القائمة إغلاق

أبناء القيامة – الجزء Sons of the Resurrection – Part 9

 

لمشاهدة العظة على فيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العطة على اليوتيوب

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

 (العظة مكتوبة) 

أبناء القيامة – الجزء 9

▪︎ كيف نبقى في الموت بعد هذا الخلاص الضخم؟!

▪︎ خمير الفريسيين وارتباطه بالموت.

▪︎ بوابات الموت.

 “٣٥ وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦ إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا ٢٠: ٣٥، ٣٦).

 ذكرت سابقًا أن أبناء القيامة هم المُتدرِّبون بالقيامة، هي ليست ولادة بالنوع بل النضوج، لا يتحدَّث عن نوعيته كإنسان بل نضوجه داخل القيامة، ببساطة أبناء القيامة هم من نضجوا في القيامة، حيث يحتاج الأمر نموًا وإدراكًا.

▪︎ كيف نبقى في الموت بعد هذا الخلاص الضخم؟!

 بعدما صَنَعَ الرب يسوع كل هذا وأخرجنا مِن الموت، كيف نبقى فيه؟! يبقى بوابات للموت وقد يضع الأشخاص أرجلهم فيها دون أن يدروا.

 “١ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ ٥ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. ٦ عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. ٧ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. ٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. ٩ عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. ١٠ لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ. ١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ١٢ إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، ١٣ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ. ١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.” (رومية ٦: ١-١٤).

 يقول عدد (١، ٢) بعدما أُنْقِذنا من إبليس، هل نبقى في يده؟ حاشا! فنحن أُخْرِجنا من يده. يربط عدد (٤) بين ما حدث ليسوع وما يَحدُث في حياتنا الآن. ما عَبَرَ به الرب يسوع لم يكُنْ قصةً دراميةً أو تمثيلاً لكنه أمرٌ حقيقيٌّ، ومِن الخطأ اعتقاد أن الرب يسوع كان لديه القدرة لاحتمال الآلام، ولكنه تظاهرَ بعكس ذلك ليترك قدوة لنا! لا، هذا ليس حقيقيًا. فهو عَبَرَ في موت حقيقي وعذابات كان مِن المُفترض أن نأخذها نحن.

 “١٠ لأنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ أي موت روحي واحد، يُعَد عدد (١٢) هو بداية تطبيق أنّ الخطية لا تسود علينا، الخطية هي ما أدخلت الموت سابقًا، إذًا لأن الخطية أُبطِلَتْ فالموت أيضًا يُبطل.

 بنفس هذا السياق الذي قرأناه؛ بعدما أنقذنا الرب يسوع من الموت وأخرجنا لماذا نعيش نحن في الموت بعدما أُنقذنا.

▪︎ خمير الفريسيين وارتباطه بالموت:

 الموت ليس مقصود به الموت الجسدي لكنه مشمولٌ داخل المعنى، كما استخدمَ الرب يسوع تعبيرات خاصة بالتعامُل مع الموت، وأوضح أنه يوجد شيءٌ واحدٌ تخافه وتهابه في الموت تجده في الشاهد التالي:

 “١٦ «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. ١٧ وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. ١٨ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. ١٩ فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، ٢٠ لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. ٢١ وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، ٢٢ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. ٢٣ وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. ٢٤ «لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. ٢٥ يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! ٢٦ فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. ٢٧ اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ (المنابر)، ٢٨ وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.” (متى ١٠: ١٦-٢٨).

 يعني لفظ “الظُّلْمَةِ” المذكور في عدد (٢٧) التعليم الخاص بالتلاميذ، أي ما قيل لهم من الرب في الخفاء، وهذا يوضح أن تعريف الظلمة له أبعاد أخرى.

 يُعتبَر عدد (٢٨) الحالة الوحيدة التي قال فيها الرب: “خافوا”، ربما يتوارد إلى ذهنك أنّ هذا هو إبليس، لكنه ليس هو، حيث إن ليس له سلطانٌ أن يُلقِي أحدًا في الجحيم. كما أنّ الرب ليس هو المقصود فهو ليس قتالاً للناس منذ البدء، وفي الأساس الجحيم مُعَدٌّ لإبليس وملائكته. إليك الإجابة بالربط مع الشاهد التالي حيث يسرد القصة نفسها بصورة أخرى تُوضِّح القصد.

 “١ وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ، إِذِ اجْتَمَعَ رَبَوَاتُ الشَّعْبِ، حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضًا، ابْتَدَأَ يَقُولُ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَوَّلاً تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِي هُوَ الرِّيَاءُ، ٢ فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. ٣ لِذلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي الظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي النُّورِ، وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ الأُذْنَ فِي الْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ عَلَى السُّطُوحِ. ٤ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. ٥ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هذَا خَافُوا.” (لوقا ١٢: ١-٥).

 خمير الفريسيين هو ما يقتل ويُؤثِّر على أبدية الإنسان. لا تخافوا من قَتْل الجسد لأنه مرحلة وستَعبُر، ما يليها هو الأهم وله أولوية قصوى. يُوضِّح أن قَتْل جسم الإنسان شيءٌ عادي لأنه سيقوم ثانيةً، الأكثر أهمية هو بعد موته أين سيُلقَى؟

 هنا نرى تحذير الرب في البداية مِن خمير الفريسيين الذي هو الرياء وهو كافٍ ليُلقِي بالشخص في الجحيم (القناع الذي يُلبَس في المسارح للتنكُّر) أي يُظهِر عكس ما يُبطِن. أضِف إلى هذا، أي شيء غير نقي، هذا ما يقتل لأن له تأثير على ما بعد قَتْل الجسد. كان للفريسيين سلطةٌ لأخذ قرار لقتل الأشخاص لكن الخطيرهو خميرهم وليس قرارهم لقتل الجسد!

 إذًا الموت المقصود هنا هو تأثير إبليس على الإنسان لقتله وهو حيٌّ عن طريق تعليم غير كتابي ومفاهيم عالمية بشرية وبالطبع هذا سيُؤثِّر على الأبدية.

▪︎ بوابات الموت:

١- عدم السلوك بالمحبة:

“نحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.” (١ يوحنا ٣: ١٤).

 مَن لا يحب أخاه يستمر في الموت هنا على الأرض بعدما أخرجنا الرب يسوع وأقامنا معه. قبولك لأفكار سلبية عن الآخرين وتحليلاتك عنهم اعتقادًا منك أن هذا ما يحميك، في الحقيقة هذه محبة بشرية مُؤذيَّة.

 يشمل السلوك بالمحبة أن تُحِب نفسك بصورة صحيحة أي لا تظلمها وتضغط عليها أو تحبها بأنانية، فهذا كله يجعل الموت يتسرَّب إلى حياتك. تذكَّرْ ليس المعني الوحيد المذكور هو الموت الجسدي فقط بل نظام الموت الذي يجعل الشخص يدخل إلى الظلمة بينما هو مازال على الأرض!

٢- عدم التحكُّم بالجسد:

 “وَأَمَّا الْمُتَنَعِّمَةُ فَقَدْ مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ.” (١ تيموثاوس ٥: ٦).

 المُتنعِّمة أي مَن لا تقول “لا” لجسدها، للحزن والبكاء ومتابعة العالَم بشراهة، الأكل وساعات النوم الكثيرة، هذه كلها مداخل للموت بالرغم مِن الخروج منه، ويُوضِّح الكتاب أن مَن يسلك بهذه الطريقة يؤذي حياته وجسده.

٣- التركيز على الحواس الخمس:

“٧ ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ الزَّائِلِ، ٨ فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟” (٢ كورنثوس ٣: ٧، ٨).

 سُميت خدمة العهد القديم بخدمة الموت لأنها كانت تُركِّز على الحواس الخمس.

٤- الحزن:

 “لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا.” (٢ كورنثوس ٧: ١٠).

٥- عدم السلوك بالإيمان:

 “٥ فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. ٦ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.” (رومية ٨: ٥، ٦).

 دعونا نتوقَّف عند الجزئية التي تخص فَهْم الموت لتفهم معنى أن تنفتح على عالم الروح وأنت على الأرض. لنُلقِ نظرةً على (متى ٤ التجارب التي عَبَرَ فيها الرب يسوع.

“١ ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. ٢ فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. ٣ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ٥ ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، ٦ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ٧ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ٨ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، ٩ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ١١ ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.” (متى ٤: ١-١١).

 بالرجوع للفِكْر اليهودي تجد إنه ممنوع أن يقف أحدٌ على جناح الهيكل، كان الرب يسوع في البرية ولم ينقَد بجسده بل ذهنيًا وهذا يتضح من استخدامات كلمة “أَخَذَهُ” في اليونانية. فلا تُعنِي أن الرب يسوع انقادَ وراء إبليس لفترة ثم عادَ لرشده أخيرًا، لكن الحرب كلها ذهنية، وكانت عبارة عن أفكار تأتي على ذهنه في صور وتخيُّلات بينما هو مازال في البرية.

 “٥ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ”؛ هذا المكان ممنوع الوقوف عليه بحسب معتقد بعض طوائف اليهود، والبعض الآخر لديهم مبدأ آخر وهذا ما استندَ عليه إبليس وهو أن هذا المكان هو البوابة المُوصِّلة بين السماء والأرض حيث يعتقدون أنّ الهيكل هو نموذجٌ مُصغَّرٌ للسماء، ووقوف شخص عليه يُعنِي أنه وصلَ إلى أعلى قمة الحياة الروحية، وهذا ما لعب عليه إبليس.

 بعد صيام أربعين يومًا أي إن الحواس الخمس كان مُسيطَرًا عليها وكل التركيز مُنصَبٌ على عالم الروح، فالصوم ليس لتعذيب الجسد بل للتركيز أكثر في عالم الروح والكلمة، والرب يسوع هنا وصلَ لهذه المرحلة وحاولَ إبليس أن يخدعه منها بأن يُوجِّهه أنه يُمكِنه إعطاء أوامر للملائكة بصورة غير عادية لأنه وصلَ إلى إدراك روحي أعلى من الطبيعي ويستطيع أن يقول بحسب معتقد بعض الطوائف أنه وصل لبوابة السماء واخترقها بينما هو على الأرض عبر جناح الهيكل (أعلى قمة الحياة الروحية).

 كان إبليس يتعامل مع الرب على أنه وصلَ لأعلى مرحلة في عالم الروح ويستطيع أن يتعامل معه بصورة سَلِسلة جدًا عن حواسه، فعَرَضَ عليه أن يُلقِي بنفسه من فوق جناح الهيكل ليجد الملائكة تخدمه، انتبه! وَصَلَ الرب يسوع لإدراك في الحياة والموت جعله يفهم أنّ الإيمان ليس مُجازفة، والرب رفض بالطبع.

 لا يُقصَد بالمُجازفة الخوف بل أن تسلك فيما يريده الرب، عند دخول الرب يسوع إلى المدينة لإقامة لعازر مِن الموت وكان اليهود مُتربِّصين به ليقتلوه، لا تظن أن الوضع كان آمنًا وقتها، حيث يوجد فرق بين العساكر الرومان والجند الخاصين باليهود ولديهم الحقّ أن يقبضوا على أي شخص ويقتلوه. كان هذا هو التهديد الذي أخاف التلاميذ وهو أن يسوع ذاهِبٌ للبلد التي من الممكن أن يُقتَل فيها، ورَدَّ عليهم بأنه يمشي في النور (الإدراك) فهو لا يخاف الموت.

 أما بالنسبة للهيكل فقد رفضَ الرب يسوع أن يقفز مِن على جناح الهيكل مهما كان المستوى الروحي الذي وصلَ إليه، في حقيقة الأمر وصلَ الرب يسوع بالفعل لهذا المستوى وأخذنا إلى هناك؛ وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ. (يوحنا ١٢: ٣٢).

 إِنِ ارْتَفَعْتُ؛ هنا كان يتكلَّم عن خشبة الصليب وأيضًا روحيًا بعد الصليب وكيف إنه سيصعد ويرقى بالناس لمستوى عالٍ (المعنى مُزدوَجٌ هنا). أجْذِبُ“؛ يوجد شدّ روحي بمجرد سلوكك في طريقه ومبادئه، وهذا عكس كلمة “انجذب” المذكورة في (يعقوب ١) والتي تُعنِي محاولة شدَّك خارج الطريق (أي الكلمة)، ارتفاع الإنسان ليس بإدراكه لعالَم الروح فقط بل أيضًا لمكانته في المسيح وأنه يسكن السماء وقائم مع المسيح، لذلك هو رئيس خلاصنا.

٦- عدم احترام جسد المسيح:

 “٢٩ لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. ٣٠ مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.” (١ كورنثوس ١١: ٢٩، ٣٠).

 “بِدُونِ اسْتِحْقَاق” أي لا يرى حقيقة أو استحقاق الكأس والخبز. أدعوك لدراسة التعليم الموجود بالموقع عن “شركة جسد الرب ودمه“.

 لننظرْ إلى (عدد ٣٠)، ليس مِن الطبيعي أن يوجد مرضى كثيرون والسبب هنا هو عدم تقديرهم للكأس والخبز، تقديرك لجسد المسيح وما يُرمَز إليه (كلمة الله) هو ما يجعلك تدخُل لدائرة الحياة وتستفيد بها، لذلك وقت العشاء قال الرب يسوع لهم: “هذا دمي (حياتي) للعهد الجديد”.

 كان الرب يسوع يتكلَّم عن حياته ومُشارٌ فيها للكأس والخبز وهذا له علاقة بالأعياد والأعراف اليهودية، فهو يُخبِرهم بأنّ هذه هي حياته التي تُسكَب ويُوضِّح لهم أنّ الأمر لا يكمُن في ممارسة طقوس بل أنّ حياته ستُعطَى لهم في العهد الجديد.

 أوضحَ الرسول بولس في الشاهد السابق أنّ عدم تقديرك لهذه الحياة عَبْر عدم تقديرك للمُؤمِنين (جسد المسيح) يصل بك أن تُعانِي مِن ضربات الموت على جسدك إلى أنْ تصل لمراحل خطيرة! لا تحكُمْ على آخرين إنْ عبروا في هجمات شيطانية بأنهم فاتِحون ثغرات على حياتهم. مِن الوارد أن تَحدُث هجمات على حياة أشخاص فإبليس يحاول ولكن بإمكان الشخص أنْ يغلب، أيضًا توجد حالة استقرار حيث تكون في الصحة الإلهية المستمرة وليس فقط أن تنال شفاءً إلهيًّا مِن الأمراض.

 قَصَرَ بعض الأشخاص شركة جسد الرب ودمه على إنه الطقس في حين أنّ كلمة الله تُوضِّح أنه لا يوجد طقوس في العهد الجديد، لكنه رمزٌ له تأثيرٌ في عالم الروح مثل المعمودية، فالأمر ليس أن تمارسه أو تُكثر مِنه فحسب، لكن تقدير الجسد وما فعله الرب يسوع وليس الفِعْل نفسه. إن تعاملتْ مع الأمر باستتفاه فهذا انعكاس عن حياتك الداخلية وتفكيرك. كلما تُقدِّر أي تفهم ما فَعَله الرب يسوع وتُقدِّر جسده (الكنيسة)، يعود ذلك عليك بالنفع وهو ألّا يوجد ضعف أو مرض أو رقاد.

٧- العلاقات:

 إليك بوابة لها خطورتها، حيث تأخذ الشخص في موت دون أن يدري.

 “٣ لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً (هناك خداعٌ)، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، ٤ لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. ٥ قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ. ٦ لِئَلاَّ تَتَأَمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ، تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ.” (الأمثال ٥: ٣-٦).

 يوجد أشخاص هنا على الأرض يسحبون موتًا من الهاوية. إن تواصلت مع أحدهم وفتحت قلبك له ستأخذ من الأرواح التي عليه، ليس شرطًا أن تكون سيدة كما ذُكِرَ في الشاهد. نرى في العدد (٦) تحذيرًا من هذه المرأة المشبوكة بالهاوية، التي حدثَ لها عمى عن أن تتأمَّل وتُدرِك وضعها، فهي مُحصَّنة لئلا تُدرِك مصيرها، فتصير طرقها غير مُهدَّفة، حياة بلا هدف. أيضًا مَن يرتبط بها يصير غير شبعان في حياته وغير مُستقِر.

 “٦ تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ“؛ لا تستطيع أن تعرف أين ينتهي بها الطريق حيث يوجد غموض وارتباك وعدم تركيز، ومن يتّصل بهولاء الأشخاص يلتقط منهم عدوى فقدان الحياة.

 “١٤ لِذلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ، وُلاَةَ هذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. ١٥ لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْدًا مَعَ الْمَوْتِ، وَصَنَعْنَا مِيثَاقًا مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا، لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا، وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا».” (إشعياء ٢٨: ١٤، ١٥).

 هل لاحظت! هناك مَن يصنع عهدًا مع الموت، وميثاقًا مع الهاوية. للأسف هناك مَن يعقدون هذه الاتفاقيات!

٨- عدم التركيز والسهر الروحي:

 أشجعك على دراسة سلسلة “اصحوا واسهروا“. يوضح الكتاب أنّ التركيز سواء في المذاكرة أو العمل وأن تكون قائِدًا بالصورة الصحيحة في كل المجالات يعود لمدى تركيزك.

 “٢٤ وَالآنَ أَيُّهَا الأَبْنَاءُ اسْمَعُوا لِي وَأَصْغُوا لِكَلِمَاتِ فَمِي: ٢٥ لاَ يَمِلْ قَلْبُكَ إِلَى طُرُقِهَا، وَلاَ تَشْرُدْ فِي مَسَالِكِهَا. ٢٦ لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ. ٢٧ طُرُقُ الْهَاوِيَةِ بَيْتُهَا، هَابِطَةٌ إِلَى خُدُورِ (غرف) الْمَوْتِ. (الأمثال ٧: ٢٤-٢٧).

انتبه! لا للعيان بل للكلمة!

 تُعنِي كلمةتَشْرُدْ” تضليل وحالة سَحْب في الأفكار، والانتباه لأمور أخرى غير السليمة، فيُحذِّره لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء.

“١ اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ، وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ، ٢ لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا، فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. ٣ فَإِنِّي كُنْتُ ابْنًا لأَبِي، غَضًّا وَوَحِيدًا عِنْدَ أُمِّي، ٤ وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا.” (الأمثال ٤: ١-٤).

 ع٣؛ كان سُليمان طريًا وسهلَ التشكيل وكان دائمًا يأخذ نصائح والدته وكأنه الابن الوحيد. أما داود فكان يتَّبع معه منهجًا ويُحذِّره مِن الأمور التي سقطَ هو فيها لكي لا يسقط مِثله. يُقدِّم لنا سِفْر الأمثال حالة مِن التعليم تجاه الخداع مِن النساء، وهذا لا يُعنِي تطبيق هذا التعليم على التعامُل مع النساء فقط لكن يُمكِنك أن تُطبِّقه على كل زوايا حياتك.

 تعلَّمْ كيف تُربِي أولادك بأن تشرح لهم وتفهمهم عالم الروح. ازرعْ أنت المفاهيم السليمة قبل أن يتدخَّل غريب في أفكارهم، فقد يجدونها شيقة لهم لأنهم غير مُمتلِئين بالمعرفة. كان داود يُكثِر التعليم مع سليمان، ولم يَكُن يكتفي بالتحذير فقط بل يشرح له أن الهاوية والسماء مُرتبِطتان بأشخاص هنا على الأرض، لذلك وقت تعامُل الرب يسوع مع جناح الهيكل لم يتعامل مع حجارة فقط حيث يوجد رابط بين السماء والأرض، الأمر روحيٌّ!

 سبقَ وشرحتْ أنه بعد سقوط الإنسان أصبحَ كوكب الأرض مُنعزِلاً ومُحاصَرًا مِن إبليس، ولكنه اُستُعيدَ مرةً أخرى بعد الذي صنعه الرب يسوع. أدعوك أن تُطبِّق تعليم داود لابنه على كل زوايا حياتك وليس فقط في حالة الغواية من النساء.

كيف تكون حريصًا ألّا تشرد في تفكيرك؟

“لاَ يَمِلْ قَلْبُكَ إِلَى طُرُقِهَا، وَلاَ تَشْرُدْ فِي مَسَالِكِهَا.” (الأمثال ٧: ٢٥).

 يُمكِنك أن تحفظ ذهنك من التشتُّت وحالة الإلحاح (الزَنّ) والضغط مِن الأرواح الشريرة تجاه أمر بعينه (كأن تتطَّلع على الرسائل والتعليقات غير المفيدة مثلاً) عَبْر الإصغاء للرب فقط فهذا ما يحميك مِن الشرود والسَرَحان.

٣٢ «فَالآنَ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْمَعُوا لِي. فَطُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي. ٣٣ اسْمَعُوا التَّعْلِيمَ وَكُونُوا حُكَمَاءَ وَلاَ تَرْفُضُوهُ. ٣٤ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي. ٣٥ لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ، ٣٦ وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ».” (الأمثال ٨: ٣٢-٣٦).

 كل شخصٍ يُحب شيئًا ما، بالتأكيد هو يكره عكسه! إن كنت تُحِب الرب فبالتأكيد ستكره مباديء العالم، وهذا هو المبدأ الذي اعتمدَ عليه الرب يسوع عندما قال: “لا يُمكِن أنْ تخدم سيدين”.

 انتباهك وحرصك يجعلك مَحمِيًّا مِن الموت في الأرض، وعليك حراسة قلبك وأحبائك في هذا الأمر، لا تتركْ أولادك للسرحان مُعتبِرًا هذا أمرًا طبيعيًا وعَلِّمهم كيف يقودا أذهانهم.

٩- عدم قبول التصحيح (سواء مِن الكلمة أو الرعاية الروحية):

 “٢٠ يَا ابْنِي، احْفَظْ وَصَايَا أَبِيكَ وَلاَ تَتْرُكْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ. ٢١ اُرْبُطْهَا عَلَى قَلْبِكَ دَائِمًا. قَلِّدْ بِهَا عُنُقَكَ. ٢٢ إِذَا ذَهَبْتَ تَهْدِيكَ. إِذَا نِمْتَ تَحْرُسُكَ، وَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَهِيَ تُحَدِّثُكَ. ٢٣ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ. ٢٤ لِحِفْظِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ، مِنْ مَلَقِ لِسَانِ الأَجْنَبِيَّةِ. ٢٥ لاَ تَشْتَهِيَنَّ جَمَالَهَا بِقَلْبِكَ، وَلاَ تَأْخُذْكَ بِهُدُبِهَا.” (الأمثال ٦: ٢٠-٢٥).

 كل شيء حولك في وضعية أن يجذبك، لكن (عدد ٢٣) يقول إن تصحيحات الأدب هي طريق الحياة فَكُنْ مُصغيًا وتَقَبلْ. مِن حقك أن تناقش لكن في النهاية أن تريد أن تفعل الصواب.

١٠- الذهن غير المُمتلئ بالكلمة:

 “٧ فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ، ٨ عَابِرًا فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا، وَصَاعِدًا فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ٩ فِي الْعِشَاءِ، فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ، فِي حَدَقَةِ اللَّيْلِ وَالظَّلاَمِ. ١٠ وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ، وَخَبِيثَةِ الْقَلْبِ. ١١ صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ. فِي بَيْتِهَا لاَ تَسْتَقِرُّ قَدَمَاهَا. ١٢ تَارَةً فِي الْخَارِجِ، وَأُخْرَى فِي الشَّوَارِعِ، وَعِنْدَ كُلِّ زَاوِيَةٍ تَكْمُنُ. ١٣ فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ١٤ «عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي. ١٥ فَلِذلِكَ خَرَجْتُ لِلِقَائِكَ، لأَطْلُبَ وَجْهَكَ حَتَّى أَجِدَكَ.” (الأمثال ٧: ٧-١٥).

 يُوضِّح عدد (١٢) أن عالَم الروح يملأ أماكن كثيرة جدًا. أما في عدد (١٤) فهي تتقمَّص أنها مُتدينة وتعرف الكلمة. يُبيِّن لنا عدد (١٥) إنها كانت تبحث عن أي شخص لكنها أقنعته بأنها خرجت لأجله.

 “٧ فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ”؛ يأتي في ترجمات أخرى أنّ الشخص الفارِغ بذهنه فارِغٌ بقلبه وغير مُمتلِئ بالكلمة وليس لديه تعليمٌ كافٍ، غير كافٍ أن تعرف حُب الرب لك أو أنك لن تذهب للجحيم، لكنك تحتاج تعليمًا مُتكامِلاً يملأ ذهنك وإلا ستُسحَب.

١١ طريقة تفكيرك:

 إنْ كنت لا تحرس ذهنك جيدًا، فطريقة تفكيرك ستُؤثِّر على جسدك؛ “حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ.” (الأمثال ١٤: ٣٠).

 ترجمة أخرى: “العقل والقلب الهادِئان وغير المُرتبِكين مُمتلِئان بالسلام، فيُؤديا إلى حياة وصحة للجسد. أما الذهن المُمتلِئ بارتباك يُدخِل الموت. “الْحَسَدُ” هو حالة الهياج وهي تُؤذِي العظام.

 كلمات الكتاب واضِحةٌ وكلها حقائق فهي ليست تشبيهًا أو استعارةً مكنية! الخلاصة إنه توجد أشياء تُؤثِر على جسدك نتيجة طريقة تفكيرك. أنت تُدخِل الحياة أو الموت إلى جسدك نتيجة طريقة تفكيرك، لذا تَحكَّمْ في ذهنك.

١٢- عدم التَحكُّم في لسانك:

 يجب أن تتحكَّم في لسانك فهو بإمكانه أنْ يُدخِلك لعالَم الروح، وإما أنْ تحصُد حياةً أو موتًا؛ “٢٠ مِنْ ثَمَرِ فَمِ الإِنْسَانِ يَشْبَعُ بَطْنُهُ، مِنْ غَلَّةِ شَفَتَيْهِ يَشْبَعُ. ٢١ اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ.” (الأمثال ١٨: ٢٠، ٢١).

 تُدخِل الكلمات المنطوقة حياةً أو موتًا للجسد، فلا تتكلَّمْ دون تفكير أو وعي لتحفظ حياتك؛ “مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ يَحْفَظُ نَفْسَهُ. مَنْ يَشْحَرْ شَفَتَيْهِ فَلَهُ هَلاَكٌ.” (الأمثال ١٣: ٣).

 تأتي في بعض الترجمات؛ المُتهوِّر يُهلِك نفسه ويُدمِّر حياته أي يتكلَّم دون تفكير أو وعي، لذلك يحمي الروح القدس الأطفال روحيًا لكي لا تتأثّر حياتهم بكلماتهم وهذا هو السبب وراء أنّ البعض يُردِّدون كلمات سلبية ولا تتأثر حياتهم وآخرون تحقَّقتْ كلماتهم في الحال عقب نطقها، السبب هو نتيجة الشحنة الداخلية تجاه الشخص أو الشيء، أنصحك بدراسة مقالة “لماذا كلمات الإيمان بطيئة الحدوث في حين أنّ الكلمات السلبية تَحدُث فورًا؟!”

 أن يضبط الشخص لسانه لا تُعنِي الصمت بل الحراسة والتعامُل مع اللسان بوعي، وبذلك يحفظ هذا الشخص حياته.

فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ، وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ. (الأمثال ١٨: ٧).

 “الْجَاهِلِ” هو الشخص الواثِق برأيه والمُقتنِع به، فيجلب الدمار لنفسه. العلاج أن يُصغي للتصحيح ولا ينصب فخاخًا لنفسه بلسانه.

١٣- عدم الخضوع:

 مبدأ الخضوع لمَن هم في السُلطة حولك مثل الكلمة ووالديك والرعاية، هذا ما يمنعك مِن الكسرة والانحناء ويحافظ عليك واقِفًا في ظلّ الحياة التي تُحاوِل أن تُحنيك.

 نقرأ في سِفْر (العدد ١٦) عن تمرُّد بني قورح (مِن سبط لاوي) على موسى مُعتقِدين أنه مُتحيِّزٌ لأسرته ويُعطيهم المناصب، لكن الله وقفَ في صف موسى وقتها.

 ٢٩ إِنْ مَاتَ هؤُلاَءِ كَمَوْتِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ، فَلَيْسَ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي. ٣٠ وَلكِنْ إِنِ ابْتَدَعَ الرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، تَعْلَمُونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ (وليس بموسى) ٣١ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ، انْشَقَّتِ الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَهُمْ، ٣٢ وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، ٣٣ فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. ٣٤ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «لَعَلَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا». ٣٥ وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ. ٣٦ ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ٣٧ «قُلْ لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ الْحَرِيقِ، وَاذْرِ النَّارَ هُنَاكَ فَإِنَّهُنَّ قَدْ تَقَدَّسْنَ. ٣٨ مَجَامِرَ هؤُلاَءِ الْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ، فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ مَطْرُوقَةً غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدْ قَدَّمُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ. فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». ٣٩ فَأَخَذَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَدَّمَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، وَطَرَقُوهَا غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ.” (العدد ١٦: ٢٩-٣٩).

 عدم الخضوع هو ازدراء بالرب شخصيًا وليس بالشخص الذي في سُلطة (موسى مثلاً). هذا الحادث الأليم كله السبب فيه هو أفكار تَمرُّد، يتكرَّر الأمر نفسه مع بعض الأشخاص الآن دون أن يدروا، لا تكُن من هؤلاء.

 “٤٤ فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ٤٥ «اِطْلَعَا مِنْ وَسَطِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ، فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا. ٤٦ ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأ». ٤٧ فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى، وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإِذَا الْوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. ٤٨ وَوَقَفَ بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ. ٤٩ فَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. ٥٠ ثُمَّ رَجَعَ هَارُونُ إِلَى مُوسَى إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْوَبَأُ قَدِ امْتَنَعَ. (العدد ١٦: ٤٤-٥٠).

 أطاعَ هارون قول موسى وقامَ بدوره لإنقاذ صفوف الشعب مِن الوبأ. ما فَعَله هارون ليس هينًا، فقد مات اثنان من أبنائه قبل كذلك، ولكن هذا لم يجعله يتعثّر عن اتّباع طريق الرب؛ وَلكِنْ مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَارًا غَرِيبَةً أَمَامَ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُونَ. وَأَمَّا أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ فَكَهَنَا أَمَامَ هَارُونَ أَبِيهِمَا. (العدد ٣: ٤).

 لم يُؤثِّرْ على هارون موت أبنائه لأنهما قرَّبا نارًا غريبة ولم يُلقِ باللوم على الرب بل استمرَ يُحبه ويتحرَّك تحت أمره، هذه حالة اتّضاع!

 مِن الممكن أن يَدخُل الموت لحياة شخصٍ نتيجة عدم الخضوع للنظام الإلهي. اجعلْ لديك تقديرًا ومهابةً لهذا الشيء، فليس معنى أنّ الشخص لم يَمُت في الحال دليلاً على إنه نجا، بل ربما يكون الموت فد تسرَّبَ إلى زوايا حياته مثلما حدث مع شاول الملك.

 ١٨ وَأَرْسَلَكَ الرَّبُّ فِي طَرِيق وَقَالَ: اذْهَبْ وَحَرِّمِ الْخُطَاةَ عَمَالِيقَ وَحَارِبْهُمْ حَتَّى يَفْنَوْا؟ ١٩ فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ، بَلْ ثُرْتَ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَعَمِلْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟». ٢٠ فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَذَهَبْتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَرْسَلَنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأَتَيْتُ بِأَجَاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ. ٢١ فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَةِ غَنَمًا وَبَقَرًا، أَوَائِلَ الْحَرَامِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ فِي الْجِلْجَالِ». ٢٢ فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا (أم) بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. ٢٣ لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ». ٢٤ فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «أَخْطَأْتُ لأَنِّي تَعَدَّيْتُ قَوْلَ الرَّبِّ وَكَلاَمَكَ، لأَنِّي خِفْتُ مِنَ الشَّعْبِ وَسَمِعْتُ لِصَوْتِهِمْ. ٢٥ وَالآنَ فَاغْفِرْ خَطِيَّتِي وَارْجعْ مَعِي فَأَسْجُدَ لِلرَّبِّ». ٢٦ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَرْجعُ مَعَكَ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ، فَرَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ». ٢٧ وَدَارَ صَمُوئِيلُ لِيَمْضِيَ، فَأَمْسَكَ بِذَيْلِ جُبَّتِهِ فَانْمَزَقَ. ٢٨ فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ الْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. (صموئيل الأول ١٥: ١٨-٢٨).

 انتظرَ شاول صموئيل لأيامٍ ثم تعجَّلَ خوفًا مِن الشعب وقدَّمَ هو المُحرَقة (١ صموئيل ١٣)، كما إنه لم يفعل ما طُلِبَ مِنه ولم يقتل العماليق حتى يفنوا. منذ أنْ نطقَ صموئيل هذه الكلمات في عدد ٢٨ حدثت حالة قطع لمملكة شاول واتّصال لمملكة داود (الذي لم يَكُنْ قد مُسِحَ بعد) وانتهت المملكة بالفعل بعد ١٠ أو ١٥ سنة.

 منذ أنْ قيلت هذه النبوة بدَأ الموت في الدخول لهذه المملكة وحياة شاول حيث بدأت التعاسة والحزن ودخول الأرواح الشريرة على ذهنه والسبب هو عدم الخضوع لكلمات النبوة.

 فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.” (يعقوب ٤: ٧).

 تجد هنا أحد الأسباب الهامة وراء أنّ البعض ينتهرون ولا يَحدُث شيءٌ. قبل أن تقاوم إبليس (تنتهره) ويهرب منك، عليك أن تخضع لله بصورة كاملة. هذا ما تقوله الآية هنا، وإلّا لن يهرب إبليس منك! يوجد مَن لم يعرف الخضوع مطلقًا في حياته أو يخضع ولكن بصورة جزئية وأخيرًا يوجد من يحارب الخضوع نتيجةً لوجود أشخاصٍ قهروه في حياته بسبب خضوعه لهم، بالطبع هذا ليس علاجه أن تصبح غيرَ خاضِعٍ ومُصغٍ.

 تذكَّرْ سليمان! فنتيجةً لعدم خضوعه لتعليم وتحذيرات داود تجد الحسرة والحزن في سِفْر الجامعة بعكس حالة الفرح والشروق التي نجدها في الامثال، عدم خضوعه لم يُؤدي إلى متاعب فقط في حياته الشخصية بل امتدَّ إلى المملكة حيث انقسمَتْ، بعد أنْ كانت في نهضة رائعة أيام داود.

 يجب أن تكون طريًّا وسهلَ التشكيل. بالفِعل أنت ابنٌ للقيامة، وتعرف كيف تتعامل في المواقف بجرأة لأنك خاضِعٌ، لأن كلمة الله هي مَن ترسم تفكيرك. تُنهِي كلمة الله حالة الغموض والتخمين، فكلما خضعتْ تزداد حساسيتك للروح القدس أكثر وتستوعب سريعًا سبب المشكلة لتقوم بحلها.

 الخضوع هو أنك تحت أمر الرب مهما كان الوضع حتى ولو بداخلك تساؤلات. اجرِ على الرب لأنك تُحبه. تعلَّمْ مِن هارون الذي تحرَّكَ لإنقاذ الشعب مِن الموت بالرغم مِن موت ابنيه دون نسلٍ قبل ذلك، لم يجعله ذلك مُحمَّلاً بالمرارة تجاه الرب وعمله.

 أن تهاب الكلمة هو ما يجعلك قويًا وقوة القيامة تعمل بسلاسة في حياتك. اخضعْ للكلمة بصورة كاملة لأنه مِن الوارد أن تكون غير مُلتفِتٍ لبعض الزوايا. أبناء القيامة هم أشخاص لا يمكن أن يحنيهم شيءٌ لأن قوة القيامة تعمل فيهم!

 “١٠ أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. ١١ الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. ١٢ فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. ١٣ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.” (أفسس ٦: ١٠-١٣).

 “أَخِيرًا” أي مُلخَّص لكل ما سبق، أيضًا يقصد أنّ الكلام الآتي له أهمية قصوى، بالطبع ما مضى من الرسالة كان مهمًا. “تَثْبُتُوا” المعني في اليونانية أن تقف دون أن يُحنيك أحدٌ، وتكون في المواقف فاعِلاً وليس مفعولًا به.

 يقول عدد (١٣) وبعد المعركة تثبت أمام هياج الأفكار والظروف والكآبة، هذه هي قوة القيامة! يبدأ الأمر بتفكيرك وأن تكون خاضِعًا ومُتمرِّسًا في الكلمة.

 “سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ”؛ كل قطع السلاح هي عبارة عن استعمالات الكلمة بصورة احترافية لتحمي زوايا حياتك. تُتَرجَم قوة القيامة في حياتك عبر أن تمشي في الحياة الإلهية ولا تسمح للموت بالدخول، فالموت له أبواب، انتبه لها! فلا تفتحها دون أن تدري عبر أفكار أو كلام أو علاقات أو عدم الانتباه لعالَم الروح.

 خضوعك للكلمة والرعاية الروحية هو ما يحميك أن تحيا داخل القيامة، لا تقلق فالرب سيُقاضي الرعاة إن أخطأوا في قيادتك. لن يُسلَب حقك إن كنت باحِثًا حقيقيًا عن الكلمة، وهذا ما يجعلك تسعى وتكتشف الرعاية الروحية الصحيحة. لا تنظرْ لنفسك أنك خادِمٌ وناضِجٌ روحيًا بل ضعْ نفسك تحت الحماية الروحية من خلال خضوعك للكلمة.

 كانت حياة القيامة تعمل في الأشخاص في العهد القديم من خلال الشريعة التي أوقفت الموت. ضعْ الكلمة في وضعية التنفيذ واملأ ذهنك بها، فتسري قوة القيامة فيك ويقف مفعول الموت عن العمل فيما يخصك.

 سيكون هناك عيانٌ مُضادٌ، لاحظْ عدد محاولات قَتْل الرب يسوع وأيضًا بولس، لكن لم تُسلَب حياتهم بل انتهت في الموعد المُحدَّد بعد إتمام العمل، لذا لن تُسلَب حياتك. لا تنسَ؛ ستذوق حياة القيامة عن طريق سلوكك بالكلمة، أما سلوكك بالموت يكون عن طريق الحزن والتخيلات السلبية غير الكتابية.

يزول الغموض عندما تمشي بقوة الروح القدس على الأرض.

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

 

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture