القائمة إغلاق

The Day of Rest – Part 2 يوم الراحة – الجزء الثاني

العظة مكتوبة

▪︎ معنى الراحة.

▪︎ المتعبون والثقيلي الأحمال.

▪︎ لا تصلي مِن أجل الحماية.

▪︎ الراحة في أن تحمل نير الرب.

▪︎ الراحة أن تفهم فكر الله.

▪︎ على ماذا يعتمد قلبك؟

▪︎ من هو إلهك؟

▪︎ انتبه للكلمة الآن ولا تؤجل.

▪︎ لا تصلي لأجل راحتك.

▪︎ كن راسخًا.

“٣ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، ٤ شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ. ١١ لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، ١٢ قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». ١٣ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضًا: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». ١٤ فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، ١٥ وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ­ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ­ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. ١٦ لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. ١٧ مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. ١٨ لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.” (العبرانيين ٢: ٣، ٤، ١١-١٨).

     “لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ”، أي إنّ الله لم يفتدي الملائكة ولكنه افتدى نسل إبراهيم لأنه كان يرى أنّ هؤلاء هم مَن سيحصلون على طبيعته ويصيرون شركاء الطبيعة الإلهية.

“هأَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ، وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ.” (إشعياء ٨: ١٨).

يتحدث الروح القدس عن كل أولاده إنهم آيات وعجائب.

▪︎ معنى الراحة

“١ فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! ٢ لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. ٣ لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. ٤ لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». ٥ وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». ٦ فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، ٧ يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». ٨ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. ٩ إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! ١٠ لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. ١١ فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا.” (العبرانيين ٤: ١-١١).

     كلمة الراحة لا تعني فقط الانتصار على تحديات الحياة بل إنجاز الأمر، لأن الرب نفسه استراح بعدما أنجز الخليقة، فهو لم يكن في مصارعة أو تحدي ولكنه أنهى إنجاز شيءٍ إيجابي وهو الخليقة واستراح بعدها.

     يذكر كاتب الرسالة ثلاثة أيام راحة؛ “يوم الرب” في الإصحاح الثاني مِن التكوين، “لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ.” (العبرانيين ٤: ٤)، واليوم الثاني هو “يوم يشوع” حينما استراح الشعب بدخوله أرض الموعد.

   اليوم الثالث هو “يوم داود”، ونحن الآن في هذا اليوم والذي سينتهي بالمُلك الألفي، فهو يتحدث عنه بالمضارع المستمر؛ “لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.” (العبرانيين ٤: ٣).

    لفظ ندخل الراحة يعني دخلنا ومستمرين في الدخول بها، هكذا تأتي في الأصل، ولكن مِن الممكن أنْ يخيب أحدٌ عن الدخول بها. الراحة هي الاستقرار والتوازن وإنجاز ما يريده الله في حياتك، ليست مشيئته أنْ يحيا الإنسان حياةَ تعبٍ أو ارتباكٍ أو ذهنٍ مُشوَّشٍ، بل أنْ يحيا في استقرارٍ.

“٢٥ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. ٢٦ نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ.” (متى ١١: ٢٥، ٢٦).

مسرة الآب أن يكشف لنا عن ذاته وما في قلبه.

▪︎ المتعبون والثقيلي الأحمال:

“٢٧ كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. ٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. ٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. ٣٠ لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».” (متى ١١: ٢٧-٣٠).

    يوجد فرق بين المتعبين وثقيلي الأحمال؛ المتعبون هم الأشخاص الذين وُضِعوا في ظروف لم يتسببوا هم فيها (هم مفعول به)، ولكن ثقيلي الأحمال أي شخصٍ حَمَّل نفسه بالموقف الثقيل (هو الفاعل)، ويشمل الرب كل الناس في هذه الآية. فأنت واحدٌ مِن الاثنين؛ إما طُرِحَتْ عليك مشاكل وإما اجتذبتها لنفسك، ومِن المفترض أنّ باقي الآية حدث مع كل مَن قبلوا يسوع وأتوا إليه وهو أراحهم، كان الرب يقتبس مِن العهد القديم في هذه الكلمات.

“هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قِفُوا عَلَى الطُّرُقِ وَانْظُرُوا، وَاسْأَلُوا عَنِ السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ: أَيْنَ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّالِحُ؟ وَسِيرُوا فِيهِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: لاَ نَسِيرُ فِيهِ!” (إرميا ٦: ١٦).

   تعني كلمة “الطريق” أي طريقة مُحدَّدة، فهذه الأمور لا تحدث تلقائيًا. يزن الناس حبهم للرب بالمشاعر ويعتقدون طالما إنهم لا يحتقرون الكتاب أو لأنهم يقدّرون الكنيسة كمبنى أو يقدّرون رجال الله فهم يحبون الله، بينما قال الرب: “اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي.” (متى ٢٩:١١).

    كان الرب يسوع يعمل بالنجارة، وكان نجارًا مُحترِفًا بحسب المراجع، وهو يعلم ماذا يعني النير، فهو يعرف أنّ النير ليس فقط خشبة تُوضَع على كلا الحيوانين، ولكن أيضًا يجب أنْ يكون مُريحًا لكليهما فلا يشعر الحيوان بثقله، فلم يكن الرب يعني أنّ النير هو بمثابة ثقل لأنه قال بعدها: “نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.” (متى ٣٠:١١)، إذًا تكمن المشكلة في الالتزام.

    كيف تحيا الراحة؟ هي في طريقة تفكير يسوع، عندما وعظ الرب الموعظة على الجبل، قال في النهاية إنه مسرورٌ أنّ هذه الأمور غير مُعلَنة إلا لمَن صاروا كالأطفال. كان الرب يتحدث إليهم ويقول لكل المتعبين: “تعالوا وخذوا طريقتي في التفكير”، فهو الطريق والطريقة.

    قام الرب بتلمذة الكثيرين، فنجد الرب في (١كورنثوس ٦:١٥) وهو يظهر لأكثر مِن خمسمئة أخٍ، وفي (أعمال ١٥:١) نجد الكتاب يذكر أنّ مَن كانوا في العلية مئة وعشرون، وفي (لوقا ١:١٠) نجد إرسالية الرب للسبعين، ونعرف بالطبع الاثني عشر تلميذًا كانوا حول الرب منهم ثلاثة تلاميذ كانوا يمثلون الدائرة المغلقة (المُقرَّبة) حول الرب.

   لذلك يقول بولس “أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ” (فيلبي ١٢:٣)، جعل هذا البعض يعتقدون أن بولس مازال غير مُتأكِدٍ مِن خلاصه، ولكن هذا غير صحيح، كان بولس يقصد؛ لكي أكون في دائرة الرب المُقرَّبة له أي الدائرة المُغلَقة حوله.

    كانت هناك أعدادٌ كبيرة حول الرب، وحتى من التلاميذ نجد ثلاثة منهم في دائرة مغلقة حول الرب دائمًا. عندما تحدث الرب إلى الجموع كان يعطيهم الطريق إلى الراحة من خلال اعطاءهم طريقة تفكيره، وهذه هي التلمذة، فهي لا تعني أن يقودك شخصٌ روحيًا في اتخاذ قرارات الحياة ولكن تعني إنك تفهم طريقة تفكير الله في المواقف.

    عندما تكون مبادئ الكلمة بداخلك تجد نفسك عارفًا ما يجب أن تتصرف به في كل موقف. إن لم تصِر كلمة الله حية بداخلك وتعطي لك أفكارًا في مبادئ الحياة فأنت لم تأخذها داخلك، فليس الأمر أن تكون مُتذكِرًا مكان الآية في الكتاب ولكن الأهم هو أن تدرك روح الآية وتحيا بها، فليس المهم أن تحفظ الكتاب؛ لكن أن تفهمه.

▪︎ لا تصلي مِن أجل الحماية:

“٨ أَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. ٩ مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. ١٠ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. ١١ وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. ١٢ حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. ١٣ أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ. ١٤ أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ، ١٥ لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (يوحنا ١٧: ٨-١٥).

    صلى الرب يسوع من أجل حمايتنا وهذه الصلاة تم استجابتها، فلا داعي الآن أن تصلي من أجل حماية لك، فقد سبق وصلى يسوع لأجلك هذه الصلاة، والآن عليك أن تستمتع بهذه الحماية عن طريق إدراك هذه الحقيقة.

“٢٥ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ ٢٦ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ ٢٧ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ ٢٨ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. ٢٩ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. ٣٠ فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ ٣١ فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ ٣٢ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. ٣٣ لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ٣٤ فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.” (متى ٦: ٢٥-٣٤).

    “وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَة؟”

     يشرح لنا الرب هنا طريقة تفكير، فهو يطرح علينا سؤالًا؛ هل إذا فعلتم هذا سيأتي بنتيجة؟ والإجابة لا، فهو يوضح لنا إننا لسنا في احتياج لأن نفكر في الموقف بقلق، بل بطريقة الله، لهذا السبب يجب أن تدرس الكلمة. إن كنت شخصًا سطحيًا في معرفة الكلمة لا تتوقع نتائج في حياتك، لذلك نجد الرب دائمًا كان يعلم الناس ولا يشفيهم أو يلمسهم فقط.

    توضح لنا الآية إنه إن فكرت في الموقف باهتمام أي بقلقٍ فلن تتمكن مِن إيجاد حلٍ له، وليس المقصود اللامبالاة، ولكن اهتم بالموقف بطريقة الله، فحينما تضعه في الصلاة؛ أنت بذلك تجعل الرب يتكلم إليك في حل الموقف، ولكن يجب أن تكون خزنت الكلمة أولاً ليجد الرب بداخلك ما يتكلم معك بناء عليه، لأجل هذا يقول: “اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” (متى ٣٣:٦).

▪︎ الراحة في أن تحمل نير الرب:

“٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. ٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.” (متى ١١: ٢٨- ٢٩).

    وعد الرب بالراحة لكن عن طريق حمل النير، أي أن تحملوا طريقة تفكير الرب وتلزموا أنفسكم بها. توجد مشكلتان لدى الناس في الراحة؛ إما عدم سلوكهم بالطريقة التي وضعها الرب، أو اعتقاد خاطئ لديهم عن الراحة. عندما أعطى الله الشريعة قال: “لا تحد عنها يمينًا أو يسارًا”، إذاً الراحة المرتبطة بك، مرتبطة بسلوكك في الطرق التي وضعها الرب.

     يجد البعض راحتهم في معرفة ما في قلوب الناس معتقدين أن هذه هي الراحة، ويعطون أسبابًا لذلك إنك تريد أن تعرف عن الناس لكي تصلي لأجلهم، ولكن ما تحتاجه حقاً هو معرفة فِكْر الله ناحية كل موقف لكي تقدر أن تساعد آخرين. كان الرب يسوع يتصرف في كل موقف بطريقة مختلفة عن المعتاد، ولأنك لم تفهم الرب ولا طريقته لذلك أنت تستخدم الآيات كما تريد وكما تحتاجها في المواقف. راحتك الحقيقة عندما تنتقل من مرحلة إنك تريد راحة نفسك ورأي الناس عنك، إلى طريقة تفكير أن الرب هو الأهم والأول في حياتك.

 “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.” (١ تيموثاوس ٦: ١٠).

   عندما يحيد الشخص بفكره عن الهدف الحقيقي، فهو بذلك يطعن نفسه بأوجاع كثيرة، ولا تعني الآية محبة المال فقط ولكن محبتك لأي شيء آخر غير الرب حيث إنك بذلك تطعن نفسك بأوجاع كثيرة، وتفقد دعوة الله لحياتك إنْ استمريت بهذه الصورة.

▪︎ الراحة أن تفهم فكر الله:

    تنقي كلمة الله حياتك عندما تفهم أن راحتك تكمن في سيرك في فكره، سالكًا بطريقة تفكير مملكة الله التي هي ليست أكلاً أو شربًا ولكن ملكوت الله هو قوة الروح القدس، فانفتاحك على الروح القدس هو هدفك الأول والأخير. عندما تصلي وتجد مجمل صلاتك هو احتياجاتك، فهذا ليس المعنى الحقيقي للصلاة، ولكن أن تصلي هو أن ترى مع الروح القدس المواقف بحسب نظرته وفِكْره.

    دقائق بسيطة فيها اتصال صحيح بالروح القدس أروع من ساعتين صلاة بذهن مشتت وعلاقة سطحية مع الرب، وإنْ كان ذهنك طوال الوقت مشغولًا بتساؤلات اعرف إنك غير مرتاح، فراحتك أن تفهم فكر الله، وليست هي عبارة عن قوة داخلية لاحتمال المشاكل.

“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (العبرانيين ٤: ١٦).

    الرحمة هي غفران الرب للناس التي مازالت تشك، فالكتاب يذكر إننا رُحمنا “كَمَا رُحِمْنَا­ لاَ نَفْشَلُ” (٢ كورنثوس ١:٤). الرحمة هي جزء من النعمة فأنت رُحِمْتَ أي غُفِرَتْ خطاياك، ولكن في الآية كان يتحدث عن مَن يسلكون بشك (عبرانين ٣) وهؤلاء هم الذين لن يذوقوا الراحة، ففي الآية يقول لهم خذوا رحمة من ناحية خطية الشك، وليس أنك كل مرة تصلي تأخذ رحمة بل إن كنت أخطأت فأنت تصلي وتأخذ رحمة.

“لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (رومية ٥: ١٧).

    النعمة لكل الناس، وهي ليست فقط قوة داخلية بل هي أيضًا تُمنَح مِن خلال الكلمات؛لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ” (أفسس ٢٩:٤) نعمة للسامعين أي قوة للتغيير.

    أنت تضمن راحتك عندما تصدق وتسلك بيقينية أكيدة من الكلمة فالحل لكل أمر ستجده في كلمة الله، وإنْ كنت تعرف الكلمة ولا تسلك بها فبذلك لن تجد النتائج المرجوة. إن كان لديك عيانٌ مُضادٌ لما تقوله الكلمة وأنت بداخلك رصيد كافٍ من كلمة الله فهذا هو ما ستطبقه في الموقف، فعندما تنحاز للكلمة تجد الروح القدس بدأ يتحرك في الموقف بقوة.

    إنْ وضعت الكلمة كواحدة من الطرق وليست الحل الأساسي والوحيد افهم إنك بهذا توقف قوة الله في حياتك، “وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا.” (أفسس ٢٠:٣) فنجد الآية تقول ليس بحسب قوته ولكن بحسب ما أنت تتيح لهذه القوة أن تعمل فيك. يمكنك الرجوع لسلسلة عظات “بحسب القوة التي تعمل فينا” لمزيد مِن الفهم.

▪︎ على ماذا يعتمد قلبك؟

“١٦ وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» ١٧ فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». ١٨ قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. ١٩ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». ٢٠ قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟» ٢١ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». ٢٢ فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ. ٢٣ فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.” (متى ١٩: ١٦-٢٣).

“٢٣ فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» ٢٤ فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ.” (مرقس ١٠: ٢٣، ٢٤).

    هذا الشخص حفظ الوصايا، أي في نظر نفسه كان لا ينقصه شيءٌ، ولكن الرب رأى أنه غير مُعتمِدٍ على الكلمة في أمر معين (اتكاله على أمواله)، وهنا تكمن المشكلة وليست في المال في حد ذاته.

“٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، ٣٠ إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.” (مرقس ١٠: ٢٩- ٣٠).

    لم يتحدث الرب عن المال في حد ذاته على إنه عدوٌ، لكنه كان يقصد اتجاه القلب الذي يعتمد عليه، إنْ كنت مُعتمِدًا على ذكائك أو خبرتك أو…(أي شيءٍ سوى الكلمة)، فأنت تستند على أمور خائنة، مثل من يمضغ أكلاً على ضرس ليس ثابتًا فيبدأ في استخدامه فيجده خانه وانكسر. إنْ لم تضع قلبك بالكامل على كلمة الله فلن تجد استقرارًا. تكمن راحتك في أن تفهم ما هي الراحة في نظر الله وليس في نظر البشر.

     تكمن راحتك عندما يتغير قلبك، وليس إنك تكبر وترتقي في مجال عملك، برغم أن الروح القدس يريدها لك، ولهذا تجد بعض الأشخاص يتركون ويغيرون مجال عملهم كثيرًا بسبب عدم راحتهم في مجال العمل، أو إنهم لا يرغبون في ما يفعلونه، وهذا التفكير غير صحيح؛ فنجد يوسف كمثال كان بين يديه أن يقول لنفسه كثيرًا إنه تعرّض للخيانة من إخوته وتم الافتراء عليه وينعي حظه، لكن نجده في كل عمل يضع قلبه في ما كان يعمله وينجح لأنه كان مُعتمِدًا على الروح القدس.

     ليس الأمر إذًا في مجال عملك، فإن كنت تسلك بالكلمة ابدأ حيث أنت وحينئذ ستقل لغة الشكوى الدائمة والتذمر، لأنك إن كنت تشتكي دائمًا فهذا دليل أنك ترى أن الحلول خارج الكلمة.

“١ اِحْفَظْنِي يَا اَللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. ٢ قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ». ٣ الْقِدِّيسُونَ   فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ. ٤ تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ. لاَ أَسْكُبُ سَكَائِبَهُمْ مِنْ دَمٍ، وَلاَ أَذْكُرُ أَسْمَاءَهُمْ بِشَفَتَيَّ. ٥ الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي. ٦ حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي. ٧ أُبَارِكُ الرَّبَّ الَّذِي نَصَحَنِي، وَأَيْضًا بِاللَّيْلِ تُنْذِرُنِي كُلْيَتَايَ (روحي) ٨ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. ٩ لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا.” (المزامير ١٦: ١-٩).

    يتنبأ كاتب المزمور عن يسوع وفي نفس الوقت تحت المسحة يحيا هذه الأجواء من الفرح والبهجة. فرحك وابتهاجك هو أن تضع الرب أمامك، حبك للرب مقياسه الكلمة، ابدأ من داخلك إلى خارجك، إن لم تستقر داخليًا أولاً في حق كتابي وتُلِم به جيدًا لن تجد نتائج.

   يجب أن تأخذ وقتًا في الصلاة بألسنة فهي استعلان الروح القدس على جسدك، وهو لا يفعل هذا إلا بموافقتك وتجاوبك معه، يترك لك أن تتكلم أنت كلمات بقيادته، لأجل هذا قال بولس لتيموثاوس: أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ.” (٢ تيموثاوس ٦:١).

    صار الروح القدس متاحًا لك، صلي بألسنة أخرى بغزارة وافعل ما يُقال لك حتى وإن كنت في البداية لا تفهم، فلا تستمر في قول إنك شخص عقلاني، المشكلة ليست في العقل، ولكن أنت من أخترت اختيارات خطأ وبدأت تنظر إلى الأمور بعقلانية. لا يلغي الرب ذهنك لكنه يريدك أن تفكر في الأمر بالصورة الكتابية.

▪︎ من هو إلهك؟

“تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ”. (مزامير ٤:١٦).

   أي وراء إله آخر، إذًا صحّح دوافعك إنْ كان لديك إلهٌ آخر غير الرب وإلا لن تستفيد براحته. ما هو الأمر الذي تسرع في اللجوء إليه عندما تحدث لك مشكلة؟ هل إلى البكاء والدموع! هل تذهب وقتها بعيدًا عن الاجتماعات! ولكن ما يجب أن يحدث في هذا الوقت هو أن تنطلق في الصلاة بألسنة.١١ إِنَّهُ بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، ١٢ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ، وَهذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلكِنْ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا.” (إشعياء ٢٨: ١١-١٢).

“قَلْبُ الْحَكِيمِ يُرْشِدُ فَمَهُ.” (أمثال ٢٣:١٦).

    إن كنت في وقت المشكلة لا تريد أن تصلي وتريد أن تنعزل في حزن وبكاء، فروحك لا تعمل وغير نشيطة ولا ترشد فمك، فأنت بذلك لا تجلس أو تستمع إلى الروح القدس بل إلى صوت ذهنك الذي يحلل ويقدم لك حلولاً بشرية عادية، ولكن ما يجب أن يحدث هو أن يكون ردّ فعلك مباشرة ما يقوله لك الروح القدس حينها في روحك.

     لهذا السبب عند انتهار الرب يسوع لإبليس في المرتين الأولى والثانية قال: “مكتوب” وفي المرة الثالثة تكلم وقال: “اذهب يا شيطان” فهي منطوقة في داخله أولاً من الروح القدس وفي هذه اللحظة تركه إبليس، أي إن هذا القول كان صوتًا بداخل الرب يسوع وهو ردده بفمه، وهذا نشّط الملائكة فجاءت لتخدمه.

    تحدثنا سابقًا عن خدمة الملائكة، وكيف أن الروح القدس ينقذك من الذهاب إلى أماكن معينة لأن الملائكة الخاصة بك من الممكن أن تُحتجَز في مكان معين بسبب الأرواح الشريرة، لذلك يرجع إليك الأمر إنك تقوي أو تضعف مجالك الروحي.

    ما هي فائدة صلاة وضع الأيدي؟ هذه مثل بطاريات السيارة، فعندما تكون بطارية سيارة ضعيفة، أنت تشحنها وتضعها بداخل السيارة، لكن إن لم تعمل هذه السيارة ستضعف مرة أخرى، لأنه يوجد دور على الشخص. المسحة هي عندما يصلي لك شخص أنت تأخذ من تقويته أي تأخذ مسحة، وهذا لا يعني أن الأمور في حياتك أُنجِزَتْ بعيدا ًعن الكلمة. تذكَّر أن الناس أمسكت بملابس يسوع ولم تُلمَس بالمسحة، على الرغم مِن إنها ذان الملابس التي لمستها السيدة التي بنزف دم وأخذت شفائها، بل أيضًا الأشخاص الذين ذهبوا لصلب الرب لم يُلمسوا بهده المسحة على الرغم مِن سقوطهم على الأرض، فَهُم بعدها قاموا وقبلها عليه.

    يتحدث الروح القدس إليك، إن لم تستقبل كلامه بجدية وبقلب حقيقي بداخلك، فلا تتوقع أنه يُكمل معك في خطوة تالية، لأنه يعمل بتسلسل.

▪︎ انتبه للكلمة الآن ولا تؤجل:

“اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ.” (العبرانيين ١٢: ٢٥).

“لاَ تَسْتَعْفُوا” أي لا تقاوموا أو ترفضوا.

     تحدث بولس في عبرانين “الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ.” (العبرانيين ٣: ٧)، وهو يقصد الصوت الداخلي وصوت كلمة الله عندما تُشرَح لك، بعد هذا تحدث عن أن الروح القدس يُقدّر ضعفات أي شخص لأجل هذا خذوا رحمة من أخطاء الشك.

     الشخص الذي يعطي اعتبارًا واهتمامًا لكلمة الله، عبر تفكيره فيها طوال الوقت إلى أن تبدأ الكلمة تعمل فيه، كما ينبه الروح القدس المؤمن من الكلمة لأنه يمجد يسوع الذي هو الكلمة، لأجل هذا إن كانت بداخلك تساؤلات؛ الحل هو أن تدرس الكلمة وتأخذ أفكارها بداخلك، فهي تعطيك مبادئ ثابتة تسلك بها ولا تسلك بأمور تتغير.

    اسلك بمبادئ الكلمة وليس بإجابات وقتية لكل موقف في الكلمة. إنْ كنت تقرأ الكتاب وتنتظر الآية الذهبية التي تأتي أمامك في وقت قراءاتك اليومية، فهذه طريقة خاطئة، لكن عندما تدرس وتعرف مبادئ الله، أنت بهذا تفصل في الأمور وتفهم جذورها.

     الراحة هي أن تضع اهتمامك في الروح القدس، فأي شيء أنت تريد الحفاظ عليه مثل كرامتك أو أموالك بعيدًا عن الروح القدس فأنت بذلك تأخذ هذا الشيء وتذهب بعيدًا به محاولاً الحفاظ عليه بطريقتك ولا تجد الراحة.

 ▪︎ لا تصلي لأجل راحتك:

فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ ­الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ­ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.” (أفسس ٥: ٥).

    عبادة الأوثان ليست إنك تعبد وثنًا أو تنحني أمام تمثال، ولكن هي إعطاء أولوية أو مقام أعلى لأمر ما أكثر من الروح القدس والكلمة في حياتك، هؤلاء هم الذين تكثر أوجاعهم الذين يسرعون وراء آخر.

    تذكَّر أنك في شراكة مع الروح القدس، وهذا هو الهدف، لو أن هذه هي نظرتك فإنك ستنال الاستجابة، يريد الرب أن يتحدث لذهنك ولحياتك لأنه يريدك أن تسلك سلوكًا صحيحًا، وهذا قد ضمنه الرب لك عندما قال: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.(متى ٢٨:١١).

    هل يعنى هذا إنك لا تصلي للرب لأجل راحتك؟ نعم لا تصلي لأجل راحة، فراحتك موجودة في الكلمة، أن تأخذ فكر الله من خلال دراسة موضوعات. ادرس الكتاب على هيئة موضوعات وليس إصحاحات، تجد الروح القدس بدأ يتوغل في طريقة تفكيرك وتجد ذهنك أصبح أعلى من المستوى الطبيعي. من الممكن أن لا يظهر عمل الروح القدس فيك مباشرة ولكن يظهر لمن حولك فيجدوا ردود أفعالك اختلفت وإنك أصبحت شخصًا أكثر نضوجًا، مثلما حدث مع موسى عندما نزل من الجبل وهو غير مُكتشِف أن وجهه يلمع ولكن الذين حوله اكتشفوا هذا.

“١٠ وَتَنْصِبُ مِثْلَ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ قَرْنِي. تَدَهَّنْتُ بِزَيْتٍ طَرِيٍّ. ١١ وَتُبْصِرُ عَيْنِي بِمُرَاقِبِيَّ، وَبِالْقَائِمِينَ عَلَيَّ بِالشَّرِّ تَسْمَعُ أُذُنَايَ. ١٢ اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. ١٣ مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلهِنَا يُزْهِرُونَ. ١٤ أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا، ١٥ لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ.” (المزامير ٩٢: ١٠-١٥).

“تُبْصِرُ عَيْنِي بِمُرَاقِبِيَّ، وَبِالْقَائِمِينَ عَلَيَّ” بدأ يراهم ويسمعهم بطريقة مختلفة، لأن المسحة بدأت تمسح عينيه.

   “اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو” بدأ يرى نفسه بطريقة مختلفة.

   “مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ” معنى هذا أن الروح القدس يغرسك في بيت الرب، فلا يمكن أن تحيا بدون جسد (جماعة مؤمنين) على الأرض.

 “يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ” دائماً مملوء بالعافية والنضارة.

 “صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ” أي هو الصخرة التي بها الكهف الذي أحتمي به، هو الحماية التي أختبئ بداخلها، وهو صخر لا يُخترَق، فهي ليست صخرة أختبئ خلفها ولكن بداخلها.

تبدأ راحتك ليس عندما تُحَل المشاكل ولكن عندما تضبط قلبك وذهنك وترى كل الأمور أمامك بمقاسها المضبوط وتضحك على الزمان الآتي.

▪︎ كن راسخًا:

“فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ.” (١ بطرس ٩:٥).

يحاول إبليس طوال الوقت أن يُخيل لك إنك أنت فقط الذي تعبر بهذه الأمور أو هذه الآلام، ولكن هذا غير صحيح.

    “فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ” تأتي بمعنى منذ أن يبدأ إبليس يشن هجومًا، منذ أن تبدأ الأعراض في الظهور على جسدك، أو تبدأ مشاكل في عملك. لا تنتظر إلى أن تتدهور الأمور ولكن يمكنك إيقافها من البداية. لا تنتظر حدوث المشاكل ثم تدرس الكلمة، إنْ أخذت الكلمة بجدية ستتوجك وتجعلك مُنتصِرٍا.

   إنْ كنت تأخذ وقتك مع الروح القدس ولا تجد نتائج في حياتك فأنت لا تعرف كيف تتشارك معه. تكمن راحتك في أن تفعل ما يقوله لك الروح القدس، أنت أتيت إلى يسوع وإنْ كنت مازالت لا تدرك الراحة فهذا بسبب أن لديك أسئلة في ذهنك غير مُجاب عنها، ومازال الله غامضًا في نظرك. الذين آمنوا هم الذين دخلوا الراحة، إذاً الأمر بالإيمان وليس بالعيان.

 لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. (٢ كورنثوس ١٧:٤).

     أي الضيقة الخفيفة الوقتية. كان بولس يراها إنها خفيفة برغم إنه عبر في اضطهادات كثيرة جدًا، لأنه كان ينظر إلى الأمور التي لا تُرَى وهي تأتي بثقل مجد أبدي.

     عندما تُدفَن البذرة التي هي “حياتك” في الرب فهنا انتصارك، وليس معناها إنك تكون قاسيًا على نفسك ولكن أن تضع حياتك في الرب بكاملها، عندما تفعل هذا تجد نفسك مُتضِعًا وفي نفس الوقت جريئًا وتقدر أن تفعل أي شيء لأن محدودية الإنسان في ذهنه وليس في المكان الذي يحيا فيه، حيث إنك أصبحت لا تخاف.

    تكمن راحتك في إنك تأخذ قلب الله بداخلك وتفهم فكره لهذا الزمن ولبلدك ولبيتك ولأسرتك، مثل ما فعل الرب مع يوسف في أن أعطاه طريقة لتخزين القمح، وليس فقط أعطاه الفكرة بل طريقة تنفيذها لإنقاذ العالم كله وقتها. لن تذوق الراحة ما لم تحمل النير عليك، وهذا معناه الالتزام وليس حمل الهم.

     قال الرب نفسه “ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.” (متى ٣٠:١١) فهذا ليس همًّا أو ثقلًا بل التزامًا، إن فعلته اليوم ولم تفعله غدًا فأنت لا تحمل النير، ولكن إن فعلته باستمرار ستجد الروح القدس بدأ يتفشى في حياتك بصورة قوية وتحيا في راحة وسكينة، هللويا.

___________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$