القائمة إغلاق

حلقة: أيون وكوزموس 2 Episode: Aion & Kosmos

حلقة: أيون وكوزموس 2

برنامج: من البداة للنهاية

لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب

 

https://www.youtube.com/watch?v=qGMqgUm2Lng&list=PLi5pccn6aDLRqvZRIAtcTcl5DvbcEcRYa&index=40

لمشاهدة الحلقة على الفيس بوك

 

play-sharp-fill

لسماع الحلقة على الساوند كلاود

https://soundcloud.com/lct-egypt/10-2a?in=lct-egypt/sets/igiyqpxmeaf1

برنامج من البداية للنهاية

(راديو الحق المغير للحياة).

الحلقة العاشرة: أيون وكوزموس (الجزء الثاني).

تنويه: العظة مكتوبة بـالذكاء الاصطناعي، لم تُراجع من خدمتنا بعد، إن وجدت أخطاءً في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا.

 

 

  • مراجعة: “الأيون” و “الكوزموس.
  • خروج من نظام الموت.
  • نظامان متناقضان.
  • ما هو الفكر الإلهي أو “الأيون” الخاص بالله؟
  • أمثلة عملية: كيف نميز نظام إبليس ونواجهه؟
  • خطوات عملية لتجديد الذهن: كيف تعيش منتصرًا؟
  • مَنْ يستطيع أن يعيش هكذا؟

 

الأيون والكوزموس: فهم النظام الذي يحكم عالمك

في المرة السابقة، تحدثنا عن العالم “الكوزموس” وكيف أن “الأيون” (طريقة التفكير) يؤثر فيه، وأننا نشبه مصنعًا يحتوي على آلات، ولكي يُنتج هذا المصنع أفضل إنتاج، من المهم أن نهتم بالنظام أو الـ “سيستم” (System) الذي يعمل به. نود الآن أن نسترجع مع مشاهدينا ما تناولناه في المرة الماضية، ونوضح معنى النظام، والسيستم، ونظام التفكير.

مراجعة: “الأيون” و “الكوزموس

لقد تحدثنا في المرة السابقة بالفعل عن تعبيرين وردا في اللغة اليونانية: “أيون” و “كوزموس”، وهما ليستا كلمتين عربيتين، بل يونانيتين. يُقصد بهذين التعبيرين “العالم” أو “الدهر”.

  • الكوزموس (Kosmos)
    “الكوزموس”، هو الأمور المادية؛ كل ما هو مادي، كل شيء جميل خلقه الله، الخليقة كلها بما فيهم البشر. هذا هو “الكوزموس”، أي الأمور المادية.
  • الأيون (Aion)
    “الأيون” يُطلق أيضًا على “العالم” أو “الدهر”، وهو يساوي طريقة حياة، أو نظام تفكير موجود في العالم. والمثال الذي علّمه لنا القس رامز كان دقيقًا جدًا: المصنع الذي يحتوي على آلات، وهذه الآلات التي هي الـ “هاردوير” (Hardware) أو القطع الصلبة، تساوي “الكوزموس”. ولكن لكي تُدار هذه القطع، فإنها تُدار بـ “سيستم” (System)، أي بنظام. تضع الشركة نظامًا للعمال، وتحدد طريقة تشغيل الآلة الفلانية، وطريقة عمل الشيء الفلاني؛ هذا هو “الأيون”، أي طريقة العمل التي تتم بها الأمور.

ألقاب إبليس: رئيس هذا العالم وإله هذا الدهر

تحدثنا أيضًا عن تعبيرين وردا لوصف إبليس: “إله هذا الدهر” و”رئيس هذا العالم”. وقلنا إن هذين التعبيرين ليسا تعبيرًا واحدًا في اللغة اليونانية.  أشجعك على الرجوع إلى سلسلة عظات “مملكة ليست من هذا العالم”.

رئيس هذا العالم
“الرئيس” ليس هو المالك، ولكنه مُوكَّل على الشيء، أي مدير له. فإبليس صار مديرًا، “رئيس هذا العالم”، أي رئيس هذا “الكوزموس”، رئيس هذه الخليقة المادية. وقد أخذ هذا المنصب ليس لأنه مِلكه، بل أخذه بالسرقة؛ سرقه عندما سرق السلطان من آدم. فصار واضعًا يده على كل شيء في الخليقة، لدرجة أن الكل بدأ يعاني، اَلْخَلِيقَةَ كُلَّهَا تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ. لماذا؟ لأن هناك شخصًا شريرًا وضع يده عليها. هناك مَنْ استولى على المصنع. نعم، فشغّل نظامه الرديء، الذي هو “الأيون” الخاص به. لماذا؟ رغم أنه ليس المالك. هذه كانت نقطة خطيرة تحدثنا فيها المرة السابقة. نعم، فآدم سلّمها له، سلّم له السلطة. فسيطر إبليس وسُمّي “رئيس هذا العالم”. ورئاسته ليست شرعية، لأن الطبيعي كان أن يكون آدم، الإنسان، هو الرئيس، وهذا السلطان قد استُعيد في يسوع، مجدًا للرب. الإنسان هو الذي كان يجب أن يكون المتحكم والرئيس. هو رئيس فقط لمن لا يزالون في مملكته.

  • إله هذا الدهر
    أخذنا أيضًا تعبيرًا آخر عن إبليس، وهو “إله هذا الدهر”. ويُطلق عليه “إله” لأنه هو المُؤلِّف والصانع لطريقة التفكير الموجودة في هذا الدهر. وقد رأينا وتحدثنا عن قايين، وسبب ذكر قصة قايين هو أنها كانت أول إظهار واستعلان لهذا “الأيون”، لطريقة التفكير البشرية هذه. رأيناها في المدينة التي بناها قايين، حيث وضع فيها كل شيء جميل، كل شيء جذاب، كل ما يُغذي الحواس؛ وضع الموسيقى، والزواج بأكثر من امرأة، ووجدنا في هذه المدينة القتل المستباح. فكان هذا أول استعلان. هذه المدينة وكأنه يقول لله: “لا تلزمني مدينتك”، لأن الله لديه مدينة أيضًا، هي التي قيل عنها في عبرانيين ١١ و١٢) إن الآباء كانوا يتطلعون إليها رغم أنهم كانوا يعيشون على الأرض. إبراهيم وكل الآباء كانوا يرون تلك المدينة، كانوا ينظرون إليها وينتظرون أن يذهبوا إليها. فقايين اخترع مدينة لنفسه تساوي الاستقلالية عن الله، وكأنه يقول: “أنا سأسير حسب تفكيري”. سأسير بالسيستم الشيطاني الذي وضعه إبليس. لقد حقن إبليس طريقة تفكيره في البشر، لم يضع طبيعته فيهم فحسب، بل وضع أيضًا طريقة تفكيره.

ماذا يوجد في نظام العالم (الأيون)؟

قال لنا الرسول يوحنا ما الذي في العالم: كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ.

  • شهوة الجسد: كل ما يُشبع الحواس الخمس.
  • شهوة العيون: ليست مجرد العين التي تنظر، بل كل الأبعاد الفكرية. قد يغمض شخص عينيه ولكنه يسرح بفكره بطريقة غير إلهية، فهذا يشمل كل الأبعاد الفكرية.
  • تعظم المعيشة: ليس المعنى المعتاد عندما نرى شخصًا يركب سيارة أو يشتري ملابس جديدة أو بيتًا جديدًا فنقول له: “ما هذا تعظم المعيشة الذي أنت فيه!”، أو “لقد تعظمت المعيشة معك”. المعنى الأصلي كان رائعًا جدًا. كما شرحه باستور رامز، معناه الأصلي هو الاعتماد على الأمور الأرضية في الحياة. أن يعتمد شخص على أمواله، أو صحته، أو وعود قد تكون وعود حكومة أو وعود أناس. أن يعتمد على شهادة قد يكون حصل عليها من كلية معينة أو مكان معين. كل ما يعتمد عليه الإنسان في الأرض.

لهذا السبب، هناك أمور رغم أنها تبدو أمورًا صحيحة، لكن الفكرة هي “الاعتمادية”، فكرة الأمان فيها، فكرة الطمأنينة فيها. فاستخدامها ليس خطأ، لكن لا يجب أن يكون أماني فيها. كما قال الرسول بولس: وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. أنا أستعملها، ولكن لا يجب أن تصير هي التي تستعملني وتستعبدني.

قال الرب في إرميا ٩: ٢٣ ملخصًا الأمور التي يتكل عليها الناس ويتباهون ويفتخرون بها. فقال هكذا:
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ…”، هذه أولى الأشياء؛ أن يكون لدى شخص معرفة أو شهادة علمية معينة، فيستمد ثقته في الحياة وجرأته بسبب هذه الشهادة. “…وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ…”، شخص لديه قوة، أو جاه، أو منصب معين، وهذا ما يعطيه الشعور بأنه يستطيع أن يسير واثقًا من نفسه. “…وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ…”، الذي لديه أموال. ٢٤ بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ…”. هذا هو الافتخار الحقيقي. وهذا هو معنى “تعظم المعيشة”: أن أستند على شيء بشري. لأن أي شيء بشري سيتزعزع، والأمور الإلهية فقط هي التي ستبقى إلى النهاية. هذا ملخص الحلقة الماضية.

نعم، رائع جدًا. حقيقةً، فكرة أن “الطبيعي” الذي اعتدنا عليه لم يعد طبيعيًا، بل أصبح الطبيعي هو نظام الله الذي يجب أن نأخذه بطريقة مختلفة من الكلمة؛ ليس ما يقوله الناس، وليس ما يعتمدون عليه، وليس ما يتكلون عليه ويرون أنه المصدر الوحيد.
حسنًا، فكرة النظام وفكرة أنني خاضع له… أنا الآن أعيش في العالم، فهل أنا خاضع لهذا النظام؟

خروج من نظام الموت: موقعك الجديد كمؤمن:

هذا سؤال رائع. لقد تطرق الرسول بولس لهذه الجزئية في رسالته إلى أهل أفسس، الإصحاح الثاني. من المهم أن نركز في الأزمنة، سواء كانت في الماضي أو الحاضر أو المستقبل؛ الزمن الذي يقصده الكاتب. لأن هذه الآية تحتوي على أزمنة متعددة، ومن هذه الأزمنة سنفهم أين نحن حاليًا، أي أين موقعنا الآن.

في أفسس ٢ وعدد ١، يقول الرسول بولس هكذا:
وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ…”، لاحظ جيدًا! “كُنْتُمْ”، فهذا زمن ماضٍ، أي أنه يحكي عن وضع سابق، فلا تضع نفسك هنا الآن، لقد كنت في هذا المكان “…أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، ٢ الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ…”، هذه هي الآية التي ورد فيها “أيون” و “كوزموس” معًا: “دهر هذا العالم” (أيون هذا الكوزموس). أي طريقة تفكير هذا العالم التي قلنا إن إبليس وضعها في البشر. “…حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ…”، لقد ظهر اسم آخر لإبليس هنا، فهو يسيطر على السماء الأولى والثانية. “…الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ…”، إذًا، هو لا يزال يعمل. لقد قال إننا كنا ميتين بالذنوب والخطايا وسلكنا فيها، فتحدث عنا بالماضي، وتحدث عن إبليس بأنه يعمل، وهذا فعل مضارع، أي أنه مستمر في عمله. ولكن أين؟ “…فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ.”، أي في الناس الذين هم تحت طوعه، تحت مملكته.

٣ الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً…”، دائمًا عندما يتحدث عنا، يتحدث بالماضي، أي أننا كنا في الماضي في هذا النظام، خاضعين له “بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ…”، وهذا ما يُعرّفنا أن هذا النظام هو نظام فكري: “مشيئات الجسد والأفكار”، أي إشباع الحواس الخمس “…وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا.”

هذا يعني أن هذا النظام مبني أساسًا على “مشيئات الجسد والأفكار”. هو نظام فكري كنا فيه يومًا ما. فما هو دوري الآن؟ أن أُدرك أنني قد خرجت منه. الكتاب المقدس ظل يتحدث عني بصيغة الماضي، تحدث عني كمؤمن. كمؤمن، أنا خرجت من هذا النظام الذي هو في أساسه موت كُنْتُمْ أَمْوَاتًاإذًا، كل ما في هذا النظام هو موت. لذلك، ليس غريبًا أن تفشل تجارة الشخص، أو أن تفشل صحته، أو أن يجد في حياته أمورًا صعبة كثيرة، لأن “سيستم” الموت هو الذي يعمل. الأمر يشبه القول بأن هذا المكان مظلم، فمن الطبيعي والمتوقع أن يتعثر أي شخص فيه. هكذا نحن، لقد خرجنا من هذا النظام.

قصة وعبرة: غنية تجهل غناها

يذكرني هذا بالقصة الجميلة التي ربما يعرفها معظمنا، عن الخادم الذي كان يذهب ليخدم في القرى، وفي إحدى المرات، وهو يخدم في قرية، زار امرأة عجوزًا فوجدها مسكينة جدًا وفقيرة ومحتاجة. صعبت عليه حالتها، فبعد أن كلمها عن المسيح، بدأ يسألها: “ألا يوجد أحد يعولك؟ ألا يوجد أحد يهتم بكِ؟ أين زوجك؟”. قالت له: “أنا أرملة”. فسألها: “أليس لديكِ أولاد؟”. أجابت: “لدي ابن واحد”. سألها: “أين هو؟”. قالت: “إنه مسافر في الخارج”. ابتسم الخادم قليلاً عندما علم أن لديها ابنًا مسافرًا، وقال لها: “حسنًا، ألا يرسل لكِ شيئًا؟ ألا يعولكِ؟”. فردت قائلة: “في أول كل شهر، يرسل لي ظرفًا به صور”.
استغرب الخادم أن لديها ابنًا خارج البلاد ويرسل لها ظرفًا به صور. فقال لها: “كيف تعيشين هذه الحياة الصعبة الفقيرة؟ وما هذه الصور التي يرسلها ابنك؟ أريني إياها”. فقالت له: “كلما يرسلها، آخذ الصورة وألصقها على الحائط”. فقال لها: “أريني هذه الصور”. لقد كان مستغربًا كيف يترك ابن أمه في هذه الحالة.
فأدخلته ليرى الصور، واكتشف أن هذه “الصور” كانت دولارات! هي عندما كانت ترى الصورة على الدولار، كانت تظنها مجرد صور. لقد كانت غنية جدًا دون أن تعلم. فسبب فقرها لم يكن أنها لا تملك، بل كان جهلها بما تملكه.

وهذا بالضبط ما يسعى إبليس لفعله؛ التعبير الشائع: “ما نحن في العالم”، “نحن متعبون، فكل الناس هكذا”، “هذه هي حالة كل الناس”. هذا هو “الطبيعي” لكل الناس. لدرجة أن الذي يخرج من هذا النظام ويتكلم بلغة مختلفة، يظنونه هو المجنون، هو الذي لا يعرف شيئًا.

نظامان متناقضان: نظام الموت ونظام الحياة:

وهذا ما يجعلنا نركز حقًا: لماذا نقول هذا الكلام؟ لماذا ندرس ونبحث ونحتاج أن ندرس القصة من البداية لنفهم كيف يسير النظام من حولنا؟ ليس الأمر مجرد أننا نسير في العالم وما يحدث للجميع يسري علينا، وأن هذا هو الطبيعي، وحالنا من حال الآخرين. وكأن الأمثلة ليست الكلمة التي نعتمد عليها.
المعرفة هي التي ستُخرجك مما أنت فيه. من هنا سأفهم أنه ليس من الطبيعي أن تحدث معي أمور فيها فشل متكرر. ليس من الطبيعي أن تكون هناك عبودية. ليس من الطبيعي أن يكون هناك ظلام. ليس من الطبيعي أن يكون هناك حزن. ليس من الطبيعي أن يكون هناك اكتئاب. كلما نقرأ هذا الكلام، كأنني أفتح “الكتالوج” الخاص بي وأرى ما تقوله الكلمة عني. فأكتشف أن ما يحدث معي ليس طبيعيًا، وهذه هي بداية الانتفاضة التي ستجعل الشخص ينهض ويقول: “ما هذا؟ هذا ليس أنا!”. هذه بداية الحل، أن أفهم ما هي المشكلة، وأفهم أين المفتاح الذي أستطيع أن أستخدمه.


١ إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. ٢ لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ” رومية ٨: ١-٢.

“ناموس روح الحياة”، أو القانون الجديد الذي دخل. ورد في بعض الترجمات أنه هبّت رياح قوية أزالت كل الجو القديم وخلقت جوًا منعشًا جديدًا. هنا يقول: “ناموس روح الحياة”. كلمة “الحياة” هنا هي “زوي” (Zoe)، أي حياة الله. هذا القانون قد “أعتقني” أو “ولدني حرًا” من “ناموس الخطية والموت”. إذًا، النظام الذي كنت فيه كان اسمه هكذا. قال في أفسس: “كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا. وهنا سماه: “نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ”. هذا هو النظام الذي يعمل.

فكأن هناك نظامين يعملان: نظام اسمه “الخطية والموت”، ونظام اسمه “روح الحياة”. كأنهما بلدان. أذكر قصة من أيام الخلافات بين ألمانيا الغربية والشرقية؛ كانت هناك امرأة في ألمانيا الشرقية وكان عليها حكم ما، وكان العسكر يطاردونها. بمجرد أن عبرت الفاصل بين البلدين، هذه الصورة مشهورة، أوقفت جنود الدولة الثانية في وجه الذين كانوا يجرون وراءها ليقتلوها. فكأنه هنا يقارن بين حالتين، بين مملكتين. لأننا في مملكة حقيقية. نعم، غير مرئية وغير ملموسة، لكننا فيها حقيقةً. الكتاب قال إنه نَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ. إذًا، أنا منقول داخل مملكة. كوني لا أراها لا يعني عدم وجودها. أنا لا أرى الهواء من حولي، لكن هذا لا يعني عدم وجوده.

فيقول نَامُوسَ الْحَيَاةِ، إذًا هذا هو القانون الذي يعمل في هذه المملكة. هناك “حياة” في هذه المملكة لكل شيء، حتى للأمور المادية. إن كان هناك مرض، توجد “حياة” لهذا الجسد المريض. توجد “حياة” لهذا العضو. “نَامُوسَ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي، أي حررني أو ولدني حرًا من نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ.

٣ لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، ٤ لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.” رومية ٨: ٣-٤.

العدد الخامس هو المهم، ولهذا أردت الوصول إليه سريعًا:
٥ فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ…” رومية ٨: ٥.

ما معنى “حسب الجسد” و”بما للجسد يهتمون”؟ كلمة “اهتمام” أو “يهتمون” التي سنقرأها في الآية التالية (“اهتمام الجسد”) تعني “طريقة تفكير”. أي أنه يضبط ذهنه بهذه الطريقة، يضبط تفكيره بهذه الطريقة. الذين يفكرون حسب الجسد، أي يضبطون تفكيرهم طبقًا للحواس الخمس، “فبما للجسد يهتمون”. “…وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ.”، أي الذين يضبطون أذهانهم حسب الروح، لأن للروح طريقة تفكير. أن أسير داخل مملكة الله يتطلب طريقة تفكير معينة.

٦ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ…” رومية ٨: ٦.

كأنه قد يكون الشخص قد وُلد في مملكة الله، المملكة التي فيها “ناموس روح الحياة”، لكنه أحيانًا يخرج ويذهب إلى المملكة المجاورة. هو لا يدخلها فعليًا لأنه قد نُقل منها، لكنه عبر تفكيره يُدخل “سيستم” الموت إلى حياته. لهذا السبب، قال لهم الرسول: “أنتم انتقلتم إلى مكان آخر، وبدأ يعمل فيكم قانون جديد اسمه ‘ناموس روح الحياة’، فعشوا داخل هذه المملكة بطريقة تفكيرها”. من جرب الخدمة العسكرية يعرف أنه لا يمكن للشخص أن يستيقظ في الجيش متى شاء. ربما في بيتك كنت تستيقظ وقت الظهيرة، أما في الجيش فالاستيقاظ بمواعيد، والأكل بمواعيد. أنا لا أفرض نظامي على الجيش، لقد دخلت مملكة جديدة ولها نظامها.

اهتمامك يحدد مصيرك: مفتاح الحياة أو الموت:

كلمة “اهتمام” مكررة كثيرًا، وكأنه يؤكد عليها، فهي المفتاح. هذا ما يجعلك تسير داخل المملكة التي انتقلت إليها. الأمر يشبه شخصًا اشترى سيارة جيدة، لكنه لم يتعلم القيادة، لم يتعلم تبديل السرعات، فقد يُفسد السيارة. مع أن السيارة جميلة ورائعة، لكنه سيفسدها لأنه لا يعرف كيف يستخدمها. هذا ما يقوله بولس: “اهتمام”. اضبط طريقة تفكيرك على الروح، على ما تقوله كلمة الله، وليس على حواسك. “الجسد” هنا مقصود به الحواس الخمس، باليونانية “ساركس” (Sarx)، أي ما يدخل من عينيّ وأذنيّ، ما أشعر به وأراه، ما يبدو “طبيعيًا” أمام الناس. قد أرى أن السوق “نائم”، أو أسمع أخبارًا تسري على الجميع. لو بدأت أصدق هذه الفكرة، فأنا أسير “حسب الجسد”، وأنسى تمامًا الفكرة الإلهية التي تقول إن كُلَّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ”. أنسى الفكر الإلهي الذي يقول إن الشجرة (وهو يحكي عنا كأشجار) ليس لها مواسم، فلا أجدها في موسم متوقفة عن الإثمار. “لاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَار” في زمن القحط. إذًا، أنا ليس لدي مواسم، ليس هناك موسم أعمل فيه وموسم أنام فيه أو أسقط فيه.

هذان نظامان للتفكير: نظام يقول لي “السوق نائم”، ونظام يقول لي “الطب يقول إن هذا المرض لا علاج له أو أن نهايته ستكون صعبة”. الحواس تقول لي هذا، لأني أرى ورمًا يكبر أمام عيني، أرى أشعة، أرى تقارير. هنا يأتي الاختيار: “اهتمام الجسد” (طريقة تفكير الحواس) أم “اهتمام الروح”. قال إن “اهتمام الجسد” سيُنتج “موتًا”. كأنه يُدخلني إلى النظام القديم الذي يُفترض أنني قد أُعتقت منه. “قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ”. أنا أعود مرة أخرى للموت عندما أسير بحواسي.

بمجرد أن أهتم وأضع تفكيري فيما هو حاصل ومرئي وما يقوله الناس، كأنني أذهب بنفسي وآخذ من الموت، فأسحب منه، فأجد الألم يزداد. فماذا يجب أن تفعل عندما تواجهك أعراض مرضية؟ أمامك اختياران: إما أن تفكر أن هذه الأعراض قد تكون كذا وكذا، وتذهب للبحث على الإنترنت أو تسأل طبيبًا قريبًا لك، وهذا هو “سيستم” الخوف الذي يعمل. أو أنك تقوم وتقول: “أنا سأواجه هذه الأمور بكلمة الله”. الكلمة قالت عني إنني قد شُفيت منذ ٢٠٠٠ سنة: “الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ”. وأقوم وأقاوم هذا الأمر. قيل عن الكلمة إنها “سيف”، وهي لا تقطع الأفكار فحسب، بل يمكنها أن تقطع ورمًا من جسدك. يمكنها أن تقطع شيئًا لا تريده في حياتك. هذه هي طريقة تفكير الروح.

“…وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.” رومية ٨: ٦. ستنعم بالهدوء، ستنعم بالحياة. وهذا يساوي نشاط الروح القدس. كأنه يريد أن يقول: “امشِ بعقل الله. لقد انتقلت إلى مملكته، فامشِ بعقله الآن. لا تمشِ بعقلك أنت، لا تمشِ بما تدربت عليه”. لأني قد أُبطل مفعول الكلمة في حياتي بسبب ما تعلمته، بسبب الحواس. قال الرب يسوع لهم: قَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ. لقد أوقفتم مفعول الكلمة بسبب ما توارثتموه وتعلمتموه.

٧ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ…” رومية ٨: ٧.
قال يعقوب: “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ. هي عداوة. هكذا يقول هنا: “اهتمام الجسد”. أول ما يبدأ المؤمن يسير بجسده، بما تمليه عليه حواسه، بما يقوله له جسده، فهذا يساوي عداوة. لقد صار في عداوة، صار عدوًا. كأنني أذهب إلى الجيش المعادي. “…إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، إِذْ لَيْسَ أَيْضًا يَسْتَطِيعُ. ٨ فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ.” رومية ٨: ٧-٨.

إنه اختيار الشخص: إما أن تسير بحواسك (اهتمام الجسد)، أو أن تسير بروحك (اهتمام الروح)، أي أن تضبط ذهنك على الروح.

رأينا في العهد القديم أناسًا كانوا يضبطون أذهانهم على الروح. داود كان يضبط ذهنه على الروح. لقد رأى نفس المنظر الذي رآه كل بني إسرائيل: العملاق الضخم الذي خرج لهم. هو رأى ما رأوه، لم يرَ شيئًا مختلفًا، لكنه فسّر وحلّل بطريقة مختلفة. هم خافوا وهربوا. أما هو فقال: “مَنْ هو هذا الأغلف؟”. “أغلف” يعني ليس في علاقة عهد مع الله، لا يتمتع بالبركات التي لنا. لم تكن لديه طريقة تفكيرهم. لقد اعتمد على الكلمة، تذكر أن الرب قطع عهدًا مع إبراهيم. فمصير هذا الشعب يخص الله، ومن يخص الله فهو في حماية، ولا أحد يستطيع أن يقترب منهم أو يؤذيهم.

 

ما هو الفكر الإلهي أو “الأيون” الخاص بالله؟

تمامًا. كما أن لإبليس “أيون”، فإن لله “أيون”؛ أي أن له طريقة تفكير، وله طريقة للسلوك في الحياة. وقد أعطانا الرب هذا عن طريق كلمته. يعني، لو أردنا تلخيص الأمر، ما هو “أيون” الله؟ أو بالعامية البحتة، ما هي “عقلية” الله؟ “عقلية” الله هي الكلمة. لقد وضع كل أفكاره في الكلمة. هذه الأفكار تجسدت في يوم من الأيام ورأيناها في يسوع، رأينا الله متجسدًا في يسوع. وبنفس الطريقة، تجسدت هذه الأفكار في كلمة مكتوبة بين أيدينا ولها قوة. فكلما أدرس الكلمة، أنا أفهم الأيون الإلهي، طريقة التفكير الإلهية. هو يريدني أن آخذ فكره لكي أسير بعقله في الأرض.

فدوري إذن، أن كل ما يمر عليَّ يجب أن أمتحنه. ربما أكون قد أخذت أمورًا من التربية أو من الناس حولي، فأنا أصدقها وأسير بها وهي ليست طريقة تفكير الله. لأننا عرفنا أن هناك طريقتي تفكير تعملان: إما طريقة تفكير الله، أو طريقة تفكير العالم (سيستم إبليس). إحدى طرق تفكير الله هي أننا في مملكة روحية، وعليك أن تصدق هذا.

هذا الأمر لا يصدقه أي شخص بسهولة. لماذا؟ لأن العالم محكوم بالحواس. فعندما آتي وأقول لشخص: “نحن في مملكة روحية”، يكون الأمر صعبًا بالنسبة له. “ماذا تعني مملكة روحية؟ كيف لا أشعر بها؟ هل تراني كروحٍ تطير أمامك؟”. وذلك لأن كل ما هو مرئي صار هو المُصدَّق لدى الناس. لا، الكتاب المقدس تكلم عن أننا قد جئنا إلى مملكة اسمها “صهيون”، وأننا نُقِلْنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ” كولوسي ١: ١٣. صدّق أننا في هذه المملكة.

إذًا، عندما يقول لك الرب إن الحياة تُدار من عالم الروح، فيجب أن أسير بهذه الطريقة. سأدير حياتي من عالم الروح، وليس بالطرق البشرية كما يحاول الناس أن يفعلوا. إن كان قد قال إن الصلاة هي الحل لهذا الموضوع، فلا يجب أن أذهب وأفعل شيئًا مختلفًا بعيدًا عن الصلاة، كأن أقوم بثورة مثلاً. هو لم يقل لك “قُم بثورة”، بل قال: صَلُّوا لأَجْلِ الْحُكَّامِ، صَلُّوا لأَجْلِ الْمُلُوكِ.

هكذا، كلما آخذ طريقة التفكير هذه وأعرف أنني أسير في الحياة والعالم وأنا في الأصل أتحكم فيه من عالم الروح، وأصدق هذا لنفسي. هناك أناس إلى الآن لا يصدقون أننا في مملكة روحية. نحن في مملكة روحية، نحن قد أتينا، كما قال في عبرانيين ١٢، إلى مدينة صهيون، إلى مكان فيه احتفالات ملائكة. سيأتي شخص ويقول لي: “أنا لا أشعر بهذا”. نعم، هذا صحيح، هي لا تُحَس. لأننا نتحدث عن شيء قد لا تلتقطه الحواس، وقد تلتقطه أحيانًا. ولكن، بمجرد أن توجه طريقة تفكيرك وذهنك، وهو ما يسمى “اهتمام الروح”، عندها توجه ذهنك ليصبح ذهنًا روحيًا مضبوطًا على عالم الروح، مضبوطًا على ما قالته كلمة الله.

أليشع كان يعرف أنه محمي. في وسط مكان يحيط به جنود بأعداد كبيرة، لم يهتز ولم يرتعب. وصلى لأجل الغلام: يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. أي أن الرب لم يفعل لأليشع شيئًا مخصوصًا، بل هو كان فاهمًا أن بداخله حماية، فصلى لأجل الغلام أن تُفتح عيناه فيُدرك الحماية ويراها. وبدأ الغلام يرى أن هناك ملائكة موجودة معهم أكثر منهم، ولهذا قال: الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. لم يقل “الذين معنا أكثر من الذين علينا”. كانوا الجنود والفرسان الذين أتوا ليقبضوا على أليشع. لكنه قال “معهم”، لأنه يريد أن يقول إن عيني الغلام انفتحتا على عالم الروح، فرأى أن هناك ملائكة معهم، ورأى أن هناك شياطين مع الطرف الآخر تحاول أن تحارب.

فالأيون الإلهي، كلما ضبطتُ نفسي عليه، عرفتُ أن عالم الروح يعمل طوال الوقت ولا يتوقف. تمامًا مثل العالم المادي الذي فيه أجهزة تعمل ليلاً ونهارًا، العالم المادي في حركة ليل نهار، هكذا عالم الروح في حركة طوال الوقت. كلما أتعلم عن هذا من خلال الكلمة، ومن خلال عظات ومقالات من موقع الحق المغير للحياة، ومن خلال راعٍ يرعاني روحيًا ويقول لي ماذا أفعل في هذه المواقف وماذا أسمع، كلما أخذتُ هذا، أنا أسير بالسيستم الإلهي. إلى أن يكتمل تركيب “فكر” الله فينا بالكامل. فأعرف كيف أسلك في الحياة. وهنا أعيش بالضبط نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ، فيصبح كل شيء في حياتي فيه حياة، ولا يوجد شيء ميت.

أمثلة عملية: كيف نميز نظام إبليس ونواجهه؟

قلنا في الحلقة الماضية، كما قال القس رامز، إنه لا يوجد قانون يُحرِّم الأفكار. لا يوجد قانون يُحرِّم مثلًا زيادة السكر أو الملح الزائد في المشروبات، فالناس استساغوا هذا وصار طبيعيًا. إحدى طرق التفكير التي لا ينتبه لها الناس هي فكرة: “الحياة صعبة”. هذه الجمل التي نقولها. ثم تحول هذا المفهوم حتى على الحياة الروحية: “الحياة مع الله صعبة، ليست سهلة كما تظن”.

“الدنيا ليست بهذه البساطة التي نقولها”. بدأت الفكرة بأن “الحياة صعبة” والجميع يعاني بسبب ما نراه حولنا، ثم تسللت إلى الحياة الروحية، حتى الحياة مع هذا الإله أصبحت صعبة وليست سهلة. وكأننا أخذنا النظام الشيطاني أو طريقة التفكير التي نفكر بها في العالم ووضعناها حتى على الأمور الروحية. حتى العلاقة مع هذا الإله، الذي اكتشفنا أنه هو المسؤول عن هذه العلاقة وهو الذي بادر ليسترجع الإنسان، فالعلاقة من الأساس هو أخذها على مسؤوليته. ومع ذلك، بدأنا نراها بهذه الطريقة، أنها صعبة، وأن “الأمر الجميل لا يكتمل”.

نعم، الناس دائمًا لديهم هذا التفكير. يخافون أن يفرحوا كثيرًا، يخافون أن يضحكوا. هناك أناس تخاف أن تضحك ليلاً، أو تخاف لو كان الحذاء مقلوبًا. “لا حلاوة بدون نار”. فهناك خوف وتوقع دائم طوال الوقت بأن شيئًا رديئًا سيحدث.
ويستخدمون آيات بشكل خاطئ، مثلًا من سفر الجامعة، بأنه على قدر الضحك سيكون هناك غم. “اذهب إلى بيت النوح… اذهب إلى بيت الحزن ولا تذهب إلى الولائم والمكان الذي فيه فرح”. أصبح هناك خوف، وعدم يقين في الحياة. الشخص لا يعرف ماذا سيحدث، يسير بلا يقين. هذا عكس ما رأيناه في بولس الذي قالأَنَا عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ”. شخص يسير في الحياة بيقين، عكس شخص يسير وهو لا يعرف ماذا ينتظره غدًا، وماذا سيقابله. يخاف أن يفعل شيئًا جيدًا لئلا يُكافأ بعكسه. خاصة لو كان خادمًا، فكلما يبدأ يخدم جيدًا، يقول: “إبليس لن يتركني وشأني”.

نعم، يعني “أكيد سيفعل معي شيئًا أو مع ممتلكاتي أو مع بيتي أو مع أولادي”. يوجد خوف. الناس استساغوا هذا واعتبروه طبيعيًا. هناك خوف أيضًا لدى بعض الناس، حتى المؤمنين، من أنه “إذا قمتُ روحيًا، إبليس لن يتركني”. أو “كلما أقف على قدمي روحيًا، يحدث شيء في البيت. يحدث شيء في عائلتي المحيطة بي”.

فدون أن يدروا، الناس يستوردون الخوف من مملكة إبليس، مملكة الظلمة، مملكة الموت. إنهم يأخذون الخوف وهم لا ينتبهون. حتى في حياتي الروحية مع الله، هناك أناس يسيرون بهذه المبادئ وهم لا يعرفون أن هذا “أيون” شيطاني.

إبليس طوال الوقت يسحب قدمك بالخوف، لأن الخوف يساوي فخًا لك. الكتاب قال إن خوف الإنسان يصنع له شركًا. بمجرد أن أخاف، يُنصب لي فخ. فمن الطبيعي والسهل أن أُجذب بسبب هذا الخوف.

واحدة من ضمن الأشياء التي نجدها كنظام شيطاني هي الخوف من الغد، فيبدأ الناس بالادخار والتكديس. يتحول الأمر إلى أنانية. هذا لا يعني أن الادخار خطأ، هذا مهم. لكن المهم هو تحدي الفكرة الكامنة وراء الادخار. لماذا تدّخر؟ هناك أناس يخططون للمرض: “أدّخر لئلا يحدث لي كذا في المستقبل، لئلا يحدث لأولادي كذا فيكون معي مال لأدخلهم المستشفى”. هو، دون أن يدري، يخطط للدمار وهو لا يعرف.
أنت لا تعرف أن الله لا يريدك أن تفكر بهذه الطريقة؛ أن تخطط لدمارك، أن تخطط لخرابك. على العكس، في سفر أيوب نقرأ أنك ستضحك على الخراب عندما يأتي، لأنك ستكون في مكانة من الحماية والتحصين.

فهذه هي المبادئ التي بدأ إبليس يدخلها وصارت مستساغة: حياة صعبة، خوف من كل شيء، “احرص ولا تخوّن”، أسلوب التخوين السائد، عدم المحبة. لأننا قلنا إن الأمرين اللذين بُني عليهما النظام الشيطاني هما الأنانية والخوف. هاتان هما السمتان الظاهرتان. فكأنه وراء كل فكرة من نظام إبليس يوجد إما خوف أو أنانية.
وراء كل فعل خاطئ، عندما نتتبعه، نصل إلى مصدره: إما أنه خائف من شيء ولذلك فعل كذا، أو أنه أناني يفكر في نفسه ولا يحسب حسابًا للناس من حوله.

عندما أبدأ في دراسة الكلمة وأعرف الفكر بخصوص الرد على كل هذه الأمور، سأطمئن. سأعيش الحياة مستقرًا. لأن هذا هو الغرض الإلهي: أن تعيش مستقرًا، أن تعيش فرحانًا ومستمتعًا، لا أن تعيش تحت تهديد.

 

(تعليقًا على سؤال مشاهد):إذا سار الإنسان بقانون واحد مختلف عن قانون المملكة، هل يؤثر على الكل؟
بقدر ما لا يسلك الشخص في هذه الزاوية بطريقة إلهية صحيحة، سيجد أن هذا الجزء من حياته متدهور. كأنني أبني حياتي، بنيت حائطًا هنا وحائطًا هناك، وهناك حائط لم أبنه بعد، وهو الجزء الذي لا أسلك فيه بالكلمة.

أريد أن أوضح أيضًا لفظ “القانون” حتى لا يشعر الناس أن الله يضع قوانين ويقول “يجب أن تفعل كذا، يجب أن تمشي كذا”. ليس هذا هو المقصود، لأن القوانين أصبحت بداخلنا الآن. تنبأ الرب وقال… في الماضي، كانت الشريعة خارجهم يحاولون تطبيقها: لا تقتل، لا تزنِ، أكرم أباك وأمك. لكن الرب قال وتنبأ في سفر إرميا إنه سيأتي جيل سيكتب شريعته على قلوبهم.

فلم تعد هذه القوانين والكلمة أوامر عليَّ، كما قال يوحنا إن وصاياه “ليست ثقيلة”. ليست شيئًا خارجيًا أحاول فعله، بل صارت نظامًا بداخلي. فهناك ميول طبيعية بداخلي لأن أسير بشكل صحيح، أن أفعل البر، أن أسلك في المحبة، أن أسلك في النور. ألا أخون أحدًا، ألا أفكر في أحد بطريقة خاطئة.

حسنًا، ماذا لو كنت في مرحلة لا أعرف فيها هذه الأمور، مرحلة جهل؟ الله يتغاضى عنها. الله يتغاضى عن أزمنة الجهل لو كنت لا أعرف، إلى أن أعرف. ولكن ماذا لو عرفت ولم أسلك؟ كأنك تهدم هذا الجزء من حياتك.
كأن لدي سيارة وتركت مصباحها لا يعمل، فيوم أحتاجه وأضيئه أجده لا يعمل. أنا لم أفعّل هذا في السيارة، لم أهتم بإصلاحه، لم أهتم بصيانته. فإن تركت شيئًا في حياتي، نعم، سيظل غير مبني، وأحتاج أن أرجع وأبنيه. وكوني أكتشفه، فهذا رائع. يعني، كون شخص يسأل ويقول إن هناك قانونًا لا يسير به، هذا رائع. هذا يعني أنك مكتشف وعارف. يتبقى أن ينيره الروح القدس أمامك.

هذا حقيقي، هذا رائع. الروح القدس كشف لك هذا. هناك أناس لا يعرفون، يسيرون ولا يعرفون، ولا يجدون من يشير لهم. فكونك أنت تعرف، هذا عمل الروح القدس. تكتشف أن هذا الجزء ليس مضبوطًا تمامًا. من الجيد أن تعمل عليه. كون الروح القدس أناره لك، فهو يريد أن يقول لك: “هيا، أنا معك أساعدك لتبنيه وتبدأ تسير في الحياة بهذا القانون أو بالكلمة التي هي في الأساس بداخلك”. ولكن هذا لن يهدم الباقي بكل تأكيد.

هنا تكمن الخطورة، أنه سيؤثر على أشياء أخرى مع الوقت. تركت شيئًا يتلف، لأن الحياة كلها متصلة ببعضها البعض، لا توجد أجزاء منفصلة. أنت تركت مثلاً حضور الاجتماع وقلت: “ليس ضروريًا كل أسبوع”. فلو بدأت بهذا التسيب، دون أن أدري، لأنه مبدأ سمحت به أن يدخل حياتي، سيجعلني أتسيب في أن آخذ وقتًا لدراسة الكلمة، أو أن أصلي. بعد فترة، بعد أن كنت أفرح بخلاص النفوس، لن يعود الأمر فارقًا معي. ثم بعد ذلك، عندما أرى شخصًا يضحك بالروح أو يبتهج، سأقول: “عادي، مشاعر وحماسة”. فالأمور لن تسير بشكل صحيح. فمن الجيد أنني بمجرد أن ألتقط شيئًا، أن أعمل عليه ولا أتركه. ولكن كوني اكتشفته، أبدأ في إصلاحه. والرعاية الروحية ستساعدك أيضًا في وقت كهذا.

 

الخلاصة: كيف أطبق النظام الإلهي؟

إن أردنا أن نمسك كل واحدة من “الأيون” الشيطاني الذي تكلمنا عنه ونرد عليها من الكلمة، فسيأخذ هذا وقتًا. لكن عامةً، كما ذكرتِ وهذا رائع، بمجرد أن أجد ملفًا أتردد فيه في حياتي، أو موقفًا معينًا كلما أواجهه تحدث نفس النتيجة، من الجيد أن أذهب إلى شخص يشخص حالتي. تمامًا كما يذهب شخص متعب جسديًا إلى طبيب، ولأن الطبيب فاهم ودارس للأعراض والأمراض، فهو يساعده ويقول له: “المشكلة هنا، أنت تحتاج علاجًا لكذا”. هكذا بنفس الطريقة، تقوم الرعاية الروحية بنفس الدور. ستساعدني وتقول لي: “طريقة التفكير هذه، عكسها الإلهي هو كذا. توقف عن التفكير بهذه الطريقة. توقف عن التفكير كأنك تحت لعنة. لا، هناك طريقة تفكير أخرى، ابدأ وفكر أنك مبارك”. لأن الكتاب قال عنا إننا بُورِكْنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ. لماذا تفكر أنك تحت اللعنة؟ ويوم أن يحدث شيء جميل في حياتك، تفكر أنك محظوظ.

“يااا، أنا محظوظ اليوم”. “يا ليت كل الأيام هكذا”. لا، هذا ليس حظًا، أنت مبارك. لكنك لست مدركًا، فلا تفعّله في حياتك. ويوم أن يقدمه لك الروح القدس ويفعله معك، حتى أنت تلغي هذا وأنت لا تنتبه.

الذي يحفظك وسط… لو أن شخصًا يتساءل: “ربما أنا في بيت عائلة والمحيطون بي ليسوا مؤمنين أو مؤمنين لا يسيرون بشكل صحيح، فهناك تأثير حولي، ماذا أفعل؟ أنا محاط بتأثيرات كثيرة، ماذا أفعل؟”.
أجابنا الرب يسوع على هذا. نعم، هذا سؤال مهم جدًا. كيف أكون في وسط كل هذا، في وسط هذا العالم، ولا أتأثر به؟ وكيف لا يؤثر هذا عليَّ؟ هل هذا شيء يمكن أن يُعاش حقًا؟

هذا حقيقي، شيء يمكن أن يُعاش، لأن الكتاب قال الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَم. الطبيعي أن الأعظم هو الذي يغلب. إذا كان الروح القدس فينا، فمن الطبيعي أنك تستطيع أن تغلب وأنت تعيش في بيئة ربما ليست أفضل شيء. ربما شخص يسمعنا يقول: “أنت لا تعرف ظروفي، لا تعرف الناس حولي، لا تعرف الأمور التي دخلت فيها وورطت نفسي فيها”. لكن فينا شيء أكبر من أي شيء خارجنا. الطبيعة الإلهية، الروح القدس الذي بداخلنا.

في يوحنا ١٧، هذه من الأمور التي قالها الرب يسوع. في عدد ١٥ يقول هكذا، كان الرب يسوع يصلي للآب:
١٥ لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ.” يوحنا 15:17، يتكلم عنا. فنحن في العالم. فيقول أنا لا أصلي لكي تسحبهم. لأن هذه هي طريقة تفكير الناس: “يا أموت وأرتاح”، “يا رب خذني”. هذه طريقة تفكير الناس بمجرد أن يواجهوا أمورًا صعبة. لكن الرب يقول العكس: “أنا لا أريدك أن تأخذهم”. “…بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ”. لم يقل “من الناس”، لأن الناس ليسوا المشكلة. التحديات ليست المشكلة. بل “من الشرير”، لأنه هو الذي يحرك الأمور.

أنا بدأت أرى الأمور على حقيقتها الآن. يتضح أن هذه المواقف… كل شخص يقول “كلما أقوم روحيًا أجد شيئًا خطأ يحدث”، أنت لا تعرف أن إبليس غاضب لأنك قمت روحيًا فيريد أن يوقعك. هو خائف ومرعوب منك، فلا يريدك أن تقف على قدميك، لا يريدك أن تقوى روحيًا، لا يريدك أن تأخذ وقتك، لا يريدك أن تصلي بألسنة.
نعم. فجأة تجد شخصًا قد تعب في البيت. لماذا؟ لأنه يريد أن يبطئ الاشتعال الروحي الذي بداخلك. لأنه خائف ومرعوب من هذا الاشتعال، لأن الاشتعال يضع إبليس في مكانه. يضعه تحت القدمين.

فالرب يسوع يقول: لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ. إذًا، توقف عن طلب هذه الطلبة، هذا ليس كتابيًا. حتى نحن عندما سنصعد في الاختطاف، كما علمنا القس رامز، نحن لا نطلب الاختطاف لأننا تعبنا في العالم وهُزمنا والعالم غلبنا فنقول “يا رب الحقنا، لقد بلغنا أقصى طاقتنا”. لا، نحن سنخرج من الأرض غالبين.
الرب في سفر الرؤيا يقول: “مَنْ يَغْلِبُ” سأفعل معه كذا. فسنخرج من الأرض ونحن غالبون، لن نخرج ونحن مهزومون من العالم.

لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ”.  ومجدًا للرب، هذه الصلاة استُجيبت. فأنت في حالة حفظ الآن. قال لنا القس رامز إن هذه الصلاة استُجيبت. يسوع صلى، تمت. فأنت في حالة حفظ، يتبقى أن تدركها.

١٦ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ.”
هللويا. هذا نوع آخر من الإدراك. ركز، أنت لم تعد واحدًا من هؤلاء الناس. لماذا تضع نفسك معهم وتفكر بطريقتهم وتسير بأسلوبهم؟ أنت لم تعد واحدًا منهم. “…كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ.” هذه اعترافات إيمان يقولها الرب يسوع عن نفسه. كما أنني لم أخرج من هذا النظام، هم أيضًا لم يخرجوا من نظام العالم، النظام الشيطاني. نحن خرجنا منه.

١٧ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ.”
كلمة “قدسهم” أي اعزل وافرز الشيء ليكون مخصصًا لشيء معين. فكأن الرب يقول: “اعزلهم من خلال كلمتك”. كأنها كبسولة، كأنني أسير يوميًا وفي كبسولة حولي، غير مرئية لكنها تحيط بي. تحميني من الأخطار، تحميني من أن أفكر خطأ. لو بدأت أصدق أن الكلمة تفعل هذا معي، فسيحدث في حياتي.
فبدلًا من أن أركب المواصلات وأنا أفكر: “السائق ليس منضبطًا، أكيد سيسبب لنا حادثة”. لماذا لا تصلي في هذا الوقت؟ استخدم الكلمة الإلهية وصلِّ. حرّك ملائكة لكي ينضبط هذا السائق، ولكي يُحفظ الناس الذين معك. بولس بصلواته حفظ الناس الذين كانوا معه في السفينة.

الطريقة التي أفعل بها هذا، هي حسب رومية ١٢، سماها الكتاب “تجديد الذهن”. أي أزل ذهنك القديم الذي تربيت عليه وأخذت منه أمورًا كثيرة خاطئة، طبعًا هناك أمور صحيحة في العالم لأن بصمات الله ما زالت موجودة، كالتنظيم والتقدير. لكن الباقي تلوث. فالطريقة هي تجديد ذهني، أي أن أزيل ذهني القديم وأضع ذهنًا إلهيًا، الذي هو أفكار الله. كلما أقرأ عن أفكار الله في الكلمة وأبدأ أسير بها، أنا آخذ النظام الإلهي.

١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ (الأيون) بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” رومية 1:12-2.

قال لنا: “احذروا من الأيون، احفظوا أنفسكم منه”. امتحن أي شيء يدخل إليك. من الذي يتكلم به؟ هل الله يتكلم به أم إبليس؟ حتى لو كانت فكرة بريئة، حتى لو كانت تبدو صحيحة. مثلًا، شخص ما أساء إليَّ عند المدير. أشعر في المقابل أن لي أحقية في أن أذهب وأشوه سمعته أنا أيضًا. تبدو بريئة، “لقد فُعل بك هذا، فمن حقك”. إن مشيت بهذا النظام… لا. الكتاب قال: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بِالشَّرِّ، بَلِ اغلبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ”. لا تستخدم نفس السلاح. في سلاح أقوى، هو المحبة.

هي هذه عملية التجديد. مثل الذي يجدد بيته بالضبط، فيرمي القديم ويأتي بالجديد. ولا تنزعج من نفسك لو وجدت فيك طرق تفكير خاطئة. طبيعي، هذه أمور ربما كانت من نظام قديم. لكن هذه ليست طبيعتك، طبيعتك أنت مضبوطة على الجديد.

النتيجة التي يبحث عنها كل الناس: “أنا أريد أن أعرف مشيئة الله، أريد أن أختبر مشيئة الله “لِتَخْتَبِرُوا… إِرَادَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ الْمَرْضِيَّةَ الْكَامِلَةَ.”
وهذا متاح لنا. وهذا يفسر لماذا كثير من الناس لا يتذوقونها. عندما يأتي شخص ويقول: “أنا لا أتذوق إرادة الله… أنا متخبط في عملي وبيتي”. السؤال الذي يجب أن يُسأل، حسب هذه الآية: “هل أنت تجدد ذهنك بالكلمة؟ ما هو مقدار كلمة الله في حياتك؟”.

لكي يبارك الرب إبراهيم، كان يجب أن يخرج. قال له في تكوين ١٢: “اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ. لماذا هذا التدقيق التفصيلي؟ لأن الرب كان يقول له: “اخرج من طريقة تفكير عائلتك. اخرج من طريقة تفكيرهم”.
هذا نفس ما يقوله في رومية ١٢. هل تريد أن تتذوق البركة؟ جدد ذهنك. اترك طريقة تفكيرهم.
ليس كل ما أخذته في التربية صحيح. وارد أن تكون هناك أمور أخذتها وهي ليست من كلمة الله. أنك تربيت على أن تكون مترددًا طوال الوقت وتظن أن هذا صحيح، أو أن تخاف من أي شيء وتظن أن هذا صحيح. فهناك طرق تفكير ربما أخذناها حتى من أقرب الناس إلينا ونحن لا نعرف. هذا لا يعني أننا نتهمهم، فهم لم يكونوا يعرفون أيضًا. لكن أريد أن أقول: امتحن أقرب الأشياء إليك، تلك التي أخذتها في تربيتك من والديك.
قد تكون أمًا، وتقولين: “لا تعرفين قلب الأم”، فلا تستطيعين أن تتركي أولادك يخرجون دون أن ينتابك القلق الشديد. هذه طريقة تفكير ربما أخذتها الناس من التربية.
نعود لنفس النقطة، ما السبب في هذا؟ هو الخوف. هذا هو مصدر نظام تفكير إبليس. كأنني أسأل نفسي في كل مرة أفكر فيها: هل الخوف هو الذي يحركني، أم السلام والأمان؟ هل أنا منعزل عن أمور الخوف التي يرميها إبليس، وأعيش في حماية، في كلمة تغلفني، كما كنا نتحدث.

خطوات عملية لتجديد الذهن: كيف تعيش منتصرًا؟

الآن دعنا نكمل حديثنا عن الخطوات العملية في تجديد الذهن. لقد فهمنا أن من أهم الأمور هو أن نقوم بتصفية (فلترة) الأفكار.

أولًا: امتحن الأفكار التي تطرأ عليك

أي إن كل فكرة، أي فكرة تطرأ عليك، يجب أن تمتحنها. اسأل نفسك: مَنْ الذي يقف وراء هذه الفكرة؟ تمامًا كما قال الرب لآدم: مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟” تكوين ٣: ١١. كان الرب يسأله: “مَنْ الذي تحدَّث معك؟”.
إذًا، النقطة الأولى هي: مع مَنْ أجلس؟ مَنْ هذا الذي يجلس ويُلقِّمني ويملي عليَّ الأفكار كل حين؟ وبالفعل، قد تجد شخصًا يسرح، يسرح، يسرح في أفكار كثيرة جدًا، وهو لا يدرك أن هذه الأفكار تُلقى عليه من نظام (System) هذا العالم الذي تربّى وتعلَّم فيه.

نحن نعيش داخل عالم الروح بشكل تلقائي، وندخله عبر أفكارنا. فدون أن ندري، نحن طوال الوقت نضغط، كما قال القس رامز بنفس التعبير، نحن “ندوس على أزرار روحية”. هناك زر اسمه “زر الإيمان”، ويمكنك أن تظل ضاغطًا عليه باستمرار ليجعل حياتك منطلقة. وهناك زر اسمه “زر الشك والخوف”، وبمجرد الضغط عليه، فإنه يوقف إيمانك تمامًا. (Stop)

فمن المهم أن تسأل نفسك: مع مَنْ أجلس؟ مَنْ الذي يتكلم؟ مَنْ الذي يوصل لي هذه الفكرة؟ مَنْ الذي يُسمعني هذا الصوت؟ وإن كان شيئًا من خارج الكلمة، قُل: “لا”.

ما هو المقياس الذي نمتحن به الأفكار؟
المقياس الذي يجب أن تمتحن به الأفكار موجود في رسالة فيلبي الإصحاح الرابع. يمكننا أن نُظهِر هذه الآية سريعًا. هذا هو القانون الذي على أساسه ستقدر أن تقول إن كنت تتحرك بشكل صحيح أم لا. هذا هو الفلتر الخاص بك، الميزان الذي تَزِن به. بماذا تَزِن أفكارك؟ أنت تَزِنها بما جاء في فيلبي ٤: ٨.

٨ أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا” فيلبي ٤: ٨.

أولاً: امتحن الأفكار التي تأتيك. ولا تُعطِ أي اعتبار لفكرة ليس أساسها الكلمة:

  • كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ: اسأل نفسك: هل هذه الفكرة حقيقية؟ عندما تأتيك فكرة أنك ستظل خاطئًا طوال الوقت، وأنك لن تعرف كيف تتخلص من الأمر الفلاني، هل هذا حقيقي عنك؟ عندما تشعر بأنك مهزوم طوال الوقت، هل هذا حقيقي عنك في الكلمة؟ الكلمة أعلنت الحقيقة عنك.
  • كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ” ركِّز على الأمور العالية والسامية.
  • كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ”.
  • كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ”.
  • كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ”: هذه الكلمة يجب أن تضيء عندك إشارة كبيرة. ما هي الأفكار التي تفكر فيها؟ هل هي أفكار مُحزنة؟ هناك أناس يحبون أن يتخيلوا أنفسهم في وضعية الموت، لأنه يشعر بالوحدة، فيُدخل نفسه في وضعية أنه سيموت ويترك العالم، ويجلس يتفرج وهو ينظر ليرى كم شخصًا حضر جنازته. دون أن يدري، هو عطشان للحب ويشعر بالوحدة. هذه الأمور ليست مُسِرَّة. أنت تستدعي الموت دون أن تعلم، الموت بطريقة التفكير.
  • كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا”

كلمة “افتكروا” هنا تعني (Fix your mind) أي: ثبِّت ذهنك عليها.

أنا أُشجعك أن تقرأ هذه الآية من عدة ترجمات، فالترجمة العربية المبسطة قد تكون أوضح أكثر. قِس كل فكرة تأتيك على هذا الأمر. هذه الفكرة إلى أين ستأخذني؟ عندما أركب هذه “العربة”، إلى أين ستوصلني؟ عندما أسترسل مع هذه الفكرة وأعطي وآخذ معها، إلى أين ستقودني؟ هل ستقودني إلى جو من الراحة والسلام الذي يملأ صوت الروح القدس، والذي ليس فيه تشويش ولا مخاوف؟

ثانيًا: تحقَّق من رصيد أفكارك واسلك بالكلمة:

بمعنى، قد تأتيك فكرة أنك ستمرض. أو أن كل من في عائلتك ماتوا عند سن الأربعين، وأنت ستموت عند سن الأربعين. عندما تأتيك فكرة كهذه، وربما تكون مدعمة ومسنودة بوقائع حدثت مع العائلة، أو بفكرة طبية… آه، يعني هو يرى كل العائلة، والطبيب قال لهم إن هذا مرض جيني يسري في جينات كل العائلة. ماذا تفعل عندما تأتيك أفكار كهذه؟

علمنا القس رامز أن قيمة الشيك تكمن في الرصيد الموجود في البنك، وإلا سيصبح الشيك مجرد ورقة. أي شخص يمكنه أن يحضر أي ورقة ويمضي عليها. فقيمة الشيك مستندة إلى الرصيد. بنفس الطريقة، ما هو رصيد الفكرة التي أتتني؟ هل لها رصيد في كلمة الله؟ أي بنك آخر غير بنك كلمة الله يجب أن تُصفِّره عندك. فما قيمة الفكرة التي تأتيك بأنك ستمرض؟ هل قال الكتاب عني إنني سأمرض؟ الكتاب قال إن مشيئة الله لك هي 2أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مُوَفَّقاً فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَأَنْ تَكُونَ صِحَّتُكَ الْبَدَنِيَّةُ قَوِيَّةً وَمُعَافَاةً كَصِحَّتِكَ الرُّوحِيَّةِ. يوحنا الثالثة ١: ٢ (بحسب ترجمة الحياة). فمن أين أتيت بفكرة أنك ستمرض؟ إذًا قيمة هذا “الشيك”، قيمة هذه الفكرة، داخل بنك كلمة الله هي صفر، ليس لها رصيد. بل على العكس، هناك رصيد معاكس لك، يقول إنك ممتلئ بالحياة.

تذكَّر قصة حكاها لنا القس رامز عن رجل الله القس كريس. قال إنه كانت هناك امرأة دخلت العناية المركزة ووصلت لمرحلة صعبة، فقالت للرب: “خلاص، خذني، خذ حياتي”. هي شُفيت، وكانت تحكي للقس كريس هذه القصة، فقالت له إن الروح القدس رد عليها وقال لها: “لا، لا أقدر أن آخذك”. فهي تسأل باستغراب وتقول له: “لماذا لن تأخذني؟”. قال لها: “أنتِ قضيتِ سنوات تتكلمين بالحياة. آه. فلن يأتي الأمر بين يوم وليلة ويتقلب الموضوع. يجب أن تقضي وقتًا تتكلمين بالموت حتى يبدأ نظام الموت يعمل فيكِ”.
بنفس الطريقة، أول ما آخذ النظام الإلهي بداخلي وأتكلم به، هذه خطوة ثانية بعد امتحان الأفكار. بعد أن أمتحن الأفكار التي تأتيني، أبدأ بأن أمشي على الأفكار الكتابية. أبدأ بأن أمشي على المبادئ الإلهية. لا أمشي على المبادئ التي يقولها العالم، بأن القوي هو الذي معه المال. القوي هو أنت لأن معك الروح القدس. ابدأ فكِّر فيه. أنت أصبحت عظيمًا، لم تعد شخصًا عاديًا. الرب قال لإبراهيم إنه سيجعله عظيمًا “وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ…” تكوين ١٢: ٢. قال له إنه سيجعله أمة عظيمة.

ابدأ فكِّر. لماذا تفكر أنك قليل وصغير؟ لماذا؟ لأنك ما زلت تحسبها بكليتك. “أصل أبي وأمي علَّموا إخوتي وأنا لم أتعلم تعليمًا عاليًا”. هل ترى؟ أنت تحسبها بالتعليم العالي الذي لم تصل إليه، فتشعر أنك ما زلت قليلًا وصغيرًا. لا، هذه أكاذيب. فاختر أن تمشي على الكلمة. كذِّب الأشياء التي ليس لها رصيد، الأفكار التي ليس لها رصيد في الكلمة.

ثق في الروح القدس أنه يعينك، حتى وإن كان يبدو أنه لا يوجد شيء يجعلك رائعًا في الحياة. هو الذي في حياتك ليجعلك رائعًا. هو الذي جعل يوسف يصل ليصبح الرجل الثاني بعد فرعون، ولم يكن الأمر مجرد تفسير حلم. فرعون كان لديه أناس يفسرون الأحلام. آه، ربما كان لديه عثرة في هذا الموقف، لكن الأمر ليس مجرد تفسير. لأن تفسير حلم لن يجعل شخصًا يأخذ منصبًا قياديًا كبيرًا ومنصبًا استراتيجيًا في البلد. والسبب أن فرعون قال عنه هكذا:

٣٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟».” تكوين ٤١: ٣٨.

حتى فرعون، الشخص الوثني، التقطها. التقط أن الروح القدس هو السبب، لأنه مسح يوسف. هذا هو السبب، مسحة الروح القدس. هذا ما يجعلك تُقبَل في وظيفة، هذا ما يجعلك تُقبَل في ارتباط. إنها مسحة الروح القدس. لأنه من غير الطبيعي أن يكون تفسير حلم هو المؤهل لكي يمسك منصبًا كبيرًا جدًا. على الأقل، لو كان سيمسك منصبًا، لن يكون منصبًا قياديًا تحت فرعون مباشرة. هذا شخص لم يتدرب، لم يذهب إلى كليات مصر، لم يدرس الأشياء التي يدرسها القادة السياسيون. يوسف لم يفعل ذلك. لكن بسبب الروح القدس، هو تخطى كل هذه الأمور. آه. هكذا لو بدأت تنظر بهذه الطريقة، أن الروح القدس يساعدك.

ثالثًا: تحكَّم في ذهنك عمدًا:

تعلَّم ليس فقط أن تُفلتر الأفكار وترى رصيدها في الكلمة، لكن تعلَّم أيضًا أنك بعمد يجب أن تفعل هذا. ليس بمجرد أنني فكرت فسيأتي الشيء وحده. لكن أنا يجب أن أمشي تبعًا للتفكير. صحيح.

أنا زمان كنت أعتقد اعتقادًا خاطئًا، أنه ما دامت الفكرة قد أتتني، فأنا مُجبر عليها. يعني خلاص، هذا عقلي قال هكذا. عقلي جلب لي هذه الفكرة، فما شأني أنا؟ ماذا سأفعل؟ كنت أسأل: “ماذا سأفعل؟”. لكن القس رامز علَّمنا: “لا، هناك سيطرة (Control) على ذهنك، يمكنك أن تقول لا”. ببساطة. ليس معنى أن فكرة أتتك أنها أصبحت أمرًا واقعًا. يمكنك أن تقول “لا”. يمكنك عندما تأتيك فكرة معينة، “لا، أنت ستتعب”، “لا، أنت لست قادرًا على أن تقوم لتصلي الآن”، يمكنك أن تقول “لا”، وتُنهض جسدك وتقول: “أنا سأصلي يعني سأصلي”.
إذًا هناك سيطرة، الرب أعطانا هذه السيطرة. أعطانا هذه الإمكانية بداخلنا. رسالة تيموثاوس الثانية ١: ٧ من الآيات الرائعة:

٧ لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.” (٢ تيموثاوس ١: ٧.

“النصح” أو “النصاحة” (Sound mind) تعني أن ذهنك يمكنك أن تتحكم فيه، يمكنك أن تقوده. الشخص النصيح لديه ضبط للذهن (mindset)، يمكنه أن يقود ذهنه.

رابعًا: تكلَّم بالكلمة باستمرار:

الأمر المهم رقم ثلاثة هو أن تتكلم الكلمة. عوِّد نفسك أن تتكلم، لا تكن مؤمنًا صامتًا في حياتك. لكن تدرَّب أن تقول الكلمة وتتكلمها. كما قلت، نظام (system) العالم جعلك تعتاد على قول كلمات معينة، نحن نحتاج أن نقول كلمات من نظام الله.

شبَّه القس رامز تشبيهًا جميلًا، قال إن الكلمات مثل ماذا… أنا أريد أن أتخيل الشخص الذي يتسلق جبلًا ومعه خطاف أو حبل. لكي يصعد إلى المستوى (Level) الأعلى، لكي يصعد إلى المنطقة الأعلى، يجب أن يمسك هذا الخطاف أو الحبل الذي معه، ويديره ثم يرميه إلى الأعلى، فيمسك في شيء، وبعدها يصعد. بنفس الطريقة، كلماتك هي التي ستوصلك إلى تلك المنطقة. يعني، أين تريد أن تذهب غدًا؟ أين تريد أن تذهب في المستقبل؟ كلماتك ستوصلك. تكلَّمها.

ولا تسمع للسيناريوهات السلبية التي تقول إن الغد مظلم، والغد غير معروف. لا، قُل: “غدًا سأكون عظيمًا، غدًا سأخدم الرب أكثر، غدًا سيكون يومًا رائعًا في حياتي”. تدرَّب أن تتكلم. الله خلق بالكلمات. هذا أمر يجب أن نقف أمامه ونتعجب. كان الله ممكنًا أن يفكر فيتم خلق الكون. لكنه تكلَّم. تكلَّم للأرض، تكلَّم لكل شيء. ورأينا الرب يسوع يتكلم دائمًا. حتى عندما خلق طريقة التفكير، خلقها بالكلمات. في عبرانيين ١١ يقول هكذا:

٣ بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ.” عبرانيين ١١: ٣.

“العالمين” هنا مقصود بها (Aions)، وهي جمع (Aion)، أي الدهور والفترات الزمنية وكل طرق التفكير الصحيحة. “بكلمة الله” هنا، هي “ريما” (Rhema)، أي كلمة منطوقة. كان على الله أن يقولها لكي يخلقها. ما ستقوله هو ما ستأخذه. كما قال الرب يسوع في مرقس ١١: “…مَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ.” مرقس ١١: ٢٣.

فدرِّب وربِّ نفسك أن تتكلم كلمات. لا تقل: “أصل أنا عالمي”، “أصل أنا يعني حياتي كلها لا أعرف أن أقترب…” لقد قلتها. هذا هو ما ستأخذه، هذا هو ما ستعيشه. كلمة “لا أعرف” هي كلمة صعبة. آه. أن أقول “لا أعرف”، كطالب مثلًا ربما لديك امتحانات في الوقت القادم… “هذه المادة أكرهها”، “هذا المحاضر لم يكن يعطينا كذا”، “أصل هذا المدرس…”، “أصل أنا لست قويًا في اللغة الإنجليزية”، “أصل أنا يعني عقلي ليس…”. هذا هو ما ستحصل عليه. ما رأيك لو تكلمت بالعكس، وآمنت أنك ستكون قادرًا على فعل ذلك لأن الروح القدس فيك؟ آه.

مَنْ يستطيع أن يعيش هكذا؟

يمكن لكل شخص أن يستمتع بهذا، ومَنْ الذي يستطيع أن يستمتع به؟ هل هو أي شخص؟ كما كنا نتحدث، “أنت لست من هذا العالم”، مَنْ هم هؤلاء؟ لو أردت أن أكون من هذه العائلة ومن هذه الشريحة التي لها نظام الله الذي يمكنني أن أتعامل به، ماذا أفعل؟

في كلمات أخيرة، قال الكتاب في سفر الأمثال، إصحاح ٨، عدد ٢١، هكذا، وهو يتحدث عن الروح القدس، الحكمة تتكلم وتقول:

٢١ لأُورِثَ مُحِبِّيَّ خَيْرًا…” أمثال ٨: ٢١.

بما معناه، كما شرحها القس رامز: “الذي تحبه، سترث منه”. ما الذي تحبه؟ لهذا السبب حذَّر الكتاب تحذيرًا شديدًا: لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ.” يوحنا الأولى ٢: ١٥. لأنه إن كنت تجد خوفًا، إن كنت ربما تحب الخروجات كثيرًا، تحب أن تتونس بالناس، تحب أن يكون حولك ناس وخروجات وصخب… ربما تحب هذه الأشياء. حِبّ الكلمة أكثر. لماذا هناك تردد وخوف في حياتك؟ أنت وارث هذا بسبب ما تحبه. فما الذي تحبه؟ لا تضيِّع وقتك في أمور تافهة.

ضع في قلبك: “أنا أريد الرب، أنا أريد الكلمة”. أنت أصلًا لك في الرب. لا تقل: “أصل أنا ليس لي في الروحيات”. أنت لك في الرب. لا تضيِّع وقتك في أي شيء بلا قيمة. لا تضيِّع وقتك في أن تجلس وتُجمِّع ثروات. ليس هذا هو الغرض. الغرض هو يسوع، وهو سيعلمك كيف تربح في الحياة. فلا تضيِّع وقتك. قال أليشع لجيحزي بعد أن جرى ليأخذ أموالًا: “…أَهُوَ وَقْتٌ…؟” (ملوك الثاني ٥: ٢٦). هل هذا هو وقته يا جيحزي لكي تبحث عن ليس فقط أموال، بل هو خطط أيضًا ليكون لديه حيوانات، وخطط ليكون لديه بساتين. فقال له: “أَهُوَ الْوَقْتُ؟“.

في هذا الوقت الأخير، والرب يسوع اقترب مجيئه، بِمَ أنت مشغول؟ استعمل العالم، ولا تجعل العالم وطريقة تفكيره تستعملك وتضغط عليك وتطحنك وتمشي في طاحونة الحياة. اختر أن تستيقظ. الروح القدس يساعدك. كون أن هناك رغبة في قلبك، فهذا عمل الروح القدس. هناك رغبة أن تذهب للكلمة، “نعم، أنا أريد أن أدرس الكلمة”. هناك رغبة أن ترجع لشخص يرعاك روحيًا. اختر أن تفعل ذلك. لا تُميت هذه الأصوات، أصوات الروح القدس بداخلك التي تشجعك. اختر ألا تندمج مع العالم، أقصد بالأفكار الخاطئة. حتى لو كان هناك أصحاب وأناس يشدونك، اختر أن تُقلِّل، تُقلِّل، تُقلِّل… وتُزيد من جلستك مع الشخص الذي يحبك، شخص الروح القدس. زِد من جلستك مع الكلمة.

دعوة لدخول المملكة الرائعة:

لو أنك لم تدخل بعد إلى هذه المملكة الرائعة التي نحكي عنها، فهذه هي فرصتك. يمكنك أن تصلي هذه الصلاة وأنت تثق أن الله يسمعك. يمكنك أن تدخل إلى هذه المملكة الرائعة، وتصير ابنًا لله وتعيش الحياة بالطريقة الإلهية، حياة مليئة بالانتصار. يسوع أظهر لنا المثال، رأينا نموذجه، عاش منتصرًا طوال الوقت، حتى وهو يموت. كان رافعًا رأسه منتصرًا وهو يتكلم مع بيلاطس.

يمكنك أن تصلي معي الآن هذه الصلاة، لو أنك لم تأخذ بعد هذه الحياة الرائعة ولم تدخل إلى هذه المملكة.
يا رب، أنا آتي إليك في اسم يسوع. أصدق أنك تحبني، وأنك قدَّمت يسوع من أجلي. شكرًا لك لأن يسوع أُرسل ليموت من أجل خطاياي ويدفع الثمن لأكون أنا في تصالح مع الله. الآن، أنا أؤمن بيسوع، وآخذه مخلصًا شخصيًا لي، ليكون هو القائد والسيد على حياتي. الآن أنا أدخل مملكتك، وأصبح واحدًا من أولادك، واحدًا من أهل هذا البيت الرائع. أنا أودِّع الحزن، أودِّع المخاوف. أدخل في نور، أدخل في تأكيد ويقينية وإيمان. أنا لديّ أمل أن أعيش غدًا وما هو قادم. شكرًا لأنك قبلتني ابنًا لك. شكرًا لأجل حياتك التي وُضعت فيَّ. آمين.”

أنت لست تمشي وحدك. لكن مجرد توجيه قلبك لشخص الروح القدس، وأن تفكر بنظامه… هو أعطاك الإمكانية بداخلك، كل ما عليك هو أن تفعِّلها (Just that you activate it) لكي تدرك وتستمتع بكل نظام الله وبكل الروعة، وتُشغِّل آلاتك، تُشغِّل كل الإمكانيات التي وضعها الله فيك.

 

ملخص حلقة “الأيون والكوزموس”: فهم النظام الذي يحكم عالمك:

  • مراجعة “الأيون” و “الكوزموس”.
    • الكوزموس (Kosmos): العالم المادي المخلوق، بما فيه البشر.
    • الأيون (Aion): نظام التفكير أو طريقة الحياة السائدة في العالم.
    • “الأيون” (نظام التشغيل) هو الذي يدير ويؤثر على “الكوزموس” (العالم المادي).
  • ألقاب إبليس:
    • رئيس هذا العالم (الكوزموس): لأنه سرق السلطان من آدم وأصبح “مديرًا” غير شرعي للخليقة.
    • إله هذا الدهر (الأيون): لأنه هو من “ألّف وصنع” نظام التفكير الفاسد القائم على إشباع الحواس والاعتماد على الأمور الأرضية.
  • خروج المؤمن من نظام الموت:
    • كان المؤمن “سابقًا” يعيش في نظام الموت (“كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا”).
    • إبليس لا يزال يعمل “الآن” ولكن فقط في “أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ”.
    • المؤمن خرج من هذا النظام، وسبب فقره الروحي ليس عدم الامتلاك، بل “الجهل بما يملكه”.
  • نظامان متناقضان:
    • ناموس الخطية والموت: النظام القديم الذي يحكمه إبليس وينتج فشلًا وعبودية.
    • ناموس روح الحياة في المسيح يسوع: النظام الجديد الذي نُقل إليه المؤمن، وقانونه هو “الحياة” (زويحياة الله).
  • مفتاح الحياة أو الموت: “الاهتمام“:
    • “الاهتمام” يعني طريقة التفكير أو ضبط الذهن.
    • اهتمام الجسد (التفكير حسب الحواس الخمس): نتيجته “موت” وعداوة لله.
    • اهتمام الروح (التفكير حسب كلمة الله): نتيجته “حياة وسلام”.
  • ما هو الفكر الإلهي (“أيون” الله)؟
    • “أيون” الله هو طريقة تفكيره التي وضعها في “الكلمة” وتجسدت في يسوع.
    • لكي تسير في هذا النظام، يجب أن تؤمن بالحقائق الروحية (مثل وجودك في مملكة صهيون) حتى لو لم تشعر بها حواسك.
  • أمثلة عملية لنظام إبليس:
    • يقوم نظام إبليس على الخوف والأنانية.
    • يتجلى في أفكار مثل “الحياة صعبة”، الخوف من الفرح الزائد، الخوف من المستقبل، وتوقع الشر دائمًا.
    • يدفع الناس للادخار بدافع الخوف من المرض أو الفقر، مما يعني التخطيط للدمار.
  • خطوات عملية لتجديد الذهن:
    • امتحن الأفكار: اسأل نفسك دائمًا: “من أين أتت هذه الفكرة؟” واستخدم فيلبي ٤: ٨ كـ “فلتر” لتمييز الأفكار (هل هي حق، جليلة، عادلة، طاهرة، مُسِرَّة؟).
    • تحقق من رصيد الأفكار: اسأل: هل لهذه الفكرة رصيد في “بنك كلمة الله”؟ إذا لم يكن لها رصيد، فهي “شيك” بلا قيمة.
    • تحكم في ذهنك عمدًا: يمكنك أن تقول “لا” للأفكار الخاطئة. لديك “روح النصح” (Sound mind) أي القدرة على قيادة ذهنك.
    • تكلم بالكلمة باستمرار: كلماتك هي “الخطاف” الذي يرفعك للمستوى الأعلى. ما تقوله هو ما ستحصل عليه.
  • كلمة أخيرة ودعوة:
    • “الذي تحبه، سترث منه”. إن أحببت نظام العالم، سترث الخوف والأنانية. وإن أحببت الكلمة، سترث نظام الله.
    • في هذا الوقت الأخير، من المهم ألا تندمج مع أفكار العالم الخاطئة، بل أن تزيد من جلستك مع الروح القدس والكلمة.

 

__________

 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture