القائمة إغلاق

الأسئلة التي يجب أن تُسأل – الجزء 2 The Questions That Should Be Asked – Part

عظات الثلاثاء 10/12/2019

يتحرك الروح القدس في حياتنا بطريقة فيها أسئلة، وكذلك إبليس.

وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: “أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟”‏فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: “مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، ‏وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا”. ‏فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: “لَنْ تَمُوتَا! ‏بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ”.‏ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَل (تك 3: 1 – 6).

كانت الحية أحيل (أذكى، أحكم) حيوانات البرية، لذلك قال يسوع: كونوا حكماء كالحيات. الحكمة ليست خباثة، بل استغل إبليس أن هذا الكائن لديه إرادة، وتفاعَل معه.

بدأ السقوط بسؤالٍ تشكيكيٍّ، رغم أنه يبدو بريئًا، ولا يَطعن في الله بصورة مباشرة. يأتي استقرارك من الإجابة علن الأسئلة، إلى أن تصل لمرحلة لا يوجد فيها أسئلة غير مجاب عنها من الكلمة. يعتقد البعض أن من المستحيل، أو المستبعَد، أن يعيش حياته طول الوقت مستقرًّا، ولديه إجابات عن أي موقف.

يوجد فرق ما بين فهمك للحياة ومعرفتك بِما هو آتٍ.

إن لم تكن الأفكار منظمة من الكلمة، تُهزم قبل دخولك المعركة، فلا تترك سؤالًا غير مُجاب عنه من الكلمة.

لم يقل الرب لآدم وحواء لا تمساه، من الواضح أن حواء لم تأخذ الاستنارة التي لآدم في هذا الأمر؛ لهذا عندما استعمل إبليس السؤال التشكيكي، استعمله مع حواء، رغم أن آدم كان معها. قال الكتاب (آدم الذي كان معها) إلا إنه لم يمنعها، لذلك يطلق عليها الخيانة العظمى؛ أي إن آدم سلم الأرض لإبليس.

عندما قالت الحية لن تموتا، رأت المرأة هذا؛ بسبب مفعول إبليس عبر أفكارها، وهذا ليس سحرًا من إبليس، السحر هو سَحْب الشخص في التركيز. هو الانتباه لشيء ما. فمثلا (كانت الشجرة أمام حواء، لكنها رأتها جذابة بسبب التفكير)؛ الشهوة تأتي إذن عبر التفكير، ثم تُحْوَّل إلى أفعال كما فعلت حواء، أخذت من الشجرة وأعطت رجلها الذي كان معها (في الأصل)، هو كان موجودًا معها، لذلك لم تكن المرأة سبب السقوط.

فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. ‏وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.‏ فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: “أَيْنَ أَنْتَ؟”.‏فَقَالَ: “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ”.‏ فَقَالَ: “مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟ (تك 3: 7-11).

أصل كلمة صوت هنا ليس صوت قدمين، بل هو لفظ استخدمه الروح القدس في العهد القديم، يقصد به الصوت الحنجري.

نادى الرب الإله آدم بعد السقوط، وقال له سؤالًا آخر، فاستَردَ الإنسان مرة أخرى عبر سؤال.

 

سأل الرب الإله آدمَ ثلاثة أسئلة:

  • أين أنت؟
  • من أعلمك؟
  • ما هذا الذي فعلت؟

السؤال الأول: يبحث الله عن الإنسان، وليس العكس. يُحاول إبليس إقناع الإنسان أن الله بعيد عنه، وهذا بدوره انعكاس للتربية بصورةٍ أو أخرى، يرى الإنسان أن أباه وأمه انعكاس لصورة الله؛ مما يؤدي إلى ضمير الخطايا والدينونة. مثلًا: إن كان الأب يَتجنب أولاده أثناء تربيته لهم، يرون بدورهم أن الله يتجنبهم؛ وهذا انعكاس. أيضًا إن أحزن الأب ابنه، وضايقه، يتولد داخله أن الله متضايق منه، وحزين!

السؤال الثاني: سأل الرب الإله آدم من أعلمك؟ وليس كيف عرفت؟ وهذا أسلوب استفهامي، معناه من الذي كنت واقفًا معه؟ هنا استخدم إبليس الحواس الخمس مع الإنسان، ومنها حاسة الإبصار، التي رأت بها حواء الشجرة جميلة، واستخدم أيضًا غريزة طبيعية في الإنسان، هي الشعور بالجوع، ومنها تم العمل على ذهن كلٍّ من حواء وآدم، وكان رد آدم هنا “الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ”. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلتِ (ليس لومًا، بل توضيح لأنه كان يمكن تجنُّب ما فعلته حواء).

كان لدى آدم وحواء وعيٌّ وإدراك، وكانا مُلمَّين بأشياءَ كثيرة. على العكس من اعتقاد البعض بأن الله كان ظالِمًا في هذا الأمر؛ إذ كانا مسؤولَين، فاهمَين. يُذكَر في الأعراف اليهودية، أن آدم كان على عِلمٍ كامل بالرؤية الإلهية في الأرض، إذن هو ليس شخصًا جاهلًا بل فاهم.

السؤال الثالث: يسأل الرب حواء هل أنتِ واعيةٌ لِما فعلتي؟ لقد وضعتي يدَكِ في يدي إبليس، هنا يظهر أن ليس لحواءَ إدراكٌ كافٍ، حيث قالت، بكل سطحية، (أنتَ قُلتَ ألا نلمسها)، في حين أن الرب لم يقل لا تلمساها، بل لا تأكلا منها، أن يلمساها؛ هذا أمر طبيعي؛ لأنهما يرعيان شجر الجنة كله، ومن بينه هذه الشجرة، فهي ليست لتجربة الإنسان، بل هي موجودة؛ لأنَّ ثمة وقت كان الإنسان سيأكل فيه منها؛ لمعرفة الخير والشر، الذي به يقاضي الملائكة الساقطة، إذ لم تكُن لإغاظة الإنسان، ولأنه لم يوجد شر في الجنة قبل السقوط، لك يكن هناك داعٍ لأن تنفتح أعينهُما على شيءٍ مثل هذا، وقد صار آدم منذ هذه اللحظة عبدًا لإبليس؛ لأنه أطاعه، حيث عَمَل إبليس بصورة قانونية، إذ جعل رئيس الأرض، ورئيس سلطان الهواء، ورئيس العالم (الإنسان) يخضع له، فاستلم منه الرئاسة.

مما سبق نرى أن بأسئلةٍ وقع الإنسان، وبأسئلةٍ تمَّ استردادُه، وإنقاذُه، الأسئلة، ليست، في حد ذاتها، شيئًا سلبيًا، نتحاشى فقط ما هو جدليٌّ منها. إيمانك مرتبط بالأسئلة المجاب عنها من خلال معرفتك الكتابية.

الأسئلة وقوة الايمان

 وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ، لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ. (رو 14: 1).

يوضح الكتاب هنا أن نقبل مَن هو ضعيف في الإيمان؛ ويقول لا لمحاكمة تساؤلاته (أفكاره- استفهاماته- تشكُكاته)؛ فكلُّها سبب ضعف إيمانه؛ لوجود تساؤلات غير مجاب عنها، ولو لم يجد الإنسان إجابةً عنها، سيضع إبليس له الإجابة.

مثال: يشعر شخص بأعراض تعب في جسده، فيتساءل ما هذا؟ ولا يَدري أنه وضع في هذه اللحظة، الإجابة، في يدي إبليس، في حين كان مُفترَضًا منه أن يقف باسم يسوع، ضد العيان، ويُواجه، بروحه، هذا الشعور من الكلمة.

وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.

(2كو 11: 3).

استعمل بُولُس هنا لفظًا فِكريًّا، حيث إن الحية عملت في ذهن حواء، عبر الحوار الفكري، وليس أن الإنسان يفهم لغة الحيوانات. عندما وقف يسوع أمام الشجرة التي لم تُعطِ ثمرًا، أجاب قائلًا لا يأكل منكِ أحدٌ، في حين أنه لم يُذكَر سؤال قبل أن يُجيب هكذا، وهذا دليل أنه يحدث حوار بينك وبين الشيء الذي تتعامل معه. يجب أن تعرف كيف يعمل عالم الروح، حيث توجد تأثيرات وراء الأشياء التي تراها، وكما شَعَرتْ حواء بإغواء أن الثمرة شهية، لم تشعر في هذه اللحظة بإحباط تجاه هذه الفكرة.

لِذلِكَ يَقُولُ: “إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا”. وَأَمَّا أَنَّهُ “صَعِدَ”، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ ٱلْإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ٱبْنِ ٱللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ. (أف 4: 8- 14).

هذا هو الفكر الإلهي لكل جسد المسيح، أن ننتهي جميعًا، إلى وحدانية الإيمان، أي أن يكون الجميعُ موحدين في إيمانهم، ونصل إلى قياس قامة ملء المسيح هنا على الأرض؛ لأنه يقول بعدها كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. (أف 4: 14)؛ وحيث إنه لا يوجد اضطراب، وحيلة، ومكر في السماء، إذن هذا الكلام على الأرض.

إنَّ الوصول لإجابةٍ نهائية عن أسئلةٍ خطيرة، هو الفكر الإلهي، ومشيئة الله، وعمل الوظائف الخمس.

يقول “إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ”. (أف 4: 13إذن توجد نهاية لهذه الأسئلة، فمشيئة الرب أن يكون الشخص مستقرًّا.

وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. (لو 2: 46).

كان يسوع المسيح نفسه يسمع، ويسأل، فبُهتوا من ردوده؛ إذ كيف يكون لديه، وهو في هذه السن الصغيرة، كل هذه الاستنارة! إن كلمة الله تجعل الشخص مستنيرًا.

سبب ما يحدث في حياتك من ضعف إيمان؛ أن لديك تساؤلاتٍ غير مجاب عنها، ما يُؤدي بدوره لعدم استقرار في كيانك الداخلي.

ذُو الْمَعْرِفَةِ يُبْقِي كَلاَمَهُ، وَذُو الْفَهْمِ وَقُورُ الرُّوحِ. (أم 17: 27). ذو المعرفة (الذي يعرف كيف يتكلم– المعتنِي بكلماته – مَن لا يُخرجها بغير بحساب– قليل الكلام– مستقر عقليًّا)؛ هو لديه إجابات، وليس أسئلة.

ذو الفهم (شخص مستقر– لديه تحكُّم في ذاته – بارع – غير مضطرب – لديه إدراك لروحه).

تكون روحك هادئة مستقرة، عندما يكون لديك فَهمٌ وإدراك، وتنظيم التفكير فيما يجب، وما لا يجب أن يُسأل، ليس كل سؤال للبنيان، أو حسب البرنامج، أو الفكر الإلهي. لدي الله برنامج منظم. إن لم تعرف أنواع الأسئلة، وتتحاشى الخطأ منها، ستشعر بإحباط واكتئاب؛ نتيجة عدم وجود إجابات لما في داخلك من أسئلة، ما يعني أن الفرح هو كمية المعرفة المُذخَّرَة للإجابات عن الأسئلة.

يتساءل كثيرون من أين أعرف الأسئلة الصحيحة من غيرها؟ عندما تدرس الكلمة تعرف كيف تدير هذا الأمر، خاصة أنه توجد (مشاعر- رغبة مُلحة – إرادة كاذبة) تصحب الأفكار التي تُلقى عليك من إبليس. ما أخطر أن تترك أسئلة دون إجابات من الكلمة!

الفرق بين السؤال السليم وغير السليم

فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: “كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟” (لو 1: 81).

سأل زكريا هنا سؤالًا تشكيكيًّا، فرد عليه الملاك، قائلًا (أنا جبرائيل الواقف قدام الله)، أي (القادم لك من الحضور الإلهي، وهذا ليس كلامي). عندما علم الملاك أنه سيحدث إبطال للمعجزة بسبب شك زكريا، قال له (اسكت لا تتكلم)، ورغم وجوده في جو ملائم، وهو شخص ممسوح بالزيت (أي عليه مَسحة)، لم يكن متجاوبًا مع المعجزة. في حين أن العذراء مريم عندما ظهر لها الملاك، وأخبرها أنها ستحبل، وتلد يسوع وهي عذراء، لم تسَل أي سؤال تشكيكي، بل سألت عن الطريقة التي يتم بها هذا، قائلةً (كيف وأنا لست أعرف رجلًا؟).

ليس معنى أن زكريا بار، أنه قويٌّ في الإيمان؛ فالإيمان شيء، والبر شيءٌ آخر، الإيمان (هو مجموعة مبادئ، وأفكار، من الكلمة عندما يتم تجميعها، تصير قويًّا في الإيمان حسب رو 10). أما البر هو (أن تفعل الصواب)؛ فالإيمان بالخبر(بالسمع)، والخبر بكلمة الله، إذن الكلمة هي التي تعطيني مبادئ أستطيع ان أعيش بها، فعندما يصمت الإنسان عن الأسئلة التي بداخله، ولا يجد لها إجابات من الكلمة، يصبح غير مستقر، ما يؤدي إلى إحباط عمل الروح القدس فيه، وعدم التجاوب معه، وهذا ما حدث مع الرب يسوع، عندما جربه إبليس بسؤالٍ تشكيكي (إن كنت ابن الله)، وطلب أن (يحول الحجر إلى خبز – السجود له)، لكن لم يقدر عليه؛ لأنه مملوء نعمة وحقًّا، ثم واصل الحديث معه بشريحة أعلى، هي شريحة الملوك، إذ قال له (أعطيك الأرض إن سجدت لي) فلم يقدر عليه أيضًا، لأنه في مستوى أعلى من أن يتم تشكيكه، هكذا أنت، إن لم تواجه تساؤلاتك بإجابات من الكلمة، ستتحول مع الوقت لشيء مرعب، ومحبط للمعجزات.

 أمورٌ سبعة هامة تُحدث تغييرًا في مواقف حياتك

يجب مواجهة الأسئلة التي تدور في ذهنك؛ لذلك:

  • اسأل الأسئلة الصحيحة، حيث توجد أسئلة مُحبِطة المعجزات.
  • لا تسَل دون أن تنتظر الإجابة وتتوقعها (ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ:”أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟” أَجَابَهُ يَسُوعُ:”أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟” أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: “أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟” أَجَابَ يَسُوعُ: “مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا”. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: “أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟” أَجَابَ يَسُوعُ:”أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي”. قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:”مَا هُوَ الْحَقُّ؟”. وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: “أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً.” يو 81 – 33: 83).

سأل بيلاطس يسوع سؤالًا، ولم ينتظر الإجابة، في حين أنه كان يُمكن أن يخلص إن تفاعل مع إجابة الرب يسوع.

  • من الأهمية بمكان، أن تحصل على الإجابة من المصدر الكتابي الصحيح، ولا تنتظر إجابات تخمينية خبراتية من الناس، فهذا لن يعود عليك بالفائدة، فما يفيدك هو الكلمة؛ لأنها تُجيبك عن أسئلتك، أيضا تكشف لك مدى صحة سؤالك.
  • ليكن لديك إيمان أن تحصل على إجابات من الكلمة، وهذا أمرٌ هام؛ لأن كثيرين فقدوا الإيمان في هذا الأمر. (كثيرون ممن تتم رعايتهم، يقولون لدينا أسئلة منذ عشرين عامًا، تدور في أذهاننا، ولم نجد عليها إجابات)، لكنهم سيجدون الإجابات إن جلسوا مع الروح القدس، وصاروا في رعاية روحية صحيحة. يقول الروح القدس (ادْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا. (إر 33: 3 تَعني كلمة عوائص أمورًا محمية، عليها سور.
  • اضبط اتجاه قلبك (قد يوجد في قلبك أصنام؛ أي أمور أنتَ تقدسها)، بدورها تُبعدك عن هذا الإله، فيجيبك الروح القدس حسب الأصنام التي في قلبك.
  • قم بتطبيق المعرفة التي أخذتها من الكلمة (أَيْضًا كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَنًا، وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ.) (أم 19: 2). في ترجماتٍ أخرى (الحماس دون معرفة ليس جيدًا– الغيرة الجاهلة لا تستحق أن تكون غيرة – الحماس دون معرفة يجعلك تقع في أخطاء كثيرة)، يوجد من هو متحمس، وكنه يتحرك بمبادئ ليست كتابية، إن هذا ليس حسنًا. لذلك عندما تفهم الكلمة، وتسير بها، تقل الأسئلة لديك، إلى أن تصبح منعدمة، بسبب معرفتك لهذا الإله.

 يقول الكتاب (أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ.) (أم 4: 18 تعني أن أيام البار تزداد بريقًا، وليس ظلامًا، حيث لديه معلومات عن مستقبلي مسبقًا من الكلمة، وهذا ليس معناه أن تتكلم فقط كلمات، دون أن تضع ذهنك في الفكر الكتابي (حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى الرَّبِّ يَحْنَقُ قَلْبُهُ.) (أم 19: 3) تعني أن الشخص الأحمق (غير الممتلئ بالكلمة) يعوج طريقة، وعلى الرب يحنق قلبه، أي يتساءل لماذا يا رب؟ وهو في الواقع سبب ما حدث معه.

* إذن المعرفة الدقيقة هي ما يُحافظ على ثباتك في الأرض، فقوتك تقاس بهذا (لاَ تَقُلْ: “لِمَاذَا كَانَتِ الأَيَّامُ الأُولَى خَيْرًا مِنْ هذِهِ؟” لأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ حِكْمَةٍ تَسْأَلُ عَنْ هذَا. اَلْحِكْمَةُ صَالِحَةٌ مِثْلُ الْمِيرَاثِ، بَلْ أَفْضَلُ لِنَاظِرِي الشَّمْسِ.) (جا 7: 10– 11). عندما تنظر إلى الشمس، من المستحيل ان ترى الظل، فالشمس هي هذا الإله، والظلال هي الظروف.

من المستحيل أن تحبط، وأنت تسير بمنطلق سليم كتابيًّا، لأنك ناظر إلى الشمس (هذا الإله).

ليس من الحكمة أن تسأل (لماذا كانت الأيام الأولى خيرًا من هذه) لأنك عندما ترى الشمس، ترى الروعة القادمة، فتصير ضامنًا لما هو آتٍ (فكر الله– مبادئ الكلمة مترابطة بعضها البعض داخل ذهنك).

* فما تسأله من أسئلة يختص بأوجهٍ ثلاثة:

1- الله.

 2- نفسك (أحبائك – أسرتك).

  • -ظروفك (عملك).

سَل. فالسؤال هو الذي يجعلك تنفتح، وتطلق أيدي الروح القدس في حياتك، وهو بداية عمله معك. لكن أن تترك ذهنك هكذا دون إجابات عن الأسئلة، هذا يضعف إنسانك الداخلي، ويجعلك تُبنى على أساس غير سليم، من ثمَّ يكون المبنى كله على خطأ. (ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَ‍لاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ”.) (يو 8: 12) أي إن أراد أحد أن يعرف المشيئة، هل يسير صحيح أم لا، سيُعطى النور الكافي ليعرف، من حقك أن تسأل.

(السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.) (تث 29: 29). تعني أن ما لم يبح به الله لنا؛ فهو يخصه، أما ما أباحه فهو لنا، ولبنينا، حيث إن الإله فتح قلبه لنا، وصار متاحًا، فمنذ البداية وضع ضوابط، حتى لا يستبيح الإنسان في تعامله معه، ويهيب هذا الإله، وبعد مجيء يسوع صار متاحًا؛ لأنه يسكن داخلنا، فصارت الكلمة معلنة لنا.

تجرأ، واسأل، ولا تخف، لأن الروح القدس لن يأتي بك لتسأل سؤالًا لم يُجِب عنه من الكلمة، وإلا تصير أعلى منه.

من المهم أن يكون كيانك مترابطًا، متماسكًا من الداخل، ولديك إجابة عن كل أسئلتك، فلا توجد أمور عسرة الفهم على من يفهمون الحق الكتابي.

(فَإِنَّ ‍الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا.) (1يو 1: 2). وهي تعني أن يسوع يحتوي كل الإجابات، وهذا من أحد الأمور التي يعلمها لك الروح القدس، الوصول لمرحلة فهم الكلمة، لا أن تحفظ الشواهد الكتابية، فهذا هو الاستقرار، الذي يقف به الإنسان في مواجهة الحياة، ويعرف إجابات الأسئلة، وبدوره يرد على آخرين، فكوننا نور العالم، تعني أن نساعد آخرين، ونقودهم للوصول لإجابات عن أسئلتهم.

يريد الروح القدس لك، أن تكون حياتك مليئة بالمعرفة لتدرك، وتفهم، وتعرف (كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ.) (أف1: 71: 81). لا بالتساؤلات حتى لا تضعف الكائن الروحي لك.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture