من الهام أن تعرف كيفية استخدام ذهنك بطريقة صحيحة، لأنه هو تذكرة دخولك للمستوى التالى والأعلى الذى ترغبه. واحدة من الأشياء الأولى التى يجب أن تتعلم أن تقوم بها هى أن تُركز ذهنك على الأمر الصحيح. يقول أشعياء 26 : 3،
الذهن الثابت عليك، أنت تحفظه فى سلام كامل، لأنه يثق فيك.”
والترجمة العبرية لتعبير “سلام كامل” هى “شالوم شالوم” والتى تعنى فى الأساس “سلام مع إزدهار .” يحفظه الرب فى سلام الإزدهار الذى ذهنه يبقى (ثابتاً، و مركّزاً) عليه. أليس هذا أمراً رائعاً، فلم تكن حياته هادئة فقط، ولكن أيضاً تكون هادئة وفى إزدهار، حمداً للرب!
“يحفظه فى سلام كامل” تعنى أنه عندما تدخل إلى عالم السلام والإزدهار هذا، فأنت تظل فيه وتُحفظ حياتك هناك، لأن الرب يحفظك هناك.
“يحفظه فى سلام تام، الذى ذهنه ثابتاً ومركزاً عليه…”
ولاحظ آلان أن العدد الكتابى لا يقول، “….الذى يديه ورجليه ثابتين عليه، و”لكن” الذى ذهنه ثابتاً عليه.” وهذا مُلْهِم جداً، فهو يخبرنا مرة ثانيةً عن الأداة التى تُدعى الذهن. وإذا كنت تساءلت من قبل عن ما المفترض أن تفعله لكى تعمل قوة الله لأجلك وتحفظك فى سلام وإزدهار، فأنت قد حصلت على الإجابة هناك – وهى أن يظل ذهنك ثابتاُ على الرب!
بكل ذهنك
ربما تفكر، “كيف أُبقى ذهنى ثابتاً على الرب وأظل فى سلام الإزدهار؟” يُخبرنا سفر التثنية 6 : 5 شيئاً رائعاً بخصوص هذا الأمر، فيقول:
” تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك. “
أخذ موسى هذه الوصية من الرب لشعب بنى اسرائيل، يُوجههم فيها عن كيف يحبوا الرب الههم. وتستخدم بعض الترجمات كلمة “قوة” بدلا “قدرة”. وعلى سبيل المثال، تُقرأ الترجمة NIV هكذا:
“تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك” (تثنية 6 : 5)
هل فكرت وتأملت فى هذا الشاهد الكتابى من قبل وتساءلت كيف يقدر الشخص أن يحب الرب بكل قدرته أو قوته، بما أن الحب كعاطفة ليس بالضرورة أن يُعبر عنه من خلال الطاقة الجسدية؟
مُمْتَن للرب لأنه يعطينا الإجابة فى واحدة من تعاليمه، فهو يأخذ نفس الشاهد الكتابى من العهد القديم ويشرحه [يُفسره ويفك شفرته] ببساطة رداً على سؤال كان قد أُلقىَ عليه:
“وسأله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه: يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل ذهنك” )متى 22 : 35- 37)
وهنا يضع الرب كلمة “الذهن” بدلا من “القدرة”، معرفاً إيانا أن محبة الرب بكل قدرتك (أو قوتك) هى نفس محبته بكل ذهنك. بمعنى أن تُركز ذهنك وتوجهه فى اتجاه معين. وهذا ما تستخدم ذهنك لأجله. عندما تُركز ذهنك، فهذا يُساعدك أن توجه طاقاتك وتأتى بهم لتؤثر فى أمر أو نشاط معين.
لذلك يُبين لنا يسوع طريقة محبة الرب بكل قدرتك أو قوتك وذلك بتركيز ذهنك عليه.
“الآن اجعلوا قلوبكم وأنفسكم لطلب الرب إلهكم, وقوموا وابنوا مقدس الرب الإله، ليؤتى بتابوت عهد الرب وبآنية قدس الله إلى البيت الذي يبنى لاسم الرب.”
عندما شاخَ داود ملك اسرائيل ورأى أن أيامه معدودة على الأرض، جعل سليمان ابنه ملكاً، وأعطاه هذه التعليمات الهامة لحياته: “اجعل قلبك ونفسك لطلب الرب إلهك”
وهذه هى الطريقة التى تُنفذ بها الوصية فى تثنية 6 : 5 وهى أن تجعل قلبك ونفسك لطلب الرب.
تذكر أنه بذهنك تخلق وتستدعى صور وتفحصها وتتعامل معاها لتعطى أو تؤيد معنى، وسبب ولغة وتعبير. لذلك كان داود محقا عندما قال لإبنه “أجعل قلبك ونفسك لطلب الرب إلهك”
أنظر كيف يضع نفس النقطة لسليمان فى شاهد كتابى آخر:
“وأنت يا سليمان ابني اعرف إله أبيك واعبده واخدمه بقلب كامل وذهن راغب: لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار. فإذا طلبته يوجد منك، وإذا تركته يرفضك إلى الأبد” (1 الأخبار الأيام 28 : 9)
كيف تطلب الرب؟ بأن تُثبت ذهنك عليه. وأن تطلب الرب ليس لأنه غير موجود وتحاول أن تجده، ولكن لأنك تريد أن تُثبت قلبك وذهنك وعواطفك عليه.
وتقول رسالة رومية 8 : 5 نفس الأمر أيضاً:
“فإن الذين هم حسب الجسد تتركز أفكارهم على الأمور الجسدية ولكن الذين حسب الروح تتركز افكارهم علي الامور الروحية”
فأولئك اللذين يهتمون بما للجسد يُثبتوا أذهانهم على أمور الجسد (الأمور الطبيعية الأرضية)، ولكن إذا كنت تهتم بما للرب، ستُثبت ذهنك عليه وعلى الأمور الروحية.
أنت من تتحكم فى ذهنك
يستلزم ثبات ذهنك على أمر أو شخص ما أن تكون متحكماً فى ذهنك. والآن هذه إحدى الحقائق العميقة التى ستسمعها أو تقرأها على الإطلاق بخصوص ذهنك. فذهنك تحت سيطرتك، ويجب عليك أن تعترف بهذه الحقيقة، وتقبلها، وتوافق عليها وتتصرف بناءا عليها!
دعنا ننظر إلى رومية 8 : 5-6 مرة أخرى، ولكن هذه المرة من ترجمة الملك جيمس. وتقول،
“ فإن الذين يعيشون بحسب الجسد تتركز اذهانهم على أمور الجسد، ولكن الذين يعيشون بحسب الروح يهتمون بأمور الروح. اهتمام الجسد [التفكير الجسدى] هو موت؛ وأما اهتمام الروح [التفكير الروحى] فهو حياة وسلام.”
وهذا يعنى أن ثبات ذهنك على مستوى الحياة الطبيعى – أى على الأمور العالمية والجسدية – يُنتج موتاً. ولكن إذا كنت ترغب السلام، إذاً كن روحى الذهن. بمعنى آخر، عندما تُثبت ذهنك على الأمور الروحية، ستحصل على حياة وسلام.
فروحك لديها القدرة على التحكم فى ذهنك. ويُفهمنا بولس أننا نقدر أن نتحكم فى أذهاننا من أرواحنا. فيمكنك أن تتخذ قراراً بالرغبة فى تثبيت ذهنك على أمور الرب، وتُوجه حواسك الروحية لذلك القرار. اتُخِذَ ذلك القرار من قبل روحك بآله النفس (التى هى مقر الذهن والإرادة والمشاعر)؛ لذلك فهو يُقرر ما الذى يريد أن يُفكر بشأنه ويُثبت ذهنه عليه ويبدأ بالتفكير فيه.
ثَبِت ذهنك على الكلمة
والآن أنت تسأل، “كيف أُثبت ذهنى على الرب والأمور الروحية؟” يمكنك القيام بذلك بأن تُثبت ذهنك على كلمة الرب! فالكلمة تُبين لك ماهى الأمور الروحية وتسلمها لك. وذلك لأن كلمة الرب هى نور (يوحنا 1 : 1 & يوحنا 1 : 5) فالنور يوَضَّحَ ويكشف (أفسس 5 : 13).
فإذا أطفأت أنوار حجرتك الآن، لن تقدر أن ترى شيئاً بعينيك الطبيعية، لأنهم يحتاجوا إلى نور لكى يروا. وهكذا تحتاج أيضاً عيونك الروحية إلى نور الرب – أى كلمته – لكى تُبين لك ماهى الأمور الروحية التى يجب ان نفكر فيها.
وعندما أقول أن تُثبت ذهنك على “الأمور الروحية” لم أقصد كل الأمور الروحية، لأن إبليس وجنوده هم أرواح، وهم لديهم أمور روحية أيضاً. فهناك أناس تكون أذهانهم مُوجهّة فى اتجاه سلبى روحياً، ولكن هذا ليس ما يريده الرب أن تفعله. السياق هنا يتكلم عن الأمور الروحية تجاه الله، لهذا بولس لا يقول لك ان توجه فكرك روحيا فقط بل توجهه روحيا تجاه الله
نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.
Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..