لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
أنبياء ملوك وكهنة لله – الجزء 6
- ما الرموز والمعاني الموجودة في الذبائح؟
- وظائف الكاهن.
- الذبائح ليست لغسل الخطايا.
- أنواع الذبائح.
- ذبيحة المحرقة.
- نُقدِم ذبائح روحية.
- لا تسلك بيد رفيعة!
توضح كلمة الله أن الأنبياء والملوك والكهنة رُتب تؤثر وتعمل في الأرض، فلا يوجد عمل يعمله الرب في الأرض إلا من خلالهم.
“٧ إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْرًا إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ” (عاموس ٣: ٧).
النبي: هو مَن يجلس في المجمع الإلهي ومُطَلع على الأمور الالهية. يتكلم الكتاب المقدس أننا نحن الآن صرنا في هذه الوضعية، فلا يوجد شيء يحدث إلا من خلال قنوات على الأرض، فالنبي هو قناة، وكذلك الملك والكاهن، فهو صلة الوصل بين السماء والأرض.
الكاهن: هو مَن يعمل عمل تعبدي بوساطة، ويحول الأمور الروحية إلى أمور جسدية ملموسة، والأمور الجسدية الملموسة إلى أمور روحية.
“١٤ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ. ١٥تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيرًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. ١٦وَعِيدَ الْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ الَّتِي تَزْرَعُ فِي الْحَقْلِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. ١٧ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. ١٨لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ يَبِتْ شَحْمُ عِيدِي إِلَى الْغَدِ. ١٩أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ” (الخروج ٢٣: ١٤ – ١٩)
تُسمى هذه الأعياد باللغة العبرية رجيليم ((Regeleem: وهي أعياد يذهب فيها الشعب برجليهم لبيت الرب للاحتفال هناك، وهذا فعله الرب يسوع في فترة وجوده على الأرض في الأعياد، وتوجد أعياد أخرى يحتفلون بها عن بعد.
“١٩أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ” يوضح الروح القدس أن الكاهن يستقبل باكورة الحصاد (وهو بمسابة ختان)، حيث يعطي الشخص جزءًا من محصوله للرب، فتصير كلها للرب، ويمنع يد إبليس أن يأكل المحصول. وهذا يختلف عن ختان الذكور، التي هي بمثابة رموز. أما نحن في العهد الجديد لا نحتاج لرموز؛ فقد كانت رمزًا للعهد.
نحن نحتاج أن نفهم كمؤمني العهد الجديد أننا محولين الأمور الروحية لأمور جسدية. أي عندما تتحدث الكلمة عن آمر معين، فدوري ككاهن أن أحولها لواقع. وكذلك الأمور الجسدية مثل الحصاد إلى أمور روحية؛ لأن الكاهن هو صلة الوصل ليبارك الغلة والحصاد؛ لأنه قناة التقديس للشيء، وصلة الوصل بين السماء والأرض.
- ما الرموز والمعاني الموجودة في الذبائح؟
“١٣اَلَّلهُمّ (يا الله)، فِي الْقُدْسِ طَرِيقُكَ. أَيُّ إِلهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟” (المزامير ٧٧: ١٣)
في القدس: لا يعني مكان بعينه، بل يعني خيمة الاجتماع حيث إنها كانت متنقلة، وكل فترة تُفرَد وتُلَم، إلى أن استقر مكانها، أما الآن أصبحت أجسادنا هي الهيكل للروح القدس.
ينظر معظم الناس للذبيحة أنها ترمز للرب يسوع؛ لأن الشعب كان يعلم أن الرب يسوع سيخلصهم، لكنهم لم يعلموا عن طريقة الخلاص. تنبأوا دون معرفة وفهم للأمور بالتفصيل. عرفوا أن الرب يسوع عندما يأتي سيكون قويًا ومنتصرًا من النبوات، لكنهم لا يعرفون آليه الشيء. أما نحن فلدينا المعرفة وكشف الأمور.
ينظر البعض اليوم بسطحية للذبائح ويغتزل القول في إنها ترمز للرب يسوع، أما بالنسبة لهذا الشعب فكل شيء لديهم له معاني مختلفة. فبعض الذبائح يمسك الكاهن قطعة منها تسمى رفيعة؛ أي يرفعها في الهواء ويُردِدها، ثم ينزلها، وبعض القطع يأكلها الكاهن، وأخرى تعطى للشخص الذي يذبح الذبيحة. كل هذا له معان اليوم.
الرفيعة على سبيل المثال، تعني أنني افتح نافذة في السماء من عالم الروح من خلال رفعها وترديدها، واُرجِعها مرة أخرى بعد توصيلها بالسماء فأأخذ فيض هذه البركات. وكأنك فتحت بئر ماء فأنفجر. كل شيء في الذبائح لديهم له رموز، ومفاهيم روحية.
نحن اليوم قناة توصيل والرب يسكن داخلنا، ولا نحتاج التواصل مع السماء، بل نحتاج أن نفهم ما أصبحنا عليه الآن. لأن الكاهن هو مُحَول الأمور من مادية لروحية والعكس صحيح.
- وظائف الكاهن:
الكاهن ليس وظيفة كنسية لشخص مُحَدد؛ لأن الكتاب المقدس يقول إن يسوع “جعلنا ملوكَا وكهنة لله أبينا”، فهي تختص بكل شخص وليس أشخاص معينة. هذا لا يلغي النظام والهرمية في العهد الجديد، ولا بد من تقدير هذا.
- مُقَدِم ذبائح.
- صلة وصل بين الله والناس.
- مُعلِن بركات وهي طريقة التواصل بين السماء والأرض.
- يعتني بشؤون الهيكل (الكنيسة).
- يُعَلِم الناموس والشريعة.
- ممارسة بعض الطقوس للتواصل بين عالم الروح وعالم العيان.
- شخص متشفع يقف بين الناس والله، ويُسأل عن خطايا الشعب.
حسب طقوس العهد القديم يوجد يوم واحد في السنة يدخل فيه رئيس الكهنة للهيكل بمفرده، وتكون أرجله مربوطة وقد يقع ويموت، فيتم سحبه من الحبل للخارج. إذًا يوجد مسؤولية فهو وسيط بين الله والشعب، لذا ينبغي أن يتحرك بجدية في حياته، ونرى ذلك في قصة هارون عندما أخطأ أولاده مُنِع من الحزن والبكاء عليهم وهي تبدو قسوة، في حين عندما تدخل في العمل الإلهي على الأرض تكتشف أن النفوس تستحق أن تكون في وضع الجدية.
يقوم الكاهن بدور المتشفع، ويلزَم أن يكون لدى المُتشفِع جسدًا، فمَن انتقلوا لا يقومون بهذا الدور، لأن الجسد هو رخصة العمل في الأرض والسماء.
- يقف أمام العدو بالصلاة، لا أعني أن تقوم بحرب روحية؛ لأن هذا ليس كتابيًا. لأن بينما تسير روحيَا بشكل صحيح، تبتعد الأرواح الشريرة، سواء كان ذلك عبر صلاتك أو سلوكك بشكل مُؤثر في عالم الروح. كان الكهنة في العهد القديم، في أوقات الحروب، يمسكون التابوت في الواجهة، هم أوائل المهددون بالقتل، لأنهم مسؤولين أن يضعوا الحضور الإلهي في واجهه العدو.
- الكاهن لا يستعطي، ولا في حالة العوز المادي. ففي قصة عالي الكاهن عندما تكلم الله على أولاده بالقضاء، قال له: “سيأتي وقت يتمنون فيه أن يكونوا مثل الكهنة (نتيجة الاحتياج المادي)” هذا يوضح أن الكهنة في حالة من الوفرة المادية.
أخذ الشعب بعض الوقت ليفهموا طبيعة وظيفة الكهنة؛ لأنه لم يوجد كهنوت لكن كانت الناس تعمل في هذا العمل الكهنوتي. بداية من آدم والذبائح موجودة، وكذلك إبراهيم؛ لأن الله يريد منذ البدء أن يكون الشعب كله كهنة وملوك في ذات الوقت.
- يعمل الكاهن بكد واجتهاد، وتواصل مع عالم الروح، وهذا لا يعني أن يكون الشعب في عزله لأنه من المفترض أنّ الجميع يعملون عمل الكهنوت، مع أنه سيُفرَز أفراد معينه وتُرسَم لهذا العمل، أما الجميع يعملون ككهنة منخرطين داخل العبادة لكنهم علمانيين، كما الآن يوجد أشخاص تعمل وتخدم.
تصحيح مفهوم هام: الحيوانات ليست بريئة؛ حيث يمكنها أن تُخطيء (ثور ينطح ثور، دجاجة تنقر أخرى…) كتابيًا تقديم الذبائح عبر حيوانات ليس لأنها بريئة، لكن مقارنة بما فعله الإنسان تعتبر بريئة. كما يقول الكتاب: “١٧وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ” (حزقيال٣٤: ١٧).
يتحدث العدد السابق عن التفرقة بين الشعب، وبين الرعاة، وأشخاص آخرين، وبناءً على هذا الشاهد يتكلم الكتاب المقدس عن محاكمة الخراف والجداء بعد ذلك. لكن كتابيًا من الواضح وجود أخطاء في الحيوانات. فوضع اليد على الحيوان لنقل الخطية إليه لا يعني أنه كامل وأنا ناقص، بل يعني أنني أُرجع هذا الحيوان لعناصره الأولى (تصفير العدادات).
يمكننا القول أن الحيوان بريء لأنه لا يعرف ما يُفعَل فيه، في حين أن كتاباتهم تقول إن الحيوان على جزء من الدراية؛ ولكن أقل من الانسان. حتى الأرض نفسها لها مشاعر حيث ذُكِر في العهد القديم ضرورة راحة الأرض. فهم يؤمنون بأن كل شيء روحي لأنه خارج من الله. والإنسان مسؤول لإدارة الأعمال الروحية على الأرض. لذلك يلجأ الإنسان للكاهن (KOHEEN) باللغة العبرية تعني شخص يتوسط بين الله والانسان ويتقرب إلى الرب ويعمل عمل تعبدي.
هدف الذبائح أن يكون لدى الإنسان توجه قلبي أنّ مهما حصل من مواقف صعبة أو طاحنة، سأكون في حالة عبادة وأكهن للرب وفي تواصل معه، لا أتمسك بأن رأيي هو الصحيح، فيكسر الشخص نفسه ورأيه وقناعاته، ويحني نفسه ليصل مثل الحيوان الذي يرجعه للتراب بيده. والتي تعني أنني أُميت هذه الأمور. وبعد أن قُدِمَت الذبيحة ببعض الطقوس، والالفاظ التي تُطلَق عليها، أصبحت شيئًا روحيًا؛ لأنها لُمِست من عالم الروح، فيقوم الكاهن بالاشتراك معه ويأكل منها، وهذا يعني أنه جزء من هذا العمل وليس الرب فقط. كل هذه رموز.
“١٣اَلَّلهُمَّ، فِي الْقُدْسِ طَرِيقُكَ. أَيُّ إِلهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟” (المزامير٧٧: ١٣).
تعني إن أردت أن أصل لفهم هذا الاله، والدخول في علاقة حميمة معه، فأين أذهب؟ في القدس طريقه! لذلك كل شيء في خيمة الاجتماع له معنى ومغزى، وهذا ما جعل داود يتأمل فيه.
كان الهيكل يمتلئ بتقديم الذبائح مثل سلخانة ذا رائحة كريهة، ثم جاء داود وعمل فريقًا لتسبيح الرب، وهو ما إلا توجهه روحي تمامًا. فالهيكل له هيبة، ويوجد ناس لديهم هذه الهيبة؛ حتى بدأ البعض يسخرون من هذا لأن البركات بدأت تعمل معهم، فحذرهم الرب في سفر التثنية وقال لهم: “احذروا أن ينتفخ قلبكم عندما ترون البركات تعمل وتتحقق”.
مثال على ذلك: يتم دفع بعض المؤمنين للصلاة، بعد أن أصبحت أمورهم تسير بشكل مبارك، فهم الآن لا يريدون شيئًا آخر؛ لأن الازمة التي كانت تواجههم (مرض ما، أو أزمة مادية) قد انقشعت، حيث كان وقتها يصلي بكثافة.. وبعدما انتهى الأمر بسلام أصبح لا يوجه قلبه لله ولا يسعى للصلاة ودراسة الكتاب، لا تكن هكذا!
إن كان لك توجه القلب هذا، فاعلم أنك لم تكن تعمل عملك الكهنوتي بانطراح أمام الرب سابقًا، ولم تضع مبادئك البشرية تحت قدمي السيد. الكاهن الحقيقي لديه هذا التوجه طوال الوقت.
النبي: يرى ويسمع ويده (أي الخدمة التي يقدمها تكمن) في رأسه. الكاهن: يعمل بيده أشياء روحية. لذلك لا غنى عن النبي والكاهن والملك.
استُخدِمت هذه الكلمة (KOHEEN) قبلما يعمل شعب الله في العمل الكهنوتي، لكن بعد ذلك بدأ الكهنوت ينتظم وبدأت الحياة تسير، وحدث اختلاف في قلوب الناس، وفَسَد بعض الكهنة، في حين هناك مَن حافظ على قلبه خالصًا تقيًا للرب، مثل زكريا أبا يوحنا المعمدان، وهذا هو المنبع الذي خرج منه يوحنا المعمدان. لأن الرب لا يستخدم أشخاص تمتلئ حياتهم بالهمجية والفساد.
- الكاهن هو شخص ملتزم ولديه جدية روحية وصفاء الذهن، والقلب المتكامل الجدي الممتلئ بعبادة عمدية وخالصة للرب.
- الذبائح ليست لغسل الخطايا:
يعتقد البعض أن أي شخص يخطئ يأتي بحيوان (أي أن كان نوعه) لكي ما يغسل خطأه. هذا غير كتابي مع أنه يبدو كتابي. فالذبيحة ليست لتصحيح خطأك (وقتها)، أو لدفع الثمن. بل لتنظيف علاقتك مع الرب.
“٢٢”وَإِذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تَعْمَلُوا جَمِيعَ هذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي كَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى،٢٣جَمِيعَ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي أَمَرَ فِيهِ الرَّبُّ فَصَاعِدًا فِي أَجْيَالِكُمْ،٢٤فَإِنْ عُمِلَ خُفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ الْجَمَاعَةِ سَهْوًا، يَعْمَلُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ، مَعَ تَقْدِمَتِهِ وَسَكِيبِهِ كَالْعَادَةِ، وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ.٢٥فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْوًا. فَإِذَا أَتَوْا بِقُرْبَانِهِمْ وَقُودًا لِلرَّبِّ، وَبِذَبِيحَةِ خَطِيَّتِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ لأَجْلِ سَهْوِهِمْ،٢٦يُصْفَحُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْغَرِيبِ النَّازِلِ بَيْنَهُمْ، لأَنَّهُ حَدَثَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ بِسَهْوٍ.٢٧”وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْوًا، تُقَرِّبْ عَنْزًا حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ،٢٨فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ النَّفْسِ الَّتِي سَهَتْ عِنْدَمَا أَخْطَأَتْ بِسَهْوٍ أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهَا، فَيُصْفَحُ عَنْهَا.٢٩لِلْوَطَنِيِّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ بَيْنَهُمْ تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْعَامِلِ بِسَهْوٍ.٣٠وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ (عن قصد) مِنَ الْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِالرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا، ٣١لأَنَّهَا احْتَقَرَتْ كَلاَمَ الرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا” (العدد١٥: ٢٢ – ٣١).
“٣٠ وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ” تعني شخص متكبر وغير خاضع أو نازل تحت الرب. فيقول: “من هو هذا الإله؟ من قال إن هذه الآية صحيحة؟ كيف نطبقها؟!”، هذه الأمور نجدها ظاهرة في حياة بعض المؤمنين. فهو لديه مبادئ أو خبرات أو تساؤلات يظن أنها أعلى كفاءة عن هذا الإله؛ وكأنه هو من أحضر المخفي ولم يعرفه الرب، مما يدل أنه لا يوجد لديه هيبة للرب.
“٢٨ فَيُصْفَحُ عَنْهَا” حسب تفسيراتهم تعني أن الشخص يمكنه التحدث مع هذا الإله مرة أخرى؛ وليس تصحيحَا للخطأ. فالخطأ يقابله حُكم حسب نوعه، طبقًا للشريعة يوجد بعض الافرازات تخرج من الرجل أو المرأة ليست خطأ منهم، لكنها في العموم تجعلهم نجسين، مما يفهمنا أن الأمر يكمن في نقصان شيء من جسم الإنسان (حسب أفكارهم). وهذا ما شرحه لهم موسى وهي التوراة الشفاهية (Oral Torah). العهد القديم المتاح بين أيدينا الآن كافي، أما لمعرفة كيفية تطبيقه فيوجد تفاصيل كثيرة جدًا؛ ويوجد آلاف الصفحات على آية واحدة مثال كيف يأكلون الذبيحة، وغيرة من الأعمال.
إذًا الحيوان ليس لكي تُخطئ فتقدم ذبيحة، لا بل ليكون لك علاقة مرة أخرى مع هذا الإله، ليس لأنه زعل منك، بل لتصبح في وضعية تجعلك تتمكن من التحدث معه مرة أخرى. أما الخطأ فيوجد من سيصدر حكمًا فيه وهو الكاهن حسب كل موقف له حكمه. فهو لم يُصفح عنه، لأنه إن تم الصفح عنه من خلال الذبيحة، فلماذا سيخبره الكاهن بما ينبغي عمله لتصليح الخطأ. على سيل المثال يقول الكتاب عين بعين، لم يقل: “إن خلعت عين أحدهم فاذهب قدم ذبيحة!” لا! فالعين يقابلها عين، مع الأخذ في الاعتبار أنه لن يقوم بخلع عين المُخطئ بل سيقدم له ما يساوي قيمة هذه العين.
الكاهن هو أنا وأنت. لذلك كلما اكتشفت هذا الإله يحدث وقار داخلك له، وهدوء إلهي لأنك متصل بعالم الروح، وتعلم الطريقة الإلهية فلم يعُد الآمر صعب عليك.
المفهوم الخطأ للذبائح أدّى للتسيب عند بعض الناس؛ فقالوا: “الآمر بسيط طالما سأتوب، إذًا يمكنني أن أخطئ كما أشاء”. هذه فكره خاطئة غير موجودة لا في العهد القديم ولا في الجديد، بل هي شيطانية جاءت من التعليم عن النعمة بصورة خطأ، لأنك عندما تفهم النعمة بصورة صحيحة سيتولد لديك جادييه ومسؤولية. أي شخص متسيب الآن قد نشأ على عدم فهم المسؤولية الروحية بشكل صحيح وكذلك النعمة. عند سماع التعليم الكتابي يشعر البعض أنه قاسيًا لأنه يحول الناس لمسؤولية صحيحة كتابيًا، كما سبق وذكرت أنه يوجد العديد من الآيات في الرسائل توضح إن استمريت في إيمانك تكون تبع هذا الإله (أهل بيت الله).
“٥ وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. ٦ وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ” (العبرانيين ٣: ٥، ٦).
بناءً على هذا الشاهد يوجد ناس لم تعد أهل هذا البيت؛ بالرغم من أنهم متواجدين في الكنائس إلا أن قلبهم أغلق، إذ أنهم يفكرون أنّ النعمة تُغطي. نعم النعمة تغطينا لكن يوجد مسؤولية. لذلك اعتماد البعض على وجود ذبيحة تمسح الخطأ أعطتهم الجرأة وجعلتهم مستبيحين في الخطأ، والذبيحة ليست لهذا الغرض.
- يوجد مَن أخطأ في العهد القديم لكنه لم يهلك، لماذا؟
“١لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ. ٢لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْنًا مِنْ قُدْسِهِ، وَمِنْ صِهْيَوْنَ (مكان) لِيَعْضُدْكَ. ٣لِيَذْكُرْ (الرب يتذكر رصيدك عنده) كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ” (المزامير٢٠: ١ – ٢)
نجد بعض الأمور فعلها داود عن عمد مثل تورطه في القتل، لأنه برر الأمر فكريًا من الشريعة ففعل هذا عن سهو. في هذا الوقت تذكر الرب كم أن هذا الشخص لديه رصيد في حب الرب، وقلبه متوجهة نحوه، ويخاف الله. فما حصده داود من هذا الخطأ أن الابن المولود من هذا الزواج مات؛ لكي يتم تصفية الأمر.
يوجد ناس متعمدة تسير عكس الرب فيمتلئ كأس الغضب. لذلك الذبيحة ليست لمسح الخطأ لأن الخطأ سيُجَازى علية الإنسان، كما قال الرب: “٢٣فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، ٢٤فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ” (متى٥: ٢٣ – ٢٤)
“قُرْبَانَكَ” هذا القربان هو ذبيحة إثم لشخص أخطأ في أحدهم وذهب ليقدم ذبيحة للتكفير عن خطأه. يقول لنا الرب في مثل هذا الموقف: “لا تظن أن ذبيحتك ستمحو خطأك، بل ستنظف علاقتك معي، أما خطأك فهو لا زال موجود وعليك أن تتصالح مع أخيك”. تقديم الذبيحة مثل شخص يعتذر للآخر ويقول: “آسف” لكي يتواصل مع الشخص مرة أخرى، ولكن الخطأ له حساب.
يسيري هذا المبدأ في العهد الجديد كما القديم لأن الإنسان مسؤول، فما تم علاجه فقط هو أمر الإلامة وتوابع الخطية في عمل يسوع؛ ذبيحة الرب يسوع ليست هي الخمس ذبائح فقط بل أعلى بكثير منهم لأنها كفارة للخطأ السهو والمتعمد أيضًا، كما ذكر في رسالة العبرانيين إصحاح ٩، ١٠؛ أما الذبائح هي للعبادة والانكسار أمام الرب. هذا المفهوم عن الذبائح يجعلنا نعرف عملنا ككهنة ونقدر الرب أكثر من تقديرهم للذبائح في العهد القديم.
ينبغي أن نفهم أن الحياة مع الرب ليست لعبة، فنحن قناة هنا على الأرض، إما أن تعمل عمل الرب برخاء فتجد حياتك مليئة بالإحباطات والتعسر، وتقول مع أنه من حقي في المسيح كذا وكذا لكني لا استمتع به في حياتي، لأنك لم تعمل العمل الكهنوتي وهو التعبد والانكسار، والتعامل مع الحياة البشرية ببعد دون الانخراط فيها، بالرغم أنك تحيا بالأرض.
أنواع الذبائح:
ذبيحة المحرقة:
“١وَدَعَا الرَّبُّ مُوسَى وَكَلَّمَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: ٢”كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا قَرَّبَ إِنْسَانٌ مِنْكُمْ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ تُقَرِّبُونَ قَرَابِينَكُمْ. ٣إِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَذَكَرًا صَحِيحًا يُقَرِّبْهُ. إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ ٤وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ.٥وَيَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيُقَرِّبُ بَنوُ هَارُونَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ، وَيَرُشُّونَهُ مُسْتَدِيرًا عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.٦وَيَسْلَخُ الْمُحْرَقَةَ وَيُقَطِّعُهَا إِلَى قِطَعِهَا.٧وَيَجْعَلُ بَنُو هَارُونَ الْكَاهِنِ نَارًا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَيُرَتِّبُونَ حَطَبًا عَلَى النَّارِ.٨وَيُرَتِّبُ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ الْقِطَعَ مَعَ الرَّأْسِ وَالشَّحْمِ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ الَّتِي عَلَى الْمَذْبَحِ.٩وَأَمَّا أَحْشَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ، وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ” (اللاويين١: ١ – ٩).
كلمة ذبيحة تعني: اعطاء الشيء للرب، ويُعاد مرة أخرى لوضعة الأول (عكس الخلق) أي يُرَد للرب. ولا يشترط أن تكون الذبيحة (التقدمة) دموية؛ إذ يوجد ذبائح تقدم لا تحتوي على دم.
ذبيحة المحرقة في اللغة العبرية تعني “Olah” أي علو، ورفع الشيء في الآعالي إلى الرب. وهدفها أن تستسلم تمامًا أمام الرب، وتشكره. وهذا ما قاله داود في المزامير.
“٢لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ” (المزامير ١٤١: ٢)
استنار داود وفَهِمَ بالبعد النبوي أنه سيأتي وقت والكنيسة تقدم ذبائح برفع يدها للرب، لأنه كان في رتبة ملكي صادق (نبي، كاهن، ملك). بالرغم من هذا لم يتوقف داود عن تقديم ذبائح العهد القديم لأنه يسير بالنظام ويعلم معنى الاستسلام، وهذا ليس فقط في وقت التسبيح.
تعلم أن تعبد وترفع يديك للرب وأنت في سيارتك أو بيتك أو أي مكان، وليس فقط وقت التسبيح. هذا الأمر يؤثر جدًا في عالم الروح، حيث يزداد مستوى النعمة في حياتك عندما تُطبق هذه الأمور، وتجد نتائج أسرع من الأول.
معظم مَن يخجل من رفع الأيدي في العبادة يكون قد نشأ في مكان يرى أن هذا الفعل عار لأنه مختلف عما اعتادوا عليه، والبعض يستخدم العبادة الصامتة الساكنة وموسيقى غير مستوحاة من الروح القدس، نتيجة لهذا يكون الشخص حزينًا، وربما تكون في مكان يعبد بحرية لكنك من الداخل ثقلان وممتلئًا بالعالم.
تتمثل الذبيحة في هذه الأيام في (الفيس بوك، التيك توك، وغيره …) التي تحتاج أن تذبحها وتكسرها لأجل الرب. انظر أين يكون انتباهك وكلامك. فعندما تجلس مع أحدهم ما الذي تتكلم عنه، وما هي المجموعات المشترك فيها…. فما يترسب في قلبك سيتكلم به لسانك لأن من فضلة القلب يتكلم اللسان.
طبقًا لمراجع شعب الرب “ذبيحة المحرقة” تعني استسلام كامل للرب، أي استسلام الذات البشرية وأضعها تحت الرب عبر أن أحرق كل أنانية ورغبات شخصية؛ لأنه لا يمكننا بالطبع حرق أنفسنا، وكذلك تضع كل قلبك في هذه الذبيحة، فهي حالة تخصيص وتكريس داخلي بالكامل للإرادة الإلهية، إنها حالة انكار للذات لإعطاء مساحة للرب أن يأخذ هذا المكان؛ ربما تكون مزدحم فكريًا لكنك تقرر أن تعطي مساحة للرب في فكرك، ولا تعقلن الأمر بل تنظر بنظرة كتابية له.
الحياة روحية، لا داعي أن تستيقظ على كارثة أو مصيبة وتلجأ للكنيسة للصلاة العاجلة قبل الدخول لعمية خطيرة ثم بعد ذلك ترخي عزمك عن الحياة الروحية الجادة، فذبيحة المحرقة هي عمل داخلي لتنقيح وتنظيف نفسك من الداخل، حرق لكل الصفات الخبيثة الشريرة، والاجتهاد للنقاء الروحي، إنها حالة استعادة الحيوان إلى مكانته الأولي. وتعني أن تكسر كل شيء عالي، وكل علم درسته وتطحنه وتضعه تحت حيث لا يكون له أثر؛ أي تحرقه على المذبح ولا تتفاخر به بل ترجع المجد للرب.
ذبيحة المحرقة لها علاقة بالدافع النقي، وأن تكون شخص حقيقي مع نفسك؛ أي أنا للرب تمامًا وتعني في العبرية، Cavana)) حسب مرجع براخوت ٢٨. من ضمن الأمور الهامة في هذه الذبيحة أن يُنزَع الجلد ويأخذه الكاهن ويأكله كما ذكر في لاويين: “٨ وَالْكَاهِنُ الَّذِي يُقَرِّبُ مُحْرَقَةَ إِنْسَانٍ فَجِلْدُ الْمُحْرَقَةِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا يَكُونُ لَهُ” (اللاويين ٧: ٨) وبفعله لهذا فهو يعني أنا أحيا بقشور البشرية وليس بباطنها؛ لأنه في تخيله هو واضع نفسه مكان الذبيحة.
أما بالنسبة للقطع التي سيأكلها الكاهن في ذبائح أخرى، تعني أنه منخرط وداخل مع؛ فهو لا ينظر لها أنها أكل وشرب، لكنه يتعامل معها بهيبة كما قال بولس الرسول أن مَن يأكل بدون استحقاق يأخذ دينونة لنفسه، هذا ما كان يدور في ذهن الكاهن ويسلك به في العهد القديم بهيبة؛ لأنه يأخذ نار دينونة وليس يأكل للاستمتاع، كان لكاهن يضع نفسه في الذبيحة ويقول: “ليس لي نَفَس في الأرض أنت النَفَس وكل شيء وأهم شيء، أنت وراء كل شيء أنت المصدر”.
- أول ذكر لذبيحة المحرقة في الكتاب:
” ٢٠وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ” (التكوين ٨: ٢٠)
الحيوان الطاهر والنجس يرجع لطريقة الأكل، هل يأكل هذا الحيوان طعامه من أعماق المياه وهي غير نظيفة؟ وبعض الحيوانات النجسة لها سلوك جنسي خاطئ، لهذا يقول الرب هنا ابتعد عن هذه الحيوانات لأنك حينما تأكلها تشترك في طبيعتها، وتصبح جزءً لا يتجزأ منك، كما هو الحال في شركة جسد الرب ودمه فهي لا تعني تقديم ذبيحة كل مرة، بل هي اشتراك في الطبيعة وتصبح جزءً لا يتجزأ مني.
سلك نوح هنا بتلقائية وقَدّمَ ذبيحة قبلما يأتي أي نظام لأنها قائمة من أيام آدم، حتى جاء موسى ووضع لها نظامًا، بناءً على هذا لم ترفض تقدمة قايين لأنها من ثمار الأرض وقُبلت ذبيحة هابيل لأنها ذبيحة حيوانية؛ بل لأن القلب هو المختلف؛ حيث يوجد نوع من أنواع الذبائح هي عبارة عن مجموعة من النباتات ولا يوجد بها حيوانات أو دم.
يوجد أيضًا فكر خاطئ عن أن مَن يقدم ذبيحة ينتظر نارًا تنزل من السماء لتأكلها بهذا تكون قُبِلت، هذا ليس صحيحًا فكل الذبائح يتم حرقها عن عمد، إلا وجود بعض الحالات النادرة أن الرب أنزل نارًا من السماء لإظهار أمر لناس أخرى، ولكن ليست هذه هي الطريقة المعتادة.
كيف يعرف الشخص أن ذبيحته قبلت أم لا؟ عن طريق حياته كيف تسير، هل في تعاسة أم في بركات! لأن الأمر روحي بالكامل حيث إنه يرى التأثير في الحال. إذًا الموضوع ليس تقليدي، وعندما تحول لتقليدي لم يذوقوا بركته.
علّم الرب آدم حسب المراجع كيف يُقدِم ذبيحة قبل وجود شريعة موسى، لأنه كان يتواصل ويعبد بطريقة روحية ثم انقلبت لجسدية بعد السقوط، لذلك قال الرب له: “إلى أن آتي وأخلص البشرية، أعمل هذا (الذبائح) لتتواصل معي فكريًا” لذلك الذبائح اليوم هي ما تفكر فيه أثناء العبادة، وهي توجه فكر وقلب.
يوجد من لمسوا التابوت ولم يحدث شيئًا لهم بالرغم من أنهم غرباء وغير مُصَرَّح لهم بلمس التابوت، في حين لمسه عُزا فقط، وقع ومات في الحال. لهاذا؟ لأن الأمر مرتبط بشحن عالم الروح في هذا الوقت، كما كان داود يشحن عالم الروح بشكل صح لخيره، مع أنه كان لديه فهم خاطئ للرب في بعض الحالات، في حين مات عزا في الحال.
كذلك فتح الفلسطينيين التابوت ورأوا ما بداخله ولم يحدث لهم شيئًا لأن عالم الروح يتم شحنه من شعب الرب هل هم مستقيمين روحيًا أم لا. لهذا السبب بعد الاختطاف سيكون الروح القدس موجودًا في الأرض ولن يُفارقها؛ لكن الذي يُحرك الروح القدس هي الكنيسة وهي ليست موجودة؛ لذلك سيوجد معاناة لأننا كحاجز الإثم (العمل الملوكي الخاص بنا) رُفِعَنا.
- نُقدِم ذبائح روحية:
“١فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ” (رومية١٢: ١).
“عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ” أي الروحية التي تعمل عن طريق العقل بالتفكير.
ضع هذا السؤال داخل ذهنك ولا تستثني نفسك: هل عقلك وقلبك مذبوح بالمعنى أنك مكرس ومخصص؟ أي تنقي ذاتك وتذبح وتضع كل شيء تمامًا تحت تصرف الرب، وليس لفترة أو وهلة من الزمن، بل أضعه تمامًا وكلي انكسار على المذبح (قدموا أجسادكم بلغة العهد الجديد).
“٥كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (بطرس الأولى ٢: ٥)
“٥ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ” الأدق تأتي هكذا “وأنتم أيضًا حجارة” كما (في الترجمة اليسوعية). فلم تعُد الذبائح الآن جسدية بل روحية، وليست للخطية لكنها تؤثر في عالم الروح (ذبائح روحية).
“مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” يمكن للذبيحة الروحية التي نقدمها أن لا تكون مقبولة عند الله! لا تقُل: “ربنا يقبلنا كلنا وتأخذ الكلام بسطحية!! فليس لأنك خرجت من تعليم يُدينك بكثرة، تريد أن ترفض أي تصحيح، وتقول: “الرب لن يفعل هذا، ولن يوبخني لأنه حنين عليّ” في الحقيقة أنت ثائر على وضعك فتسعى لرفض التصحيح، وتحول الرب على مزاجك وتقول أنه لن يوبخني. نعم الرب لن يدينك لكن يوجد جدية، فإن كنت تسلك بشكل صح حتى لو لا زلت تخطيء، لكن لديك توجه واستقامة وسعي لفعل الصواب أنت بذلك في الطريق الصحيح.
إن وجِدَ خطأ الروح القدس يغطيه، لكن إن سلكت بيد رفيعة، ورافع يديك وتقول: “أنا الأعلى والأفضل وأنا الفاهم” نجد الكتاب المقدس يُعلم عن هؤلاء أن ليس لهم ذبائح بل يقتلوا في الشعب؛ لأن الموضوع له هيبة.
- لا تسلك بيد رفيعة:
“ ٣٠ وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ الْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِالرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا، ٣١ لأَنَّهَا احْتَقَرَتْ كَلاَمَ الرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا”. ٣٢ وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ. ٣٣ فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. ٣٤ فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. ٣٥ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: “قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ”. ٣٦ فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى” (العدد ١٥: ٣٠ – ٣٦).
عندما وجد الشعب رجلاً يجمع حطبًا في يوم السبت قالوا لموسى عنه، نحن لا نريد أن نضيع لأن الأمر مرتبط بنا جميعًا، لأننا فهمنا أنه خطير ونؤثر على عالم الروح بما نفعله؛ فنحن لسنا كأي شعب بل نتحرك بصورة مختلفة لأننا متصلين بعالم الروح، لذلك لا بد أن نحيا بهيبة.
مثال توضيحي:
يوجد بيوت تغرق من الرجال، أو من النساء الذين يتعاملون بصورة غير كتابية من تفاوت فكري وسلوكي. ويرجع يقول: “لا أعلم لماذا حدث كذا؟”
من المُحتمل أن يُثقَب عجل العربية اللوري الضخمة من مسمار. فلماذا نتفق على هذا ولا نتفق عليه في حياتنا الشخصية. وكذلك من الممكن لعربية حديثة أن يحدث خطأ في الكمبيوتر يجعلها تلف حول نفسها. هل لأنها من منشأ جيد لا يوجد بها عيب؟ لا طبعًا.
لذلك أمر التفاوت في حياتك الروحية والتسيب خطير، لا تقصِر حياتك الروحية في يوم ذهابك للكنيسة أو ساعات معينة في يومك، وباقي اليوم غير منضبط. أفكار البغضة تجاه الناس وأفكار التحليل التي تجعلك تشك في نفسك وفي هذا الإله هي خطيرة تلوث علاقتك مع الرب، فتجد نفسك لا تعرف أن تصلي. هنا النفس البشرية هي المسيطرة.
“٥ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (بطرس الأولى ٢: ٥).
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.