القائمة إغلاق

The Value Part 2 القيمة والمقدار الجزء

عظات الثلاثاء 21-6-2016

لسماع العظة ساوند كلاود إضغط هنا

القيمة والمقدار الجزء 2

قيمتك للشيء تأخذك إليه.

أسباب القيمة.

ما الأمور التي تحتاج لوضع قيمة لها؟

١- محبة الله.

٢- قيمتك للحياة.

٣- قيّمْ وقدِّرْ الإنسان صحيحًا.

٤- تُقَدّر عطايا الله.

قيمتك للشيء هي ما تأخذك إلى هناك:

 يسير المؤمن بمبادئ وليس بسياسة “الأبواب المفتوحة والمُغلَقة”. لا تكن مفعولاً بهِ. أنت مَن تُعطي القيمة، وطالما أعطيت للأمر قيمةً ستذهبُ لها. لهذا إن أردت الذهاب لحياة أفضل، تحتاج أن ترى الطريقة لتذهب بها.

“اَلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ، كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ.” (أمثال ٢٧: ٢١).

 الْبَوْتَقَةُ لِتَنْقِيَةِ الْفِضَّةِ، وَالأَتُونُ لِتَمْحِيصِ الذَّهَبِ، وَالإِنْسَانُ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِمَوْقِفِهِ مِمَّا يُكَالُ لَهُ مِنْ مَدِيحٍ.” ترجمة الحياة.

النَّارُ تَخْتَبِرُ نَقَاءَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، وَالْمَدِيحُ يَمْتَحِنُ الْإِنْسَانَ.” ترجمة الشريف.

البوتقة تمتحن الفضة والذهب كما يمتحن المديح الإنسان.” ترجمة أخرى.

 كما أن الذهب والفضة يُمتَحَن بالتسخين ليظهر المعدن على أُصوله، هكذا المديح يمتحن الإنسان. ما أنت فيه من أي مُستوى هو ما أعطيتهُ قيمةً بالأيام السابقة.

 “تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ.” (رومية ١٢: ٢).

 أي تضعوا معاييرًا جديدةً؛ تضع أمورًا وتُهمل أمورًا أخرى. لا تَقُل إنه طالما وُضِعْتَ في ظروف معينة يجب تُكمل فيها، ليس شرطًا أبدًا. يسير المؤمن بمبادئ ليس بفرض الواقع وما يقابله، لا تكن مفعولاً به إنما كُن فاعلاً.

 أن تُمسِك بزمام الحياة، يجب أن تفهم بمبادئ الكلمة اللي تخص الحياة. أنت مَن يُعطي القيمة للشيء، وطالما هناك شيء أعطيته قيمة؛ ستذهب إليه.

 حينما قال الكتاب: “تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ” (رومية ١٢: ٢)، يَقصِد تغييرًا في قلب برنامجك، يُقاس الإنسان بهذا المعيار. كما تقيس الذهب هل نقيٌّ، قيّمٌ، به شوائب أم لا عن طريق الوصول به لمرحلة الانصهار، ويظهر المعدن على أصله (قلب المعدن)، فكما يكشف التسخين والصَهر المعدن، هَكذا يُقاس الإنسان بما يَنظر إليهِ ويمدحهُ.

 ما أنت فيه هو ما أعطيته قيمةً خلال الأيام والسنين السابقة. ما الذي يشغل دماغك؟ هذا يحلّ لغزًا عِند المؤمنين، “لماذا لديهم حبٌ للرب، وليس عندهم رغبةً؟ أن تفعل الأمر بطريقة سَلِسلة هو ليس حسب الظروف والنفسية، أنت هكذا مفعولٌ به، إنه السير بحسب الأهواء وهذا سبب ضياع العالم.

“اللَّذَيْن ِبِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.” (٢ بطرس ١: ٤).

 الشهوة التي سببت الفساد هي “السير وراء الحواس الخمس”. ما تراه في العالم من دمار سببه أن الإنسان يسير بالعكس، وكأنه يمشي على يديه ورجليه (عكس طبيعته). يسير وراء حواسه الخمس وأهوائه، ووراء شهيته المفتوحة والمقفولة، لا يسير وراء إنسانه الروحي، والسبب إنه غير مولود من الله. أيضًا تشابه المؤمن وغير المؤمن هو إنه لا يعرف أين تكمن القصة والمفتاح، أي “القيمة“.

 

 “أيضًا كونُ النَّفسِ بلا مَعرِفَةٍ ليس حَسَنًا، والمُستَعجِلُ برِجلَيهِ يُخطِئُ.” (أمثال ٢: ١٩).

 لفظ “الحق” يعني أن ترى الشيء بمقياس الله، بمفهوم الله، بلون الحق، حتى إن كنت تحب الله رغم إنها بداية صحيحة، لكن وحدها لا تكفي، فأنت تحتاج الأمرين، المعرفة والحب معًا، فالمعرفة مهمة لتقييم الشيء.

 حينما تكلّم الرب قائلاً: “طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.” (متى ٥: ٤) أي طوبى لِمَن يبكون على النفوس، كان الرب هنا يتحدث بلغة “النبي”، لأن بُكاء الأنبياء في العهد القديم كان على النفوس وحالها.

 “بَناتٌ كثيراتٌ عَمِلنَ فضلًا، أمّا أنتِ ففُقتِ علَيهِنَّ جميعًا. الحُسنُ غِشٌّ والجَمالُ باطِلٌ، أمّا المَرأةُ المُتَّقيَةُ الرَّبَّ فهي تُمدَحُ. أعطوها مِنْ ثَمَرِ يَدَيها، ولتَمدَحها أعمالُها في الأبوابِ.” (أمثال ٣١: ٢٩-٣١).

سر هذه المرأة إنها عابدة للرب.

“إنها تعتبر حقلاً جديدًا قبل أن تشتريه أو تقبله، تتوسع بحكمة ولا تتغاضى أو تهمل واجباتها الحالية من خلال تولي واجبات أخرى؛ مع مُدخراتها [من الوقت والقوة] تزرع كرومًا مثمرة في شارعها.” (أمثال ٣١: ١٦).

إنها واعية وتتحرك، وعندما تعمل شيئًا، لا يكون على حساب شيء آخر.

“تُراقِبُ طُرُقَ أهلِ بَيتِها، ولا تأكُلُ خُبزَ الكَسَلِ.” (أمثال ٣١: ٢٧).

 تُراقب وتنظر بعناية كيف تسير الأمور في بيتها، ولا تعيش بخبز النميمة وعدم الرضا والشفقة على الذات (لا تبكي علي حالها). هذا سر قوتها. هكذا تأتي معاني “الكسل” في العبري: “غير راضية عن حالها”، ” شفقة على نفسها”.

“وتَقومُ إذ اللَّيلُ بَعدُ وتُعطي أكلًا لأهلِ بَيتِها وفَريضَةً لفَتَياتِها. «بَناتٌ كثيراتٌ عَمِلنَ فضلًا، أمّا أنتِ ففُقتِ علَيهِنَّ جميعًا.” (أمثال ٣١: ٢٥).

 قوية وتشعر بالأمان لأنها لابسة القوة وتفرح على الزمن الآتي لأنها تعلم جيدًا إنها مُستعِدة. هذا لا يخص المرأة فقط بل الرجل أيضًا.

 في (أمثال ٣١) رأت المرأة أن قيمة كل ما يحدث في حياتها يكمن في علاقتها بالروح القدس ومعرفتها به، وهذا حال الشخص الذي يرى الأمر بالصورة الصحيحة.

 تأتي القيمة من معرفة الكلمة، هي الشيء الذي تضع كل تركيزك وانتباهك تجاهه.

يجب أن تكون شخصًا مُبكِرًا، وتستيقظ باكرًا لتستفيد من كل ساعات اليوم.

 بولس، رغم ما مَرّ به من ضيقات فاقت كل الرسل، لكنه قال عنها: “خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ.” (٢ كورنثوس ٤: ١٧).

 إن لم تعطي قيمةً لِما تتحرك نحوه حتى إن بدأت بحماس لن تكمل، لأنه لا يوجد حافز، القيمة هي ما تعطيك الحافز. مُعطِي القيمة للأمور هو أنت، لأن الكلمة تقول القيمة لك، والباقي عليك أنت؛ أن ترى الشيء حسب قيمتها من الكلمة.

 “١١ فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا. ١٢ لأَنَّنَا لَسْنَا نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا أَيْضًا لَدَيْكُمْ، بَلْ نُعْطِيكُمْ فُرْصَةً لِلافْتِخَارِ مِنْ جِهَتِنَا، لِيَكُونَ لَكُمْ جَوَابٌ عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ. ١٣ لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلّهِ، أَوْ كُنَّا عَاقِلِينَ فَلَكُمْ. ١٤ لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.” (٢ كورنثوس ٥: ١١-١٤).

 هنا وَضَّحَ بولس أن القيمة التي تحركه تجاه الخدمة هي “محبة المسيح” وأن الرب قد “مات لأجل الجميع”. كان عند بولس ربط للمبادئ. تذكَّر أنّ كلمة الله هي مَن تعطيك تقديرًا للشيء وتوضح لك قيمته.

أسباب القيمة:

١- أنك تأخذ معلومات من شخص موثوق فيه (كلمة الله).

٢- يتكوّن لديك مقياسٌ/ معيارٌ، وتبدأ بقياس المواضيع بِه.

٣- تُعلَن لك أهمية الشيء.

 هذا يأتي وقت الصلاة، لذلك إن كنت قارئ للكلمة بالساعات وقليل الصلاة، لن تحدث التخميرة التي تحدُث بسبب الأمرين معًا، لأنك وأنت تصلي تُمْسَح لترى الأمر، المسحة التي فيك تبدأ بمَسح عينيك وأذنيك. أيضًا الإعلان هو تربيط الآيات.

٤- تتكوُّن القيمة لديك.

 هذا لا يأتي بيوم وليلة. ترى الأمر وتهتم به حتى إن كان مَن حولك لا يهتمّون به لكنك تهتم، ومن هُنا تتغيّر. مثلاً: ربما لم تكن تصلي، لكنك بعدما عرفت قيمة الصلاة أعجبك أن تصلي، صارت الصلاة لذيذة.

 أولاً كنت تفعلها كواجب لكن الآن تعملها بحُبٍّ وبجدية، ومع الوقت لا تستحمل أن يأخذك أحد من العبادة وتنتهي سريعًا، كي ترجع لتعبد، وبعدها يصير الأمر كنزك. قد تجد أناسًا يقولون لك الصلاة والاجتماعات هامة لكن لا وقت لديهم، هو يحكي عن أشياء واقعية ليست خيالية لكنه لم يأخذ موقفًا تجاهها.

٥- سلوك

“٣٣ اِجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّدًا، أَوِ اجْعَلُوا الشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيًّا، لأَنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرَةُ. ٣٤ يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. ٣٥ اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ.” (متى ١٢: ٣٣-٣٥).

 تعريف الكنز: هو الشيء الذي تهتم به سواء شيء صالح أو شرير. الكنز هو ما أنت مُعطٍ لهُ قيمة كبيرة. إن عرفت أن تُقدِّر الأمور بالصواب، مهما كانت توجد جاذبية تشدّ، لن تقدر أن تؤثر عليك، ستعيش كالطائرة، لن توجد مرة واحدة لا تُحلق فيها، إنما دائمًا تأخذ سرعتك ضد الجاذبية، لهذا تعرف أن تعبد وتصلي، لا يمكنك أن تنغلق وتنفر في هذا الأمر أبدًا، لأنك وضعت قيمة للصلاة.

“بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا.” (يوحنا ٤: ٢٤). يعبد بالحق أي بحقيقته.

ما الأمور التي تحتاج لوضع قيمة لها؟

 ربما يكون منها أمور قد قمت بتقييمها بالفعل، أحسنت! ثبتها أكثر وضع لها قيمة بالأكثر، ادرس عنها أكثر واعرف تفاصيلها.

١- محبة الله:

“١٩ يُخْبِرُ يَعْقُوبَ بِكَلِمَتِهِ، وَإِسْرَائِيلَ بِفَرَائِضِهِ وَأَحْكَامِهِ. ٢٠ لَمْ يَصْنَعْ هكَذَا بِإِحْدَى الأُمَمِ، وَأَحْكَامُهُ لَمْ يَعْرِفُوهَا. هَلِّلُويَا.” (المزامير ١٤٧: ١٩، ٢٠).

 أَخبَرَ شعبه! تمييزًا لشعبه، كشف ذاته لنا. كونك عرفت الكلمة واستقبلتها بجدية؛ أنت أخذت الشيء.

 “٨ وَقَرَأُوا فِي السِّفْرِ، فِي شَرِيعَةِ اللهِ، بِبَيَانٍ، وَفَسَّرُوا الْمَعْنَى، وَأَفْهَمُوهُمُ الْقِرَاءَةَ. ٩ وَنَحَمْيَا أَيِ التِّرْشَاثَا، وَعَزْرَا الْكَاهِنُ الْكَاتِبُ، وَاللاَّوِيُّونَ الْمُفْهِمُونَ الشَّعْبَ قَالُوا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هذَا الْيَوْمُ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ، لاَ تَنُوحُوا وَلاَ تَبْكُوا». لأَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكَوْا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ. ١٠ فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ». ١١ وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ يُسَكِّتُونَ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: «اسْكُتُوا، لأَنَّ الْيَوْمَ مُقَدَّسٌ فَلاَ تَحْزَنُوا». ١٢ فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَبْعَثُوا أَنْصِبَةً وَيَعْمَلُوا فَرَحًا عَظِيمًا، لأَنَّهُمْ فَهِمُوا الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمُوهُمْ إِيَّاهُ.” (نحميا ٨: ٨-١٢).

“لأَنَّهُمْ فَهِمُوا الْكَلاَم”: سبب فرحهم هو إنهم فهموا. أشكرك، أحمدك لأنك فهَّمتَني، وأني مُمّيزٌ لأني مِن شعبك. وعائلتك.

“وفي اليومِ الثّاني اجتَمَعَ رؤوسُ آباءِ جميعِ الشَّعبِ والكهنةِ واللاويّونَ إلَى عَزرا الكاتِبِ ليُفهِمَهُمْ كلامَ الشَّريعَةِ.” (نَحَميا ٨: ١٣).

 لم يفرحوا دون سبب، بل رجعوا ثانية ليفهموا سفر الشريعة أكثر وأكثر، رجعوا ليُكرِّروا في الكلمة، ليزدادوا فهمًا.

 أول شيء تحتاج لفهمه هو “محبة الله”. ينبغي أن تفرح بمعرفة ذلك.

 “٣١ فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ٣٢ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ ٣٣ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. ٣٤ مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا. ٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ٣٦ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». ٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.” (رومية ٨: ٣١-٣٧).

 شارك الرب نفسه لك، بذل لك، ماذا تُريد أكثر ليُفرحك؟ أعطاك ذاته وحياته! هو أرجع الانتصار لسبب هو الحب. ماذا لو كانت مشاعرك غير مُتحرِكة تجاه هذا الحب؟ ما الحل؟ املأ ذهنك بمعلومات عن هذا الحب من الكلمة باعتبارها أصدق من كل شيء، صلِّ بالروح والهجْ بالآيات السابقة، وسيُعلَن لك هذا الحب، في هذه اللحظة لن تُعاني في حياتك، تكون في القِمَمٍ باستمرار.

٢- قيمتك للحياة:

“لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ الواحِدِ قد مَلكَ الموتُ بالواحِدِ، فبالأولَى كثيرًا الّذينَ يَنالونَ فيضَ النِّعمَةِ وعَطيَّةَ البِرِّ، سيَملِكونَ في الحياةِ بالواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ!” (رو٥: ١٧).

 نظرتك للحياة ليست بنظرة الشفقة على النفس، إنما من اللازم أن تكون كغالب ومُنتصِر. لا تَقل: “ما أَمُرّ به من ألم لم يمرّ أحدٌ به”، فالكتاب يقول: “عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ.” (١ بطرس ٥: ٩)، ربما ليست نفس درجة الموقف لكنها الآلام نفسها، يمرون بها.

 بينما أنت تخدم وتستمع لآلام الآخرين، احترس أن تعيش الدراما بعذر أنك تشعر بهم. ليس من اللازم أن تعيش جو الشخص لتعرف أن تساعده، لأنك تساعد بناء على مبادئ كتابية وليس خبرات. مثلاً: لم يكن يسوع مُتزوِّجًا ، وساعد المُتزوِجين، رغم إنه لم يمرّ بخبرة الزواج.

 ليس من اللازم أن من يساعدك يكون قد مرّ بالموقف نفسه ليقدر أن يساعدك. أنت أيضا ليس من اللازم أن تمرّ بذات الموقف الذي يمرّ به الشخص الذي تساعده.

 هناك فرق بين أن تُميّز الألم لدى الشخص، وأن تعيش مأساته، لأنك إن عشت حالة الألم التي فيها الشخص، ولبستْ ثوبه، هكذا تساويت معه، والنتيجة لن تقدر أن تساعده، لن تعرف أن تسمع من الروح القدس، وليس الحل أن تحكي له بعض المواقف المُشابهة التي حدثت معك، اقتداءً بالمثل الشعبي غير الكتابي؛ “اللي يسمع بلاوي غيره تهون عليه بلوته”، والنتيجة ستكون إنك غير فعّال في الخدمة.

 لست مُطالَبًا بأن تشعر بألم مَن حولك، إنما مطلوب أن تُميّز مقياس ألمه، لأنه ربما يُبالغ، أو العكس، ربما مُستصغِر للأمر، وأنت من تلفت انتباهه، لأنك صرت تعرف المقياس السليم بناءً على أكلك للحق الكتابي.

“٣ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، ٤ الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.” (٢ كورنثوس ١: ٣، ٤).

 لاحظ قول بولس أن فائدة استخدام التعزية أن يُعزي بها الآخرين، ليس ليشعر بهم. يجب أن يراك الشخص في مستوى أعلى وتقدر أن تأخذه من مشكلته وتساعده. مما لا شك فيه، هناك حزن “على النفوس”، لكنه يختلف عن الحزن “مع النفوس” على المواقف وتخيُّل نفسك مع الشخص في نفس الموقف، هكذا أنت تنفتح على أرواح شريرة، لكن عندما تنفتح على الكلمة، تلقائيًا كل تلك الأمور ستسقط، وتصل للاستقرار ومنها تقدر بسهولة أن تساعد الناس.

٣- قيّمْ وقدِّرْ الإنسان صحيحًا:

 هذا لن يحدث إلا بعد أن تُقيّم نفسك صحيحًا. في (أمثال ٣١) وَضَّحَ أن قيمة الشخص ليست في ظروفه إنما فيما ينبهر به وليس فيما حادث معه كما ينظر العالم، فلا تُقيّم أنت على أساس ما حادث في العيان، سواء بالإيجاب أو السلب، وبذات الوقت لا تنكر العيان، لكنك ترى بالإيمان، وافرح بما رأيته في عالم الروح من خلال الكلمة.

 اجتمع في يسوع كل ما في السماء، وما على الأرض (كولوسي ١: ٢٠). النظرة المُفترِضة للإنسان إنه هيكل للروح القدس، حيث إنه صُمِّم لأجل هذا، حتى إن كان خاطئًا، ليس شأني، مِن المُفترَض أنْ يُكسَن بالروح.

 لأنك فهمت الإنسان، حتى لو كان هذا الشخص مُبتدِع للشرور، أنت تعرف التعامل معه حسب الكلمة لأنك فاهم للحق الكتابي، لكن بذات الوقت لم تهبط قيمته في نظرك، لأن هذا الشخص ثمنه ثمن دم يسوع، والدم هو حياة الشخص، فبالتالي هذا الشخص ثمنه يعادل ويساوي يسوع، مات الرب لأجل هذا الشخص، الثمن الذي دُفِعَ فيه هو “يسوع”

 المحبة تجعلك جريئًا جدًا ، لأنك فاهم إنها الله، فتجعلك تسير في مساحته. من الهام أيضًا أن تُقَيّم الشخص المؤمن على إنه خليقة جديدة في المسيح. يُقَدَّر الشخص على أساس طبيعته الروحية، وليس على أساس أفعاله.

 بناءً على تقييمك للإنسان، ستُقيّم عملك لأنك تُريد إفادة البشرية، ستُقدّر أهلك وأباك وأمك، لأنهم أتوا بك للعالم وتعبوا فيك وأطعموك.

 عندما تعرف وتفهم القيمة لن تتكلم كلغة العالم، وبالتالي ستُقدِّر قيمة كل شيء حتى ولو بسيطٌ، لكن سترى الجيد الذي فيه، لن ترجع لتتكلم كلغة العالَم، لكن ضع في الحسبان أن هناك أُناس كثيرة لن يعجبهم أنك لا تتكلم مثلهم، ونبَّه بولس نفسه لهذا الأمر، أن هناك من لن يعجبه عدم سيركم في الشر معهم ومشاركتهم.

٤- تُقَدّر عطايا الله:

“بل كما هو مَكتوبٌ: «ما لَمْ ترَ عَينٌ، ولَمْ تسمَعْ أُذُنٌ، ولَمْ يَخطُرْ علَى بالِ إنسانٍ: ما أعَدَّهُ اللهُ للّذينَ يُحِبّونَهُ.” (كورِنثوس الأولَى ٢: ٩).

 “يُحِبّونَهُ”: أي يُقدّرونه، سرّ جمال يسوع في جمال أفعاله وليس جمال شكله الخارجي رغم إنه مُؤكدًا جميلُ الشكل.

وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢).

 “كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ“: أي ليس كل الكلمة قادرة على بنائك، إنما “كلمات النعمة” تكشف لنا عن جوهر الله، لهذا قَيّمْ الأمر بصورة صحيحة.

 سبب المعرفة وعدم التنفيذ هو عدم إعطاء المجال لروحك، لأن الفخ الذي يُحبط كثيرين هو الاعتقاد أن الأمر يحدث تلقائيًا، وهذا غير صحيح، عندما سُبيتْ عائلة داود وأُحبِط لدرجة أن رجاله كانوا يُريدون قتله، ماذا فعل داود؟ ذكر الكتاب أن داود “شَجَّعَ نفسه”، ما الطريقة التي فعلها؟ إنه قال: “لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ قومي!” (مزمور ٤٢: ٥).

 فعل داود أمرًا تجاه نفسه، لا تفتكر أن الرب سيفعلها لك، تلك هي النقطة، الحلّ بسيط، لكنها مشكلة يقع فيها كثيرون.

“١٦ وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. ١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.” (غلاطية ٥: ١٦، ١٧).

“فَإِنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي بِعَكْسِ الرُّوحِ، وَالرُّوحُ بِعَكْسِ الْجَسَدِ؛ وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ حَتَّى إِنَّكُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا تَرْغَبُونَ فِيهِ.” ترجمة كتاب الحياة.

“فَالطَّبِيعَةُ الجَسَدِيَّةُ تَشْتَهي ضِدَّ رَغَباتِ الرُّوحِ، وَالرُّوحُ تَشْتَهي ضِدَّ رَغَباتِ الطَّبِيعَةِ الجَسَدِيِّةِ. فَكُلٌّ مِنْها يَشْتَهي بِعَكْسِ الآخَرِ. وَهَكَذا لا تَستَطِيعُونَ أنْ تَفعَلُوا ما تُرِيدُونَ.” الترجمة المبسطة.

“لِأَنَّ مَا تَرْغَبُ فِيهِ الطَّبِيعَةُ الدُّنْيَوِيَّةُ يُخَالِفُ الرُّوحَ، وَمَا يَرْغَبُ فِيهِ الرُّوحُ يُخَالِفُ الطَّبِيعَةَ الدُّنْيَوِيَّةَ، فَكُلٌّ مِنْهُمَا يُعَارِضُ الْآخَرَ، لِكَيْ لَا تَعْمَلُوا مَا تُرِيدُونَ.” الترجمة العربية المشتركة.

 إذًا الترجمة الأدق هي: “حتى لا تفعلون ما تُريدون” (لا تفعل كطبيعتك الرائعة ورغبتك الصالحة).

 هذا سبب الانغلاق في العبادة والانطفاء، أن تأتي إليك باستمرار أفكارًا سلبية ومشاعر خاطئة وأنت مُستمِر بتصديقها، الصورة التي تصدقها وتعيش فيها هي ما تجعلك لا تعرف أن تعبد، والسبب أنك سلكت بالجسد.

 يكمن الحل في عدد ١٨ “ولكن إذا انقَدتُمْ بالرّوحِ فلَستُمْ تحتَ النّاموسِ.” (غلاطية ٥: ١٨).

 الحل إنك بهذا الوقت -الآن- تصلي بألسنة، وإن لم تقدر، ارفع صوتك، اصرخ، هذا لأن حواسك الخمس تحتاج أن تفوق وتستيقظ وتنخفض لتتبع الروح، مثل شخص في جلسة، فرفع صوته ليجذب انتباه الجالسين معه.

 اعبد بكل قلبك في وقت التسبيح، لا تنتظر أي شيء ليحركك وينشّطك للعبادة، لا تكن مفعولاً به إنما كن مَن يفعل، ولو بدأت بذلك، بديهيًا ستجد الجسد لا يأخذ مجاله، ولن تتمّ (تكتمل) شهوة الجسد، مَن لم يفعل ذلك انسحب وراء الأفكار ودخل في حرب مع الجسد، ولن يعرف أن يسلك بالروح. فأعطِ قيمة للروح القدس الذي داخلك.

 “المُستَهزِئُ يَطلُبُ الحِكمَةَ ولا يَجِدُها (لأنه مَعميٌ بسبب استهزائه، لا يُقدِّر، ولا يُقيّم)، والمَعرِفَةُ هَيِّنَةٌ للفَهيمِ.” (أمثال ١٤: ٦).

 المستهزئ هو شخص لا يُعطي القيمة، مع إنه يطلب الحكمة، لكنه يجدها صعبة عليه، يبحث عنها ويدرس لكن لا يحدث شيء في حياته، لأنه لا يعمل، لا يسلك، لا يخضع، لكن المعرفة سهلة للفهيم، أي سهلة للشخص الذي يبحث عنها، سهلة بسبب وضع قلبه عليها، وتقديرها، لذا قدِّرْ الروح القدس داخلك. قدِّرْ الطبيعة الإلهية التي مُنِحَتْ لك.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$