القائمة إغلاق

Victorious Church In A Troubled World كنيسة منتصرة في عالم مضطرب 5

العظة على فيس بوك اضغط هنا

كنيسة منتصرة في عالم مضطربالجزء 5

▪︎ يكلمِّك الرب في وقت راحتك.

▪︎ طريقة الخلاص تجاه العيان المُضاد.

▪︎ لا تقبل أفكار العالَم ولا تخضع لها.

▪︎ تدرَّب قبل أن تكون خادمًا.

▪︎ كن مُحترِسًا في الشراكة!

▪︎ تعمَّدْ أن تكره الشرّ.

▪︎ كلمة الله تجيب أسئلتك وتُنضجِّك.

▪︎ التعليم الكتابي الصحيح هو القطعة التي تربُط الأسلحة الروحية.

▪︎ كن مُنعزِلًا عن الشرّ الذي في العالم.

كانت الكنيسة في العهد القديم سِرًّا، وقد أُخفيت لحمايتها، مثلما حدث في إخفاء الرب يسوع حينما وُلِدَ، وأيضًا في إخفاء موسى، وهذا دليلٌ أن الروح القدس يتعامل باحترام لقوانين الأرض، لكن في الوقت نفسه يوجد عدوٌ مُتربِّصٌ، لذلك يجب على الإنسان نفسه أن يتحرّك بطرق إلهية للخروج من المكايد والفِخاخ الشيطانية.

تكلَّم دانيال عن رؤيته لحجر غير مقطوع بيد حَطَّمَ التمثال الذي هو الامبراطوريات التي كانت تحاول الوقوف ضدّ الله أي تحاول الوقوف ضد شعبه الذي كان ولازال في عهد معه، وأيضًا تقف ضدّ الكنيسة، فإبليس عدوٌ لكل من وما يخصّ الله. توجد عداوة ما بين إبليس والله، لذلك من المستحيل أن يستخدم الله عدوه ضد أولاده لكي يعلمهم دروسًا، فهذا عكس العقيدة الكتابية.

▪︎ يكلِّمك الرب في وقت راحتك:

“تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ.” (إرميا 22: 21).

يتكلَّم الروح القدس للإنسان في وقت راحته وليس فقط في حالة الاضطراب، نعم الرب يُسعفك سريعًا في وقت الاضطراب، لكن الوقت الأساسي الذي يتكلَّم فيه الله هو وقت الراحة وليس وقت المشكلة. لا ينتظر الروح القدس حدوث الأزمة، بل هو يُعِدّ الشخص قبل حدوثها، وهذا ما رأيناه في الرب حينما كان يسبق ويقول أمورًا قبل حدوثها، فهو كان مُستبِقًا للأحداث ومُبادِرًا بالإخبار.

أحد مصادر قوتك هو معرفتك ماذا تفعل إذا….؟ فمثلًا ماذا تفعل إن هُجِمْت بافتراءات من أشخاص في عملك أو هُجِمتَ بأعراض مرضية أو شعرت بانحدار روحي، يجب أن تفهم كيف ولماذا. هذا مثل أي شخص ليس لديه خبرة في أمر ما، فيُقال له انتظر حتى تأخذ خبرة، حتى لا تأخذ المشكلة مجراها بدلًا مِن أن تجد الحلّ لها.

يتكلَّم الروح القدس بالحلول، ويعطينا معلومات مُسبقة قبل دخولنا في أي تحديات. يتكلَّم الروح القدس بانتصارات للكنيسة، لكن للأسف يوجد أشخاص لا يضعون أنفسهم داخل البرنامج الإلهي، فمثلًا؛ صار الخلاص متاحًا للبشر لكن رغم ذلك يوجد من لا يضعون أنفسهم فيه.

لابد أن تُدرِك القوة الداخلية التي فيك، فإن أدركت أن بداخلك قوة فرح، لن تشكو أنك حزين وتصلي قائلًا: “تصرَّف أنت يارب!”، هذه لغة العهد القديم وليست لغة الجديد، لذلك لا تَحدُّث نتائج. يوجد بعض المُؤمِنين يستمرُّون على ذلك مدى حياتهم؛ لا ينضجون، فيصيرون مُستأسِرين تحت النَفْس البشرية صعودًا وهبوطًا.عليك أن تُدرِك من خلال الكلمة أن لديك فرحًا وانتصارًا داخليًّا، فعندما تضع معلومات الكلمة موضع التنفيذ، تظهر القوة.

▪︎ طريقة الخلاص تجاه العيان المُضاد:

“6فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. 7فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا.” (2 كورنثوس1 : 6).

“تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ” تأتي بمعنى التدعيم الداخلي وحلّ المشكلة، وهو يَظهر حينما تسلُك بثبات، أي تثبُت على موقفك بإيمان من أنت في المسيح، وأن تقف بصمود مُعتمِدًا على المبادئ والمعلومات التي أخذتها في الكلمة، فتظهر التعزية والخلاص وهو يخرُج من داخل المؤمن عندما يدرِّك ما بداخله من فرح وانتصار، ومِن ثَمّ تظهر القوة التي بداخلك وتغلب العيان المُضاد.

يشرح بولس الرسول طريقة خروج الخلاص والتعزية من داخلك تجاه العيان المُضاد ، مُوضِّحًا إنك أنت من تبادر أولًا وذلك لأن الرب قد بادر وأعطاك الروح القدس الذي يسكن بداخلك، يبقى أن تُدرِك ذلك وتسلُك بإيمان ضدّ العيان المُضاد.

“احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ” لفظ الاحتمال هنا يُعني الصبر أي ثباتي على موقفي ضد العيان المُضاد، فهو لا يعني أن نترك العيان الكاذِب ونعتاد عليه فهذا تعريف أهل العالم للصبر، ولكن الثبات على موقفك بإيمان مُعتمِدًا على مبادئ الكلمة يجعل الخلاص يَخرُج من داخلك.

نجد أن هذا ما فعله الرب يسوع في بستان جثسيماني عندما اِزداد ضغط العيان عليه، لم يستسلم بل ازداد هو أيضًا في الصلاة حتى نزل عرقه كقطرات دم، فعندما تجد عدم انسيابية أثناء الصلاة لا تستسلم بل ثقّ في الطبيعة الإلهية التي بداخلك ولا تُصدِّق المشاعر.

“مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ”. (يوحنا 7: 38).

الإيمان هو الحلّ لتجري من بطنك أنهار ماء حي، أما إذا صدَّقت إنك في حالة ضعف وجفاف روحي وبدأت تُصدِّق الأفكار التي تُدينك و تُفقِدك عزمك فأنت تُنفِّذ خطة إبليس، وهذا ما يريده إبليس، أن تُصدِّق مشاعرك لكي تستسلِّم، والحل هو أن تقف بثبات أمام تلك المشاعر ولا تعتبرها، فجميع المُؤمِنين يواجهون ذلك ولست أنت فقط، حتى أنك تجد بولس الرسول نفسه يقول: “أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ” (رومية 15: 30).

إن وجدت ذلك يَحدُّث معك، اعْلَمْ أن ورائه عالَم الروح، ويتضح هذا في الكتاب المقدس مِن ضربة الأبكار التي كان ورائها روح شرير، فإن كنا نعيش في تلك الأيام لاعتقدنا إنه مرض، فكثير من الأمراض في عصرنا الحالي ورائها أرواح شريرة، وهذا ما يوضّحه لنا الكتاب فهو لا يتكلَّم عن ملاك مُقدَّس لأن الموت لا يأتي من الله، ولكن فرعون فَتَحَ ثغرة يدخل منها إبليس على شعب مصر إلى أن أوصل بعصيانه الشعب كله لمرحلة معاناة.

يَمرّ المُؤمِنين في بعض الأوقات بموجة من الحروب الروحية قد تكون في منطقة معينة وقد تكون على كل العالم، وأحيانًا تكون الحروب الروحية مُتشابِهة ومن نفس النوع على المؤمنين، وهذا يدركه الخادم عندما تتشابهه نفس الشكوى من المِؤمنين، مثل وجود حالة من الإحباط على جميع المُؤمنين، لذلك يجب أن يأتي ثبات واستقرار نفسك من الكلمة وليس من الناس أو من مواقف الحياة.

تتغيّر حالة النَفْس البشرية غير المُنتبِهة للكلمة تبعًا لظروف ومواقف الحياة وما تسمعه من أقوال الناس، وهنا نسأل كيف تكون مُستقِرًّا وثابِتًا مُعتمِدًا على الكلمة وليس على بشريّتك؟ يحدُّث ذلك عندما تعتمد على الطبيعة الإلهية التي بداخلك. يعتقد الكثير مِن المؤمنين عندما يُصلُّون أنهم يفعلوا ذلك دون شغف ودون انسيابية، ولكن الحقيقة أنك تمارس جهادًا روحيًا، فروحك نشيطة بعكس جسدك المُتأثِر بعض الشيء، ولو صدقت جسدك ستعتقد أنك غير نشيط روحيًا.

▪︎ لا تقبل أفكار العالم ولا تخضع لها:

“9كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! 11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.” (1 كورنثوس 5 : 9).

لا يعني الرسول بولس في هذا الشاهد الكتابي أن تَخرُج من العالَم، فَمِن الطبيعي أن تتقابل مع جميع الناس، لكن ما يقصده هو عدم الاختلاط بأن تأخذ أفكاره وتقبلها وتخضع لها، فإذا نظرت لخلايا جسدك تجدها تحتوي على بوابات تسمح بدخول نوع معين من المواد داخل الخلية ولا تسمح بدخول مواد أخرى، لذلك في عِلم الأدوية يُحدد تأثير الأدوية على الجسم عند استعمالها، فهي قد تؤثر على نوع من خلايا الجسم ولا تؤثر على أخرى، وهذا يُؤكِّد وجود بصمات الله داخل الخليقة.

عندما تتواصل مع أي شخص عليك أن تختار أن تُؤثِّر ولا تتأثّر وهذا ما يريده الرب منك، فليس معنى الشاهد الكتابي هو الخروج من العالَم، لكنه يعني إغلاق قلوبنا تجاه هؤلاء حتى وإن لزم الأمر أن تبتعد عن شخص ما ومقاطعته عندما يريد بثّ أفكاره غير الكتابية في ذهنك لأن مخالطتك معه وقبول أفكاره سيجعلك تخضع لهذه الأفكار. أنصحك بمراجعة عظات “العثرة”. ضع خطًا أحمر بينك وبين هؤلاء وامنعه عن الكلام معك في هذه الأمور، ولا تخشى أي إنسان حتى لو بين يديه تقريرٌ سيُقدِّمه عنك أو إن كان رئيسك في العمل.

الامتلاء بالروح القدس يجعلك تسلك بجرأة، وهذا معناه أن تكون مُدرِكًا وواعيًا للروح القدس الذي بداخلك، مِمَّا يجعلك لا تخشى إنسانًا حتى ولو كان بين يديه قرار معين تجاهك. كونك مُؤمِنًا لا تتلوَّن بصبغة العالَم ولا تتكلَّم لُغته، فالكثير من المُؤمِنين بسبب مُخالَطة هؤلاء وقبول أفكارهم عاشوا مَهزومين رغم أن المُفترَض لهم أن يحيّوا أعظم من مُنتصِرين، تكلَّمت باستفاضة عن هذا الموضوع في سلسلة عظات “العلاقات”.

تَحدُّث أحيانًا مشاركات بينك وبين إبليس مباشرةً عندما يبث عليك أفكاره وهذه الطريقة واضِحة، لكن قد تَحدُث مشاركات مع إبليس بطريقة غير مباشرة وغير واضِحة ويَحدُّث هذا عند خضوعك روحيًا لشخص خاضِع لإبليس فيجعلك تشرب من نفس الأفكار التي يخضع لها، وهنا لابد أن توقفه.

قال الرب يسوع: “وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ.” (يوحنا 17: 19)، فالرعاية الروحية لها تأثير على الأشخاص الذين يرعونهم، فإن كان الراعي حارًا في الروح سيجعل الرعية حارين أيضًا لأنه يوجد عدوى روحية. هذا هو المبدأ العام ولكن تُوجد استثناءات، فقد يكون الراعي مُنطفِئًا روحيًا بينما الرعية حارين في الروح، وهذا يرجع لاجتهاد الرعية.

مِثْل المُدرِّس الذي تَوقَّف عند تعليم مُعيّن بينما الطالب اجتهد ودَرَسَ أكثر فأصبح أفضل من مُعلمه رغم أن المبدأ العام أن الراعي هو من يقوم بإطعام الرعية، لهذا نَبَّهَ بولس الرسول على تلميذه تيموثاوس ألَّا يرسم أحدًا بصورة خطأ حتى لا يخطئ مِثله.

▪︎ تدرَّب قبل أن تكون خادِمًا:

“لاَ تَضَعْ يَدًا عَلَى أَحَدٍ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَشْتَرِكْ فِي خَطَايَا الآخَرِينَ. اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا. لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ. خَطَايَا بَعْضِ النَّاسِ وَاضِحَةٌ تَتَقَدَّمُ إِلَى الْقَضَاءِ، وَأَمَّا الْبَعْضُ فَتَتْبَعُهُمْ. كَذلِكَ أَيْضًا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ وَاضِحَةٌ، وَالَّتِي هِيَ خِلاَفُ ذلِكَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفي.” (1 تيموثاوس 5: 22-25).

نَبَّهَ بولس الرسول على تلميذه تيموثاوس أن يحمي نفسه طاهِرًا بأن لا يرسِّم أحدًا خطأ حتى لا يشترك في خطاياه، لهذا السبب الخدمة مسئولية كبيرة حتى ولو كانت خدمة مكتبية، فلهذا يجب على المُؤمِنين أن يُدرَّبوا ويُمتحَنوا أولًا وينموا روحيًا أولاً قبل أن يكونوا خُدامًا لآخرين.

تَحرَّك الرب يسوع في تلمذة أشخاص واهتمَّ بهم، فقد كان يتكلَّم مع الشعب بصورة عامة بينما يهتمّ باثني عشر تلميذًا والنتيجة إنهم وَصَلوا لكل الأرض. أنت كأممي لست من شعب الله فقد وصل إليك الإنجيل عن طريق هؤلاء التلاميذ، وأيضًا بولس الرسول الذي حمل رسالة الخلاص للأمم رُبِحَ للمسيح بسبب صلاة هؤلاء فهو مُنتَج صلواتهم.

اهتم بولس الرسول بالرعاة، وراسلهم بالرسائل الرعوية الخاصة (تيموثاوس وتيطس) فهذه الرسائل مكتوبة لرعاة، ولهذا لا تجد الرسول بولس يصلي في بداية هذه الرسائل كما فعل في رسائل كولوسي وأفسس وفيلبي، لكنه يدخل في موضوع الرسالة مباشرةً لأن هؤلاء الرعاة وَصَلُوا لمرحلة لياقة روحية لدرجة أنهم غير مُحتاجين صلاة بولس لأجلهم.

هُما وصلا لمرحلة من النضوج الروحي تجعلهما قادِرين على التعامُل مع جميع أمور الحياة، يأكلان الحياة ولا يُؤكَلا، وهذا ما جعل بولس الرسول يصلي من أجل الشعوب في الرسائل المُوجَّهة لهما بينما الرسائل الموجهة للرعاة يدخل في موضوع الرسائل مباشرة.

يجب أن يصل المولود من الله لمرحلة اللياقة الروحية، فقد ذَكَرَ الرسول بولس في الإصحاح الخامس من الرسالة إلى العبرانيين بأنه يجب أن يصل شعب الكنيسة لمرحلة من النضوج الروحي تجعلهم مُعلِّمين؛ “لأَنَّكُمْ ¬إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ.” (عبرانيين 5: 12)، إذًا يجب أن يكون شعب الكنيسة مُعلِّمين.

ليس شرطًا أن تكون مُتفرِّغًا للخدمة، فيمكنك أن تشارك الكلمة أثناء عملك وفي بيتك كما قال بولس الرسول: “إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ، فَيَشْتَهِي عَمَلًا صَالِحًا”. (1تيموثاوس 3: 1)، أي أراد أن يرعى بعض الأشخاص، فلا يشترط أن يكون أُسقفًا، فهو يتكلَّم عن شخص من الناس تَبَادر إلى نفسه أن يرعى مجموعة مِن الأشخاص، وهو يَختلف عن شخص أسقف في المسيح أي راعي رعاة، فالروح القدس يريد أن يستقر جميع شعب الكنيسة ويصل لمرحلة اللياقة الروحية إلى أن يتفرّغ إلى رعاية النفوس.

تنقل إليك الرعاية الروحية ما هي فيه، فالخضوع لأي شخص يَنتُج عنه شراكة بينك وبينه، أما بالنسبة للأشخاص المُؤمِنين الخاضِعين لأشخاص غير مُؤمِنين بسبب علاقة زوجية أو قرابة أو علاقة عمل، فيُوجد مبدأ روحي وهو أن تغلق قلبك عن التفكير في مبادئ العالَم التي تُبَثّ من هؤلاء غير المُؤمِنين، سيساعدك في فهم هذا ما شرحته في سلسلة “العلاقات”.

▪︎ كن مُحترِسًا في الشراكة:

قال الرسول بولس: “فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثِيُّونَ. قَلْبُنَا مُتَّسِعٌ”. (2كورنثوس 6: 11) أي لكم مكان في قلوبنا، وهذه هي العلاقة أي الشراكة بأنك تقبل الشخص بكل ما فيه، فتُصاب بكل ما لديه من إيجابيات وسلبيات، ولكن إن أغلقت قلبك تجاه أمور مُعيّنة في هذا الشخص ولم تقبلها، في هذه اللحظة تتعامل معه دون أن يُصيبك شيءٌ منه فتُؤثِر ولا تتأثّر دون أن تترك العالَم.

يحدُّث أحيانًا عندما توجد شراكة بينك وبين شخص ما تجد نفسك انطفأت روحيًا وبعد ذلك تبدأ في التساؤل، والسبب إنك أنت من فتحت قلبك وليس العيب في الشخص الآخر، لذلك لا تبدأ في القول أن العيب في زوجتي أو العيب في زوجي، فأنت من تفتح نفسك ليكون له مكان في قلبك أي تقبله وتقبل طباعه ومبادئه، لكن عليك أن تقبله كشخص عادي كما قَبِلَ يسوع كل الأشخاص.

يعتقد البعض أن تفسير الآية “فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ”(1 كورنثوس 9: 20) أي أن يتعايشوا مع الخطاة، مُستنِدون على هذه الآية فيتلَّوثون بالعالَم، لا تنسَ أن الرب يسوع فَعَلَ هذا وهو ناضجٌ روحيًا، لكن في الوقت نفسه حَذَّرَ من خمير الفريسيين والكتبة.

“فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ¬ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ¬ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. 16لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.” (عبرانيين 2 : 14-18).

اشترك الرب يسوع معنا في اللحم والدم فقط لكي يُخلِّص البشرية، لكنه لم يكن مِثلنا في حالة السقوط والخطية، فهو قد اختار نوعًا مُعيَّنًا من الشراكة وأغلق على الباقي، لذلك فأنا سأكون في شراكة فقط كنوع وليس مثل الشراكة العميقة مع الروح القدس التي هي علاقة حميمة في كل شيء.

لهذا السبب مَن يريد أن يدخل قِسْمًا معينًا في عمل أو شركة ويصلحه لابد أن يتعين به ويدخل فيه، لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك لو لم يكن موجودًا فيه. القيادة عن بُعْد هي قيادة فاشِلة، وهذا ما فَعَله موسى النبي عندما أشرف على خيمة الاجتماع وعرضوا عليه ما تمَّ عمله ليُطابقها بالصورة التي أراها له الرب عن الخيمة.

يوضح الكتاب هنا القيادة الصحيحة، فقد مسح الروح القدس أشخاصًا في ابتكارات واختراعات لكن رغم هذا عُرِضَت على موسى.

اشترك الرب يسوع معنا ولكن ليست شراكة كُليّة بل نوعية، يوجد نوع آخر يصيب المُؤمِنين من الشراكة، حينما تضع أموالك في أشياءً ليست كتابية، أوعندما تشتري أشياءً ليست لها قيمه كتابية، أي ليس لها قيمة في المملكة بل على العكس بفِعْلك هذا أنت تشترك في أشياء لها عداوة مع يسوع، في هذه اللحظة تحدُّث شراكة بينك وبين هذا الشيء في عالَم الروح.

“أَشْكُرُ إِلهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطَّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ، لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ.” (فيلبى 1 : 3- 7).

يتكلَّم هنا الرسول بولس عن الشراكة المادية عندما بدأ المُؤمِنون يعطون في تدعيم الإنجيل لكي يستمر بولس الرسول في خدمته، ويوضِّح الرسول بولس في هذا الشاهد الكتابي إنه بسبب هذه الشراكة يوجد إلهٌ سيكملن فهو يثق في الله إنه يكمل دون أدنى شك.

يقول الرسول بولس إنه بسبب شراكتكم سأضع إيماني من أجلكم، فبسبب هذه الشراكة صار بولس قادِرًا أن يعطيهم مِن النعمة التي عليه حتى ولو كان في مكان بعيد عنهم. حينما تشترك مع شخص في شيء مادي سواء كان عمل أو أي شيء آخر يجب عليك أن تُفرِض نعمة الروح القدس على هذه الشراكة.

إن كان هناك شخصٌ غير مُؤمن أو شخصٌ لا يؤمن بما تؤمن به حتى ولو كان مولودًا ثانيةً، يجب عليك أن تضع أنت قوانينك وطريقتك وإلا سيضع هو طريقته دون أن يقصد لأنك دخلت في شراكة معه. يقول بولس الرسول إنه يحقّ لي أن أُفكِّر هكذا تجاهكم لأنه كان يوجد شراكة بينهم.

أحيانًا تضع نفسك في شيئًا ليس صحيحًا، فقد تُبتاع ألعابًا أو تشاهد أفلامًا مُعينة ولا تعلَّم أنها تَبُث أرواحًا شريرة، وقد تضع أموالك في أشياء ولا تعلَّم أنها مُرتبِطة بأرواح شريرة، لذلك انتبه لصوت الروح القدس، وأُكرِّر هذا ليس معناه أن تنقطع عن العالَم بل أن تستخدم الأشياء تحت قيادة الروح القدس .

لماذا يوجد مؤمنين رُسِمَ لهم أن يحيّوا حياة انتصار لكنهم يعانون من الهزيمة!! لماذا يوجد ذلك رغم إن الرب رَسَمَ للكنيسة وتنبَّأ عنها وهي في حماية بسبب صلوات الرب يسوع. كنيسة مُنتصِرة وأعضاء مُنتصِرون في وسط عالَم مُضطرِب.

صَلَّىَ الرب يسوع أن نُحفَظ من الشرير، إذًا لماذا يوجد أناسٌ يعانون ويشربون من هذه الكأس؟ السبب أنهم وضعوا أنفسهم في شراكة دون أن يلاحظوا، أمور تعاملوا معها بطيبة قلب ورجعوا يقولون لم نكن نعلَّم. يقول بعضهم عندما قُمت بتشغيل هذه الموسيقى حدث هذا الأمر.

أُصيب أحد الأشخاص بصرع، وبعدما أخذ شفائه قال إنه كان يستمع فقط لمُطرِب مصري مشهور فوَجَدَ وجهٌّ ظهر له واستحوذ عليه، ومِن وقتها تأتي له تشنجات وقد ذهب للأطباء فشخَّصوا السبب على إنه كهرباء زائدة بالمُخّ بسبب الكمبيوتر، وكان عمله هو تجميع أجهزة الكمبيوتر، لكن عندما عرف الحق الكتابي ووضعت يدي عليه خرج هذا الروح الشرير. قد يكون سكن الجسد وليس الروح.

يوجد مُؤمِنون مولودون الميلاد الثاني ولا يعلمون إنهم من الممكن أن يتأثّروا، لذلك يوجد أناس يستمعون للموسيقى وهم لا يعلمون أنها مصحوبة بأرواح شريرة. يوجد حِسّ روحي فأحيانًا تستمع لموسيقى في داخلها نجاسة قد لا تُميّزها لو لم تكن حسّاسًا روحيًا.

يجب أن يكون اختلاطك بالعالم مُغلَقًا في داخلك وتفتحه بحرص، تعامل بهذا المبدأ إنك مُغلِق قلبك تجاه أي شيء فالعالم وُضِعَ في الشرير ومحبة العالم ومبادئه عداوة لله، لذلك اغلق قلبك وافتحه بحرص واكره مبادئ العالم.

▪︎ تعمَّد أن تكره الشر:

“كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ.” (رومية 12: 9).

يجب عليك أن تصل لحالة تعمُّد كُره الشر، إن كنت تكذب تحت ضغط أو إن كنت تستلذّ بخطايا، اكره هذا عن عمد. يجب أن تُخلِق عداوة داخلية تجاه هذا الشيء ولا تتأمَّل فيه، هذه هي الطريقة التي بها تُغلِق قلبك تجاهها.

لا تضع نفسك تحت مُسمَى أنا أريد أن أرى كيف يكون هذا الشيء لكي أنتبه، فتستفيض في داخلك عِدة أفكار عنه، لا؛ بل تعامل معه بعداوة، فالإيمان المُشترَك بينك وبين آخر هو الذي يؤثر عليك روحيًا، وهذا ما يُخبِرنا به الكتاب في العهدين.

“لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ.”. (2 كورنثوس 7: 1).

“النَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ شَيْئًا مَا نَجِسًا…، تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا”. (لاويين 7: 21).

“وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ. وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ. 19لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ. 20وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ”. (رومية 16: 17-20).

يجب أن تكون مُستفِيضًا في تفكيرك تجاه الكلمة وغير مُستفيض تجاه الشر، فليس من الضروري أن تعلم كيف ارتُكِبَت الجريمة عندما ترى عناوين الأخبار، فالكتاب يُعلِّمنا أن نكون جاهِلين بالخطية، فلا تقضِ وقتك وأنت تقرأ عن هذه الأخبار ثم تقول ليس لدي وقتًا لدراسة الكلمة.

ادْرسْ الكلمة في هذا الوقت وستكون النتيجة أن “إلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا” وهذا في حالة عدم تشارُّكك مع شخص يُعلِّم تعاليمًا غير كتابية، إذًا هذه الآية مُرتبِطة بسابقتها أي أن تسحب نفسك مِن الارتباط بهؤلاء الأشخاص.

“1فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ. 2 اِقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَدًا. لَمْ نُفْسِدْ أَحَدًا. لَمْ نَطْمَعْ فِي أَحَدٍ. 3لاَ أَقُولُ هذَا لأَجْلِ دَيْنُونَةٍ، لأَنِّي قَدْ قُلْتُ سَابِقًا إِنَّكُمْ فِي قُلُوبِنَا، لِنَمُوتَ مَعَكُمْ وَنَعِيشَ مَعَكُمْ. 4لِي ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ بِكُمْ. لِي افْتِخَارٌ كَثِيرٌ مِنْ جِهَتِكُمْ. قَدِ امْتَلأْتُ تَعْزِيَةً وَازْدَدْتُ فَرَحًا جِدًّا فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا. 5لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ. 6لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ. 7وَلَيْسَ بِمَجِيئِهِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي تَعَزَّى بِهَا بِسَبَبِكُمْ، وَهُوَ يُخْبِرُنَا بِشَوْقِكُمْ وَنَوْحِكُمْ وَغَيْرَتِكُمْ لأَجْلِي، حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَرَ.” (كورنثوس الثانية 7: 1-7).

“لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ”: يعني ذلك إنه توجد أشياء تُلوِّث روحك وتجعلك ثقيلًا روحيًا. عندما تدرس هذا النص الكتابي بطريقة صحيحة ستكتشف إنه من بداية كورنثوس الثانية يُدافِع الرسول بولس عن نفسه، فكان يقول لا تصدقوا ما يُقال عنّا وبدأ يردّ على هذه الادعاءات هادِمًا الظنون التي تُقال عنه.

“لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟” (2 كورنثوس 6: 14).

نَبَّهَ بولس الرسول عليهم بأن يعتزلوا فلا توجد شراكة بين النور والظُلمة، وهو يتكلَّم هنا عن شراكة مُؤمنين مع بعضهم ولا يتكلَّم عن شخص مؤمن يرتبط بشخص غير مؤمن. نعم هذه الآية تُطبَّق على الارتباط لكن واقِعًا هي تُحدِّثنا عن العلاقات، فَمِن هنا تجد المؤمن بدأ يَضعُف روحيًا ولا يعرف السبب وصار إبليس قادِرًا عليه وذلك لأنه ارتبط بتعاليم غير كتابية.

“6لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 7لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ.” (فيلمون 1: 6-7).

يُكلِّم الرسول بولس فيلمون بأنه توجد شراكة صحيحة مع المُؤمِنين تُؤدي إلى زيادة الإدراك للروعة التي بداخلك، وكذلك أيضًا توجد شراكة مع المُؤمنين غير صحيحة بسبب تعاليمهم غير الكتابية مثل مَن يقولون إنه يوجد إنسانٌ عتيقٌ بداخل المؤمنين مما يجعلك مُرتبِكًا، وعندما تستمع لتعاليم كتابية تجد أن الكتاب لم يَعُد له ثقل لديك.

▪︎ كلمة الله تجيب أسئلتك وتُنضِّجك:

يوجد العديد من الأشخاص يمتلكون مناصب كنسية وقد يكونوا مِن دارسي الكتاب المقدس ورغم ذلك تجدهم غير فاهِمين بعض الأمور الكتابية، وعندما تختلف الإجابات على مفهوم كتابي مُعين تبدأ التساؤلات في أذهان الناس عن أية إجابة هي الصحيحة ويظل السؤال عالِقًا في أذهانهم. الهدف الإلهي هو أن تصل لمرحلة النضوج الروحي وتكون جميع الأسئلة مُجاب عنها.

كلمة الله قادِرة أن تجيبك على جميع أسئلتك، فإن كان لديك سؤال عالق في ذهنك ويحتاج إلى إجابة، كل ما عليك فِعْله فقط اذهب للكلمة، وإن كان الأمر مجابًا عنه في شواهد كتابية عديدة لكنك لا تفهم الإجابة، صلِّ بالروح.

إن كنت مُرتبِطًا بمكان يُعلِّم الكلمة فلابد أن تراجع ورائه، وإن كنت غير مُرتبِط بمكان، فاذهب لمكان يُعلِّمك الكلمة ويُتابعك روحيًا، وسيساعدك الروح القدس أن تجد المكان الصحيح. إن كنت في مكان لا يوجد فيه تعليم صحيح للكلمة فَكُل ما عليك أن تصلي بالروح وتطلب من الله معرفة الحقيقة، وجوعك الحقيقي للكلمة سيجعل الروح القدس يكشف لك التعاليم الصحيحة.

في عام 1999 تقريبًا كنت أذهب لاجتماع صلاة مُتشوِّقًا أن أتغيّر، لكني للأسف كنت أرجع منه دون تغيير، فتساءلت: ما هو الشيء الناقص في هذا الأمر؟! بدأت أقرأ الكتاب المقدس مكتوبًا باللغة الإنجليزية كان موجودًا عندي، وقرأت (مزمور 91).

اكتشفت إنه من معاني الكلمات في الحماية الإلهية إنه ينجيك من فخّ الصياد ومِن الوبأ الخَطِر، ووجدت لفظ الوبأ من ضمن معانيه في القاموس هو “تعليم مُنتشِر مثل الوبأ”، قد يكون الناس اعتادوا عليه، فبدأت أُعلن يارب إني أُنقَذ من أي تعليم مُنتشِر مثل الوبأ قد أكون غير عارف أنه خطأ، ومن هذا الوقت بدأ الروح القدس تدريجيًا يتعامل معي إلى أن أمسكت بخيوط أوصلتني للتعاليم الكتابية الصحيحة.

▪︎ التعليم الكتابي الصحيح هو القطعة التي تَربُط الأسلحة الروحية:

عندما تدرِّس عن سلاح الله الكامل تجد أن من ضمن طرق الانتصار في الأرض، توجد قطعة سلاح غريبة ذكرها الرسول بولس؛ “فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ”(أفسس 6: 14) فهي تبدو إنها ليست قطعة سلاح لكنها مفيدة لجميع قطع السلاح، بمعنى إنه توجد تعاليم كتابية قد لا تفيدك مباشرةً لكنها واقعيًا ستجعل باقي التعاليم الكتابية مُتسانِدة مع بعضها حتى تقدِّر أن تواجه مواقف الحياة.

يحمل الحِزام جميع قطع السلاح وبدونه تعجز عن وضع جراب السيف، لذا نفهم ضمنيًا أن الحزام من قطع السلاح على الرغم من أنه في حد ذاته ليس سلاحًا، بل هو هنا عبارة عن تعليم كتابي به تقدِّر على تربيط التعاليم الكتابية الأخرى مع بعضها، إذًا توجد تعاليم قد تعتقد أنها حشوٌ أو تكرارٌ لشيء بوجهة نظر أخرى ولكن واقعيًا هي تُكمِّل لديك تعاليمًا كتابية.

“لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ”.

تُساعِدك الشركة بين المُؤمِنين أن تكتشف الصلاح الذي لديك. توجد شراكة تُؤدي إلى أن ترى نفسك سيئًا وهذه ليست شركة إيمان فعَّال، فشركة الإيمان هي مجموعات البيوت وأوقات الصلاة التي تقضيها وأنت تتكلَّم مع المُؤمِنين. قد تفيدك الشراكة وقد تضرّك، وأنت من تختار ذلك طبقًا للمعايير الكتابية في العلاقات، فتوجد شراكة تحدُّث فقط لمجرد أنك تتّفق مع أحد ولا تقول لا، لكن يجب أن تقول لا في هذه الحالة.

“8انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا. 9كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا. 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. 11لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ “. (2 يوحنا 1: 8-11).

ظنَّ البعض أن هذه الآية اُطلِقَت على مَن يُكرِّز في البيوت ويقولون له لن نسلم عليك ولن نقبلك، ولكن الحقيقة أن هذا الشاهد الكتابي يتكلَّم عن مؤمنين داخل ذات الكنيسة، ويُحذِّر الرسول يوحنا في هذا الشاهد عن خطورة هذا الأمر.

“9كَتَبْتُ إِلَى الْكَنِيسَةِ، وَلكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ لاَ يَقْبَلُنَا. 10مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِرًا عَلَيْنَا بِأَقْوَال خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضًا الَّذِينَ يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَةِ. 11أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَشْهَدُ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ. 13وَكَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَهُ، لكِنَّنِي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِحِبْرٍ وَقَلَمٍ.” (3 يوحنا 1: 9-13).

يوجد هنا تحذير من الشراكة مع أشخاص غير واضِحين روحيًا، فقد يأتي شخص ويقول لك إن هذه الآية جاءت بمعنى معين في الأصل، وقد تكون لا تعلّم الحقيقة، فأنت تحتاج لفهم الخلفية التاريخية لهذه الكلمة. يوجد عِلّم يُسمَى علم “اندثار الكلمة” بمعنى أن هذه الكلمة قد انتهت وغير موجودة حاليًا ولا حتى في اللغة اليونانية الحديثة بل في القديمة، لذلك أنت تحتاج أن تعرف معنى الكلمة في هذا الوقت قبل اندثارها، فقد يكون لها معنى آخر يختلف عن معناها قديمًا.

تحتاج دراسة الكلمة لمراجع كثيرة جدًا، لذلك انتبه جيدًا واحذَّر أن يُلوِّثك أحد دون أن تدري وأنت لا تعلم أنه يسرق إيمانك وتجد نفسك وقد خُدِعت وهُزِمت وهو يستغل عدم معرفتك للغة اليونانية، وحتى لو أنك دارِس للغة اليونانية وتستطيع استخراج معانيها من خلال شبكة الإنترنت، فيوجد إعراب وصيّغ وأشياء أخرى تحتاج لمعرفتها، وفي بعض الأحيان تحتاج أن ترجع لقراءة -مثلًا- أربعة إصحاحات سابقة للآية التي تريد تفسيرها كي تفهمها، وقد تحتاج لمراجعة الرسالة بأكملها وطريقة كتابتها.

إليك مثالٌ؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الإصحاحات (9، 10، 11) هم رسالة وحدها، فهي إذًا رسالة بداخل رسالة، فقد كُتِبَت وبعد ذلك وُضِعَت في وسط رسالة رومية واندمجت فيها، فلهذا أنت تحتاج أن تفهم كي تدرس الكلمة بطريقة صحيحة، وبسبب عدم فهم ذلك يوجد سرقة للإيمان وسرقة لتحفيزك مما يجعلك تتراخى روحيًا، لهذا يُهزَم الكثيرون.

توجد كُتب روحية كثيرة تحتوي على سُمّ وأنت لا تدري فتُؤدي إلى جفافك. قال لي أحد الأشخاص إنه يريد الالتحاق بتعليم مُعيّن لدراسة الكتاب، فقلت له إن هذا التعليم ليس نقيًّا بأكمله، إن أردت دراسة هذا التعليم بطريقة كتابية صحيحة عليك بالالتحاق بمدرسة كذا.

لكنه صمَّم على رأيه وبعد فترة جَفَّ ودُفِنَ روحيًا بعد أن كان مُفترَض له أن يسلك في الدعوة التي على حياته. إذًا مِن الهام جدًا أن تُميِّز إنه توجد تعاليم كثيرة بين أيدينا ولكن ليس لنا أن نكون مَحمولين بكل ريح تعليم. أيضًا توجد شراكة أخرى احذر منها وهي وجودك مع شخص في نفس المكان.

“15أَقُولُ كَمَا لِلْحُكَمَاءِ: احْكُمُوا أَنْتُمْ فِي مَا أَقُولُ. 16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. 18انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟ 19فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَيْءٌ، أَوْ إِنَّ مَا ذُبحَ لِلْوَثَنِ شَيْءٌ؟ 20بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ، لاَ ِللهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ. 21لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. 22أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟ «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. 24لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ. 25كُلُّ مَا يُبَاعُ فِي الْمَلْحَمَةِ كُلُوهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ، 26لأَنَّ «لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا». 27وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا، فَكُلُّ مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ كُلُوا مِنْهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ. 28وَلكِنْ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: «هذَا مَذْبُوحٌ لِوَثَنٍ» فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ أَجْلِ ذَاكَ الَّذِي أَعْلَمَكُمْ، وَالضَّمِيرِ. لأَنَّ «لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا» 29أَقُولُ «الضَّمِيرُ»، لَيْسَ ضَمِيرَكَ أَنْتَ، بَلْ ضَمِيرُ الآخَرِ. لأَنَّهُ لِمَاذَا يُحْكَمُ فِي حُرِّيَّتِي مِنْ ضَمِيرِ آخَرَ؟ 30فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَتَنَاوَلُ بِشُكْرٍ، فَلِمَاذَا يُفْتَرَى علىلأَجْلِ مَا أَشْكُرُ عَلَيْهِ؟ 31فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ. 32كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. 33كَمَا أَنَا أَيْضًا أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوَافِقُ نَفْسِي، بَلِ الْكَثِيرِينَ، لِكَيْ يَخْلُصُوا.” (1 كورنثوس 10: 15-33).

يوضِّح الشاهد الكتابي أن اشتراكك في مفاهيم الناس وموافقتك عليها برغم معرفتك لهذه الأمور وكيفية التعامُّل معها ينتُج عنه شراكة مع هؤلاء. يتكلَّم الشاهد الكتابي هنا عن أناس أكلوا مع أشخاص مُتورِّطين في عبادة أوثان. أكل الرب يسوع مع الخطاة والعشارين لدرجة أن شاع عنه إنه صاحب الخطاة والعشارين، والتي كانوا يقصدون بها أنّ يسوع تورّط معهم في نفس خطاياهم.

أكل الرب يسوع مع الخطاة والعشارين وقبلهم لأنه كان في حالة روحية قادر أن يفعل ذلك، لكنهم لم يكونوا أصحابه مدى الحياة، بل حينما دُعِيَّ أكل معهم. كان يوجد مَن يسألونه خفية ولكن ليس معنى ذلك إنه كان يدخل ويخرج معهم مثلما كان يفعل مع تلاميذه، فالرب يسوع لم يتصاحب على الخطاة والعشارين بل كانت مجرد دعوة للأكل معهم فقط، فكان يتحرّك طبقًا للدعوة وليس معنى ذلك إنه صاحبهم.

▪︎ كُنْ مُنعزِِلًا عن الشرّ الذي في العالَم:

“14لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ. أَقُولُ كَمَا لِلْحُكَمَاءِ: احْكُمُوا أَنْتُمْ فِي مَا أَقُولُ. 16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. 18انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟ 19فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَيْءٌ، أَوْ إِنَّ مَا ذُبحَ لِلْوَثَنِ شَيْءٌ؟ 20بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ، لاَ ِللهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ. 21لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. 22أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟” (1 كورنثوس 10: 14-22).

كان ممنوعًا في العهد القديم أن يأكلوا من حيوانات نجسة لأنه يترتَّب على ذلك حدوث شراكة بينه وبين الحيوان النجس مما يعني أنك تطبَّعت بطباعه حيث إنه يجتر ويعود مرة ثانية ويتقيأ، لهذا توجد شراكة بينك وبين الشيء الذي تفعله. هذا ما يقوله الرسول بولس: “انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟” أما الأن فعلاقاتنا روحية لا تتأثّر بشيء، فكل شيء يُقدَّس بالكلمة وبالصلاة.

يعني هذا أن ننعزل روحيًا، فعندما يستدعيك شخصٌ لمشاهدة فيديو معين أو يسحبك إلى حديث مُعيّن وأنت تعلَّم بوجود شيءٌ خطأ وراء ذلك، فعليك ألّا تفعلُه، لأنك حينما تفعله تكون في شركة مع الشياطين شخصيًا عبر شركتك مع هؤلاء الأشخاص سواء كانت بجملة مُعيَّنة أو حركة معينة أو بغمز العين، فالكتاب المقدس يتكلَّم عن غمز العين وتصفيق اليدين (أي لغة الجسد) فكل هذا يعني أنك في شراكة مع هذا الشخص.

لابد أن تنتبه للشَرّ الموجود بمنطقتك والزمن الذي تعيش فيه، فعلى الكنيسة أن تكون حذرة من جميع هذه الأمور التي هي موجودة أيضًا في العهد الجديد وليس فقط في العهد القديم كما يعتقد الكثيرون. تحتاج الكنيسة دائمًا أن تتنقي من هذا الغَضَن.

عندما يشرد ذهنك أثناء الصلاة اعلم أنك انفتحت على كمية أرواح شريرة قد تكون مِن أشخاص لم تُغلِّق قلبك منهم. هل يعني هذا ألّا نأكل مع الناس؟ بالطبع لا يقصد ذلك، إنما يتكلَّم هنا عن ما ذُبِحَ لوثن، فقد كانوا في هذا الوقت يقيمون حفلات يذبحون فيها للأوثان وبعد انتهاء الحفلة يجمعون اللحوم المُتبقية ويبيعونها في الأسواق، وكان يوجد بعض الناس ضعفاء في ضمائرهم يتعثّرون من ذلك.

يوجد أشخاص يريدونك أن تتورَّط معهم فيما يفعلونه، فلابد أن تقول لهؤلاء: “لا”، لذلك يقول الرسول بولس: “لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. 22أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟” أنت تُثير الرب تجاهك بشراكتك مع هؤلاء، لأن الرب يغار عليك، وأحيانًا تصل لمرحلة فيها يتكلَّم الروح القدس معك ويوبِّخك، لهذا اعتزل واخرج من وسط هذه الأشياء التي تستدرِجك واقطع علاقتك معها لأن الروح القدس يريد كنيسة مُنتصِرة مُنتبِهة للرب.

ستقول بهذا ستصير حياتي قيودًا، نعم وهذا بالضبط ما قاله الرب لحزقيال النبي سيأتون ويقولون الكلمة ثقيلة علينا، إنما الواقع هو أن قلوبهم هي التي صارت بعيدة عن الله، ومِن هنا نفهم أن أي شخص يعاني من ثِقْل الكلمة التي قال عنها الرب إنها خفيفة، فمشكلته الحقيقية هي أن قلبه ليس كامِلًا تجاه الرب، حتى ولو قلت إنك تحب الرب، بالتأكيد أنت تحب الرب ولكنك تريد أن تجعله يسير حسب إرادتك أنت وليس حسب إرادته.

تُؤثِر الشراكة -بينك وبين أي شخص- عليك روحيًا سواء بالنضوج أو بالضعف الروحي، لذا فالهدف الأساسي من العلاقة هو أن تعطي وليس أن تأخذ، أما في العلاقات الروحية السليمة إن كان الشخص صحيحًا روحيًا، أنصحك بأن تستقبل من المسحة التي عليه. تكلَّم الرسول بولس عن أهل رومية وقال لهم بسبب ما عُرِفَ عنكم أنكم مَشحونون صلاحًا وطائِعون للإنجيل، بدأ الآخرون يجدون شغفًا في ذلك.

إذًا يوجد أناسٌ يسبِّبون ثورةً روحيةً وآخرون يسبِّبون تراجعًا روحيًّا، وعندما تكون لك علاقة مع هؤلاء تجد نفسك ثقيلًا روحيًا لأنك صرت في شراكة مع أرواح شريرة في فكرك، كما تجد نفسك ترى السلبي فقط ولا يوجد رضا أو فرح في حياتك، وهذه تكون عبارة عن تدريبات فكريَّة وأنت قَبِلت أن تأخذ هذه الصور.

قال الرب يسوع: “الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.” (يوحنا 14: 10) أي أنا أقول ما أسمعه مِن الآب، أما أنتم فالذي ترونه عند أبيكم تفعلونه: “أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا”(يوحنا 8: 44) ومعنى ذلك أنهم في شراكة فكريّة مع إبليس.

عندما تنظُر إلى أي شيء يبدأ إبليس يُملي عليك رأيه في هذا الشيء وذلك لأنك تدرَّبت أن تستمع إلى إبليس، أما إن تدرَّبت أن تستمع للروح القدس تجد نفسك ترى الأشياء بصورة صحيحة وتحكُم في الأمور بطريقة صحيحة.

“لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. 7بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. 9بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. 11لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. 12وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، 13الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. 14وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. 15وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16«لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.” (1 كورنثوس 2: 6-16).

الشخص الصحيح روحيًا هو من يَحكُم في الشيء بطريقة صحيحة، فابدأ بعمل شراكة عمدية بينك وبين الروح القدس بأن تستقبل أفكاره وتفكر في شخصه وفي طريقة تفكيره تجاه نفسك وتجاه الحياة، وهكذا تتمّ الشراكة بينك وبين الروح القدس.

“أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. 15لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. 16لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. 17بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (يوحنا 15: 14-17).

قال الرب يسوع لتلاميذه أنتم أحبائي بسبب أني أخبرتكم بما سمعته من أبي، إذًا تكون الشراكة عن طريق الإخبار، فَمَّا تتوقَّعه من الروح القدس ليس فقط إدراك لحضور الله والسماء والعرش…. كم هذا رائع ولكن يوجد مستوى أعلى تحتاج الكنيسة أن تدركه، وهو أن تُفكِّر بطريقة إلهية تجاه السماء والأرض وتجاه نفسك وظروف الحياة، وترى كل ما يحدُّث حولك بطريقة إلهية فتكون مُستعِدًا له.

أخبرنا الكتاب المقدس عن الشخص الذي بنى بيته على الصخر أي الذي يعيش بالكلمة، فعندما جاءت ظروف الحياة ظلّ ثابِتًا، لذلك يجب أن تكون مُتدرِّبًا على السلوك بالكلمة. لتكُن عملاقًا روحيًا، وهذا ما يريده الروح القدس أن تكون مُتدرِّبًا على الكلمة فعندما تأتي ظروف الحياة تظلّ ثابِتًا ولا تتزعزع لأن بيتك مُثبَّت على الصخر وليس الرمل.

كيف تفعل ذلك؟ بأن تتعمَّد أن تحيا وتعيش بالكلمة وتسلك بها تجاه جميع ظروف حياتك، فالذي يعيش الكلمة هو الشخص الذي بنى بيته على الصخر.

________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا. 

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$