هناك منجمُ من الذهب مخبوءُ في كل حياة، فالطبيعة لا تصنعُ ضعفا وفشلاً. النجاح مخفيُ عميقاً في روح كل شخص، ولا يستطيع أحد أن يجده لك إلا أنت.
أنت تحملُ المفتاح لتلك الحجرات المخفية، يأتي الفشل والتأخر لأننا لم نسع لنجد هذا الكنز المخفي، ولأننا نحاول البحث عن هذا الكنز بعيداً عن مكانه الحقيقي. لكن لن تجده في أي مكان آخر.
النجاح والإنتصار والإنجاز هم فيك. الأشخاص الخارقين والإستثنائيين هم من يطورون الكنز الذي بداخلهم.
فالفرقة الموسيقية التي تحظى بالشهرة والنجاح، هذا لأنهم طوّروا ونمّوا ما بداخلهم. فلو كانوا بمفردهم لما استطاعوا إنجاز الأمر، ولكن متحدين معاً يصنعوا الإنسجام والتآلف والتناسق الذي يجعل القلب يخفقُ.
فالعازفة التي تعزف بمفردها علمت أن بداخلها هذا الكنز، وقد طوّرته وجعلت منه قيمة تربح من خلالها.
قد رأيتُ ثلاثةً من المغنين ذو الصوت الجهوري، كان أحدهم عاملُ في منجم، وقد كان كسولاً جداً، مُحباً لصحبة شريبي الخمر والنساء.
ولكن يالذلك الصوت الذي يمتلكه. التقطه من بين السُكرِ محاولاً أن أصنعَ منه رجلاً فاشتريتُ له ملابس.
حينما كان “سكوتي” يغني، لم يكن المسرح يحتمل عدد من جاءوا ليسمعوه.
قلتُ له: “لا أعلمُ إن كان بإمكان عازف البيانو أن يعزفُ تلك المقطوعة التي تود أن تغنيها دون أن يفكر ملياً ويلقي نظره عليها“
إلتفت إليّ بإستغرابٍ قائلاً: “لستُ في حاجه لمن يساعدني“
في تلك الليلة وقف بجانب البيانو بملابسه القديمة، وغنى. أغمضت عينيّ محاولاً أن اعرف مكانه من خلال صوته ولكني لم أستطع، لأن صوته كان يملأ كل الغرفة تماماً، بدا لي وكأن الصوت حولي في كل مكان.
هذا الصوتُ القويٌ كان غريباً، وعذباً، ورائعاً. طوال تلك الليلة كان يغني بصوته العذب.
أخرجتُ له بعض المال وأرسلته لبلدته، ووعد أن يستمر في الغناء. كطفل كان يغني في بلدة (دِروري)، ولكنه اعترف أنه كان سكيراً بلا قيمة، لم ينّمي ما بداخله من إمكانيات، وأحتاج لمن ينتشله مما هو فيه.
العبقري هو من تربى على إقتلاعِ كل الأعشاب الضاره من حياته ولا يسمح لها بالنمو، أعلمُ أن هذا العمل شاقُ ولكنك ستتعلم أن تحبُ العمل الشاق. لا توجد كتل الذهب الكبيرة على سطح الأرض، بل عليك أن تحفر عميقاً بحثاً عنها.
أتود الحصول على إطراء وتصفيق هذا العالم؟ أتريد المال لشراء الملابس الأنيقة، وبيتاً فاخراً؟
إذاً أيقظ ذلك الفتى الذي بداخلك. اذهب بحثاً عن تلك الأماكن المستترة في طبيعتك. احفر واحفر عميقاً حتى تنتصر.
أبُ كان له ابنان، كان ابناه يشعران دائماً أن أباهما يمتلك ذهباً وقد أخفاه في مكانٍ ما. لم يكن هذا الأب قوياً وصحيحاً بدنياً، لذا لم تتطور مزرعته. خلف منزله كان يمتلك عشرة أفدنة من أرضٍ تحتوي على بقايا أشجار.
بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيره قال لأبنيه:
“أرضُ بها بقايا أشجار“.
ظل يرددها مرةً تلو الأخرى:
“أرضُ بها بقايا أشجار“.
بعد الإنتهاء من تشييعِ جنازته، قال الولدين لبعضهما البعض:
“من المؤكد أن الذهب يوجد بقطعة الأرض التي بها بقايا أشجار“
لذا عملا بإجتهادٍ وفتشا كلِ إنش في هذه الأرض، ولكنهما لم يجدا أي ذهب.
قال أكبرهما:
“لدينا أفضل قطعة أرض، لما لا نزرعها بالذرة“.
وفي الخريف أثناء حصاد الذرة باعوه وكسبا ذهباً.
وأنت لديك أرض بها بقايا أمور، بداخلك. انبشها ونظفها وحتماً ستجد الذهب.
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society , site: www.kenyons.orgAll rights reserved to Life Changing Truth