القائمة إغلاق

أنبياء ملوك وكهنة لله – الجزء 1 Prophets, Kings, & Priests of God – Part

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

(العظة مكتوبة) 

أنبياء ملوك وكهنة لله – الجزء 1

 

  • الركيزة الأساسية لاستقرار حياتك واستقرار الأرض.
  • أنبياء وملوك وكهنة.
  • تسلسل الأحداث من النظرة الإلهية.
  • كيف بدأت وظائف الملك والنبي والكاهن؟
  • محطات سريعة وصولاً إلى إبراهيم.
  • العهد مع إبراهيم.
  • التصاق الرب بإبراهيم واسحاق ويعقوب.
  • يعقوب شعبه وحبل ونصيبه.
  • دُعي اسمه عليك.
  • صرت نبيًا ملكًا وكاهنًا.

 

 الركيزة الأساسية لاستقرار حياتك واستقرار الأرض:

كلما يكون لدينا فهم لتفاصيل أكثر عن أجزاء الصورة الكتابية، ولدينا معلومات أكثر، كلما صرنا أقوى، فالكتاب يوضح: “قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ” (هوشع ٤: ٦)، كلما زاد مستوى معرفتنا كلما يزداد انتصارنا في الأرض، ونستمتع بموكب النصرة الذي نسير فيه، كما تحدثنا في السلسلة السابقة “نسير في موكب نصرته” عن رتبة ملكي صادق، وهي الرؤية التي في ذهن الله للأرض.

عندما سقط آدم حدثت أول حالة انفصال بين الله والإنسان، بعدما كان مرشحًا أن يحمل الطبيعة الإلهية، لكن الإنسان خان لله بعد أن وكّله على الأرض وسلّمها لإبليس، من هنا دخل الموت للأرض نتيجة لهذه الخطية.

 كانت هناك محاولات إلهية لاسترداد الإنسان مرة أخرى وقد شرحناها سابقًا، بالرغم من أننا كلما ذكرنا آدم نتذكر دائمًا سقوطه، لكنهُ فَهِمَ كثيرًا عما سيحدث في العالم وفَهِمَ أن الأراضي ستمر بقضائين إحداهما بالنار والآخر بالماء، لكنه لم يعرف تسلسل الأمر فبدأ مَن أتى بعده يكتشف النبوات حتى اكتملت الصورة وعرفوا التسلسل كالاتي: الطوفان هو القضاء بالماء، ثم القضاء بالنار بعد ذلك.

سبق وذكرنا أن هناك أمور تحتاج أن نَفْهم الكتب التي درسها الذين كتبوا كلمه الله مساقين بالروح القدس، وما هي الخلفيات لديهم، لأنهم كانوا يتحدثون بناءً على هذه الخلفيات. اقتبس الرب يسوع مقاطع كثيرة وأمثلة من مقولات موجودة في الأسفار الأباء، لذا فهي لم تكن جديدة عليهم. بالنسبة لنا هذه آيات. كلمة الله هي الأساسية بالنسبة لنا، ولكن علينا أن نرجع للخلفيات لنعرف جذر الأمر، ليس لمساعدة كلمه الله ولكن لكي نفهم بدقة ماذا تقصد كلمة الله.

صار آدم في السلك النبوي والملوكي والكهنوتي وعمل في تلك الرتب الثلاثة. وهنا نحتاج لفهم معنى النبي والملك والكاهن، حيث يقوم على هذه والوظائف الثلاثة الركيزة التي من خلالها تستقر الأرض، هي أساسية في حياة أي مؤمن أو مؤمنة، كما أنها ليست خاصة بالخُدام أو رجال الله فقط، بل تخص كل أولاد وبنات الله، تحديدًا في العهد الجديد، لذا فأي خلل في هذه الوظائف أو أي تقصير يؤدي إلى خلل في إدارة حياتك الشخصية، مما يؤدي إلى خلل أعلى في الموكب الذي تسير فيه.

أنت عضو في هذا الموكب وأي خلل يحدث يؤدي لزعزعة وخلل بالأجندة الإلهية، لذا نحتاج أن نفهم تلك الأدوار الثلاثة بتعريفها الصحيح، حيث عُرِفَت سابقًا بمعاني كثيرة، وكان البعض منها صحيح والبعض الآخر خطأ، ونحتاج لفهمها بصورة دقيقة كتابيًا.

  • أنبياء وملوك وكهنة:

“١ إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، ٢ الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. ٣ طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ. ٤ يُوحَنَّا، إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، ٥ وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، ٦ وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ” (رؤيا ١: ٣-٦).

 “١ إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ معنى ذلك أن الرب يسوع استقبل أمرًا جديدًا من الله الآب. تذكر عندما قال الرب يسوع: “وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ…وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ” (مرقس ١٣: ٣٢)، كان ذلك في فترة وجوده على الأرض. ولكن بعدها كشف الآب له ما يحدث. معنى ذلك أنّ وقتها كان ممنوع معرفه هذه الأسرار لأنه لم يكن توقيتها، وليس لأنه ممنوع معرفته بشكل عام لدى البشر، فالرب يسوع نفسه بعدما قال: “لاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ إِلاَّ الآبُ” عاد وقال إنه أخذ إعلانًا من الآب عما سيحدث، مما يعني أنه صار معروفًا، وأعطى ليوحنا نبوة خاصة بالأخرويات، وهي مرتبطة جدًا بنبوات العهد القديم.

٣ طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ…٦ وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ” نجد هنا أنّ الثلاث عناصر (النبوة والملوك والكهنة) ذكروا في افتتاحية آخر نبوة في وحي العهد الجديد. قيلت بعد ذلك الكثير من النبوات قالها أشخاص خاصة بمناطق معينة متماشية مع التعليم الكتابي للنبوات.

 لا يستطيع أي شخص أن يقول إنني اكتشفت وحي كتابي إضافي. شرحت الفرق بين الإعلان الإلهي وبين شخص يعطي وحيًا. الإعلان الإلهي هو أن تكتشف وتستنير فيما هو مكتوب في كلمه الله، لكن لا تَقُل إنني أخذت وحيًا آخر، وأن الله أخبرني بأمور كما كان يُخبر الأشخاص سابقًا أثناء كتابة كلمة الله، فهذا يعتبر خطأ واضح جدًا كما قال الكتاب في سفر الرؤيا: “لا يضاف شيء ولاينقص من كلمة الله” (رؤيا ٢٢: ١٨- ١٩).

٦ وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ لو أنه توقف عند “وجعلنا ملوكًا وكهنة” لكانت الجملة عادية جدًا، لكنه قال كلمة هامة للغاية وهي “لله ابيه” اذًا هذه الرُتب مصنوعة لله الآب. هل الرب يحتاج ذلك؟ نعم يحتاج، ويريدك أن تسلك بهذه الرتب على الأرض. عمل الرب ذلك لله ابيه، أي هذا المنصب مرتبط بالأقانيم وبالعمل الإلهي على الارض، مرتبط بالأجندة الإلهية.

ليس مقصود أن تصلي للناس وتعطيهم نبوات، نعم تشمل النبوات بداخلها أن تقول أشياء مستقبلية للناس ولكن لها قواعد، لأن هناك مَن أخطأوا كثيرًا في هذا الأمر. النبوة ليست قاصرة على التنبؤ بالمستقبل فقط لأن لها جوانب أخرى كثيرة.

تخيل معي أنه تم ترقيتك في العمل ووضعت في منصبٍ ما وعليك أن تمارس سلطانك، ولكنك غير واعٍ له، ستُحسب في ذلك أنك متقاعس ومقصر في القيام بدورك، لذا من المهم أن نكتشف الثلاثة أدوار “نبي وملك وكاهن”، لأنها تعتبر الأضلاع الأساسية في حياة كل واحد وواحدة، فهي التي تجعل الكثير من المؤمنين يعيشون في إحدى زوايا الحياة بشكل صحيح، وزوايا أخرى بشكل خاطئ، لأنه لم يكتمل عندهم هذه الأضلاع الثلاثة.

  • أصل الحكاية من العهد القديم:

دعنا نتعرف على القصة في العهد القديم، ستجعلنا نكتشف أكثر ونفهم التسلسل الصحيح للأحداث.

  • محطة آدم: عندما أخطأ الإنسان حدثت حالة انفصال أولية بين الله والإنسان.
  • محطة أخنوخ: الذي سار مع الله.
  • محطة نوح: بعدها حدث تزاوج بين أبناء الله “الملائكة الساقطة” مع بنات الناس وأنتجوا العماليق، هذه هي حالة الانفصال الثانية، فجاء الطوفان وأهلكهم.
  • محطة بابل: كانت هناك محاولات اختراق من بداية نسل آدم، ثم تنقى النسل البشري من بعد نوح. ولكن ابتدأ حام بممارسة أمر خطأ مع أمه، ثم دخلنا بعد ذلك على بابل، وهي حالة الانفصال الشديدة جدًا في بابل (بلبلة الألسنة). ربما يبدوا هذا القضاء بسيطًا في نظر البعض مقارنة بالطوفان، ولكن هذا غير صحيح، إنه يعتبر قضاء كبير جدًا، ففيه تمزقت الشعوب إلى ٧٠ أمة. لهذا يُقدِم اليهود في عيد المظال ٧٠ ذبيحة لأنه -حسب المراجع- قدَّمَ نوح فور خروجهِ من الفلك ٧٠ ذبيحة، غير الذبيحة التي ذكرت لدينا، لأنه عرف ببعد نبوي ما سيحدث في العالم.

يُحسَب نوح وآدم وأخنوخ من الأنبياء، أي لديهم بُعد نبوي وكُتب كتبوها خاصة بمستقبليات في الأرض، ربما لم يكن لدينا خلفيه عنهم، ولكن كان لهم بعد نبوي، وكل شخص له كتاباته وأقواله وتعليمه الخاصة بالرب.

  • محطة إبراهيم: أقام الرب عهدًا مع ابراهيم، وهنا عاد التواصل مرة أخرى بين الله والإنسان، ولكن علينا معرفه أنه في وسط ذلك كانت هناك محاولات شديدة شريرة حتى تحدث حالة تمزيق.
  • محطة اسحاق.
  • محطة يعقوب.
  • محطة موسى.
  • محطة داود الملك.
  • محطة الرب يسوع.
  • محطة الكنيسة.

 

  • أنظر لتسلسل الأحداث من النظرة الإلهية:

لاحظ تسلسل الأحداث في الشاهد التالي، على الرغم من إنه يوجد أشخاص كثيرة عاشت في ذلك الوقت ولكنه اختار أن يذكر المحطات الرئيسية، فقال: “يعوزني الوقت لأخبر عن وعن..” لأنه لا يستطيع أن يقول كل شيء، ولكن هذه المحطات هي البارزة لديهم.

“١وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. ٢ فَإِنَّهُ فِي هذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. ٣ بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ. ٤ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ِللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! ٥ بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. ٦ وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. ٧ بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ (تحذر)، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ. ٨ بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. ٩ بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. ١٠ لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. ١١ بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا. ١٤ فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا. ١٥ فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. ١٦ وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً” (العبرانيين ١١: ١-١١، ١٤-١٦).

“بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ” العالمين هنا لا يتحدث فقط عن العالم الأرضي والمصنوعات، ولكن يتحدث عن الأزمنة، فيقول قد تم تغيير الأجندة الأرضية كثيرًا.

“١٦وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا سماويًا هنا ليس معناها إنهم طلبوا السماء، ويوضح ذلك في الاصحاح التالي: قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ” (عبرانيين ١٢: ٢٢) هذا يؤكد أنه يتكلم عن الأرض، ويتحدث لأشخاص أحياء يقول لهم: “أنتم أتيتم إليها بالفعل” وليس عندما نذهب للسماء. أورشليم السماوية في الأصل العبري تعني مدينتين، أورشليم السماوية والأرضية. أورشليم الأرضية هي نسخة من أورشليم السماوية. أنت مرتبط بأورشليم السماوية وليس الأرضية، لكنها تؤثر على الأرض.

“سَمَاوِيًّا أي صنفه ونظامه سماوي، نظام إلهي هنا على الأرض، وكما تغيرت هذه العوالم، غَيّر كل واحد في عالمه، ابراهيم غَيّر في عالمه وزمنه، ونوح غَيّر في زمنه بطاعته لكلمه الله، غَيّر في الأرض وهزم عماليق عندما صار على خطوات إلهية.

عندما كثر الشعب طلبوا وطنًا مختلفًا، ونظامًا إلهيًا مختلفًا على الأرض، لأن المعركة هنا وليست في السماء، لا فائدة إن ذهبوا للسماء وقد هُزِموا على الأرض، لأن أرض المعركة وأرض الامتلاك هنا، لن تحتاج أن تكون نبيًا أو ملكًا أو كاهنًا في السماء، كل ذلك تحتاجه هنا على الأرض، فقد عمل الرب هذه الوظائف لله ابيه.

“١٦ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ يتكلم الروح القدس في (أعمال الرسل ١٥: ١٧) “…جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ…” أنت مدعو بهذا الاسم، ماذا يعني ذلك؟ أي اسم عائلتك الاسم المرتبط بك هو اسم الرب، ربط اسمه بك، ادرك هذا! ربط الرب نفسه بالناس، كأنك كنت تسير في الشارع، وقلت لشخص “أنا سأعتبرك ابني” أنت هنا ربطت نفسك به. أيضًا هذا الإله بادر هذه المبادرة نتيجة لرفض الشعب أن يسلكوا بالنظام العالمي.

“١٦ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا” هذا يعني أن الشعب رفضوا أن يشتهوا هذا العالم ونظامه الشيطاني، وأدركوا أنه يوجد نظام إلهي على الأرض، كان من المفترض أن يسير عليه آدم من البداية. قرروا أن يكملوا في الأجندة الإلهية، وانحازوا لهذا الإله.

تذكر معي معنى المجد كما شرحته في سلسلة “المجد الحالي بسبب القيامة” أنها تعني “أن تنحاز إلى”. فالرب عندما يمجد إنسان فهو ينحاز إليه. التمجيد ليس فقط أن يكون لديك سمعة جيدة وشيء تفتخر به، استُحدِمت كلمة يمجد في العبري عندما يبرئ قاضي شخص ما، أي مجده ورفع رأسه في المشهد، كما يقول الكتاب: “وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ… فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا” (رومية ٨: ٣٠)؛ أي أنّ الله رفع رأس البشرية رغم الخطة والأجندة الشيطانية، هللويا!

 لم يستحي الرب ولم يخجل أن يلصق اسمه بالشعب رغم علمه المُسبَق أنه سيخونه ويتركه ويبتعدوا عنه، ولكنه لم يتراجع عن أن يكون لهم أبًا والهًا وربًا، ربط اسمه بهم، وهذا ما حدث بالفعل فقد أعد لهم مدينة.

 كيف بدأت وظائف الملك والنبي والكاهن؟

  • محطات سريعة:

بعد حادثة برج بابل، وتمزيق الشعوب إلى ألسنة مختلفة، أصبح التواصل مع بعضهم صعبًا. على عكس القضاء الأول أيام عماليق كانوا يتفاهمون جيدًا معًا ويُعَلمون بعضهم الخطية وكتبوها على الصخور ودونوها في كتاباتهم. خرج حام يبحث عن هذه الكتابات، وكان في حالة شغف لاسترجاع هذه الطريقة السحرية لأنه كان متورطًا في هذا الأمر حسب المراجع. لم يكن قلبه كاملاً وسعى للرجوع لهذه الأمور، رغم أنه رأى أمام عينه يد قديرة قضت على عماليق. لكنه تبجح وحاول أن يستقل عن الله. وضّح بعض علماء الكتاب أنَ حام قال لأخويه ما فعله بأبيه، بلغه فيها تطاول وكأنه يتفاخر بالخطية، فبدأت الأرض تدخل في اتجاه خطير مرة ثانية.

مَزّقَ الرب الشعوب لقَطْع التواصل بينهم، ولكن لا زلت الأجندة في ذهن الله، لازال يبحث عن أشخاص ترفض النظام العالمي الذي وضعه ابليس. عندما رفض الشعب النظام العالمي وطلبوا نظامًا سماويًا التصق بهم ودُعي اسمه عليهم. بالأيمان حدثت تغيير وخَلْق للعالمين (الأيون أو الزمن)، مثلما سار أخنوخ ونوح وإبراهيم واسحاق ويعقوب وموسى وداوود والرب يسوع والكنيسة على رتبة ملك ونبي وكاهن وغيروا في زمنهم وجيلهم مع ذلك كان هناك أشرار في نفس الزمن.

 هذا هو الموكب الذي نسير فيه، نعمل في الوظائف الثلاثة (النبي، الكاهن، الملك). تم توزع هذه المهام على الأسباط الاثني عشر في العهد القديم، ثم اجتمعت مرة أخرى في الرب يسوع، وعلى الرغم من أنه ليس من سبط لاوي حُسب كاهنًا، لأنه اعتمد وأخذ الفكر اللاوي.

 اعتُبر الرب يسوع نبيًا لأن أي شخص يقف الله معه أو يتحدث بوحي فهو نبي، فعند حدوث معجزة كان الشعب يقول: “لقد أقام الرب في وسطنا نبيًا” (يوحنا ٦: ١٤، يوحنا ٧: ٤٠) مثل حادثة الأعمى عندما سألوه، ماذا تعتقد عن هذا الذي شفاك؟ قال: “إنه نبي” (يوحنا ٩: ١٧)، فهم لديهم هذا الفهم، مثل يوحنا الذي لم يصنع أي آية أو معجزة وأطلق عليه نبي، اذًا هذا اللقب ليس بالضرورة أن يُطلَق على مَن يقول مستقبليات.

  • العهد مع إبراهيم:

“١ وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. ٢ فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. ٣ وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»” (التكوين ١٢: ١-٣).

 قال الرب لإبراهيم أخرج بالعبرية “لخ لخاه، לך־לך” وهي تعني أخرج لخيرك من هذا المكان ومن طريقة تفكيره، أرفض الطريقة التي تعيش بها، أترك أرضك وعشيرتك لخيرك، أضبط ذهنك معي. لهذا تصيغها بعض الترجمات “أخرج لمنفعتك”.

وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ” إذًا الفكر الإلهي أن تصبح نبيًا وملكًا وكاهنًا هنا على الأرض وليس عندما يذهب. نظم الرب عهده مع ابراهيم بذباح دموية في الاصحاح الخامس عشر، وجاءت الطيور محاولة أن تُفسِد الذبيحة، وهي مُرسلة من أرواح شريرة لتحاول أن تُفسِد العلاقة بين الرب والإنسان لأنه يشمئز من هذه العلاقة، ويخشى ويقلق من وقت صلاتك وتفكريك في الرب. عندما شَق إبراهيم الحيوانات لنصفين يُقال في المراجع اليهودية أن الرب سار في وسط تلك الذبائح مثل علامة (انفنتي) أي لا نهاية لهذا العهد.

 يحيا بعض الناس هاربين من علاقتهم بالرب فيقولون “إن وجّهت قلبي في الرب، سأحيا بجدية، وأنا لا أريد ذلك!” أو “عندما أصلح نفسي سأكون معه” ويستمر في التسويف والتأجيل!

  • الدعوة ليصبح كاملاً أمامه:

“وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً” (التكوين ١٧: ١).

قال له الرب: “كن كاملًا يا ابراهيم، لا تتلوث بهذا النظام العالمي، حافظ على قلبك، رغم كل التحديات التي مررت بها لأنك أصبحت خاصتي وتغير اسمك”.

  • التصاق الرب بإبراهيم:

“فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي»” (التكوين ٢٦: ٢٤).

 هنا بدأ يحدث اتصال بين اسم ابراهيم والله، وبدأ الله يتكلم مع الناس بناءً على هذه العلاقة، التي ربطت بينه وبين إبراهيم.

  • التصاق الرب بإسحاق:

 “وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ” (التكوين ٢٨: ١٣).

قال الرب ليعقوب “أنا إله إبراهيم وإسحاق” دُعي إلههم لأنهم رفضوا الوطن الأرضي وطلبوا أن يكون نظامهم سماوي، رفضوا النظام الشيطاني، ولهذا السبب ربط الرب اسمه بهم. هذا هو ختان القلب كما قال عنه موسى، وهو رفض الشخص للأمور الأرضية أو أن يكون مثل البشر العاديين، لهذا وضع الرب علامة للشعب ليكونوا مختلفين عن باقي البشر هي “العهد، בְּרִית”.

  • التصاق الرب بيعقوب:

 “ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ»” فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ” (الخروج ٣: ٦).

منذ ذلك الحين فصاعدًا نجد الرب يقول: “لولا العهد الذي قطعته مع أباءكم” استنادا على إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ربط اسمه بهم ووضع عهده معهم، لن أكون أو أتحرك إلا معهم، هم صله الوصل بيني وبين الأرض.

  • يعقوب شعبه وحبل ونصيبه:

٧ اُذْكُرْ أَيَّامَ الْقِدَمِ، وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اِسْأَلْ أَبَاكَ فَيُخْبِرَكَ، وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لَكَ. ٨ «حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُومًا لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٩ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ ٢٨ «إِنَّهُمْ أُمَّةٌ عَدِيمَةُ الرَّأْيِ وَلاَ بَصِيرَةَ فِيهِمْ. ٢٩ لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا بِهذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ. ٣٠ كَيْفَ يَطْرُدُ وَاحِدٌ أَلْفًا، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ رَبْوَةً، لَوْلاَ أَنَّ صَخْرَهُمْ بَاعَهُمْ وَالرَّبَّ سَلَّمَهُمْ؟ (التثنية ٣٢: ٧-٩، ٢٨-٣٠)

 هنا يشرح الرب لموسى أن الشعب سيتركه، رغم وقوفه معهم في البرية، وإخراجهم من أرض العبودية بسبب غبائهم، وعدم فطنتهم.

“٢٩ لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا” مَن هو العاقل في الكتاب المقدس؟ هو مَن ينظر ويتأمل نهاية الأحداث أما الغبي في كلمة الله فهو مَن ينظر تحت قدمه، لا يكنز للرب، ولم يكن الرب هدفه وأولوية في حياته، هذا عكس (عبرانيين ١١) لأنهم رفضوا النظام العالمي لذلك ربط اسمه بهم، وصنع لهم مدينة إلهية سماوية مرتبطة بالمدينة الأرضية، فأول شيء صنعه الرب مع إبراهيم: “قال له سأعطيك الأرض”، إذًا الميراث أرضي وإلهي في ذات الوقت.

من يقرأ آيات العهد الجديد الخاصة بالبركات دون ربطها بالعهد القديم، يعتقد أنها روحية فقط، هذا خطأ لأن الرب جاء ليطبق النظام السماوي كاملًا على الأرض في شخص الرب يسوع، فكان نبيًا وملكًا وكاهنًا والكنيسة تسير في خُطاه، مَن يَذكر الآيات التي بها بركات روحية فقط هم مَن لا يفهمون اكتمال نضوج الثمر الذي يريده الرب، وهو أن يكون له مملكة إلهية على الأرض.

“٧ ذْكُرْ أَيَّامَ الْقِدَمِ، وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ” لاحظ أنهم لا يتأملوا لو عرفوا النهاية لكانوا أذكياء.

“٨ حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ” يتحدث هنا عن حادثة بابل، حين قسم الرب الشعوب على بني الله (الملائكة) في حادثة بلبلة الألسنة في بابل. لاحظ بنوا الله تطلق على الملائكة المقدسة والملائكة الأشرار. الملائكة الأشرار هم الذين تزاوجوا من بنات الأرض ونتج عنهم العماليق، لذا بنوا الله في (تكوين ٦) هم الملائكة الأشرار، ولكن هنا يتحدث عن الملائكة الأبرار، يمكننا تحديد إن كان يتحدث عن الملائكي الأبرار أو الأشرار من خلال سياق النص.

“٩ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِهنا الرب خصصه وقال “إنه شعبه” هذا حدث من أيام برج بابل ببعد نبوي، فكلف الله الملائكة تمسك السبعين أمة، كل ملاك يمسك أمته وتحته الرتب الملائكية الخاصة بهم، لكن الله مسك هو شعبه بصفه خاصة، لأنه رأى أن هناك شخص سوف يقطع عهد معه، ونحن ككنيسة كنا خارج هذا العهد لأننا أمم.

  • دُعي اسمه عليك:

لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ” (أفسس ٢: ١٤)

عندما جاء الرب يسوع ربط الأمم بشعب الرب وأزال الحائط الفاصل بينهم، وفتح الخلاص للبشرية كلها، بعد أن كان مغلقًا عليهم، حتى لا يختلطوا بشعوب الأرض حتى يأتي المسيا منهم. كل شخص مكلف عليه ملائكة، إلا شعب الله فهو يعتني بهم شخصيًا. وأنت الآن أصبحت شعب الله، نعم أنت لست جسديًا من نسل إبراهيم، ولكن صرت شعب الله، فربط اسمه بك، وقال: “أنا إله فلان…” (ضع اسمك). أنت شعبه، أنت قسمه، أنت تخص هذا الإله.

 حينما أراد إبراهيم وإسحاق ويعقوب النظام الإلهي على الأرض، واختاروا أن يسيروا على الأجندة الإلهية، وليس النظام العالمي (الأيون)، حدث خلق العالمين؛ أي تم تغيير العالمين عِدة مرات، على يد أخنوخ، نوح، إبراهيم كل واحد منهم سار بالأجندة الإلهية وأحدث تغيير، إن تقديم إبراهيم لإسحاق ابنه كأنه يقول: “أنا أعطي ابني وهو يعطي ابنه (الله).

“فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ” (أخبار الأيام الثاني ٧: ١٤).

 لاحظ أن الرب يركز هنا على “دعي اسمي عليهم” بعد أن وضع بصمته عليهم. مثل شخص يقول لابنه “أنت تجلب العار لإسمي، عليك أن تسير بصورة صحيحة”. الإله الذي نتعامل معه إلهًا غيورًا، ولكن ليس غيرة بشرية (غيرة الزوج على زوجته أو أبناءه) ولكن هو حماسي وشغوف تجاهك، يتحرك و يبادر تجاهك، ولا يقبل أن تكون مزدوج (لديك سيدين).

كما قال الرب للتلاميذ المملكة القادمة لا يصلح فيها الشخص الذي لا يُسلِّم على مَن يكرهه، أو لا يحب الآخرين، أو أن تكون في مستوى الكتبة والفريسيين، فهذا مستوى ضئيل. لذا قال لهم: “إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ” (متى ٥: ٢٠). فهو يريد مستوى أعلى. إن لم تغفروا لن يغفر لكم.

أوضح لهم أيضًا أنّ ما عبروا به سابقًا شيء يختلف عن الآن لأنهم لم يكونوا مولودون ثانية ولم تتغير طبيعتهم الداخلية. الآن نحن قادمون على تغيير الطبيعة، الأمر الذي كنتم ترونه صعبًا ستقومون به. بدلًا من أن يكون لك أكثر من زوجة ستكون لك زوجة واحدة. فالعهد الجديد لا يصلح فيه غير أن تكون بعل لامرأة واحدة. لا يصلح إلا أن تكون منضبطًا، هذه المملكة وصلت لأقصاها في تحقيق هذه الأجندة الإلهية، أقصى درجات الألوهية داخل البشرية.

  • أنت ملك وكاهن:

٥ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ – كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ – بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٩ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. ١٠ الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ” (١بطرس ٢: ٥، ٩، ١٠).

أثناء كتابة هذه الرسالة كان الهيكل قد هُدِم أو هناك تخطيط لذلك، فقال لهم الرسول: “انتبهوا! أتحزنون على هدم الهيكل” لأنهم كانوا يجتمعون فيه. فقال لهم “أنتم حجارة حية، كهنوت ملوكي، أنتم شعب الرب، صرتم داخل الحبل الإلهي (قسمته) داخل المنطقة المهمة التي يعتني بها الرب شخصيًا” هللويا.

  • صرت من الأنبياء:

 كلمه الله تقول إنه جعلك ملكًا وكهنًا، أضف عليها عندما امتلأت بالروح القدس صرت من الأنبياء.

 “فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ»” (العدد ١١: ٢٩).

عندما قبلت الروح القدس أصبحت من الأنبياء، النبي لا يحتاج إلى رسامة، لكن يوجد من رُسم كملك فصار نبيًا مثل شاول الملك، لكنها وظيفة طبيعية، عندما يحل الروح القدس على شخص يبدأ في التنبؤ، ويصبح شخصًا آخر، ويأخذه الروح لمستوى أعلى.

 الوظيفتان اللتان يحتاجان لرسامة هما الكاهن والملك. ونؤكد مرة أخرى أن النبوة لا تقتصر على قول أمور مستقبلية أو كشف خفايا الآخرين. هناك أنبياء عاشوا حياتهم دون أن يتكلموا بالمستقبليات، إذ أنّ النبوة لها بعد آخر وهي أن تكون في الصدارة وفي الواجهة نيابة عن الله في الأرض. أنت شعبه ومِن شريحة الأنبياء، وهذا لا يعني أنك تأخذ وحيًا آخر من الرب.

“وجعلنا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِلاحظ أنه قال “لله أبيه” أي هذه الوظيفة مرتبطة بتحقيق الأجندة الإلهية لله، مثلما نقول أنك أصبحت مديرًا في شركة ما، فصرت تابعًا لقوانينها ولوائحها ونظامها، لا يقتصر الأمر على كونك عُينت رئيسًا (أي صرت نبيًا وملكًا وكاهنًا للرب)، بل ستحتاج لمعرفة رؤية هذه الشركة، وما هو المطلوب منك، هكذا لا يكفي حضورك للاجتماعات، أو دراسة كلمة الله دون أن تنتج وتثمر، كما تحدثنا في إحدى مؤتمراتنا عن “الإثمار بقوة الروح القدس“.

تذكر معي هذا المثال البسيط، لا يوجد شركات فتحت فقط لتعقد اجتماعات، فهي تعقد الاجتماعات لتخرج للعمل. إن كنت تأخذ الكلمة لتستمتع بها فقط ثم بعد خروجك ترجع لما كنت عليه، فأدعوك لمراجعة نفسك، فهناك أشخاص تقول أنا أحب الكنيسة وأنتعش بداخلها، ولكن عند خروجه لا ينفذ ما تقوله الاجتماعات، وهي من المفترض أنها تُعِدك وتُجهزك لما عليك فعله في الأرض وهو أن “تُخْبِرُ بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ”.

أنت هنا على الأرض لكي تعمل، ساعات يومك تمر ساعة بعد ساعة لكي تعمل للرب، لذا قال الرب لإبراهيم عندما كان عمره ٩٩ عامًا: “سير أمامي وكن كاملًا، احذر من أن تتلوث، لقد طلبت وطنًا آخر غير هذا الوطن، وسعيت لنظامًا إلهيًا.. استمر في السلوك معي، لقد أعددت لك مدينة”. عندما جاء الرب يسوع وأتم لنا خلاص دخلنا إلى مدينة صهيون، نحن بداخلها الآن، إنها مدينة روحية تؤثر على الأرضيات.

كما أمر الرب إبراهيم أن يكون كاملًا أمامه هكذا أمر نوح وقال له: “كن كاملًا” وهي لا تعني أنه لا يخطئ، ولكن أن يحافظ على قلبه. كان داود يخطئ لكن الكتاب يقول عن قلبه “كان كاملًا مثل قلب الرب” إذ تزامن قلبه مع الرب، كان يصحح مساره في الحال إن أخطأ، يرغب الرب في مثل هذا القلب! لهذا قيل عن الشعب لأنهم ابتغوا وطنًا سماويًا أعد لهم مدينة روحية، وكانت خيمة الاجتماع هي نموذج مُصَغر لهذه المدية، فيها يتمكن الإنسان من مقابله الرب بسهوله، ويُمنَع دخول حيوانات نجسة وأشياء شريرة إليها.

 حياتك مرتبطة بقلبك، أنت نبي وكاهن وملك للرب، الروح القدس يتحدث للكنيسة: “الرب قريب، لا يجب أن تحيا في الأرض مزدوج القلب، لكي لا تخجل عند مجيء الرب”. ضع هذا نصب عينيك، نظف حياتك، احرق ما يحتاج أن يُحرَق هنا قبل أن تحرقها في السماء. فما لن تحرقها هنا وتعطي كل شيء قيمته طبقًا للقيمة الإلهية، ستُكشف أمام كرسي المسيح وتُفضح وتحترق.

حياتك مرتبطة بتوجه قلبك، بما تشتعل؟! ابتغى الشعب وطنًا سماويًا، فربط اسمه بهم ولم يستحي بهم، رغم علمه بالتقصير والخيانة التي سيقومون بها، وعبادتهم لألهه أخرى أمام الهيكل وأعطوا ظهورهم للهيكل لإغاظة الرب وإعلان أنهم ضده، وضعوا الأصنام في بيوتهم وخيامهم، حتى وصل الأمر أن قال أحد الأنبياء: “أنه يوجد نظام دعارة أمام الهيكل، ما هذه البشاعة؟!

يعلم الشعب أنّ آنية الهيكل قُدِست للرب، فكما كان يحدث عند لمس أحدهم التابوت بصورة ما فيموت، هكذا التعامل مع الأنية المقدسة. عندما أتى ملك غريب واستهزأ بها لم يحاكمه الرب لأكثر من مرة، إلى أن وجد أصبع الله تكتب على الحائط لتوبيخه. ليس من الجيد أن تصل لهذه لمرحلة؛ أن توبخ من الرب شخصيًا، تجرأ بعض الأشخاص ليقولوا: “لم أصلي اليوم ولم يحدث شيئًا” ثم يتجرأ بعدها ليفعل أفعال خاطئة ويقول: “لم يحدث شيئًا!” ثم يصل لمرحلة الاعتيادية على الخطأ!

احذر يوجد إله غيور ربط اسمه بك، هل أنت منتبه لهذا الاسم أم لا؟ توجد مسؤولية على الكنيسة، أنت مسؤول عن حياتك الشخصية، احرص أن تضع قلبك في الرب، وضع جانبًا كل التحديات، واجه نوح تهديدات من العماليق ولم يقل: “يا رب لماذا تركتني؟!” ضع جانبًا التساؤلات التي تجعلها شماعة للكسل، ذَكِّر ذاتك يوميًا: “أنا تبع هذا الإله، ربط اسمه بي، أنا في ملكوت لا يتزعزع، أنا داخل حبل قسمة الأرض”.

كما ربط الرب اسمه بإبراهيم واسحاق ويعقوب، فما جعله يُنقذ الشعب في كل مرة أخطأوا فيها “تذكره للعهد مع أبائهم”. مع أنم لم يعودوا موجودين على الأرض لكنهم في السماء، ويؤثرون على الأرض بما اتخذوه سابقًا من قرارات. هكذا الأب والأم يأخذون قرارات تؤثر على ابنائهم.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *