هل هذا الشيء يتوافق معي؟ أو يتسلط عليّ؟ هل يجعلني مُستعبَدًا له؟ فإن كان كذلك فلن أضع يدي فيه من الأساس.

 ليس خطأ أنْ تلعب ألعابًا (games)، لكن يصبح هذا خطأً عندما تُستعبَد لها وبالتكرار تصبح عادة، يمكنك الاستماع لسلسلة “كيف تخلق عادة“. كانت للرب يسوع عاداته الصحيحة كالصلاة والذهاب للمجمع وتعليم الجموع (مرقس ١٠: ١)، (لوقا ٤: ١٦).

 البعض الآخر لديه عادات سلبية يحذرنا الكتاب منها: غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.” (العبرانيين ١٠: ٢٥).

 هناك من لا يحضر اجتماعات الكنيسة، ضعْ ذلك في الاعتبار فالكتاب يقول كلما تعرف أنّ هذا اليوم يقترب ينبغي أنْ تزداد في سلوكك بالدعوة العُليا السماوية المُتفرِدة، فأنت تحيا ليس فقط لكي ترث بركة بل لتُخبر بفضائل مَن دعاك، كما
علمنا رجل الله الراعي كريس أنْ نختار سكننا أو شغلنا بالقريب مِن كنيسه حية.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$