لسماع المقالة على الساوند كلاود أضغط هنا
الإرتباط هو إسم عام للخطوبة وللزواج لذا فهنا أقصد الإثنين وأوجه كلامي ال الطرفين من المرتبطين سواء الشاب أو الشابة أو الرجل أو المرأة.
إن الله يريدك أن تعيش في روعة وجمال وسعادة في أيام إرتباطــــــك بشريك (أو شريكة) حياتك… وفي نفس الوقت لن تعيش الروعة الإلهية في الإرتباط ما لم تفهم وتعرف سبب الإرتباط الكتابي.
في الحقيقة من لم يعرفون أسباب الإرتباط الكتابية ويبنون أسباب إرتباطهم طبقاً لمبادىء العالم أو تربيتهم أو رغباتهم الشخصية ، فهؤلاء يُـــحـــبَــــطون لأنهم يخدعون أنفسهم بتوقعات خاطئة قبل الزواج مما تودي بهم إلى عدم الوصول إلى إشباع الطرف الأخر وهو نفسه لن يتمتع بكامل الشبع ، فيحبطون ويَــــنـعـَكس هذا في محاولة للتغلب على هذا الخداع بالغضب والشجار على الطرف الآخر معتقدا بأنه السبب في حين أنه ليس السبب الحقيقي.
بدلاً من هذه الدوامة الخاسرة التي تنتهي نهاية مذرية وحزينة ما لم يسعى الشخص للكلمة بطريقة صحيحة ، لأنهُ من المهم أن تعرف أسباب الإرتباط في نظر الكتاب المقدس ، والأكثر روعة أن تَــــعرفه باكراً قبل الإرتباط ، ولو كنت مرتبطاً الآن أرجو منك أن تصحح مفاهيمك لو كانت مختلفة عن الكلمة ليتحول إرتباطـــــك لجمال عوضاً عن الرماد.
لكي تَـــــرى إرتباط سماوي جَـــهِــــز نَـــفسَــــك قبل الإرتباط.
لكي تَـــــرى إرتباط رائع سماوي وحسب فكر الله، وهو بلا شك مشتهى قلبك ، فعليك أن تُــــجَـــهِــــز نفسك في مُقتبل عمرك وقبل إرتباطك ، وتعلم من الكتاب المقدس ما هي الأسباب الصحيحة للإرتباط ، فبذلك يكون إرتباطك هو عبارة عن عطاء فقط ، والــــمَــــروي يُـــــروى أي الذي سيقوم بــــــإرواء الطرف الأخر هو نفُسه سيشبع ، أمثال 11 : 25 النفس السخية تسمن والمروي هو أيضاً يُـــروى.
يجب أن يكون إرتبَــــاطُـــــك سبب فرحة ومَــــسرة وشبع للطرف الأخر ، أضبط قَـــــلبَــــك ودوافِعـَــــك وإجعل هذا هَـــدفَــــك: ” إنني سأُسِر وأشبِــــع الطرف الأخر ، هدفي أن أعطــــــي وبدون مقابل “.
قبل أن نَـــــدرس ما يقوله الكتاب المقدس حول الأسباب الصحيحة الكتابية للإرتباط ، سندرس معاً الأسباب الخاطئة الشائعة التي بسببها يندفع الأشخاص للإرتباط ، فالعلماء المسيحيون والعلمانينون يتفقون أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية ، وهناك أسباب أخرى أيضاً متداولة وهي :
- الوحدة :
يَـــنـدَفع الأشخاص للإرتباط بسبب شُعُـــورهم بأنهم وحيدون ، فقد يزداد عند هؤلاء الأشخاص الإشتياق والسعي للإرتباط في حالات الضغط النفسي ، مثلاً في حالة الغُربة ( أي الدراسة أو العمل بعيداً عن الأسرة ) ، أو عبور الشخص بظروف صعبة ، أو عوامل أخرى في التربية. ففي هذه الحالة يَـــــشعر الشخص بأن مَـــفَـــرهُ وهُـــــروبَــــــه هو أن يكون هناك شخص في حياته معتقداً أن العناق أو الأحضان ستَـــــحل أزمته أو ستخفف عنه.
وكثيرون يستندون خطئاً على الآية التي جائت في تكوين 2 : 18 وقال الرب الاله: «ليس جيداً ان يكون ادم وحده فاصنع له معيناً نظيره».
نعم هذا كلام الله ، ولكنه لم يقل “ ليس جيد أن يكون آدم وحيداً ” ولكنهُ قال “وحدهُ” فهناك فرق شديد بينهم ، تماماً مثل الفرق بين أن تكون جالساً في منزلكَ وحدكَ وبين أن تشعر بالوحدة ، فالشعور بالوحدة هو شيء داخلي أي في داخل الإنسان، ، ولــــكن أن تكون وحدكَ هو حالة خارجية نظرياً أي ما هو خارج روحك ونفسك.
يمكنكَ أن تكون مَـــــشغولاً في داخلكَ رغمَ أنكَ وحدك أي بمفردك ، والعكس صحيح قد تكون محاطاً بالكثير من الأحباء خارجياً ولكنك تشعر بالوحدة داخلياً.
إن الشعور بالوحدة هو نتيجة للفراغ الداخلي بسب خمول روحك المولودة من الله وهذا ينعكس على نفسك أي ينعكس على الفكر والعاطفة والإرادة ، وعلاجه ليس بوجود أشخاص حولك ، ولكن علاجه بمعرفة شخص الروح القدس وعن طريق أن تعرف من أنت وما لك في المسيح.
كثيرون يرتبطون بسبب الشعور بالوحدة ويعبرون فترة الخطوبة بما فيها من نشوة وفرحة الحياة الجديدة ، وبعد أن تنطفيء هذه الفرحة يصطدمون بأنهم ما زالوا يشعرون بالوحدة ، فينعكس هذا سلباً على علاقتهم بشريك حياتهم ولا يجدون تفسيراً لهذا . ويتسائل الشخص لماذا أنا أتعامل هكذا ؟ لم أكن أتخيل يوماً أنني سأصير بهذا السوء مع شريك أو شريكة حياتي …إلخ.
العلاج : هذا الأمر يُــــعَــــالج روحياً ، وفِــــر وقــــتَــــك ولا تعتقد أن إرتباطك هو تخديراً أو علاجاً لأي ألم نفسي في وقت الصعاب أو شعور بالوحدة ، عليك أن تتعلم أن تتعرف على الروح القدس وكيف يكون هو ( أي الروح القدس ) شخصك الحميم في علاقتك بهِ وليس غيــــرهِ ، وهذا يتحتم أن تمتلء بشخص الروح القدس . لقراءة المزيد عن هذا الإختبار إضغط هنا: كيف تختبر الملء بالروح القدس بنفسك . إن كنت متعطش للملء بالروح القدس ولم تجد أحداً يصلي لك يمكنك أن تختبرها بمفردك والآن.
- الإعتمادية :
كثيرون يسعون للإرتباط بسبب أنهم يريدون من يَرعاهم من ناحية تحضير الطعام والإعتناء بغسيل ملابسهم ووجود طعام جاهز وهذا كثيراً ما يحدث مع الرجال.
أما من طرف المرأة ، فهي تريد أن تهرب من الذين يقهرونها فتجري على الإرتباط ، أو لأن والديها الذين يُــــذلونها بسبب تثقـــيــــلها عليهم مادياً.
العلاج : تَـــعَـــلم أن تعتمد على نفسكَ ولا يكون إرتباطكَ لهذا السبب ، لأنكَ إن لم تُــــــــعالج هذا الدافع الخطأ سيتحول يوماً ما إلى علاقة العامل أو الخدام في المنزل مع الطرف الأخر ، لأنك تنظر للطرف الأخر من خلال هذا المنظار الغير صحيح ، نعم زوجتك يجب أن تساعدك ولكن لا يكون هذا هدف إرتباطك بها ، من الأحسن أن تتعلم كيف تعتني بنفسك بدلًا من أن تقضي حياة الجحيم في بيتك ، لأن هذا مُــــهيـــِن للطرف الأخر ، وأيضاً لا تلوم الطرف الأخر لأنه لم يَــــعُـــــد يَـــتـــعامل معك كالأول وهذا لأنك صدمت شريكة حياتك.
لا ترتبطي هرباً مِن مَن يقهرونك أو يذلونكِ ، الرب مُـــعـــتـَـــمدك وهو من يُــــغَــــيــــر والديكِ ، عليكِ أن تمارسي إيمانك في أن يتغيروا وبلا شك نتيجة لهذا الإيمان سيكافئك الرب بشريك حياة يُــــسعدكِ.
- الجنس:
بسبب حساسية اللفظ سأستخدم لفظ ” العلاقة الزوجية ” بدلاً منه.
في كثير من الأحيان يكون هو السبب الرئيسي الذي يسعى اليه الشباب من الجنسين معتقدين أن سبب الإرتباط هو العلاقة الزوجية ( اي الجنس ) ، وبالطبع هذا مع الشبان أكثر من الشابات ولكن في هذا الجيل اليوم أصبحوا متقاربين في نفس التصور الخاطىء ” أن العلاقة الزوجية هي الداعي والـــمُحفز للإرتباط”.
بلا شك أن التصور الخاطىء هذا يعود الى طريقة التربية في البيت ، وعدم فتح هذا الأمر من الوالدين للأطفال في الوقت المناسب مما يُـــــنــــشِــــــيء حساسية مثفرطة وحُــــــــب إستطلاع يُـــــــغذيه الطفل عندما يَـــــكبر بالمعرفة الخطأ للجنس وذلك من خلال الإعلام الحر أو الأصدقاء….وما أكثرهم ، وهناك أسباب أخرى كثيرة ومنها الإنفتاح والحرية ، ولكن السبب الرئيسي سيبقى هو الجهل وعدم المعرفة بما يقولهُ الكتاب المقدس عن هذا الموضوع وكيف يجب ان يتعامل مع هذا في حياته أو حياتها .
إن لم تعرف أن تضبط نفسك في أمر العلاقة الزوجية وإتجهت للإرتباط بدافع أنك لا تستطيع تمالك نفسك ، فإن آجلا أو عاجلاً ســـتتحول علاقتك الزوجية بعد الزواج إلى علاقة غير مشبعة ، وستلجأ أو ستلجأي للبحث عن الشبع رغم أنكَ متزوج أو متزوجة ، ومثلما كنتَ تفعل قبلَ زواجك بأن تفتح نفسكَ على تفكيــــر أو منـــــاظـــر إباحية لأشخاص آخرين غير الشريكة أو الشريك ستعود وتفعل نفس الأمر .
دائما أقول : إن كنت لا تضبط تفكيرك أو عَــــينَــــيك أو الشهوة بأي صورة من الصور أو ممارسة الزنى مع غريبات قبل الزواج ، فستفعل هكذا بعد الزواج مما سيَــــجرح شريك حياتك أو يُــــحول العلاقة التي من المفترض هي لإكرام وإشباع الطرف الآخر ستتحول إلى إفــــتــــراس مما يُــــؤلم الطرف الآخر ويجعلها ترفض ( أو يرفض ) أو يَــــقِــــل شوقَــــها ( أو شوقهِ ) على الأقل لهذا الشيء الرائع الذي من المفترض أن يكون “حفلة حب“.
إن لم تواجه هذا الأمر من الآن فلا تعتقد أنك ستتوقف عن ممارسة الشهوة أو الزنى بعد الزواج…. وهذا لأنك قُــــمـــتَ بتَــــدريـــب روحِــــكَ بأن تَــــنفَـــتِــــح على طرف غريب لــــمُــــشاركتِه بهذا الأمر الخاص جداً الذي من المفترض أن يكون لكم وحدكما في وقت الزواج.
إن لم تواجه هذا الأمر بطريقة كتابية صحيحة قبل الزواج وتتمتع بحرية المسيح التي هي لك، فستفعل نفس الأخطاء بعد الزواج مما سيَـــحُـــزن شريكة أو شريك حياتك.
العلاج :
يمكنك أن تَــــعتَـــبــــر هذا كُــــلهُ مُـــنحَصِر في الشهوة ونتـــــائِــــجها ، لأن الشهوة هي أفــــكار تؤدي إلى أفعال ، وللتَـــخلص من العادات السيئة أو السرية بكل صورها أو الشوق للنظر إلى العري أو الإباحية أو الزنى الحرفي …. هذا كله يَــنحصر ويَـــبدأ بالأفكار. ومن هنا يبدأ العلاج ، أفعَــــالكَ تَــــتــــبَع أفـــــــكــاركَ لِـــذا فالتَحكم في الأفكار هو بِـــــداية الحل وليس فقط هذا بل الشركة والعلاقة الحميمة مع الروح القدس والملء بالروح . لقراءة المزيد عن هذا الموضوع أقرأ مقالة : التحرر من الخطيئة ومن القيود والعادات الجنسية.
بخصوص العلاقة الزوجية من الهام أن تعرف أن :
- العلاقة الزوجية هي “تفكير” وليست “جسد جذاب” ،
نعم إن جسد المرأة جذاب لك كرجل وكذلك جسده جذاب لكِ كإمرأة ، ولكن الجسد وحدهُ ليس كافياً لإقامة علاقة زوجية صحيحة كتابياً ، وعندما أقول علاقة كتابية صحيحة أقصد مُـــــشبِــــعة للطرفين… فإن لم تعرفوا أن تتحدوا ببعضكم ببعض روحياً ونفسياً قبلَ الإتحاد الجسدي ( أي العلاقة الزوجية) فلن تكون العلاقة الزوجية ممتعة ومشبعة.
التسلسل الإلهي هو أن يَــــحدث إتحاد روحي ثم نفسي ثم ينتج عنهُ إتحاد جسدي ، وهذا لأن الإنسان كائن روحي يمتلك نفس ويسكن في جسد ، فالرئيس هو روحك ، فإن نَــــــجحتَ في الإتحاد الروحي فسينتج عنه إتحاد نفسي ثم جسدي.
بلا شك ستجد الفكر العالــــمي والغربــــي الــــمنتــــشر في الأفلام السينمائية لِ Holywood هو أن يُصور الزواج بأنهُ إنجذاب للجنس ويَـــنتــــهـــي بالجنس ، وبعد ذلك يبدأون في فهم بعضهم أكثر ، وهذا المفهوم بالمقلوب تماماً لما يريده الله.
لاحظ بنفسكَ أن الأخبار ملآنة بطلاق الممثلات الجميلات في الغرب ، وزواجهم برجل آخر ، وبعد مرور سنة أو سنتين ستجدهم في حالة طلاق وزواج آخر …. وهذا ما نراه في العالم ، ستجد سيدات جميلات لجداً ولكن إرتباطهم لا يدوم …
الإرتباط أو الزواج يدوم عندما يكون جمال الروح يغطي جما الجسد ، لأن الجمال ليس كل شيء، بلا شك الجمال مشبع للرجل ولكن بنسبة ضئيلة حتى ولو بَــــدى عكس هذا ، ولكن النسبة الأكبر وهي المشبعة للرجل هي الوداعة والإتضاع والخضوع من الزوجة للرجل ، و هذا سيجعل حتى ولو كان الجسد غير جميل ولكن الرجل يَـــــشبع في العلاقة الزوجية لأن قيمة المرأة في روحها وليست في جسدها.
ولو كانت أجمل الجميلات ولكن جمال روحها لا يسيطر على جسدها ( أي الوداعة والخضوع ) فلن يكون جمالها مشبعاً للرجل حتى ولو تزينت وتعطرت بطريقة جيدة. ” أمثال 31 : 30 الحسن غش والجمال باطل أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح” ، أي لا تعتمد على الحسن والجمال فقط لتقيس به المرأة ولكن هناك ما هو مقياس كتابي أفضل وهو ما جاء أيضاً في 1 بط 3 : 1 . لنقرأ 1 بطرس 3 : 1 – 5 وسأضيف ما جـــــاء في اليوناني :
- كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن ، أي هي متكلة على رجلها، متأقلمة عليه ، ( حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يُـــــربحون بسيرة النساء بدون كلمة …)
- مُـــــــلاحظين سيرتكن الطاهرة ، أي النقية والمتضعة ( أي بخوف ) أي تُــــبَــــــجلون وتحترمون زوجكم خاضعون له ، ومن ناحية بشرية تعظمونه وتوقرونه وتعجبون به وتمدحونه ، مكرسين ومخصصين لهُ ، تحبونه بعمق ، وتتمتعون به.
- ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية ( فقط ) من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب.
- بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد ( الجمال الذي لا يبهُت أو يضعف ) ، زينة الروح الوديع ( الذوق والرقة و الهادئ ) الملآن بالسلام والهدوء ، الذي هو قدام الله كثير الثمن ، غالي جداً في نظر الله .
- فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضا المتوكلات على الله ، يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن ( إعتدن على أن يزين أنفسهن وأيضاً خاضعات لرجالهن ) .
كثيراً ما تَــــجد المرأة التي هي جميلة من الخارج ( جسدياً ) تَــــنـــسى زينتها الداخلية (أي روحها) وهذا لا يعني أن الجميلات هُــــن غير روحيات ، ولكن يُـــــمكن أن يتوافر الإثنين ، وهذا في إختـــــيار المرأة ، لأنه يتكلم لها محملاً إيـــــــــاها المسؤلية وهذا يعني أنها تقدر أن تفعل هذا ، وضربَ لنا مثال بهذا وهو مثل سارة إمرأة إبراهيم ، كانت جميلة لدرجة أن فرعون قد إشتهاها …. ولكن كانت روحها مسيطرة على جسدها وكانت تخضع لهُ وتعتبــــر نفسها ثانية بعدهُ وهو الأول ، كما ذكر في الشاهد السابق.
هذا هو الكثير الثمن في نظر الله وهو ما يشبع الرجل ، وهذه هي المرأة الفاضلة التي سمحت بعمل الروح القدس في حياتها.
- العلاقة الزوجية ” نتيجة ” وليست ” هدف ” . إن العلاقة الزوجية تأتي نتيجة الإندماج والحب الغير مشروط ، فكل طـــــَرف يُـــــقَــــــدر الآخر ويُـــــحِــــبُــــه ويَــــــحترمه ويَـــــتــــَحد بِــــه روحياً ونفسياً مِـــما يُــــــؤدي هذا إلى إتحاد جسدي – أي العلاقة الزوجية.
أكرر: إن لم تعرفوا أن تتحدوا ببعضكم روحياً ونفسياً قبل أن تتحدوا جسدياً (العلاقة الزوجية) فلن تكون العلاقة الزوجية ممتعة ، ضع في أولوياتك أن تتحد بها ( وتتحدي به ) روحياً ونفسياً وهذا منذ الخطوبة وسنناقش هذا تفصيلياً في نقطة منفصلة بعد قليل.
هناك أسباب أخرى غير كتابية قد يرتبط الشخص بسببها ولكن دوافع هذا افرتباط غير صحيحة ولن تبني بيتاً سليماً ، مثلاً : – من يرتبط بفتاة أو سيدة غنية لينال قسطاً من هذا الغنى.
– من يرتبط بسبب أن الوالدين يريدون أن إبنتـــهم ترتبط بأسرع ما يمكن.
– من يرتبط لكي يكون هناك وارثاً لثروة العائلة.
لنَـــــتـــرك هذه الأسباب الغير الكتابية ولنـَـــتَــــجـــِه الآن للأسباب الحقيقية والكتابية للخطوبة والزواج التي ستجعل حياتك رائعة ، لنرى في الكتاب المقدس ما هو فكر الله عن الإرتباط ، وليكن هذا هو فكرك عن الإرتباط ، لأنط إن فعلت هذا فإنك سترى إرتباطك سماوي.
ملاخي 2 : 14 – 16 ” من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها وهي قريــــــــنتك ( أي مصطحبَـــــاك وإمرأة عهدك ) 15 أفلم يفعل واحد وله بقية الروح؟ ( في ترجمات أخرى : أم يجعلكم الله أنت وهي واحداً ألم يجعلكم الله وأحياكم الله) ولماذا الواحد؟ طالباً زرع الله ( أي لماذا جعلكم أنتم الإثنين واحداً ، هذا لأنه يطلب أن ينتج عن إتحادكم نسل يتقي الله أي تربونه في تقوى الله) ، فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بإمرأة شبابه ، 16 [لأنه يكره الطلاق] قال الرب إله إسرائيل [وأن يغطي أحد الظلم بثوبه] قال رب الجنود. فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا.
تكوين 2 : 18 وقال الرب الاله: «ليس جيداً ان يكون ادم وحده فاصنع له معيناً نظيره».
لنستخلص من هاتين الشاهدين أسباب الإرتباط التي في فكر الله:
- السبب الأول : تكوين عهد
ملاخي 2 : 14 ” إمرأة عهدك” أي هي الوحيدة التي تَــــكِــــن لها كُــــل الولاء وتُــــعززها وتُـــــكرمـــــها وتُـــــشبِـــــعها …. العهد في الكتاب المقدس يختلف عن العهد في العالم ، عندما يَـــــقطع طرفين عهداً في العالم سواء بأي صورة كانت مثل إبرام الذي عقد أو تعهد أو صنع إتفاقاً : فهو يعني إنني أتعهد بالإلتزام لكي أعطيك بشروط و يعني أيضا: إنني هنا لإعطائكِ ما ليس لديك….
أما العهد في نظر الله يعني : إنني أقدم لكِ ما عندي وأنا لك بدون شروط ، حتى ولو أدى الأمر لبذل الذات من أجلك ، ويعني أيضاً : ليس لعجزك ولكن لأنني أحبك.
- السبب الثاني : للصحبة والشراكة
أي تذهب معكَ في رحلة حياتك وأنتَ في رحلة حياتها ، وهنا المقصود أي أن يكون لديك شخص مقترناً معك في كل شيء ، مساعد ومساند ، شريك في كل شيء وليس جزئي بل كُــــلِـــي.
إن الخطوبة هي إتحاد روحي ونفسي وليس إتحاد جسدي ( أي ما يحدث في الزواج ) وهي فترة إعداد فما تفعلونه وتعتادون عليه هو سيكون نهجكم بعد ذلك ، مثلاً إذا إعتدتم على أن تبدأوا حياتكم ويومكم من خلال الجلوس مع الله أولاً والصلاة والتأمل في الكلمة والإعترافات اليومية الإيمانية على حياتكم ، ولا تتقابلون إلا إذا كنتم قد قضيتم وقتاً مع الله أولاً وحتى لو إضطررتم الى تأجيل موعدكم إلى ميعاد أو يوم آخر… فما تعتادون عليه في فترة الخطوبة ستفعلونه في زواجِـــــكم.
لنرى ماذا يعني الإتحاد الروحي والنفسي:
- الإتحاد الروحي:
أن تتحد روحياً يعني أي تكون أرواحكم الإنسانية مولودة ثانية من الله وممتلئين بالروح ولكم نفس الفكر الذي في المسيح كتابياً وبخصوص حياتكم ، ويكون تعليم كلمة الله هو الأرضية المشتركة ، وكلمة الله هي مرجعيتكم وهي السلطة العليا في حياتكم ، هي كل حياتكم وهي تفكيركم ومبادئكم. كلمة الله مع الروح القدس هما مصدر علاقتكم ، ولديكم رؤية مشتركة أو على الأقل متقاربة.
ويعني أيضاً أن تكونوا مُــــحبين لله بطريقة عظيمة وهو مثلث القوة في حياتكم . تخيل معي مثلث رأسه من فوق وقاعدته بالأسفل مثل الهرم ، الله في الزاويــــة العُــــليا والزاويـــتيــــن اللتيــــن في الأسفل هما الزوج والزوجة ، كلما تتجهان لله بالحب والشركة ومع الروح القدس وفهم الكلمة ستقتربان أكثر من الله الذي هو في الزاوية العليا وستقتربون أكثر من بعضكم بعضاً ، ونتيجة قربكم من الله الذي في القمة ، أي في قمة حياتكم ….قررا أن لا تبدأوا أيامكم أو تتقابلا أو تخرجا معا في الخطوبة دون وضع الله أولا في حياتكم.
– الإتحاد النفسي:
هذا لا يعني بالضرورة أنكم متفقين في كل شيء ، ولكن إختلاف الأراء مقبول من كليكما ، الطباع المختلفة مقبولة ، فأنت لن تربي شريكة حياتك وأنت لن تربي شريك حياتك . لقد إرتبطتم لكي تعيشون معاً وليس لكي تعيدون تربية بعضكم ، كل طرف يجب أن يضع في قلبه أن يقبل الآخر ولو هناك طِــــباع مختلفة ، على الشريك أن يــــتغـــــيـــر ويتــــأقلم عليها أو وفي حال وجود شيء سلبي يقوم الطرف بتقديم ملحوظة ويصبر للطرف الآخر لكي يتغير ( أو تتغير ) تدريجياً ، ويعطي فرصة للخطأ. هذا الإتحاد يعني أيضاً أن تُــــقَــــررا باللجوء بسرعة لأرضية مشتركة بإتفاق عَــــمـــدِي في الرأي بالمرجعية الكتابية ، لا للعناد أو تصليب الرأي ، ليكن هذا هو إتجاه قلبكم وقرار بأن لا تطيلوا في الإختلافات بل ليكون هناك سرعة في اللجوء لأرضية مشتركة أو نقطة إلتقاء ، ووضع المحبة فوق كل شيء التي هي رباط الكمال الذي سيجعل حياتكم رائعة. أيضاً من المهم جداً في إتحادكم النفسي هو الشفافية مع الطرف الآخر مما يتحتم عليكم الظهور على طبيعتكم وعدم إخفاء أي شيء عن الآخر ، لأن عاجلاً أم آجلاً ستجدون أنفسكم بعد الزواج تكشفون عن القناع وتظهرون على حقيقتكم مما قد يصدمكم وينشأ المشاكل ، لذا لتفادي هذا الأمر إسعوا الى المصداقية والشفافية ولا تظهر بعكس ما تبطن ، إظهر بمصداقية أمامها وأنتِ أمامه.
لنتكلم عن الإتفاق الفكري:
لن يأتي الإتفاق الفكري إن لم تكونوا متفقين أن تسلكون بالمحبة وتكون كلمة المسيح ساكنة بغنى فيكما ، فيكون هناك دائماً نقطة إلتقاء رغم إختلاف الآراء ، وكلما تغذت قلوبكم وأفكاركم من كلمة الله سيـــــتــــكون لديكما فكراً واحداً مُـــــتقارباً وتكونون متقاربين جداً حتى في إختيار مفروشات أو إحتياجات البيت وتتكون لديكم شخصية مُــــتحدة التفكير بسبب كلمة الله التي غسلتم بها أفكاركم. إن كلمة الله تجعلكم واحداً وهذا هو المفتاح الذهبي.
من الهام أن تكون وتكوني متواجدين حاضرين وليس متواجدين غائبين ، أي على سبيل المثال : لا تنشغل أو تنشغلي بمشاهدة التلفاز ولا تعطي وقتاً لزوجتك أو لزوجك ، لأنكَ أو لأنكِ بذلك توكونو متواجدين ولكن غير متاحين ، كن حاضر أو حاضرة لشريك أو شريكة الحياة ، وهذا سيجعل الإنسجام أسرع وأفضل.
بعد هذا الإنسجام الرائع في الخطوبة أو الزواج ستجدون أن النتيجة هي علاقة حب وستجدون أن العلاقة الزوجية هي نتيجة لهذا الحب وليس هدفاً للزواج ، وهكذا تكون النتيجة طبيعية وممتعة.
العلاقة الزوجية هي نتيجة المحبة والإنسجام والإتفاق بينكم وليس العكس ، ولكن العالم يعكس هذا التسلسل وتجد البشر “ الغير مؤمنون ” يرتبطون سعياً لهدف العلاقة الجسدية قبل الإتحاد النفسي وقبل الإتحاد الروحي ، ولهذا السبب تنشأ المشاكل والعلاقات الضعيفة ، وتجد المشاكل والطلاق تبدأ بالتفاقم لأنهم مُعَــــلقون امالهم ودوافع زواجهم على العلاقة الزوجية ويضعون في المقام الثاني الإتحاد النفسي ثم الروحي الذي غالباً لا يفعلونه.
- السبب الثالث : إنشاء نسل تقي
يريد الله من إرتباطك أن تــــنتج وتــــــثمر ويكون هذا النسل تَـــــقي ويَــــــخاف الله ويضع الله في أولى أولوياته وهذا يوضح بشدة أن مشيئة الله الإنجاب ولا يوجد إحتمالات ثانية ، ولا يوجد أشخاص يريدهم الله عقيمون ، لا لا لا . كلمة الله توضح أن مشيئته هي أن تكون نتيجة إتحادكم هو نسل تقي يُـــــحِـــب ويَـــــعبد ويَــــخدم الله.
أحب المقلوة المشهورة إن أردت أن تنشيء وتربي طفلاً في مخافة الرب فهذا عن طريق أن تنشيء وتربي جده قبل والده ، نعم لأن الجد هو من سيربي الأب الذي سيربي الإبن في خوف الرب.
الله يريد أن تنشىء له جيلاً يعرفهُ ، أنت لست مسؤلا فقط عن أبنائك ، بل عن الجيل الذي سيأتي بعدكَ ، أنت منن في يدهِ أن يصنع نسلاً كاملاً يُـــــحب الرب ويــــنشأ ويترعرع في تعليم كلمة الله.
- السبب الرابع : معينة ( أي مُساعدة) مناسبة ( أي مُماثلة ) للرجل
تكوين 2 : 18 وقال الرب الاله: «ليس جيداً ان يكون ادم وحده فاصنع له معيناً نظيره». كلمة “معينا” أي مساعداً ومسانداً للمهمة التي أوكل الله بها آدم ،وكـــلمة ” نظيره ” أي مُـــــلائِـــــم ومُــــناسب ومَـــــثيل وشَـــــبيه ، لذا عندما يتحد الزوجين معاً لخدمة الرب وللقيام بالمهام التي أوكلها الله لهُ ، فهي أيضاً ممسوحة لكي تكون مساعدة ولها الدور المساند لرجلها ، والرجل ممسوح لكي يحبـــها ويقودها. وستجد الكتاب المقدس يضع نصائح مُـــــتكررة وتَـــــــحذيرات متكررة لكل من الرجل والمرأة ، ومن المهم لكيليهما أن يجددا ذهنهما بالكلمة دائماً .
* أما ما يوصي به الكتاب المقدس مرارا وتكرارا للزوج : هو المحبة والتقدير والإحترام والحنية ، ويحذر الروح القدس الرجل من الغضب وأن لا يقصر في حب إمرأته ، 1 تيمو 2 : 8 ، 1 بط 3 : 6-7 ، أف 5 25 .
* أما ما يوصي به الكتاب المقدس مرارا وتكرارا للزوجة : هو المحبة والخضوع وأن تقدم الإحترام والتقدير لزوجها وأن تتأقلم عليه ، وتعطيه الصدارة والريادة والقيادة ، ويحذر الروح القدس المرأة من عدم الخضوع للزوج ومعاملة زوجها بطريقة أقل من مما يجب ، 1 بط 3 : 1 ، 1 تيمو 2 : 9 – 15 .
” محبة فياضة تحتاج تنظيم ” :
1 كو 7 : 5 ” لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم . في اليوناني لا تأتي كلمة صوم ولكن كلمة صلاة فقط ، أي علاقتك بالله.
( أقول هذا لأن الكثيرون يعتقدون أنه يتم منع العلاقة الزوجية أثناء الصوم فقط والذي قد يحدث من وقت لآخر ). معنى هذا الآية هو : أن تنظموا حبكم ولا يكون على حساب وقت الصلاة أو علاقتكم بالله ، أي من كثرة حبكم لبعضكم وشراكتم مع بعض إنتبهوا ألا تنشغلوا بهذا وتضعون الرب في المرتبة الثانية في حياتكم الروحية . وهذا يوضح الكم الهائل والنهر الفياض من الحب الذي من كثرته يجب تنظيمه ، وهذا يظهر أنها محبة غير مخففة كما جاء في الأصل اليوناني من تيطس 3 : 2 حلماء، مظهرين كل وداعة لجميع الناس….اليوناني هنا يقول محبة ومودة غير مخففة .
هذا ما يريده الله من الإرتباط ، ” محبة غير مخففة ينتج عنها العلاقة الزوجية “.
سؤال فى الجزء النسل و الإثمار
سؤال فى الجزء النسل و الإثمار…هناك مؤمنون و خدام لهم علاقه رائعه مع الرب و لهم سنين مرتبطين لكن لم ينجبوا
فهل لهذا تفسير بعد أن قلتم ان دائما مشيئة الرب هى الإنجاب؟
نعم مشيئة الله النسل والإنجاب
نعم مشيئة الله النسل والإنجاب حيث يقول الكتاب لا تكون مسقطة ولا عاقر في أرضك في تثنية 28 و خروج 23 و أماكن أخرى في الكتاب…من إرتبطوا ولم ينجبوا يمكنهم معرفة مالهم في المسيح (لو مؤمنين مولودين من الله) ويعرفوا كيف يأخذوا ما لهم في المسيح أي تعليم عن الإيمان ويكون لديهم نسل نتيجة ممارسة إيمانهم. كل شيء مستطاع للذي يمارس إيمانه.