القائمة إغلاق

ما هي الحياة المسيحية وكيف تحياها – الجزء 6 What Is Christianity And How To Live – Part

العظة على فيس بوك اضغط هنا

العظة على ساوند كلاود اضغط هنا

الحياة المسيحية وكيف تحياهاالجزء 6

أوهام حول مفهوم الكنيسة:

 الكنيسة ليست ضعيفة، بل هي كنيسة حية قوية لأن الروح القدس هو مصدر قوتها. سنتحدث الآن عن النقاط التي تُضعِف الكنيسة بعدم فَهْم وإدراك، فتجعل الشخص يتوقَّع أمورًا سلبية.

(1) يعتقد البعض أن الكنيسة تحتاج إلى إعانة:

 لم يرسم الرب الكنيسة لتكون ضعيفة هزيلة مُستغيثة، بل وَضَعَ كل الإعانة في الكنيسة، لكن ماذا لو وجدنا المُؤمِنين يشعرون بالضعف؟! ما هذا إلّا كذب تَفشَّى داخل حياة الكثيرين، اعتقادًا منهم أن هذا اتّضاع يجعل الناس يلجأون بالأكثر للرب، مُعتقِدين إن شعور الشخص بالضعف يجعله لا يعتمد على نفسه، فيبدأ في الاعتماد على الله والالتصاق الأعمق به.

 بنفس الطريقة يعتقد الناس أنك يجب أن تعترف بخطاياك لكي تُوقفها، وتجدهم يستندون على قول الكتاب: “مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ.(أمثال 28 :13). لا يُعني هنا إن قول الخطية والاعتراف بها هو النجاح، أو إن طريقة الامتناع عن الخطية هي أن يكشفها الشخص حتى يخجل منها ولا يكررها، لا ليست هذه هي الطريقة!

 لكنه هنا يتكلَّم عن الحلّ بأن يضع الأمر أمام من يساعده، وأن يعتذر لمَن أخطأ تجاهه. فالطريقة الكتابية هي أن ترى القوة التي بداخلك وتُخرِجها تجاه هذه الخطية وتوقفها، لأن الخطية ليست طبيعة بداخلنا حتى نسعى إلى إيقافها.

 فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَبْنِي أَيْضًا هذَا الَّذِي قَدْ هَدَمْتُهُ، فَإِنِّي أُظْهِرُ نَفْسِي مُتَعَدِّيًا.” (غلاطية 2: 18).

 كان البعض يقولون عن بولس إنه في صف الختان، وإنه يُشجِّع على السلوك بناموس موسى مع السلوك بما صنعه يسوع، فيقول بولس هنا: إني قد هدمت هذا، لأنه أراد هدم هذه العقيدة والمبادئ التي صارت تُضِعف المُؤمِنين، لذلك قال عن الذين يُعلِّمون بهذا أنهم يُقطَعون، فهو يريد أن يمنع إضعاف الكنيسة؛ “يَا لَيْتَ الَّذِينَ يُقْلِقُونَكُمْ يَقْطَعُونَ أَيْضًا!” (غلاطية 5: 12).

 عندما سَمِعْتُ يومًا أحدَ الخدام وهو يقول: حينما وجدت نفسي جافًا روحيًا في وقت صلاتي، قلت للرب: “رُدّ لي بهجة خلاصي”، وهنا قلت في نفسي؛ إن كان الخادم هكذا، فكم بالحري أنا!! دون أن ندري توارثنا أننا ضُعفاء ونحتاج إلى استغاثة، لكن الكنيسة ليست ضعيفة بل قوية، والفاهِمون فيها أقوياء، لذلك فهي قوية بقوة الأشخاص لأن كيانها هو الأشخاص.

(2) المفهوم الخاطئ للنهضة (انهضني، تعال برعش في كل عظامي، المسني …):

 اعتقد الكثيرون أنّ أمر النهضة والانتعاش الروحي يعتمد على الرب وليس عليهم (وأنا هنا لا أنتقدُ أحدًا، بل إنني أُؤمِن أن كل فقرات روحية تُقام، تُسبِّب إنهاضًا للشعب) لكن الأمر ليس مُتوقِّفًا على دعوة خدام مُعيَّنين، بل على اكتشافك كيف تعيش الحياة المسيحية بمفاهيم روحية سليمة، وهكذا تعيش في نهضة مُستمرة لا تنتهي!

“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ.” (فيلبي 1: 27).

 هنا يُوضِّح بولس لهم أن حياتهم في المسيح لا يجب أن ترتبط بوجوده في وسطهم، فهو ليس سبب نهضة لهم. لكن بلا شك هناك مُؤمِنون يحتاجون لإنهاض، وهذا يتمّ عبر التعليم وإعطاء الغذاء الكتابي السليم، وليس أن يلمسني الله أو يأتي برعش في عظامي.

 لا تتوقَّعْ أن يفعل الله ذلك وإلَّا ستظل مُنتظِرًا أن يُنهِضك الرب، ماذا إن لم يُنهِضك؟! هل الرب حينئذ أصبح مُقصِّرًا تجاهك أو يرتكب خطية! كلا بالتأكيد، بل أنت من تُصلي بطريقة خاطئة.

 قد تتضايق من هذا الكلام لأنه يخلع بعض العادات في ذهنك، فمثلًا؛ قد تكون مُعتادًا أن تتعزَّى بترانيم أو نغمات مُعيَّنة، لكن يجب أن تتعلَّم أن تُخرِج مشاعرك طبقًا للكلمة، ولا تتركها لتتحرَّك بحريتها.

 كثيرًا ما اعتمدنا على الرب في أشياء مُعيَّنة، بينما ينتظرنا الرب أن نتحرَّك نحن طبقًا لكلمته، وهذا ما يُفسِّر لك لماذا تتعثَّر كثيرًا ولماذا تنتظر كثيرًا، ولماذا تقوم وتسقط روحيًا، لأن لديك مقاييس خاطئة، فالأمر إذًا يستحق أن تفهمه لكي تحيا بثبات.

“وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. لذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ.” (عبرانيين 12: 8-16).

 التأديب هنا يُقصَد به التصحيح بواسطة الرعاية الروحية، فأي شخص لابد أن يكون تحت مشرط الرعاية. يكون المولود من الله مثل الخضروات التي تحتاج تقشيرًا وتجهيزًا لتكون جاهزة للأكل، وأيضًا مثل الطفل المولود الذي يحتاج للتغذية. يشرح بولس هنا أن من لا يقبل التصحيح يكون مثل النغول (الأبناء غير الرسميين).

“حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ”، أي بالصورة البشرية، فقد يكون هذا التأديب صحيحًا أو فيه أخطاء.

لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ”، إن كنت تسعى لكي تحيا الحياة المسيحية وتشترك في قداسته، يجب أن تخضع للنظام الكنسي.

“قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ”، لاحظ إنه ليس الله هو مَن يُقوِّم، بل الرعاية السليمة.

 “وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً”، لأنه يوجد من يصنع لنفسه مسالكَ مُعوجَّة، فتصبح حياته مُتخبِّطة لأنه لم يسلك بالطريقة الكتابية الصحيحة ولم يضع نفسه تحت التأديب، أي التقويم والتصحيح.

 “مُلاَحِظِينَ”؛ تُعنِي أن يكون لديك نظرة استباقية (بُعْد نظر) فترى نهاية الأمر، مثل أبٍ يرى أنّ ابنه لا يستذكر دروسه، فهو يرى ما سيَحدُّث في نهاية السنة، وهذا ما يَحدُّث في الرعاية حينما يفتح الراعي ملفاتك لينزع منك السلوك بالجسد فتستفيق، وإن لم يَحدُّث ذلك، يطلع أصل مرارة وتفكير سلبي، ويُستعبد الشخص لخطايا، وهذه المرارة الداخلية تجعل الشخص يصل إلى مرحلة استباحة.

 لا تَحدُّث النهضة عَبْر أن يرسلها الرب، مثلما يصلي بعض الأشخاص: اعبر إلينا واعنّا، لكن كونك مولودًا من الله وتخضع للكلمة ومُمتلِئًا بالروح القدس، فأنت توجد لديك إعانة تحتاج أن تكتشفها. يسأل البعض قائلاً: “كيف أصنع النهضة بنفسي وأعيش حياة انطلاق؟” الجواب بسيطٌ وهو أنّ هذا يَحدُّث عن طريق الكلمة.

 “فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ. ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَةَ يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.” (أعمال 14: 21-22).

 تُوضِّح الكلمة هنا أنّ الناس يتشدَّدون عَبْر التلمذة والتعليم.

“وَلكِنِّي أَحْسِبُهُ حَقًّا ­مَا دُمْتُ فِي هذَا الْمَسْكَنِ­ أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ.” (2 بطرس 1: 13).

 تُوضِّح الكلمة أن النهضة تَتمّ عن طريق تذكير الشخص بالحق الكتابي، وليس عن طريق الصلوات التي تَطلُب من الرب أن يرسل نهضة. يمكنك أن تُصلي لكي تأتي قوة الروح القدس على مكانٍ ما، وإن كنت خاضِعًا لراعٍ، صلِّ لكي يستنير.

 يوجد بعض الأخوة مَن يقولون لبعضهم البعض: “يقويك الرب”، وهذا لأنهم يعتقدون أننا في حالة مِن الضعف ونحتاج إلى قوة، بينما يُوضِّح الكتاب أننا في حالة من القوة وليس الضعف. ما تحتاجه هو إدراك هذه القوة والقيام بتفعيلها!

(3) يعتقد البعض أن الكنيسة ليس فيها تنظيمٌ، بل الأمور فيها بسيطة:

 يعتقد البعض أن الأمور في الكنيسة يجب أن تسير ببساطة وبلا تنظيم أو تعقيد، اعتقادًا أن ما قاله بولس يعني هذا؛ “وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.” (2 كورنثوس 11: 3).

 هذا الاعتقاد يُضعِفك روحيًا لأنه يجعلك تتحرَّك بدون نظام. الكنيسة هرمية التنظيم، لها قيادة، وأخرى أعلى منها، إلى راعي نفوسنا وأسقفها الرب شخصيًا. لهذا ففكرة أن تتحرَّك الكنيسة بدون نظام من جهة الشِق التنظيمي، ومن جهة التعليم، أن الأمر بسيط ولا نحتاج لفَهْم أصل الآيات من اللغات اليونانية والعِبْرية، وإنه يُمكن لأي شخصٍ أن يعظ بالإنجيل…كل هذه الأفكار غير صحيحة.

“وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِفَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ» فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ.” (يوحنا 12: 20-22).

 هل رأيت هذا؟! فما قرأناه للتو دليلٌ على وجود تنظيم، فقد رُفِعَ الأمر من فيلبس لأندراوس ثم ليسوع.

 أيضًا يقول: “لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ.” (1 كورنثوس 14: 33). الله ليس إله فوضى بل إله نظام، وهكذا يجب أن تكون حياتك أيضًا مُنظَّمة في كل جوانبها.

 “مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ.” (تيطس 1: 5). توجد في الكنيسة رعاية روحية وكيان كنسي مُنظَّم، وهذه الأمور حينما تنقُص، تتبدَّد الرعية.

 

(4) يعتقد البعض أن تفسير الكتاب بأغلبية العدد أو بأقدمية الناس أو بقدرة الإقناع:

 لا تضعْ شيئًا أو شخصًا أعلى من الكتاب، لكن ليَكُن الكتاب هو مقياسك للمواقف.

لكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»” (غلاطية 2: 14).

 هنا نرى كيف راجع بولس العقيدة مع الذين هم مُعتبَرون أعمدة في الكنيسة، لأن ليس عند الله محاباة وليس الأمر بالأغلبية ولا بالإقناع الفلسفي!

(5) إعطاء المشاعر والنَفْس البشرية السيادة أن تكون مقياسًا روحيًا للشخص:

 للأسف يُعتبَر هذا الأمر من أكبر المخاطر التي أصابت الكنيسة.

 “مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.” (يوحنا 12: 25).

 المقصود بالنَفْس هنا هي الطُرق البشرية، وإلّا سيكون الرب مُتضارِبًا مع كلامه حين قال: “تُحب قريبك كنفسك”. فليس من الخطأ أن تُحب وتُقدِّر نفسك وترى قيمتك في الرب كما تكلَّمْتُ عن هذا في عظات “القيمة الذاتية“. يقصد بهذه الآية؛ أن مَن يُحب السلوك بالطبيعة البشرية الساقِطة يهلك.

 لقد صار تكوينك الروحي الآن إلهيًا بالكامل، فأنت مولودٌ من الله؛ “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2 كورنثوس 5: 17).

 خَلَقَ الله أجسادنا لكي نستخدمها وليس أنْ تستخدمنا، لذلك، من يُحِب المبادئ البشرية فإنه يُضيِّع نفسه، لأن هدف الرب أن تكون طبيعتنا البشرية خاضِعة للطبيعة الإلهية التي بداخلنا. إن سلكت بمصداقية للمشاعر البشرية التي بداخلك، لن تستطيع أن تتغلَّب عليها أو تُسيطِر عليها.

 وقتها لن تستطيع أن تُطلِق محبة للناس ولا أن تتغلَّب على الشهوة ولا أن تُسيطِر على حواسك الخمس، وتعتقد أن هذه الأفكار هي من داخلك، لكن ليست هذه هي الحقيقة، فأنت بداخلك مصدر آخر للقوة والمعلومات هو الطبيعة الإلهية كمولود من الله.

 “مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا”، أي من يُحِب الطبيعة البشرية ويَعشق مبادئها ويعترف بما يراه ويشعر به.

 بدأ البعض في المشورة يساعدون الناس عَبْر تَقبُّل أوضاعهم ومشاعرهم، في حين تُعلِّمنا الكلمة أن هذه المشاعر يجب أن تخضع لشيء آخر بداخلك تم تجاهل الكلام عنه، وهو طبيعة الله.

 إن كنت تريد أن تُحافِظ على نفسك وبشريَّتك، فأنت بذلك تضيعها، فليست هذه هي الطريقة، فالرب يحافظ لك عليها ولكن بطريقة أخرى. ليست النَفْس البشرية هي الإنسان العتيق، لكن توجد رغبات في الجسد، إن لم تُوجِّهها بروحك ستصير خطية.

 “وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ”؛ أي من يتعامل مع الطبيعة البشرية بدون اعتبار في هذا العالم، فهو يحفظها تحت الحياة الإلهية، أي الطبيعة الإلهية التي بداخلك، لذلك فعدم اعتبارك للبشرية، واعتبارك للمبادئ الإلهية، هذا هو الحَلّ الذي سيجعلها محفوظة في مكانها السليم الذي تُستَخدَم فيه.

 أُعْطِيَّت لنا النَفْس البشرية والجسد لكي نستخدمهم بطبيعة الله (زوى) وليس أن يستخدموا الإنسان. للطبيعة الإلهية التي بداخلك قدرة على السيطرة على حواسك الخمس، فما تشعر به من ظنون تجاه الناس أو ظُلم أو مرارة أو عدم غفران أو حتى إحباط واكتئاب أو رغبة مُلِحَّة لعمل خطية…إلخ، لدى روحك قدرة للسيطرة عليه.

 إنْ لم تضع الطبيعة الإلهية التي بداخلك في نصابها السليم، والجسد في نصابه السليم ستكون بَشِعًا في الخطية، لأنك لم تعرف أن تُدير جسدك بطريقة صحيحة.

 “أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ.” (1 تسالونيكي 4:4)؛ أن تقتني إناءك، أي أنْ تُدير جسدك. الحياة المسيحية هي أن تُسيطِر على حواسك الخَمس، على الاكتئاب والحزن وعدم الرغبة في دراسة الكلمة والقلق وأعراض المرض. دَعْ روحك تسيطر على جسدك.

 كثيرا ما قيل: اترك مشاعرك ولا تحاول أن تقاومها لئلا تنكسر مثل الزجاج، وإن كنت مَضغوطًا لابد أن تأخذ راحة، وهكذا اعتقد الناس أن هذه هي طريقة الخروج من الأزمة، بينما ستظل المشاكل قائمة كما هي بل وأسوأ. الحَلّ هو أن تُفَعِّل روحك، فليست المشكلة في العمل أو شريك الحياة أو حتى الاقتصاد والظروف أو أشخاص بعينهم. توجد سيطرة في روحك على هذا كله، لابد أن تُفَعِّل روحك إلى أن تصير عملاقًا روحيًا.

 

(6) الضعف والحرمان وسحب الشيء منك يجعلك تقترب إلى الله:

 يعتقد البعض بضرورة وجود شيء ناقص حتى نقترب إلى الرب، لكن عندما يدرك الشخص ما له من سلطان في المسيح، سيُتَّهَم بالكبرياء والاستقلال عن الله لأنه صار مُتكامِلًا.

 “إِذًا لاَ يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِالنَّاسِ! فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ.” (1 كورنثوس 3: 21)؛ لقد أُعْطِينا كل شيء، هو وهبنا كل ما يلزمنا.

 “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ.” (أفسس 3:1)؛ باركنا بكل بركة روحية التي تشمل بداخلها أيضًا البركات الأرضية.

أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفىً فِي حَقْل، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَى ذلِكَ الْحَقْلَ.” (متى 13: 44).

 اشترى الرب الأرض كلها، فالعالم وُضِعَ في الشرير، لكن الرب استعاده رسميًا لأنه جاء كإنسان، وإن كان آدم الأول قد أَسلمَ الأرض لإبليس، فآدم الثاني قد أخذه واسترده، لكن يوجد أُناسٌ يُدْخِلون إبليس في الأرض، وآخرون يُدْخِلون يسوع في الأرض أيضًا.

 يوجد لدى البعض مفهومٌ أنه من الضروري أن ينقُصك شيئًا، فحتى إن كنت فَرِحًا اليوم، لابد أن تكتئب، وَهُم في الحقيقة يستندون على فَهْم خاطئ لبعض الآيات! إليك بعضٌ من تلك الآيات؛ “أَيْضًا فِي الضِّحِكِ يَكْتَئِبُ الْقَلْبُ، وَعَاقِبَةُ الْفَرَحِ حُزْنٌ.” (أمثال 14: 13).

 في الحقيقة يتكلَّم الكتاب هنا عن أولئك الذين يعيشون في حالة ارتخاء روحي، فيتوهَّم الشخص أنه في حالة رائعة، لكن الكتاب يُحذِّره من عاقبة الأمر. هذا هو نفس المبدأ الذي تكلَّمَ عنه يعقوب في رسالته، حينما خاطب المُتهاوِنين روحيًا؛ “هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ» أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاك».(يعقوب 4: 13-15).

 لا يتكلَّم يعقوب هنا للمولودين من الله، بل إلى أُناسٍ مُرتدّين، بعدما عرفوا الله رجعوا إلى طرق العالم، لذلك ينصحهم أن يقولوا “إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا“، هذه المقولة التي للأسف يتداولها الكثيرون، لكنه يستخدمها هنا ليُوضِّح لهم أنه بحالهم هذا حياتهم غير مضمونة!

 على النقيض، مَن يحيا بالكلمة تكون حياته مضمونة، وهذا ما كان يحيا به بولس، فكان يتكلَّم بجرأة ويقول “سأذهب إلى كذا.. أو سأفعل كذا…” دون أن يقول “إن شاء الله”. وعندما قالها كان يقصد بها أنه سيُراجِع الأمر مع الرب إن فُتِحَ له بابٌ في الخدمة، لكنه أيضًا لم يَقُل “إن شاء الرب وعِشنا” بل “إن شاء الرب”، أي إن كان هذا خطة الله ومشيئته (في أمور الخدمة).

 “لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضَعْفٍ، لكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاءُ فِيهِ، لكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ.” (2 كورنثوس 13: 4)؛ ليس معنى أن الرب يسوع صُلِبَ من ضعف أنه كان مريضًا، لكنه كان مُستسلِمًا ظاهريًا أمام الناس.

“فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِلِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ.” (2 كورنثوس 9:12-10).

 المقصود بالضعف هنا هو الاضطهادات والافتراءات لأجل المسيح، فكل ما ذكره بولس لم يَكُن مُشتمَلاً على أيّ مِن الأمراض.

 “وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ.” (2 كورنثوس 12: 7). لم يَقُل بولس إنّ الشوكة هي مرضٌ، لكنه ذَكَرَ في الأعداد التالية لتلك الآية الاضطهادات والضيقات لأجل الرب. كل ما يَحدُّث في الأرض ورائه سبب روحي، فقد أوضحَ بولس أن سبب الاضطهادات هو “ملاك الشيطان” أي إبليس.

 “مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي.” (2 كورنثوس 12: 8)؛ كان بولس مُعتادًا على استجابة الصلاة، فقد قال تضرَّعتْ ثلاث مرات وليس ثلاثون سنة!! فعندما لم يجدْ استجابة سأل الرب، فأجابه الرب: أنت تحتوي القوة اللازِمة لك…قوتي في الضعف تَكمُل.

“ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَوَلكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ، قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَة. فبَشَّرَا فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ. ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَة.” (أعمال 14: 19-21).

 نرى استعلان لهذه القوة في بولس حين تَمَّ رجمه لدرجة الموت، ولكن عندما أحاط به التلاميذ وصلُُّوا له، قام ثانيةً ليَعظ ويُبَشِّر. هذه القوة مِن المستحيل أن تتمّ إلَّا إنْ كانت يدّ الرب وقوته، فمعني جملة “قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ” أنه من الطبيعي أنك تُضطَهَد في الأرض لأنك تسير عكس التيار، إذًا هو لم يَكُن يتكلَّم عن أمراض.

“وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.” (رومية 8 : 26).

 يعني الضعف هنا أن بشرَّيتنا لا تُلِمّ بالأمر، لكن الروح القدس بداخلنا يُعين هذا الضعف في صلواتنا حينما نُصلي بألسنة، فتصلي من أجل التفاصيل التي لا تعرفها بذهنك، فليس هذا إذًا ضعفًا روحيًا بل هو نقصانًا بشريًا، لأن الجسد مَحدود.

 “لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.” (عبرانيين 4: 15).

 في رسالة العبرانيين، يُقارِن بولس الرب يسوع بالملائكة ثم بموسى ثم بيشوع ثم بهارون، وهنا أوضحَ تَفوُّق الرب يسوع على رئيس الكهنة لأنه يُرثي لضعفاتنا، أي يتعاطف معنا ويشعر بنا، إلى مرحلة أنه يختبر ما نختبره، وقد شرحت هذا في عظات “الرحمة والرأفة“. يتكلَّم بولس في هذه الرسالة إلى العبرانيين وينزل إلى مستواهم، حيث أَوضَحَ سموّ وتفوُّق الرب يسوع عن هارون (فهو يتكلَّم بلغة العهد القديم في العهد الجديد).

 “فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (عبرانيين 4: 16)؛ توجد لدينا قوة متاحة لننالها بثقة، ونجد نعمة في حين احتياجنا. الآن هو وقت الرحمة والنعمة، فلا تتجاهلوها.

(7) لا ترفعْ مستوي توقعات الناس لئلا يُحبَطوا:

 اشتهرت هذه الجملة كثيرًا، بالأخص في زوايا الشفاء أو النجاح في العمل.

 “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!” (يوحنا 1: 50).

 إن كان الرب يسوع قد تكلَّمَ بهذا المُنطلَق، فسنتكلَّم نحن أيضًا به، فإن رأيت أمرًا بسبب إيمانك، فاعلمْ أنك سترى أعظم منه، لأن الرب يسوع هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، لذلك يجب أن نقول ما يقوله يسوع. فلنتمسكْ باعترافاتنا ونقول كما تقول الكلمة، لأنه من الكبرياء أن تقول عكس هذا! يجب أن تأكل لبنًا عديم الغش لكي تنمو به.

 “إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟” (يوحنا 3: 12)؛ يبدأ الرب بأمور بسيطة أولًا، وهذا هو تدرُّج الوحي، فيجب أن نؤمن بالأمور التي وضع الرب بصماته فيها ولم يفسدها إبليس بعد.

“وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.” (يوحنا 3: 13-18).

 أي شيء لا يخضع للكلمة يُدان، وهذا مبدأ عام. إن كان هناك عيان مضاد لا يؤمن بكلمتك المنطوقة، فهو يضع نفسه في قضاء ويُدان لأنه لا يخضع لهذه الكلمة الخارِجة من فمك.

“وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةًلأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ.” (يوحنا 3: 19-21).

لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ”، الشخص الذي يسير في النور يتعامل مع الأمر أن هذا نتيجة الطبيعة الإلهية، ويحب أن يكشف هذا، أما الذي لا يسير في النور، فإنه ينكمش لئلا يُفضَح، فالمُعتزِل يطلب شهوته كما قال الكتاب. إذًا عدم إخفاء الشيء هو حَقٌّ كتابيٌّ.

 “فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.” (رومية 8: 18).

 “الزَّمَانِ الْحَاضِرِ” يُقصَد به الكنيسة في بدايتها وليس الكنيسة الأولى، فجميعنا كنيسة واحدة، حيث كانوا في بداية الكنيسة يواجهون اضطهادات بشعة. كان بولس يتكلَّم بتوقعات عالية، فكان يرى بالبُعْد الإلهي إنه وإن كان يبني مبنى وواجه تحديات في البداية، لكنه سيكون رائعًا في النهاية.

 يجب أن تفتح الملف لتفهم لماذا لم تتمّ المعجزة حتى تستطيع أن تفعلها بقوة الله التي فيك، وليس أن يُقال لك أن تقبل وضعك وعندما يأتي الرب ستجد لها حلًا، فتمجيد الرب هو أن يُرَى الحلّ الآن! عندما كان الرب يسوع يشفي المرضي، كان الناس يرون ذلك ويمجدون الله.

 إذًا المجد يعود على الله، وليس الأمر في “إعلاء التوقعات” فهذه الجملة تحوي في طيَّاتها عدم تَمكُّن الشخص في الإيمان، وخوفه من عدم حدوث نتائج لئلا يُصاب هو أو يصيب الآخرين بإحباط. لا تعِش سجينًا، فإن كان هذا حقًّا كتابيًّا، فيحقّ لك أن تعيشه.

(8) الاعتقاد بأنه لا دور للمُؤمِن، وأن الأمر كله مُرتِبِطٌ بالرب:

 يُوضِّح الكتاب إنك إنْ لم تحيا بمسئولية عن حياتك الروحية، قد ترتدّ وتهلك. إن احتقرت ما صنعه الله للإنسان ولم تسلُّك فيه، فأنت تضع نفسك في الارتداد للهلاك.

إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ (المُلْك الألفي). إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.” (2 تيموثاوس 2: 12-13).

 “إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا”، يستند البعض على هذه الآية قائلين: إن عدم أمانتي لا تُبطِل أمانة الله، هذا صحيحٌ ولكن إلى حين. إليك مثالٌ يُوضِّح هذا؛ إن كنت تساعد شخصًا، وظللت تساعده بأمانة، إلى أن جاء يوم الامتحان، هنا لن تساعده، وهذه ليست عدم أمانة منك، بل إن طبيعتك الأمينة تجعلك لا تساعده. هكذا الله لا يقدر أن يتخلَّى عن طبيعته الأمينة، فكم مِن المرات استُخدِمت هذه الآية ذريعة وعُذرًا لِمَن يريدون الحياة بتسيُّب.

“أَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية 5: 17).

يوجد فرق بين أن نَملُّك معه في المُلْك الألفي وبين أن نَملُّك به الآن في الحياة.

“فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ.” (1 تسالونيكي 4: 14).

 الراقدون بيسوع، أي الذين ماتوا تحت سيادة الرب على حياتهم وأفكارهم، هم الذين سيقومون مع الرب في الاختطاف، لكن الذين ماتوا مُتسيِّبين روحيًا، هلكوا. “الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ” ليس معناها فقط المولودون ميلادًا ثانيًا، ولكن الذين استمرَّ يسوع ربًّا على حياتهم وأفكارهم.

“وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ (بشرط) تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.” (عبرانيين 3: 6).

 يُمكِن للمُؤمِن أن يرتدّ ويهلك! فليس المهم فقط أن يقبل الشخص يسوع. للأسف هذه الفكرة أدَّتْ إلى تَسيُّب روحي، لأن الكتاب يُعلِّمنا بضرورة الحفاظ على خضوعك ليسوع ربًا على حياتك. خضوعك لوسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات غير الكتابية وغيرها، هو عدم إعلان ربوبيتك ليسوع دون أن تقصد!

 إنْ جعلت مبادئ أخرى غير مبادئ الله على حياتك، هذا عدم خضوع، فتبدأ أن تتَّجه إلى المعسكر المُضاد تدريجيًا وتضع نفسك في عداوة مع الله؛ “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ.” (يعقوب 4: 4).

 يوجد من ابتدأَ حياته بصورة صحيحة لكنه هَلَكَ، لأنه لم يُكمِل بطريقة صحيحة إلى النهاية. طالما أنت في الأرض فلديك فرصة. أيضًا حالتك الروحية لها معايير، فليس كل مَن هو ضعيفٌ روحيًا هالِكًا، فهناك ما فهمه وأدركه، وما كان يجب أن يسلك به، كما أنّ هناك مرحلة من السماحية للشخص أن ينضُج.

 ليست العِبرة بحضورك للكنيسة، فيوجد من يحضر دون أن يجعل يسوع ربًا على حياته، فالأهم هو هل مازال يسوع ربًا على ذهنك وحياتك أم لا؟ كل مرة تعترف باعترافات العالَم، أنت بذلك تُضعِف مكانتك وتضع نفسك بعيدًا عن الرب.

فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ.” (رومية 22:11).

 انتشرت الكثير من المبادئ غير الكتابية، بسبب عدم الالتزام بتعليم الكتاب، فبدأت الكثير من التخمينات، ومنها أن أي فِكْرة ترتاح إليها داخليًا فهي مِن الرب، لكن ارتياحك هذا لا يُعنِي موافقة الرب على مبادئك. احذر لئلا تدخل السماء ثم تكتشف أن اعتقاداتك كانت خاطئة.

فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!” (عبرانيين 4: 1).

 توجد مسؤولية على الإنسان، فالله لن ينكر نفسه، أي لن يُغيِّر من طبيعته. أمانة الرب مُستمِرة للبشر، لكن مَن يَخرُج خارج هذه الأمانة، سينكره الرب. إن كان الرب قد أعطانا هذا الحُبّ العميق، فليس معنى هذا أن تُهدِره.

 إن كنت تألف طُرق العالَم بعد، يجب أن تقلق على حياتك. إن لم تَكُن مُلتزِمًا روحيًا، فأنت في طريقك للارتداد للهلاك. أن يكون يسوع ربًا، هذا الأمر له بداية لكنه لن يستمر مِن تلقاء نفسه، فأنت يجب أن تعرف ما هي أفكاره في كل موقف وتسلُّك بالحَقّ الكتابي.

“فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.” (فيلبي 3: 20).

 إن كانت سيرتنا، أي جنسيتنا سماوية، فهذا الإله لا يقبل أن يكون لديك أي جنسية أخرى، ولا أي انتماء وأفكار أخرى، بل يكون هو كل أهدافك وطموحاتك وخططك. الحياة المسيحية هي حياة حرص روحي. يجب أن نَثْبُت إلى النهاية بنفس الثقة والفرح؛ “لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.” (عبرانيين 3: 14).

 قد لا يُؤمِن البعض بالاختطاف، لكنهم مع ذلك سَيُختَطَفون لأن قلبهم في الرب، لكن مَن يُواجه الاختطاف بالرفض العمدي، فلن يُختطَف، وبالمِثْل قد لا يُؤمِن شخص بالألسنة لكنه يدخل الكنيسة ويجدّ نفسه يُصلي بألسنة، أو آخر كان ضدّ مبدأ الشفاء الإلهي، لكنه دَخَلَ الكنيسة وشُفِيَّ…إلخ.

 ما تفسير هذه الأمور؟! إنّ قلب هذا الشخص كان يَطلُّب الرب، لكن ذهنه كان يقف ضدّ الرب بسبب التَضارُّب في الآيات الكتابية غير المفهومة لديه، لكن يظلّ قلبه يَصرُّخ للرب حتى وإن لم يَكُن هو يُميِّز ذلك، لأن قلبه جائِعٌ، لذلك يجد نفسه يستفيد بأمور من حقه في المسيح كان هو ضدها سابقًا، لكن إن عُرِضَ على الشخص حقًّا كتابيًّا ورفضه، فهو بذلك يرفض الله شخصيًا.

 توجد معايير كثيرة لدى الرب، فقد يكون هناك شخصٌ تعتقد خطأً إنه غير مولود ميلادًا ثانيًا لكنك تُفاجأ بوجوده في السماء، فأنت لا تعلَّم أن قلبه كان يَصرُّخ إلى الرب، بلا شك لن يكون في مكانة عالية في السماء، لأنه لم يَقُمْ بعمل للملكوت على الأرض، فما نعمله هنا هو استثمار للآتي. نحن لا نعيش على الأرض حياة ساكِنة؛ نأكل ونشرب وغدًا نموت. لا تحيا لذاتك، يريدك الروح القدس أن تستيقظ وتستفيق.

(9) الاعتقاد بأنك يجب أن تكون ناقِصًا:

 النقص بمعنى أنك واقِعٌ في خطايا، أو غير مُسيطِر على نفسك، وإلّا ستكون في مكانة لم يرسمها الله للإنسان؛ “وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.” (يعقوب 1: 4).

 اعتبرْ كل موقف هو فرصة جيدة لإظهار قوة الله التي بداخلك، فلا تتعامل مع الموقف بصورة بشرية عادية، فتتحرَّك بتساؤلات ورثاء للذات وبكاء مُعتقِدًا أن هذه هي الطريقة التي تُحرِّك الله، فقد تكون اعتدت في طفولتك على هذه الطريقة للحصول على ما تريد من والديك.

 اعتقدنا كثيرًا أن الرب يريد منا لجاجة -بالمفهوم غير الكتابي- حتى يستجيب. اللجاجة ليست مع الله، لكنها ضد إبليس مع الله، وقد قُمْت بشرح هذا في سلسلة عظات “الصلاة المُستجابة“.

 الحَقّ الكتابي هو حياة وتدريبات، فكل موقف تَعبُر به هو فرصة لكي تتكامل وتتدرَّب كيف تُواجه الموقف، فليس معنى الصبر هو احتمال الموقف وقبول الواقع، لكنه وقوفك بثبات ضدّ العيان المُضاد، فتعرف كيف تتعامل مع الموقف؛ ليس بتذمُّر أو ضيق أو استسلام، بل تتعامل بروحك. أيضًا يجب أن تُتقِن التعامُل مع مُختلَف أنواع الشخصيات وهذا قد شرحته في عظات “العلاقات“.

 لذلك يجب أن تكون عارِفًا الكلمة لكي يكون الرب يسوع سيدًا على حياتك وأفكارك وتعامُلاتك وكل شيء. يقول الكتاب عن الرب يسوع: “مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ.” (عبرانيين 5: 8). لا يُعنِي هذا أن الرب يسوع لم يكن طائِعًا، لكنه أخرجَ الطبيعة التي بداخله أمام المواقف.

 “وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ.” (عبرانيين 5: 9).

 “وَإِذْ كُمِّلَ”، لا يُعنِي هذا أن يسوع كان ناقِصًا، لكنه يُعنِي النضوج، فهو كان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة. يُمكِنك الرجوع لمقالة “يسوع ابن الله وكيف خدم كابن الإنسان“. لذلك إن لم تتعامل مع ظروف الحياة بقوة روحك، لن يكون للصبر عملٌ تامٌ في حياتك، فتجد أنك قصير النَفَس في المواقف الحياتية.

 إن تركت نفسك مع الروح القدس ليتحرَّك في حياتك، لن تتعامل مع المواقف بردود أفعال خاطِئة فيها إحباط أو استسلام أو ملل وغيرها. أيضًا يجب أن تتمرَّس على إخراج الطبيعة الإلهية التي بداخلك أمام ظروف الحياة.

“وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ...” (2 تيموثاوس 4: 5).

 قال بولس لتيموثاوس أنْ يحتمل المشقات وليس أن يستسلِّم أمام المواقف، هو كان يُكلِّمه عن الخدمة، لكن في كل المواقف، إن كان مرضًا أو احتياجًا ماديًا أو غيره، لا يَكُن ردّ فِعْلك إحباطًا أو استسلامًا بل فرحًا.

 عندما تواجه التحديات، قُلْ: سوف أرى معجزة في هذا الأمر، فالروح القدس يتحرَّك معي بقوة، سأرجع باختبار رائع في هذا الأمر…. هذا هو الصبر، أي وقوفك بثبات أمام العيان المُضاد. أيضًا أشجِّعك بدراسة عظات “كيف تكون ناجِحًا ومُثمِرًا في الأرض” حتى تفهم الأمور من كل الزوايا.

 إن تعاملت في مواقف الحياة بمبادئ الكلمة ستستغرب نفسك، وسيتعجَّب الناس مِنك، وبالطبع سيقول عنك البعض إنك أصبحت جافًا أو غريبًا! لكنك في الحقيقة هادئٌ لأنك تَسلُّك بروحك ولم تَعُدْ مواقف الحياة تُحرِّكك، فيظنك الناس غير مبالٍ بهم أو بالظروف.

 أيضًا مِن المهم جدًا وجودك في وسط جسد بنفس الحق الكتابي، يُشعِلك وتُشعِله، وتقبل التسنين من أخوتك لتكون يَقِظًا، وأن تُقدِّرهم، فَهُم أعضاء في جسد المسيح!

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$