القائمة إغلاق

السلوك مع الله – الجزء 2 Walking With God – Part

  • النظام الإلهي:

نظام الله هو السلوك بالإيمان، عندما تسلك بالإيمان، أنت تسلك بذات النظام الذي يسلك به الله، لم يعتمد أخنوخ على حواسه الخمس بل سلك بالإيمان.

لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ .. وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ (1 كو 14 : 33، 40).

 كلمة “تشويش” تعني أن الله ليس إله فوضى أو ضجة، توجد أمور مع الله ستبدو هادئة في بدايتها ثم تُحدِث ضجة في نتائجها ولكن ليس العكس، عدم وجود ضجة في أمر ما لا يعني أن هذه ليست يد الروح القدس، يقول الكتاب إن الرب ليس إله صخب أو ضجة، في حين أن داود قال إننا نرقص للرب بهتاف (أي بصخب مقدس)، اعلم أن الله ليس إلهًا غير منظم أو فوضوي أو إله تشويش، مثلا إن كنت تأخذ وقتًا تدرس الكلمة وتصلي بالروح ومستمر على هذا النظام ومتوقع أن تحدث نتائج فيها ضجة ولم تجد، المشكلة أنك تتوقع أن تكون النتائج معلنة بصورة فيها ضجة وصخب، وقد تتعجب أن هذه النتائج لم تحدث، ولكن يقول الكتاب هذا الإله ليس إله تشويش (فيه صخب) لذلك توقع الهدوء مع الله، هو لا يثبت نفسه من خلال الصخب أو بصورة غير منظمة، “إله ترتيب” تعني أن هناك ترتيبًا في الكنيسة وهناك تسلسلًا، عندما تنتظر أمرًا ضخمًا في البداية، لا تسلك هكذا بالإيمان مثله.

بداية ما تعرفه في حياتك عن الله، هو أن تكتشف حبه وفكره ومبادئه تجاهك، ثم تجاه العالم، وبعدها تجاه المواقف، الطريقة التي يتحرك بها الروح القدس هو أنه يبني شخصيته بداخلك، السير مع الله هو أن تسير بمفاهيمه وتصير مفاهيم الله مفاهيمك، وكما ذُكر في سلسة وعظات “الحكمة الإلهية”، ولأنك لست طفلا الآن، فلك مفاهيمك الخاصة التي أخذتها من مصادر مختلفة حولك وهذا مثل حجارة (طوب) البناء، فكل حجارة هي مفهوم أو مبدأ أو نظام تفكيري معين في ذهنك، فلكي تري نتائج الكلمة في حياتك، تحتاج أن تستبدل كل حجارة من هذه المفاهيم بمبادئ الكلمة. وأنت تسير مع الروح القدس، يعمل على كل حجارة من المفاهيم، لذلك من أنجح الأمور في حياتك هو أن تلغي مفاهيمك مع الرب وتستبدلها بمفاهيمه هو، وهذا قد يستغرق بعض الوقت. هذا هو السير مع الله والتسلسل والنظام الإلهي.

  • عن الاستثناءات في النظام الإلهي

لا يتحرك الله بالاستثناءات، هو ينظر لك بأنك تسلك بالكلمة على قدر النور المُعطى لك، عندما تواجه أمرًا ما وأنت لا تعلم ما تقوله الكلمة عنه، ستحملك أيدي الروح القدس وتعمل على إنقاذك لأنك لا تعلم الكلمة عن هذا الأمر بعد، هذا هو السير مع الله. هو إله رائع وأمين، لكنه ليس إله فوضى أو غير منظم، تأكيدك أن الروح القدس يعمل في حياتك هو أنه يظهر لك يده في حين أن الأرواح الشريرة تظهر عجزك وعدم نضوجك. يظهر الروح القدس لك بصماته فيخبرك: “انظر، لقد كنت متسرعًا قبل ذلك، لكنك الآن نضجت”. لا تنتظر أو تنظر لظواهر ضخمة لأنك بذلك لن ترى بصمات الروح القدس التي تبدأ بأمور صغيرة. يعمل الروح القدس على مفاهيمك ويعطيك الحكمة لكي تحيا حياه صحيحة لأن البيت بالفهم يثبت، من ثمَّ سيعمل الروح القدس على دوافع قلبك لأنها هي الوحيدة التي تقدر أن تؤذي حياتك إن كانت غير نقية، فحياتك مرتبطة بحالة قلبك. كلما تضبط دوافعك، تزداد سلاستك وسهولة تعامل الروح القدس معك، تجعلك دوافع القلب تريد أن تفعل الشيء بكل قلبك.

  • كيف تسير مع الله؟

 

1- تنقية القلب وإلغاء المفاهيم الشخصية:

وَلكِنْ لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَانْفَتَحَ لِي بَابٌ فِي الرَّبِّ، لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ (2 كو 2 : 12 – 17).

جعلت نقاوة قلب بولس كما مكتوب “لسنا غاشين كلمة الله” يعرف كيف يسمع صوت الروح القدس، سيرك مع الله له علاقة بنقاء قلبك، لذا أول ما يفعله الروح القدس لكي يقودك في روحك هو أن: ينقي قلبك وينقي السلوك بالجسد الذي رحبت به. وهذا يشمل تغيرك أمام الظروف والمواقف والمؤمنين، فإن كنت عندما تقابل مؤمنًا تسلك بسلوك معين يختلف عندما تقابل أهل العالم متكلما مثلهم خاشيا أن تتكلم عكسهم، هنا ستجد نفسك تحيا ممزقًا لأنك بهذا السلوك غاش لكلمة الله، ولن تجد راحة في روحك ولن تتحرك بقيادة الروح. قاد الروح بولس رغم أنه كان يوجد باب للكرازة مفتوح له، ولكنه سمع لصوت روحه، وهذا رد على فكرة “الأبواب المفتوحة والمغلقة” حيث يوجد أناس يتحركون في أمورهم بناء على فتح أو غلق باب معين ويقولون: “إن كان الباب مفتوحًا فهو من الله، وإن أُغلق الباب فليس منه، هذه إشارة لكي لا أكمل”. ولكن اعلم، رغم وجود باب مفتوح أمام بولس، هو لم يرتَح في روحه. لذلك وعيك لروحك هو نتيجة لسيرك مع الروح القدس، كلمة “يذكركم بكل ما قلته لكم” (يوحنا 14)، معناها “يضعها في ذهنك وليس أنك تحاول أن تتذكر الأمر بجهد، هنا تجد المعرفة أتت إليك وأدركتها (أي أخذت المعلومة في روحك) بدون تحليلات أو استنتاجات، وهذا كله نتيجة أنك غير غاش لكلمة الله، في اليوناني لفظ “غير غاشين” معناها “غير متسكعين”؛ وهم الذين يحاولون أن يظهروا عكس ما يبطنون.

عندما تكون حقيقيًّا، ستجد الخوف انتهى من حياتك لأن الخوف هو نتيجة حمايتك لنفسك بصورة بشرية وينتج عنه أنك غاش لكلمة الله ومنكر لقوته، مثلا إن وضعت في موقف ما تقول ظاهريا “نعم، هذه بالحقيقة يد الروح القدس” ولكن بداخلك لست مصدقًا، هكذا أنت تغش كلمة الله. ولكن كل من يسلك بالكلمة تجده مرتاحًا وسلسًا ولا يجد صعوبة ولا يكون “مفتوحًا أو مقفولًا” حسب الموقف. في علاقتك مع الروح القدس، يوجد فرق بين انفتاحك على الروح القدس وأنك تتعرف عليه. فمثلا إن شبهنا علاقتك بالروح القدس مثل الباب، فأنت تفتح الباب تدريجيا لترى، ولكن يوجد مستوى فيه الباب تم كسره والجدران انتهت ولا تحتاج إثباتات أخرى عن الروح القدس عالما أنه جاء ليبقى ويستمر، والنتيجة ستحيا حياة مستقرة بدون غلق أو فتح العلاقة معه، تبدأ هذه العلاقة بمفاهيمك تجاه الله، فتكتشف فكر الله وحبه وأعماقه لك.

2- أدرِك أن الروح القدس ينقلك لمستواه

وأنت تسير مع الروح القدس، ينقلك لمستواه، هو مسؤول أن يأخذك لما يكلمك عنه من الكلمة وليس أن يعطيك معلومة فقط. “موكب نصرته في المسيح”: هذه الآية، نحويا، لها مفهومان. الأول هو “موكب نصرته علينا” والثانية هي “موكب نصرتنا” (أي نصرته التي أعطاها لنا). من هنا احتار المترجمون فترجموها: “موكب نصرته في المسيح”. في اليوناني، الآية معناها: موكب نصرته الذي نسب إلينا نحن المنتصرين لذلك، كلمة “نصرته” تترجم “نصرتنا” لأن الكلمة من معناها فيها صيغة سببية، نحن نسلك في نصرته التي أضيفت على حسابنا، الروح القدس مسؤول أن يجعلك تدرك هذه الحسابات الحقيقية، عندما كان الملك ينتصر في حرب ما – أيام الرومان – ، كان يدخل الملك المدينة ووراءه أسرى الحرب مربوطين وفي مركبته كان يوجد الجنود الشرفاء الذين شاركوا في الحرب وأيضا أصدقاؤه المقربون جدا معه في المركبة عند دخوله الى الاحتفال، في ذات الوقت، كان الجنود يفتحون معابد آلهتهم لتفوح منها روائح عطرة كفرح واحتفال بنصرة الملك، ولكن هذه الروائح عينها، كانت رائحة حزن للأسرى لأنها كانت تذكرهم بالهزيمة، هكذا أيضا نحن عندما قال بولس إننا “رائحة المسيح الذكية”، هذا ما عناه آنذاك (أي إننا رائحة ذكية للذين يخلصون – بسبب الفرح والنصرة – ولكن للهالكين نحن رائحة موت) لذلك، الترجمة في “موكب نصرته” يجب أن تكون “موكب نصرتنا” لأن ما فعله يسوع صار منتسبًا إلينا فصرنا في ذات المستوى وينقلك الروح القدس لهذا المستوى من خلال أن يجعلك تفهمها وتستوعبها وتدركها، لا يمدك الروح القدس فقط بالكلمة أو المعلومات ولكن يجعلك تصل لمستواها، هو يعطيك القدرة لكي تعمل ما يقوله لك فيصير ما يقوله لك سهلًا وسلسًا.

3- تضع قلبك في الكلمة:

  • مستويات سماع صوت الله وعمق علاقتنا مع الروح القدس

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ ‍النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ (متى 11: 11).

وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً. فَقَالاَ: “هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟” فَسَمِعَ الرَّبُّ. وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ: “اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ”. فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاَثَةُ. فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ، وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا. فَقَالَ: “اسْمَعَا كَلاَمِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ، فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ. فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟”. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى (عدد 12: 1- 9).

قيل عن يوحنا المعمدان إنه أعظم من كل المولودين من بين النساء فهو كان الأعظم في العهد القديم، لذا هو أعظم حتى من موسى الذي قيل عنه إنه “فما لفم وعيانا الرب تكلم معه لا بالألغاز”. قد وصل موسي إلى مستوى علاقة مع الله لم يحتَج فيه إلى رؤى أو أحلام ولكن الرب كان يتكلم معه مباشرة ويخبره ماذا يعمل، كانت لغة الحديث مفتوحة وبدون ألغاز (أي أمثلة توضيحية) وكون موسى وصل لهذا المستوى وأن يوحنا المعمدان قال الرب يسوع عنه إنه أعظم من موسي وإننا نحن المولودين من الله أعظم من يوحنا المعمدان، لذلك الوضع الذي نحن فيه هو أعظم من أعظم من هم كانوا في العهد القديم وقيادة الروح القدس لنا هي فم لفم وعيان لعيان، و تستطيع أن تسمع وتفهم من الروح القدس مباشرة. أنت مفوض لهذا، ولكن هذا يسبقه أن تفهم الكلمة ويكون لديك ذخيرة منها لأن الروح القدس لا يتكلم بمعزل عن الكلمة، لذلك السير مع الله هو السير بنظام وليس بتشويش أو فوضى.

 في الآية “فسمع الرب”، فيها لم تحترم مريم وهارون القيادة التي فوقهما رغم أن الرب يتكلم اليك، عليك باحترام القيادات التي وضعها الروح القدس فوقك. “أستعلن له في الرؤيا في الحلم أكلمه”: هذه مستويات في سماع صوت الله، يوجد رؤيا وحلم وحديث مباشر، الآن القيادة من خلال الروح القدس مباشرة لنا في أرواحنا وليس الحلم أو الرؤيا، وأيضا انظر في الآية “أمين في كل بيتي” تعني أن نقاء قلبك يجعل الروح القدس يأتمنك.

يحتاج السير مع الله أن تضع قلبك في الكلمة وفي فهمها وأن تتنقى من كل ما استلمته وهو غير مطابق للكلمة، تحتاج أن تجدد ذهنك من خلال استبدال أفكارك بفكر الكلمة فيحدث استعادة لذهنك للمسار الطبيعي، عندما تفعل هذا، ستجد نفسك تصلي بالكلمة وتفكر فيها وبهذا تجعل الروح القدس يتمشى في ذهنك، أي أفكار غير الكلمة هي أفكار الأيون (أي النظام) العالمي.

  • الانفتاح على الروح القدس

فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ ‍الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (اع 20: 35). يعشق الروح القدس أن يعطي، يهدي، يذكر ويضع المعرفة فيك، ولا يتركك يتيمًا بلا حيلة، إن احترت هو لا يحتار، هو يري الأمر ويعطيك المعرفة في الوقت الذي تحتاج اليه، يبقى فقط أن تنفتح عليه وهذا عبر الصلاة بألسنة وجعل الكلمة تأخذ مكانها في ذهنك ومقاومة أفكارك البشرية لكي تستقبل بطريقة صحيحة ، إن لم تفعل هذا، أنت غاش لكلمة الله ولن ترى راحة في روحك.

لذلك عمل الروح القدس عليك في البداية هو أن يجعلك ترى الأمور في روحك أولا، تفهم الكلمة ثم تراها في روحك وتتخيلها. واجعل هذا تأملك الطبيعي في يومك كله وليس فقط في وقت الصلاة أو دراستك للكلمة أو وقت مواجهتك للتحديات ستجد الحياة والأمور مسيطرًا عليها، اعلم أن الروح القدس ليس أنانيًّا، يأخذك للوضع الذي هو فيه.

لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ (يوحنا 16: 4). في الآية “أني قلته لكم”، أظهر الرب يسوع أنه استباقي يحب أن يعرفك الأمر قبل أن يحدث، حياتنا ليست حياة مفاجأت، يخبرك الروح القدس بالأمور الآتية فلا تتفاجئ بها. الشخص المؤمن عابر للزمن ويرى نهايات الأمور والمواقف ويعلم الأسباب والكيفية لما يحدث، هذا هو السير مع الله، وصولك لهذا المستوى يسبقه: تدربك على السلوك بالإيمان، الروح القدس غير مرئي فعليك ان تتأكد من الكلمة (وليس الحواس) أن ما علمته وستعمله فعلا هكذا من الكلمة (وأيضا ليس عبر سياسة الباب المفتوح) من ثَمَّ، سيجعل الروح القدس لروحك صوتًا ووعيًا للقوة التي بداخلك، لا تتعامل مع نفسك بصورة بشرية، في داخلك أسد في روحك، اخرجه من داخلك ولا تظن أن ليس لديك قوة بداخلك، بل عندما تدرك هذه القوة، سترحب بالتحديات وتحسبه كل فرح لأنك بدأت تدرك أن بداخلك قدرة تستلذ بإخراجها، هذه أعراض الروح القدس على كل من يفعل هذا.

  • أعراض الروح القدس

فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ، أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ قَالَ لَهُمْ:”هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟” قَالُوا لَهُ:”وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ”. فَقَالَ لَهُمْ:”فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟” فَقَالُوا:”بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا”. فَقَالَ بُولُسُ:”إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ، أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ”. فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ (اع 19: 1 – 7).

“فإذ وجد تلاميذ”: هؤلاء التلاميذ كانوا مولودين ميلادًا ثانيًا ولكن لم يكونوا ممتلئين من الروح القدس. فهنا بولس لم يجد أعراض الروح القدس عليهم وسألهم هل قبلتم الروح القدس أم لا، الأعراض التي رأها بولس شملت أن مستوى كلامهم كان مستوى عهد قديم، منتظرين أمورًا تحدث (وليس مقبلين على الأحداث أو مبادرين)، أما أعراض الروح القدس هي أن تكون سالكًا بالبر والسلام والفرح (رومية 14)، وتحيا حياة فيها شبع ليس فيها ضيق أو أن تكون متضايقًا، سيرك مع الروح القدس سيجعلك تصل لجرأة في الحياة وليقينية أنك لست ضحية، فالأمر يكمن في أن تخرج الأسد الذي بداخلك وليس أن تهرب من المواقف؛ أي أن تغير أنت الواقع وليس الواقع هو الذي يغيرك.

لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ ٥”وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: أَيْنَ تَمْضِي؟ لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ. “إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ (يوحنا 16: 4- 12).

لا يبكت الروح القدس المؤمن بل فقط غير المؤمن، وكلمة “يبكت” تعني إدراكه للتعاسة وليس اللوم، هو يظهر له مدى تعاسته بدون يسوع، الخطية التي سيحاسَب الناس عليها في الدينونة هي عدم قبول يسوع وليس أفعالهم لأن الأفعال نتيجة عدم قبول يسوع “أحبت الناس الظلمة أكثر من النور”، لا يبكت الروح القدس المؤمن ولكن ما تشعره هو أن روحك لم ترتَح لأنك تسلك عكسها وليس أن الروح القدس متضايق منك، في الآية كلمة “بر” تعني هنا الصواب، كان الرب يتكلم إلى أناس مدركين أن المسيا آت ولكن رفضوه فبذلك لم يفعلوا الصواب. يكشف الروح القدس للمؤمن ما فعله يسوع، أن الخطية قد دينت وأنك بر الله، وهذه من وظائف الروح القدس في حياتك أن يخبرك ويشرح لك أمورًا آتية، فيكشف لك ويخبرك ويعلمك، الروح القدس له صوت وتسمعه عبر سمعك للكلمة لأنه لا يتكلم من ذاته، أنت لست في عزلة مما ليسوع وما للآب، يأخذ الروح القدس مما ليسوع ويعطيك، بهذا يمجد يسوع (أي أن يتكلم كلمته).

تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ (مز401: 03).

 من عمل الروح القدس: إعادة هيكلة ما خرب في حياتك وجعله جميلًا، أطلق الروح القدس على ظروفك وحياتك سيعطيك جمالًا في حياتك وشخصيتك، ما يحدث هو استعلان لعالم الروح في حياة الناس. ينسج عالم الروح أفكار البشر ويتكلم على فم ناس كما بطرس مع يسوع، لذلك يجب أن تنقح أفكارك لأن الأفكار غير الكتابية هي مدخل لإبليس على حياتك.

قَالَ لَهُمْ:”وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟” فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:”أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!”. فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:”طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ … مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:”حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!” فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:”اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ”. (متى 16: 15 ، 21-23).

تم استعلان لبطرس عن من هو يسوع؟ من خلال الروح القدس الساكن فيه ولكن تكلم إبليس على فمه لأنه أبقى على أفكار ودوافع خطأ أعطت إبليس فرصة أن يتكلم على فمه، قال الرب إن بطرس مهتم برأي الناس ما جعل إبليس يدخل على أفكاره ويتكلم على لسانه ويقهره مرارا وتكرارا (مثل إنكار يسوع) رغم إنه لم يرِد أن يفعل ذلك، وهذا يتكرر مع كثيرين أن يجدوا أنفسهم يفعلون ما لا يريدون، هم مصادقون لأرواح شريرة. ولكن هنا، عليك أن تنقي دوافعك. تأخذك المعرفة والاستنارة للاستقرار في حياتك.

 تكون أعراض الروح القدس في حياتك أولا على روحك، إذ يعطيك قوة من خلال تغييره لكيانك الروحي، هو يغير روحك، يغير قلبك. كنتيجة، ستمد بالقوة وهو يعمل فيك وبلا رخاء ولا يتخاذل أو يعاق عن عمل دوره، يستطيع الروح القدس أن يصل إليك لكه يحترم إرادتك، وإن رفضت عمله في حياتك، قد يصل الأمر بك إلى أن تنتهره كما فعل بطرس مع يسوع عندما انتهره لكي لا يصلب، سيقف الروح القدس ضدك وينتهرك لأنك بذلك ستقف ضده. وهذا كله نتيجة لأمور أنت رافض أن تُصحح بها. لذلك، هناك أهمية كبيرة للرعاية الروحية.

يعطيك الروح القدس أيضا الفهم ويمنحك المعلومات التي هي في روحك، يخرج “كود” المعلومات المذخرة فيك عبر الصلاة بالألسنة وكونك قلتها، فستترجم على هيئة أفكار في ذهنك، لذلك واظب على الصلاة بالروح كتمرين وهنا ستجد روحك خاضعة للروح القدس وستقدر أن تسمع له، اسلك مع الروح القدس في حياتك على الأرض.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$