القائمة إغلاق

أبناء القيامة – الجزء Sons of the Resurrection – Part 10

 

 

لمشاهدة العظة على فيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

(العظة مكتوبة) 
أبناء القيامة الجزء 10

 ▪︎ مراجعة على ما سبق.

▪︎ كيف نحيا حياة القيامة؟

▪︎ استعلانات التدرُّب في حياة القيامة.

▪︎ تدريبات أبناء القيامة.

▪︎ ملاقاة تحدُث! ومع مَن يا تُرَى؟!

▪︎ ماذا قال الكتاب عن الجاذبية؟

▪︎ لا يسود عليكم الموت بعد!

 

 ▪︎ مراجعة على ما سبق:

تحدثنا المرة السابقة عن النقاط التي يدخل بها الإنسان إلى أبواب الموت وهي:

١- عدم قابلية التصحيح:

وهي تُعني سير المؤمن في طريق الموت على الرغم من خروجه منه بقبوله ليسوع، وذلك إن لم يقبل التصحيح.

 “لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ.” (الأمثال ٦: ٢٣).

٢- الذهن الفارِغ من كلمة الله:

“فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ.” (الأمثال ٧: ٧).

 إن كان ذهنك وقلبك فارِغين من الكلمة، ستصبح فريسةً سهلةً للخداع! وليس الخداع فقط هو خداع المرأة تجاه الرجل أو العكس بل الخداع في كل جوانب الحياة، فقد تُخدَع مِن أشخاصٍ أو ظروفٍ أو حالة اقتصادية أو مزاجية، فتعتقد إنك حزينٌ لكونك شعرتْ بالحزن أو خاطئٌ لأنك أخطأ. هذا مفهوم خاطئ، عليك أن تُميِّز بين ما يُعرَض عليك من أفكار ومشاعر وسقوطك فيها.

 العلاج أن تملأ ذهنك بالكلمة، فالحلّ في الذهن. حيث هناك مَن يُميت جسده بسبب طريقة تفكيره كالتفكير في الغيظ والغضب؛ “حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ” (الأمثال ١٤: ٣٠).

٣- الكلمات المنطوقة:

“اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ.” (الأمثال ١٨: ٢١).

“شَرِيعَةُ الْحَكِيمِ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ (فخاخ) الْمَوْتَ.” (الأمثال ١٣: ١٤).

٤- العصيان:

 العصيان مِن الأمور الخطيرة التي أدَّتْ إلى نزول أًناسٍ أحياء للهاوية، كما في حالة بني قورح.

▪︎ كيف نحيا حياة القيامة؟

 هناك طريقة لكي تحيا حياة القيامة، أو بالأحرى لكي تنضج فيها، إليك الخطوات:

1- مخافة الرب:

“مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتَ.” (الأمثال ١٤: ٢٧).

 يجيب هذا الشاهد الكتابي عن سؤالٍ وهو؛ “كيف أستطيع ألّا أتأثَّر بالموت الذي يسري في العالم؟!

 إليك الجواب مِن كلمة الله؛ مخافة الرب والتي تُعنِي أن تضع الرب أمامك وتهابه مُقدِّرًا إياه، وأنْ تضع خطوطًا حمراء في حياتك.

 في محاولتي لمساعدة الأشخاص ليهابوا ويُقدِّروا الآخرين، أقول لهم: “هل تستطيع التطاول على مديرك في العمل؟ أو رجل الشرطة مثلاً؟” فإنْ كان يستطيع أن يحترم نفسه ويُمسِك لسانه عن التطاوُل عليهم فبالتالي يُمكِنه احترام الكل. كما لا يُمكِن أن يَحدُث هذا بدون أن يرى القيمة الحقيقة للإنسان. عليك أيضًا أن تفهم مِن الكلمة أن التطاوُل على الأب والأم أو حتى تطاول الزوجة على زوجها هذا تطاول مباشر على الرب.

 تحميك مخافة الرب من الدخول في فخاخ الموت. الموت هو حالة الانحدار والضياع ووقوف الأفكار وتلفها (وأحد هذه الفخاخ هو عدم احترام الأب والأم أو زملائك في العمل… إلخ)، فعليك أن ترى قيمة الإنسان كما يراه الرب.

 2- أن تكون في طريق المعرفة:

“اَلرَّجُلُ الضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ الْمَعْرِفَةِ يَسْكُنُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَخِيلَةِ (النفيليم).” (الأمثال ٢١: ١٦).

 تقول الآية هنا إن الرجل الذي يضل ويبتعد ويتعمَّد إهمال طريق المعرفة، يسكن بالفِعل في طريق وفِكْر الأرواح الشريرة “نفيليم” ويفتح أبواب الموت على نفسه، في حين أنّ الرب أنقذنا منها.

 هذا الشخص مِن السهل خداعه بالأفكار السلبية الشريرة، مِمَّا يعطي المجال لإبليس ليُحضِر له الناس والأحداث والذكريات السلبية، فيُدخِله إلى عالَم الروح ويشبكه بخيوطه إلى أنْ يصل لمرحلة عدم التحكُّم في النفس، وهذا الوضع يختلف تمامًا عمَّا جعلنا يسوع عليه.

 مِن المُتوقَّع انتصار المُؤمن بسبب الفداء الذي صنعه يسوع، فليس مِن الطبيعي أن يهزمك الموت وينتصر عليك ولا يُعنِي هذا عدم مواجهتك لحروب ولكن انتصارك عليها أمر حتمي!

 “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.” (١ بطرس ٢: ٩).

 أنتم نوعٌ مُختلِفٌ مِن البشر، محاطون بالحماية، فمِن المُفترَض ألّا يسري عليك تأثير السحر والأرواح الشريرة (إن كنت مولودًا مِن الله). لكن إن كنت تفتح أبواب الموت بسبب النقاط السابقة التي ذكرناها فمِن الوارد جدًا أن تتأثَّر، فقد أنجزَ الرب دوره ولكن يبقى أن تنجز أنت دورك وتحمي وتحفظ نفسك داخل الدائرة الإلهية.

 «وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ» (١ بطرس ٢: ٨)؛ مِن الوارد أن يشبك الإنسان نفسه بالموت بسلوكه في الخطية، كما قال بولس أيضًا في رومية.

“حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟” (رومية ٦: ٢).

▪︎ استعلانات التدرُّب في حياة القيامة:

 مِمَّا لا شك فيه أنّ إبليس يُحاوِل بكل جهده أن يحول دون استنارتنا ومعيشتنا في القيامة ولكننا نستطيع أن نعيش القيامة في مستوياتها المختلفة من خلال قوة الروح القدس:

١- المستوى الأول: أن تحيا المجد الإلهي الذي يريدك الله أن تعيشه من البداية (أي السلوك بالطبيعة الإلهية والشراكة مع هذا الإله). كما تشمل في داخلها أن تحيا الخارق للطبيعي على الأرض بصورة عادية وأن تغلب في الحياة ولا تُغلَب.

 “٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. ٣٠ وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. ٣١ فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ٣٢ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ ٣٣ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. ٣٤ مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا” (رومية ٨: ٢٩-٣٤).

 “٣٣ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ.”؛ مَن سيشتكي على مختاري الله؟ هل الله الذي يُبرِّر؟! هكذا تأتي في الأصل في صيغة استنكارية.

 “٣٤ اَلْمَسِيحُ”: تأتي في الأصل استنكارية أيضًا، “أيُعقل أن يكون المسيح؟! حاشا! فهو الذي مات”

“٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ٣٦ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». ٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. ٣٨ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، ٣٩ وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية ٨: ٣٥-٣٩).

 للمحبة اتّجاهات، تُعنِي المحبة المذكورة هنا في اليوناني محبة الله لنا، وليس محبتنا أو محبة بولس لله التي ستظهر حينما يُوضَع السيف على رأسه، فمحبة الله ثابِتةٌ ولن تُفصَل أو تُقطَع بأحداث أو اضطهادات، ولو أدركت هذا سترى وتذوق كيف تعمل الأشياء لخيرك وليس لأذيتك. إذًا هذا هو أول مستوى مِن المُتوقَع أن تذوقه في حياتك.

“٢٨ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. ٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.” (رومية ٨: ٢٨، ٢٩).

 ٢- المستوى الثاني: أن تُحمَى مِن الغضب الآتي (أي سنوات الضيقة السبع)

 “٨ وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. ٩ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!” (رومية ٥: ٨، ٩).

 مِن الممكن ألَّا يحيا الشخص ما له في المسيح ويحضر الضيقة ولا يُنقَذ من الغضب الآتي مع أن هذا حقٌّ من حقوقه في المسيح. هذا ما جعلَ بولس يخاف على المُؤمِنين ويُحذِّرهم وهو يكتب لهم الكلمات الآتية.

 “٢٩ لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. ٣٠ مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.” (١ كورنثوس ١١: ٢٩، ٣٠).

 هنا في هذا الشاهد، لم تتمتَّعْ كنيسة كورنثوس بما لها في المسيح، فَهُم كانوا يحيون حالة مِن التسيُّب وعدم الانضباط. لذا حثّهم الرسول بولس أن يُقدِّروا جسد المسيح ويعيشوا بطريقة صحيحة.

“١ وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، ٢ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. ٣ لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ. ٤ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَِصٍّ. ٦ فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. ٧ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. ٨ وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. ٩ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١ تسالونيكي ٥: ١-٤، ٦-٩).

 يوجد مَن يُفكِّر في النجاح فقط ولا يُفكِّر في التفوق، فهناك مَن يجتهد ويذاكر بمقدار ما يجعله يجتاز الاختبارات بالكاد. لكن يحثنا الرسول بولس أن نعيش الحياة المُتفوقة ونحيا مجد الله على الأرض، فإن كان لا يفرق معك العيش بتدقيق على الأرض، تذكَّرْ إنه يوجد سبع سنوات مِن الضيقة سيئة للغاية آتية على الأرض.

 أنت مِن نهارٍ، وابن نور فلا تحيا وكأنك لازلت في الظلمة (١تسالونيكي ٤:٥).

المستوى الثالث: أن تُحمَى مِن الارتداد للهلاك والذهاب للجحيم فليس مِن المُفترَض أنْ تذهب إلى هناك بعدما خَلُصت، فهناك مَن يصل للاستباحة ويفقد خلاصه (قد تكون هذه العقيدة غير مقبولة لدى بعض الطوائف لكني أشجعك أن تُراجِع هذه العقيدة مِن كلمة الله ورائي لتتأكَّد مِن صحتها. شرحتْ هذه النقطة باستفاضة في سِلسلة “الحياة المسيحية وكيف تحياها

 “١ يُسْمَعُ مُطْلَقًا أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ. ٢ أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ؟ ٣ فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هذَا، هكَذَا: ٤ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ – إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ – ٥ أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يسوع.” (١ كورنثوس ٥: ١-٥).

هذا الشخص كان يزني مع امرأة ابيه ويُوضِّح التاريخ إنه كان يحبسها.

 وَصَلَ لبولس خبرٌ بزنى هذا الأخ فسلَّمه للشيطان لأنه إنْ استمرَّ في سلوكه هذا دون عزله عن الكنيسة سيعتاد على الخطية ويتمرَّس فيها وسيصل في مرحلة مُعيَّنة إلى رفْض الرب بكل قلبه وفقدان خلاصه.

 “إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١ كورنثوس ٥: ٤)؛ هل لاحظت هذا؟ عالم الروح مفتوحٌ علينا، لذا نستطيع أن نفعل أشياءً عن بُعْد.

 ليست ظروف الحياة هي التي تهزمنا. ليس كل ما يعتبره العالم هزيمةً هو هزيمةٌ بالفِعل في كلمة الله، فالهزيمة لها معايير بحسب كلمة الله، وأولئك الأشخاص الذين يحيون بموجبها ليس لهم هزيمة بل انتصار، هللويا!

 نرى هذا في أعمال الرسل الإصحاح التاسع؛ “٤ فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» ٥ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ»” (أعمال الرسل ٩: ٤، ٥).

 يقول الرب يسوع لشاول هنا: “عندما تضطهدني وتقتل المُؤمِنين بي وتُعذِّبهم، ليس أنا مَن يخسر بل أنت يا شاول مَن تخسر وتجرَح وتُعاني!” هذا ما يَحدُث في عالم الروح، لكن قد يلاحظه الشخص بعد فترة من الوقت وليس في الحال.

 دعونا ننظر لسِفْر أستير لنرى الوليمة المتاحة لنا!

“وَعِنْدَ انْقِضَاءِ هذِهِ الأَيَّامِ، عَمِلَ الْمَلِكُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ، وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ الْمَلِكِ.” (أستير ١: ٥).

 يقول الحاخامات (الرباي) أي معلمي اليهود في تصويرهم لمشهد الوليمة باستفاضة إن الملك أعطى هؤلاء المسبيين أكلًا كثيرًا، وقال لهم: “أظن إنه لن يخطر على بالكم مُطلقًا أنْ تجلسوا هذه الجلسة وتأكلوا مِن هذه الوليمة!”

 لكنهم تذكَّروا ما جاء في (إشعياء ٦٤) وردُّوا على الملك؛ “وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ.” (إشعياء ٦٤: ٤).

 حينما تباهى المَلك بما صنعه لهم مِن وليمة ضخمة استمرَّت لسبعة أيام، أكلَ فيها الصغير والكبير، قالوا له: عندما يأتي المسيا سنرى وسنسمع ما لم نراه أو نسمعه مِن قبل. بهذه الخلفية دعونا نقرأ ما جاء في الإصحاح الثاني مِن كورنثوس.

“٦ لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ٧ بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ (مِن خلال الألسنة وترجمتها): الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٨ الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. ٩ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»” (١ كورنثوس ٢: ٦ -٩).

 استخدمَ بولس هنا ترتيبًا مُختلِفًا عمَّا جاء في (إشعياء ٦٤). كما يقول بولس أيضًا: “إنّ أولئك الأرواح الشريرة والناس الذين اشتركوا في صلب الرب يسوع وأسلموه بأيديهم، هُم بذاك صنعوا مجدًا للإنسان بتسلميهم إياه ليُصلب!”

 بدأ بولس بقراءة وفَهْم هذه الشواهد في ضوء خلفيته، حيث كان فريسيًا، بالإضافة إلى إنه درسَ على يدي غمالائيل. إنّ السبعة أيام التي صنعَ فيها الملك هذه الوليمة كان فيها رضا كامل لم يكُن قبله ولا بعده، لكن المسيا صنعَ أكثر مِن هذا! بالطبع مَن هُم حكماء في نظر أنفسهم في هذا الدهر لن يفهموا أنّ هناك مائدة مفروشة أمام جسد المسيح أكبر مِن المائدة التي صنعها الملك.

“لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.” (١ كورنثوس ٢: ١١)؛ هل لاحظت! أمور الله لا تُفهَم سوى بروح الله.

 إذًا نحن لنا وليمة أفخم وأعظم مِن التي صنعها أي ملك أرضى.

▪︎ تدريبات أبناء القيامة:

 هناك تدريبات لأبناء القيامة لا غِنى عنها، كالملح في الطعام ومنها الآتي:

١- اخترْ أن تحيا للرب ولا تصادق العالم:

“وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٥).

 اخترْ عن عمد أن تحيا ليسوع، هذا اختيارٌ! ليس فقط أن تقبله، وهذه البداية بالطبع، بل استمرْ وأنت مُعطِي نفسك له بالكامل، فهناك خطأ اُرتُكِبَ على مرّ السنين وهو اكتفاء الشخص بقبوله ليسوع حيث يقول: “أنا ابن الله، أنا خَلُصت!” لكن ماذا عن حياتك الآن؟!

 استمرْ وأنت مُعطِي نفسك لهذا الإله. مثلما تعهَّدتَ لزوجتك أمام الناس في يوم الزفاف بأن تكون لها وحدها وتعهَّدتْ هي لك بأن تكون لك وحدك، لكن معيشتكما فيما بعد هي التي تُحدِّد إذا كنتما تعيشان هذا التعهُّد أم لا!

 بالمِثْل أيضًا؛ أسلوب حياتك واليقظة الروحية هي ضرورية وليس فقط خطوة قبولك ليسوع مع أنها الخطوة الأولى. حتى وإن أتتْ أمورٌ لتجعلك تبرد روحيًا، لا تسمحْ لها! كُنْ يقظًا، يقول رجل الله الراعي كريس: “لتكُن روحك مستيقظة ولا تنَمْ حتى وأنت نائمٌ”.

 هناك من ينام نومًا ثقيلًا، لكن إن كنت مستيقظًا روحيًا، ستجد نفسك في بعض الأحيان قُمْت مِن النوم في منتصف الليل لتُصلي، وتبدأ في أخذ إشارات مِن الرب وأنت نائمٌ ولا تدري، فروحك لا تنام كما الله، فأنت كائن روحي في الأساس. شرحت هذا منذ سنوات في سلسلة “حياة الله زوي“.

 أيضًا يُمكِن لأرواحنا أن تنسى بقوة ما فُعِلَ تجاهها مِن أخطاء مثلما طرحَ الرب خطايانا في بحر النسيان، بإمكانها أيضًا أن تتذكَّر بقوة الأشياء التي يجب تذكُّرها لأننا خليفة جديدة وأرواحنا بها الإمكانية لذلك.

 متى أكون في حالة يقظة روحية؟ عندما أرتدي سلاح الله الكامل، وأحفظ قلبي بالكامل للرب. هذا يُذكرني بمشهد عروس النشيد، عندما ذهبَ الملك سليمان إلى شمال البلاد ناحية فينيقية ورأى راعية غنم قُرب الحدود وأراد أن يتَّخذها له شريكة حياة ولكنها رفضت حتى عندما حاول إغرائها بالغِنى والقصر وروعته وبأنه سيجعلها تترك رعاية الغنم، وقالت: “أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ.” (نشيد الأنشاد ٦: ٣).

 كان ذهنها في حبيبها التي ارتبطت به حتى وهي نائمة؛ أَنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ. صَوْتُ حَبِيبِي قَارِعًا: «اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي، يَا حَبِيبَتِي، يَا حَمَامَتِي، يَا كَامِلَتِي! لأَنَّ رَأْسِي امْتَلأَ مِنَ الطَّلِّ، وَقُصَصِي مِنْ نُدَى اللَّيْلِ»”. (نشيد الأنشاد ٥: ٢).

 لابدّ أن نفهم الشعر العبري بصورة صحيحة، لأننا كثيرًا ما نعتقد عند قراءة هذه الشواهد وكأن حبيبها كان يشوِّقها، فعندما قرعَ الباب ثم قامت لتفتح تحوَّلَ ومشى. يجب أن نفهم إنه كان حُلمًا وليس حقيقةً.

 أيضًا لم يَكُن حبيبها (المرموز له بالرب) يُشوِّقها، بل هي دخلت في حالة من الصراع بين حبها لحبيبها التي كانت مُرتبِطة به وبين إغراءات الملك سليمان بالعيش في القصر، فكان في داخلها هيبة للملك وكانت تخشى أن تُقتَل بعصيانها لأمر الملك الذي أراد الارتباط بها، لم يَكُن هذا بالأمر السهل، فالتحدي التي كانت تَمُرّ به أدخلها في صراعٍ لدرجة إنها دخلت في حُلم!

 أنْ تحيا للرب ليس معناها فقط أن تُحب الرب بكل قلبك، فالحياة للرب تُعنِي أيضًا أنْ تحيا مشيئة الله على الأرض ومعناها أن تُخضِع الأشياء والأحداث مِن حولك.

 دعني أسألك سؤالاً؛ ما هي الوظيفة التي أوكلها الله لآدم وحواء في الجنة؟ الإجابة أن يُثمِروا ويُكثِروا ويملأوا الأرض ويُخضعوها ويتسلَّطوا، فهذه هي وصية الله لهم.

 عندما تترك ذهنك غير خاضِعٍ لروحك أو تترك الأحداث دون أن تُخضعها فأنت بذلك كاسِرٌ لتلك الوصية ولمشيئة الله بشكل مُصغَّر، لذلك من غير المُستطاع لك أن تُحقِّق مشيئة الله في حياتك عمومًا.

“غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ.”(١ كورنثوس ٧: ١٧).

 “كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ”: أي بنفس الحالة التي أتيت بها لقبول يسوع، لتُكْمِل. هنا يُنهِي الرسول بولس عن الثورات. عندما نفهم خلفية هذا الشاهد الكتابي نستطيع أن نُدرِك ما الذي كان يُعنيه الرسول بولس، فمثلاً عندما كان العبد يقبل يسوع ربًا، كان يثور قائلاً: “أنا تحرَّرت بقبولي يسوع، لماذا أظل أعمل كعبدٍ لدى فلان؟!” فذاك العبد الذي قَبِلَ يسوع، فهمَ أنّ عالم الروح هو المُتحكِّم في عالَم العيان، وإن حالة العبودية ليست بالحالة الطبيعية.

 لأجل هذا كتبَ لهم بولس مُوضِّحًا أنّ الشيء الأكثر أهمية هو أن تتحرَّر في ذهنك، فالعبد الذي قَبِلَ يسوع وهو عبدٌ أصبح حُرًا في روحه مِن هذه اللحظة، فالأهم هو اعتراف عالَم الروح بك. بالطبع إنْ استطاعَ هذا العبد أنْ يُحرِّر نفسه جسديًا فليستعملها (فحالة العبودية وقتها لم تكُن سهلة).

“١٨ دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ، فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ، فَلاَ يَخْتَتِنْ. ١٩ لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ (هذا هو المهم). ٢٠ اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا. ٢١ دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرًّا فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ. ٢٢ لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ، فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذلِكَ أَيْضًا الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ”. (١ كورنثوس ٧: ١٨-٢٢).

“١٨ دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ، فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ، فَلاَ يَخْتَتِنْ”: فالرب لا يهمه شكل جسدك.

“٢١ فَاسْتَعْمِلْهَا”: انتهزْ الفرصة.

 يُوضِّح في (ع ٢٢) قائلاً: “إن كنت عبدًا وقبلت يسوع، فأنت أصبحت حرًا في يسوع. أيضًا إن قبلته وأنت حرًا، فأنت عبدٌ ليسوع المسيح”. يجب عليك أن تضبط ذهنك طبقًا لعالم الروح.

“٢٣ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا (فكريًا) لِلنَّاسِ. ٢٤ مَا دُعِيَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلْيَلْبَثْ فِي ذلِكَ مَعَ اللهِ.” (١ كورنثوس ٧: ٢٣، ٢٤).

 أيًّا كان التحدي الذي تَعبُر به، علاقتك مع الروح القدس هي التي تجعلك تعبُره بانتصار. كما تكلَّم في هذا الشاهد أيضًا عن المتزوجين والأرامل أيضًا.

 يجب عليك ألّا تحيا وفقًا للعالم بل تغيَّر عن شكلك (رومية ١٢).

“١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ”. (رومية ١٢: ١، ٢).

٢- يجب أنْ تحيا بالإيمان العنيد وهذا يُمكِّنك مِن أنْ تحيا بقوة ومُثابرة وتكون ضمن أبناء القيامة (الناضِجون في القيامة):

 تذكَّرْ معي قول الرب يسوع لمرثا: “إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟” (يوحنا ١١: ٤٠). “مَجْدَ اللهِ”: هو ذات القيامة في هذا الموقف. هذا يُعني إنك تستطيع أن تُمارِس إيمانك في أي تحدي تُواجِهه وتجد الفرصة لإظهار قوة وحياة الله فيه.

 “٧ وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. ٨ مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ (مِن وجهة نظر العيان)، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ (يبدو كذلك)، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. ٩ مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ (مضروبين أرضًا)، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. ١٠ حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. ١١ لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. ١٢ إِذًا الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ”. (٢ كورنثوس ٤: ٧-١٢).

“١١ لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا”: أي حياة الله (زوي) وقوة القيامة تعمل في أجسادنا وتشفينا، إذًا ليس فقط قوة الموت (عَبْر الضرب والقتل) هي ما تظهر في أجسادهم بل قوة القيامة أيضًا. ما الذي جعل بولس يتكلَّم بهذه الجرأة ويصل لهذا المستوى يا تُرَى؟! لننظر للآيات التالية لنفهم السرّ:

“وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا”.(٢ كورنثوس٧:٤).

“فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا.” (٢ كورنثوس ٤: ١٣).

 إذًا روح الإيمان الذي جعله يُؤمِن ومِن ثَمَّ تكلَّمَ بإيمانه والكنز الذي هو الروح القدس مع روحه الإنسانية المُعاد خلقها، هما اللذان جعلا بولس يستقبل شفاءً لجسدهِ بعد كل الجلدات والعذابات التي تلقَّاها وأصبحت قوة القيامة تظهر على جسده!

٣- كُنْ خاضِعًا للروح القدس واسلكْ في تدريباته:

 الروح القدس هو مَن سيساعدك في الظروف التي تمرّ بها، فالانطراح والاستناد على مبادئ الكلمة وحدها بدون الروح القدس غير كافٍ. مِن الضروري أن تقوي علاقتك به.

 تحتاج أن تُطوِّر علاقتك به، فلا تكون علاقة نظرية فقط، بل تنصت له وهو يشرح لك الآيات ويجعلك تستوعب الكلمة في روحك وهذا بدوره يجعلك تعرف استراتيجية التعامُل مع الموقف. كما إنه سيساعدك في استخدام قطع السلاح الروحي المناسبة لكل موقف، فلا تُهزَم (أفسس ٦). فمثلاً إن كنت مُصغيًّا له، ربما ستسمعه يقول لك بينما أنت تعبُر في تحديات: “انتبه للرب الآن، وارفعْ يدك واعبده”.

 تذكَّرْ موسى وكيف أعطى الرب له استراتيجية في الحرب مع عماليق، فقال له أن يرفع يده، فعندما كانت يدا موسى مرفوعتين كان الإسرائيليون ينتصرون في الحرب والعكس صحيح بانخفاض يديه كانوا يُهزَمون؛ “وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ.” (الخروج ١٧: ١١).

 تفسير ذلك أن برفع يدي موسى يزداد عدد الملائكة في العالم الروحي مما يُعطِي لبني إسرائيل قوة تُؤثِّر في طرق ضرب الأعداء (الهجوم) بل وحمايتهم من ضربات عماليق (الدفاع) مما يجعلهم ينتصرون، والعكس عند انخفاض يديه.

 توجد استراتيجيات مختلفة يصنعها الروح القدس معنا، لا تعتمد على الخلفية أو الخبرات السابقة، فلذا نحتاج للإنصات إليه في كل موقف على حِدة.

٤- أن تكون مُنضَمًّا لجسدٍ حيٍّ:

 واحدة مِن الطرق التي تُساعِدك في فَهْم طرق الروح القدس أن تكون في جسدٍ (أي كنيسة حية) تُقدِّم تعليمًا كتابيًا صحيحًا وليست ميتة، فلن تعيش الحياة مرتين لتجرب شهورًا أو ربما سنينًا وترجع لتكتشف إنك فقدت الكثير من الوقت في تعليم ما ولم تنتفع شيئًا بل خسرت، ولا توجد آلة زمن لترجعك لتصلح ما حدث، لذا يجب عليك التروي وفَحْص التعليم جيدًا قبل اختيارك الانضمام لكنيسة معينة.

٥- احرسْ قلبك:

 “٢٠ يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. ٢١ لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. ٢٢ لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ. ٢٣ فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.” (الأمثال ٤: ٢٠-٢٣).

 يُعتبَر سِفْر الأمثال مِن أكثر الأسفار في العهد القديم التي تكلَّمت عن الحياة.

 “حَيَاةٌ”: تكلَّمْ سليمان عن القيامة بذِكْره لكلمة “حياة”.

 كان لدى سليمان جزء من الاستنارة أخذها مِن داود أبيه؛ “٣ فَإِنِّي كُنْتُ ابْنًا لأَبِي، غَضًّا وَوَحِيدًا عِنْدَ أُمِّي، ٤ وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا.” (الأمثال ٤: ٣، ٤). كان لدى داود استنارة أن هناك حياة أعلى من الآتية بسبب ناموس موس، على الرغم مِن أخطائه الكثيرة إلا إنه كان على علاقة قوية بهذا الإله جعلته لا يُعاقَب. مِن ضمن هذه الأمور الغريبة التي صنعها ما يلي:

١- صُنعه لخيمة خاصة به بعيدًا عن مثال خيمة الاجتماع الذي أعطاه الله لموسى.

٢- لبس الأفود وأكل مِن خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة ولم يَمُت.

 السبب وراء ذلك هو قلبه الذي بحسب قلب الرب، لذلك يوصي ابنه بحفظ قلبه قائلاً: “فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.” (الأمثال ٤: ٢٣)، أي روحك هي التي تَخرُج منها منابع الحياة، لذا يجب عليك أن تحرس قلبك، فما تراه في روحك هو ما سيَحدُث في حياتك.

 “كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية ٦: ١١). إذًا بتكلَّم بولس هنا عن أن نكون في حالة مِن الحسابات، ولكي نحسب الحسابات الصحيحة يجب علينا أن نحصر أفكارنا ونتعامل معها بصورة سليمة، إنها حالة من الحصار الفكري، والتعامُل مع الأفكار بصورة جدية. أيضًا مِن الواضح أنَّ قِطَع سلاح الله الكامل المذكورة في (أفسس ٦) تدور حول حماية القلب والذهن.

▪︎ ملاقاة تحدُث! ومع مَن يا تُرَى؟!

 “١ لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. ٢ كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. ٣ حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ. ٤ وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ. ٥ تُلاَقِي الْفَرِحَ الصَّانِعَ الْبِرَّ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَكَ فِي طُرُقِكَ. هَا أَنْتَ سَخِطْتَ إِذْ أَخْطَأْنَا. هِيَ إِلَى الأَبَدِ فَنَخْلُصُ”. (إشعياء ٦٤: ١-٥).

 تتكلَّم هذه الآيات عن أمورٍ لم تراها عين ولم تسمع بها أُذن ولم تخطر على بال إنسانٍ، هذا ما أعده الرب لمَن ينتظرونه (ع ٤)، مجدًا للرب فقد أُعلِنَتْ لنا هذه الأمور بالروح القدس في العهد الجديد (١ كورنثوس ٢: ٩-١٢). فهذه الأمور التي لا تخطر على بال إنسانٍ لنا الحق أن نكتشفها بالروح القدس ومِن ثَمّ نعيشها.

 إنْ نظرنا للعدد الأول، نجد الكاتب يقول للرب: “لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ!“، حسنًا، مَن الذين سيتقابل الله معهم حينما يشق السماء وينزل؟! هذا ما يكشفه لنا العدد الخامس. إذًا مَن الذين تقابلوا أي دخلوا في تواصل وعلاقة معه حينما أتى على الأرض؟ الأشخاص الفَرِحون الذين يسلكون بالبر وبالكلمة وهم التلاميذ وأي شخص آخر كان يتَّصف قلبه بالآتي، فإشعياء هنا كان يتنبأ:

١- مُتوقِّع بفرحٍ: مَن يستقبل هذا الخلاص ببهجة. حينما تنظر وتتوقع بفرح هذا الإله، سترى أنّ حياة القيامة بدأت تعمل فيك.

٢- يصنع البر.

٣- يسير في طرقك ويفتكرك.

 هنا يستخدم كلمات تُعنِي يسيرون في طُرقك ويفتكرونك وليس يتذكرونك وهم يسيرون في طرقهم. تكلَّمت عن الارتباط السليم منذ سنوات ووضَّحت كيف ترتبط ارتباطًا صحيحًا، وأنَّ ارتباطك له علاقة وثيقة بانقيادك بالروح وكيف تسير في عالم الروح، وأن تكون في المكان الصحيح، فوجودك في الأماكن الصحيحة يجعلك ترتبط بالشخصية الصحيحة وتنوي النوايا السليمة وبالتالي تأخذ القرارات الصائبة، فهناك ملاقاة تَحدُث.

 مثلما حدثَ مع الرب يسوع، لم يعرفه أحدٌ إلا بروحه، فتلميذي عمواس لم يعرفا الرب بالجسد. أيضًا لم يؤمن البعض من اليهود بالرب عندما جاءَ على الرغم مِن الآيات والعجائب القوية التي رأوها ومن بعدهم أبنائهم لم يؤمنوا بالمسيح لأن أرواحهم كانت عمياء، فلابد أن يروه بأرواحهم أولاً قبل أن يروه في الجسد.

 نجد الكثير من الأشخاص الذين بدأت المعجزة تظهر في حياتهم ولكنهم لا يرونها ولا يجعلون أفكارهم تسير في الطرق الكتابية السليمة بل تنحرف إلى أقصى اليمين أو اليسار، يُشبِه هذا السيارة التي تتمايل يمينًا ويسارًا لأن السائق غير مُنضبِط وغير مُسيطِر عليها، وهذا السائق بالطبع مُعرَّضٌ للحوادث بسبب عدم سيره في الطرق السليمة وبالتالي لن يستطيع السيطرة على الوضع!

 يوجد مَن لا يسير في طريق الرب أساسًا، وهناك مَن يتخبَّط في الظروف ويعرج بين الفرقتين في حياته، كما أنّ هناك مَن يفرح عندما تُعطِي له شيئًا قد يكون تافهًا بالنسبة لك أما بالنسبة له فهو شيءٌ قيِّمٌ، لديه قلب طري ولين ويسرع في التهليل والفرح. على الجانب الآخر يوجد مَن يتعثَّر عندما لا يَحدُث ما يصلي لأجله، وكأنه يُحاكِم هذا الإله، ويقول له: “لقد استنفذتَ كل الفرص التي أعطيتها لك يا الله، لقد جرَّبت وفعلت كل ما قُلْته لي!!” وعجبي مِن هؤلاء!

 هل لأن هذا الإله غير مرئي لديك تفعل هذا؟! أم هذه عدم هيبة له؟! إنْ رأيت هذا الإله لن تستطيع أن تحتمل هيبته لثواني. لا تنحمق. تذكَّرْ معي مَن الذي يستطيع أن يستقبل خلاص الرب؛ الذي يستقبل هذا الخلاص ببهجة، الذي يصنع البر ويسير في طرق الرب ويَذْكُره.

 كان إشعياء في آخِر العدد الخامس يستنكر ما كان يفعله بنو إسرائيل، فعلى الرغم من أعمال الله العظيمة معهم كانوا يزوغوا عنه. فيتساءل: “هل سيُخلِّص أُناسًا نظيرنا؟ لقد أكثرنا الغضب على أنفسنا”. حيث تأتي في ترجمات أخرى: “هل سنَخلُص بعد كل ما صنعناه؟”

 هنا يتكلم إشعياء بتطبيق مُزدوَج فيقول: “أنت صنعت معنا أمورًا عظيمة وستنقذنا من المكان الذي سُبينا إليه”، فكان يتكلَّم بنبوات على شعب إسرائيل كما إنه يتكلَّم إلينا نحن الآن. نرى الرسول بولس أيضًا أحيانًا يقتبس مِن إشعياء ويتكلم بتطبيق مزدوج مثلما شرحت سابقًا في سلسلة “كيفية تفسير النبوات” إنها تُطبَّق على حدثين بل أحيانًا ثلاثة وهي مُرتبِطة بنا ككنيسة ومُرتبِطة أيضًا بالمُلك الألفي.

 “٥ تُلاَقِي الْفَرِحَ الصَّانِعَ الْبِرَّ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَكَ فِي طُرُقِكَ. هَا أَنْتَ سَخِطْتَ إِذْ أَخْطَأْنَا. هِيَ إِلَى الأَبَدِ فَنَخْلُصُ. ٦ وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا. ٧ وَلَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِكَ أَوْ يَنْتَبِهُ لِيَتَمَسَّكَ بِكَ، لأَنَّكَ حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنَّا، وَأَذَبْتَنَا بِسَبَبِ آثَامِنَا. ٨ وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.” (إشعياء ٦٤: ٥-٨).

 هنا يتكلَّم إشعياء بصورة نبوية عن إنه سيأتي الوقت والإنسان يُولَد من الله، كما نعلَّم أيضًا قول الرب لتلاميذه: لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” (يوحنا ١٥: ١٥). إذًا نحن في العهد الجديد في حالة أفضل مِن العهد القديم، فقد كان أنبياء العهد القديم يتوقون إلى الولادة الثانية ولكن هذا حدث عندما جاء المسيا.

▪︎ ماذا قال الكتاب عن الجاذبية؟

 تذكَّرْ معي ما قاله يسوع: “وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ.” (يوحنا ١٢: ٣٢)؛ في هذه الآية يتكلَّم الرب بصورة مزدوجة، حيث إن هذا الارتفاع يُقصَد به الرفع على خشبة الصليب وأيضًا في ذات الوقت يتكلَّم عن صعوده للسماء فبقيامته أقامنا معه وبصعوده أصعدنا معه جاذِبًا إيانا إليه.

 إذًا كما رأينا للتو أن الكتاب يتكلَّم عن أن هناك جاذبية، حيث يقول في إشعياء: “مَن هو فَرِحٌ وصانعٌ للبر ويسير في طُرق الرب، سيلتقي به”، فالرب يجذب إليه مَن يسير في الطُرق الصحيحة (أي طرقه)، كما قال يسوع أيضًا إنه سيجذبنا إليه متى ارتفعَ إلى السماء. هذا عكس ما سمعناه منذ طفولتنا أن العالم له جاذبية وبريق إلى أن وصلَ بنا الحال إلى أن نتغزَّل في العالم وعسل العالم، مِمَّا وَلَّدَ لدينا شعورًا أنّ العالم كله مُشتهيات بينما الرب جافٌ وطرقه ثقيلة!

 كما يقول الكتاب في يعقوب: “وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.” (يعقوب ١٤:١). لكن مَن يسير في طرق الرب مِن المستحيل أن ينجذب للعالم. لكن إن انجذبت للخطية ورأيتها لذيذة حتى ولو لوقتٍ معينٍ فهذا يُعنِي وجود طاقة أو ثغرة فكرية مفتوحة، فيها تعتقد ولديك إيمان أنّ العالم قويٌ وجذابٌ وجميلٌ.

 أيضًا ربما يكون لديك مرارة داخلية كما جاء في (عبرانيين ١٢) من شيءٍ ما مُؤلِمٍ مررت به أدَّى بك للاستباحة، مِن هنا يجب عليك معرفة سبب انجرافك ناحية الخطية. إذًا حتى تسير في طريق الرب دون انحراف عليك أنْ تَحرُس قلبك وتضع خطوطًا حمراء وتقول لنفسك: “أنا للرب وسأعيش له ولا يوجد شيء يغويني أو يبعدني عن علاقتي مع الكلمة أو الروح القدس”. مِن ثَمّ تكتشف حياة القيامة بالروح القدس، فحياة القيامة بإمكانها أن تعمل دائمًا وليس أحيانًا لكن أنت مِن خُدِعْتَ بذلك.

 إذًا هؤلاء مَن قال يسوع إنه سيجذبهم إليه متى ارتفع (يوحنا ٣٢:١٢)، هُم مَن وضعوا أنفسهم في الكلمة، أصبحوا مُعرَّضين لإشعاع الكلمة، أي بداخل شبكة الرب، داخل منطقة التغطية.

 هي إحدى صفات الذين يلاقون الرب، مثل المجال المغناطيسي الذي يجذب مَن هو قريبٌ مِنه وداخل مجاله، أما إن كان هذا الشيء مُبتعِدًا عن المجال فسيكون هناك جذبٌ ولكن مِن نوع آخر وهو الجذب الشرير للعالَم الذي أطلقت عليه الناس اسم “عسل العالم” لكن الكتاب لا يُسميه عسلاً، ويمكننا الرجوع لِما قاله الكتاب، فسِفْر الأمثال تكلَّمَ بوضوح حيال هذا الأمر؛ “اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ.” (الأمثال ٢٧: ٧).

 يصبح وسخ العالَم عسلاً في نظر هؤلاء مَن نجدهم بارِعين في الأمور العالمية، ومُنجذِبين للفيديوهات القصيرة والنكت وفيديوهات اصطياد الحيوانات أو المقالب وغيرها من الأمور التافهة وكأن إبليس يُبسِّط الأمور للناس، ويُبيحها في نظرهم إلى أنْ يعتادوا عليها، فعندما نزلَ الرب مِن السماء تزلزلت الأرض، لكن مَن تهزه كلمة الله يسهل عليه الانقياد بالروح وأن يحيا حياة القيامة.

 إن أردت أنْ تحيا حياة القيامة، تدرَّبْ في هذا ولكي تتدرَّب لابدّ أن تتعرَّض لإشعاع الكلمة، أين يتمحوَّر تفكيرك؟ قد تتساءل: “أنا مُتعرِّض لإشعاع الكلمة ولم أرَ نتائج حتى الآن فما الأسباب؟” قد تكون تحت تدريب وتوجد زوايا في الكلمة لم تصل إليها ولكنك عاجلاً أم أجلاً ستصل إليها، بالطبع ستُساعدك الرعاية الروحية لتكتشفها، مثل التلميذ في المدرسة الذي يحتاج إلى المعلم ليشرح له ويساعده في حل المسائل الصعبة.

 ليس مِن الطبيعي أن يتغيَّب الطلبة مِن المدارس والجامعات بحُجة إنهم يفهمون المناهج بأنفسهم في المنزل، لا ليس هذا الطبيعي والمُتعارف عليه إلا إن كان هناك مصدر آخر للشرح، هكذا الأمر مع الشخص الذي وضعه الرب في حياتك لقيادتك ونُضجك، لذا لا تنعزل عن مُرشِدك الروحي.

▪︎ لا يسود عليكم الموت بعد!

 إن كنت سلكت بالكلمة في موقف معين ورأيت أن الموت ساد عليك، فلا تنظر بهذه الصورة، يُمكنك أن تسترد ما سُلِبَ منك.

“١ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ (الحياة الجديدة)؟ ٥ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. ٦ عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. ٧ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. ٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. ٩ عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. ١٠ لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ. ١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ١٢ إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ (القابل للموت) لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، ١٣ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ. ١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. ١٥ فَمَاذَا إِذًا؟ أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا! ١٦ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟” (رومية ٦: ١-١٦).

 “٩ لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ”: أي تُعرَض عليه الخطية والموت مِن الخارج، لكن لا يُمكِنها السيطرة عليه. وما يُطبَّق على يسوع ينطبق علينا أيضًا، لذلك نرى كيف أن الرسول بولس يستخدم تعبيرات تُعنِي استحالة موت الشخص المولود من الله في الآيات التالية.

 “١١ احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ”: أي اضبطوا أنفسكم. يستخدم الرسول بولس هنا لفظ يُعنِي حجرًا أو ورقةً فيها حسابات من الأمام والخلف، مثل الكاشير الذي يُراجع الحسابات المكتوبة أو مسئول خزنة البنك الذي يراجع الأموال ليتأكَّد مِن أنها مُطابقة لِما هو مكتوب بالكشوفات. إذا حسبت الحسابات الكتابية الصحيحة ستشترك في كل ما يقوله الكتاب عن الرب يسوع.

 “١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ”؛ لا يُمكن للخطية أن تُسيطِر عليك، لأنك لست تحت نظام العهد القديم، أنت تنتمي للعهد الجديد. لتحيا من الداخل للخارج.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

PNFPB Install PWA using share icon

Install our app using add to home screen in browser. In phone/ipad browser, click on share icon in browser and select add to home screen in ios devices or add to dock in macos

Hide picture