القائمة إغلاق

Victorious Church In A Troubled World كنيسة منتصرة في عالم مضطرب 4

العظة على فيس بوك اضغط هنا

العظة مكتوبة 

▪︎ لماذا توجد معاناة في حياة البعض؟!

  1. نقص المعرفة، والمعرفة الخطأ.
  2. السلوك بالطبيعة البشرية وليس بالروح.
  3. الشراكة سلاح ذو حدين.

▪︎ لا ترفض التصحيح.

يجب أنْ تكون كلمة الله هي وحدها ما تتحرك لها مشاعرك.

▪︎ التأمل فيما صنعه الرب معك يجعلك تنتصر فيما هو آتٍ.

 أصبحت الناس في أواخر الأيام في حالة من الحيرة ولكن يوضح الروح القدس أنّ الكنيسة تسير في المعرفة والنور، ومِن المعروف أنّ الكنيسة المنتصرة تعني الأشخاص المُنتصِرين الذين يُكَوّنون الكنيسة.

 سنتكلم اليوم مِن زاوية أخرى هامة وهي لماذا يوجد أشخاص تعاني في الكنيسة وهم مولودون ثانيةً، مما أعطى انطباع أنّ الكنيسة مليئة بالهزيمة؟!

 هناك فرق بين أنْ تواجه المشاكل وبين أنك قادر عليها وتقودها. فكل الكنيسة تتعرض للمشاكل فهل يعني هذا أنها مهزومة؟! بالطبع لا، فهي منتصرة وليس مِن الطبيعي أنْ يَعبُر الشخص في موقفٍ ما ويُهزَم منه، فيجب أنْ نحدد الأسباب حتى لا تتكرر هذه الهزيمة.

 لابد أنْ تأخذ ردَّ فعل روحيًا صارمًا وقت المشكلة وليس أنْ تبحث عن “مِن أين أتت هذه المشكلة؟” أنه وقت إنقاذ وليس وقت طرح أسئلة! فإنْ حدث حريق في المنزل، فالوقت ليس مناسبًا أنْ تبحث مِن أين أتى هذا الحريق! ولكنه وقت لتقوم بإطفاء هذه النيران وبعد ذلك تبحث عن سبب حدوثه.

 ليس جيدًا أنْ تلجأ لمعرفة الرب وقت المشكلة بالرغم مِن أننا نجد هذا يحدث كثيرًا، ولكنّ الله لا يكلمنا فقط وقت المشكلة، بل يتعامل معك أيضًا وقت راحتك حيث لا توجد مشاكل حولك ومعك.

“٢١ تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ. هذَا طَرِيقُكِ مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي. ٢٢ كُلُّ رُعَاتِكِ تَرْعَاهُمُ الرِّيحُ، وَمُحِبُّوكِ يَذْهَبُونَ إِلَى السَّبْيِ. فَحِينَئِذٍ تَخْزَيْنَ وَتَخْجَلِينَ لأَجْلِ كُلِّ شَرِّكِ.” (إرميا ٢٢: ٢١، ٢٢).

 شرحت سابقا أنّ هناك أشخاصًا تأتي بالمشاكل لحياتها، ومعنى “تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ“؛ يشير إلى الوقت الذي لا توجد فيه مشاكل في الحياة، إذًا لا يتكلم الرب في الأزمات، بل يُفضِّل أنْ تستمع إليه وأنت في حالة الاسترخاء والراحة.

 نجد الكثير مِن الأشخاص تطلب وقت المرض أو الامتحان الصلاة مِن الآخرين، ولكن لماذا لا نصلي قبل ذلك حتى تنقاد بالروح في هذا الأمر فتعبر بنجاح؟! مما أدّى إننا لا نفهم المعجزات بطريقة صحيحة، فنعتقد إنْ لم تحدث المعجزة في التو والحال، فهذه ليست معجزة ومِن المحتمل أنْ يؤكد ذلك ما نسمعه مِن اختبارات عن معجزة حدثت في الحال.

 “كُلُّ رُعَاتِكِ تَرْعَاهُمُ الرِّيحُ، وَمُحِبُّوكِ يَذْهَبُونَ إِلَى السَّبْيِ. فَحِينَئِذٍ تَخْزَيْنَ وَتَخْجَلِينَ لأَجْلِ كُلِّ شَرِّكِ.” (إرميا ٢٢: ٢٢).

 لم يُرسَم لنا الخزي والخجل، تذكر ما يقوله الكتاب عن الشخص الذي يؤمن بالرب؛ “لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى»(رومية ١٠: ١١) لماذا إذًا نجد أشخاصًا تَخزى؟ لأنها لا تسمع للرب في وقت راحتها!

 علي سبيل المثال نجد أشخاصًا يطلبون صلاة ويلجئون للرب عندما يتعرضون لموقف أو مشكلة، وهذا دليل علي أنهم لم يخزنوا الكلمة بطريقة صحيحة في وقت راحتهم وهذا هو بداية الخيط. ليس ذنب الرب أو عيب الكلمة أنك تواجه الكثير مِن المشاكل. لذلك نجد أنّ الرب وبَّخ أكثر مِن مرة الرعاة الذين يطعمون آخرين، فالطبيعي أنْ يسعفك الرب ولكن لا تعتمد على ذلك طوال الوقت، بل خَزِّن المعرفة في داخلك.

 

▪︎ لماذا يعاني المؤمنون على الأرض؟

1-نقص وعدم المعرفة:

 وضحت سابقًا عن نقص المعرفة أو المعرفة الخطأ، فنجد أنّ المعرفة الخطأ أكثر خطورةً مِن نقص المعرفة. المعرفة الخطأ: هي عبارة عن أنك يجب أنْ تقوم بوظيفة معينة ولكن أنت لا تفعلها، فنحن علينا دور فلذلك عندما يختلط دورنا مع دور الله ستكون في خطر.

 تكتشف أنّ دور الرب هو إزالة كل همومك، ولكن هناك دور عليك أنت وهو أنْ تأخذ وقتك مع الكلمة، أو بمعني أنك تتخيل الشيء في الكلمة وبالتالي تجد الكلمة تَزرَع أفكارها بداخلك.

 مِن ضمن أعراض الاستقرار الروحي هو أنْ يتم إلغاء التفكير البشري واستبداله بالتفكير الإلهي، نجاح الروح القدس في حياتك هو أنْ تُفكر تجاه أي شيء بصورة إلهية وليست بشرية، فيبدو لك وكأن مخك ولكن الهدف من هذا أنْ يصل ذهنك لمرحلة تفكير مِثل الكلمة تجاه المواقف والأحداث، وهي ستجعل مخك يعمل بطريقة صحيحة، وهذا لأن نظام (مبادئ تفكيرك البشرية) هو الذي سَيُلغَي وليس المخ الحرفي.

 لا توجد احتمالية أنْ يعمل تفكيرك البشري مع أفكار الروح القدس، ولذلك يتحتم أنْ يتم استبدال أفكارك ومبادئ العالم بمبادئ الكلمة وذلك بفعل الروح القدس.

“٣ بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ، ٤ وَبِالْمَعْرِفَةِ تَمْتَلِئُ الْمَخَادِعُ مِنْ كُلِّ ثَرْوَةٍ كَرِيمَةٍ وَنَفِيسَةٍ ٥ اَلرَّجُلُ الْحَكِيمُ فِي عِزّ، وَذُو الْمَعْرِفَةِ مُتَشَدِّدُ الْقُوَّةِ ٦ لأَنَّكَ بِالتَّدَابِيرِ تَعْمَلُ حَرْبَكَ، وَالْخَلاَصُ بِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ اَلْحِكَمُ عَالِيَةٌ عَنِ الأَحْمَقِ. لاَ يَفْتَحْ فَمَهُ فِي الْبَابِ ٨ اَلْمُتَفَكِّرُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ يُدْعَى مُفْسِدًا ٩ فِكْرُ الْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ، وَمَكْرَهَةُ النَّاسِ الْمُسْتَهْزِئُ ١٠ إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ.” (الأمثال ٢٤: ٣-١٠).

 “اَلرَّجُلُ الْحَكِيمُ فِي عِزّ”: أي إنه قوي. تُقاس قوة الشخص بالمعرفة! يهتم الرب ببداية الشيء وبتكميله.

 “لأَنَّكَ بِالتَّدَابِيرِ تَعْمَلُ حَرْبَكَ، وَالْخَلاَصُ بِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ”: أساء الكثيرون فَهْم هذا الشاهد، مما جعلهم يستشيرون عددًا كبيرًا مِن الناس حتى يأخذون ويتأكدون مِن قرارهم، أو بمعنى أنْ يأخذ الشخص قراره برأي الأغلبية، ولكن هذا ليس دقيقًا لأن كلمة ” الْمُشِيرِينَ” التي قصدها سليمان هي عن المشيرين الذين كان يستدعيهم، مثل مستشار الجيش أو الاقتصاد، وليس بمعني كثرة الآراء كما اختلط الأمر عند البعض.

 “بِالتَّدَابِيرِ” تعني كثرة المعلومات لدى الملك، فهو هنا يتحدث عن أورشليم، مع العلم إنْ قال نبيٌّ شيئًا ما كان يُؤخَذ بكلامه حتى وإنْ كان عكس ما قاله المُشيرين.

 “لاَ يَفْتَحْ فَمَهُ فِي الْبَابِ”: تعني الجلوس مع الحكماء

 “إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ”: تعني إنْ ضعفت في يوم المشكلة؛ فأدرك أنك كنت ضعيفًا سابقًا، وفي وقت المشكلة ظهر ضعفك، وليست أنّ المشكلة هي السبب، ولكنك كنت ضعيفًا مِن قَبل.

 “بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ”: يقول الكتاب أنّ القوة مُرتبطة بالمعرفة، حيث تؤدي عدم المعرفة أو المعرفة غير المُكتمِلة إلى ضعف الأشخاص.

  • لا ترفض التصحيح:

 أريدك أنْ تكون صادقًا مع ذاتك وتكتشف نفسك لأنه شيء لابد منه، ربما تكون مُتميزًا في شيء ما وفي شيء آخر لا، ربما تكون على صواب في أمر ما ومُخطئ في أمر آخر، فلابد أنْ تسمع للكلمة التي تُصَحِّحَك ولا تغتاظ مِن المعرفة.

“الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ”. (الأمثال ١٨: ١).

 يغتاظ الشخص الذي يضبط قلبه على شيء معين ويثور عندما يسمع رأيًا مُضادًا لأنه ضبط قلبه عليه؛ فينعزل ويغتاظ مِن المشورة. هناك أشخاص تُظهِر استعدادها للتعلُّم ولكن عندما يأتي وقت التصحيح تجد صلابة في قلوبها تجاه بعض الزوايا.

  • نقص المعرفة:

“وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ”. (الخروج ٦: ٣).

 “الْقَادِرُ“؛ أي “ايل شداي” وهو المفتول العضلات أو كلي القدرة.

 لنتسع في شرح هذا المبدأ؛ ظهر الرب في ذلك الوقت لشعبه ك “القادر” ولكن لم يُعلَن لهم أو يَظْهَر باسم “يهوه” الذي يُعني يعمل بلا حدود أو المطلق، ويعمل ما وعد به، فشعب الرب عرفوه بزاوية واحدة ولكنهم غير مُستنيرين في الزوايا الأخرى رغم أنّ اسم “يهوه” استخدمه الآباء، ولكن موسي استنار وعرف الرب بطريقه مختلفة وهذا لأنه وصل لمستوي روحي أعلى.

 نستطيع القول إنّ كل مستوى روحي ووقفة روحية مارستْ إيمانك فيها دون أنْ تجد نتائج؛ فأنت تحتاج إلى معرفة واستنارة أكثر في مستوى روحي أعلى ولكن مع الحذر ألا تحذف ما استنرت فيه سابقًا مثلما فعل موسي وظل يلهج بالقدير.

 “اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ” (مزمور ٩١ :١). فلم يقُل إنه اكتشف أمرًا كتابيًا أكثر عمقًا مِن إبراهيم وإسحاق ويعقوب (الأبائيات) وتكبّر، ولكنه تحرك بنفس النور؛ لذلك، أي موقف تقف فيه ولا تجد أي نتائج فأنت تحتاج إلي إيمان واستنارة أكثر.

 العلاج لهذه النقطة هو أنْ تجلس أمام الحق الكتابي والروح القدس وتدرس الكلمة وتأكد أنّ الروح القدس سيفتح عينيك على الكثير مِن الأمور.

2– السلوك بالبشرية وليس بالروح:

  • هناك فرقٌ بين أفكار النفس والروح:

 يتذكر المعظم الخطية عندما نذكر لفظ “الجسد” ولكن السلوك بالجسد هو السلوك بالمشاعر والأحاسيس، والمولود مِن الله لا يجب أنْ يسلك بالجسد لأنه عندما يسلك في هذا المجال؛ يصبح في مرمى إبليس، ويحدث هذا عندما تشعر بعدم الرغبة في الصلاة أو لا تشعر باللذة بالرب أو عندما تقرأ الكتاب، فحينما تصدق هذه المشاعر فأنت دخلت في دوائر شيطانية، حيث يقول الكتاب عن المشاعر بأنها (غرورٌ باطلٌ).

“اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ.” (كولوسي ٢: ٨).

 كلمة “غُرُورٍ بَاطِل” تعني “خدّاعة” فيبدأ إبليس بأن يخدعك ويعطيك مشاعر كاذبة، فيعطيك مشاعر رائعة حتى تشعر أنك على ما يُرام، ومرة أخرى يفعل العكس فتحيا مُتذبذِبًا، ولكن الروح القدس لم يتركنا لعدم فَهْم ذلك لأننا لا نجهل أفكاره.

 إنْ كنت لا تعرف الحق الكتابي ستبدأ بالسلوك ببشريتك، وإنْ كنت لا تسلك بروحك ستجد أنك مُتذبذِب في مشاعرك بين الحب والكره تجاه أحد الأشخاص، وتحبه حينما تجد مشاعر جيدة تجاهه، وتكرهه مرة أخرى حينما يسيء معاملتك.

 عندما تتوب عن خطية ما في الصلاة وتخرج تجد نفسك تسقط فيها مرة أخرى وهذا لأنك لم تَفصل الأمر مِن جذوره، فمازلت تعتقد كون الفكرة أتتْ لذهنك فهي نابعة منك أو تخصك، ولم تفصل بين أفكار روحك والأفكار التي طُرِحتْ على ذهنك، وهذا لأنك لم تجد شخصًا يعلي صوت روحك بداخلك.

 اعلم إنه كلما صليت بألسنة كثيرًا ودرست كلمة الله سيعلو صوت روحك المولودة مِن الله ويصبح قويًا، وهي ستخبرك بالكلام الصحيح؛ لأنها تحتوي على المبادئ السليمة حيث أنها مولودة مِن الكلمة.

 إنْ لم تُخزِّن معرفة كتابية بداخلك ستجد صعود وهبوط مُتكرِر في حياتك لأنك لم تجزم الأمر بداخلك، وهذا ما نجده في حياة بعض المؤمنين وهو الفشل المتكرر -لا يُفترَض أنْ نعاني مِن هذا- ولكنه يحدث بسبب عدم تخزين الكلمة؛ والعلاج هنا أنْ تسلك بروحك.

 إليك هذا المثال ليصبح المبدأ أكثر وضوحًا: إنْ أدركت أنّ محبة الله انسكبت في قلبك (رومية ٥:٥) وقررت عمدًا أنْ تسلك بروحك، مع فهمك لمبادئ المحبة؛ أنْ لا تسمح باستغلالك أو الاعتداء أو التدخل في شؤونك، سوف تستطيع أنْ تُطلِق المحبة مِن روحك رغم وجود أفكار تحارب ذهنك، ولكن إنْ لم تفهم ذلك ستعتقد أنّ أي فكرة تأتي لذهنك نابعة منك لأنك لم تفصل بين الروح والنفس والجسد.

 اعلَم أنّ النفس البشرية غير مُستقِرة فقد تحدث أمورٌ تجعلك فرحًا وأخرى تجعلك حزينًا، هذا ليس طبيعيًا، ولكنه لا يعني أنك مريضٌ نفسيٌّ، بل يعني أنك لم تجذب النفس البشرية ولم تربطها بمرساة النفس.

 تحتاج أنْ تقول “لا” للجسد وأنك لا تسلك بما تشعر به، فنجد الرب يسوع تحدث عن ذلك بصورة واضحة، وإنْ كنت تريد أنْ تعرف ذلك لنقرأ هذا الشاهد معًا.

  • اخضِع النفس البشرية تحت سلطان الروح:

“مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ (الطبيعة البشرية) يُهْلِكُهَا (يحطمها)، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ (حياة الله، زوي) أَبَدِيَّةٍ.” (يوحنا ١٢: ٢٥).

 الذي يسلك بحب تجاه أو يتجاوب مع أي شيء بشري، فهو للأسف يعاني، ومع أنك حافظت على طبيعتك البشرية إلا أنك جعلتها تتحطم؛ لأن هذه ليست طريقة التعامل الصحيحة.

 افحص أي مشاعر تأتي لك، اكتشف نفسك لماذا أنت سعيدٌ الآن؟! أو لماذا أنت تشعر بالضيق؟! فإنْ كان الأمر سببه أي شيء بشري أرضي؛ فأبحث في الكلمة بصدد هذا الأمر حتى يصبح خاضعًا للمبادئ الإلهية. فنحد أنّ الرب قال مبدئًا مضادًا لهذا: وهو مَن يبغض أو يضطهد أو يقف ضد النفس البشرية في هذا العالم يخضعها تحت حياة الله، وهذا ما كان يعنيه الرب في الشاهد السابق، وهذا سبب سقوط المؤمنين لأنهم لا يفهمون أنفسهم.

 ارجع لدراسة موضوع (البر) للفهم المستفيض في هذا الموضوع.

 تيّقن أنّ روحك يخرج منها فقط كل بر، فيجب أن تُدَرِّب نفسك على السلوك بالروح، عن طريق فَهْم والسلوك في أي أمر بمبادئ الكلمة.

إنْ عرفت مِن الكلمة أنّ بداخلك فرحًا، فلتقرر أنْ تسلك بذلك حتى وإنْ كنت لا تشعر بشيء، واعلم أنّ الأمر يأتي بالتدريب والممارسة، مع الوضع في الاعتبار أنّ إبليس لن يتوقف عن محاربتك، ولكن المشكلة ليست في وجود لصوص، بل عدم غلق باب بيتك بطريقة صحيحة، وبالتالي لا تستطيع أنْ تمنع ابليس لأنه لن ينتهي مِن الأرض إلا مِن خلال الكنيسة التي سوف تُنهي عليه مع الرب يسوع.

 تحتاج أنْ تسلك بكل حرص في العالم دون أنْ تتلوث بمبادئه ولا بأفكاره، عبر أنْ تضع مبادئك تحت مبادئ الكلمة (حياة الله). يجب أنْ تفهم وتعرف كيف تُدار مشاعرك حتى لا تكون مشاعرك متعلقة بشخص، أو ذكرى معينة، أو مكان ما، أو رائحة، وإنْ وجدت أمرًا كهذا لا تيأس ولا تستسلم بل صوِّبْ تفكيرك على الكلمة حتى تسيطر على مشاعرك!

 يجب أنْ تضع أمام عينيك أنّ الكلمة هي التي تُفرحَك أو تُحزنَك، فيوجد أمورٌ في الكلمة تجعلك تحزن مِثلما حَزِنَ الرب على أورشليم، لكن ليس كتابيًا أنْ تحزن وتبكي على حالك لأنه يعني الاستسلام للأمر.

فلنوضح أمرًا هامًا للغاية في هذه النقطة وهو:

أيهما أسبق أنْ يُعينك الرب فتعبر مِن المشكلة أم تواجه أنت المشكلة فتظهر قوة الرب معك؟!

 أنْ يُعينك الرب في المشكلة هذا غير كتابي، ولكنه حدث في العهد القديم عندما كان يعبر أحدهم في أمر ما، ويسرد حالته أو موقفه أمام الرب، فيعطيه قوةً لأن التعامل مع الإنسان كان مِن السماء للإنسان على الأرض، ولكن الآن أُعطِي الروح القدس لنا، أنت في داخلك المُساعِد.

 تخيل أنك ذهبت لعيادة دكتور وكنت تقف أمام الدكتور مباشرةً وتسأل أريد الدكتور! فهذه إهانة له، أليس كذلك؟! وهذا ما يفعله المؤمنون يطلبون الرب وهو بداخلهم وليس هو الحل أنْ تعرض وتسرد الحالة أمام الرب.

 يوجد حالات لسرد الحالة للرب كما في (أعمال الرسل ٤: ٢٩) وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ”

 لكن في هذه الحالة كما ذكرت سابقاً أنّ الرسل أو الكنيسة مازالوا في حالة من النضج وكانوا يسلكون بطريقة العهد القديم، فلا ننسى أنّ الكنيسة كانت في بدايتها.

 لنرجع مرة أخرى لسؤالنا السابق:

“٦ فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ (نُضطَهد) فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ (حل المشكلة)، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. ٧ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا ٨ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا ٩ لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ.” (٢ كورنثوس ١: ٦-٩).

 كلمة “تعزية” تعني: تدعيم، مُحماة، مُساعدة، إرشاد، تقوية. أما كلمة “صبر” فتعني: الوقوف علي أرضك بثبات أمام العيان المُضاد حتى تنتهي المشكلة.

 لنطرح سؤالاً هامًا، كيف أفَعِّل خلاص أو إنقاذ يسوع؟!

 يأتي العدد السادس في ترجمات أخرى على هذا النحو؛ “الخلاص والتعزيات التي تعمل حينما تمارسون الصبر”. صارت في داخلك القدرة، وأصبح يسوع حكمتك، فأضحى في داخلك الحلول؛ لذا يتركك الرب تتصرف.

 يعلمنا الرب هنا “أنْ نرفض الأمر ونقول له لا”. تذكر ما قاله الرب لموسى بعد مراحل كثيرة مِن النضوج؛ “فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا” (الخروج ١٤: ١٥)؛ أي لتفعل أنت الأمر بنفسك.

 يتضح لنا مِن العديدين الثامن والتاسع مِن (٢ كورنثوس ١) أنّ الرسول بولس لم يكن يتحرك مُعتمِدًا على ذاته أو بشريته، بل على قوة الرب، فكل شيء كان يحدث معه كان يعلمه سابقًا بقوة الروح القدس، وليس بتوقعاته، ويخبرنا أنه هو العامل وليس مُنتظِرًا الرب ليفعل له شيئًا أو يعطيه معونةً.

 كثيرًا ما سمعت في طفولتي أنّ الرب يعطي معونةً؛ أي إمداد، فنشأنا ننتظر الرب أنْ يعطينا شيئًا ويعمل كل شيء لنا، ولكن الآن صار لديك الروح القدس والحل يكمن في انفتاحك على قوته، عبر:

  • أنْ تفهم وتؤمن بالإمكانيات الإلهية.
  • أنْ تعرف أنّ لديك الإمكانيات.
  • أنْ تؤمن بها وتتحرك فيها وهذا بالتكلم بألسنه كثيرًا لتفهم أي أمر أو عقيدة.
  • انتبه أنّ الروح القدس لديه طرقه، ففكر كيف تسحب هذه القوة منه وهو بداخلك.

“١٤ بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٥ الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ ١٦ لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، ١٧ لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، ١٨ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ ٢٠ وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، (كيف؟) بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا (وليس في السماء)” (أفسس ٣: ١٤-٢٠).

 ارجع لسلسلة (بحسب القوة التي تعمل فيكم)

 تعمل القوة فينا على قدر إدراكنا مما يؤدي إلى الملء الكامل بالروح القدس، هناك أشخاص على الأرض استطاعوا أنْ يصلوا إلى هذا الحد مِن القوة. عندما تتعامل مع أي أمر مِن حولك، أَدْرِك أنّ لديك اليد العليا على الجسد والمشاعر والأفكار، لا يوجد ما يسمى بأنك لا تستطيع السيطرة على افكارك أو أحلامك.

 أنْ تبكي أمام الرب أو تجعل أشخاصًا تصلي وتضع يدها عليك ليس حلاً جذريًا، مِن المحتمل أنٍ يأتي بنتائج، ولكنه لن يدوم أثره.

 قيل لنا في طفولتنا في كل مرة نفشل فيها في إتمام أمر ما: “لا بد أنك فعلته بقوتك وليس بقوة الرب!” وهنا وُضِعَ السُم بالعسل! فما الفرق بين قوتك وقوة الرب؟! ألم تصيرا أنتما الاثنان واحدًا؟! أليس بطرس هو الذي بادر بالمشي على الماء ومِن ثم ظهرت قوة المشي على الماء (المعجزة) فالعلاج هنا: هو أنْ تسير بالإيمان وليس بمشاعرك.

 متى تنتهي هذه المشاجرة التي يعيشها المؤمنون وهي إنْ يتركوا جسدهم يُملي عليهم ما يفعلونه؟! ليكن لكلمة الرب وحدها السلطان عليك.

 أدْرِكْ هذا الأمر لأنه في غاية الأهمية وهو أنّ أي جو مشاعري تجد نفسك مفتوح أو مقفول فيه ما هو إلا قنوات توصيل الكلمة، فالأهم هي الكلمة التي تصل إليك، ولابد أنْ تصل لمرحلة يكون لها وحدها السلطان ومسموح لها أنْ تغيّر فيك وتؤثر وتهتز لها مشاعرك في داخلك، وتأكد حينما تصل لهذا المستوى ستجد أنك مُشتعِلٌ دائمًا بغض النظر عن الظروف أو الأشخاص المُحيطين بك، لتنظر إلى الرسول بولس -كمثال- كان مُشتعِلاً بالرب سواءً في السجن أو على متن السفينة!

 السلوك بالروح هو أنْ تسلك بما تقوله الكلمة مهما كانت المستجدات في الأمور، توجد مرحلة تحاول أنْ تسترجع فيها الكلمة إلى ذهنك في الموقف ولكن هناك مرحلة أخرى وهي أنْ تفكر في الكلمة بطريقة طبيعية.

 

3– الشراكة:

 لفظ “الشراكة” يعني في الأصل اليوناني “كوانونيا” أي أخذ وعطاء.

 توجد روابط تربطك بالعالم، احذر أنْ توصّلك هذه الروابط بالعالم! نحن نتعامل مع العالم سواء كان عبارة عن أشخاص أو أشياء أو حتى أماكن، ولكن هدفنا إنجاز شيء، وليس أنْ يعمل على توصيل أمور أخرى معه! وهنا تكمن المشكلة ومِن هنا سقط المؤمنون.

 مثال: إن كنت تتعامل مع شخص ما لشراء شيء منه، هذا طبيعي! ولكن ليس مِن الطبيعي أنْ تأخذ مِن طباعه لأنه قد يكون مُحَمَّلاً بأرواحٍ شريرة، لذلك تُعتَبر الشراكة أحد أسباب نكسة المؤمنين الذين يُفترَض أنْ يعيشوا في انتصار.

  • أنواع الشراكة:
  1. شراكة فكرية:

 يمكن أنْ تتأثر بأفكارك أو ذكرياتك، كما يوجد أشخاص يلقون بأرواح شريرة عليك دون أنْ تدري. هناك علاقات تؤثر على حياتك، فهي لا تُسننك بل تجعلك تلمان، مما يؤثر عليك مباشرة وعلى الأشخاص الذين حولك والذين تتعامل معهم في شغل أو في البيت.

وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ”. (يوحنا ١٧: ١٩).

 قال الرب يسوع: لأجلهم “التلاميذ” أقدس ذاتي؛ أي أخصص نفسي، لكي يكونوا هم مُقَدسين، ومِن هنا نفهم أنّ الذي تفعله سينعكس على الأشخاص الذين في مجال سلطانك، فإنْ كنت مُعانِدًا فستجد مَن تحت سلطانك مُعانِدين، والعكس صحيح إنْ كنت مُتضعًا سوف تجدهم مُتضعين، أدْرِكْ أنّ كل شيء مِن حولك مُرتبِط بعالم الروح.

“٣٨ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي، وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ»” (يوحنا ٨: ٣٨).

 حدثت مشاجرة بين اليهود والرب يسوع وأرادوا أنْ يرجموه لأنه قال: ” ٥٨…قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». ٥٩ فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ…” (يوحنا ٨: ٥٨، ٥٩) فقال لهم الرب: “أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ…” (يوحنا ٨: ٤٤) .

 الآن نحن نعلم أنّ الرب يسوع كان يصلي وما يراه مِن الآب يقوله ويفعله، أما هم كيهود متى تواصلوا مع إبليس ليروا أفعاله ويريدوا أنْ يطبقوها وقتلوا الرب! مما يوضح لنا أمرًا في غاية الأهمية وهو: أفكارهم التي سمحوا لها تدور في ذهنهم -أنْ يقتلوا الرب- كانت نتيجةً للشراكة مع إبليس! فالأفكار هي شراكة، مثل شراكة الابن مع الآب!

 كان الرب يسوع قادرًا أنْ يميّز أنّ هؤلاء الناس ضحية لتأثير إبليس عليهم، واستطاع أنْ يرى ما وراء كلماتهم!

 2-الشراكة في ذات الجسد:

“فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ (الرب) أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ.” (العبرانيين ٢: ١٤).

 كلمه الشراكة هنا: معناها مختلف لأن الرب اشترك في الجسد البشري ولكن لم يشترك في الخطية، فلذلك استطاع مِن خلال هذه الشراكة أنْ يكون قناة توصيل لإبادة الموت ولهذا السبب تَجَسّد، لم يكن ممكنًا أنْ يخلصنا مِن السماء، بل لابد أنْ يتدخل بصورة قانونية وشرعية في الأرض، كونك شريكًا مع أشخاص في زوايا معينة هل تستغل هذا في إعطاء يسوع لهم أم تستغله للأخذ فقط؟!

 مهما أردت أنْ تشتعل روحيًا ستظل مُنطفِئًا ما دُمت في شراكة مع أشخاص خاطئة، ولكن كن دائمًا في شراكة مع الروح القدس حتى تأخذ منه طباعه.

“٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟. ٣٥ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.” (يوحنا ١٠: ٣٤، ٣٥).

 اقتبس الرب كلامه هنا مِن مزمور ٨٢ حيث قال: ” ١ اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: ٢ «حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ… ٥ «لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.” (المزامير ٨٢: ١، ٢، ٥).

 مِن خلال تطابق الشواهد يتضح لنا أنه يتكلم عن شعب الله الذين أُعطِي لهم الوحي وفكر الله، فصاروا في نفس الشريحة الإلهية، وبقوله “تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.” يؤكد لنا أنه يتكلم عن أشخاص في الأرض!

 يمكننا أنْ نفهم مِن كلام الرب في يوحنا الإصحاح العاشر أنه كَوْن الله شارك الانسان بأفكاره فهو صار في ذات الشريحة الإلهية، يستطيع أنْ يتكلم مع الله!

 إنْ حدثت شراكة فكرية مع شخص ما؛ فأنت أصبحت في نفس مستواه وبنفس المنطلق إنْ أردت أنْ يصل أحدهم إلى مستوى أعلى روحيًا يجب أنْ تشاركه الكلمة ولا تكتفي بالصلاة فقط، هذا ما توضحه كلمة الرب أنّ لديك القدرة أنْ تأخذ أشخاصًا وترفعهم إلى مستوى أعلى، لذلك احذر شراكة الأشخاص الذين لديهم أفكار غير كتابية.

“٢٨ إِنَّهُمْ أُمَّةٌ عَدِيمَةُ الرَّأْيِ وَلاَ بَصِيرَةَ فِيهِمْ ٢٩ لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا بِهذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ ٣٠ كَيْفَ يَطْرُدُ وَاحِدٌ أَلْفًا، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ رَبْوَةً، لَوْلاَ أَنَّ صَخْرَهُمْ بَاعَهُمْ وَالرَّبَّ سَلَّمَهُمْ؟ ٣١ لأَنَّهُ لَيْسَ كَصَخْرِنَا صَخْرُهُمْ، وَلَوْ كَانَ أَعْدَاؤُنَا الْقُضَاةَ.” (التثنية ٣٢: ٢٨-٣١).

 هذه ترنيمة رتلها موسى في أواخر أيامه، موضِّحا فيها إنّ أمة شعب الله خالية مِن المشورة والفهم بالرغم مِن إنهم لديهم المشورة؛ “لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا بِهذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ” بمعنى إنْ تأملوا الانتصارات التي عبروا فيها قديمًا لاستطاعوا أنْ يروا الانتصارات القادمة.

 عندما تتأمل وتفكر فيما صنعه الرب معك سيؤدي بك إلى معرفة ما سيحدث وتفرح وتشتعل به، ضع هذا كمبدأ فكري هام تسلك به في حياتك: حتى وإنْ كان الموضوع صعبًا، اهجم عليه بالكلمة بتفكيرك، وابحث عن الكلمة في هذا الأمر وانطقها على حياتك سترى نفسك فقدت هذا الأمر وهذه هي مرحلة ثانية وستجد نفسك تصل الي مرحلة ثالثة وهي نهاية هذا بالانتصار.

 يعتقد البعض أنّ موسى النبي يتكلم في عددي ٣٠ و ٣١ عن شعب الله أنه سيطرد الواحد منهم ألفًا مِن الأعداء، ولكنه هنا يقول العكس مُتعجِبًا أنّ الأعداء سيطرد الواحد منهم ألفًا، واثنان ربوةً مِن شعب الله ويقولون كيف سلمهم الرب إلههم، وصخرنا ليس كصخرهم، ويوضح النبي موسى السبب وهو عدم تأملهم فيما صنعه الرب معهم.

 مع العلم أنه قيلت الكلمات عينها في أماكن أخرى، مثلاً: (اللاويين ٢٦: ٧، ٨) “٧ وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ ٨ يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً، وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ”.

العلاج لهذه النقطة:

  1. أدْرِك أنْ بداخلك الروح القدس، بداخلك الرصيد الالهي.
  2. لديك أمور كثيرة لتتأمل فيها، كونك حيًا حتى الآن فهي معجزة.
  3. اعرف بصمات الروح القدس في حياتك.
  4. اشتعل بالرب في يومك وفي عبادتك وذلك بتأملك بالذي صنعه والذي سوف يصنعه، فهو الملجأ الذي ينجي وسوف ينجي.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$