العبادة للرب
يعطينا الكتاب أمثلة لأشخاص صاموا لكي يعبدوا الرب. لم يكونوا يصلون كي يحصلوا على شيء، إنما أرادوا أن يأخذوا بعض الوقت ليتواصلوا مع الله.
أعمال 13: 2 و3 (من كتاب الحياة)
2 وَذَاتَ يَوْمٍ، وَهُمْ صَائِمُونَ يَتَعَبَّدُونَ لِلرَّبِّ، قَالَ لَهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ: ’خَصِّصُوا لِي بَرنَابَا وَشَاوُلَ لِكَي يَقُومَا بِالعَمَلِ الَّذِي سَبَقَ أَنْ دَعَوتُهُمَا إلَيهِ‘.
3 فَبَعدَ أَنْ صَامُوا وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيهِمَا أَيدِيَهُمْ أَطْلَقُوهُمَا.
لا شك أنهم كانوا يصلون. يخبرنا الكتاب أيضًا في أفسس 5: 18 و19، “وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ”. لقد بدءوا يعبدون الله ويعظمون اسمه، وفوتوا الطعام.
أتكلم أحيانًا إلى نفسي طوال الليل بمزامير عابدًا الرب. فعلت ذلك أكثر من مرة. فالمزمور هو نشيد أو قصيدة روحية، قد تكون مقفاة أو لا، لكن يظل بها عنصر الشعر. أعتدت في بعض الأحيان أن أجلس وحدي أثناء الليل في هدوء تام وتظل هذه التسابيح تفيض مني.
عندما يتكلم الكتاب عن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية، فهذا لا يعنى الأناشيد التي تأخذها من كتاب الترانيم. فمعظمها قد تم تأليفها بعدم إيمان، وغير مستوحاة بالروح القدس. إنما الكتاب يتكلم عن شيء يعطيك إياه روح الله ارتجالاً.
لدينا مائة وخمسين مزمورًا في العهد القديم كان روح الله هو الملهم ورائها، وهي بركة لنا لأنها مزامير ممسوحة بالروح. فكثير من مزامير داود قد أُعطيت له بينما كان يجتاز خلال تجارب ومحن. كانت له، وباركته وشجعته. فالمزمور يمكن أن يُقرأ أو يُُرتل، وقد رتل اليهود بعضًا منها.
كان هناك دومًا أغنية روحية أو ترنيمة تُغنى. نادرًا ما أرنم، إلا إن كان بالألسنة، لأني لست مرنمًا. ( قال بولس: “أُصَلِّي بِالرُّوحِ… أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ”، أي بالألسنة.) عادة ما أتكلم بمزامير. وزوج ابنتي “بدي هاريسون” يرنم ما يعطيه إياه روح الله من تسابيح وأغاني روحية في حينه.
إن التعبد للرب لا يحمل في طياته طلب أي شيء منه. ينبغي أن يكون في كنائسنا اجتماعات نعبد فيها الرب. إن كنت راعيًا لكنيسة، كنت سأقيم اجتماعات مرة في الأسبوع وكنت سأطلق عليها “اجتماعات المؤمنين”. لا يحضرها أحد سوى المؤمنين، ونعبد فيها الرب.
في إحدى الكنائس التي رعيتها، كان يقتصر الحضور في خدمة صباح الأحد على أعضاء الكنيسة وحسب. وكان مساء الأحد هو خدمتنا التبشيرية. وكان المبنى يمتلئ ليلاً، حتى أن البعض كانوا خارجًا في الشارع ينظرون من خلال الأبواب. لكن في صباح الأحد كان نادرًا ما يتواجد أحد من غير الأعضاء، لذا جعلت خدمة الأحد الصباحية اجتماعًا للمؤمنين.
أعتقد أني وعظت بضعة مرات وحسب في صباح الأحد في الفترة من 1939 إلى 1940. قلت للحاضرين: ” سأجلس هنا عند المنبر وأسلم الخدمة للروح القدس. كل ما تشعرون أنكم منقادون من الله لتفعلوه، فافعلوه. إن شعرت أنك منقادًا أن تقود الباقي في الترنيم، فأبدأ بالترنيم”.
أعتقد أننا اقتربنا لما كان بولس يتكلم عنه في كورنثوس عندما قال:
1 كورنثوس 14: 26
فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ.
كانوا يذهبون إلى الكنيسة عندئذٍ لأن لديهم شيئًا. لكن الآن يذهب أغلب الناس إلى الكنيسة لينال شيئًا. كان لدينا بعض من أروع الخدمات التي لم أكن رأيت مثلها من قبل، ولم أرى مثلها منذ ذلك الحين. إني متيقن أن الله يريد ذلك في كل كنيسة. لكننا اعتدنا على قالبنا الضيق للغاية، حتى أننا نعتقد أنه ينبغي أن نُنهي الاجتماعات بحلول الظهر!
لكننا أحيانًا ما كنا نستمر في هذه الاجتماعات حتى الواحدة والنصف بعد الظهر. وأحيانًا أخرى كان يحلَّ علينا حضور الله وكنا نظل جالسين هناك وحسب. لا يصرخ طفل، ولا يتحرك أحد.. ولا يقول أحد أي شيء. كنا نجلس في بعض الأحيان خمسة وأربعون دقيقة في هذا الصمت المهيب. كان حضور الله وقوته ملموسين جدًا حتى أنك لم تكن لترغب في التحرك. كنت تخشى أن تحرك إصبعًا لكي لا يرحل حضور الله.
كان أحدهم يحضر زوجته المؤمنة إلى هذه الاجتماعات، ثم كان ينزل بعد ذلك إلى المدينة يلعن ويشتم ويثرثر ويتشاجر. رجع ذات مرة بحلول الظهر متوقعًا أن يكون الاجتماع قد انتهى، لكنه لم يكن انتهى. فجلس في السيارة لكنه لم يسمع شيئًا. فدخل أخيرًا وشعر بما كنا نشعر به في تلك اللحظة. لم يقل أحد أي شيء أو حتى التفت لينظر إليه. وحيث أني كنت جالسًا على المنبر، فقد أستطعت أن أراه. فجلس، ثم نظر إليَّ، ونظر إلى الجمع. لم يقل أحد أي شيء، كان هناك صمت مقدس. فراقبته لأني كنت أعلم أن شيئًا ما كان سيحدث.
جلس هناك حوالي عشرة دقائق وفجأة بدأ يرتجف. ثم وقف ومشى الممر وهو لا يزال يرتجف حتى سقط عند المنبر. بدأ يدعو الرب وخلُص. حتى ذلك الحين، لم يكن أحد قد قال أي شيء. لم يتحرك أحد ليساعده كي يصلي. قد بدأ الرب هذا العمل وأنهاه.. وخلُص هذا الشخص. لقد رأيت ذلك يحدث أكثر من مرة.
أحيانًا يتحرك روح الله على شخص فيبدأ يرقص. وقبل أن تدرك ماذا يحدث، يكون خمسة عشر إلى ثلاثين شخص آخر قد انضموا إليه. وربما يظلوا يرقصون طوال خدمة الصباح. لقد ملأنا جو المكان هذا بروح الله.
كنت أخبر الناس: “الآن، عندما نأتي في المساء، فنحن سنأتي لهدف مختلف. لن نأتي لنتبارك ولا لكي نعبد الرب، إنما سنأتي لنصلي للخطاة. لذا كونوا حرصين تمامًا أن يتم كل شيء بلياقة وترتيب ( 1 كورنثوس 14: 40) “.
في كل مساء أحد كان هناك أشخاص يخلُصون، ويمتلئون بالروح القدس ويُشفون. كانت لدينا نهضة مستمرة لأننا حافظنا على جو المكان مشحونًا بقوة الله. بينما في أماكن كثيرة يكون جو الكنيسة في صباح الأحد مشحونًا بموتٍ.. فتحتاج أن تذهب إلى هناك باكرًا لتطرد كل الشياطين التي يُحضرها الناس معهم؛ و إلا فلن يكن للاجتماع أي تأثير.
نحن في حاجة لأوقات عبادة.. أوقات نعبد فيها الرب بأية طريقة يقودنا إليها. هذا هو ما المعنى الحق لأن نخدم الرب ونتعبد له.
من ضمن الدوافع للصوم في الأزمنة الكتابية كان لرسم رجال للخدمة أو ليفرزوهم، كما يكون الرب قد دعاهم. إني متيقن أنهم لم يمضوا في صوم طويل، إنما فوَّتوا وجبة واحدة في الغالب.
مواجهة القرارات والأوقات العصيبة
أحيانًا كثيرة في النهضات عندما يبدو أن البعض يواجهون صعوبة في الامتلاء بالروح القدس، كنت أنصحهم ألا يتناولوا الطعام قبل الاجتماع. وبدون استثناء، كان الأمر ينجح، حتى أني شهدت أوقاتًا امتلأ فيها جميع الحضور بالروح القدس.
كما ذكرت سابقًا تجد أن الكتاب يذكر كيف أن الناس صاموا في الأوقات العصيبة.
قبل أن يتخذ يسوع قرارات معينة في مناسبات عديدة، مثل اختيار الرسل، كان يمضي بعض الوقت منفردًا.
سفر الأعمال الأصحاح السابع والعشرون هو مثال على صيام بولس أثناء أزمة ما. كان في طريقه بالسفينة ليعرض قضيته أمام قيصر حين هبت عاصفة.
أعمال 27: 20
20 وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا.
كان بولس قد أحس بالخطر بالروح القدس قبل الرحلة.
أعمال 17: 21- 25
21 فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ، حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي، وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ.
22 وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ.
23 لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ،
24 قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ.
25 لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي.
لا أعلم الوقت الذي صامه بولس هنا، لكن بعد الامتناع عن الطعام، وقف في وسطهم وأخبر الرجال أنهم سينجون. كان قد امتنع عن الطعام لبعض الوقت وطلب الله. لذا نجد في أحد رسائله لبعض الكنائس بخصوص خدمته الخاصة أنه استخدم التعبير “في أصوام كثيرة”.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.
بالصلاة والصوم ::
_أزداد فى الإيمان
_اكون حساسة لروحى
_اعبد الرب بحرية
_أمتلء بالروح
_اغنى للرب وارتل بترانيم جديدة
_اخد قرارات سليمه