القائمة إغلاق

Spirit of Power, Love & of Sound Mind – Part 2 روح القوة والمحبة والنصح – الجزء

  روح القوة والمحبة والنصح – الجزء 2

  • الخوف مشكلة وليس حلًا
  • الالتفات للكلمة هو الحل للخوف
  • حق كتابي ضخم
  • يوجد غضب وعصبية نتيجة الخوف
  • لا يخرج الخوف خارج أمرين
  • ثباتك الروحي يتوقف على أربعة أمور
  • اعبد الرب واكتشف محبته

الخوف مشكلة وليس حلًا

 “6 فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ، ‏٧لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ (الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.”(‏2 تيموثاوس1: 6 – 7).

يوجد فرق بين أن تطلب شيء وأن تُضرمه، فهو بداخلك ولكنك تشعله. روح الخوف يتضمن؛ الشك، التردد، القلق. الخوف هو روح وليس شيئًا بالفطرة، والتعامل معه ليس صعبًا بل يحتاج أن تفهم كيفية التحرك بطريقة صحيحة، إذًا هو طريقة تفكير.

يقول البعض إن الخوف يحميني ويجعلني أتحذر من الخطأ وإن هذا أفضل من أن أضع يدي في الشيء ولا أنجح، بينما يخبرنا الكتاب إن الخوف مشكلة وليس حلًا، فهو يعني إني لا أعرف الحل للشك والتردد والقلق.

 “24مَنْ يُقَاسِمْ سَارِقًا يُبْغِضْ نَفْسَهُ، يَسْمَعُ اللَّعْنَ وَلاَ يُقِرُّ. ‏25خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكًا (فخًا)، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ (يكون آمنًا).” (أمثال 29: 24 – 25)

 يعني هذا الشاهد أن الشخص الذي يتواطأ أو يتعاون مع سارق؛ يجعل حياته صعبة وبالتالي يكرهها ويصير عدو نفسه، هكذا الشخص الذي يسمع اللعن؛ أي يعرف أن الناس متضايقين مما حدث وهو عالم بالحقيقة ولا يتكلمها حيث أنه متعاون ويعرف السارق. لابد أن تدرك إن الخوف روح شرير، فهل أنت تعطيه اهتمام ومجال أم لا؟ يمثل الخوف مشكلة والحل هو أن تفهم مبادئ الكلمة وإلا فأنت تأخذ رجلك لهذا الفخ وتصير عدو نفسك.

 “22 وارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ، ‏23وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ، مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ.” (يهوذا1: 22 ،23)

وارْحَمُوا الْبَعْضَ” تعني ارحموا من هم متذبذبين أو مترددين أو الذين عندهم شكوك، فهؤلاء لديهم مشكلة إنهم يعيشون حياة مرارة وتعب، فرحمتك لهم هي أن توجههم وتوبخ هذه الشكوك وليس أن توبخ الشخص، وأن تتعامل مع الخوف وليس أن تترك الشخص دون توجيه.

“مُمَيِّزِينَ” أي ترحموا البعض وأنتم متزنين؛ فليس كل الأشخاص لهم نفس العلاج.

“خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ” لا تعني هذه الآية أن نخلص الناس عن طريق الترهيب والتخويف. خلاص البعض ليس عن طريق أن تخيفهم بل أن تتعامل بهيبة مع الأمر ولا تُنَجَس بخطيتهم بل تكون حذرًا على نفسك، فهنا تحذير ألا تُخيف الناس بل تساعدهم، فالخوف هو مدخل ضخم لإبليس، واحذر على نفسك لأن هؤلاء الناس ملوثين.

“خَلِّصُوا الْبَعْضَ” لا تعني أن البعض يخلص والآخر لا، بل أن هُناك من تحذرهم وآخرين تنتشلهم من النار.

“مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ” لا يتكلم هنا عن النار الأبدية بل النار التي يعيش فيها الشخص؛ فالخوف مرعب، ويستخدم لفظ من العهد القديم وهو أن تُخرج فرع شجرة مِن وسط النار وتطفئه، لذلك من الهام أن تُحافظ على نفسك فقد تكون خائفًا على كرامتك، ممتلكاتك، مستقبلك، ….. كلمة خوف هي نفس فصيلة الشك والتردد والقلق. ليس الأمر إنك شاهدت أفلامًا مرعبة؛ مع إنها مليئة بأرواح شريرة، لكن الخوف هو طريقة تفكير وأنت ليس لديك إجابات على هذه المخاوف.

 ٢٥لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ. ‏٢٦لَمْ أَطْمَئِنَّ وَلَمْ أَسْكُنْ وَلَمْ أَسْتَرِحْ، وَقَدْ جَاءَ الزُّجْرُ” (أيوب3: 25 – 26)

 يواجه البعض الخوف كما واجهه أيوب حيث إنه خاف قبل حدوث الشيء وبالفعل حدث له ما خاف منه. لا يتعلق الأمر بقدوم الفكرة إليك ولكن كيف تتعامل معها من خلال مدى معرفتك من الكلمة، حتى كلمة نوبات الخوف ونوبات القلق التي تُسمى أمراضًا نفسية، فهي لها إجابات من الكلمة.

الالتفات للكلمة هو الحل للخوف

 ٢٠اَلْحِكْمَةُ (كلمة الله) تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. ‏٢١تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ (مفترق الطرق)، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا‏ قَائِلَةً: ‏٢٢”إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ ‏٢٣ اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي. ‏٢٤”لأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ (رفض عمدي)، وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِي، ‏٢٥ بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي. ‏٢٦فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ ‏٢٧إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ، وَأَتَتْ بَلِيَّتُكُمْ كَالزَّوْبَعَةِ، إِذَا جَاءَتْ عَلَيْكُمْ شِدَّةٌ وَضِيقٌ. ‏٢٨حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي ‏٢٩لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا (كرهوا) الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ. ‏٣٠لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي. ‏٣١فَلِذلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ (يحصدون ما رسموه). ‏٣٢لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ، وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ. ‏٣٣أَمَّا الْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ الشَّرِّ”. (أمثال1: 20 – 32)

‏”٢٤لأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ، وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِي” دعاهم الله للتعليم ولكنهم رفضوا رفضًا عمديًا.

‏”٢٦فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ” لماذا يضحك الرب في هذه اللحظة؟ هل هو إله شماتة أو يبيع الإنسان سريعًا؟ لا، بل من يسلك بالخوف هو شخص اتحد مع إبليس، أما الرب فهو محبة وإبليس يسلك عكس المحبة.

 لا يكمن شعورك بالأمان في وجود نقود بالبنك ولا في وجود عمل دائم فغرض العمل هو توصيل الله للمجتمع وليس فقط أن آكل، لذلك لا تعتقد أن العمل هو القناة الوحيدة لدخلك، فأنت لا تعمل لكي تحضر المال أو تكفي معيشتك وحسب؛ لكن من أجل الوصول للناس وتحسين المجتمع. عليك أن تدرك أن اقتصادك سماوي، لذلك لا بد أن تذخر معرفة فأي مرة تواجه فيها مخاوف اعرف أنه لا توجد لديك معرفة كتابية كاملة في هذه الزاوية.

 قال بولس قال لتيموثاوس: “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ(الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ”(2تيموثاوس1: 7).

تكمن مشكلة الناس إنهم طوال الوقت ينتهرون الأرواح الشريرة ولا يفهمون أن عليهم سد هذه الخانات في حياتهم، فأنت تتعامل باقتناع مع هذه الأفكار وتتجاوب معها، لكن العلاج هو مواجهتها وفهم ما تقوله الكلمة عنها. وُضِع العالم في الشرير أي في يد إبليس فبالتالي طريقة تفكير إبليس هي المطبقة على العالم.

“٢٧إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ” نجد أن إبليس وجد مدخلًا وبدأ يدخل منه.

“٢٨حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي” شخص عند مفترق الطرق، والأحداث قوية في حياته، فهو يستيقظ مبكرًا ويُصلي، لكنه في حياته العادية لا يعطي انتباهًا للكلمة.

“٢٩لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ” كرهوا ذلك باختيارهم وعن عمد، “وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ” أي إنهم اختاروا شيئًا آخر.

“٣٢لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ” ما زرعه الشخص يحصده، وليس الرب هو من يفعل فهذا ليس قضاءً إلهيًا؛ مثل شخص قفز من الدور الخامس وقُتِل نتيجة الجاذبية، فقد خلق الله الجاذبية لكنه لم يقتل ذلك الشخص. “وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ” الراحة تعني الازدهار، والمال الذي من المفترض إنه للراحة وأمر جميل يتحول إلى مشكلة.

“٣٣أَمَّا الْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ الشَّرِّ” المقترب من الكلمة ويعرف الحق يسكن آمنًا مستقرًا ولديه ثقة ويكون في سلام وهدوء دون خوف أو شر. وُضِعَ العالم في الشرير لذلك طريقة تفكير إبليس هي التي يتحرك بها العالم.

 

حق كتابي ضخم

“فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.” ‏(أمثال8: 21)

 أنت ترث مِما تحبه فإن أحببت العالم سترث عدم استقرار العالم، وإن أحببت الروح القدس سترث استقرار الروح القدس، ففي الميراث أنت تأخذ شيئًا جاهزًا ولا تسعى أن تعمله أو تتعب فيه.

 قال الرب يسوع “لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ” لأن العالم وُضِع في الشرير بذلك ترث منه فتكون غير قابل للتعلم وتقبل أفكاره بسهولة، ولا تعلم أن العالم سيورثك الرعب والاضطراب الذي هو فيه بالفعل، وعندما تضطرب الأمور معك لأنك وارث من العالم، لا تعتقد أن الروح القدس سوف يحميك وأنت بعيد عنه.

 

 ١اَلسَّاكِنُ (وليس الزائر) فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. ‏٢أَقُولُ لِلرَّبِّ: “مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ “. ‏٣لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. ‏٤بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ (الكلمة ومبادئ الله). ‏٥لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَار، ‏٦وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ (هذه نتائج)ِ. ‏٧يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. ‏٨إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. ‏٩لأَنَّكَ قُلْتَ: “أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي”. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، ‏١٠لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. ‏١١لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. ‏١٢عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. ‏١٣عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. ‏١٤”لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي (شخصيتي). ‏١٥يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. ‏١٦مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي”(مزمور91: 1-16)

“١اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ” الساكن داخل هذا الإله عن طريق أن يأخذ فكره، فهو يرث الاستقرار إن أحب طرقه وكلامه، “فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.” ‏(أمثال8: 21)

 مثال؛ أوصل إبليس فِكرة للناس أن الورم الخبيث لا يُشفى، ومن لديها مشكلة في المِبيَض لا تستطيع الإنجاب وتحتاج لإجراء عملية جراحية، هذا هو العلم، أما الحق الكتابي فيقول إن هذه الأمور لا تمثل مشكلة وحتى عندما يكون الرجل عقيمَا يستطيع إنجاب نسلًا بطريقة إلهية، وهذا واضح في الكتاب المقدس بصور خارقة مثل ميلاد يسوع، فتوجد معجزات وعمل إلهي. إن كان العالم يبرهن استحالة كل ذلك علمياً لكن كلمة الله توضح شيئاً غير ذلك لأنها تعمل بقوانين تختلف عن العالم.

 تحرك دانيال وهو في جب الأسود بيقينية دون خوف من قوانين عالمية واستمر يُعلن حُبه لهذا الإله، وهذه هي طريقة تفكير فالكلمة تورثك الاستقرار وعدم الخوف وتستطيع أن تقول: “الرب مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ”(مزمور91: 2) وهذه هي الكلمة المنطوقة.

“لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَأي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُه مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي”(مزمور91: 3- 16)

 عندما يقرأ البعض أعداد هذا المزمور يتمنون أن يحدث هذا الكلام معهم، وهم لا يعلمون إنه نتيجة للكلمة المنطوقة التي قالها في العدد الثاني. ذكر موسى ألّا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار، لأنهم في وقت حروب وحيوانات مفترسة في الصحراء، أما في أيامنا هذه فلا تدع أي شيء يرعبك ويخيفك.

بعض ناس يعانون من الأرق أو الخوف فلا يستطيعون النوم ليلًا إلا عندما يغلبهم النوم، لكن هذا ليس نصيبك، فميراثك أن تعيش في سلام نتيجة الكلمة وليس بأن تطلب من أحد أن يصلي لك.

‏ “٣وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ (الوحدانية) الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.” (2كو11: 3). يقصد الرسول بولس هُنا أن لديه إنذار داخلي بوجود خطر عليهم، لكن ليس هذا سلوكًا بالخوف، فهو ليس من وسائل الله ولا الطريقة التي يسلك بها المؤمنون.

 “٨وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي”. (رؤيا21: 8)

الخائفون هم من أوائل من سيُلقون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت قبل الزناة والقاتلون والسحرة.. يخاف الناس من هذه الآية لأن الأمر لم يُحسَم بداخلهم.

يوجد غضب وعصبية نتيجة الخوف

“١لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، ‏٢فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. ‏٣اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. ‏٤وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. ‏٥سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي (يُحدِثها)، ‏٦وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. ‏٧انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ. ‏٨كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ، ‏٩لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. ‏١٠بَعْدَ قليلا يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. ‏١١أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ (ذهنهم غير مضطرب)”(مزمور37: 1 – 11)

 يخبرنا كاتب المزمور ألا تغر ولا تغضب من الأشرار الذين يجرون مكايد فيمن حولهم وحياتهم مليئة بالشر والتفاوت، فتجده مثلًا متهرب ضريبيًا لكن مبيعاته كثيرة، فتقول في نفسك لماذا ليست مبيعاتي مثله؟! ويجيبك الكتاب: لأنك تعلم نهاية هذا الشخص، وليس أن تتمني له الخسارة.

 أيضاً مثل النجاح في الامتحان هو نتيجة وليس بالتمني، فبدلًا مِن التفكير في إنه: لماذا يحدث ذلك؟ أين هذا الإله؟ يخبرك الكتاب اطمئن ولا تغضب، فهذا نتيجة للخوف، فقط أنظر بالصورة السليمة للأمور حسب الكلمة، وإن فعلت ذلك تجد هدوءًا وسلامًا في حياتك.

 إن فتشت وراء هؤلاء الأشرار الذين تراهم ناجحين، ستجدهم مثل الحشيش يُقطَعون سريعًا، فلا تستمر في قول: إن هذا الرجل لم يتعب في شيء ومزدهر، أما أنا المؤمن لست أملك ما يملكه.. لو إنك تدربت على هذه الأفكار ستجد نفسك مرتعبًا، فأنت لم تنظر للصورة السليمة لأنك خائف على وضعك أو تعيش في قلق.

 هذه هي مشكلة بعض المؤمنين إنهم لا يعرفون ماذا حدث لهم، فيعانون مِن السرحان والتشتيت أو يكونوا غير مشتعلين، فهم مثل جهاز الكمبيوتر المليء بأشياء كثيرة التي عطلته ولم تستطِع أن تخرج منه المعلومات المخزونة، وهنا يصبح المؤمن مشابًها للعالم.

 

لا يخرج الخوف خارج أمرين:

  • إنك لا تعرف الحق الكتابي للرد على هذه الأمور:

أنت لا تعلم لماذا لا يأتي المال بطريقة سريعة وأنت في بداية حياتك مع الرب وتكتشف إنك لم تزدهر، لكن هذا أمر طبيعي لأنك ما زلت تنمو، بينما إن حدث هذا بعد سنين مع الرب، تحتاج أن تستفسر لماذا التأخير. لذلك يجب أن تدرس كلمة الله باستفاضة وتستمر فيها بالصبر والمثابرة فتتحرك وتجد نتائج لأنك لم تر الصورة الخاطئة، لكن إن كنت تبطئ حركة إيمانك، أو إن كانت المحبة لا تغطي طريقة تفكيرك ستصبح خائفًا.

  • إنك تعرف الكلمة لكنك لا تأخذها داخلك وتطبقها.

 أنت تحتاج أن تقف بطريقة صحيحة مع نفسك لمعرفة أي طريقة تسير بها.

 “٤٦وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ ‏٤٧كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِه٤٨ يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. ‏٤٩وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ عَظِيمًا!” (لوقا 6: 46 – 49)

 ‏

 يخبرنا الرب يسوع هُنا عن شخصين لديهم معرفة ولكن أحدهما فقط هو من طبق الكلام أما الآخر فلم يُطبقه؛ مثل شخص يبني ويُعلي البناء دون أن يُعمق ويؤسس على الصخر (أي حفر حتى وصل للتربة الصلبة)، فعندما يواجه الاثنان نفس المشكلة؛ لن يسقط الأول، أما الثاني سيكون سقوطه عظيمًا.

 تطبيق هذا المثل أن يضع الشخص الكلمة في أعز مكان في قلبه، مثل أن تشتري جهازًا جديدًا غالي الثمن وتضعه بعيدًا في مكان عالٍ حتى لا يلعب به أطفالك. إن فعلت ذلك؛ انظر لحياتك ستجد الروعة، لكن إن كنت مضطربًا ولا تعرف كيف تتصرف، اعرف إنك لا تعيش الكلمة.

 عندما لا تعرف الحق الكتابي الذي يخص أمر مُعين لابُد أن تلجأ لشخص دارس الكلمة فيُعَرِفك الحق الكتابي الخاص بهذا الأمر، أما إن بحثت بمفردك فأنت تروي بذرة الخوف دون أن تدري. تحتاج الكنيسة أن تعرف أهمية القيادة الروحية (الرعاية)، فهذا هو الشخص الذي يستطيع مساعدتك.

 يقول البعض: “أنا غير مقتنع أن يكون هناك شخص يعلم عني كل شيء، لكن سأذهب لأحد لا يعرفني وأقول له صلِ لأجلي ولن أخبره بشيء، لأني لو أعلنت له ما أمرّ به سوف يستنتج ويقول لي أمورًا من عنده، لكني أريد شيئًا نقيًا من الرب. كل هذا خطأ.

ثباتك الروحي يتوقف على أربعة أمور:

1-أن تعرف هذا الإله.

2-أن تعرف من أنت، فلا تحتقر نفسك. إن لم تفعل ذلك؛ يمكنك أن تتخذ قرارات خاطئة مثل أن ترتبط بشخص غير مناسب لأنك تقول: “أنا لا استحق الارتباط بمؤمن أو مؤمنة لأني شخص سيِّئ”.

3-أن تعرف الكلمة التي تأكلها هل هي صحيحة أم خاطئة؟ ولا يجب أن تكون محمولًا بكل ريح تعليم، لأنه توجد تعاليم غير كتابية.

4-أن تعرف مَن تتبعهم لذلك يقول بولس لتيموثاوس: “وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّن تَعَلَّمْتَ”(2تيموثاوس3: 14) أي أن يعرف ما تعلمه ومِمَّن تعلم، فمن يتابعك روحيًا يرشدك للطرق الصحيحة.

 لا تحاول الهروب من مشكلة أنت خائف منها أو من أشخاص يطلبون منك أمورًا معينة -مثل أن يطلب منك والداك أن تتزوج بشخص معين- دورك أن تواجه الأمر من خلال الكلمة. ليس من الخطأ أن تنعزل روحيًا لكي تزيد من استنارتك وليس خوفاً أو هروبًا من الموقف أو أي مؤثرات، فحتى إن ذهبت إلى بلد أخرى أو شقة أخرى ستجد الناس كما هم بأفكارهم حولك

أو تطاردك الأحلام لأنك خائف. عليك ألّا تضع للأفكار أية مكانة داخلك أو تتمسك بها مثلما قال السيد المسيح للشاب الغني إنه يهتم بالمال ويضع له مكانة في قلبه.

 علاج الخوف هو أن تدرك محبة الله بعمق وتعرف من أنت في المسيح. هناك من يفسر أن البشر يأتيهم اكتئاب نتيجة لدوام النهار لعدة أيام في بعض مناطق العالم عند القطبين، واستمرار الليل لأيام متتالية فيصاب الناس باكتئاب لعدم وجود نور، لكن عند معرفة الحق الكتابي تجد أن هذا الأمر لم يعد له تأثير عليك. يكشف الروح القدس لك ذلك من خلال دراستك للكلمة، فإن درستها جيداً سيعلن لك عن مبادئه وإلا سيحاول إبليس أن يملأ ما لم تملأه الكلمة في قلبك.

 “١٧وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ (البر) سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ.”‏ (اشعياء32: 17)

البر: هو كيف تفعل الصواب الذي به تثبت في كل ما تفعل ويكون نتيجته سلام داخلي وخارجي وثقة ويقينية إلى الأبد، هذا نتيجة فهمك من أنت في المسيح. “لأَنَّ الْكُرْسِيَّ يُثَبَّتُ بِالْبِرِّ”(أمثال16: 12) بالبر يثبت الكرسي أي طريقة التفكير السليمة، فالله ذاته أساس كرسيه البر، ويتقدم البر أمام وجهه أي يشع حوله، لذلك عندما تجلس لتتحدث مع آخرين تجدهم استراحوا بوجودك وكلامك معهم ويتحررون من مشاكلهم.

 قال الرب يسوع: “مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ”(يوحنا8: 12) بمعنى لا يوجد غموض مع الرب وتنتهي معه جملة “لا أعلم لا أفهم”، وستجد نفسك عارفًا كيف تتصرف في مواقف حياتك وتخلص نفسك من المشاكل.

 “٦فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ.” (اشعياء33: 6)

ترجمة أخرى؛ ويكون هناك استقرار، كثرة خلاص، حلول كثيرة جدًا نتيجة الحكمة والمعرفة، وتكون النتيجة أنك تعبد الرب بانطلاق وتتحول حياتك من انشغالك بنفسك إلى المشغولية بالرب لأنه أخرجك من الظلمة – أي الأفكار الخاطئة والاضطراب- وظلال الموت. المشكلة الرئيسية عند البعض هي اعتقاده أن هذه الأفكار تُنتَج منه.

 قال بولس الرسول لتيموثاوس: “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ (الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ”(2تيموثاوس1: 7) ليس المقصود الروح القدس بمفرده بل هو سبيكة الروح الإنسانية مع الروح القدس. مِن هنا لابد أن تدرك من أنت في المسيح.

 “١٨أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ. ‏١٩أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَكَالظَّلاَمِ. لاَ يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ.” (أم4: 18 – 19)

يقع الشرير ولا يعلم لماذا وقع، لأنه بنى حياته على مفاهيم عادية ويتفق معه الكل، أما الصديق فهو يعرف كيف يحل المشكلة.

 

 “٢٤خَوْفُ الشِّرِّيرِ هُوَ يَأْتِيهِ، وَشَهْوَةُ الصِّدِّيقِينَ تُمْنَحُ”(أمثال10: 24)

ما يخاف منه الشرير هو ما سيأتي له، أما البار فهو لا يشتهي شيئًا خاطئًا. إن اكتشفت من أنت في المسيح ستدرك أن

طبيعتك الداخلية رائعة حتى لو مازلت تنمو وتكبر، لأنها طبيعة الله.

 “١اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ(أمثال28: 1)

 يخاف الشرير دون أسباب، أما أنت فلا تخف ولا تندم، فقد خلصنا الله من الندم وجعلنا بلا لوم، ولا يعني هذا أن تستبيح لكن لكي يضع الله شخصيته فيك وتصير الصورة الخاصة به على الأرض، وهذه هي حميمية العلاقة معه. “الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ.” (الأمثال ١٣: ١٢)

 “أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ” أي أما البار فجريء كالأسد. ستكتشف أنك لست وحدك فالروح القدس يحملك على جناح النسر. شعورك بالأمان يكون من خلال الحكمة والمعرفة، وبعدها تصل لمستويات أعلى مثل أن تحصل على شفائك وتدرك الحماية الإلهية ولا تقترب ضربة من خيمتك لأنك في حماية دائمة. هناك مرحلة أنك تقاوم الأمر ومرحلة أعلى إنها لا تقترب إليك. شعب الرب أراحه الله من كل جهة في وقت من الأوقات.

 “٢٦عَيْنٌ مُكَدَّرَةٌ وَيَنْبُوعٌ فَاسِدٌ، الصِّدِّيقُ الْمُنْحَنِي أَمَامَ الشِّرِّيرِ”(أمثال25: 26)

ترجمة أخرى: مثل الينبوع الملوث بالطين، هكذا البار الذي ينحني للشرير ويخاف منه… ينبوع فاسد أو ملوث البار الذي يتنازل عن مبادئه وكماله أمام الشرير، مثل الخوف من شخص يؤدي إلى الكذب.

 “٢٦فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ”(أمثال 14: 26)

“مَخَافَةِ” تعني عبادة الله بتقدير واحترام وهيبة، فعندما تدخل في علاقة حية معه وتعبده بكل قلبك تجد حياتك امتلأت بثقة وقوة وجرأة إيمان وليس خوف. تأتي العبادة عندما تفهم من أنت في المسيح، فتجد حياتك في استقرار غريب.

 “١١وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسْطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. ‏١٢وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ‏١٣وَرَفَعوُا صَوْتًا قَائِلِينَ: “يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا!”.‏١٤فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: “اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ”. وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا (فعل إيماني). ‏١٥فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ (شكر الرب بصوت عظيم)، ‏١٦وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ (عبده) شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا.” (لوقا 17: 11 – 16)

اعبد الرب واكتشف محبته

 عندما تتلامس مع الرب تعبده بثقة مِن داخلك، فعندما تحبه أنت تكشف ذاتك له عن طريق الكلام، فمثلا إن وُجِدَ اثنين مرتبطين لكنهما لا يتكلمان مع بعضهما، فلن يستطيعا اكتشاف أحدهما الآخر. هذا ما حدث في مثل العذارى الجاهلات عندما قال العريس لهن: “إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ”(متى25: 12) فالرب يريد أن يعرفك عن طريق أن تكشف له ذاتك عن رغبة، فهذه هي العبادة أن تعبر له عما بداخلك وتنتبه له وتقدره وترفض الأفكار التي تُلقى عليك التي تقول مثلًا: انزل يديك.. لا يجب أن تنبهر به.

 لا يصح أن يجلس أحد صامتًا في العبادة، الكل في هيكله قائل مجدًا، عبِّر عن امتنانك للرب والحق الكتابي بكلماتك. حينما تكتشف من أنت في المسيح ينتهي الخوف.

“١٦وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ (يتواصل) فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. ‏١٧بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا. ‏١٨لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ.” (1يوحنا4: 16 – 18)

س/ ما الذي يجعلك تثق في يوم العرش الأبيض العظيم وهو يوم له رهبة غير عادية؟

ج/ هو معرفتك لِما أنت عليه الآن “لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا”(1يوحنا4: 17) أي أصبحت مثل يسوع، وهذا يعطيك ثقة وجرأة منذ الآن، قد يقول الناس عنك إنك متكبر لأنهم يتحركون بمشاعرهم بأنهم ضعفاء مثل العالم، لكن أنت عندما تحبه ستصير مثله.

لكي تُحب الرب يجب أن تعرف فكره ومبادئه من الكلمة ولا تهتم بما يقوله العالم، وانتبه لأن الخوف فخ من إبليس. عليك أن تدرك أن نفس طبيعة الله صارت بداخلك وأن إبليس انتهي بالنسبة للمؤمنين وليس له مكان، لذلك تعامل مع الخوف كعدو.

 “لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ”(1يوحنا4: 18). المحبة الكاملة أي الناضجة، أنت تعبد وتقول له أنا أحبك وأقدرك رغم إنه ما زال يوجد خوف، لكنك فهمت الطريقة، فأنت يجب أن تهرب من هذه الأفكار ولا تتأقلم عليها أو تعتقد إنها جميلة، فالخوف فخ (مصيدة).

مثلًا: إن كنت تخاف مِن الوحدة، انتبه للكلمة ستجد فيها الحل لهذا الأمر، فأنت لم تعد بمفردك لكن الروح القدس يسكن فيك وهذا كلام حقيقي.لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ”(1يوحنا4: 18). “ارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ”(يهوذا1: 22)، ارحموا البعض أي تعطونهم حلًا لأنهم معذبين، وهذه هي المحبة أن تقول له: أنت لديك الحل بداخلك. إن كنت تعاني من الخوف ارجع للحق الكتابي، اعبد الرب مِن كل قلبك وقل له: أنا أحبك وأقدرك، فتكون محفوظ في سلام السلام (شالوم الشالوم) بكل معانيه؛ في الحماية والصحة والسلام.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$