لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
غني لله – الجزء 9
- التأمل هو أداتك لكي تصير غنيًا لله.
- الغِنى لله وعلاقته بطريقة تفكيرك وتحليلك للمواقف.
- كيف يمتلأ قلبك.
- الشحن الروحي.
- ما الذي يُمكن لقلب المؤمن أن يمتليء به؟
- كيف تصير غنيًا لله وتحيا في ثبات دون سقوط؟
- أولاً، الإنجيل.
- ثانيًا، الكرازة بيسوع المسيح.
- ثالثًا، إعلان السر.
- رابعًا، الكتب النبوية.
- خامسًا، القيادة بالروح في دراسة الكلمة.
- ما هي الزوايا التي يجب أن تلتزم فيها حتى تصير غنيًا لله؟
منها:
- العبادة.
- الملء بالروح كل يوم.
- أن تحيا حياة خضوع.
- أن تقدِّر رجال الله.
ما تمتلئ به ستعطيه لمن حولك.
التأمل هو أداتك لكي تصير غنيًا لله:-
“ ٢١ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ». ٢٢ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. ٢٣ اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ. ٢٤ تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ! ٢٥ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ ٢٦ فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى الأَصْغَرِ، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟ ٢٧ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. ٢٨ فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ ٢٩ فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا، ٣٠ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ. ٣١ بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ٣٢ «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ. ٣٣ بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا (مخازن) لاَ تَفْنَى وَكَنْزًا لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ، حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ، ٣٤ لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا” (لوقا ١٢: ٢١-٣٤).
“٢١هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ” هذا الشخص الغني كان يكنز ويكوم لنفسه أمورًا بشرية عادية وكان مستقلًا عن الله فترة من الزمن واستقلاله لم يحدث في ليلة وضحاها ولكنه للأسف أكتشف أخيرًا أنه كان في خدعة وضاع منه كل ذلك في لحظة.
” وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.” (متى ٥: ٢٨).
من هنا نفهم مبدأ هام تكلم عنه يسوع وهو أن القلب يتكلم في السماء، بمعنى آخر أفعل ما في وسعك من التمثيل لكن صوت القلب يتكلم في السماء. قد يهيئ لك ذهنك أن أفكارك غير مكشوفة أمام الناس فهذا كله تفكير داخلي، لكن الكتاب يعلمنا أن السماء تستمع للقلب. وهو أكثر الأشياء التي يحتاج الإنسان أن ينتبه إليها، لهذا تكلم الرب يسوع وبدأ يشرح في هذا المثل أمورًا أخرى منها.
“٢٢ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ…” هذا يعرفنا أنّ ما سيقوله الرب هنا مرتبط بما قبله.
٢٤ تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ…٢٧ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو…” لكي تصير غنيًا لهذا الإله ينبغي أن تتأمل، ويسبق التأمل سماع تعليم كتابي سليم وهذا ما كان يفعله الرب، أن يعلم الحق الكتابي.
معنى ذلك أن الروح القدس يكشف لنا ويعلمنا أن: نكنز ونملأ حياتنا بمبادئ الرب. نتأمل. نسلك بالإيمان.
يكشف لنا الروح القدس أنّ الغنى بمبادئ الكلمة له علاقة بالإيمان، بمعنى آخر على قدر الكومة الداخلية على قدر ما سيجلبه إيماني من نتائج.
“٢٩ فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا” يَدخُل القلق حياة الشخص غير الممتلئ بمبادئ الكلمة ويجعله ضحية في هذه الحياة.
“٣٠ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ” أما أنتم فغير خاضعين لهذا النظام العالمي ولا لما يحدث في العالم؛ لأن أبانا السماوي يعلم ما نحتاج إليه في هذا الوقت.
“٣١ بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” لم يكن ملكوت الله قد افتتح بعد، فهو افتتح بموت وصلب وقيامة الرب يسوع وصعوده وجلوسه؛ لهذا السبب شرح الرب يسوع لهم عنها وقال لهم أن يطلبوها أولاً، هذا يعني أن الأمور الأرضية والخيرات قد زِدت لنا بالفعل.
ملكوت الله هو مدينة الله (صهيون) وهي مدينة روحية بمسابة السماء على الأرض، وليس ذلك فقط ولكنها ملك إلهي على الأرض وهي الأساس للملك الألفي (شرحت ذلك في سلسلة الملكوت الحالي يمكنك دراستها).
هناك من يقول: “أنا لا أرى هذه الخيرات وبركات الملكوت في حياتي فما السبب؟ هذا لأنك لم تكن تعرف الحق الكتابي، مثل أي شخص له حقوق في عمله أو في بلده ولكنه لا يعرف القانون فسيتم خداعه، وهذا ليس ذنب الرب.
نحتاج أن نرسخ هذه المبادئ داخلنا لأننا نشأنا وترسخ في أذهاننا مبدأ خاطئ وهو أن الرب سيحملنا إن سقطنا مثل الأب والأم حينما يحملون ابنهم إن سقط فهذه الجملة غير صحيحة في كل الأحوال.
“الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (١ تيموثاوس ٢: ٤). هل خلصت الناس كون الرب يريد؟ بالطبع لا، ولكن في حكم السماء هم خلصوا بالفعل، فَعَلَ الرب ما يجب عليه فِعله، لكن علينا أن نخبر الناس عن يسوع لكي يقبلوه.
قد يظن أحدهم أنه قَبِلَ يسوع لمجرد أنه صلى صلاة عادية ومقتنع أن كونه يُحِبه وليس عدوًا له فهو قَبِله رب ومخلص لحياته وهذا فهم خاطئ. فقبول سيادة يسوع يختلف عن قبولك لشخصه وعدم وجود حزازيات بينك وبينه ولكن خضوعك له يعني أن تجعله سيدًا وربًا على حياتك.
مثال يوضح لك الأمر أكثر: سؤالك على أخبار صاحب المحل ومصافحتك له باليد لا تعني مطلقًا إنك صرت في شراكة معه لكن إن أخبرته أنك تريد أن تصبح شريكًا له في العمل فهنا قد أخذ الحوار مسارًا مختلفًا. بنفس المنطلق في قبولك ليسوع، فمجرد حبك له لا يعني أنك جعله ربًا وسيدًا على حياتك وقراراتك ويصير مُمْتلِكك وتبيع نفسك له.
هذا هو قبول يسوع الحقيقي وأي شخص لم يقبل يسوع بهذه الطريقة سيذهب للجحيم، وحينما نقول ذلك سيتبادر سؤال تلقائيًا لدى ذهن أي شخص بداخله تسلسل فكري غير منظم ويسأل قائلًا: “إذًا ما مصير الناس التي عاشت وماتت في أدغال الغابات ولم يكن لديهم تلفاز لسماع رسالة الخلاص ولم تعرف المسيح؟ وأين الرب؟ لماذا لم ينقذهم؟
سأجيبك قائلًا: “يوضح الكتاب أن مثل هؤلاء الناس سيهلكون، ولكن الرب أنقذهم بأنه أرسل ابنه لفدائهم لكن لم يكن هناك من يكرز لهم”، ثم يقبل الشخص هذه الحقيقة وهذا النظام للخلاص بعد فترة من الزمن وينكب على الكرازة ويفهم أنها شيء حتمي لأن هؤلاء إن لم يعرفوا المسيح سيهلكون.
عندما يفهم المؤمن هذا يبدأ بتحمل المسئولية ويكرز للآخرين ويصبح هادئًا جدًا لأنه فهم المبادئ الإلهية وأن الله يريد إنقاذهم بل وأنقذهم بالفعل من خلال ابنه يسوع المسيح الذي أرسله على الأرض لكي يموت لأجل البشر، هذه رسالة قبول يسوع.
بنفس الصياغة سأجيب على جزئيه أن الله لن يترك ابنه يسقط فهناك من يضع استثناءات ويقول: “أنا قبلت يسوع فصرت ابنه فمن الواجب عليه أن ينقذني لأني صرت ملكه” ينطبق نفس الحق على الخلاص.
ربما يكون لديك أموال في البنك وهذا حقك أن تحصل عليها في أي وقت تريده، ولكن لكي تستردها لابدّ أن تكتب ورقك وتتحرك رسميًا في الأمر، وهذا لا يعني أن البنك يقف ضدك فهذا نظام ونحن نقبله؛ فلماذا لا نقبل النظام الإلهي السماوي؟ لماذا يوجد هرج ومرج في حياة المسيحيين؟
لأنه لا يوجد تعليمًا دقيقًا لدى المسيحيين مما أدى إلى أن الإنسان يعاتب الرب متسائلًا: “لماذا يارب فعلت ذلك؟ لماذا تركتني؟” هذه لغة من هو ليس غنيًا بمبادئ الكلمة فيضرب مع الرب شخصيًا أو يرتد ويترك الرب نفسه أو يستمر بالكاد وفي داخله أسئلة فكرية تتزايد يومًا بعد يوم لا تتناقص؛ لكن يجب علينا فهم أن الرب يتحرك بصوره منظمة.
ثم بدأ الرب يسوع في الشرح أكثر عن الاستعداد في الأعداد التالية:
“ ٣٥ «لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، ٣٦ وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. ٣٧ طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ. ٣٨ وَإِنْ أَتَى فِي الْهَزِيعِ الثَّانِي أَوْ أَتَى فِي الْهَزِيعِ الثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هكَذَا، فَطُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ. ٣٩ وَإِنَّمَا اعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ، وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. ٤٠ فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ»” (لوقا ١٢: ٣٥-٤٠).
- الغِنى لله وعلاقته بطريقة تفكيرك وتحليلك للمواقف:-
أن تكون غنيًا لهذا الإله يعني أن تكون غنيًا بأفكاره ومبادئه تجاه مواقف وظروف الحياة وأن تكون أفكارك وتعليلاتك وفهمك للأمور وما وراءها وتحليلها بناءًا على مبادئ الكلمة.
“٢٢ وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. ٢٣وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. ٢٤ وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. ٢٥ وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ. ٢٦ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! ٢٧ فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». ٢٨ فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني(أؤمرني) أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». ٢٩ فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. ٣٠ وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً: «يَارَبُّ، نَجِّنِي!». ٣١ فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» ٣٢ وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ” (متى ١٤: ٢٢-٣٢).
“٢٣وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ” لهذا السبب ألزم الرب يسوع تلاميذه أن يتركوه، لكي ينفرد ليصلي وليس ليجربهم كما سمعنا مرارًا وتكرارًا أن الرب ألزمهم أن يذهبوا لكي يختبرهم. وقد أتى في الهزيع الرابع لأنه كان منفردًا ليصلي، وليس ليعذب التلاميذ. فلا ينبغي أن نُحمِّل القصة معنى غير معناها الأصلي، وهنا تكمن خطورة المدرسة الرمزية في تفسير الكتاب المقدس.
يحدث التشتيت حينما تذهب خارج قواعد الرموز الكتابية، فيعلمنا الكتاب مبادئ معينة لابدّ أن نفهمها منها: ما هو المنطلق الذي كُتِبت منه، والمكان الذي كتبت فيه وله. لأجل هذا يتعين علينا أن نفهم هل هذا رمز أم حقيقة وتعني ما تقول. نجد أيضًا أن الرموز تكثر في مناطق معينة وتقل في مناطق أخرى في الكتاب.
مثال على ذلك: توجد أربع زوايا في تفسير العهد القديم، وهذا يختلف عن قواعد العهد الجديد في الأناجيل. عندما نَطّلع على العلوم الكتابية في فهم الكتاب المقدس وفهم الشاهد الكتابي نكتشف أنّ هناك أجزاء تؤلِف الناس فيها ويُعطون الآيات معنى يختلف عن معناها الحقيقي، على سبيل الثال القصة التي نتكلم فيها الآن، أراد الرب أن يأخذ وقته في الصلاة، لم يقصد أن يأتي للتلاميذ في آخر وقت لكي يشد أعصابهم، هذا ليس يسوع ولن يستفيد شيئًا إن فعل هذا.
“٣٠ وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ” على الرغم من وجود الرياح والأمواج من البداية إلا أن بطرس حدَّدَ تركيزه أن يذهب للرب يسوع، فنزل من السفينة ومشى على المياة في الوقت الذي رَكَّزَ على يسوع وعلى الكلمة التي قالها له وعلى المعجزة، ولكن حينما أدار بصره إلى الريح الشديدة خاف وابتدأ يغرق، لكنه صرخ قائلا: “يَارَبُّ، نَجِّنِي” فانقذه الرب، إن لم يطلب مساعدته لما كان يسوع أنقذه.
من الواضح أن سقوط بطرس في الماء لم يكن فجأًة لأنه ابتدأ يغطس تدريجي، لم تنشق المياة فجأة لتبتلعه، هذا دليل على وجود جزء من الإيمان لدى بطرس، لذلك توقع منه الرب أن يضع إيمانه ويكمل سيره ولهذا قال له: “يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟”
استطاع بطرس أن يتمم المعجزة بعد ذلك، ورجع المسافه التي جاءها إلى يسوع، وسار مع الرب على الماء مرة أخرى، وهذا يعني أنه ملأ ذهنه بكلمة الرب وتحرك بناءً عليها. حينما نفهم هذه المبادئ نجد المعجزات تحدث معنا بسهولة. مثلما نضع للحصان شيئًا بجوار عينيه يمنعه عن التشتت والنظر لأبعاد مختلفة، هكذا تحرك بطرس ماشيًا على الماء وحدَّدَ ورَكَّزَ ذهنه على كلمة الرب.
الذي يحدد قيامك من الحفرة وانقاذ الرب لك هو إيمانك، والذي يضرب الإيمان هو عدم ملئك بمبادئ الكلمة مما يجعلك قابلًا للقلق والاضطراب وبالتالي تتأثر بكلام الناس والأخبار والتقارير السلبية، وهذا كله من شأنه أن يضعفك داخليًا. عندما يرى إبليس أنك مهمل في دراستك لمبادئ الكلمة يشن هجومه عليك في زاويا محددة يعلم أنك مهملها لأنه يعمل بنظام.
يجب عليك أن تتحرك بنظام بمبادئ الكلمة ليس لأجل إبليس، لكن لأن هذا هو الصواب وهذه هي مبادئ كلمة الله. حينما تسلك بتلك المبادئ الإلهية تجد أنك تسير في حصانة إلهية.
انتبه جيدًا لما سأقوله هنا: لم يُطَبِطب الرب على بطرس ولم يلتمس له العذر أن الرياح شديدة ولا أي أعذار عيانية ولم يعطه تعليمًا، لكنه تكلم مباشرة عن الحالة القلبية؛ حالة الإيمان، وهذا له علاقة بطريقة التفكير. يوجد من يلتمس العذر لنفسه ويتكلم عن سعر الدولار أو شرور الناس لأنه لم يعرف أن يأخذ حقه من أناس أشرار.
لابدّ أن يكون ذهنك ممتلئًا بمبادئ الكلمة ومتماشيًا مع ما تقوله بلسانك ويكون هو التفكير الأساسي والصورة الثابتة في ذهنك طوال الوقت وليس وقت الصلاة فقط، حيث يوجد من يرى مبادئ الكلمة ويطبقها في وقت الصلاة فقط وبعد ذلك يسلك بالعيان، مثل بطرس الذي رَكَّزَ في وقت المعجزة وبعد ذلك رجِع ينظر للعيان.
لاحظ جودة هذه المعجزة -السير على الماء- فهي أعلى من معجزات العهد القديم حيث يحتاجون لشق البحر لكي يعبروا منه. لم يحتاج الرب لإزالة العوامل المؤثرة في الأرض وبالتالي لا نحتاج أن نتعامل مع العيان كأنه مشكلة وعائق، يمكننا أن نسير فوقه. ليحدث ما يحدث في الأرض فبإمكاننا أن نسير فوقه، هذه هي طريقة التفكير الكتابية، بنفس هذا النظام يحدث ابتكار للمعجزات، لم يحدث من قبل أن إنسانًا مشى على المياة.
رأى الرب يسوع أشخاصًا تشق البحر وتعبره، لكنه اختار أن يتحرك بنموذج جديد رآه في وقت صلاته، لأن لديه غرضًا يسعى لتحقيقه دون أن يضرب مع العيان أو يحاربه، فهذه المشكلة تصيب الناس بالأرق أنه يحارب لتغيير العيان -نحن نغيره ولكن بإدراكنا أن لدينا قوة تنبع من مصدر آخر.
عندما تواصِل النظر للعيان فأنت تجعله يستمر بتفكيرك فيه. أترى ما الذي جعل بطرس يغرق؟ لماذا شك؟ لأنه بدأ ينظر للأمواج معطيًا اعتبارًا للعيان، من هنا يجب أن يكون رصيدك الداخلي ممتلئًا بمبادئ الكلمة، ربما تقول: “يمكنني السير على المياة لكن الرياح تعوقني” عندما تتضارب خبرة البحر مع مبادئ الكلمة تحدث المعارك الداخلية.
هذه المعارك ذاتها تحدث في ذهنك عند سماع صوت الروح القدس في مفترقات الطرق، فتتحير في أخذك للقرار، لماذا؟ لأن القيادة بالروح القدس مرتبطة بحالة من الطوق حول عنق الإنسان ولهذا تأتي القيادة بالروح من كلمة “Argo” في اليوناني وهي حالة من الطوق؛ أي أن الشخص طيع تحت الكلمة.
يوجد نوعين من الأطواق: إحداهم يستخدم مع الحيوانات الأليفة والآخر مع الحيوانات الشرسة. ربما تجد الحيوان الأليف يشمشم ويريد أن يأكل شيئًا متسخًا من الأرض لكن صاحبه يشده، مع ذلك فهو يتحرك طوال الوقت في ألفه وتزامن مع صاحبه ويفهمه، إن وقف أو تحرك يتحرك معه. لهذا القيادة بالروح القدس تعني الإحاطة وأن تكون مبادئ الكلمة هي الأساسية في حياتك.
استخدم الروح القدس لفظ “Argo” مع القيادة بالروح لأنه يُستَخدَم كثيرًا عند للرومان واليونان، لذا إن لم تكن طيعًا تحت يدي الروح القدس وإن لم تُعط الكلمة السيادة عليك ستحدث المعركة الذهنية وهي ذات المعركة التي تحدث مع العيان.
لا تنظر للعيان، إبعد نظرك عنه، لتراه كأنه لعبة مثلما رأى داود جليات أنه ضعيفًا وخاويًا من كل قوة فرأى طوله وعرضه وصوته أنه لا شيء مقارنًة بالقوة التي يملكها داود وقال له: “هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيل” (صموئيل الأول ١٧: ٤٦).
تكلم داود هكذا ورآه ضئيلاً لأنه ليس في عهد مع الله وتعجب من تطاول جليات على الممسوحين، لا عجب أن هناك مؤمنين فاهمين لهذا العهد مثل داود وآخرين لا.
- كيف يمتلأ قلبك:-
“٣٢ وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. ٣٣ وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ، ٣٤ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، ٣٥ وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ. ٣٦ وَيُوسُفُ الَّذِي دُعِيَ مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ (ابن التشجيع)، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ، ٣٧ إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ” (أعمال الرسل ٤: ٣٢-٣٧).
أنقذ برنابه الكنيسة من مشكلة مادية كبيرة وقام بتدعيمهم، لذلك غَيَّرَ الرسل اسمه ودعوه “سبب التشجيع أو ابن التشجيع مثل أبوك السماوي” وكان هذا حدث كبير في الكنيسه لذا أكرمه الرسل، وليس من الخطأ أن تكرم الكنيسة الأشخاص الذين قاموا بأدوار كبيرة وهامة فيها. اقرأ معي الإصحاح التالي منطلقًا من هذه القصة:
“١ وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكًا ٢ وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذلِكَ، وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. ٣ فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَاحَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ ٤ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». ٥ فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ. ٦ فَنَهَضَ الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجًا وَدَفَنُوهُ. ٧ ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ، أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ، وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. ٨ فأَجَابَهَا بُطْرُسُ:«قُولِي لِي: أَبِهذَا الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ، بِهذَا الْمِقْدَارِ». ٩ فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجًا». ١٠ فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً، فَحَمَلُوهَا خَارِجًا وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. ١١ فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ”. (أعمال الرسل ٥: ١-١١).
عندما نرجع لخلفية هذا الشاهد نكتشف أن حنانيا وسفيره أرادوا هم أيضًا أن يأخذوا هذه الميزة مثل برنابا.
“٣ لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ” لم يكن حنانيا يعلم في ذلك الوقت أن هذه الفكرة من الشيطان. تذكر ما شرحته في السلسلة الماضية “اصحوا واسهروا” أن الشيطان لن يأتي بصورة واضحة لكنه يدخل للشخص بصورة خبيثة ويملؤه بالأفكار.
توجد أكثر من كلمة في اليوناني بمعنى “يملأ” وأشهرها هي “pleroo“ وهي الكلمة المستخدمة في هذه الآية وتعني أنّ الشيطان ملأه بالأفكار والمشاعر والاقتناع وأعطاه خيالات ليخدعه بأنه سيصير متميزًا في الكنيسة.
“٤ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكوَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟” بمعنى أنه لم يكن إلزاميًا عليك ومن حقك أن تتصرف فيه بحرية، لكن العشور فقط لبيت الرب فيوجد فرق بين التقدمات والعشور، العشور ليس لها علاقة بالناموس لأنها موجودة قبل الناموس.
أن يملأ الشيطان قلب شخص لا تحدث من فراغ بل يكون لديه أفكار ومداخل يعلم إبليس تمامًا أنه غير مُصَحح في هذه الجزئية، ولا يوجد لديه أي رصيد من الكلمة يملأ هذا الفراغ. قال بطرس لحنانيا: “انتبه أنت وضعت في قلبك هذا الأمر ومتورط فيه إراديًا”.
أغوى إبليس حنانيا، لكنه تورط فيه إراديًا، وافق على الفكرة. كان الأمر في البداية مجرد خداع فكري لكنه وافق على هذه الفكرة. هكذا الروح القدس يعطيك أفكارًا إن قبلتها يحدث الملء. افهم هذا: عالم الروح ممتلئ بالحركة الدائمة وعليك أن تميز الأمر.
هذا يفسر لك لماذا تمتلئ بعض المناطق بالبيع والشراء (ويقصد هنا البيع والشراء الذي يسحب الناس، الذي لا هدف له ومن دون احتياج وببذخ وليس في الحد الطبيعي، لكن الأشخاص تجد نفسها مسحوبة إليه) ومناطق أخرى تحدث بها الحوادث وأخرى خناقات ليس السبب في أن هذه الشوارع مزدحمة أو لأن الناس تمشي في الاتجاه المعاكس لكن توجد أرواح شريرة مرابضه في هذا المكان، وإن كنت تسير بالكلمة بشكل صحيح تستطيع أن تزيحهم من المكان بسبب وجودك.
- الشحن الروحي:-
“٢٧ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. ٢٨ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. ٢٩ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، ٣٠ وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. ٣١ فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. ٣٢ فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ” (متى ٢٣: ٢٧-٣٢).
“٢٧وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ!” لم يخش يسوع الكتبة والفريسيين بل تكلم بمجاهرة.
أستُخدِمَ لفظ “الْمُرَائي” أيام الدولة اليونانية ويعني القناع الذي يوضع على الوجه، ويمسك بعصا، ويستخدم في المسارح والمسلسلات التي يظهر فيها الشخص بصورة ليست صورته الحقيقية، يُصنع من النحاس أو الحديد وليس البلاستيك والجلد، يُشَكَّل حسب مقاس وجه الشخص ولا زلت بعض الدول تستخدمه في الحفلات التنكرية. لهذا قصد الرب بلفظ مراء ومنافق أن الشخص يرتدي قناعًا؛ أي لا يظهر بشكله الحقيقي.
“٢٨ مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا” أكرر السماء تقرأ القلب، نعم تستمع للكلمات المنطوقة لكن القلب له صوت وقوة في عالم الروح، لأن قلب الإنسان متصل بالسماء سواء كان شريرًا أو مولودًا ثانية.
“٣٠ وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ” يوجد من يرى نفسه أفضل من غيره ويقول: “إن كنت مكان هذا الشخص لما فعلت ما فعله”، هذا لا يعني أنك لا يمكنك الثقة في ذاتك أن لا تخطئ، فإدراكك لطبيعة البر التي بداخلك تقودك للبر.
فقال لهم الرب يسوع: “إنكم تُلقون باللوم على آبائكم ولكنكم تفعلون مثلهم الآن”. ما الذي يريد أن يقوله الرب؟ يريدهم أن ينتبهوا موضحًا لهم “أنتم لم تدرسوا العهد القديم جيدًا، تقولون لو كنا مكان آبائنا لما قتلنا الأنبياء بينما تفعلون ذلك الآن وتريدون قتلي”. لماذا يسقط البعض في ذات الأمور التي ينتقدون الآخرين عليها؟ السبب هو عدم الشفافية مع الرعاية الروحية ومع الشخص أمام نفسه وبالتالي يكون ممتلئًا بالسوس الداخلي.
يستخدم لفظ “مَشْحُونُونَ” أي أن قلب الإنسان ممتلئ إلى آخره وليس فارغًا، وتعني أيضًا أن قلب الشخص ممتلئ إما بأمور رائعة أو سلبية.
“مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا” (رومية ١: ٢٩). قلب الإنسان مَخْزن.
- ما الذي يُمكن لقلب المؤمن أن يمتليء به؟
“وَأَنَا نَفْسِي أَيْضًا مُتَيَقِّنٌ مِنْ جِهَتِكُمْ، يَا إِخْوَتِي، أَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَشْحُونُونَ صَلاَحًا، وَمَمْلُوؤُونَ كُلَّ عِلْمٍ، قَادِرُونَ أَنْ يُنْذِرَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (رومية ١٥: ١٤).
“قَادِرُونَ أَنْ يُنْذِرَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا” كيف أتمكن من مساعدة شخص آخر؟ عبر أن أكون مشحونًا.
يُستخدَم هذا اللفظ “مَشْحُونُونَ” في اليوناني بمعنى أن تمتلئ إلى قمة الإناء أو الوعاء، هناك من يملأ كوب أو إناء ولكن ليس للحافة، لكن هذا اللفظ يشير لحالة الملء بفيض وليس جزئيًا؛ أي أنه امتلأ إلى حافة الإناء لدرجة الفيض، وهو نفس اللفظ المستخدم في “كَأْسِي رَيَّا” (المزامير ٢٣: ٥)
هناك أشخاص لديها كلمة الله بدرجة، ممتلئ جزئيًا، لكن أن تكون مشحونًا -كما تصفها اللغة العربية وهي صحيحة ودقيقة- لأن الشحن هو أن يكون الشخص مولعًا بالكلمة وعواطفها، هذا هو تأثير الروح القدس. يمتلئ أي إنسان بأي أمر -سواء سلبي أو جيد- بإرادته مثل ما حدث مع حنانيا وسفيره عندما قال بطرس لحنانيا: “أنت أردت هذا”. فلا نعلق شماعة أخطائنا على إبليس.
بنفس السياق يعرض الروح القدس عليك أفكاره، فإن كنت تستمع للكلمة طوال الوقت فسيستغل الكلمات التي تسمعها ويشحنك بها، فيصبح رد فعلك سلسًا ويخرج بهدوء وسلاسة دون صراع، أما إن كانت الكلمة قليلة بداخلك وغير ممتلئ بها كاملاً، ربما يمتلئ ما تبقى من إنائك بشيءٍ آخر فيحدث خليط. مثل بطرس الذي عاش بين السقوط والقيام الهزيمة والنصرة لأنه كان ممتلئًا جزئيًا بالكلمة، لهذا يكشف لنا الروح القدس مبادئ مختلفة عن العالم لنتحرك طبقًا لها.
- كيف تصير غنيًا لله وتحيا في ثبات دون سقوط؟
“٢٥ وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، ٢٦ وَلكِنْ ظَهَرَ الآنَ، وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلهِ الأَزَلِيِّ، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ،” (رومية ١٦: ٢٥، ٢٦).
“٢٥ وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ” أي يُخرِج قوته لتثبيتكم، الثبات هو عدم طرحك للأرض يقول بولس الرسول في أفسس: “…وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا” (أفسس ٦: ١٣) تأتي بمعنى ” You can’t be knock down” أي لا يمكن لأحد أن يخبطك ويطرحك للأرض، لديك القوة لتقف بثبات حتى وإن ساءت الظروف في البيت والعمل ومن جميع النواحي. لا تقُل: “أنا لا أستطيع تحمل كل هذا” لا! لديك القوة التي تكفي لتعبر منها منتصرًا.
كيف تظل ثابتًا ولا تسقط؟ أن تحيا حسب الإنجيل. “حَسَبَ إِنْجِيلِي” يقول بولس الإنجيل الذي استخدمه أنا، لأنه لم يكن هناك استنارة كافية في ذلك الوقت. أن تكُن غنيًا لله بمعنى أن تملأ إناءك بكلمة الله إلى حافته. الطريقة نجدها في العددين السابقين حيث استخدَم الرسول بولس خمسة أشياء وهم:
- أولاً، الإنجيل:-
أول شيء استخدمه بولس هو الإنجيل “حَسَبَ إِنْجِيلِي” أي فهم إنجيل يسوع المسيح بشكل صحيح، فرسالة الإنجيل لا تقتصر فقط على إنقاذ يسوع لنا من الخطية وذهابنا للسماء. وصلت لنا هذه الخلاصة نتيجة “الكرازة الطارئة لئلا يموت الشخص ويذهب للجحيم” توجد حالة من الاستعجال دون وجود تلمذة أو شرح وفهم لغرض مجيء يسوع للأرض.
يمكنك الرجوع لسلسلة “الفداء والخلاص بيسوع” لتفهم كيف استخدِمت كلمة الفداء في العهد القديم والجديد وفي وقت الرسل لأننا لم نفهم هذا الموضوع كما ينبغي. لماذا أتى يسوع للأرض؟ ليفتدينا من الحالة السوداء وينقلنا إلى ملكوت النور. تشمل الكرازة معاني كلمة “الخلاص” الخمسة كما تصيغها الترجمة العبرية واليونانية؛ منها تسديد الاحتياجات المادية والشفاء والحماية والسلام والأمان.
- ثانيًا، الكرازة بيسوع المسيح:-
ما الفرق بين الإنجيل والكرازة بيسوع المسيح؟ الإنجيل يشرح الحالة التي سيكون عليها الإنسان في العهد الجديد، ويسوع هو النموذج الذي اقتدي به هنا على الأرض، لهذا ينبغي عليك أن تدرس حياة الرب يسوع ولا تتشتت لأنك نفس فصيلته وليس فقط تشبهه.
- ثالثًا، إعلان السر:-
إي إعلان واكتشاف أسرار بداخل الكلمة ويستخدم الكتاب لفظ ” mystery” أي بينما تصلي بألسنة ستكتشف معاني وأسرار بداخل الكلمة. عندما تقرأ آيات معينة وتفهمها بشكل صحيح -وليس بتأليف منك أو تركيب آيات على بعض- فهذا استعلان لروح الحكمة والإعلان في حياتك.
- رابعًا، الكتب النبوية:-
قال بولس إنه استفاد من الأنبياء لكي يفهم الرب يسوع بشكل صحيح، حتى إنه اقتبس ما لا يقل عن أربعة اقتباسات من الأنبياء في الإصحاح السابق لأنه يحيا ما يعلمه.
- خامسًا، القيادة بالروح في دراسة الكلمة:-
“٢٦ وَلكِنْ ظَهَرَ الآنَ، وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلهِ الأَزَلِيِّ، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ”
يخضع بولس الرسول لقيادة الروح القدس في كل أمر، والهدف من هذا هو أن تسير الناس في طاعة الإيمان، هذا لا يعني قبول يسوع، بل السلوك بالكلمة، لأن ثباتك مرتبط بالسلوك بالإيمان. ماذا تفعل عندما تأتيك حرب فكرية أو وقائع عيانيه؟ قف بثبات وقوة استنادًا على مبادئ الكلمة وفهمك لأسرارها، وما رأيته في يسوع كنموذج معاش. لا يوجد ثبات دون المبادئ الخمسة السابقة.
القيادة بالروح أمر مفتوح فربما يقودك أن تسمع أو تقول أو تفعل شيئًا معينًا. مثلما شاركني أحد القساوسة باختبار زوجته التي كانت تمر بمشاكل صحية صعبة، وأمره الروح القدس أن يقف كل ساعة ويعلن الكلمة على جسدها إلى أن عبرت هذا الوقت بمجد.
- ما هي الزوايا التي يجب أن تلتزم فيها حتى تصير غنيًا لله؟
ذُكرَ في رسالة أفسس الإصحاح السادس عن إبليس أنه يتحرك بنظام أخذه من السماء وليس بابتكار منه، ويستخدم هذا اللفظ مع الشباب الذين يدخلون للمعسكر لديهم قوة خام، إلى أن يتعلموا المهارات والنظام لكي يخرجوا مهذبين ويقومون بالعمليات القتالية. إن كانت حياتك مهذبة وتسير بمبادئ الكلمة وترى كل شيء كتابي كأنه إلزامي فأنت تضبط حياتك بشكل صحيح وستكون غنيًا لله.
“فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ” (يوحنا ١٣: ١٤).
“يَجِبُ عَلَيْكُمْ” أي ينبغي، بمعنى آخر أنت مُلزَم بهذا الأمر وإن لم تفعله فأنت معرض للحبس. إن رأينا كلمة الله بمنطلق الالتزام هذا، دون أن نتسيب في الأمور الروحية سنحيا حياة انضباط. هذا ما جعل يوسف يقول: “فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟”(تكوين ٣٩: ٩).
أي شيء فعله الرب يسوع فهو إلزامي، لأنه قال: ” فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ” هذا بمسابة شيك على بياض، فما عاشه الرب يسوع ينبغي علينا أن نفعله.
- أولاً، العبادة:
يجب أن تلتزم في وقت العبادة وتكون في علاقة حية مع الروح قدس.
- ثانيًا، دراسة الكلمة:
- ثالثًا، التواجد في كنيسة:
كل ما فعله الرب يسوع “كَعَادَتِهِ” يعتبر إلزاميًا، على سبيل المثال: كان الرب يذهب للهيكل أو للمجمع حسب تواجده في المنطقة (يمكنك الرجوع لسلسلة كيف تخلق عادة) إذًا تواجدك في الكنيسة لا يمكن استبداله بالتكنولوجيا الحديثة فلا يصح أن تتابع بث أونلاين ولا تذهب للكنيسة، لكن إن فعلت كل المحاولات ولم تستطع فهذا ممكن. ولكن لابدّ من أن تواظب على كنيسة محلية.
- رابعًا: الملء بالروح كل يوم:
- خامسًا: أن تحيا حياة خضوع:
ينبغي أن تكون خاضعًا، لأنه هكذا عاش الرب يسوع، إذ كان خاضعًا ليوسف النجار ومريم وللروح القدس.
- سادسًا: أن تحمل حمل الضعفاء:
أن تكون غنيًا لهذا الإله هو أن تلتزم بهذه المبادئ.
“فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا” (رومية ١٥: ١).
“أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ” شرح الرسول بولس في نهاية الرسالة ما هو الضعف الذي يقصده، فهو يتكلم عن ضعف الإيمان، إن كنا نقولها مجازًا “ضعيف روحيًا” ولكن هذا ليس صحيحًا، فالضعف هو ضعف إيمان ويحتاج لثبات في الإيمان.
“فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ” نحن الأقوياء فقط أن نتحرك ونحمل الضعفاء، ولكن هذا لا يعني أن يدخلوا الكنيسة بحالة تلوثهم بالعالم، حيث يعلمنا الكتاب في رسالة يهوذا أن لا نلمس حتى الثوب المدنس منهم (يهوذا ١: ٢٣). بمعنى أن تكون حريصًا على ذاتك وعلى الآخرين، وليس تحت بند احتضان الأشخاص نتركهم يفسدون أذهان المؤمنين الآخرين، ويمكنك الرجوع لسلسة “العثرة” لفهم المزيد عن هذا الأمر.
“١ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ (اذهانهم مظبوطة حسب عالم الروح) مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا. ٢ اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ” (غلاطية ٦: ١، ٢).
- سابعًا، العطاء المادي:
“اسْتَحْسَنُوا ذلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! (ملتزمون) لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ (أي العطاء المادي) أَيْضًا.” (رومية ١٥: ٢٧).
- ثامنًا، الادخار للأبناء:
“هُوَذَا الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَلاَ أُثَقِّلَ عَلَيْكُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ. لأَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ، بَلِ الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ” (٢ كورنثوس ١٢: ١٤).
- تاسعًا، أن تحب شريك الحياة:
أن تحب زوجتك وأن تحبِ زوجِك هذا شيء إلزامي وليس اختياري، أي شيء إلزامي معناها أنك تضع مشاعرك جانبًا.
” كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ ” (أفسس ٥: ٢٨).
- عاشرًا، الشكر:
أن تشكر الله كلما رأيت اخواتك يكبرون روحيًا، إن أخذت هذا الكلام بجدية وبدأت تُهلل وتشكر يوميًا سيزداد إلتزامك وستأخذ حياتك منحنى مختلفًا، ربما تكون مبادئ بسيطة ولكنّ لها تأثير ضخم. اشكر أيضًا الروح القدس كلما تجد أنك كبرت روحيًا، هذا إلزامي، إنها مسئولية.
“يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ” (٢ تسالونيكي ١: ٣).
“وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ” (٢ تسالونيكي ٢: ١٣).
- الحادي عشر، أن تسلك كما سلك يسوع:
“مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا” (١ يوحنا ٢: ٦).
هذا شيك على بياض أن تحيا كما عاش الرب يسوع، كيف تعيش هذا الحق الكتابي؟ أن لا ترى نفسك كخاطي وتأخذ صورتك من الكلمة حتى وإن أخطات بعدما قبلت يسوع تأمل أنك مولود من الله وبداخلك القوة أن تسير مثلما سار يسوع على الأرض.
بإمكانك ليس فقط أن تعمل أعمالًا خيرية بل تنقذ الناس من مملكة الظلمة. تصلي للمرضى ليشفوا والمحتاجين تُسَدد احتياجهم، وليس شرطًا أن تدعمهم ماديًا لكن يُترك هذا الأمر للكنيسة لتحكم فيه، إذ يوجد أشخاص تعتمد على الدعم طوال الوقت ولا تريد ممارسة إيمانها وهذا يؤذيهم دون أن تقصد، إخبر الشخص عن يسوع ليكون في حاله فيض وليس أن يعبر بالكاد.
- الثاني عشر، نضع نفوسنا لأجل الأخوة:
“بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ” (١ يوحنا ٣: ١٦).
كمْ مرة لم تقبل فيها أن تضع نفسك لأجل اخوتك؟ هذا لا يعني أن تسلم نفسك للموت لن تصل لذلك في مكاننا وزمننا الحالي، لكن توجد أماكن ربما يصل بهم الأمر لهذا الحد.
هيا نصيغها بصورة أخرى، كمْ مرة كان بإمكانك فتح مناقشة مع شخص لتساعده أن يقبل يسوع أو يعرف الحق الكتابي لكنك لم تفعل ذلك لأنك لم تخاطر بكرامتك في العمل ولم تضع نفسك لأجله فتركته يضيع ويعاني وأنت معك الحل؟ كل هذا خوفًا من أن يتكلم أحد عليك إنك تتبع تعليمًا ما، واعتمدت أن الآخرين سيخبرونه بالحق وتعذرت بأن الرب سيرسل له أشخاصًا غيرك. لكنك أنت الوحيد الموجود في هذا المكان والمُكلّف أن تعرفه الطريق.
- الثالث عشر، نحب بعضنا البعض:
“أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا” (١ يوحنا ٤: ١١).
يجب أن تتعلم هذا، ليس اختياري أن نحب بعضنا بعضًا، ضع خطوطًا حمراء وعلّيِ سور حياتك، انعزل عن العالم، عِش بالطريقة الصحيحة، حب الإخوة، هذا عكس ما علّمتهُ إيزابل عن حالة التسيب، فالرب نفسه وبخ هذا الأمر فيها.
يوجد من يتكلم عن غيره بسخرية دون أن يشعر بإنذار داخلي، ولأنه لم يظهر له ملاكًا أو لم يحدث له شيء فجأةً استمر في طريقته. لكن ماذا عن الكتاب الذي صوته أقوى من أي عيان آخر؟ فإن كنت واعٍ له ستقف بمحبة غير مشروطة للآخرين. لا يصح أن تسخر من أحد أو تحتقره لأنه لا يفهم مثلك أو ضدك في الرأي، إن فكرت هكذا ستحب للآخرين بغض النظر عن حالتهم.
“٨ فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هؤُلاَءِ، لِكَيْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَقِّ” (٣ يوحنا ١: ٨).
يتحدث بولس الرسول هنا عن الخدام الذين يتكلمون بالحق الكتابي، اقبل الخدام ولا تتبرأ من الذين يتكلمون الكلمة.
خاف لوط على الذين دخلوا مدينته، لم يَدرِ في البداية أنهم ملائكة فشعر بالتزام تجاههم، هذه بعض المبادئ الحسنة المُتبقية لديه، لم يتعلمها من فراغ بل من إبراهيم؛ حيث استضاف إبراهيم قبله ملائكة دون أن يعلم أيضًا، خَصَّصَ إبراهيم مكانًا كبيرًا له مداخل شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا لاستضافة الغرباء؛ لذلك صنع الروح القدس منه شخصًا عظيمًا لديه جيش خَدَم واستطاع أن يُخرِج لوط من الأسر ويهزم أعداءه.
كان بإمكان إبراهيم أن يدفن امرأته دون أن يدفع شيئًا لكنه سار بطريقة رسمية واشترى حقل مخبيلة مع أن أصحاب الحقل اقترحوا عليه أن يدفن الميت دون مقابل. لماذا فعل هذا؟ لأنه كان صاحب مبادئ؛ كذلك ربما يكون بين يديك أن تسلك بصورة غير قانونية لتنجز أمورًا معينة ولكن اختر أن تدفع مالًا أكثر عن أن تتحرك بصوره غير قانونية.
عندما تكون صاحب مبدأ ولديك خطوطًا حمراء، ولا تحتاج أن يردعك أحد، ستكون كالصاروخ في عالم الروح وتجد الملائكة تحترمك وتطيع كلماتك بسهولة.
- الرابع عشر، أن تكون معلمًا للآخرين:
“لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ.” (العبرانيين ٥: ١٢).
يوجد وقت لكي يتحرك المؤمن فيه للخدمة (هذا شرحته في مقال النضوج الروحي). هناك أشخاص دخلت الكنيسة ووضعهم القادة في خدمة مباشرًة لئلا يبتعدوا مرة أخرى. يجب أن يتتلمذ الشخص وتعرفه جيدًا قبل أن يخدم، الالتصاق بالكنيسة ينبغي أن يُبنى على الكلمة وليس بسبب الخدمة، الجاذبية موجدة في الكلمة. يوضح الشاهد السابق أن المعلمين لابدّ من أن يكون مرَّ عليهم وقت في التعليم وأكلوا الطعام القوي.
- الخامس عشر، قدِّر رجال الله:
“١١ قَدْ صِرْتُ غَبِيًّا وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ، إِذْ لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَسْتُ شَيْئًا” (٢ كورنثوس ١٢: ١١).
يدافع بولس الرسول عن رسوليته ويتكلم عن احترام وتقدير رجال الله. يحاول الكثير من الناس الترويج لفكرة أن الناس متساوون في العهد الجديد وبإمكان الجميع سماع صوت الروح القدس؛ لكنه هنا يفرق بين رجال الله المسئولون عن توصيل الكلمة وعن الرعية في كلمة “أُمْدَحَ“. يوجد التزام من الشعب تجاه رجال الله.
- السادس عشر، احمِ نفسك من عناصر ومبادئ العالم وأفكاره:
“٩ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. ١٠ وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! ١١ وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا” (١ كورنثوس ٥: ٩-١١).
يستنكر بولس الرسول على المؤمنين ما فعلوه، كيف وصلوا لمرحلة الترحاب بهذا الشخص إذ أن الأمم لم يفعلوا هذه الخطية، ويخبرهم أن لا يخالطوا مثل هؤلاء لأن الحل ليس في الخروج من العالم بل في عدم الاختلاط معهم. والكتاب واضح وصريح في هذا الأمر إن وُجِدَ في عملك أو في كنيستك شخص من الأمثلة المذكورة في الشاهد السابق لا تخالطه ولا تخَف من أن يتعثر فله من يرعاه روحيًا، هناك فرق بين أن تحبه وتقدره وتصافحه وبين أن تخالطه وتستمع له وتأخذ منه فتَفتُر روحيًا.
- السابع عشر، أن يزداد الروح القدس ويأخذ الكرامة في حياتك:
“يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ” (يوحنا ٣: ٣٠).
- الثامن عشر، أن تكرز:
“لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ” (١ كورنثوس ٩: ١٦).
- التاسع عشر، الصلاة لأجل الآخرين:
” وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ.” (صموئيل الأول ١٢: ٢٣).
تذكر أن شعب إسرائيل صرخوا للرب قائلين: “أنت صالح وإلى الأبد رحمتك” أي أنت ملتزم تجاهنا، إن كان الرب ملتزمًا تجاهك وطوال الوقت مُوجِه فكره ليساعدك ويقف بجوارك، فأنت تحتاج أن تلتزم تجاهه، في ذلك الوقت سيمتلئ عالم الروح ويُشحَن من شحنتك الروحية.
- ما تمتلئ به ستعطيه لمن حولك:-
١٤” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا (يستقبل) نِعْمَةً وَحَقًّا. ١٥ يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». ١٦ وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ١٧ لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا” (يوحنا ١: ١٤-١٧).
“لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ” امتلأ موسى بالناموس فأعطاه لنا. أما يسوع فامتلأ بالنعمة والحق فأعطانا من ملئه “أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا”. ما تمتلئ به هو ما ستعطيه؛ فإن امتلأت بعلم معين ستخرجه، وإن تابعت الفيديوهات التافهة على الفيسبوك واليوتيوب ووسائل التواصل والدش ستجد كلامك وحياتك يمتلئ بما تشاهده وتسمعه.
ربما تسال: “ماذا لو لم يكن لديَّ رغبة لدراسة لكلمة؟” التزم! لا يوجد حل آخر غير أن تضع ذاتك تحت هذا الالتزام. إن وصف لك الطبيب دواءً معين وقال لك إنّ حياتك مرتبطه به، وإن نسيت جرعة واحدة ستموت، رغم إنه يؤلمك لكنك ستضبط كل شيء في حياتك على هذا الدواء وتحصل على جرعات بقدر الإمكان لئلا ينقص من السوق.
لماذا فعلت هذا؟ لأنك ملتزم، وهذا نابع من حبك للحياة. إن تعاملت مع هذا الإله كمسألة حياة أو موت لن يستطيع إبليس أن ينتصر عليك لأنه يخشى التنظيم حيث يحتار مع شخص منظم، شرط أن يلتزم بالخمسة أشياء التي قالها الرسول بولس لأنها سر الثبات والقوة.
عُد واسمع هذه السلسلة وأدرسها مرة أخرى، تذكر أن النعمة هي اللمسة الإلهية التي تجعلك تفعل ما لم تكن قادرًا عليه أو توقف ما لم تكن قادرًا على إيقافه، توجد نعمة للعمل والصحة وللتعامل مع الأطفال إن كنت أخطأت في تربيتهم ولا تعرف كيف تتعامل معهم، ومتوتر طوال الوقت بسببهم، ونعمة للتعامل مع كل الظروف والأحداث سواء في العمل أو مع الأقارب أو الجيران.
حينما تتعلم كيف تجعل حياتك مروية دائمًا بالكلمة؛ سيحتار إبليس في الدخول إليك ولا يجد مدخل، فيلجأ لاستخدام نوع حرب مختلف لكنه لن يستطيع الانتصار عليك مرة أخرى، وبذلك تستطيع أن تعطي الآخرين من النعمة التي على حياتك وتحمل من هم في دائرة سلطانك كأولادك وأسرتك.
استطاع موسى أن يمتلئ ٤٠ يومًا، حين نزل من على الجبل بدأ يتكلم وهو ممتلئ بالأفكار الإلهية وأعطى رأيه في أمور بناءً على ذخيرة التعليم الذي أعطاه إياه الرب، هكذا امتلأ بالنعمة والحق! ربما تكون هناك مواضيع غير مباشرة في الكتاب المقدس مثل موضوع الهجرة والعمل لكن دراستك للكلمة ستولد لديك حس روحي واستنارة وفهم. التمييز والاستنارة تجعل إبليس يستسلم.
“وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ” (العبرانيين ٥: ١٤).
إن وصلت لمرحلة تمييز أن هذا الصوت من إبليس فأنت نجحت، حيث تكمن المشكلة في عدم معرفتك أن هذا هو إبليس. هناك من يكتشف إبليس بعد خروجه من المشكلة، لكن نجاحك أن تميزه أثناء المشكلة وهذا يأتي نتيجة ذخيرة الكلمة التي تكشف لك الأمور، وهنا يكون نجح الروح القدس في حياتك.
بعدما تميز أن هذا هو إبليس ماذا تفعل؟ “فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ” (١ بطرس ٥: ٩) يعمل إبليس بإسلوب الخداع، حينما تكتشف دولة ما جاسوسًا تعتبِر هذا انتصار ضخم جدًا لأنهم اكتشفوا مصدر تسريب المعلومات، حيث تقوم الحروب على شقين: العسكري والمعلوماتي. يحاول إبليس أن يخدعك لأنه يعلم أن لديك قدرة إلهية بأسلحة روحية تمكنك من الانتصار، لكن القصة في خداعه. لأجل ذلك إن كنت غنيًا لهذا الإله لن تموت في عمر مبكر.
يوجد من يعتقد أن سبب موت الغني في (لوقا ١٢) هو عين حاسدة لأنهم اعتقدوا أن هناك من يتربص ليخرب الأمور المفرحة. في حين يقول الكتاب: “تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ” (المزامير ٢٣: ٥). أي أن إبليس يشاهد معجزتك ولا يستطيع أن يوقفها.
إن كنت تواجه هجمات صحية أو مادية ولا تستطيع إيقافها، الحل أن تكون غنيًا لهذا الإله، وتمتلئ بالنعمة والحق عبر سلوكك بالخمسة مبادئ التي ذكرناها سابقًا في (رومية ١٦: ٢٥، ٢٦). بهذا ستجد نفسك واقفًا بثبات ولا يمكن زعزعتك لأنك صرت مبنيًا بشكل صحيح. هللويا!
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download