مع كل يوم يمر، ازداد امتناناً وشكراً للرب لأنه قد زوّد شعبه بمكان حماية لهم. وكما أننى على وعى وادراك تام أنه من الأفضل لنا أن نتأكد من وجودنا فى ذلك المكان 24 ساعة فى اليوم، سبعة أيام فى الأسبوع.
فنحن نعيش فى أوقات خطرة. و تقترب نهاية الجيل بسرعة وقد أوشك على الحدوث ما قاله الأنبياء منذ أن كُتِبَ الكتاب المقدس: فنور الرب يزداد إشراقاً وتزداد ظلمة إبليس ظلاماً.
وبكل تأكيد تنتشر الخطية فى هذه الايام بطريقة شرسة. وأحياناً اندهش من كم الشر الذى قد ازداد خلال فترة حياتى فقط. وأصبحت أعمال الشر شيئاً مألوفا والتى كانت فعلياً لا تخطر ببال عندما كنت انمو.
وفى هذه الأيام ادرك الكثير من الناس أن الخطية ليست بالأمر المهم. ويعتقدون أنه يجب علينا أن نكون أكثر تسامحاً تجاهها. فحتى البعض فخورون بخطيتهم و يبتاهون بكل جرأة بها قدام الرب.
وإذا كنت قد قرأت تاريخ الكتاب المقدس، تعرف أن الخطية ليست الأمر الجيد لتفعله. فهى تجعل الثقافات أكثر عنفاً وخطراً بشكل متزايد جداً. وتفتح الباب للكارثة والدمار وأخيراً إلى القضاء الالهى.
وربما هذا ليس أمراً مقبولاً لنقوله فى هذه الأيام، ولكن سأقوله على أية حالاٍ: فالخطية ليست أمراً حسناً. وهى تحمل العقوبات معها.
وأى شخص يعتقد أنها ليست كذلك، فهو يحتاج أن ينظر لما حدث لسدوم وعمورة. فهم لم يكونوا موجودين بعد الآن. فأنا وأنت لم نتمكن من الذهاب إلى هناك فى أجازة، والتجول فى المتاحف الأثرية. فتلك المدن قد اختفت. فالله كان لابد أن يحكم ويدمرهم لأنه إذا سمح للشر أن يستمر هناك ولا رقابة عليها، كان الشر سيُفسد ويلوث العالم بأكمله. وكان سيُظلم قلوب الأجيال القادمة وسيمنع الرب من التواصل معهم.
وعلى الرغم من أن العالم لم يصل لتلك النقطة إلى يومنا هذا ولا أعتقد أنه سوف يصل إليها طالما أن الكنيسة على الأرض تبشر بالإنجيل وتعيش من أجل يسوع، فالخطية لها أثر سلبى بوضوح على هذا الكوكب. فالأرض يمكنها أن تحتمل الكثير من الشر قبل أن تثور. وتبدأ أمور مثل الزلازل والحرائق والمجاعات تزداد وتتضاعف. وهذا يوضح أنه كلما اقتربنا من نهاية العالم، سيصبح العالم أكثر خطورة.
يمكنك أن تكون دائماً محفوظًا ومطمئناً
ربما تقول، “حسناً ياجلوريا، فأنتِ تجعلى الأمور مخيفة إلى حداً ما.”
نعم، أنا أعرف ذلك وسيكونوا خائفين إذا ما يتمسكوا بهذا: كمؤمنين، قد وفر لنا الرب الحماية. وقد قدم لنا مأوى من مخاطر هذا العالم.
وإذا قبلنا هذا العرض، يمكننا أن نكون مثل الرجل الذى فى مزمور 91 الذى يسكن فى ستر العلى فى ظل القدير. ونقدر أن نقول بكل ثقة: “الرب ملجأى، وحصنى. إلهى الذى أتوكل واستند عليه، وأثق فيه [بكل الثقة]!” (أعداد 1-2، الترجمة الموسعة).
فالمأوى هو أمر رائع. فهو يوفر مكان آمن حتى فى وسط فظاعة الدمار.
هل سبق لك أن رأيت صوراً قديمة من الناس أثناء الحرب العالمية الثانية وهم مزدحمون فى الملاجئ (مخابئ واقية من القنابل) تحت الأرض؟ فهذا مثال جيد لما يقدمه الملجأ / المأوى فهو يمكن أن يحميك وحرفياً ينقذ حياتك عندما ينفجران الشر والعنف فى كل مكان من حولك.
ففى أوقات الشدة، حتى الملجأ أو المأوى الطبيعى يمكن أن يكون بركة عظيمة ولكن المأوى الخارق للطبيعى ـــــ هو بمثابة النوع الذى يوفره لنا الرب ــــ وهو نعمة وبركة أعظم.
فهو على عكس مكان الحماية الطبيعى، فهناك دائماً الكثير من الغرف فى ستر العلى فى ظل القدير. فالرب لن يغض نظره عنك أبداً ولن يقول لك ليس هناك مكان. ولن يقول “ملجأى ممتلئ او قد اكتمل عدده”.
فالرب عظيمٌ جداً! عظيمٌ لدرجة أنه يستطيع أن يحمى أى شخص يأتى إليه. فهو عظيم جداً ويقدر أن يحفظنا دائماً محاطين بصلاحه، لذلك أينما نكون نقدر أن نقول كما قال داود فى 2صموئيل 22 : 2-3 :” الرب صخرتى ومنقذى. اله صخرتى به احتمى. ترسى وقرن خلاصى. ملجأى وحصنى. مخلصى ومن الظلم ينجينى.”
أمور الطاعة
إذا كان هناك شخصٌ يحتاج إلى حماية من العنف على الإطلاق، فهو كان داود. فهو قد واجه الكثير من العنف على مدى حياته. وهو كان عليه أن يحارب الأسد والدبّ اللذان هاجما خراف أبيه. وهو كان عليه أيضاً أن يقتل العملاق القاتل جليات بمفرده ومن غير مساعدة من أحد. ولكنه استطاع أن يفعل هذا كله بدون خوف لأنه كان لديه هذا الإعلان الرائع: “الرب هو مَحبتي وحصنى، ملجأى ومنقذى وترسى، وإليه ألجأ (فيه أحتمى)”(مزمور 144 ” 1-2) ترجمة الملك جيمس)
انظر مرة أخرى إلى آخر كلمتين المكتوبتين بالحروف المائلة وأود التأكيد عليهما لأنهما ذات أهمية خاصة. فهم سمحوا لنا أن نعرف أن قوة الله للحماية لم تسقط علينا مثل تفاحة من شجرة. ولكن علينا أن نفعل شيئاً لكى نمتلكها فعلينا أن “نحتمى” بطريقة فعالة فى الرب.
وكيف نفعل هذا؟
بالإيمان!
فالإيمان هو المفتاح الرئيسى لاستقبال كل شئ من الرب يعرضه لنا. فهو الطريقة التى نستقبل بها الولادة الجديدة. وهو الطريقة التى نستقبل بها الشفاء والإزدهار. ولأن الإيمان يأتى بسماع كلمة الله، إذن فما يجب علينا فعله أولاً ليكون لنا إيمان فى حمايتنا هو أن نكتشف ما تقوله الكلمة بشأن هذا الأمر. فنتغذى على وعود الله الخاصة بالحماية حتى يتم محو كل خوف من قلوبنا .
إذن، وطبقاً لرومية
10 : 10، فنحن نقول ما نؤمن به ونصدقه. ونتكلم مثلما فعل داود ونتكلم كلمات مثل، “أنا مختبئ فى ظل القدير (فى حمى العلى)! وهو ينقذنى من الخطر. فهو ملجأى، حصنى ومعونتى الحقيقية الحاضرة فى وقت الضيق.”
نعظ أنا وكين كثيراً عن الإيمان والكلمات المنطوقة، لذلك إذا كنت سمعتنا من قبل فغالباً أنت تعرف بالفعل مدى أهميتهم. ولكنهم ليسوا القصة كلها. فليس كل ما تؤمن به وتقوله هو بالأمر الهام. ولكن أفعالك هى مهمة أيضًا.
إذا كنت تريد أن تبقى آمناً فى حماية الله، فعليك أن تطيعه. ولابد أن تفعل ما يقوله لك أن تفعله فى كلمته المكتوبة ومن خلال الروح القدس الساكن فيك. وإلا ستفتح الباب لإبليس، وسيكسب مدخل إلى حياتك ويهدد أمنك.
أعرف أنها فكرة خطيرة ومثيرة ولكنها حقيقية بالرغم من ذلك. فعلى الرغم من إننا مؤمنين ـــ مولودين ثانيةً ومغسولين بدم يسوع ــــ إلا إذا أردنا أن نحيا فى مكان الله السرى للحماية، فعلينا أن نكون ثابتين فى المسير معه. فلا يمكننا أن نكون ملتهبين ومشتعلين للرب يومًا واحدًا ونتراجع اليوم الآخر, ولا يمكننا أن نكون ضعفاء الشخصية وضعفاء الإرادة، فنتصرف كقديسين يوم الأحد وكخطاه يوم الأثنين. “ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأنه المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب.” (يعقوب 1 : 6-7).
الحياة فى منطقة خطرة
هذا أحد الأسباب، فى حياتى الشخصية، شددت على قضاء وقت مع كلمة الله. فالكلمة تُقوى إيمانى وتحفظنى وتبقينى مستقر روحياً. فهى تصححنى عندما أكون مخطئاً وتعلمنى كيف أعيش بالطريقة التى تُسر وتُرضى الرب.
فمنذ خمسون عاماً اعتدت أن أفعل وأقول أمور بدون أى اقتناع. واما الان لن أفعلها ولن أقولها، لأننى قد قضيت وقتاً مع كلمة الرب. ولأنى قضيت وقتاً معه فعرفته وعرفت طرقه. قد تعلمت أكثر عن ما ينبغى أن أقوله وأفعله وعن ما لا ينبغى.
هل تعرف ما تعلمته أيضاً من قضاء وقت مع الكلمة؟ فقد تعلمت أن الرب صالح بكل ما فى الكلمة من معنى، وأنه يريد لى الأفضل. ولكن إذا اخترت أن أذهب عكس اتجاهه، فأنا أفعل أمراً خطيراً جداً. وبذلك فأنا فى طريقى إلى مشكلة لأن مجرد اتباع وصاياه يؤدى إلى البركة، ورفض اتباعهم يؤدى إلى اللعنة.
فعدم طاعة كلمة الرب هو البوابة لكل أمر ردئ! ولهذا السبب يقول يعقوب
1 : 22، “ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط” فالمؤمنون اللذين يسمعون فقط فهم من يعيشوا فى منطقة خطرة. وأما العاملون بالكلمة هم من يعيشوا فى آمان وسلام.
فأنى أريد أن اكون عاملا بالكلمة، أليس كذلك؟ فأريد أن أفعل كل ما بوسعى لأعيش فى طاعة الرب. وأرغب أن أفكر كما يقول الكتاب المقدس أن أفكر. أرغب أن اتكلم كما يقول الكتاب المقدس أن أتكلم، واسلك كما يقول الكتاب المقدس أن اسلك. لإنى احتاج أن اسكن في المكان السرى لستر العلى حتى أقدر أن أكون فى أمان وسلام حتى فى أوقات الحكم والاضطراب الوطنى.
فربما تسأل، “يا جلوريا، هل تتجه أمتنا نحو حكم قضائى؟”.
فهذه لم تكن هى نقطتى الأساسية، ولكنى سأعترف بأنه من المحتمل أن يحدث ذلك. لأن الكتاب المقدس يقول بوضوح أن الأمور ستصبح سيئة قبل مجئ يسوع. أنا شخصياً، أصلى أن أمتنا تستيقظ وتفيق أمام الرب وتختبر نهضة عظيمة قبل الضربات الأكثر سوءاً. ثم يمكن أن يأتى الاختطاف، ويمكن للرب أن ينقلنا سريعاً من هنا.
ولكن بغض النظر عن كيفية تطور الأحداث، وبغض النظر أيضاً عن مدى سوءها الذى يحدث قبل أن نغادر، فإذا كان الله ملجأك ومكان حمايتك، فلا يجب عليك أن تقلق أو تخاف. وكما يقول سفر الأمثال 3 : 25-26، ” لا تخف من مُصيبة مُفاجئة، ولا من الخراب الذى يحل بالأشرار، لأن الرب يكون أمنك وسلامك” (ترجمة الحياة الجديدة).
وكأبرار، يمكننا أنا وأنت أن ننجو من القضاء القومى أو من أى نوع خطر آخر! يمكننا أن نخرج من الاوقات السيئة وننتهى منها مباركين أكثر من ذى قبل. إذا كنت تريد رؤية صورة كيفية حدوث ذلك، اقرأ فى سفر الخروج عن كيف أن الرب فعل لشعب بنى اسرائيل فى الليلة السابقة لخروجهم من أرض مصر.
اتحدث عن وقت الحكم القومى! ففى تلك الليلة، مات كل بكر فى مصر بسبب تمرد الأمة ضد الله. ولكن فى كل هذا، قد حمى الرب شعبه وجعلهم مزدهرين.
فهو حقق وعده لهم والعهد الذى قطعه لهم، “ولكن جميع بني اسرائيل لا يسنن كلب لسانه إليهم لا الى الناس ولا الى البهائم. لكي تعلموا ان الرب يميز بين المصريين واسرائيل. ” (خروج 11 : 7).
فالرب يفعل نفس الشئ لأولاده اليوم. فهو يُميز بين البار والأثيم.
فربما شخص منكم يفكر،” حسناً، فأنا لا أعتقد أن هذا عدلُ! “
بلي، إنه كذلك. فهو بكل تأكيد عدلٌ! فأى شخص يُقرر أن يفعل ما يقوله الرب. وأى شخص يقدر أن يتوب ويستقبل غفرانه. ويمكن أى شخص أن يقبل يسوع كسيد ورب، يُولد ثانية، ويبدأ فى طاعة الكلمة ويرتاح ويحتمى فى الرب.
فقال يسوع، ” ومن يعطش فليأت. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً. وهذا يعنى أنه اختيارنا سواء نقبل بر الله ونتخذه كملجأ أو لا. فهو اختيارنا أيضاً سواء نظل فى ذلك المأمن يوما بعد يوم أو لا.
إذا كنا لا نختار ذلك، وإذا كنا نختار أن نخطو خارج حماية عهدنا مع الرب ونعيش فى عدم طاعة الكلمة، فلن يقدر الرب أن يساعدنا. فهو سيحاول أن يُصححنا، ولكن إذا تجاهلناه وصممنا على السلوك بطريقتنا الخاصة، سنختبر العواقب الوخيمة. ولن نحب ذلك.
فكر مرة ثانية فى ليلة عيد الفصح فى مصر وستفهم ما اقصده. فقبل أن تأتى الكارثة، اخبر الرب شعب بنى اسرائيل أن يرشوا دم الفصح على اعتاب الأبواب ويظلوا داخل منازلهم. “وانتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح
ماذا كان من الممكن أن يحدث لأول مولود اسرائيلى إذا كان قرر أحد أن يتجاهل تعليمات الرب ويخرج فى منتصف الليل؟ كان سيموت ــــ سيكون ذلك على مسئوليته الشخصية لأنه اختار أن يعصى. فهو قرر أن يترك حماية الدم ويتجاهل كلمة الرب.
صديقى وزميلى المؤمن، دعونا لا نختار تلك الانواع من الاختيارات فى هذه الاوقات الخطيرة. دعونا نكون أكثر جدية من ذى قبل فيما يتعلق بكلمة الرب. ودعونا نضع ايماننا فى الرب كملجأنا ومكان حمايتنا، ونتخلص من النفايات فى حياتنا ونفعل ما هو صحيحاً.
عندئذ سنكون آمنين بغض النظر عما يحدث من حولنا. فنحن لن نبقى على قيد الحياة فحسب، ولكننا سنزدهر فى ستر العلى.
هذه المقالة بعنوان “إنه الوقت لتجد حمايتك“ تأليف : جلوريا كوبلاند من المجلة الشهرية مارس 2014 BVOV
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند. Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org & www.kcm.org.uk.
This article entitled “Time to Take Refuge” is written by Gloria Copeland , taken from the monthly magazine BVOV Mar. 2014.
© 2008 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries. All Rights Reserved.
This work Translated by: Life Changing Truth Ministry