القائمة إغلاق

لماذا يفشل البعض في الحصول على الشفاء؟ Why Some Fail to Receive Healing from Christ?

لماذا يفشل البعض في نوال شفائهم؟

لقد رأينا بصورة واضحة جداً من كلمة الله أن مشيئة الآب السماوي هي شفائنا جميعاً- وليس بعضنا فحسب. وإن كان الأمر كذلك، فلماذا إذاً يفشل البعض في الحصول على شفائهم؟ إن هذا السؤال يتردد في أذهان كثيرين ممَن يسعون إلى الشفاء. هناك أسباب عديدة تجيب على هذا التساؤل وسوف نذكر بعضها الآن باختصار. فقد ساعدت هذه الإجابات الكثيرين في الحصول على شفائهم- ممَن فشلوا سابقاً في نواله.

  • 1- نقص المعرفة

إن السبب الأساسي في فشـل الكثيـرين فـي استقبال شفائهم هو جهلهم برسالة الإنجيل عن موضوع الشفاء. تقول رسالة رومية10: 17 “الإِيمَانُ نَتِيجَةُ السَّمَاعِ، وَالسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ الْمَسِيحِ!”. لقد طلب الكثيرون الشفاء قبل أن يعرفوا ماذا تقول كلمة الله أولاً عن هذا الأمر أو ينالوا معرفة كافية عن هذا الموضوع. ولأجل هذا لم يتولد لديهم إيمان سليم لينالوا الشفاء. وقد رأينا أن الطريقة الوحيدة التي يأتي بها الإيمان لأجل الشفاء هي ذات الطريقة التي يأتي بها الإيمان لأجل الخلاص: بسماع كلمة الله. وكما أننا لا نتوقع أبداً أن يخلص أحد دون أن يسمع رسالة الإنجيل عن غفران الخطايا، هكذا الحال أيضاً مع الشفاء. فسماع حق كلمة الله هو الطريق الوحيد الذي يأتي من خلاله إيمان لأجل الحصول على جميع بركات فدائنا. لذلك فإن أول شيء يحتاج أن يعرفه الشخص الذي يطلب الشفاء هو مشيئة الله عن هذا الأمر.

إن كلمة الله هي بذرة غير قابلة للفساد ولا يمكن أن تفشل أبداً في عملها. لكنها تحتاج إلى مَن يكرز بها أولاً حتى يقبلها السامعون بالإيمان ويغرسونها في الأرض الجيدة – حيث المكان الوحيد الذي يمكنها أن تنمو فيه.

كثيراً ما يفشل البعض في حصولهم على الشفاء عندما يحاولون أن يحصلوا على “ثمر” بذرة كلمة الله (الشفاء) دون أن يعرفوا ما تقوله البذرة عن الأمر. يحاولون أن يجنوا محصولاً دون أن يوفروا للبذرة تربة خصبة لتنموا فيها. لذلك فإن كلمة الله لا يمكنها أن تعمل في حياتنا دون أن نسمعها ونغرسها في قلوبنا.

لابد وأن نعرف ما يقدمه الله لنا من بركات قبل أن نتوقع الحصول عليها. لذلك فإن معرفة مشيئة الله عن الشفاء يسبق الإيمان به لأجل الحصول عليه. فهناك جموع كثيرة لا تعرف أن الشفاء الجسدي هو مشيئة الله الكاملة لهم والمُعلنة في الكلمة المقدسة. وهذه المعرفة هي الأساس الوحيد لأجل الإيمان السليم. وبدون ذلك لن يقدر إيمانهم أن يثبت في وجه العيان. لهذا السبب عندما تشتد الأعراض عليهم يستسلمون ويرفعون الصلاة المحطمة للإيمان: “لتكن مشيئتك”.

كان التلاميذ في بداية الكنيسة يتفقون بنفس واحدة على تعليم الحق الكتابي عن الشفاء. لذلك لا نجد واحداً منهم يصلي مثل هذه الصلاة، إنما كانوا يرفعون أصواتهم للرب في الصلاة قائلين: “مُدَّ يَدَكَ لِلشِّفَاءِ، كَيْ تُجْرَى مُعْجِزَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ يَسُوعَ”. كانوا يصلون صلاة الإيمان لأجل المرضى في شوارع أورشليم، وهذا جعل جميع المرضى في تلك المدينة يؤمنون بالشفاء الإلهي: “وَأَخَذَ عَدَدُ الْمُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَزْدَادُ بِانْضِمَامِ جَمَاعَاتٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَكَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى عَلَى فُرُشِهِمْ وَأَسِرَّتِهِمْ إِلَى الشَّوَارِعِ، لَعَلَّ ظِلَّ بُطْرُسَ عِنْدَ مُرُورِهِ يَقَعُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ فَيَنَالَ الشِّفَاءَ. بَلْ كَانَتِ الْجُمُوعُ مِنَ الْمُدُنِ وَالْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ يَأْتُونَ حَامِلِينَ الْمَرْضَى وَالْمُعَذَّبِينَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ، فَكَانُوا جَمِيعاً يُبْرَأُونَ (أعمال 5: 14-16).

لكن معظم خدام الكلمة اليوم يتمسكون بالتقاليد والتعاليم التي توارثوها عن الأجيال التي قبلهم فيما يتعلق بخدمة الشفاء. وعلى الرغم من عدم إدراكهم الكامل لكلمة الله تجدهم يعارضون موضوع الشفاء الإلهي ويكرزون ضده. فأصبح عدم الإيمان يسود على الكنيسة – جسد المسيح – بشكل عام. لذلك فإن نسبة كبيرة من فشل البعض في حصولهم على الشفاء يرجع نتيجة عدم الإيمان الذي يعود إلى نقص المعرفة المتفشي في اجتماعاتنا اليوم. فبدلاً من صلاة الاتحاد نجد صلوات تحطيم الإيمان “لتكن مشيئتك”. وبدلاً من التعليم عن الشفاء الإلهي، صار الجميع ينادون بأن عصر المعجزات قد مضى وولى وشوكة بولس وأيوب.. لذا لا عجب أن يفشل الكثيرون في نوال شفائهم.

تخيل معي أن معظم المبشرين اليوم صاروا ينادون بأن عهد التجديد والميلاد الثاني قد انتهى ولم يعد بإمكان أحد أن يختبر الخلاص. لن نستطيع أن ندرك حجم الآثار السلبية الذي سوف يتركها هذا التعليم على عمل التبشير. ولما استطاع المؤمنون أن يربحوا نفوس لملكوت الله. بالإضافة إلى أنهم سوف يواجهون صعوبة كبيرة في أن يقنعوا الخطاة بكذب هذا الادعاء ثم يثبتون لهم من كلمة الله صحة الميلاد الجديد.. ذات الشيء يحدث الآن مع رسالة الشفاء الإلهي. فقد كان ادعاء البعض المستند على أسس غير كتابية تأثيره الضار على نجاح رسالة الشفاء الإلهي.

وحيث أن كلمة الله وحدها هي التي تنتج الإيمان في قلوب الناس، لذلك حرصت على تقديم إثباتات كتابية عديدة عن هذا الموضوع حتى يتيقن الناس مما تعلنه كلمة الله فيستطيعون أن يبنوا إيمانهم لأجل الشفاء. لقد وصلتنا خطابات من مئات الأشخاص الذين يخبروننا عن حصولهم على الشفاء بمجرد قراءتهم لهـذا الكتـاب. فقـد أجـاب علـى تسـاؤلات كثيرة جداً كانت تعيق إيمانهم عن العمل.

  • 2- عدم الامتلاء بالروح القدس

لقد قصد يسوع أن تستمر خدمته للشفاء حتى بعد صعوده للسماء. ولا يمكن أن يتحقق هذا القصد سوى من خلال الكنيسة – جسد المسيح- وليس من خلال أشخاص معينين. وهذا يتضح من خلال الإرسالية العظمى: “هَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ.. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ”. هذه الآيات تتبع جميع المؤمنين وليس أشخاصاً معينين.

بعدما صعد يسوع إلى السماء أرسل الأقنوم الإلهي الروح القدس ليكون هو الله العامل على الأرض. وكما كان الروح القدس يعمل من خلال يسوع عندما كان يخدم على الأرض ليجري آيات ومعجزات، صار بذاته يسكن في كل مؤمن ويملئه من خلال الامتلاء بالروح القدس حتى يستطيع أن يتمم الإرسالية العظمى. لذلك فإنه مطلب أساسي أن يمتلئ كل فرد في جسد المسيح من الروح القدس ويحافظ على ملئ مستمر منه.

نستطيع أن نرى ذلك من خلال اجتماعات الشفاء الجماعية واجتماعات التبشير حيث يكون هناك انسكاب للروح القدس فيخلص أعداد ضخمة وينالون الشفاء. فكثير من تعاملات الله مع البشر ليقودهم للخلاص والشفاء تتم عن طريق انسكاب للروح القدس من خلال المؤمنين الممتلئين بالروح القدس. لذلك فإن الكنيسة الممتلئة بالروح تخلق مناخاً ملائماً يستطيع الله أن يتحرك من خلاله. وهذا المناخ هو الروح القدس نفسه.

فإن لم تسمح الكنيسة للروح القدس ليتحرك فيها بحرية ولم يحافظ أفراد جسد المسيح على ملء مستمر من الروح، فلن يقدر الروح القدس أن يتحرك بحرية ولن يستطع الله أن يفعل كل ما يريده. لذلك فإن قصد الله لجسد المسيح بأكمله هو أن يمتلئ بالروح القدس ويحافظ على ملء مستمر منه. لأنه ذات الروح القدس الذي كان يعمل من خلال يسوع لا يزال يعمل من خلال المؤمنين ليخلَّص ويشفى الجموع.

فإن أردت أن تعرف كيف يعمل الروح القدس الآن، فلتنظر كيف كان يعمل سابقاً من خلال الكنيسة المبتدئة ومن قبلها يسوع. فسفر أعمال الرسل هو مجال لإظهار أعمال الروح من خلال المؤمنين الأوائل. على سبيل المثال، نقرأ في سفر الأعمال والإصحاح الرابع أنه عندما امتلئ الجميع من الروح القدس حدثت آيات وعجائب شفاء. هذا لا ينفي أن الأشخاص يمكن أن يخلصوا وينالوا الشفاء بمفردهم دون نهضات. لهذا السبب ينبغي لكل مؤمن بمفرده أن يسعى للامتلاء بالروح القدس ويحافظ على ملء مستمر منه. لأنه شرط ضروري حتى يستطيع الروح القدس أن يعمل من خلاله في حياة الآخرين. لذلك فإن الفشل في إتمام هذا الشرط- سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي- يعيق الله عن إتمام مشيئته. ثم نتساءل بعد ذلك، “لماذا يفشل المؤمنون في الحصول على الشفاء؟”

عندما لا نكون في توافق مع قصد وخطة الله لنا كمؤمنين، يستحيل عليه أن يفعل ما يريد أن يفعله في وسطنا. إن الكنيسة اليوم بوجه عام وبسبب الجهل تفعل عكس ما كانت تفعله الكنيسة المبتدئة من الصلاة لأجل المرضى وإجراء آيات ومعجزات. فجماعة المؤمنين اليوم ينكرون مشيئة يسوع نحو الشفاء. لذلك لا يتممون مقاصد الله تجاه شفاء المرضى. هذه هي أكثر المعوقات التي تحرم الكثيرين من نوال شفائهم. فبدلاً من أن يصلوا بإيمان لأجل المرضى ويضعون أياديهم عليهم ويعلَّمونهم كيف يمارسون إيمانهم لأجل الشفاء، تجدهم يحذرونهم لكي يبعدوا عن الاجتماعات التي يصلون فيها لأجل المرضى!

3- عدم الإيمان

إن السبب الثالث في فشل الكثيرين في استقبال شفائهم هو محيط عدم الإيمان. لقد صنع يسوع معجزات كثيرة وشفى جميع المرضى، لكنه عندما جاء إلى مدينته الناصرة يقول الكتاب، “وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْمَلَ هُنَاكَ أَيَّةَ مُعْجِزَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمَسَ بِيَدَيْهِ عَدَداً قَلِيلاً مِنَ الْمَرْضَى فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ (مرقس6: 5-6).

إن يسوع بنفسه قد أُعيق بسبب عدم الإيمان! فإن حدث ذلك مع يسوع، أفلا يمكن أن يتكرر هذا اليوم بسبب عدم الإيمان؟ وإن كان الروح القدس لم يستطع أن يعلن عن نفسه من خلال يسوع بمواهب شفاء وإجراء معجزات، فلماذا نتوقع أن يفعل ذلك اليوم حيث تنتشر التعاليم الخاطئة التي تزرع الشك وعدم الإيمان؟ لقد وجد بولس نجاحاً أعظم في صنع معجزات وسط الأمم عن يسوع وهو في مدينته (أعمال 14).

فيما يتعلق بموضوع الشفاء، قد تعلَّم المؤمنون اليوم أن يؤمنوا بتقاليد وآراء بشرية عن صدق كلمة الله. وهذا حوَّل المجتمع الكنسي حول العالم إلى “ناصرة” أخرى تمتلئ بعدم الإيمان. فصار جميع خدام الشفاء عليهم أن يصارعوا ضد جبال من عدم الإيمان والشك. صار عليهم أن يهدموا “تقاليد البشر” فيما يتعلق بالشفاء. علينا أن نعلٌّم الناس ما تعُلَّمه كلمة الله بالحقيقة فيما يتعلق بهذا الموضوع. في أي مكان وأي زمان تستنير عيون الناس بكلمة الله، يدركون في الحال حقوقهم وامتيازاتهم المتعلقة بالشفاء.

إن حقيقة أن يسوع لم يستطع أن يجرى ولا معجزة واحدة في الناصرة كان دليلاً على أن إيمان الفرد له دور أساسي في قبوله للشفاء. لذلك إن كان المريض – كما يعلٌّم البعض– يمكن أن يُشفى بدون عمل إيمانه، فلماذا لم يمضي يسوع ويشفى جميع المرضى في الناصرة؟ يجيبنا الكتاب المقدس ” َلَمْ يَقْدِرْ.. مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ “.

هناك مَن ينادون بأن فشل البعض في استقبال الشفاء يدل على أنها “مشيئة الرب”. إن كان هذا صحيح، فعليهم أن يطلبوا مشيئة الله ليعرفوا إن كان بإمكان جميع الخطاة أن ينالوا الخلاص أم لا. فهذا ربما يفسر حقيقة وجود خطاة كثيرين في الكنائس اليوم!

أ- في حادثة المرأة نازفة الدم، كانت لمسة تلك السيدة النابعة من الإيمان هي التي جعلت قوة الله الشافية تسري في كيانها. لأنه في ذات الوقت كان هناك أشخاص كثيرون يتلامسون مع يسوع دون أن يحدث معهم أي شيء. لقد كانت لمسة الإيمان هي سبب الشفاء.

ب- لقد فشل التلاميذ في تحرير الصبي الذي كان يسكنه روح شرير. إن حدث ذلك اليوم، لكان اللاهوتيين والمعلَّمين يفسرون عدم شفاء الصبي قائلين: “هذا برهان على أن الله يريد أن يظل هذا الولد هكذا ليتمجد الرب..”. ثم تجد أنه هناك مَن يبنون عقيدة كاملة على عدم الشفاء.

لكن عندما نزل يسوع من الجبل، شفى الصبي في الحال. كان هذا تأكيد على أن مشيئة الله هي شفاء الجميع، حتى وإن كان أولئك الخدام (التلاميذ) قد فشلوا في تقديم الشفاء.

عندما سأل والد الصـبـي يسوع: “إنْ كُنتَ تَستَطِيعُ أَنْ تَفعَلَ شَيئَاً، فَارحَمْ حَالَنَا وَسَاعِدْنَا”، رفض يسوع أن يتحمل مسئولية أي فشل في شفاء الصبي، فأجابه، ” لِمَاذَا تَقُولُ: ‘إنْ كُنْتُ أَستَطيعُ’؟ فَكُلُّ شَيءٍ مُستَطَاعٌ لِمَنْ يُؤمِنُ”.

إن الله يقدم إثباتات كثيرة جداً في كلمته تؤكد على أن الشفاء الإلهي يتساوى تماماً في قبوله مع عطية الميلاد الجديد لكل مَن يؤمن. لكني عندما أفكر في نقص التعليم عن الشفاء والمعتقدات البشرية الغير كتابية، فلا أتعجب من نقص الإيمان لدى شعب الله عن هذا الأمر. لذلك نجد كثيرين يتساءلون، “هل يمكن لجميع المرضى أن ينالوا الشفاء عندما نصلى لأجلهم؟”. كنت أجيبهم، “هل جميع الذين نكرز لهم عن الميلاد الجديد يخلصون بالفعل؟ كلا، إنما أولئك الذين يقبلونه بالإيمان هم الذين يخلصون حقاً. هكذا الحال أيضاً مع الشفاء الجسدي. فكل مَن يقبله بالإيمان سوف يتمتع به”.

وقد سألني آخرون، ” قد مُسح فلان بالزيت لكنه لم ينال الشفاء ومات”. كنت أجيبهم، “قد كرزتُ لفلان برسالة الخلاص لكنه لم يقبلها، فمات وذهب للجحيم. وهناك مَن يرددون بأذهانهم صلاة الخلاص دون إيمان. وهؤلاء سوف يموتون ويذهبون للجحيم وهم أسوأ حالاً من أولئك الذين فشلوا في استقبال شفائهم”.

إن قال لي أحدهم، “إن شُفي فلان، فسوف أؤمن بالشفاء الإلهي”. كنت سأجيبه، “هذا يتساوى تماماً كما لو قلت لي، ‘إن خلُص فلان وفلان فسوف أؤمن بالميلاد الجديد..’. فهذا يعني أنك تصدق اختبار فلان عن شهادة الله وكلمته المقدسة. فلو لم تؤمن من كلمة الله وحدها بالشفاء الإلهي فلن تؤمن حتى ولو شُفي الآلاف أمام عينيك. لقد أجاب إبراهيم الرجل الغني بأنه ما لم يؤمن إخوته من خلال كلمة الله وكتب الأنبياء فلن يؤمنوا حتى ولو قام لهم لعازر من الأموات. لأن الإيمان الحقيقي لا يأتي سوى من كلمة الله وحدها وليس من الاختبارات أو الشهادات. فأمام مئات الأمثلة المذكورة في كلمة الله عن الشفاء، نجد مثل هؤلاء يقولون: “لن أؤمن ما لم يُشفى فلان أولاً”.

دعني أتساءل: “هل ترفض عقيدة التقديس لأن أحد أعضاء الكنيسة يسلك في خطية ما؟”. سمعت أحد الوعاظ يعلَّق على الشفاء الإلهي قائلاً، “لقد صلى القس ‘—’ الممسوح لأجل خدمة الشفاء مع أحد الأشخاص، لكنه لم ينل الشفاء ومات”. فأجبته، “أعرف شخصاً قد حضر أحد الاجتماعات للمبشر العالمي ‘—’، لكنه لم يقبل دعوة الخلاص. وبينما هو خارج من الاجتماع أُصيب في حادثة ومات وذهب للجحيم. هل تشك في أن الميلاد الجديد هو عطية مقدمة للجميع بسبب هذه القصة؟ إن كنا لا نشك ولو للحظة أن الخلاص هو للجميع حتى وإن لم يقبله أحد وذهب للجحيم، فلا يوجد سبب واحد يجعلنا نشك بأن الشفاء الجسدي هو للجميع، وحتى وإن كان البعض لم يعرفوا كيف ينالونه”.

أمام جميع تلك الإثباتات والبراهين الكتابية، فإن حقيقة الشفاء الإلهي واضحة ولامعة كحقيقة التجديد والخلاص. مع ذلك فإني لن أقيم عقيدة الشفاء الجسدي على اختبارات البشر. سوف أظل أكرز بإنجيل الخلاص والشفاء حتى لو لم أرى إنسان واحد يخلص أو مؤمن واحد ينال الشفاء. لقد عقدت العزم بأني لن أبني عقيدة سوى على كلمة الله الغير قابلة للتغير، وليس على اختبارات أو آراء بشرية.

في إحدى السنوات، لم تسجل أكثر من ستين ألف كنيسة على مستوى الولايات المتحدة اختبار تجديد نفس واحدة طوال عام بأكمله. مع ذلك، فلن أستغل هذا التقرير لأهاجم به عقيدة التجديد والميلاد الثاني.

وفى النهاية، أريد أن أجيب أولئك الذين يقولون، “نحن نؤمن بالشفاء الإلهي لكننا لا نؤمن أنه يدوم”. لقد وجدت أن هؤلاء الذين يفقدون شفائهم بعد أن ينالوه هم أولئك الأشخاص الذين لم يشهدوا للآخرين عن شفائهم وتجاهلوا أن يشكروا الله أو يمجدوه لأجل الشفاء. لقد أوصى يسوع مجنون كورة الجدريين قائلاً: “اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا عَمِلَهُ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ”، لأنه كان يعلم أنه من المحتمل أن يفقد شفائه ما لم يخبر به.

4- مزاعم البشر

“قَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ!” إن تقاليد البشر تبطل الحق الكتابي عن الشفاء الجسدي وتفقده قوته. ففي يومنا هذا، يفعل خدام الإنجيل ما هو أسوأ مما فعله الفريسيون قديماً. فهم لا يبطلون وصية من وصايا الله وحسب، لكنهم يبطلون جزءاً أساسياً وركناً من أركان الإنجيل بسبب تقليدهم.

  • الزعم الأول: “الله يسمح بالمرض وهو يريد لبعض من أبنائه أن يظلوا مرضى”

كيف يمكن لشخص أن يقول عبارة كهذه أمام جميع الشواهد الكتابية التي تتحدث عن الشفاء وأمام خدمة يسوع الشافية؟ لقد ظل يسوع لمدة ثلاثة سنوات يشفى جميع الذين جاءوا إليه طلباً للشفاء. فإن كان المرض ضمن مشيئة الله لأولاده، فهذا يعنى أن يسوع قد أخفق بشفائه لجميع المرضى دون استثناء. وإن أراد الله لشخص أن يكون مريضاً، فستكون خطية إن تمنى الصحة أو حتى حاول أن يتخلص من هذا المرض. إذ عليه أن يقبل مشيئة الله بغض النظر ما إذا كانت هي الصحة أم المرض. وهذا يعني أيضاً أن كل طبيب يشرف على حالته هو خارق للقانون وكل ممرضة تعتني به هي متعدية على الله وكل مستشفى تقوم بعلاجه هي بيت للارتداد بدلاً من أن تكون بيت للرحمة!

  • الزعم الثاني: “نستطيع أن نمَّجد الله ببقائنا مرضى أكثر جداً مما لو نلنا الشفاء وصرنا أصحاء”.

لقد كان هذا الزعم سبباً في موت آلاف الشبان في عمر مبكر وبقاء أعداد لا حصر لها يصارعون مع المرض لسنوات. إذ نجد بعض الخدام الأمناء لكنهم غير مستنيرين بكلمة الله يركعون بجوار فراش أولئك المصابين بسرطان أو أمراض خطيرة ليصلوا قائلين، “يا رب، لقد قصدت في مشيئتك ومن دافع محبتك أن تُصاب أختنا العزيزة بالسرطان. فلتعطيها يا رب الصبر والسلوان لتتحمل وتصبر حتى تصل لبيتك بسلام… أمين”.

كان ينبغي على أولئك الذين يحملون كلمة الله أن يطيعوا التوجيه الصريح في رسالة يعقوب 5: 14-15 ويدهنوا المريض بزيت ويصلوا لأجله صلاة الإيمان. كثيرون يعلَّمون أن المؤمن يمكن أن يمجد الله ببقائه مريض عما لو شُفى. لكني لا أجد سنداً كتابياً واحداً يؤيد هذا الزعم. أريد أن يجاوبني هؤلاء: ما هي القصة أو الشاهد الكتابي الذي ترك فيه الله أو يسوع شخصاً مريضاً جاء إليه بقصد أن يمجده في مرضه؟

إن كان هذا صحيح، فلا يوجد أدنى شك في أن يسوع قد سلب الآب من كل مجده وكرامته لأنه شفى جميع الذين جاءوا إليه طلباً للشفاء أثناء خدمته على الأرض. وكذلك روح الله الذي حَّل على التلاميذ ليؤيد خدمتهم وتعليمهم، قد سلب هو أيضاً الآب من كل مجد وكرامه بشفائه لجميع المرضى في شوارع أورشليم (أعمال 5: 15-16). ولا شك أن بولس هو أيضاً قد سلب الله من مجده بشفائه لجميع المرضى على جزيرة مالطا.

  • الزعم الثالث وهو الأكثر شيوعاً: “قد مضى عهد المعجزات”

إنه تقليد غير منطقي وغير كتابي ويفوح بالجهل. إن هذا التدبير الذي نعيش فيه الآن هو تدبير الروح القدس. فهو الأقنوم الإلهي الوحيد العامل اليوم على الأرض بعد صعود يسوع المسيح ليجلس عن يمين الآب. فالروح القدس هو صانع المعجزات وهو منفذ قصد ومشيئة الله. لقد كان هو ذلك الأقنوم الذي شفى جميع المرضى الذين جاءوا إلى يسوع طلباً للشفاء أيام خدمته الجسدية. وجميع المعجزات والآيات التي جرت في سفر “أعمال الروح القدس” من خلال الرسل قد تمت من خلال الروح القدس صانع المعجزات. والآن نحن نعيش في التدبير الذي يسكن فيه صانع المعجزات بداخلنا. هذا هو التدبير الوحيد الذي أُعطيت له المواهب الروحية التسعة – التي تشمل موهبة الإيمان وإجراء أعمال معجزية ومواهب شفاء – والتي يعملها الروح القدس من خلال جميع المؤمنين كيفما يشاء.

لقد أكد يسوع أن الأعمال التي صنعها الروح القدس من خلال خدمته ستستمر – بل وستكون أعظم – من خلال سكنى صانع المعجزات فينا ليكمل خدمة يسوع. فمنذ يوم صعود يسوع ليجلس عن يمين الآب ويعمل كرئيس كهنة لأجلنا، ابتدأ تدبير الروح القدس وصار هو الأقنوم الوحيد العامل هنا على الأرض. فكيف إذاً لأي معلَّم إنجيل موَّقر أن يستثنى المعجزات والشفاء من هذا التدبير؟ كيف يمكن لهؤلاء أن يعلَّموا أن الروح القدس قد صنع معجزات في جميع التدابير عدا هذا التدبير الجديد؟ ألا نعيش الآن تحت تدبير يقول عنه الكتاب أنه الأفضل من الذي يسبقه لأنه مبني على عهد أفضل لرئيس كهنة أعظم وله وعود أعظم وأفضل من أي تدبير مضى؟

هناك مَن يقولون: “حقاً يوجد تدبير واحد للروح القدس وقد ابتدأ بعد صعود الرب يسوع. لكنك نسيت أننا نعيش الآن في فترة كنيسة لاوديكية حيث الفتور الروحي. كانت الكنيسة في بدايتها ممتلئة بالروح القدس، لكننا الآن في فترة الفتور والضعف الروحي….”.

شكراً لله لأنه لا تـوجد أزمنـة مختلفـة تصـف حال الكنيسة من حين لآخر. ففي كل وقت وكل زمان توجد الأوضاع السبعة للكنائس المذكورة في سفر الرؤيا. فلا توجد كنيسة معينة تتعلق بزمان معين. ومن ضمن هذه الكنائس السبعة توجد الكنيسة الممتلئة بالروح والتي تجرى فيها آيات ومعجزات. بالنسبة لي، فأنا أقيم خدمتي ووعظي وكرازتي على تلك الكنيسة الممتلئة بالروح، فهذا أفضل بكثير من الانحدار لجو الكنيسة الفاتر. سأجتهد لأنقل جسد المسيح اليوم ليعيش في تلك الكنيسة الممتلئة بالروح والتي يجد فيها روح الله حريته ليتحرك ويفعل ما يشاء.

  • الزعم الرابع: “ليست مشيئة الله هي شفاء الجميع”

لقد ناقشت هذا الموضوع في الفصول السابقة لكني أود أن أؤكد على شيء: إن كانت مشيئة الله أن يشفى “بعض” المحتاجين للشفاء عندئذٍ لن يتولد لدى أحد إيمان أو يقين لأجل الشفاء حتى ينال إعلاناً مباشراً وخاصاً من الروح القدس يخبره أنه من ضمن أولئك “سعيدي الحظ” الذين كُتب لهم الشفاء. فإن لم يكن الله قد جعل الشفاء متاحاً للجميع فلن يقدر أحد أن يتيقن من خلال الكلمة المقدسة ما هي مشيئة الله نحوه عندما لا يجد اسمه مذكوراً ضمن قائمة المحبوبين لدى الله. لذلك فإنه يترائي لي من خلال تعليم هؤلاء أنه علينا أن نغلق كتابنا المقدس ونسعى لنحصل على إعلان مباشر من الروح القدس قبل أن نصلى لأي مريض. وبالتالي علينا أن نخبر الجميع أن كل حالات الشفاء الإلهي ستكون مبنية على إعلان مباشر من الروح القدس بدلاً من كلمة الله.

لكي يتولد لدى الإنسان إيماناً لأجل شيء فهذا يتطلب أن يجد برهاناً على ذلك من كلمة الله. لأن الإيمان لا يستند على شيء سوى كلمة الله وحدها. وبدون الكلمة لن يكن هناك إيمان، وبدون الإيمان لن ينال الشفاء.

  • الزعم الخامس: “لتكن مشيئتك”

لا يزال كثيرون محرومون من نوال شفائهم لأنهم تعلَّموا أن يستندوا على هذه الصلاة المحطمة للإيمان: “لتكن مشيئتك”. فهذه الصلاة تلقى بالكرة في ملعب الله وتحملَّه مسئولية الشفاء بدلاً من أن يتحملها الفرد بنفسه. الآن دعونا نمضي في صفحات الإنجيل لنرى أين ذُكرت هذه الصلاة وما هو الموقف الذي جاءت بالارتباط به.

  • “لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ عَلَى الأَرْضِ كَمَا هِيَ فِي السَّمَاءِ”

ربما يتساءل أحدهم – دون أن يرجع للنص الكتابي بالكامل: “ألم يعلَّمنا المسيح أن نصلى ‘لتكن مشيئتك’؟” لقد علَّمنا يسوع أن نصلى لتتحقق مشيئة الآب على الأرض كما هي في السماء. وحيث أنه لا يوجد أمراض أو أسقام في السماء، فمشيئته لنا أن نعيش هنا على الأرض في صحة إلهية. وعندما تتحقق مشيئته هنا على الأرض كما هي في السماء فلن يوجد بيننا سقم أو مرض.

  • ‘إِنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُطَهِّرَنِي!’.

لقد تساءل هذا الأبرص عن مشيئة يسوع بخصوص شفائه. فهو لم يقدر أن يمارس إيمانه أو حتى يصلى وهو لا يزال يجهل مشيئة الله عن الأمر. كذلك أيضاً لم يقدر يسوع أن يشفى هذا الأبرص وهو لا يزال مرتاباً من جهة مشيئته. كان يريد لهذا الأبرص أن يضع إيمانه – لا في قدرة يسوع وحسب– بل في مشيئته. كان الأبرص متيقناً من قدرة الرب على شفائه لكنه لم يكن متيقناً من مشيئته. لذلك أجابه الرب قائلاً: “إِنِّي أُرِيدُ” حتى ينفي شكوكه بقوله “إِنْ..”.

يستحيل على أي مؤمن أن يصلى صلاة الإيمان مضيفاً إليها علامة الشك: “إِنْ أَرَدْتَ”، لأن الإيمان الحقيقي هو التيقن من مشيئة الله ومن جهة تحقيقها: “الإِيمَانُ هُوَ الثِّقَةُ بِأَنَّ مَا نَرْجُوهُ لاَبُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَالاقْتِنَاعُ بِأَنَّ مَا لاَ نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً”. لذلك فإن أي صلاة تتُوج بعلامة الشك: “إِنْ أَرَدْتَ” هي لا توفي شروط الصلاة المستجابة ولا ينطبق عليها قانون الإيمان في عبرانيين 11: 1. لذلك لن تلقى استجابة من الرب. فالإيمان الحقيقي لا يتردد من جهة مشيئة الله فيما وعد أن يفعله.

عندما يأتي الخاطئ ليقبل المسيح لا يمكنه أن يصلى: “يا رب خلصني إن كانت مشيئتك”. فهذه الصلاة غير مقبولة بالمرة لأن كلمة الله تعلن بوضوح أن الرب “لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ”. لذلك لا يوجد أي داع ٍ أبدًا أن يصلى الخاطئ، “إن كانت مشيئتك”. وكذلك ستكون صلاة أي ابن لله، “يا رب أشفني إن كانت مشيئتك” صلاة غير مقبولة بالمرة. لأن كلمة الله تعلن بوضوح أن يسوع قد دفع ثمن شفائنا: “هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا، وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا”.

  • “يَا أَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ”

ربما نظن أن يسوع لم يكن يعرف مشيئة الآب نحو الصليب؛ هل يذهب أم لا. لذلك كان يطلب أرادة الآب. لكن هذا تفسير خاطئ. فيسوع كان يعلم بالضبط ما كان يريده الآب منه وما هي مشيئته تجاه الصليب لأنه قال “لأجل هذه الساعة قد أتيت”. كان يعلم بالضبط مشيئة الآب ما هي. لذلك ما كان يسوع يفعله هنا هو أنه كان يصلى صلاة تكريس وخضوع وتسليم لمشيئة الله: “إِنْ شِئْتَ…. لتكن لا مشيئتي… بَلْ مَشِيئَتك”. أراد يسوع أن يفعل ما يريده الآب منه أن يفعل. كان يكرس نفسه ويخضع ذاته لمشيئة الله التي يعلمها بالتحديد. نستطيع نحن أيضاَ أن نصلي هذه الصلاة عندما نكرِّس حياتنا ليستخدمها الله لنذهب إلى أي مكان ونفعل أي شيء يريده الله منا. ففي صلاة التكريس والخضوع، نستطيع أن نصلي، “إن كانت مشيئتك”.

لهذا السبب لا يصح إطلاقاً أن نصلي لنطلب مشيئة الله عن شيء قد سبق وأن أعلن عنه في كلمته. يمكنك أن تصلي نهاراً وليلاً طالباً مشيئة الله لأجل شفائك وسيجيبك الله ويقول، “لقد أعلنتها لك في كلمتي منذ ألفي عام. لا تحتاج أن تصلي أو تتضرع لتعرف شيء قد سبق وأن أُعلن في الكلمة”. لذلك يتضح من الإثباتات الكتابية السابقة عدم صلاحية استخدام هذه الصلاة عندما نتقدم لنطلب الشفاء.

  • الزعم السادس: ‘قد شفى يسوع المرضى باعتباره ابن الله وليس ابن الإنسان’

يقول البعض أنه طالما أننا لسنا المسيح، فلا يمكن أن نتوقع ذات الأعمال اليوم. لكن الكتاب المقدس يعلَّمنا أن يسوع – وهو ابن الله – أخلى نفسه من كل مجد وقوة وقدرة وصار مشابهاً لإخوته في كل شيء عدا الخطية: “بَلْ جَرَّدَ نَفسَهُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ، آخِذَاً طَبِيعَةَ عَبدٍ، فَصَارَ إنسَانَاً كَالبَشَرِ. َوإذْ صَارَ فِي هَيئَةِ البَشَرِ، تَوَاضَعَ..” ففي جميع المواضع التي كان يتكلم فيها يسوع عن نفسه كان يقول دائماً “ابْنُ الإِنْسَانِ..” وليس ابن الله. وقد تكرر هذا المقطع حوالي ثمانون مرة. وباعتباره ابن الإنسان قال، “لاَ يُمْكِنُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي”. بالطبع لا يمكن أن ينطبق عليه هذا القول قبل أن يأتي إلى العالم ويصير ابن الإنسان. فهو الذي به وله قد خُلقت كل الأشياء. لكننا نرى في كل الأناجيل أن جميع الأعمال التي صنعها قد أتمها بالاتكال على الروح القدس. لذلك لا نقرأ أبداً عن معجزة واحدة له قبل أن يمتلئ بالروح القدس.

لذلك فإنه وعد في إنجيل يوحنا 14: 12 أنه سيكمل بل ويضاعف هذه الأعمال من خـلال الكـنـيسـة بعـد صعـوده للـسمـاء. فـنـقـرأ فـي سفر الأعمال 1: 1 “.. مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ

وَيُعَلِّمُ بِهِ” مؤكداً على أن ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلَّمه أثناء خدمته الأرضية سوف يكمله الروح القدس من خلال الكنيسة – التي هي جسده.

  • 5- خرق القوانين الطبيعية

يفشل البعض في الحصول على شفائهم بسبب خرقهم لقوانين الطبيعة. فعلى سبيل المثال، لا يوفر البعض الغذاء الكافي لأجسادهم أو أنهم يفرطون في تناول الطعام ثم يطلبون الشفاء بعد ذلك من مشاكل وقرح معوية. فعدم حرصهم في تناول الطعام سوف يعيق صلواتهم.

  • 6- عدم إيمان الخادم الذي يصلى لأجل الشفاء

يفشل البعض في الحصول على الشفاء بسبب عدم الإيمان من جانب الخادم الذي يصلى لأجل الشخص المريض. فعند الصلاة لأجل الشفاء، فإن استجابة الصلاة تتوقف على إيمان كلا من الخادم والشخص المستقبل. لذلك فإن عدم إيمان أي طرف منهما يعيق استجابة الصلاة.

يتضح ذلك من قصة الصبي المسكون بروح شرير في إنجيل مرقس 9. عندما نقرأ قبل هذه الحادثة نجد أن يسوع قد فوَّض التلاميذ وأعطاهم سلطاناً أن يشفوا الأمراض ويخرجوا الشياطين. لكننا نراهم بعد ذلك يفشلون في إخراج الشيطان من الصبي المجنون. لكن بمجرد أن نزل يسوع انتهر الشيطان وأخرجه من الولد. وعندما تقدم التلاميذ إلى يسوع وسألوه عن سبب فشلهم قائلين: “لِمَاذَا عَجَزْنَا نَحْنُ أَنْ نَطْرُدَ الشَّيْطَانَ؟ أَجَابَهُمْ: ‘لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ’”.

  • 7- تأثير الأرواح الشريرة

يحدث في بعض الأحيان أن روح شرير يكون هو المسبب للمرض ووجوده يضاعف من شدة المرض. ولكي ينال الشخص الشفاء في مثل تلك الحالات لابد من إخراج الروح الشرير أولاً. ففي القصة السابقة لم يشفى الرب يسوع الولد المصروع، لكنه اكتفى بأن يخرج منه الروح الشرير.

قال يسوع عن أولئك الذين يؤمنون به، “.. بِاسْمِي يَطْرُدُونَ الشَّيَاطِينَ”. لذلك نجد أن أولئك الذين تسكنهم أرواح شريرة يُشفون في الحال بمجرد أن نخرجها منهم. علينا أن نتعامل مع الشياطين في اسم وسلطان الرب يسوع. وعندما نستخدم اسم يسوع فنحن نعلن أننا ممثلين ليسوع المسيح هنا على الأرض وعلى جميع الشياطين والأرواح الشريرة أن تخضع لنا كما كانت تخضع ليسوع تماماً.

  • 8- خطية الشخص المريض

يفشل البعض في الحصول على الشفاء بسبب إصرارهم وتمسكهم بسلوك معين خاطئ. لا يقدر الله أن يدمر أعمال الشيطان (المرض) في حياتنا بينما نتمسك بأفعاله (الخطية) ونصَّر عليها. فأي سلوك خاطئ لا يعترف به الشخص فإنه يعيقه عن استقبال شفائه.

لذلك السبب، يوصي يعقوب المؤمنين في رسالته قائلاً: “لِيَعْتَرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لأَخِيهِ بِزَلاَّتِهِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، حَتَّى تُشْفَوْا.. وَإِنْ كَانَ مَرَضُهُ بِسَبَبِ خَطِيئَةٍ مَا، يَغْفِرُهَا الرَّبُّ لَهُ”. مشيراً إلى أن المرض في بعض الأحيان يمكن أن يكون نتيجة خطية غير مُعترف بها.

  • 9- الخروج عن مشيئة الله

عندما يخرج المؤمن عن مشيئة الله الكاملة لحياته فهو يكسر درع الحماية الإلهية من فوقه-كما حدث مع أيوب. فالقلب الذي يرفض أن يتبع مشيئة الله يعرض صاحبه لخطر الأمراض والأسقام والمصائب.

أما أولئك الذين يتبعون خطة الله الكاملة لحياتهم فإن الكتاب يقول عنهم: “الْمُحْتَمِي بِقُدْسِ أَقْدَاسِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ.. لأَنَّهُ يُنْقِذُكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَاءِ الْمُهْلِكِ. لاَ تَخَافُ مِنْ وَبَاءٍ يَسْرِي فِي الظَّلاَمِ.. لَنْ يُصِيبَكَ شَرٌّ وَلَنْ تَقْتَرِبَ بَلِيَّةٌ مِنْ مَسْكِنِك.. أُطِيلُ عُمْرَهُ..”.

10- عدم الغفران

إن عدم السلوك بالمحبة متمثلاً في عدم الغفران أو التمسك بضغينة ضد الآخرين يعيق إيمان الفرد فلا يستطيع أن يحصل على ما يريده من الرب. لذلك قال يسوع في إنجيل مرقس 11: 25: “.. وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، وَكَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، فَاغْفِرُوا لَهُ”. وقد قصد أن يأتي بهذا العدد بعد أن أعلن عن صلاة الإيمان مباشرة ليوضح أهمية الغفران في نجاح صلاة إيماننا.

  • 11- طلب الغفران

قال يسوع فيما يتعلق بهذا الصدد أنه إن أخطأت في حق شخص آخر وتجاهلت الأمر، فسوف يعيق هذا الموقف إيمانك عن العمل بكامل قدرته. فإن أخطأت في حق شخص آخر تحتاج أن تطلب منه الغفران.

  • 12- عدم الاجتهاد

يفشل البعض بسبب عدم اجتهادهم أو إصرارهم في الحصول على الشفاء. قال يسوع أن ملكوت الله يُغتصب اغتصاباً. أي أنه يُؤخذ بعنف. لذلك ينبغي ألا نتعامل بتراخي أو عدم اكتراث نحو مواعيد الله بل نجتهد لنحافظ على السلوك بالإيمان ونتمسك باعترافات أفواهنا.

  • 13- عدم تمييز الفرق بين المعجزات والشفاء

لغياب المعرفة الكافية، يفشل البعض في الحصول على الشفاء بسبب إصرارهم على استقبال معجزة وإستعلان فوري للشفاء في أجسادهم. وعندما لا يحصلون على تغيير فوري فإنهم يطرحون ثقتهم ويفشلون في الحصول على شفائهم. لكن الكتاب المقدس يفرَّق بوضوح بين أعمال المعجزات وحالات الشفاء. فالمعجزة هي تغيير لحظي واستعادة الصحة في الحال. أما الشفاء فهو استعادة الصحة تدريجياً وعلى مدار فترة من الزمن إلى أن يصير الإنسان صحيحاً ومتعافياً. من إحدى الأمثلة التي توضح الشفاء التدريجي هو حادثة شفاء ابن خادم الملك: “.. وَبَيْنَمَا كَانَ نَازِلاً فِي الطَّرِيقِ لاَقَاهُ بَعْضُ عَبِيدِهِ وَبَشَّرُوهُ بِأَنَّ ابْنَهُ حَيٌّ. فَسَأَلَهُمْ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ تَعَافَى، أَجَابُوهُ: «فِي السَّاعَةِ السَّابِعَةِ مَسَاءَ الْبَارِحَةِ، وَلَّتْ عَنْهُ الْحُمَّى”.

يفرَّق بولس أيضاً في رسالة كورنثوس الأولى 12 بين مواهب الشفاء ومواهب إجراء المعجزات. وهذا يدل على أن الاثنين ليسا واحداً.

لم يستطع يسوع نفسه أن يُجرى ولا معجزة واحدة في بلدته الناصرة لعدم إيمانهم، لكنه شفى قليل. لذلك لا ينبغي أن نحدد الطريقة التي يتعامل بها الله معنا، إنما كل ما علينا هو أن نحافظ على إيماننا راسخاً حتى إستعلان شفائنا بالكامل.

14- مراقبة الأعراض

إن استمررنا في مراقبة أعراض مرضنا سوف يبدأ إيماننا يضعف. لكن ينبغي أن نسلك مثل إبراهيم عندما رفض أن ينظر إلى جسده تقوى إيمانه بالنظر إلى الوعد معطياً مجداً لله: “لَمْ يَضْعُفْ فِي الإِيمَانِ حِينَ أَدْرَكَ مَوْتَ جَسَدَهِ، لِكَوْنِهِ قَارَبَ سِنَّ الْمِئَةِ، وَمَوْتَ رَحِمَ زَوْجَتِهِ سَارَةَ أَيْضاً وَلَمْ يَشُكْ فِي وَعْدِ اللهِ عَنْ عَدَمِ إِيمَانٍ، بَلْ وَجَدَ فِي الإِيمَانِ قُوَّةً، فَأَعْطَى الْمَجْدَ لِلهِ”.

15- عدم ممارسة الإيمان

يفشل البعض في حصولهم على الشفاء بسبب عدم ممارستهم للإيمان. ربما تكون كلمة الله المتعلقة بالشفاء مغروسة في قلوبهم وأنتجت فيهم إيماناً لكنهم يتكاسلون عن السلوك به، “هَكَذَا نَرَى أَنَّ الإِيمَانَ وَحْدَهُ مَيِّتٌ مَا لَمْ تَنْتُجْ عَنْهُ أَعْمَالٌ” (يعقوب 2: 17).

ما هي أعمال الإيمان التي يتكلم عنها الكتاب هنا؟

أولاً: اعترافات الإيمان. إن لم نعترف بأفواهنا بما نؤمن به في قلوبنا سوف يجف إيماننا ويموت: “إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ.. وَآمَنْتَ فِي قَلْبِكَ.. نِلْتَ (الخلاص، الشفاء، التحرير..)“.

ثانياً: لابد أن يصاحب إيماننا سلوك مطابق؛ ينبغي أن نفكر أفكار إيمان ونسلك سلوك إيمان. عندما أخبر يسوع الرجل الأعمى “اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ”، كان يريد أن يعبَّر هذا الرجل عن إيمان قلبه من خلال سلوك مادي. فقد آمن أنه شُفى قبل أن يرى ذلك. لذلك فإن التعبير المادي للإيمان يتضمن اعترافات الفم وتفكير ايجابي وسلوك مطابق.

16- عدم الثقة

عندما نسلك بالإيمان في وعود الله لا ينبغي أن نعتقد أن الأمور سوف تسير على ما يرام. بل سيكون هناك تحدٍ للعيان وظروف مضادة وأمور تجعلنا نشك في ما نؤمن به. فالكتاب يتكلم عن امتحان الإيمان من خلال العيان الذي نمر به. فإبليس لن يتركك تؤمن بما تريد، بل سيفعل ما بوسعه ليري هل أنك تؤمن حقاً بما نلته من كلمة الله: “.. معَ أَنَّهُ لاَبُدَّ لَكُمُ الآنَ مِنَ الْحُزْنِ فَتْرَةً قَصِيرَةً تَحْتَ وَطْأَةِ التَّجَارِبِ الْمُتَنَوِّعَةِ! إِلاَّ أَنَّ غَايَةَ هذِهِ التَّجَارِبِ هِيَ اخْتِبَارُ حَقِيقَةِ إِيمَانِكُمْ. فَكَمَا تَخْتَبِرُ النَّارُ الذَّهَبَ وَتُنَقِّيهِ، تَخْتَبِرُ التَّجَارِبُ حَقِيقَةَ إِيمَانِكُمْ، وَهُوَ أَثْمَنُ جِدّاً مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي”. فعندما يُختبر إيمان البعض فإنهم يطرحون ثقتهم لأنهم لا يعلمون أن إيمانهم سوف يُمتحن من الشيطان.

نحن نشترك في وعود المسيح إن تمسكنا بثقتنا ثابتة حتى النهاية: “لاَ تَتَخَلَّوْا عَنْ ثِقَتِكُمْ بِالرَّبِّ. فَإِنَّ لَهَا مُكَافَأَةً عَظِيمَةً” (عبرانيين10: 35). إن كانت كلمة الله هي أساس إيماننا فلن نجد سبباً واحداً يجعلنا نطرح ثقتنا. 

17- السلوك بالرجاء وليس بالإيمان

يفشل البعض في الحصول على الشفاء عندما يستبدلون الإيمان بالرجاء. لكن ما الفرق بين الاثنين؟ الرجاء ينظر إلى المستقبل، أما الإيمان فيتطلع إلى الحاضر. الإيمان يقول: “قد نلت الاستجابة الآن وبينما أصلي. أنا أمتلكها الآن بالفعل”. أما الرجاء فيقول، “سوف أنال الاستجابة يوم ما..”.

عندما تقول: “حسنًا، سوف أنال شفائي في وقت ما..”. هذا ليس إيمان.. إنما رجاء؛ لأنه ينظر إلى وقت غير مُحدد في المستقبل. لكن الإيمان يقول: “إنني أنال شفائي.. الآن”.

هناك كثيرون يتطلعون إلى الخلاص.. لكن بعضهم قد فارق الحياة دون أن يناله. فالخلاص المعتمد على الرجاء لا يتحقق أبداً. وبالمثل أيضاً، هناك أعداد لا تحصى ممَن يتطلعون للشفاء، لكنهم يموتون دون أن يحصلوا عليه.

لا يأتي الرجاء بالنتائج المرجوة، بل الإيمان. فلا يوجد في الكتاب المقدس أي شاهد يقول إننا عندما نصلي سوف ننال ما نرجوه. لكنه يقول، “كل مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ” (مرقس 11: 24). إذًا فالأمر لا يتعلق بالرجاء بل بالإيمان.

لابد أن تجعل كلامك في الزمن الصحيح.. الزمن الحاضر. إن معظم الناس يؤمنون أن الله “سوف” يفعل لأجلهم شيئًا، لكن الإيمان يصدق أن الله قد “فعل” وهو يفعل الآن.

18- مراقبة استعلان الشفاء

لا يؤمن البعض أن صلواتهم قد اُستجيبت حتى يروا الإجابة بأعينهم ويختبروا الشفاء. لم يعدنا يسوع بأن شفائنا سوف يُستعلن قبل أن نؤمن أنه سمع صلاتنا. وهناك آخرون يستمرون في الصلاة لكي تُستعلن النتائج دون أن يؤمنوا أن صلواتهم قد اُستجيبت منذ صلاتهم في المرة الأولى. وهذا يخالف تماماً الشرط التي وضعه يسوع في إنجيل مرقس 11: 24، “إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ”.

لقد صلى يسوع عند قبر لعازر قائلاً، “أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي” بينما لا يزال لعازر راقداً في داخل القبر. نحتاج أن نسلك هكذا قائلين: “نشكرك أيها الآب لأنك سمعت لنا..” بينما لا نزال نشعر بأعراض المرض. فينطبق علينا الشرط عندئذٍ: “فَيَتِمَّ لَكُمْ”.

“نَحْنُ نَثِقُ بِاللهِ ثِقَةً عَظِيمَةً تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يَسْمَعُ لَنَا الطَّلِبَاتِ الَّتِـي نَرْفَعُـهَا إِلَيْهِ”، بعـد ذلـك ينبغـي

أن نؤمن أن صلاتنا قد اُستجيبت منذ أن صلينا حتى يمكننا أن نقول، “وَمَادُمْنَا وَاثِقِينَ بِأَنَّهُ يَسْمَعُ لَنَا، مَهْمَا كَانَتْ طَلِبَاتُنَا، فَلَنَا الثِّقَةُ بِأَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا مِنْهُ عَلَى تِلْكَ الطَّلِبَاتِ”. ليس لأننا نرى بأعيننا الاستجابة، لكن لأن الله الذي وعد هو أمين.

لم يستمر إبراهيم في التضرع والصلاة لأجل ميلاد اسحق إلى أن وُلد الصبي بالفعل. بل بالأحرى، تقوى في إيمانه معطياً المجد لله لأجل وعده. بعدما انتهى يهوشفاط وشعب إسرائيل من الصلاة، ابتدئوا يسبحون الرب “احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ” قبل أن يدخلوا المعركة مع تلك الجيوش العظيمة. بعد أن تصلى لأجل شفائك، ينبغي أن تكون تلك هي المرة الأخيرة التي تصلي فيها لأجل هذا الأمر. وبعد ذلك، لا يُسمع من فمك أي شيء آخر سوى صوت الشكر والحمد لأجل شفائك.

عندما يطلب الطفل من والده لعبة جديدة وينال الموافقة منه. فهذه الإجابة تضع نهاية للطلب والسؤال حتى قبل أن يرى اللعبة. وبدلاً من أن يستمر في الطلب، فإنه يذهب ليخبر أصدقائه أنه حصل على تلك اللعبة.

بعدما تسلم أمر شفائك لله ينبغي أن تحافظ على ثقة ثابتة ونشطة حتى إستعلان شفائك. ينبغي أن تكون مثل شعب إسرائيل الذي ظل يدور حول أسوار أريحا وهو ينفخ في أبواق النصر، مع أنهم كانوا يرون أمام أعينهم أسواراً شامخة. ينبغي أن تكون مثل يهوشفاط ورجاله الذين توقفوا عن الصلاة ودخلوا المعركة وهم يسبحون الله مع أنهم كانوا محاطين بجيوش ضخمة.

قد أخبر الله الإسرائيليين الذين كانوا يموتون من أثر الحيات السامة: “كُلُّ مَنْ ينَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا”. إن الفعل “ينظر” يأتي في صيغة المضارع المستمر. فهي ليست نظرة عابرة وحسب لكن نظرة مستمرة. هذا هو الإيمان الثابت الذي يركز نظره على مواعيد الله باستمرار. وإن فعلنا ذلك فسوف نحافظ على ثقتنا قوية وثابتة حتى النهاية.. حتى إستعلان الشفاء.

تذكر

– “قَدْ هَلَكَ (تحطم- تدمر) شَعْبِي لاِفْتِقَارِهِ إِلَى الْمَعْرِفَةِ”. نقص المعرفة بكلمة الله عن موضوع الشفاء كان سبباً أساسياً في فشل الكثيرين في استقبال شفائهم.

– لقد كان عدم الإيمان سبباً أعاق يسوع المسيح عن أن يجري معجزات وآيات شفاء. ولا يزال عدم إيماننا اليوم يعيق الروح القدس عن أن يشفي أجسادنا.

– لقد كانت هناك تقاليد وعادات تعيق المرأة نازفة الدم عن الوصول ليسوع حتى تحصل على شفائها، لكنها اختارت أن تدوس على شيء يمكن أن يقف مانعاً يحول دون شفائها. تحتاج أنت أيضاً أن تطرح كل مزاعم وآراء بشرية يمكنها أن تعيقك عن استقبال شفائك.

– لا يمكن أن نصلي “لتكن مشيئتك” طالبين وباحثين عن مشيئة الله لأجل الشفاء، في حين أن الرب قد سبق وأعلن عن مشيئته بوضوح في الكلمة المقدسة. لذلك لا يصح أبداً أن نصلي هذه الصلاة عندما نطلب الشفاء.

– تأكد أنك تسير في نور كلمة الله عن السلوك بالمحبة والقداسة قبل أن تتقدم لتطلب الشفاء.

– تأكد أنك تسير بالإيمان وليس بالرجاء.. أنظر إلى شفائك باعتباره شيئاً قد حصلت عليه وقتما صليت، وليس شيئاً سوف يتحقق في المستقبل.

___________

نشرت بإذن من خدمات أف أف بوسورث FF Bosworth.    

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية.

 

Taken by permission from FF Bosworth Ministries. All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$