القائمة إغلاق

The Seeking Life حياة المثابرة

هناك الكثير من التأكيد في هذه الأيام على الأنواع المختلفة من أساليب الحياة. فيتحدث الناس عن أساليب الحياة الصحية وغير الصحية. ويتحدثون عن أساليب الحياة الريفية والمدنية والحضرية. بل كان هناك برنامج تليفزيوني منذ بضع سنوات يُسمى أساليب حياة الأثرياء والمشهورين.
وعلى الرغم من تلك الأمور رائعة، ولكنى أفترض، بالنسبة لي أن هناك أسلوب/ نمط حياة واحد وحيد يستحق أن يُعاش: وهو الذى يصفه الرب في كلمته.
وأدعو (أطلق) ذلك حياة المثابرة، لأنه قد أخبرنا يسوع عن كيفية الوصول إليها (الدخول – الاستفادة منها) وذلك بإعطائنا هذه التعليمات:
لا تهتموا ولا تقلقوا قائلين، ماذا يجب أن نأكل؟ أو ماذا يجب أن نشرب؟ أو ماذا يجب أن نلبس؟ فكلّ هذه الأمور تسعى إليها الأمم (الوثنيون) وتطلبها وتبحث عنها باجتهاد، أما أبوكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إليها كلها. ولكن اطلبوا (صوّب هدفك وابذل ما في وسعك/تسعى جاهداً) أولاً ملكوت الله وبره (طريقته في فعل الأمور وكونها صحيحة دائماً)، وهذه الأمور كلها تُعطى لكم بالإضافة إلى ذلك (متى 6 : 31 – 33 ، الترجمة الموسعة The Amplified Bible ).
فقد وُلِدت ثانيةً بقراءة تلك الأعداد، لذلك قد عرفت عن حياة السعي (الاجتهاد) لما يقرب من 50 سنة حتى الآن. فكنت متشوّق (مُتحَمِس) لها من البداية. ولكن كلما نموت سنا (أصبحت أكبر سناً)، أصبحت أذكى. لذلك فأنا مُتَحمَّس اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لماذا؟ لإن الحياة الجادة/الاجتهاد هي حياة مُباركة. فهي نوعية الحياة التي تفتح الباب لإرادة الله الأسمى والأفضل لنا. فلم تُقدم لنا الحياة الجادة الصحة والازدهار والنجاح فحسب، وإنما هي تزودّنا (تمدنا) بالسلام والفرح وكل أمر صالح آخر.
وعلى مر السنين، إنه كلما أبحث عن الله، تصبح حياتي أكثر روعة وسعادة. وقد تعلمت أيضاً أنه من الأفضل كثيراً أن تنمى علاقتك مع اسلوب الحياة الإلهية على أن تنظر إليه فقط (الى الرب) للخروج من ورطة عندما تنزلق فيها. وبالرغم من انه رحيم لنا في أي وقت، إلا إننا نستطيع أن نتجنب الكثير من الانزعاج والألم وذلك بالالتصاق القريب منه كل يوم. ونستطيع أن نستمتع أكثر بالإبحار السلس (المريح/السهل) في حياتنا إذا نسعى باستمرار بفعل الأمور بطريقة الرب.

لا تكن حدث مرة واحدة فقط اسبوعياً
فربما يقول لي شخص، “حسنا يا جلوريا”، أعتقد أننى أفعل الصواب عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الرب. لأنني (في آخر الأمر)، أذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد.”
فأنا مسرور أنك تفعل ذلك! فهذه بداية جيدة. لكن الحياة الجادة لم تكن حدث مرة كل اسبوع. فإذا كنت حقاً تريد أن تكون مباركا، فتحتاج أن تلاحق (تتبع) أمور الرب كل يوم. وتحتاج أن تظل كلمة الله أمام عينيك، وفى آذانك وفى وسط قلبك دائماً.
وهذا يتطلب أن تظل تفكر بطريقة صحيحة (تحفظ تفكيرك مستقيم).
والسبب بسيط: فإننا نعيش في عالم منغمس (مغمور) في الظلام. ونحن محاطون بثقافة مجنونة والتي تعتقد الشيء السيئ بانه جيد، والشيء الجيد هو سيئ. فدائماً يستخدم إبليس كل الوسائل المتاحة لكى يُربكنا ويُظلم أذهننا. لذلك، فحتى إذا كنت تذهب إلى الكنيسة في صباح الأحد وليلة الأربعاء، فأنت ستضل الطريق الصحيح إذا كنت تفعل ما يفعله الآخرون في الأيام الأخرى من الأسبوع.
هناك الكثير من المؤمنين لا يبدو أنهم يفهموا هذا. فيعتقدون أنه حسناً أن يرجعوا للبيت كل يوم ويجلسوا أمام التليفزيون مُشاهدين نفس البرامج الشريرة التي يقوم بها / يفعلها جيرانهم غير المُخلّصين. فأنا لا أتكلم فقط عن المواد القبيحة على القنوات الإباحية،. فأنا أتكلم عن الهراء (القمامة) التي تُقدم على الشبكات الأخرى والتي لا تمجد (تكرم) الله أو تُروج (تشجع على ) اللاأخلاقية (الفجور/الخلاعة).
بالرغم من السهل أن تذهب فقط مع تيار العالم وتشاهد كل ما يأتي على شاشة التليفزيون، فلا تستطيع أن تعيش حياة السعي (الحياة الجادة) فقط من خلال الرخاوة وكونك كسول. فعليك أن تقاوم إبليس وتختار أن تفعل أمور الله. وهذا يعنى أنك أحياناً عليك أن تطفئ (إيقاف) التليفزيون تماماً وتفتح كتابك المقدس.
وبعارة أخرى، عليك أن تتخذ موقف.
فكلمة “يسعى” هي كلمة حركية! فهي تعنى طبقاً للقاموس “أن تلاحق وتتبع شيء بمجهود مُكثف، تحاول أن تجد، أن تسأل وتستعلم عن أو تحقق في، أن تتعلم أو تدرك (تميز).
يذكرني هذا عندما فقدت مذكرتي منذ عدة سنوات. فكل مواعيدي للأسابيع القليلة القادمة كانت مُدّونة فيها، لذلك فكنت يائسة جداً لتحديد مكانها. وكما يُمكنك أن تتخيل، بحثت وبحثت عن هذه المُدَونة. فبحثت في أدراج مكتبي. وحفرت في خزانة ملابسي. وبحثت في سيارتي وسيارة كين؟
وعلى الرغم من إنها أخذت الكثير من الجهد، إلا أنى ظللت أبحث وأبحث لأنني يجب أن أحصل على هذه المدونة. وكما هو متوقع، قد وجدتها أخيراً.
وإذا حدث هذا فيما بعد، فكان لدىّ كل هذا الاستعداد أن أبحث بكل ذلك الاجتهاد عن شيء والذى سيؤثر فقط عن أيام وأسابيع قليلة من حياتي، فكم بالحرى يجب علىَّ أن أستعد للبحث عن أمور الله – الأمور التي ستؤثر على حياتي بالكامل، وصولاً إلى الأبدية؟
الجملة التي غيرت حياتي
ويأتي تعريف آخر لكلمة يبحث أو يطلب من جذر الكلمة العبرية والتي تعنى ” أن تخطوا وتمشى بخطوات واسعة أو تكثر التردد على”. وأنا أحب هذا التعريف لأنه لكى نكون طالبي (باحثي عن) الرب فعلينا أن نمشى بشكل متكرر، أو نقضى وقتاً في كلمته وفى الصلاة.
بصفة شخصية، لم يكن لدىّ مشكلة كبيرة في قضاء وقت في الكلمة. فقد أحببت قراءتها ودراستها منذ أن وٌلِدت ثانيةً. ونادراً ما أدع يوماً يمر دون قضاء وقت في الكتاب المقدس. ومع ذلك، فيجب أن أعترف، أنه لم يكن لدىّ نفس الاتجاه عن الصلاة. فلم أجعلها أولوية يومية في حياتي حتى سنة 1982. وذلك عندما كنت فى اجتماع إلى الأخ كينيث إى هيجين. وقال كلمة نبوية والتي احتوت على جملة واحدة والتي غيرت حياتي. فهو قال، “فقط اقضي ساعة أو اثنين يومياً مع الرب في الصلاة” “والكل سيكون جيداً معك”.
وكنت أتابع خدمة الأخ كينيث هيجين لسنوات. وعرفت أن ما يتنبأ به يتحقق، لذلك جذبت انتباهي تلك الكلمات. وكان ابنى جون مراهقاً في ذلك الوقت ولم يكن يعيش للرب. وكنت قلقاً بشأنه وفكرت، “حسناً، سأبدأ بالاستيقاظ مبكراً وأصلى لمدة ساعة يومياً لأنى إذا فعلت ذلك، سيكون الكل جيداً معي وسيكون جون بخير. وسيتغير (سيلتفت /يُغير اتجاهه) ويبدأ بخدمة الرب.
لا أمانع أن أقول لك، كانت تلك الأوقات في الصباح الباكر للصلاة صعبة! فكانت في فصل الشتاء، لذلك عندما يبدأ جرس الإنذار (المنبه) في تنبيهي حيث الظلام والبرد. وكان جسدي يشكو و اتخيل أننى لا أريد الاستيقاظ! ولكنى كنت أجعل نفسى أخرج من السرير على أية حال وأقضى ساعة في الصلاة. وربما فشلت في عدة مرات، ولكن في أغلب الأحيان تمسكت بها إلى أن أصبحت عادة.
وبعد سنوات كثيرة، حسبت كم عدد الساعات التي قد صليت فيها بسبب تلك الخطوة الواحدة من الطاعة. لقد صدمت عندما عرفت أنها كانت آلاف الساعات. هل تعتقد أن تلك الساعات من الصلاة أثرت على حياتي؟ بكل تأكيد أثروا! ليس فقط أن جون تحول إلى رجل تقى وأصبح المدير التنفيذي لخدمتنا، ولكن أيضاً كثير من الأمور قد تحولت لخيرى.
ومن المحتمل أن هذا القرار الوحيد، بأن أطلب الرب من خلال الصلاة ساعة يومياً، قد غيّر حياتي الروحية بنفس القدر أو أكثر من أي شيء آخر قمت به منذ أن أصبحت مُخلّص وامتلأت بالروح القدس. فكّر ماذا كنت سأحرم منه إذا كنت قد أهملت تلك الفرصة. تَخيّل أنه كان من الممكن أن كل تلك الأمور الرائعة لم تضاف إلىّ إذا حاولت فقط أن أبحث عن مخرج وأبقيت نفسي في السرير!
و أشجعك أن تجعل الصلاة أولوية في حياتك أيضاً، إذا كنت لا تريد أن تفقد أي شيء لدىَ الله لك،. فقط لا تتهاون طوال الوقت متوقعاً أن يقوم الآخرين بالصلاة من أجلك. لا تضغط على رز الغفوة وتعتقد أنه عندما أقع في مشكلة، سأدعو للتو محاربين الصلاة في الكنيسة.
فربما يكون هؤلاء محاربي الصلاة يصلون من أجل أنفسهم عندما تقوم بالاتصال بهم. وربما لم يكونوا متاحين عندما تحتاج إليهم. والأكثر من ذلك، فهم غير مدعوين ليعتنوا بك بقية حياتك مثلما كان عمرك الروحي سنتين. فمن المفترض أن تنمو وتجعل حياة صلاتك الشخصية في تقدم (ناجحة /فعالة). لذلك إذا لم تكن قد فعلت ذلك، قرّر الآن أن تطلب الرب يومياً في الصلاة وفى كلمته.

فقط قم بها/ افعلها!
ماذا سيحدث عندما تُلزم نفسك حقاً لأسلوب حياة بشكل منتظم طالباً فيها الرب؟
ليس فقط ستجده، ولكن أيضاً ستجد الباب لحياة مباركة حقاً!
فيسوع ضمنَ ذلك. فهو قال، ” استمروا في السؤال وسَيُعطى لكم؛ استمروا في الطلب وستجدوا؛ استمروا في القرع وسَيُفتح لكم [الباب]”(متى 7 : 7 الترجمة الموسعة).
يا له من أمر رائع (يا لها من روعة أن تأخذ ما سألت لأجله. يا له من أمر عجيب/مدهش أن تجد الله وأن تراه يفتح الباب لإرادته الرائعة لحياتك. ولكن عندما يحدث، هناك شيء أعظم تحتاج أن تفعله. فتحتاج ان تخطو بالإيمان وتطيعه.
فالطاعة هي جزء حيوي وهام للحياة الروحية. فعندما يُبين لك الرب إرادته لك، وإذا لم تطيع وتعمل وفقاً لها، فلن تعمل البركة لك كما ينبغي.
فتعلمنا أنا وكين هذا سابقاً في 1967، عندما تناول الرب مع كين موضوع أن ننقل العائلة إلى تولسا، أوكلاهوما، ويسجل في جامعة أورال روبرتس Oral Roberts University.
وكنا قد وُلِدنا ثانية وامتلائنا من الروح القدس لفترة قصيرة عندما أعطانا الرب تلك التعليمات، ولم تكن تلك التعليمات مفهومة أو معقولة لنا! لأن، كان عمر كين 30 سنة في ذلك الوقت. وكنا مُفلسين. وكان لدينا أطفال يحتاجون إلى رعاية وجبل من الفواتير علينا أن نسدده. ولم يبدو لنا أن كين في حاجة للذهاب إلى مدرسة. ولكن بدا الأمر لنا وكأنه في حاجة أن يعمل بوظيفتين محاولاً لكسب العيش.
ورغم ذلك، مازال يحصل على هذا الإرشاد من الرب في روحه: اذهب إلى جامعة أورال روبرتس.
ولفترة من الوقت، كان يقاوم هذا الصوت. وظل يفكر، ليس هناك طريق (لا توجد وسيلة). يا له من أمر سخيف. لا نستطيع أن نتحرك الآن. لم يكن لدينا أي مال. كيف سنعيش؟ (أو، وكما قال يسوع ذلك، ماذا سنأكل؟ ماذا سنشرب؟ ماذا سنلبس؟) لذلك، لم نطيع لفترة من الوقت. وكنتيجة، أصبحت ظروفنا – والتي كانت سيئة – أسوء من ذلك.
وأخيراً، قررنا أنه من الأفضل أن نجوع ونحن في مشيئة الله عن أن نجوع ونحن خارجها، وكوَمنا ممتلكاتنا القليلة في عربة صغيرة واتجهنا إلى جامعة أورال روبرتس. وعندما وصلنا إلى هناك، سًجل كين كطالب دائم، كما أخبره الرب أن يفعل. ومن تلك اللحظة فصاعداً، بدأت تحدث أموراً رائعة.
دُفِعت رسوم مدرسة كين بشكل خارق (بصورة مذهلة). وعُين (تم تعيينه) كمساعد طيار لطائرة الأخ روبرتس. وبدأ يسافر إلى كل اجتماعات الأخ روبرتس، ويعمل بجانبه ويتعلم خدمة الشفاء والتحرير تحت قيادته. وبالإضافة لذلك، كان لدينا الفرصة لحضور الحلقات الدراسية (ندوات/ عظات) عن الإيمان التي ألقاها الأخ هيجين والتي غيرت حياتنا بالكامل.
فكلّ تلك الأمور كانت عظيمة. ولكننا لم نعرف أنهم كانوا سيحدثون عندما تركنا ولاية كنساس. فكل ما كنا نعرفه أن كين كان مدعو ليبشر وأن الله قد أخبرنا أن نتحرك إلى تولسا.
وهذه هي الطريقة التي تتبعها مع حياة المثابرة / الحياة الروحية. فلا يمكنك دائماً معرفة الأمور. فعندما يعطيك الرب إرشاد/قيادة، غالياً ما يبدو لك أنه يطلب منك أن تفعل المستحيل. ولكن من المفترض أن تتحرك بإيمان وتختار ذلك أيا كان. وإذا لم تفعل ذلك، وإن انتظرت حتى تستطيع أن ترى كيف أن كل شيء سيعمل، فأنت ستفقد خطة الله.
اليوم، أنا وكين سعداء جداً أننا لم ننتظر حتى نقدر أن نذهب إلى جامعة أورال روبرتس قبل أن نطيع الرب. كنا سننتظر إلى الأبد! لماذا؟ لأنه طالما كنا خارج مشيئة الله، كنا سنزداد عمقاً في الديون بدلاً من الخروج منها.
ولكن عندما أطاعنا النور الذى أعطاه الله لنا وذهبنا إلى تولسا، فرأينا معجزات/ عجائب. فلم نبقى على قيد الحياة فحسب، ولكن حصل كين على التدريب الذى كان يحتاجه، ولم يزيد قليلاٌ على سنة وكان (كين) في خدمة وتم تسديد كل ديوننا.
هل يقدر الله أن يفعل نفس الشيء لك؟
بالتأكيد يقدر و …وسيفعل إذا كنت تعيش حياة المثابرة. لذلك أعطي تعهداً جديداً بأن تفعل ذلك. واتخذ قراراً جديداً بأن تعطى الكلمة المكتوبة الأولوية الأولى في حياتك كل يوم. صدّق وأطع ما قد قاله بالفعل كتابةً، ثم اساله في الصلاة عن خطته المحددة لك. أطلب منه حكمة. فهو سيعطيها لك ويُظهر لك ما يجب القيام به بعد ذلك.
وعندما يفعل ذلك، اسلك بناءً عليه. خذ خطوة إيمان. اذهب حيثما يقودك، وافعل أيا كان ما يضعه في قلبك لتفعله.
ادخل إلى اسلوب الحياة المباركة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$