هناك أشخاص أذهانهم مثل الحقل المفتوح فيقدر أى شخص (أو حيوان في هذا الامر) أن يمر بذهنة ويرمى فيه بذرة غير مرغوب فيها. وعندما تترك ذهنك مفتوحاً بهذه الطريقة، يُمكن لأى بذرة عديمة القيمة أن تزرع فيه وبالتالى ستنمو، فروحك وليس ذهنك هى الحقل حسب وصف الكلمة. ولأن روحك هى الوحيدة التى يُمكن الوصول إليها من خلال ذهنك – الذى هو المدخل لروحك – فلن يقدر شيئاً أن يدخل إلى هناك إن لم تسمح له أنت بالدخول إلى ذهنك أولاً.
ولهذا السبب يحثنا الرب على: “احفظ قلبك بكل اجتهاد، لأن منه مخارج الحياة” (أمثال 4 : 23).
فكلمة “احفظ” المستخدمة في هذا العدد الكتابى هى نفس الكلمة المستخدمة فى تكوين 2 : 15 “واخذ الرب الاله ادم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها.” وهذا لا يُلمّح إلى فصل الجنة ووضعها بعيداً فى مكان آمن. ولكنه بالفعل يشير إلى العناية بها بطريقة وقائية ويضمن آمنها ضد أى مُعْتَدِي خارجى.
وتأتى فى ترجمة الأخبار السارة بمعنى أوضح، “…. وأخذ الرب الإله آدم وأسكنه في جنة عدن ليزرعها ويحرسها.” فكلمة “يحرس” لها معنى عسكرى، والذى يدل على حمايتها من أى هجوم أو الحفاظ عليها فى آمان من الخطر.
ستتفق معى أنه لن يكون أى احتياج لحراسة شئ يخصك ضد أى مُهاجم إن لم يكن هناك عدو أو خَصْم، وفي الحقيقة أن هناك عدو، ولهذا السبب يحثك الرب على أن تحفظ – أو تحرس – قلبك بكل اجتهاد.
أحب ترجمة جيمس موفات عن أمثال 4 : 23-24. فهي تقول فى ترجمته، ” قبل أى شئ احفظ واحرس طبيعتك الداخلية الحقيقية وبذلك تقدر أن تحيا وتزدهر، وأطرد خارجاً كل الأفكار الشريرة وابعد عنك الكلام الخبيث والمعاكس لكلمة الله “
هل سمعت من قبل شخص يقول، “أنا قد مُنعت من الإنضمام إلى الفريق؟” فهذا يعنى أنه تم إعاقته، أو استبعاده، أو حظره، أو رفضه من الإنضمام للفريق. وبنفس الطريقة تقول الكلمة لك أن تحرس قلبك، أى بمنع كل الأفكار التى لم تكن مطابقة لكلمة الرب (أى برفضها، وابعادها عنك).
والآن، هذا لا يُعني أن الأفكار الشريرة تنبع من داخلك، أليس كذلك؟ ولكن ما يُظهره ببساطة هو أن يوجد إبليس محاولا من الخارج أن يرسل أفكار خاطئة لقلبك (وذلك من خلال ذهنك). لذا تم تنبهيك وتحذيرك بمنع أفكاره الشريرة وابعاد كلامه المضلل عنك.
إذا كان هناك شخص يقول لك شيئاً يُشكك فى كلمة الله أو يطعن فى صحتها، اطرد هذه الفكرة من ذهنك! ولا تحاول أن تأوي وتُسكن داخلك أو تبرر هذه الفكرة. فالكلمة تقول لك أن تحرس قلبك بكل اجتهاد، لذا عليك أن تعرف أن الرب لن يحرس لك قلبك. فهى مسئوليتك. ولكن الأخبار السارة أنك لستُ عاجزاً عن القيام بها. فأنت قد زُوّدتَ “بسلاح الله الكامل” (أفسس 6 : 11)، وما تحتاج فعله هو أن ترتديه ولا تخلعه أبداً! وعندما يكون درعك فى مكانه، ستكون قادراً على طرد كل فكرة أو صورة ذهنية شريرة ضد كلمة الله واللذان يحاولان مهاجمتك (سننظر في هذا بتفاصيل أكثر فى الفصل السابع).
معيار الرب لقياس الأفكار الجيدة
فلم يحثنا الرب فقط على حراسة مدخل قلوبنا ورفض أى شئ والذى لا يجب أن يمر من خلاله، ولكن أيضاً يُبين لنا كيفية وضع تلك الحراسة بالضبط على أذهاننا – وذلك باختيار الأفكار التى نسمح لها بالمرور. وبمعنى آخر، فهو لم يخبرنا بتجديد أذهاننا فحسب دون أن يُظهر لنا كيف نفعلها. ولكنه أخبرنا بالملفات التى يجب حذفها من أذهاننا وتحميل الجديدة واستبدالها بها.
“أخيرا أيها الإخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسر، كل ما صيته حسن – إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا” (فيلبى 4 : 8).
كم هذا رائعٌ! فهو يُبين لنا على الفور مقاييس الرب لتقييم الأفكار الجيدة. فيقول كل الأشياء التى تكون مطابقة للحق (كلمة الرب)، والرائعة، والمسرة والمستحبة، والتى صيتها حسن، وتستحق المديح، لتُركز ذهنك على هذه. بمعنى آخر، دع تلك الأفكار تحتل ذهنك وتتحكم فى طريقة تفكيرك.
ما الذى تُفكر بشأنه؟
تخيل نوعية الحياة التى ستعيشها إذا سيطر هذا العدد الكتابى على ذهنك. كم عدد المرات التى قد سمعت فيها أمراً لم يكن حقاً، أو جليلاً أو طاهراً، أو صيته حسن، ومع ذلك احتفظت به فى ذهنك وفكرت فيه؟
وربما سمعت أو رأيت أو واجهت أمراً جعلك غير سعيداً، وأبقاك مستيقظاً ومتقلباً فى سريرك مستغرقاً بالتفكير فيه. وفى كل مرة أغلقت عينك، كنت ترى فيها تلك الصور السلبية و تعيش تلك الخبرة السيئة مرة أخرى، والتى جعلتك مشوشاً ومضطرباً أكثر. فلماذا تسمح لنفسك أن تقلق هكذا؟ حرّر نفسك من ذلك الألم المُتعمد وتلك الصراعات الداخلية.
لماذا تظل مفكراً فى أمراً ليس حقاً، أو جليلاً، أو طاهراً، أو عادلاً؟ ولماذا تُزيد التفكير فيه إذ لم يكن أمراً مُستحباً، أو فضيلة، أو يستحق المديح؟ ولماذا تُمسِك شيئاً بقوة يكون له علاقة بالتعاسة والحزن؟ هل تعرف أنه يمكن لتلك الأفكار السلبية أن تعيد تشكيل وجهك وتتسبب فى أن تبدو أكبر سناً مما أنت عليه بالفعل؟ وهو السبب الذى يجعل الناس تبدو أكبر عشر سنوات من عمرهم الحقيقى!
وتذهب للعمل وترى بعض الزملاء مجتمعين معاً، يتبادلوا الإشاعات عن زميل آخر، وتسحب كرسياً وتشترك معهم فى المناقشة. ثم تتساءل لماذا أنت غير سعيداً، وتدور فى دوائر، أو تخطو خطوة للأمام وخطوتين للخلف. حسناً، فهذا بسبب أنك قد استمررت مدة في التفكير فى أمورِ لم تكن سيرتها حسنة!
وكأبن للرب، قد أوضحت لك الكلمة ما يجب أن تستمر في التفكير فيه وتُمعن النظر فيه. فيجب أن يكون جليلاً، وعادلاً وطاهراً ومحبوباً وسيرته حسنة وفضيلة وأهلاً بالمديح. والآن، ربما تسمع أمراً الذى يبدو حقاً أو شريفاً ولكنه لم يكن مستحباً أو صيته حسن، إذن لا تفكر فيه لأنه لم يتحقق فيه معايير الرب لمستوى الأفكار التى تسمح بها.
فبعض الناس تحب أن تفكر فى الأخبار أو المعلومات التى ليست تستحق المدح. والأسوأ من ذلك أنهم يسألوا الأخرين للإنضمام معهم. ويشكلوا معًا “مجموعة حادة الطباع”. ارفض أن تكون أرضاً لجمع نفايتهم.
أؤمن أنك ترغب أن تحيا حياة ناجحة ورائعة ومليئة بالنتائج المتميزة والإنجازات العظيمة. ولكى يحدث هذا، فلا يجب أن تكون تافهاً الفكر. فعندما يكون لديك أموراً ضخمة لتقوم بها، وعالم تتولى مسئوليته، لا يجب أن تُركز على الأمور العبثية والدنيوية.
ما يتوقعه الرب أن تُفكر به عن نفسك
فربما تواجه بعض التحديات الصحية، أو قد شَخّصَ الطبيب حالتك بعلة أو بمرض مُميت. والآن أنت مهموم ومضطرب متسائلاً عن ما تفعله بخصوص حالتك. أريدك أن تدرك الأمر من وجهة نظر الرب، فلم يكن مثل هذا التقرير صحيحاً، لأنه ليس فى توافق مع النصوص التى بَينّها لك فى كلمته. ولا يتطابق ذلك التشخيص مع تعريف الرب للحقيقة. لذلك ارفض أن تستمر في التفكير فيه. أرفضه باسم يسوع. ولا تُشغل تفكيرك به، ولا تتفوه به بكلمات.
فربما يخبرك الطبيب، بحكم تدريبه، بالواقع، ولكن كلمة الله هى الحقيقة (يوحنا 17 : 17). فالواقع والحقيقة هما أمران مختلفان. فربما أمراً قد تم إثباته والتحقق منه كأمر واقع، ولكن إذا لم يكن فى اتفاق مع كلمة الله، إذاً فهو ليس الحقيقة.
فالكلمة بالفعل تقول، “إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا.” (2كورنثوس 5 : 17). ويعنى هذا إذا وُلِدتَ بمرض، فالآن أنت فى المسيح، فلم يكن فيك هذا المرض بعد الآن؛ فهو قد اختفى. والآن أنت تعيش فى الصحة الإلهية. لذلك لم يعد للمرض أو العلة مكان فيك، حمداً للرب!ٍ
هذا هو الوعى والإدراك الذى يريد الرب أن يكون لديك. وهذه هى الطريقة التى يريدك الرب أن تفكر بها عن نفسك.
تقدر أن تفعلها!
ربما وأنت تقرأ هذا الكلام الآن وتفكر فيه، تقول ان:”ولكن هذا غير حقيقياً.” حسناً، فهو حقيقى وطبيعى فى ملكوت الله حيث أحيا هناك! تذكر أن كلمة الله هى “الحق” بمعنى أنها هى “الصدق” أو “الحقيقة.” لذا هذه هى الحقائق التى بها نعيش فى مملكتنا. ولا نشترك فى أى نوع من التواصل السلبى. فقال الرب لى منذ عدة سنوات، “يابنى، انظر من قمّة الجبل.” “وحيث أنا أسكن، وبالتأكيد لا وجود لنفايات الكلام أو الأفكار الفارغة!
“…..كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر، كل ما صيته حسن – إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا” (فيلبى 4 : 8). فالرب لم يسألنا لنفعل شيئاً وهو يعرف أننا لا نقدر على فعله. فنحن أبناءه، وهذه هى الحياة التى قد دعانا لها. وطالما قال أن هذه الأمور التى يجب أن نفتكر بها، إذاً فهذا يعنى أننا نقدر بل ويجب علينا إذا كنا نريد أن نستمتع بالإمتيازات الكاملة للحياة التى قد أعطاها لنا.
فما تفعله بذهنك هام جداً. وتذكر أنك تعبير عما يدور فى ذهنك، لا تتوقف نوعية الحياة التاى ستعيشها هنا على الأرض على نوعية روحك ولكن على طبيعة ذهنك. فيقدر ذهنك أن يجعلك فقيراً أو غنياً. ويمكنه أن يضعك على أساس المجد والعظمة أو يُلقى بك فى تراب المعاناة والخزى. اختر المجد. واختر الحياة. واختر أن تستخدم ذهنك بطريقة صحيحة.
نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.
Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..