القائمة إغلاق

ما هي الحياة المسيحية وكيف تحياها – الجزء 3 What Is Christianity And How To Live – Part

 

 

العظة على فيس بوك اضغط هنا

العظة على ساوند كلاود اضغط هنا

الحياة المسيحية وكيف تحياهاالجزء 3

 

 ما الذي يَحدُّث للشخص حينما يُولَد من الله؟ أو ما هو المُنتَج الذي خرج نتيجة الميلاد الثاني؟ ومَن هذا الإنسان الذي خَرَجَ نتيجة أنه وُلِدَ من الله؟

 تذكَّر أنه؛ لا أحد يُمكِنه أن يُمارس مهام وظيفته قبل التعيين فيها، بل يجب أولًا أن تكتشف أن لك الأحقيَّة في هذا، فطوال الوقت ترى الكنيسة (التي مفردها أنا وأنت) أن الشخص لم يحصل بعد على هذا الأمر، وأنه لم يحصل بعد على التصريح أو القوة من الله ليمارس هذا الأمر، لذلك صار هناك تسويف وتواكل، واعتقدنا أن هذا هو الاعتماد على الله، في حين يقول الكتاب أننا صانعو الكلمة.

وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.” (يعقوب 1 : 22).

 “عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ” أي أنت مَن يُنفِّذ ويَصنع تجسيد للكلمة، فقد كنا نعتقد سابقًا أن الله هو من يُنفِّذ ويصنع وأن هذه اعتمادية على الله. لكن الروح القدس ينتظر أن يتحرَّك الإنسان لأنه وَضَعَ فيه القوة ليفعل هذا. يعتمد الكثيرون على أن يدفعهم المُؤمِنون أو يدفعهم الروح القدس، نعم قد يَحدُّث هذا، لكنك تحتوي على القوة.

 لهذا من الهام جدًا أن نفهم توزيع الأدوار، لأنه من الصعب جدًا أن يعيش الشخص دون قوة متاحة من الله. صرنا صانعي الكلمة، نحن مَن نُنتِجها، لذلك يوجد دورٌ تنفيذي للكنيسة، ليس هو دورًا عاديًا بل هو دور مُقوَّى بالروح القدس.

 المولود من الله ليس إنسانًا عاديًا، بل هو شخصٌ وُضِعَ فيه كل قوة الله، وكل الطبيعة الإلهية، ويجب أن يُنَمَّى هذا الطفل ويصير عملاقًا روحيًا، لذلك يجب أن يأكل لبنًا غير مغشوش؛ أي طعامًا نقيًا حتى لا يتعثََّر في حياته الروحية.

“وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ.” (1 بطرس 2 : 2).

 حالتك الروحية الحالية مهما كانت، لا تنفي الطبيعة الإلهية التي فيك، فأنت تحتاج فقط أن تُنمِّي هذه الطبيعة، وكفى اعتمادًا على المُؤمِنين الآخرين، فإن اعتمدت عليهم لوقت ما، يكون من الإهانة لك أن تكمل مدى حياتك هكذا.

لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِوَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِوَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّاوَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ .لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ“. (1 كورنثوس 2 : 11-16).

 “رُوحَ الْعَالَمِ”؛ يوجد روح للعالم، وهي التي تجعلك تهتم طوال الوقت بوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمباريات الرياضية وغيرها. ولا تَقُل أنا أهتم بالأخبار لكي أُصلي من أجل الناس، كن حقيقيًا مع نفسك، فكل شيءٍ وراءه عالم الروح. رُفِضَ الرب يسوع مرة من مدينة، فقال له تلاميذه: هل نطلب أن تنزل نار من السماء فتحرق أولئك، فقال: “لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!” (لوقا 9 : 55).

 كان التلاميذ في هذا الوقت تحت قيادة شيطانية، هكذا مِن الوارد جدًا أن ينزلق الشخص في عالَم الروح دون أن يدري، فَيُمكن أن يتكلََّم بكلمات تدميرية على آخر، لماذا تجعل إبليس يأخذ من كيانك ويستخدم فمك الذي هو أداة لإخراج كلمة الله للأرض؟! لذلك من الهام جدًا أن تَنضج، كفاك طفولة روحية وكفاك اعتمادًا على الآخرين.

 “لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ الله، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ”؛ كل شيء له روح، وكلما تسير مع الروح القدس كلما تعرف الله أكثر.

 “قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ” أي مُتكلِّمين عن الأمور الروحية بلغات روحية وبطريقة روحية.

 “وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ”؛ أي لنا عقلية المسيح، لذلك نستطيع أن نرى الأمور بطريقته.

“وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ، سَقَيْتُكُمْ لَبَنًا لاَ طَعَامًا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ، بَلِ الآنَ أَيْضًا لاَ تَسْتَطِيعُونَ، لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟” (1 كورنثوس 3: 1-3).

 من المُتوقِّع ألّا تسلك مثل البشر العاديين، لأنك مولودٌ من الله وبداخلك الطبيعة الإلهية التي تجعلك تختلف في فهمك للأمور. دون أن تدري، قد تُحطِّم شخصًا إن تكلَّمت عنه بطريقة سلبية، حتى وإن لم يَكُن أمامك، فقد خرجت كلماتك في عالم الروح، وهي سارية المفعول. إن كان هذا الشخص عريانًا روحيًا فسيُصاب، لكنه إن كان يسعى روحيًا بالطبع هو مَحميٌّ مِن كلامك.

 تذكَّرْ أنّ بولس الرسول عَزَلَ زاني كورنثوس عن الجسد (الكنيسة) لكي يُسلِّمه لإبليس! لأنه كونه بداخل الكنيسة لن يستطيع إبليس أن يصل إليه، مع أنه زانٍ ومُستبيحٌ. لكنه حينما تاب، لم يحتَج بولس أن يمنع إبليس عنه، إنما قال لهم اقبلوه، فكونه دخل داخل جسد وبدأ يسلك بصورة سليمة، فهو في حماية. توجد حماية إلهية تلقائية طالما أنت داخل الكلمة وتسلك بها، وغير مستبيح ما اعتبره الناس أنه ليس خطية!

وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً، عَهَارَةٌ، نَجَاسَةٌ، دَعَارَةٌ، عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، سِحْرٌ، عَدَاوَةٌ، خِصَامٌ، غَيْرَةٌ، سَخَطٌ، تَحَزُّبٌ، شِقَاقٌ، بِدْعَةٌ.” (غلاطية 5: 19-20).

 “سَخَطٌ“؛ أي انقلاب وتعكير المزاج، هذا مِن أعمال الجسد، لكن هناك من يُقنِّنها ويتعامل معها بصورة عادية، لكن هذا ليس طبيعيًا، فالشخص الذي يسلك بالكلمة لا يجب أن يتعكَّر مزاجه، لكن يُمكِن لمشاعره أن تتحرَّك فيما يختصّ بالكلمة، فهو مَن يتحكَّم في مشاعره وليس العكس.

“وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلًا بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا.” (أفسس 2 : 1-3).

 أنت لم تَعُد كالباقين، لم تَعُد مثل البشر العاديين، ولا يَحقّ لإبليس أن يشتغل في حياتك، فإن كنت تشعر أن إبليس يُطاردك ويُزاحِم حياتك، فالكتاب يُوضِّح أنه يعمل في أبناء المعصية وليس فيك، فهو لا يمكن أن يعمل في حياتك إلا إذا أعطيته أنت مساحة، لذلك لا تُعطِه مكانًا ولا وطأةَ قدمٍ، وهذا هو المستوى الذي يريدك الروح القدس أن تعيش فيه، فالمولود من الله ليس شخصًا عاديًا، فهذه هي الإمكانيات الموجودة في روحك!

“فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا. لأَنَّنَا لَسْنَا نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا أَيْضًا لَدَيْكُمْ، بَلْ نُعْطِيكُمْ فُرْصَةً لِلافْتِخَارِ مِنْ جِهَتِنَا، لِيَكُونَ لَكُمْ جَوَابٌ عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِلأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلّهِ، أَوْ كُنَّا عَاقِلِينَ فَلَكُمْ .لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا .وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًاوَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (2 كورنثوس 5: 11-18).

 “وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا”؛ لم يَعُدْ بولس يُعْرَف لدى الناس من الخارج، وأيضًا هو يعرف الناس ويعرف نفسه من الداخل، فالمولود من الله يعرف الناس بضميره، أي بروحه.

 “إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ”؛ أي لا أعرف الشخص طبقًا لِما هو عليه من الخارج! كيف تعرف الناس والمواقف؟ من الخارج أم من الداخل (مِن عالم الروح)؟ تعلَّمْ ألا تحكم

 “وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ” تعامَل بولس أولًا مع يسوع على أنه نبي كذاب ومُضلِّل، لأنه كان يعرفه من الخارج وليس من الداخل، فقد أرجعَ بولس كل هذه الأمور لعالم الروح.

 “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ”؛ أنت صرت مَخلوقًا جديدًا، أي فصيلة جديدة مختلفة عن فصيلة البشر.

 “الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا”؛ لا يوجد إنسان عتيق بداخلك، ولا يوجد الآن لديك طبيعة أخرى سوى الطبيعة الإلهية.

 “وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ”، كل كيانك الروحي الآن هو مِن الله، ويمكنك أن تحكم في الأمور بصورة صحيحة.

 المولود من الله ليس خاضِعًا لعناصر العالم، وليس للعالم سيادة وتسلُّط عليه؛ “فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالشُّكْرِاُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ.” (كولوسي 2 : 6-8).

 “بِغُرُورٍ بَاطِل”، أي أمور تبدو برَّاقة لكنها تافهة وخاوية وفارِغة وليس لها أساسٌ.

حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ”؛ أي عناصر العالم، مُرتبِطة بالعالم. أنت لم تَعُدْ مُرتبِطًا بالعالم، نعم أنت في الأرض، لكنك تُفكِّر بصورة إلهية، يوجد من يُعذِّب نفسه بتفكيره في أمور عكس طبيعته الإلهية، وكأنك تُخرِج سمكة من الماء لتعيش في الهواء، فليس طبيعيًا أن تتحرَّك بصورة غير التي رُسِمْتَ عليها، لأن هذا يجعلك مُرتبِطًا بالعالم.

“وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ .بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِهكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ.” (غلاطية 4: 1-3).

 “أَرْكَانِ الْعَالَمِ” تُعنِي عناصر العالم، وهو نفس اللفظ الذي وَرَدَ في (كولوسي 2: 8)، أي كل ما يُقدِّمه لك العالم وكنت خاضِعًا له عندما كنت طفلًا روحيًا. إن كنت لا تزال طفلًا روحيًا، ستجد نفسك خاضِعًا لعناصر العالم، فتأتي عليك أعراض المرض ولا تستطيع مقاومتها، لأنك تتعامل بنظرة عادية للأمر، وعندما تأتي المشاكل تقبلها كأمرٍ واقع ولا تغيِّرها أنت.

 هذه هي عناصر العالَم التي تُقَدَّم لك وأنت تأخذ منها بكل سهولة، لأنك لم تتدرَّب بعد على استخدام ميراثك في المسيح. نضوجك الروحي يجعلك تُسيطِر على وضعك وحياتك الشخصية، فإن كنت لم تَنضُج بعد، يوجد نمو روحي لتَصل إلى هذا المستوى.

 الحياة المسيحية هي حياة الله في الإنسان، والإنسان في الله، والمولود من الله يسكن داخل حضور الله.

“أَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ.” (عبرانيين 12: 18-23).

 “بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ”، أي صرتم داخل هذا الحضور، وهذا قد حَدَثَ بالفِعْل، فزمن الفِعْل يُوضِّح هذا. لابد أن ترى هذه المشاهد بداخلك، فهذه هي حقيقتك.

 “وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ، أي كنيسة ليست مهزومة، فالبِكر هو الشخص الذي يأخذ فَضْل القوة من أبيه، كما إنه يأخذ ضِعْف الميراث، أي إنه لديه القوة. هللويا!

 “وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ”، قد أتينا إلى حضور الله، نحن فيه الآن، وليس أننا سنراه بعد الموت.

 “وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ”، نحن مُحاطون بأرواح الأبرار (سحابة من الشهود). لابد أن تنغمس في التأمل في هذا، ولا تَعِش طوال الوقت بصورة أرضية. أنت داخل حضور الله، تحتاج فقط أن تلتفت إلى المكان الذي أنت فيه، وليس أن تستدعي الروح القدس أو أن تشعر به.

 مثلاً أنت لا تشعر بقلبك أو رئتيك وهم يعملون، ولكنك تعرف أنهم بالتأكيد يعملون، هكذا أنت لا تحتاج أن تشعر بحضور الله لكنك محتاج أن تسلك كموجود في حضوره.

وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِيفَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَالأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ.” (مرقس 8: 34-38).

“وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّة. وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ.” (مرقس 9 : 1-2).

 “قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّة“؛ هنا هو لا يتحدَّث عن التجلّي، وهو يتكلَّم إلي التلاميذ والجمع؛ “وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ” فهو واقعًا يتكلَّم عن ملكوت يسوع، وليس عن المُلك الألفي. يوجد أشخاص غير مُدرِكين أنّ ملكوت الله يحتوي قوة، وهو عبارة عن سيادة الله على الإنسان.

 ملكوت السماء هو ما نحن فيه حاليًا، هو حضور الله في الأرض في الكنيسة، والكنيسة في حضور الله. أيضًا هو إرسال الروح القدس للأرض، وهو أن تكون السيادة مُعطاة لأفراد في الأرض، إلى أن يأتي هو ويسود على الأرض ونحن معه، لكنه أولًا يسود من خلالنا، فهذه هي الخطة الإلهية من بداية سِفْر التكوين؛ أن يسود الإنسان ويتسلََّط، فإن كان الرب قد استقطع ألفي عام من الكنيسة أن لا تسود وتتسلَّط، إذًا يوجد خللٌ في (تكوين 1)، فيكون الرب قد تغيَّرَ عن خطته وفَشَلَ فيها!!

 ملكوت الله هو الكون كله والخليقة كلها، وملكوت الابن هو ملكوت السماوات (وقد يُقال عنه مجازًا إنه ملكوت الله)، وهو المقصود به ما استثمره يسوع في ملكوت الله الأكبر. أشجعك بدراسة “مملكة ليست من هذا العالم” لمزيد مِن الفَهْم، ولذلك يقول إنه سيخضع كل شيء للآب؛ “وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ“. (1 كورنثوس 15: 28).

وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.” (أفسس 4: 11-13).

 إن لم تَسِرْ في الخطة الإلهية، فأنت ترتد، لا تخفيف للمعنى! يوجد ارتداد من نوع خفي، لن يُفهَم إن لم يُشرَح. أنت غير مَدعو أن تكون فقط على صورة المسيح بل أن تكون في نفس الطول الروحي والقامة الروحية كيسوع.

 “لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيح”؛ إن لم تَكُن في هذا الخط فأنت تسلك عكس مشيئة الله.

 “وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ”؛ يوجد حَقٌّ كتابيٌّ واحدٌ. هناك تفسيرٌ واحدٌ للكلمة.

 قد تكون من المُحتارين الذين يقولون: “لا نعرف أين الحقيقة”، أو من المُتهِمين الذين يقولون: “يجب ألّا يكون الإنسان عارِفًا كل شيء، وإنْ عَرَفَ شيئًا، وأكَّد أنه يعرف، فهو مُخطِئ، فهو يجب أن يكون محتارًا طوال الوقت، فلا أحد يعرف اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها الرب، لكن الكتاب لم يَقُل “الشهر ولا السَنة” بل “اليوم ولا الساعة”! إذًا يمكننا أن نعرف الفترة الزمنية التي سيأتي فيها الرب.

“أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌاُنْظُرُوا الْكِلاَبَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. انْظُرُوا الْقَطْعَ .لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِمَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَىمِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّمِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍلكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةًبَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِلَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلًا، وَلكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُأَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (فيلبي 3 : 1-14).

 “وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةَ”؛ أنت تحتاج إلى تعليم كتابي لتأمينك وحمايتك! يا له مِن حقٍّ ثمين!

 “مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي”، أي لكي أمتاز وأزداد في معرفة المسيح، فلا أَنظرُ لهذه الأمور الجسدية.

“وَأُوجَدَ فِيهِ”، أي أُدرِك مقامي فيه.

 “لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ”، يستخدم لفظًا في اليونانية مُختلِفًا عمَّا بعده، أي أَصِل إلى مكان للوصول، وأتحرَّك بصورة فيها قوة. ومن كثرة المعرفة، أَصِلّ إلى مرحلة الناس الذين سيقومون من الموت، ثم رجع ونفى هذا.

 “لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلًا”، هنا ينفي عقيدة أن القيامة قد صارت، لكنه يقصد أن يقول إنه لكثرة معرفتي بقوة القيامة، قد أَصِلْ إلى مرحلة قيامة الأموات، لكني لم أَصِلْ إليها بعد، لكن إن امتدَّت هذه المعرفة، التي سيَحدُّث بها الاختطاف، فهذه هي القوة التي ستُكتَشَف في هذا الجيل. يستخدم بولس هنا لفظًا في اليونانية يختلف عن لفظ كلمة “أَبْلُغُ“، فيقول إني لم أَصِلْ لهذا، وهو هنا لا يتكلَّم عن المعرفة، وإلّا سَيُضارِب نفسه كما في (أفسس 4).

 استخدم بولس لفظ epignosco أربعة عشر مرة في رسائله والذي يُعنِي معرفة مُطلَقة ونهائية لأشياء، وهذا لا يُعنِي أنه وَصَلَ لمعرفة الله بالكامل، لكن ما أُبيح له ولنا من خلال يسوع المسيح، يمكن أن نصل لنهايات المعرفة فيه.

 مثلاً الميلاد الجديد لا يختلف أحدٌ في طريقته، فقد أتينا إلى آخِر معرفة الله في هذا الأمر، وهو عن طريق إعلان يسوع ربًّا على حياتك. اطمئنْ فأنت لن تصل إلى معرفة الله كلها، لكن يُمكنك أن تعرف بوضوح ما هو فِكْر الله في أمور معينة إلى نهايته، لكن بولس هنا لا يتكلَّم عن معرفة الله، لكنه يتكلَّم عن القيامة.

 “أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ”، هو لا يتكلَّم هنا عن الإدراك الذهني، بل الوصول إلى….

 “أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ”، هنا لا يقصد نسيان المعرفة الكتابية بل يتكلَّم عن السعي نحو غرض وهدف واحد وهو جائزة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع.

 استخدمَ بولس هذه الألفاظ نفسها، عندما وعظَ عن نفس الجزئية ليقول: أنا هدفي هو توصيل يسوع للناس؛ “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا.” (1 كورنثوس 9: 24).

“وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ .كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ. فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ.” (أفسس 4: 11-19).

 “حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ”، إن قام كل عضو بدوره بما هو مُعطَى له من قياس النعمة، سيَحدُّثْ نمو في الجسد لبنيانه في المحبة.

 “وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ”، أي هذه شهادة داخلية لي من الروح القدس أن أقول هذا الكلام.

 “بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ”؛ ذهنهم المُمتلِئ بالأمور الفارِغة، والصور التي فيها جُمل تبدو حقيقية، وصاروا يتعاملون بمبادئ وأخبار وعلوم العالم. لا تتعامل بمُنطلَق العلوم التي تتعلَّمها في حياتك الشخصية، ولا تتلوث بها وارفضْ أن تأكل منها.

 تذكَّرْ أن دانيال كان أحد قيادات المملكة، وكان يكتب بيديه أمورًا خاصة بالمملكة التي قامت بسبي شعبه، وكان خاضِعًا، لكنه كان مُنفصِلًا عن هذه الأمور داخليًا في قلبه، وكان رجل صلاة ولم يتلوَّث بثقافتهم. يمكنك أن تتعامل مع العالَم، لكن لا تتمثَّل بمبادئه، بل تهتمّ بما يهتم به الرب.

 كشف لنا الروح القدس من خلال بولس كيف أن العالم يضيع، لكي لا نضيع مثله، لذلك لاحظ هذا التَسلسُّل؛

 “إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ”؛ صارت أفكارهم مُظلِمة، وليس فيهم حياة وطبيعة الله، ليسوا تبع الفصيلة الإلهية. لا يسري عليك أنت هذا الكلام، فأنت لست كأهل العالم لكنك تحتوي على طبيعة الله (زوى). أما سبب ظُلمة فِكْرهم، هو غلاظة قلوبهم.

 “بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ”، أي بسبب أنهم غَلََّظوا قلوبهم عن عمد، صاروا مُتجاهلين عن عمد للكلمة، وعندما يُعرَض عليهم الحق الكتابي يسخرون منه، لذلك لم يصيروا شركاء الطبيعة الإلهية ولن تكون فيهم حياة الله. إن كنت في هذه الحالة بعدما قبلت يسوع، فأنت قد شربت من روح العالم، إنه وقت أن تتطهر.

 “مُظْلِمُو الْفِكْرِ”؛ أن تجد نفسك بدأت ترى الحقائق بصورة معكوسة لأنك بدأت تتجاهل مبادئ الكلمة. الكلمة ليست هي مجرد أنك تبعد عن الخطية وترضي الله، لكن أن تسعى لمعرفة طرق الله بدقة.

 “أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ”؛ أنْ يكون الشخص شَرِهًا في الخطية بسبب ظُلمة ذهنه، لأنه رَفَضَ الحق الكتابي حينما عُرِضَ عليه. هناك بيوت لا تعرف كلمة الله، وهذا خطرٌ! أتريد حصاد ما لم تتعب في زَرْعه؟! وهنا قد تسأل؛ أين حماية الله؟! لكن العِبْرة ليست في الله لكنها في إبليس المتملِّك لك. قُمْ بدراسة عظتي؛ “كيف تكون أرضًا جيدة“، “ازرعْ الكلمة في قلبك“.

 من الهام جدًا ألّا تكون أرضك مزروعة شوكًا، فالبذرة التي زُرِعَتْ في كل أنواع الأراضي هي واحدة، لكن المشكلة في الأرض المليئة بالشوك ومشغولة بنوع آخر من الزرع، فحينما يريد الله أن يساعدك ويزرع الكلمة، لن يجد مساحة. لذلك يوجد بعض الأشخاص لا يستطيعون أن ينالوا شفائهم، لأن الشفاء ليس بالإجبار؛ “أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِالأَصْنَامِ. اتْرُكُوهُ.” (هوشع 4 : 17).

 قال الرب يسوع: “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ. (متى 4: 4). إنها حقيقة عِلميَّة لكل البشر وليس لشعب الله فقط. ليس صحيحًا أن تنتقي بعض الأشياء فقط من الكلمة بل تأخذ كلمة الله في كل الزوايا؛ “بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ”.

“لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.” (2 كورنثوس 7: 1).

 انتبه! يوجد ما يُلوِّث الروح، بالرغم من أنك قد أخذت طبيعة الله، لذلك من الهام جدًا أن تنتبه لصيانة روحك. تَذكَّرْ أنه في وقت نوح كانوا يُزوِّجون ويتزوَّجون، ولم تَكُن هناك أي مؤشرات لِمَّا سيَحدُّث، ولم يَكُن هناك سوى شخص واحد يسلك عكس التيار، والناس يسخرون مِنه، إلى أن جاء الطوفان. لا تضع نفسك في هذا الموقف. إن كانت هذه رسالة مُخيفة، فهي لتصحيحكم!

“أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ. اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ. لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا.” (2 كورنثوس 7: 8-10).

“أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» .فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ اِلهًا» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ.” (يوحنا 10: 30-36).

 فُوجِئ اليهود عندما قال الرب يسوع عن نفسه إنه والآب واحد، لكنه سألهم لماذا تستغربون؟ أليس مكتوبًا عندكم في (مزمور 82) إنه كون الله شارك فِكْره مع شعب، صاروا آلهة، لكنهم ليسوا آلهة يُعبَدون، وإنما صاروا في مقام إلهي، فالمشاركة الفِكْرية تُساوي ارتقاء بالعلاقة وبالشخص. فحينما تشترك مع العالَم، تصير في مستواه وتأكل أكله وتتأثَّر بتأثيراته.

 عندما تشاهد أفلامًا ومُسلسلات تحت مُسمَّى التسلية، أو أنك تجعل أطفالك يشاهدوها لكي ينشغلوا بها، إن كنت تفعل هذا فأنت تصنع فسادًا في أرواحهم وتُهلِكهم، فقد تذهب أنت للسماء وهُم للجحيم، فالأطفال مُرتبِطون بحالة الأب والأم. ما الذي تطعمه لأبنائك من مبادئ وثقافات، وحتى إن بدت أفلامًا تافهة، ما هي الروح وراء هذه الأفلام والألعاب؟!

 إن كنت أنت مغمورًا في حضور الله وشبعانًا بالكلمة، فلن يكون هناك مللًا في أجواء بيتك بل سيكون مُمتلِئًا بالملائكة، ولن يكون فيه حالة من الاكتئاب والملل والعصيان، بل وسيكون الطفل طوال الوقت يُفكِّر في أمور صحيحة، وأنت تحرسه وتقضي وقتًا معه حتى يُفكِّر دائمًا بصورة إلهية.

 مفهوم النعمة هو أنّ الرب قام بعمل كل شيء، نعم هو عمل كل شيء، لكي أقوم أنا بتقدير ما عمله وأسلُّك به، فقد أساءَ البعض فَهْم النعمة فسلكوا في تَسيُّب وأَعدُّوا أنفسهم للهلاك. إن كان لدينا الطبيعة الإلهية، فالآن نذوق ملكوت الله وقد أتى بقوة، وقوته تظهر في كل مَن يخضع له هنا على الأرض.

 يجعلك ملكوت الله تُسيطِر على حواسك الخمس، أيضًا يجعلك تفرض على واقعك ما يجب أن يَحدُّث، وأن تفرض على مشاعرك ما يجب أن تشعر به، هو ملكوت (سيادة) على ذهنك وقلبك، وأن يكون لك سلطان على الأرواح الشريرة، وأنك تُحدِث تغييرًا في المواقف والظروف، وأن تكون الحياة خبزك وليست عماليق ضخمة أمامك، تسعد وتفرح بالمواقف الصعبة لأن لديك القوة أن تأكلها.

“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ.” (يعقوب 1 : 2).

 لديك قوة، إن لم تُطلِقها لن ترى تغييرًا، فقط تحتاج أن تُنضِّجها وتكبّرها. ليس من العيب أن يكون الشخص فاهِمًا للحق الكتابي، فالكتاب يتكلَّم عن كنيسة أواخر الأيام التي نحن فيها الآن، وكيف ستصل إلى وحدانية الإيمان، هل تسير في هذه النبوة؟

وضع الرب يسوع ضمانًا ألَّا تضل في الأرض؛ “فَتَعَجَّبَ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «كَيْفَ هذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِيإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي.” (يوحنا 7: 15-17).

 “إِنْ شَاءَ أَحَدٌ”، أي إن أراد أحدٌ أن يعرف الحقيقة، ولم يقِس الكتاب على الناس، فإن كان شخصٌ في جوع حقيقي، سيُعطَى له النور الكافي، وستُعطَى له القدرة لكي يعرف أين الحقيقة، سيعرف التعليم هل هو من الله، أم الشخص يتكلَّم به من نفسه. وضع يسوع هذا المبدأ، إذًا يوجد ضمانٌ!

“وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَارًا وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقًّا؟ وَلكِنَّ هذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ.” (يوحنا 7: 26-27).

 هذه هي العقيدة الخاطئة التي جعلتهم لا يعرفون يسوع، وجذر هذه المعرفة هو أن كبار المُعلِّمين (الراباي) لدى اليهود كانوا يقولون مقولة مشهورة وهي “ثلاثة أشياء لا تستطيع أن تعرفهم”؛

 (1) أن تجد شيئًا بالصدفة.

(2) أن تقابل عقربًا.

 (3) أن تعرف كيف يأتي المسيا.

 لذلك اعتقدَ الناس أن هذه عقيدة أو شريعة، وحينما أتت الحقيقة أمامهم، لم يعرفونها لأن التقاليد سيطرت عليهم. احذرْ أن تقع في هذا الفخّ دون أن تدري. قد تعتقد حدوث أشياء بصورة مُعيَّنة بينما تَحدُّث بصورة أخرى، منها اعتقادك أنك حينما تستمتع بالصلاة فأنت تَنضُج روحيًا، لكن مِن أحد مراحل النمو الروحي أن تجد نفسك غير مُستمتِع في الصلاة، فأنت في مرحلة الفطام من السلوك بالبشرية لتسلك بالروح.

 كيف تحيا الحياة المسيحية؟ اعرفها من الكلمة وليس أن تعرفها من فلسفة الناس التي هي ليست لها فِكْر المسيح. كل من ارتعب من فايروس كورونا، عانى منه، وكل من واجهه بروحه بدأ يقاومه، حتى وإن واجه أعراضًا. لابد أن تقف ضد مِثْل هذه الأشياء بالإيمان. ما تعتقد إنه صحيحٌ بسبب كثرة مَن يقولونه، قد يكون غير صحيح، لكن إن أردت أن تعرف الحقيقة وجُعْتَ لها، سيُعطَى لك النور الكافي.

 نحن كنيسة أبكار، لا تصمُد المواقف أمامها، تكلَّمْتُ عن هذا في عظات “كنيسة أبكار“. نحن لا نُكمِّل بعضنا لأننا لسنا ناقصين مِن الأساس، لكننا نُعطي بعضنا البعض ولا نستغني عن بعضنا البعض، نكمل بعضنا في الكرامة. لذلك فإن تنضيج القديسين معناه أن تفهم الكلمة، لكنك في حدّ ذاتك وحدة مُتحرِّكة تحتوي كل شيء ويُمكِنك أن تتعامل مع أي موقف.

 تصير القيادة بالروح القدس سَلِسة بمعرفتك للكلمة، فتسمع صوت الرب بنفسك. أن تكون غير محمول بكل ريح تعليم، هذا يساوي استقرارك في هذه الحياة. معرفتك للحقيقة تجعلك عارِفًا كيف تَحكُّم في الأمور بشكل صحيح. يوجد بداخلنا إمداد لنعرف كيف نتصرَّفَ في كل موقف، اُعطينا بصيرة لنعرف الحق وأن نرى الأمور بطريقة الله؛ “فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِاهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ.” (كولوسي 3 : 1).

 بما أنكم قد قمتم مع المسيح، فَكِّروا بطريقة فوق وليس كباقي الناس.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

 

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$