“فَفَي المَسِيحِ يَسُوعَ، لاَ فَائِدَةَ لِلخِتَانِ أَو لِعَدَمِ الخِتَانِ، وَلَكِن ْ لِلإِيمَانِ الَّذِي يَعمَلُ بِالمَحَبَّةِ” غلاطية 5: 6
إن معظم المؤمنين الذين قبلوا رسالة الإيمان اليوم لا ينقصهم الاعتراف. ولا تنقصهم معرفة ما تقوله كلمة الله، ولا ينقصهم أيضًا الإيمان بالكلمة. لكن ما ينقصهم فعلاً هو معرفة كيفية السلوك بالمحبة.
لقد منحني الرب هذا التعليم بينما كنت أصلي وأطرح عليه أسئلة بخصوص المؤمنين الذين لا يحصلون على استجابة لصلواتهم.
إن الإيمان هو اليد التي تأخذ الأمور التي نحتاجها من الله. وكل ما اشتراه يسوع لنا في الجلجثة يمكن أن نحصل عليه بالإيمان.
هذا يشمل: الخلاص، والشفاء، وملء الروح، ومواهب الروح، وثمار الروح، والنصرة على العالم والجسد وإبليس وكل قوى الظلمة. تأتينا كل هذه الأشياء بالإيمان – لكنه لابد أن يكون الإيمان العامل بالمحبة. “الإِيمَانِ الَّذِي يَعمَلُ بِالمَحَبَّةِ…”
لقد ظل تعليم الإيمان قويًا لسنوات عديدة. فكنا نسمع عن الإيمان، والشفاء، والازدهار، وحقائق عظيمة يُكرز بها من كلمة الله.
أدرك أن بعض المعلمين يبالغون أحيانًا في بعض الأمور ليرسخوا الفكرة، لكننا في خطر أن نفقد التوازن في موضوع الإيمان. فنحن لا نحصل على باقي التعاليم الأساسية الأخرى التي يجب أن تأخذ ذات الاهتمام كامتلاك الإيمان.
كثير من الناس لديهم الاعتقاد الخاطئ أن السلوك بالإيمان يكفي كي لا تواجههم أية تجارب أبدًا. وهم لم يحصلوا على هذا الاعتقاد من والدي، كينيث هيجن، الذي يُعتبر قائد نهضة الإيمان المعاصرة. إن درست تعليمه بدقة ستكتشف أن هذا الاعتقاد لم يأت منه على الإطلاق. لكن بعض ممَن يقدمون تعاليمه يقولون أشياءً لم يذكرها قط – أمورًا لا يمكن أن تتطابق مع كلمة الله.
إن أحد الأسباب وراء عدم عمل الإيمان مع البعض هو لأنه ليس لديهم إدراك كامل بما تقوله كلمة الله. إنما الإيمان العامل بالمحبة لابد أن يقابل كل المعايير الموضوعة في كلمة الله.
يمكنني أنا أيضًا أن أخذ شواهد كثيرة من العهد القديم وأضيف إليها بعض من شواهد العهد الجديد و”أثبت” صحة فعل أي أمر.. لكن هذا لا يجعله صحيحًا! يمكنني أن أبتدع أية عقيدة أريدها بإخراج الآيات الكتابية عن السياق الكتابي. لكن لا يمكنني أن أثبت تلك العقيدة المزعومة لو أخذت في الاعتبار الشواهد السابقة والتالية في النص.
إن أحد جوانب السلوك بالمحبة هو القدرة على الثبات والكرازة بحق ما تقوله كلمة الله، وليس بعقيدةٍ ما خُلقت من شواهد كتابية منفردة.
على سبيل المثال، بسبب هذا النوع من التعليم الخاطئ، انشغل الناس كثيرًا جدًا بـ “الاعترافات” إلى أن أصبحوا لا يقدرون حتى أن يتفوهوا بعبارة مزاح، مع أن الرب يبدو أحيانًا أن لديه حس دعابة! بالطبع نحتاج أن نكون حذرين بخصوص اعترافاتنا، لكننا نحتاج أن نكون أكثر حرص بخصوص حياتنا اليومية.
هكذا ترى أننا اعتدنا فعل أمور معينة بالطبيعة غير مدركين أبدًا أن هذه الأمور تعيقنا روحيًا – أمور كالغضب! لكن كي نجعل الإيمان يعمل في حياتنا، علينا أن نحفظ أنفسنا في كل نواحي حياتنا.
يقول معلمو الكتاب أنه يجب أن يكون لدينا إيمان كي نُرضي الله، لكنهم يتجاهلون تعليم أن الإيمان يعمل بالمحبة، وأن الله محبة.
عندما كنت فتى، كانت هناك بعض المواضيع التي اعتدت أن أسمع الكرازة عنها. أحد هذه المواضيع كان قوة الدم، وآخر كان موضوع المحبة هذا. كل تلك العقائد لابد أن تتوافق معًا.
إن كان علينا أن نحيا وفقًا لكلمة الله، فيجب ألا نكون أولاد إيمان لله رئيس الإيمان وحسب، بل يجب أيضًا أن نكون أولاد محبة لله المحب.
قد ترك معلمو الكتاب هذا الموضوع للناس ليفتشوا عن هذا التعليم بأنفسهم، لكنهم لم يفعلوا. فمؤمنون كثيرون جدًا ليس لديهم أية معرفة عن السلوك بالمحبة. يجب أن تفوح محبة الله منا جدًا حتى ما ندخل غرفة، فيعرف الناس أننا نحيا بالمحبة.
إذا كنا سوف نجعل بيت الإيمان هذا قويًا، فعلينا أن نجعل أساساته قوية. حان الوقت كي نكرز بالإنجيل الكامل، وليس فقط جزء منه. حان الوقت كي نبدأ نُعلِّم عن السلوك بمحبة.
كثيرون لا يريدون أن يسمعوا عن رسالة المحبة، وخدام كثيرون لا يريدون أيضًا أن يعظوا عن المحبة، لأنها ليست “موضوعًا مشوقًا”. فهي تفتش بعمق في قلوب السامعين. المواضيع المشوقة وأوقات الفرح رائعة، لكن إن كان علينا نحن المؤمنين أن ننضج، فلابد أن نثبت أقدامنا على الأرض.
لقد تأذى ملكوت الله بأولئك المؤمنين الذين سمعوا رسالة الإيمان ذات مرة ومضوا دون أن يعرفوا ما كانوا يفعلونه أو كيف يستخدمون ما سمعوه. وبعد قليل رجعوا محطمين متسائلين عن السبب. عندئذٍ كان على بعض الرعاة أن يوضحوا لهم من كلمة الله أين كان خطأهم الذي وقعوا فيه –إن أرادوا أن يصغوا.
بالمثل، عندما يبدأ البعض في دراسة رسالة المحبة، يحاولون أن يهضموا منها جزءًا كبيرًا دفعة واحدة. فيخرجون عن المسار في هذا الأمر وينحرفون إلى عدم التوازن. وهذه هي طريقة العدو ليمنعنا من نوال أفضل ما أعده الله لنا: المحبة. مع ذلك، فإن أُخذ بالجرعات المناسبة وبالتعاون مع روح الله، فموضوع محبة الله يمكن أن يُريك أفضل طريق للحياة.
(أعلم أنى أقدم الوجه الآخر لرسالة الإيمان، لكن حان الوقت كي تُقدم. فهذا سيوضح للبعض منكم لماذا لا تتحقق أمور معينة في حياتكم –أمور سبق أن آمنتم واعترفتم بها).
سأذكر تعليقًا هنا وأريدك أن تفكر فيه: يمكنك أن تكون في عائلة الله، وتسير مع الله، وتظل لا تسلك في ناموس المحبة الكامل. (بالمثل فربما تكون في عائلة الله ولا تسلك بالإيمان).
مؤمنون كثيرون، وكما قال بولس، سيذهبون إلى السماء ولكنهم لن ينالوا أية مكافئة. كان بولس يشير إلى المؤمنين الذين لم ينموا البتة في مختلف نواحي سلوكهم المسيحي ولم يصلوا إلى درجة روحية سامية. كل أعمالنا ستُمتحن بالنار. (1كورنثوس 3: 13).
أقرأ عن أهل كورنثوس.. لم تكن هناك جماعة أكثر جسدانية منهم! وهذا هو السبب أننا نقتبس كثير من تعاليمنا من الرسائل إلى كورنثوس؛ فقد أضطر بولس أن يتعامل مع درجة كبيرة من الجسدانية بينهم.
أثق أننا إن بدئنا نكون أمناء مع أنفسنا وبدأنا نقيس أنفسنا بمحبة الله، فسيضطر كل واحد منا أن يضع درجة الرسوب على رأس ورقة تقييمنا الشخصي.
رسوب! هل تعلم لماذا؟ ليس لأننا فشلنا بإرادتنا، لكن لأنه لم يُكرز لنا بالإنجيل كاملٍ كما ينبغي.
لا يمكننا فعل أي شيء بخصوص الماضي، فهو تاريخ مضى، لكننا يمكن أن نغيّر المستقبل. بالنسبة لي ولبيتي، فنحن واثقون أننا سنحصل على كل مواعيد الله، لأن الإيمان يعمل بالمحبة.
إن نوع المحبة التي اقصدها ستأخذ كلمة الله من فمك وإيمانك من قلبك، وتحولهما إلى قوة ساحقة لأجل الله. لا شيء سيقدر أن يقف في طريقك.. لا شيء مهما كان. ستخطو فوق العقبات. إن وقف إبليس في طريقك، ستدير المحبة وتخطو فوقه. مجدًا ليسوع دائمًا! ستبدأ ترى أمورًا تتحقق.
يقول الكتاب أن الشياطين تؤمن وتقشعر –لكنهم لا ينالون شيئًا أبدًا، لماذا؟ لأن ليس لديهم أية محبة. إنما هم ممتلئون كراهية وخوف.
ولأنه لابد أن يكون لنا الإيمان العامل بالمحبة، فسيكون من الأفضل لنا أن نرى كيف يبدأ هذا النوع من المحبة في العمل، وما هي خصائصه.
يقول سفر الأمثال 10: 12، “الْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ”. وتقول رسالة بطرس الأولى 4: 8، “الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا”. ضع الشاهدين معًا، وسنجد أن: “المحبة تستر جميع الخطايا حتى وإن كانت بكثرة”.
لابد أن تبدأ المحبة في التعامل مع مشكلة الخطية. لن تعمل المحبة لأجلك حتى تُولد ثانيةً وتغطي محبة الله خطاياك.
لاحظ هذه العبارة، “كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا”. إلى أي مدى هي كثيرة؟ ألا تُوحي كلمة “كَثْرَةً” بشيء له مكونات كثيرة لا نقدر أن نسميها معًا؟
فكر في هذا: هذه المحبة الحقيقية الصادقة –محبة الله– ستغطى وتستر وتبعد عن الأنظار خطايا كثيرة لا نقدر حتى أن نسردها. يا له من فكر رائع!
“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ…” (يوحنا 3: 16). لأي شيء؟ ليستر خطايانا. هذا هو أول مجال للمحبة.. محبة الله تستر الخطايا.
كثيرون يقولون اليوم: “تحتاج أن تعترف بكل خطية قد فعلتها في حياتك”. فهم يتكلمون عن “الشفاء الداخلي”. يقولون: “عليك أن ترجع للوراء وتذكر كل خطايا ماضيك وتعترف بها”.
لا، لا تحتاج أن تفعل هذا! كل ما تحتاج أن تفعله هو تسمح لمحبة الله أن تغطي كثرة خطاياك وذلك في الميلاد الجديد. تذكرك لكل خطايا ماضيك لن يفيدك بأي شيء؛ بل سيجلب عليك دينونة وحسب – وأنت لديك ما يكفي منها بالفعل عن الخطايا التي تتذكرها في هذه اللحظة.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.