لمشاهدة العظة على فيس بوك أضغط هنا
لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العطة على اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
أبناء القيامة – الجزء 8
▪︎ هناك مسئولية تقع عليك!
▪︎ شرعية دخول الرب لعالمنا.
▪︎ اشتراكنا معه في موته وقيامته.
▪ أنُستَعبَد له ثانيةً بعدما خرجنا من يده؟!
▪︎هناك أبوابٌ للموتِ.
▪︎ تَعَلَّم كيف تتحاشى مُسببات الموت.
- هناك مسئولية تقع عليك!
لن تستفيد من قوة القيامة ما لم تتمَرَّس فيها وتبدأ تعرف عنها؛ لأنها لن تَحدُث من تلقاء نفسها، حيث سيستغل إبليس عدم المعرفة والظنون التي بداخلك ليجعلها تُعيقك عن الاستفادة منها، فيوجد محاولة منه للاستحواذ على الأرض وهذا أوضحه الروح القدس في الكلمة منذ البدء أي عندما خُلِقَ آدم الذي كان مسئولًا عن حماية الأرض مِنه.
رأينا الله كيف كان يتعامل مع آدم على إنه شخصٌ مسئولٌ عن حماية الأرض عندما سمحَ لإبليس بأخذ السُلطة منه، مما يُثبِت إنه كان شخصًا واعيًا ولديه معرفة، وهذا نراه في أسئلة الله له، وليس كما اعتقد البعض إنه كان لا يدري شيئًا كما لو أنه وُضِعَ صدفةً في الأرض، فبحسب الأعراف اليهودية كان يمتلك كل ما يلزمه من معرفة وفَهْم، فهو كان مُوَرَّثًا كل الأفكار الإلهية، فكان بإمكانه أن يفهمها.
- شرعيَّة دخول الرب لعالمنا:
دخلَ الرب يسوع لعالمنا دخولاً شرعيًا من خلال بوابة روحية، وهذا ما توضِّحه الشواهد الآتية؛
“وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».” (العبرانيين ١: ٦).
“لِذلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا.” (العبرانيين ١٠: ٥).
“اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.” (لوقا ٩: ٣١).
إذًا كان هناك دخول وخروج.
“٩ ارْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَارْفَعْنَهَا أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ. ١٠ مَنْ هُوَ هذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ رَبُّ الْجُنُودِ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ. سِلاَهْ.” (المزامير ٢٤: ٩، ١٠)؛ هنا يشرح مشهدَ خروجه من عالمنا ألا وهو صعوده بعد أربعين يومًا وأخذَ معه مَن آمنوا به في العهد القديم والذين كان من ضمنهم اللص الذي آمن في آخِر لحظات حياته، أولئك الذين ظهروا في المدينة المقدسة بعد قيامة الرب يسوع.
تأمَّلْ فيما صنعه الرب وكيف دخلَ وخرجَ مِن عالمنا بصورة شرعية، لكنه أبقى نفسه فينا لنحيا صورة وقوة القيامة. كل هذا لأجلنا!
- اشتراكنا معه في موته وقيامته:
أريد التركيز في هذه السلسلة بالتحديد على فكرة ضرورية وهي؛ بعد هذا الخلاص الضخم الذي صنعه الرب يسوع كيف نعود مرة أخرى ونُسَلِّم أنفسنا لإبليس؟! فهذه هي اللغة ذاتها التي تكلَّمَ بها الرسول بولس.
“١ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ (الحياة الجديدة) ٥ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. ٦ عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. ٧ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ (تحرَّرَ) مِنَ الْخَطِيَّةِ. ٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. ٩ عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. ١٠ لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ. ١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ١٢ إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، ١٣ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ. ١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.” (رومية ٦: ١-١٤).
يتساءل في عدد ٢ مُستنكِرًا: “كيف نعيش مرة أخرى في الخطية بعدما تمَّ الانتهاء منها؟!”
كما يُوضِّح الشاهد أعلاه أنّ كل ما مَرَّ به وصَنَعه الرب يسوع كُنا نحن مُشترِكون معه فيه، فنحن لسنا بمُنفصِلين عَمَّا قرأنا عنه ورأيناه في الأفلام والأناجيل مِن شرح لموته وقيامته، فقد حُلَّتْ مشكلة الخطية ومُتنا وقُمنا معه؛ لهذا لا يجب أن نُستَعبَد لها ثانيةً!
“١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا”؛ يُعنِي لفظ “احسبوا” أن تضع في ذهنك أنك “مُشترِكٌ” فيما حدثَ، ويُوضِّح أيضًا في عدد ١٣ أنك تحيا “الآن” تلك الحياة الجديدة وليس سوف تحياها، فهو يذكُر لفظ “أحياء”.
“١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ”؛ أي لم يَعُدْ ينطبق علينا نظام العهد القديم (التغيير من الخارج للداخل)، بل نظام العهد الجديد (التغيير من الداخل للخارج).
- أنُستَعبَد له ثانيةًً بعدما خرجنا من يده؟!
“١ وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا. ٢ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَمًا مُنْقَادِينَ إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ، كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ. ٣ لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (١ كورنثوس ١٢: ١-٣).
يشرح لهم هنا عن إنهم لم يعودوا مُستعبَدين للأوثان كما كانوا قبلًا، والآن أصبحوا قادِرين على استيعاب الأمور الإلهية بقوة الروح القدس.
وجدنا أنّ الشخص المُستَعبَد للخطية هو الشخص الذي يحيا ويُفكِّر بطريقة نفسه أي مُقتنِعًا فقط بآرائه الشخصية، فيفقد الاستمتاع بمحبة الله ولن يتأثَّر بالجذب الإلهي، فعندما يكتشف تلك المحبة سيستطيع التغافل عن أخطاء الغير لأنه أدركَ أنه تمَّ التغافُل عن الكثير مِن أخطائه، لهذا قال الرسول بولس: “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.” (٢ كورنثوس ٥: ١٤).
أدركَ بولس هنا أنّ تلك المحبة قوية لدرجة أنها جعلته يكسر ما نشأَ عليه من تقاليد وعادات شديدة جدًا وصارمة وهي الامتناع عن الاقتراب إلى الأمم، فإلى يومنا هذا، موجود ذلك الاقتناع لدى اليهود. كما إنهم صمَّموا مصاعد (أسانسيرات) خصيصًا ليوم السبت كي تعمل تلقائيًا دون لمسٍ، كونهم يُؤمِنون أنه لا يجب عمل أو لمس أي شيءٍ في ذلك اليوم. أما بولس فنراه يختلط بالأمم الذين كانوا نجسين وغير مقبولين مُكتشِفًا أنّ البشر كلهم واحدٌ سواء كانوا يهودًا أو أممًا.
“وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٥).
تَكَوَّنَ لدينا انطباعٌ عند قراءة تلك الآية جاء نتيجة اعتقاد خاطئ بسبب التعليم عن أن الخطية هي عسل العالم، وأنا أَعْلَمُ أن كثير مِنكم حضر عظات وأوقات صلاة يُقال فيها: “أشبعنا بك فنبتعد عن عسل العالم”.
كما سمعنا أيضًا تأملات عن ذلك الشاهد: “اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ.” (الأمثال ٢٧: ٧)، كأن العالم شديد الجاذبية لدرجة أنّ الله ليس لديه المهارة الكافية ليُضاهيها!! فقد تَعَلَّمنا وسمعنا كثيرًا أن الخطية شيءٌ قويٌ وإبليس ماهِرٌ، لكن هذا ليس كتابيًا.
جعلتنا تلك الاعتقادات ننجذب مرة أخرى لإبليس بعد أن خرجنا من تحت سُلطانه ونُقِلنا لمملكة الله، فالنغمة التي يتكلَّمُ بها الرسول بولس في الشاهد أعلاه ليس كما اعتقدَ البعض أنه يقول: “لتَخَفْ ولا تفعل خطيةً مرةً أخرى فالرب يسوع قد مات وقام مِن أجلك”.
لكن على العكس فهو هنا يُعنِي أنْ يقول: “بعدما خرجت مِن يديّ إبليس ودخلت مملكة الله لا يجب عليك أنْ تحيا لنفسك فيما بعد، أي لا تَعُدْ للأمور التي تُدخِلك مرةً أخرى لمملكة الظُلمة“؛ لهذا قال في الإصحاح السادس: “لا يجب الاشتراك مع غير المُؤمِنين” (٢ كورنثوس ٦: ١٤-١٨)، وبعدها قال في الإصحاح السابع:
“فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.” (٢ كورنثوس ٧: ١)؛ أي تتميم وتنفيذ القداسة عَبْر إدراكك لله في كل أمر تفعله (خوف الله).
- هناك أبوابٌ للموتِ:
يوجد تهديد على حياتك حتى بعد خروجك من أيدي إبليس، فكابن للقيامة عليك التدرُّب على السلوك بتلك القوة (قوة القيامة)، فكل مرة تحزن فيها على شيء فُقِدَ منك، أو على اتّخاذ قرارٍ خاطئٍ جعلك تخسر الكثير، أو حتى قرار لم تأخذه أفقدك الكثير، أو تَذكُّر أمور مُحزِنة والندم عليها بل والبكاء أيضًا، كل هذا عبارة عن أبواب الموت ذاتها التي تنفتح في وجهك، فاهتمامك الزائد بنفسك (أي ببشريتك) وبما يَخصك هو بوابة تسحبك تدريجيًا لأيدي إبليس مرةً أخرى!
“١ فَأَجَابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَة وَقَالَ:… ١٧ هَلِ انْكَشَفَتْ لَكَ أَبْوَابُ الْمَوْتِ، أَوْ عَايَنْتَ أَبْوَابَ ظِلِّ (الظُلمة العميقة) الْمَوْتِ؟” (أيوب ٣٨: ١، ١٧).
يتضَّح لنا هنا أنه يوجد أبواب للموت، وهناك أكثر من شاهد يؤكد ذلك؛ (المزامير ٩: ١٣)، (المزامير ١٠٧: ١٨)، (إشعياء ٣٨: ١٠).
“١٥ وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! ١٦ وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. ١٧ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية ٥: ١٥-١٧).
لاحظ هنا أن شخصًا واحدًا أدخل الموت للعالم، والصورة المُصغَّرة لهذا الآن هو أنه يُمكِن لشخصٍ أن يُدخِل الموت لأسرته مثلاً بسبب فِعْل مُعين، أو بسبب فكرة ما يُدخِل الموت لحياته.
كان للموت صورة إيجابية وليس كما نفهمه ونراه الآن، حيث كان مِن المفترض أن يكون تغييرًا مِن حالةٍ لحالة كالبذرة التي تُدفَن لتتحوَّل لشيء أروع (شجرة)، ففي جنة عدن لم تَكُن عقلية الموت بصورته السلبية موجودة إلّا في حالة الإنذار: “…يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ” (التكوين ٢: ١٧)، كان آدم يفهم أنّ الموت هو تغيير شكل كما كان يرى في البذرة، لكنه عَلِمَ أيضًا أنه في حالة أكله من الشجرة قبل الميعاد سينتهي ويموت أي يرجع لعناصره الأولى (التراب).
حسنًا، دخلَ الموت إلى العالم ومَلَكَ من آدم حتى موسى، لِما يا تُرَى؟ لأنه بمجيء كلمة الله (الشريعة) صار هناك قدرةً على إيقاف مفعول الموت ولكنه لازال موجودًا، على عكس ما فعله الرب يسوع بعد مجيئه، حيث أنهى عليه وأباده. بكلمات أخرى؛ قبل مجيئه كانت القنبلة موجودة ويُبطَل مفعولها إن سلكَ الشخص بالكلمة (الشريعة)، ولكن إنْ انحرفَ عن السلوك بها فسيُفجِّر نفسه، لكن بعد مجيئه لم تَعُد القنبلة موجودة مِن الأساس! إذًا مفعول الرب يسوع أقوى مِن موسى.
دعنا نستفيض في فَهْم هذا؛ هل يُمكِن للشخص أن يُدخِل إبليس لحياته حتى لو كان مُؤمِنًا؟ بالطبع نعم إن وجدَ الموت بوابة لهذا، فهناك مَن يفتحها ويُدخِل التدمير لحياته! حيث إن حياة الإنسان عبارة عن قرارات والقرارات مبنية على مفاهيم والتي بدورها مبنية على تعليم.
ربما يكون مصدر هذا التعليم أشخاصًا، أو أمور تَرَبَّى عليها الإنسان، أو مِن إبليس شخصيًا حيث خَدَعه مِن خلال أفكار دون أن يدري كونه مأسورًا تحت يديه، وطيلة الوقت يسلك وهو مُقتنِعٌ بآرائه وأفكاره الشخصية وهو لا يعلم أنه يزداد اشتباكًا بإبليس.
بعد أن فهمت هذا، احذرْ مِن أنْ تسمح لإبليس بأن يُخرِب حياتك بعد الذي صنعه يسوع وسحبَ مِنه السُلطان الذي أخذه في البداية مِن آدم، لهذا قال الرب يسوع للشخص الذي شُفِيَّ توًا: “لاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا ٥: ١٤).
لنضعْ هذا المبدأ لنُرتِّب أفكارنا بطريقة صحيحة؛ حياتنا الآن هي عبارة عن ساحة لعب رياضية، ويُمكِن للرب التدخُّل فقط في التدريبات لكن وقت المباراة يقف فقط للتشجيع والتوجيه، فالرب يسوع عندما كان مُتَّخِذًا جسدًا، تعاملَ مع الناس بصورة رعوية وعَلَّمهم، وعندما غادرَ الأرض وأرسل الروح القدس، صارت المسئولية على البشر في تعليم بعضهم البعض.
يجيب هذا على السؤال المشهور: “لماذا عندما حدثَ لي كل هذا لم يكُنْ هناك الله ليُنقذني؟!” ببساطة لأنها مسئولية إنسان آخر قَصَّرَ في دوره، فالرب مُعتمِدٌ على بشر لتوصيل الحقائق للناس، لهذا سيطلب الله دمَ الناس التي هلكت بسبب تقصير مَن كان عليهم مسئولية توصيل الرسالة.
اعتقدَ البعض لمدة طويلة أنّ الخدام أو الرُعاة هُمْ الأشخاص الذين يتجوَّلون للكرازة وليستضيفهم الناس في بيوتهم ليأكلوا ويشربوا (كثيري العزومات بلغة أخرى)، ولكن في الحقيقة الأمر أكبر من ذلك فهو “مسئولية”، حيث نرى في العهد القديم أنه في الحرب كان يقف سبط لاوي في المقدمة (حامِلين تابوت العهد)، فالخدام هم أول مَن يتلقُّون السهام.
قال الرب يسوع في أواخر أيام وجوده على الأرض إنّ الكتبة والفريسيين هُم مَن كانوا مسئولين عن هلاك الناس التي عاندت ولم تُؤمِن به بعد خدمة دامت لثلاث سنوات: “١٣ لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.” (متى ٢٣: ١٣).
إذًا المسئولية واقعة على الرعاة. عندما تسأل أين دور الرب؟ ستكون الإجابة هي أنه سيُرسِل لك شخصًا لتدريبك ويكون هو صوت الرب لك، وأنت مَن تلعب مباراتك (تعيش حياتك)، فهنالك مَن اعتقدَ واهِمًا أنه سمعَ صوت الله بالحق عَبْر قراءته لآية في يوم معين أو عند احتياج معين، وهو في الأساس غير مُنَظَّم في تفكيره.
دعونا نتكلم الآن عن النتائج، فالآن أنت تحيا في الأرض تحصد ما زرعته -وبحسب المثال- أي نتائج لعبك المُتمثِلة في انتصاراتك في الحياة ونجاحك فيها، أما المكافآت فسنأخذها في نهاية المباراة، فمِن المستحيل أن نجد لاعِبًا يأخذ ميدالية أثناء وقت المباراة، فالمكافآت سنأخذها في النهاية (في السماء أمام كرسي المسيح).
يُجاوِب هذا على المُتسائِلين باندهاش: “كيف يمكن لشخص رائع كهذا أن يَحدُث له ذلك؟!” مما يُساوِي في المَثَل أنّ هناك لاعِبًا ماهِرًا ولكن خسر المباراة أو دخل فيه هدفٌ، وهذا ليس لأن الرب هو السبب، فهو المُدرِّب وليس اللاعب!
هل لاحظت؟ صار الرب للأسف هو الحائِط المائِل الذي يلومه الكل، فَمِن السهل أن تتَّهم الله! وأصبحت الناس ترفض تحميل الآخرين بالمسئولية ويُلقون باللوم على الرب، هل لأنه لا يظهر ويتكلَّم؟! أم أنها ميول فيهم تجعلهم لا يُحمِّلون الإنسان المسئولية. أيضًا ليس بالضرورة أن يكون ما هو حادِثٌ في حياتهم جريمةً أو خطيةً لكن من الممكن أن يكون جهلاً بالله في بعض الزوايا، فأنت لا تعلم كواليس الناس.
نحن نهرب من المسئولية عندما نتَّهِم الرب، كأنه “الحائِط المائل”! الغريب إنه عندما تقول لبعض الأشخاص إنّ ما حدثَ مع ذلك الشخص الرائع كان بسبب شيء ينقصه في إيمانه، أو عدم معرفة وليس بالضرورة أن تكون الكواليس أنه فعلَ شيئًا سلبيًا، لكن في النهاية يكون ردّهم: “لا! كيف تقول ذلك عليه؟! فمستحيل يكون فلان لا يعرف كيف يتصرَّف في الموقف”، دعني أسألك أنا: “كيف تجرؤ أنت على اتّهام الله وتخشى قولها عن البشر؟!”
للأسف المُتَّهم الأول دائمًا هو الله، هل لأنه لا يظهر ويتكلَّم؟! أم الأمر مُتعلِّقٌ بأن ميولنا صارت تريد إلقاء المسئولية على أحدٍ آخر غير الإنسان؟! وهذا كله بسبب عدم مخافة الرب عبر السنين لأننا لم نتربَّ على هذه المخافة، أو بسبب عدم فَهْم الله بصورة صحيحة، أو هناك مَن فَهِمَ وتجاهلَ تلك المعرفة.
تكلَّمْتُ مُسبقًا في سلسلة “اصحوا واسهروا” عن رجل الله الذي نجا مِن موقف صعب بسبب خضوعه لصوت الرب (الملوك الأول ١٣: ١-٩)، حيث كان هناك الملك يربعام الذي حاولَ قتله، لكن عندما مَدَّ يده وقال “أمسكوه”، يَبَستْ يده! هو ذاته النبي الذي لم يأخذ حذره من أمرٍ حذَّرَه منه الله وهو عدم الأكل عند أي شخصٍ، وللأسف عصى كلامه فقتله أسدٌ ولم يأكله لا هو ولا حماره! فكيف عَبَرَ من الصعب، وهُزِمَ من أسد أراد قتله خصيصًا؟! (الملوك الأول ١٣: ١٧-٢٤).
نحن الآن في أرض الملعب، وحتى تفوز عليك أن تسمع لمُدرِّبك، فالمُدرِّب أقصى شيءٍ يُمكِن أن يفعله معك هو إرشادك ولكن مِن غير القانوني أن يتدخَّل في اللعب، وهذا ما أساء فهمه الكثيرون، حيث ينتظرون كثيرًا الرب ليتدخل من تلقاء نفسه، وعندما يَحدُث موقف سلبي تجدهم يقولون: “لماذا تركني الرب؟!”
هم لا يعلمون أنهم تجاهلوا صوته الذي كَلَّمهم على لسان أحد الأشخاص مِن سنين أو حتى من وقت قريب، أو ربما يكون قد قَصَّرَ أولئك الناس الذين كانوا مِن المُفترَض أن يُرسَلوا لك ويرشدونك.
لنُرتِّب أفكارنا بشكل صحيح، وكفى تضييعًا للوقت فهذا سيُهلِكك وسيُدخِل الموت لحياتك بعدما أخرجنا منه الرب يسوع، كما سيُولِّد رخاوة وينتج عن ذلك كلمات مثل: “أنا أخدت موقفًا من الرب، وشهيتي مسدودة من الصلاة!” دون أن تدري، أنت بذلك تسمح لإبليس بالتكلُّم على فمك بكل سهولة بسبب تغافُلك عن حقائق واضِحة جدًا، أنت يا مَن أعلنت الرب يسوع سيدًا على حياتك والروح عَمِلَ فيك لقبول يسوع، الآن تقول هذا؟!
لا تقع المسئولية على الرب وإذا بحثت في الكلمة ستجد إجابات، فهناك مَن يُجادِل إنْ شاركته بالحقيقة قائلًا: “هذا لم يأتِ في الكلمة!” وهو لم يدرسها حتى!
- تَعَلَّمْ كيف تتحاشى مُسببات الموت:
سنخوض الآن رحلةً في مُسبِّبات دخول الموت (كالاكتئاب، الحزن، الفشل،…إلخ).
- عدم السلوك بطبيعتك الجديدة الإلهية:
“١٣ لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ. ١٤ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.” (١ يوحنا ٣: ١٣، ١٤).
أخرجنا الرب يسوع مِن الموت وأحد علامات ذلك محبة الإخوة، ولكن هناك مَن يبقى هناك، حيث إنه بسهولة يكره وينتقد الناس ويتذكَّر الماضي ويمتلئ بالمرارة. افهمْ هذا المبدأ: “لن تُحب الرب إن لم تعرفه“. “إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا (اعرفوا وعيشوا) وَصَايَايَ” (يوحنا ١٤: ١٥).
عدم السيطرة على جسدك من خلال السلوك بروحك:
يُمكنِك الرجوع لسلسلة “كيف تُدير نفسك وجسدك” لفَهْم تفصيلي أكثر.
” وَأَمَّا الْمُتَنَعِّمَةُ فَقَدْ مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ” (١ تيموثاوس ٥: ٦). لا يُعنِي لفظ “الْمُتَنَعِّمَةُ” امتلاك ماديات أو الذي يعيش الترف كما يقولها الناس “فلان مبسوط” بمعنى غني، ولكن -وكما أقولها دائمًا- ليس كونه معه مال إذًا هو فَرِحٌ، لا، فهذا ما إلا لغة تدارجها الناس.
في الحقيقة هي تُعنِي في الأصل اليوناني؛ (الشخص الذي لا يقول ‘لا’ لجسده). فإن شعرَ بالحزن أو رثاء الذات، يستسلم للأمر، أو سريع الغضب والتلفُّظ بألفاظٍ بذيئةٍ تحت مُسمَّى “الذي في قلبي على لساني”.
كما يدَّعي أنه صريحٌ ومُتبجِّحٌ لأنه يحب الاستقامة! لكن حينما تفحص حياته تجدها غير ذلك، فقد يكون لديه استقامة ظاهرية في جزء معين وعند ذلك الجزء يُحب إظهار أخطاء الناس، وهو لا يعلم أن الموت بهذا يعمل في حياته.
تجد لغة هؤلاء مَن لديهم الأعراض التي ذكرتها توًا عندما تتكلَّم معهم أنها كالتالي: “لا تُكلِّمني عن الله”، بهذه المُسميات وبتلك اللغة يعزل نفسه عن الناس وعن التصحيح والمواجهة، فعند تحذيره من فِعْل شيء ما لئلا يُدخِل إبليس لحياته، تجده يقول بتهكم وسخرية: “أنا أُحبُ إبليس، هذا حبيبي وصاحبي!!” يصل لمرحلة التبجُّح والتطاوُل ولا يدري أنّ إبليس بذلك يتكلَّم على فمه. مع مرور الوقت يتّخذ قرارات خاطئة وتأتيه الأمراض مِن حيث لا يعلم.
” مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ” يوجد أُناس في الظاهر أحياء وهم موتى في نظر الكتاب المقدس، فربما يبتسمون ويستمتعون بحياتهم في الظاهر ولكنك لا تعلَّم أنّ الموت مُتفشٍّ في كواليس حياتهم.
أترى، تدرَّبَ هؤلاء على أن يكونوا أبناء للموت وليس للقيامة، وتفشَّى الموت في حياتهم لأنهم لم يتدرَّبوا على فَحْص مَن يتكلَّم في أذهانهم، لم يُشكِّكوا في الأصوات الخارجة عن الكلمة. هذا نفس السؤال الذي قاله الله لآدم: “مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟” (التكوين ٣: ١١)، مَن هو مصدر معلوماتك؟!
يوجد مَن وصلَ لمرحلة خطيرة من اليقينية والثقة في رأيه وسَجَنَ نفسه بداخلها، فمِثْل هذا كل ما يحتاجه منك هو الصلاة من أجله.
لتضعْ هذا المبدأ نصب عينيك: أي شيء تُجرِّبه هو في الحقيقة تدريبٌ وليس تجربةً! فقبولك لفكرة سلبية أو فضولك لتجربة قراءة بوستات على فيس بوك وما إلى ذلك تحت بند المعرفة وعدم الجهل بالحياة، يجعلك تمتلئ بروح العالم. حسنًا أنا في صف المعرفة بشرط أن تكون مِن مصدر صحيح.
أيضًا عندما تختار أُناسًا لتُشاركهم ظروفك، يكون فعلاً سيساعدونك ولا تحكي مع مُستحكي المسامع حيث تندمج معهم في الحكي لأنهم لا يُصححونك، فَمِن هنا يدخل الموت لحياتك نتيجة تشبُّعك بهذه الأفعال الخاطِئة، وتجد نفسك تحيا في ظُلمة.
لاحظ أنه إن أدخلت الموت لزاوية في حياتك سيتفشَّى في باقي الزوايا أيضًا، فالأمر يُشبِه الحشرات التي بدأت أن تَدخُل في الخشب ومن ثَمَّ المرتبة وبعدها الدواليب ثم الملابس التي بالداخل ثم تصل لسُكان المنزل وهم نيام، بدأت كيف؟ عن طريق بيضة كانت موجودة أو دخلت للمنزل من خلال اشتباكها بجسم أو ملابس أحدهم، بكلمات أخرى؛ “دائمًا يوجد سبب للخراب الذي يَحدُث في حياتك”، حتى لو لم تعرف بعد السبب.
كل ما نتحدَّث عنه الآن هو عبارة عن طُرق فِكْرية وتفاقمت، فالطريقة التي خُدِعَتْ بها حواء كانت عن طريق أنها أُغويت وبعدها أُغوِيَّ معها آدم بسبب حُبه لها واقتناعه بكلامها وفي النهاية سُلِمَتْ الأرض لإبليس!
تذكَّرْ أننا كأبناء القيامة نَتَمَرَّس على العيش بقوة القيامة ولن نُؤخَذ في هذه الفخاخ، فنحن لم نُوضَع في منصب لا نُمارِس فيه صلاحياته، كمَن ترقَّى لمنصب المدير ونسي أنه -إن كان في مكان شغل مُنظم- سيتحمل مسئولية أعلى ولن يتوقف هاتفه عن العمل من كثرة المكالمات.
أبناء القيامة هي حالة “تنفيذية” وليست “منصبية” فقط، لذلك علينا أنْ نمارسها عن عمد، فقد اختارَ لنا الروح القدس لفظ “أبناء hwee-os” أي الناضجين في القيامة.
- مصداقية الحواس الخمس:
هناك مَن تَعَوَّد على التركيز على الحواس الخمس (أعراض المرض، المعلومات العِلمية، …إلخ)، واعتبارها مصدر معلومات مُصَدَّق عليه!
“٦ الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي. ٧ ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ الزَّائِلِ، ٨ فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟ ٩ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ! ١٠ فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضًا لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ. ١١ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مَجْدٍ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا يَكُونُ الدَّائِمُ فِي مَجْدٍ!” (٢ كورنثوس ٣: ٦-١١).
” ٦ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي”؛ هنا لا يقصد بها عدم الوعظ، ولكنه يتكلَّم عن تعليم العهد القديم الذي يفتقر للروح حيث لم يكُنْ هناك ميلادٌ ثانٍ، وعلى الرغم من ذلك فمَن كان يسلك بالوصايا حينها كان يحيا، قرأنا توًا ذلك: “…مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى…” (رومية ٥: ١٤). إذًا عندما تكلَّمَ موسى بالوحي تمّ إبطال مفعول الموت لكل مَن يحيا الكلمة، فالرب قال له: “فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ.” (اللاويين ١٨: ٥).
كان يقصد الرسول بولس في الشاهد أعلاه أنّ حالة الإنسان في العهد القديم لم يَكُن قادِرًا على الاستفادة من الحياة الإلهية لأقصاها لأنه لم يَكُن هناك ميلادٌ ثانٍ بعد، فمعنى “الحرف يقتل” أي كانت الوصية في القديم كاشِفة للخطية وهولها ولكن لم تُعالِجها إلى أنْ جاء الرب يسوع وحلَّ المشكلة مِن جذورها.
استنتجَ البعض خطأً مِن الشاهد السابق أنه يجب علينا أن نترك الكتاب المُقدس ونكتفي بمواهب الروح القدس فقط، تحت مُسمَى أنّ التعليم يقتل ويَدَّعون أنه لهذا السبب الناس لا تتحمَّل سماع التعليم لأنه جافٌ بدون روح! نعم يوجد تعاليم من غير روح لأنها غير كتابية، ولكن الكتابية منها تكون روحية، إذًا هو كان يقصد العهد القديم وليس التعليم ككُل.
أُطلِقَ هنا على خدمة العهد القديم عِدة أسماء، منها: (موت، دينونة، زائلة) لأنها كانت تتَّسم بالتركيز على الحواس الخمس وكشف الأخطاء مُحاوِلةً إيقاف الخطية ولكنها عجزت عن ذلك (رومية ٨: ٣). لم تستطِع جَعْل الإنسان أن يكون ما يريده الله أن يكونه وهو السيطرة الكاملة على الجسد وعلى حواسه وعلى الخطية من خلال الطبيعة التي نلناها بسبب الرب يسوع.
السلوك بالحواس الخمس أيضًا يندرج تحت التركيز على العيان والأخطاء فقط، نعم افحصْ نفسك من وقت لآخر لكن لا تتأمَّلْ في أخطائك.
“١٣ فَهَلْ صَارَ لِي الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا! بَلِ الْخَطِيَّةُ. لِكَيْ تَظْهَرَ خَطِيَّةً مُنْشِئَةً لِي بِالصَّالِحِ مَوْتًا، لِكَيْ تَصِيرَ الْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدًّا بِالْوَصِيَّةِ. ١٤ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.” (رومية ٧: ١٣، ١٤).
يتحدَّث هنا عن جذر الخطية وهو السلوك بالحواس الخمس وكما صاغها هو؛ “وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ (حِسيٌّ)“، لكن نراه يتكلَّم عن الحل في نهاية الإصحاح ألا وهو إنقاذ الرب يسوع له عن طريق الميلاد الجديد (رومية ٧: ٢٤، ٢٥).
- عدم السلوك بفرح عمدي مَبني على الكلمة:
تكلمت سابقًا في سلسلة بعنوان “الفرح والحزن بحسب مشيئة الله” يمكنك الرجوع لها لفَهْم تفاصيل أكثر.
“لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا.” (٢ كورنثوس ٧: ١٠).
ما هو “حزن العالم”؟ هو محاولة تحليل الأمور بناءً على العالم، هو وجهة نظر الناس تجاه الظروف، تجدهم يقولونها كالآتي؛ لتكُنْ واقعيًّا، كُنْ عمليًا، لا تُخدِّر نفسك، لا تُعزِ نفسك بهذا الكلام،…إلخ. هؤلاء هم الناس الذين يفتحون على أنفسهم أبواب الموت.
يجب أن تُعطي للكلمة سلطانًا عليك، تذكَّرْ أنّ أي فكرة تقبلها في ذهنك تحت بند التجربة هي في الحقيقة تدريبٌ وستنمو لديك عضلات نتيجة التَمَرُّس على ذلك لتتعوَّد على فِعْل أشياء خاطئة، لكن عندما تضع مبادئ الكلمة نصب عينيك لن تسعى للتجربة من الأساس أو التدريب كما فهمناها توًا.
اعلمْ هذا، ستُعرَض عليك أفكار إبليس بصورة بريئة، كأن يُذكِّرك بأشياء فَعَلها معك أحد الأشخاص في الماضي فتحزن وترثي لحالك ومن ثَمَ تُدَمَّر حياتك فتلوم الشخص الذي تذكَّرته، لأنك تراه فَرِحًا وأنت جالسٌ حزينًا. بينما لا تعلم أن السبب لم يَكُن هو بل الفكرة التي تجاوبت معها في البداية!
العلاج هو الارتماء الفوري على الرب وأن تسمح لكلمته أن تبني تفكيرك وتخضع لكل ما يقوله حتى لو لم تفهم بعد، فإن قال لك ألّا تتأمل في الماضي لأن هذا خاطئٌ، فليكُنْ! لأنك كلما تذكَّرتْ ما حدثَ معك مِن ظلم في طفولتك أو شبابك، أو ظُلم عائلتك في الميراث، أو ظُلم زوج لزوجته،…إلخ (وربما يكون كل هذا حادِثًا بالفعل) ستغوص غارقًا في هَم هذا العالم. ما هي نظرتك اتجاه تلك المواقف، هل بحسب العالم؟ أم بحسب مشيئة الله (وجهة نظره للموقف)؟
ليس كل حزنٍ بحسب مشيئة الله. أُكرِّرُ ما قُلته سابقًا، الحزن ينتج عنه إفراز هرمونات تعمل على راحة الجسم، فالجسم يريد إنقاذ نفسه لئلا يتحطَّم، فينتُج عن ذلك مشاعر راحة وهدوء لها مفعول التخدير، حينها يعتقد الشخص أنّ ذلك تعزية الروح القدس، لكن هذا غير سليمٍ، فهي مجرد هرمونات مخلوقة لإنقاذ الإنسان مِن أنْ يُكسَر، لكنها ليست تعزية.
- عدم السلوك بالإيمان:
الشخص الذي لا يسلك بالإيمان يضع قدمه في الموت، فكيف بعدما أُنقذت من يد إبليس تعود له مرة أخرى. لا مزاح في هذا، كُنْ سريع التوبة، والتوبة هي تعديل مسار تفكيرك للطريق الصحيح.
شرحت سابقًا الفرق بين أنواع الحزن في حلقات راديو بعنوان “الحزن وتأنيب الضمير“، حيث أوضحت أنه يوجد حزنٌ نتيجة اكتشاف شيء سلبي حدثَ كشيء خسرته أو شخص خسرته، حينها يكون أمامك طريق من اثنين، الأول وهو الندم كما حدث مع يهوذا الإسخريوطي (متى ٢٧: ٣-٥) وأخيتوفل (٢ صموئيل ١٧: ٢٣) وكانت النهاية هي الانتحار بسبب تكوُّن المرارة الداخلية، والمرارة هي أي شيء مُكَدِّر ومُحزِن فهي ليست فقط تجاه أشخاص بل أشياء أيضًا.
أما الطريق الثاني هو ضبط ذهنك للتفكير حسب الكلمة، فإن فُقِدَ شيءٌ، بالتأكيد سيعوضك الروح القدس. لكن إن سمحت لأفكار إبليس ستجده يقول لك على سبيل المثال: “لماذا ضاعَ هذا الشيء لقد كان غاليًا، أو كان من خارج مصر، يا له من خسارة،…إلخ” أو تأتي أفكار لفتاةٍ تقول: “أنتِ قد ضيعتي الشخص المناسب من يديكِ، بعدما أعطيتي له وعدًا، تركتيه هكذا،…إلخ”.
“الندم” هو حالة الثقة في رأيك الشخصي والاعتقاد أن المشكلة ليس لها حلٌ إطلاقًا، هو الرجوع للوراء وليس التقدُّم للأمام. سيحاول إبليس دائمًا أن يأخذك للوراء.
سيُحاوِل إبليس أن يسحبك في حالة من الندم والتحسُّر على ما فُقِدَ، لا تسمح له بهذا! لكن عندما تنظر بنظرة الرب للمواقف، تجد الروح القدس يقول لك: “هناك حلٌّ”، وستُعطِي نفسك الفرصة لترى ما تقوله الكلمة عن موقفك، فنهاية الحسرة هي الموت كما حدثَ مع يهوذا.
تذكَّرْ ما قاله الرب يسوع لبطرس الذي كان يبكي ندمًا: “…وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ” (لوقا ٢٢: ٣٢)، مِمَّا يُعنِي أنه كان مُرتَدًّا! لن يفيدك البكاء حتى لو أخطأت. الحزن هو وقوع في أشراك الموت.
نحن في مملكة كلها أفراح فقط. أيضًا كما شرحت مُسبقًا أنه حتى إن فُقِدَ شخصٌ في حياتك، فلا يجب أن تحزن، هذا ليس معناه أنه بلا قيمة، بل نحن لا نحزن لأننا عرفنا ما تقوله الكلمة بخصوص هؤلاء أحبائنا، لماذا إذًا نُدخِل الموت لحياتنا عَبْر الحزن والبكاء، هذا لن يُفيد!
عندما يسير الشخص بالإيمان هو بهذا يحيا بالروح ويرى الأمور من خلال عالَم الروح أي ما تقوله الكلمة في كل موقف.
“٥ فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. ٦ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.” (رومية ٨: ٥، ٦).
ضبْط الذهن حسب الحواس الخمس (الجسد) هو موت، كأن تُسحَب في أفكار الخسارة المادية التي خسرتها في مشروعك نتيجة نظرتك للعيان، لكن عندما ترى حسب الكلمة ستجد الحلول والتعويض.
قال أحدهم ذات مرة: “إنه ربح ٤ مليون دفعةً واحدةً عندما ارتفع سعر الدولار لأول مرة!” مِن ثَمَّ قال لي: “لو لم أكُنْ أعرف هذا التعليم لكنت ميتًا أو مريضًا بمرض خطير بسبب الحسرة على ما خسرته قبلما أربحُ هذا”، لكن عندما عرفَ الكلمة نظرَ بصورة مُختلِفة للموقف ومارسَ إيمانه بأنه سينال تعويضًا، وحدثَ ذلك بالفعل واستردَّ كل ما خسره.
الإيمان هو الذي سيجعلك ترى بمستوى أعلى، اعتقدَ البعض أنّ الإيمان معناه ترجي تغيير الواقع وينتظرون المعجزة، لكن في الحقيقة هو صناعة المعجزة! لهذا من الطبيعي أن تجد الواقع سلبيًّا فهذا ميعاد الإيمان.
“مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.” (غلاطية ٢: ٢٠).
يتكلَّم هنا عن أن نظرة الرب لنا هي نظرة إيمان ونحن نحيا بالإيمان المَبني على نظرته لنا، فإن ذهبنا لعدد ١٦ مِن نفس الإصحاح سنفهمها بصورة أوضح.
“إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوس…” (غلاطية ٢: ١٦).
يؤمن الرب يسوع شخصيًا بنا ونحن نسلك بناءً على ذلك، فالشخص الذي يسلك بالروح (بالإيمان) يكون خارج دائرة الموت.
- نقص المعرفة:
“١ يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، ٢ حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ (يُضبَط) قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، ٣ إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، ٤ إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، ٥ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. ٦ لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. ٧ يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ (حماية) لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ، ٨ لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ (السالكين معه). ٩ حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ. ١٠ إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، ١١ فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ (الصحيح) يَنْصُرُكَ، ١٢ لإِنْقَاذِكَ (حمايتك عن طريق إبعادك) مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ، وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ، ١٣ التَّارِكِينَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ (طُرق إبليس الشريرة)، ١٤ الْفَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ، الْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ، ١٥ الَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ. ١٦ لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلاَمِهَا (كلامها المعسول)، ١٧ التَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا، وَالنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلهِهَا. ١٨ لأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى الْمَوْتِ، وَسُبُلُهَا إِلَى الأَخِيلَةِ. ١٩ كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لاَ يَؤُوبُ، وَلاَ يَبْلُغُونَ سُبُلَ الْحَيَاةِ.” (الأمثال ٢: ١-١٩).
” ٢ حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ”؛ أي تبدأ في التركيز فيها فتحبها حتى لو كنت قبلاً تكرهها.
تتكلَّم الأعداد ٣ و٤ عن أنك إذا رفعت صوتك وطلبت المعرفة والفَهْم بكل شغف، وفتَّشت عنها كالبحث عن شيء ثمين جدًا، ستجد نتيجة (عدد ٥) وهي تفهم ما تقوله الحكمة حتى لو لم تكُنْ تفهم في البداية (تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ)، وتجد ما تبحث عنه (َتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ).
” ١٢ لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ، وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ”؛ يحميك الحق الكتابي مِن أن تُخدَع في العالم. حتى مَن يخدعك وأنت تعلم ذلك، سينتهي، كما خدعَ يهوذا الرب يسوع لفترة وفي النهاية انتهى.
” ١٦ لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ…”؛ إذًا ستُنقذك المعرفة والفهم مِن السحب الشديد مع الأرواح الشريرة، حيث يمكنك تبديل كلمة “المرأة الأجنبية” بأي شيء يعمل على سحبك بعيدًا.
“١٧ التَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا، وَالنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلهِهَا. ١٨ لأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى الْمَوْتِ، وَسُبُلُهَا إِلَى الأَخِيلَةِ. ١٩ كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لاَ يَؤُوبُ، وَلاَ يَبْلُغُونَ سُبُلَ الْحَيَاةِ”
يتكلم هنا عن أن بيت تلك المرأة -أو أي شيء يسحب ويخدع- الخائنة والناسية العهد مع الرب، واقعٌ تحت الموت ومُتعاوِنة مع الأرواح الشريرة (النيفيليم)، فهناك مَن يفتح أبواب الموت لتدخُل الأرواح الشريرة وتُخَرّب بيته، فليس بالضرورة أن تكون الأعراض الموت الجسدي، لكن لو كنت حساسًا لروحك ستُميِّز أنّ المكان الذي دخلت إليه مُحَمَّلٌ بنشاط للأرواح الشريرة.
” الأَخِيلَةِ” تُعنِي الأرواح الشريرة أو النيفيليم (الناتجة عن تزاوج أرواح شريرة مع بشر)، وللأسف تم ترجمتها في بعض الترجمات على أنها “الموتى”، هذا لأن المُترجِم لا يفهم العقيدة، فوضعَ معنى ناتِجًا عن انطباعه الشخصي.
واردٌ أن تتقابل مع أحدهم إن كان في العمل أو المدرسة مُحَمَّلٌ بأرواح شريرة، فتجد نفسك بعد تلك المقابلة مُشَتَّتًا ومسحوبًا في الأفكار، لكن هناك مَن يُفسِّر تلك الأعراض على أنها نتيجةٌ للتقدُّم في السن، وهناك مَن يُميز ويعرف أن السبب نتيجة مُقابلة مع أحدهم، لكن بالطبع يوجد مَن هم “موسوسون” ويخشون مقابلة الناس عمومًا لئلا يتأثّروا بالأرواح الشريرة، وهذا ليس حلاً، بل كل ما عليك هو غلق قلبك وفكرك عَمَّا يقوله الشخص ولا تتبع طُرقه، حينها ستكون في حماية إلهية.
يُعنِي ذلك أنه في بعض الأحيان عندما تكون جالِسًا مع أحدهم يمكنك ألا تضحك على ما يقولونه، كُن واضِحًا في رفضك لطرقهم حتى لو أجبروك على إبداء رأيك في أمرٍ ما، فهناك مَن يُحب الطُرق الشريرة على الرغم من المشاكل التي تنهال عليه ولا يتعظ! لهذا عندما تجلس مع أشخاص مثل هؤلاء لا تشرب من أفكارهم. لا أعني بذلك كراهيتهم، فالرب يسوع كان يُحب الخطاة ولكن لا يقبل اقتناعاتهم وأفكارهم، كان لونه واضِحًا.
استردَّ الرب يسوع لنا كل شيء وخلقنا من جديد (الميلاد الثاني) وأعطانا الإرادة لقول “لا” للأمور الشريرة، لكن هناك مَن سُحِبَ مع الأرواح الشريرة نتيجة علاقات خاطئة ونقص المعرفة. لا تنسَ ما قاله الكتاب وهو إنّ المعرفة ستحميك (الأمثال ٢: ١٠-١٢).
“١٣ اَلْمَرْأَةُ الْجَاهِلَةُ صَخَّابَةٌ حَمْقَاءُ وَلاَ تَدْرِي شَيْئًا، ١٤ فَتَقْعُدُ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهَا عَلَى كُرْسِيٍّ فِي أَعَالِي الْمَدِينَةِ، ١٥ لِتُنَادِيَ عَابِرِي السَّبِيلِ الْمُقَوِّمِينَ طُرُقَهُمْ: ١٦ «مَنْ هُوَ جَاهِلٌ فَلْيَمِلْ إِلَى هُنَا». وَالنَّاقِصُ الْفَهْمِ تَقُولُ لَهُ: ١٧ «الْمِيَاهُ الْمَسْرُوقَةُ حُلْوَةٌ، وَخُبْزُ الْخُفْيَةِ لَذِيذٌ». ١٨ وَلاَ يَعْلَمُ أَنَّ الأَخْيِلَةَ هُنَاكَ، وَأَنَّ فِي أَعْمَاقِ الْهَاوِيَةِ ضُيُوفَهَا.” (الأمثال ٩: ١٣-١٨).
” ١٣ حَمْقَاءُ”؛ شرحت معناها سابقًا في سلسلة “الحكمة النازلة من فوق“، لكن على أي حال هي تُعنِي تجاهُل الكلمة وعيش حياة التفاهة؛ لهذا إنْ رأيت ابنك مسحوبًا في تفاهات سواء ألعابًا، أو فيديوهات يشاهدها، أو أغاني الأطفال، فعليك تنظيف ذهنه فورًا من تلك التفاهات.
” اَلْمَرْأَةُ (الإنسان) الْجَاهِلَةُ صَخَّابَةٌ”؛ أي بسبب الجهل والتفاهة صارت ثرثارة، تظهر كأنها فاهِمة ولكنها لاَ تَدْرِي شَيْئًا.
تراها تُنادِي على مَن سيسمعون لها (الجُهال) وتقول لهم إن الأعمال الخفيَّة لها لذة. أيضًا كما شرحت سابقًا في سلسلة “تربية الأطفال” أنك إنْ رأيت الطفل يفعل أمورًا ويحاول اكتشاف أشياء في الخفاء، فهذا لأنه امتلأ على مدار سنين بالتفاهة، فتجده يُجرِّب أشياء ولا تدري أنك بهذا تجعله يتدرَّب!
لا تقُلْ: “كون الطفل كثير الاكتشاف، إذًا هذا ذكاء” لا! بل هذا وقت لتقود أولادك، راجع (التثنية ٢١: ١٨-٢١) حيث يوضح أن عقاب الطفل المُتمرِّد في العهد القديم كان الرجم لاستئصال الشر من الأرض، لهذا يجب أن يكون هناك حالة من الصرامة لئلا يفسد أولادك، بالتأكيد لا أُعني أن تميته لكن لا تتهاون معه، ولتربيه في مخافة الرب.
للأسف هناك مَن عاشَ طفولةً تعيسةً، بالتالي لا يقترب مِن أولاده ليربيهم تحت بند أنه عاش طفولةً سيئةً فلا يريدها أن تتكرَّر في أولاده، للأسف هذه حياة التجربة والخطأ وليست مَبنية على الكلمة، صار بذلك ميتًا وهو حي هو وأولاده بسبب تمحوره حول ذاته!
«الْمِيَاهُ الْمَسْرُوقَةُ حُلْوَةٌ، وَخُبْزُ الْخُفْيَةِ لَذِيذٌ»؛ أتت هذه العبارة نتيجة عدم الامتلاء بفكر الكلمة، فهذا ليس الطبيعي.
“١٨ وَلاَ يَعْلَمُ أَنَّ الأَخْيِلَةَ هُنَاكَ، وَأَنَّ فِي أَعْمَاقِ الْهَاوِيَةِ ضُيُوفَهَا”؛ أعتقدُ أنه لا يوجد صراحة أكثر من ذلك تُثبِت أن الجهل والحماقة والتفاهة تُؤدي للهلاك، حيث إننا نسمع اليوم مَن يقول: “أنا صليت ولم يَحدُث شيءٌ”
“٦ الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أَيْضًا مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ. ٧ كَمَا تَعَلَّمْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَبَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ، ٨ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَيْضًا بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ. ٩ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ ١٠ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، ١١ مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، ١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ” (كولوسي ١: ٦-١٣).
لم يكتفِ الرسول بولس بما رآه من نتائج في أهل كولوسي من جهة اختبار نعمة الله (قوة الله المُغيِّرة) وميلادهم الثاني، بل يسعى لجعلهم يُدركوا أنهم بحاجة إلى الامتلاء، هذا ما جاء في العدد التاسع.
الملء ليس بالفيديوهات التافهة والفلسفة، حيث نجد محاولة التقليل من الإنسان التي تظهر في وَضْعِه لآلهة غير الرب والتي تتمثل في أطعمة معينة، أو حتى حيوانات أليفة، نعم من الهام التعامُل مع تلك الأشياء ولكن بمقدار مُعيَّن، وليس تنصيبها كإلهٍ. يوجد مَن أحبَّ أشخاصًا أكثر مِن الرب، ونحن نعلَّم ردّ الرب على مَن يفعل ذلك وهو: “…لاَ يَسْتَحِقُّنِي.” (متى ١٠: ٣٧، ٣٨).
يجب أن تمتلئ بالمعرفة لتستطيع الوقوف بثبات أمام ظروف الحياة (الصَبْرٍ) بفرح دون الشعور بالضغط (طول الأناة).
“١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ”
بعدما أُنقذنا مِن سلطان الظُلمة، كيف نعود نسلك كما لو أننا لازلنا هناك. لاحظ أنه لم يَقُل: “نُقلنا لسلطان ابنه” بل: “نُقلنا لملكوت ابنه المحبوب”؛ لأننا نُقلنا لمملكة المحبة، على عكس مملكة إبليس الشرسة، فهذا الكائن لا يرحم؛ يسحب ويذبح ويهلك.
لم يقُلْ الكتاب عبثًا أنْ تحفظ تفكيرك وتأخذ حذرك من أصغر الأفكار، بل لأنه يعلم أنّ ذلك سيُؤثِّر ويتفشَّى في كل زوايا حياتك (ارتباطك، مادياتك، دراستك، …إلخ)، حيث تعمل الأرواح الشريرة على جلب مواقف أو أشخاص تُثبِت لك الأفكار الخاطئة التي أُلقيت عليك، لهذا لا تقعْ في تلك المكائد الشيطانية فالموت لم يَعُدْ له سلطانٌ عليك.
تذكَّرْ، نحن في ملعب وعلينا مسئولية اللعب، نعم يوجد مُدرِّبٌ ولكن أقصى ما يُمكِنه فِعْله هو تدريبك، لذا قال الكتاب: “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ…” (أفسس ٦: ١٢)، أي سيادتنا ليست مع دم ولحم، فهي ليست حرب الرب بل سيطرة الرب من خلالنا.
يجب أن ترى الصورة مِن فوق؛ “…الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ” (١ يوحنا ٥: ١٩). يحاول إبليس السيطرة على الأرض عَبْر فتح أبواب الموت عليهم وهناك مَن هو بالفعل تحت سلطانه ومفعول الموت يعمل في حياته، هؤلاء تجد أولادهم عاصيين كونهم لم يزرعوا مبادئ الكلمة بل فتحوا آفاق الموت عليهم.
عليك أن تنتبه (كمولود من الله) مِمَّا تزرعه في حياتك وحياة أولادك، فقد صار عنواننا الآن هو النور وصرنا مُؤهَّلين لنتواجد هناك ونسلُك بقوانين مملكتنا الجديدة (مملكة المحبة) (كولوسي ١: ١٢)، سيحدث ذلك عبر ضبط طريقة تفكيرنا وفقًا للكلمة ليَحدُث access للنور.
يوجد مَن يعمل access للظلمة من خلال قبول أفكار الطعْن عليه والحزن التي مصدرها إبليس، وهناك مَن يقول: “أيُعقل أن يكون شخصٌ في مِثْل حالتي المُزرية ويكون بطلاً ومُنتصِرًا! أيعقل بعد كل ما فعلته أن أكون ابن الله!” ولا يعلَّم أنَّ هذا كلام إبليس على فمه مُحاوِلًا خداعه أن هذا كلامٌ جميلٌ مَبني على الكلمة، لكن هذا ما إلا طعنًا عليك للتقليل مِنك واستنزافك لتضعُف!
الغرض مِن ذلك هو جعلك غير قادِرٍ على حمل قِطع السلاح التي ذُكِرَتْ في (أفسس ٦: ١١، ١٣-١٧). لهذا يقول: “أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.” (أفسس ٦: ١٠) لتستطيع حِمْل قِطع السلاح، لابد أن تتقوى، فإن كنت مريضًا أو حزينًا لن تستطيع حِمْله.
هناك بعض الأفكار الخطيرة التي تمنعك من استقبال الحلّ أو المساعدة والتي تظهر أنها بريئة مِثل فكرة: “لا أريد أن أُثقِّل على أحدٍ” فهناك مَن تدرَّبَ على الإدانة لسنوات، حيث تجده كثير الشُكر للشخص الذي ساعده ويشعر بالندم لأنه أتعبه معه.
أو ربما يشعر بالضآلة تجاه الشخص الذي ساعده كونه جلسَ معه لمدة ساعة على سبيل المثال، وهو لا يدري أن هذا الشخص الله مَن أرسله ليُدرِّبه حتى يتعلَّم كيف يلعب في المباراة (الحياة)، لكن للأسف بسبب أفكار التقليل والإدانة يفتح الشخص على نفسه أبواب الموت ولن يقبل ما سيُقال له.
افهمْ هذا، قال الكتاب إنك: “مُؤهَّل” (كولوسي ١: ١٢) أي تستحق المساعدة فأنت محبوب يسوع لهذا هو أرسل أشخاصًا لمساعدتك!
تذكَّرْ، لقد خرجت مِن سلطان إبليس ولم يَعُد لأي سحر أو لعنات موروثة أن تؤثر فيك، لأن قوة القيامة تعمل فيك وفي حياتك لكنها لن تعمل من تلقاء نفسها بل عليك القيام بدورك وهو رفض أفكار الحزن والتقليل منك.
“مسمار صغير كافٍ لثقب عجلة ضخمة“. بالمُنطلَق نفسه، مهما نضجَ إيمان المُؤمِنين سيظل عليهم توخي الحذر من أي فكرة مهما كانت صغيرة وبريئة لئلا تكون سببًا في تسريب القوة.
لن تستطيع تمييز الأفكار الخاطئة إلا من خلال (الكلمة، الشركة مع الروح القدس، شركة المؤمنين الصحيحة). بالنسبة لنقطة “شركة المؤمنين” فهناك مَن زُرِعَ في ذهنه أفكار معينة وقد تكون زُرِعَتْ من سنوات ويحصد نتائجها حاليًا جعلته يكون مقفولاً مِمَن حوله، وعلاج ذلك يتم بطريقة واحدة وهي “تجديد الذهن” »لهذا اسعَ لأن تمتلئ بأفكار الله تجاهك وتجاه ظروف حياتك، ولا تمتلئ بأفكار العالم المستوحاة مِن إبليس لأنها ستفتح أبواب الموت على حياتك»
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download