القائمة إغلاق

الإيمان العامل – الجزء 13 Working Faith – Part

 

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

 

 

(العظة مكتوبة) 

الإيمان العامل – الجزء 13 

▪︎ لا تضع بديلاً للكلمة.

▪︎ الإيمان القلبي.

▪︎ توقعاتك لحدوث المعجزة:

  • في عملك.
  • في مادياتك.
  • في دراستك.
  • في التحرير من العادات.

▪︎ السلوك بالروح في كل الزوايا ومدى أهميته.

▪︎ كيف تضع إيمانك في الحماية الإلهية.

▪︎ ماذا تفعل إن كُنت أنت صاحب القرار؟

▪︎ ماذا عنك إن كان القرار في يد قائدك؟

 ذكرت في المرات السابقة عن كيف تُمارس إيمانك ويأتي بنتائج، فكل شخصٍ من المُمكِن أن يواجه مواقفًا وظروفًا وأحداثًا لكن يَكمُن الأمر في كيف يتصرَّف مع ما يواجه، فكلمة الله تُعطينا طريقةً وإن تبعتها وفهمتها ستجد الأمر سَلِسًا وسهلاً.

 تلك المرات التي تجد فيها الأمر صعبًا، افهمْ إنه يوجد عدم أو نقص معرفة وليس لأن الموضوع صعبٌ، وبمعالجة المعرفة تجد الأمر أصبح سَلِسًا وسهلاً.

▪︎ لا تضعْ بديلاً للكلمة:

 هذه السلسلة طويلة لذلك تحتاج أن ترجع لكل أجزائها وتفهم الأساسيات التي يُبنَى عليها الإيمان، ومن أهم تلك الأساسيات أن تكون مُدرِكًا أنّ إبليس ليس هو المُتحكِّم في حياتك، وأيضا لا يتحكَّم العيان في حياتك، فوجود أمرٍ تُواجهه لا يُعنِي إنه أمرٌ واقِعٌ.

 إبليس قابِلٌ للاهتزاز، أي إن كل أفعاله قابِلة للتغيير، بناء على ذلك يُمكِنك تغيير أي شيءٍ يَحدُث، حتى وإن كان مُثبَتًا بالعيان، فلا يوجد شيءٌ غير قابِل للاهتزاز سوى كلمة الله، لذلك قال الرب يسوع إن كل شيء سيفنَى ماعدا كلمة الله.

 عندما تسير وتتعامل بكلمة الله تجد تغييرًا في الأحداث، لذلك ضَعْ كلمة الله في وَضْع التنفيذ، يحتاج الأمر إلى جِديَّة في الكلمة أي يجب أن تُؤمِن بما تقوله الكلمة وتفهم أنها ليست شيئًا نُجرِّبه أو نحاول تطبيقه لنرى إن كان هناك نتيجة أم لا، فإن استعملت الكلمة على أنها الحل الوحيد لك ولم تضع بدائل ستجد نفسك تُخرِج إيمانك الذي بداخلك.

 قال لي أحد الأشخاص إن السُلطان يعمل عندما يضع قلبه بجديَّة، حكى إنه كان مُسافِرًا خارج مصر مع زوجته وعندما وصلَ إلى البلد الأخرى بدأ يتعلَّم لغتهم، وذات مرة كانوا يسيرون على كوبري مشاة فوجدَ مجموعة من الشباب في آخِر الكُوبري تهجم عليهم ومعهم أسلحة، ولكن فور استخدامه لاسم يسوع هربوا!

 عرف ذلك الشخص لاحقًا إنه كان في منطقة خطيرة، فتعجَّبَ لأنه كان يستخدم اسم يسوع كثيرًا وهو في مصر، لكن هذه المرة وهو مُسافِر وجدَ نتائج فوريَّة، فأجبته أن السبب هو إنه وضعَ الكلمة في وضع التنفيذ بجدية ولأنه لم يكُن يعرف أحدًا في هذه البلد الغريبة، فلم يَكُن مُعتمِدًا على أي شيء سوى اسم يسوع وانحصر فيه فأخرج إيمانه بكل قلبه، لكن الحقيقة هي أنّ اسم يسوع يعمل في كل مكان.

 إن كنت تتعامل مع الأمر باتّكال على أمور أخرى، فمثلاً إن كنت مريضًا وتُمارِس إيمانك قائلاً: “سأُجرِّب، وإن لم ينجح سأخذ علاجًا” انتبه العلاج ليس عدوًا، لكن أيضًا إن كنت تُسمِي هذا إيمانًا، فإنه ليس كذلك! فالإيمان يَخرُج عندما تقتنع أنه لا يوجد حلٌّ آخر، ويكون الإيمان بكامل قلبك.

 هناك أشخاصٌ لم يتدرَّبوا على الجرأة، فيخافوا المُجازفة! كما يخافوا أن يَحدُث خطأً، لكن الأمر ليس مُجازفةً بل إيمانًا مبنيًّا على أساس كتابي يُؤكِد لك أن هذا ليس مُخاطرةً بل إيمانًا حقيقيًا.

▪︎ الإيمان القلبي:

 تكلَّمْتُ في المرة السابقة عن كيف تُطبِق إيمانك في الزوايا الصِحيَّة والمادية والنجاح والشُغل والتحرير، لكن أريد أن أُكمل في زاوية التحرير.

 لكي تضع إيمانك في الشفاء مثلاً، عليك أن تجعل كلمة الله تستهلك ذهنك وتفكيرك إلى مرحلة التَشبُّع لدرجة ألَّا يبقى شيئًا حقيقيًا سوى ما تقوله الكلمة، وهذا يأتي بالتَأمُّل واللهج في الكلمة. فترى الأمر في روحك وتتكلَّم بناءً عليه.

 هذا قد يأخذ وقتًا بسبب خبرات ومعلومات سابقة لديك تقول إن هذا المرض ليس له علاجٌ، لكن عندما تضع الكلمة في وَضْع التنفيذ وتمتلئ بها ويكون صوتها أعلى من العيان وتقتنع بها مثلما حدثَ مع إبراهيم ستجد نتيجةً.

٢٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ. ٢٣ لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ.” (مرقس ١١: ٢٢، ٢٣).

 “وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ” أي ينظر إلى الأمر بنفس نظرة الله والشكّ يُعنِي أنك لا تتَّفق مع الرب وتُعاديه في فِكْره لأنك تقتنع بما يقوله العيان حتى وإن كنت تُحِب الرب فقد يكون ذهنك ليس خاضِعًا للرب في زاوية مُعينة فتُحبَط المعجزة، فيبدو ظاهريًا أنك تضع إيمانك لكن داخليًا تكون غير مُقتنِع.

 لكي تُمارِس إيمانك في أمرٍ يجب أن تقتنع بما تقوله الكلمة ولا يَكُن اقتناع لحظي أو أثناء الاجتماع أو الصلاة فقط، لكن يكون هذا في تفكيرك طوال اليوم وترى صورةً مُوحَّدةً ولا تُحوِّل ذهنك عنها، ثم بعدها تبدأ في التَكلُّم الكلمة؛ “حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا.” (٢ كورنثوس ٤: ١٣).

▪︎ تَوقُّعاتك لحدوث المعجزة:

 هناك بعض الأشخاص عندما يُمارسون إيمانهم يتوقَّعون أنّ شيئًا ما سيَحدُث فجأةً وإن لم يَحدُث هذا يعتقدون أن هذه ليست معجزة! أو مثلاً ينتظرون الطبيب ليُؤكِّد حدوث المعجزة إن كانت معجزة شفاء، مثلما سمعنا الأسبوع السابق عن معجزة بقاء الطفل على قيد الحياة رغم ما حدثَ من تجلُّطات في مخه إثْر الحادث، فما يَهُم هو ما تراه بعيون روحك في الموقف وليس ما يحدث عيانيًا لأنه قابلٌ للتغيير.

 كلما توقَّعَ الشخص طريقة حدوث المعجزة بطريقة ليست كتابية، هو بذلك يُغلِق أبواب حدوث المعجزة. انتبه! أول شيء يستخدمه الرب هو مناعة الإنسان، فالرب يعترف بما خلقه ولا يلجأ لحلٍ آخر، لقد قام جسد الرب يسوع وكذلك أجسادنا ستقوم في القيامة فالرب مُقتنِع بالجسد الذي خلقه، حتى الأجسام التي تحلَّلت أو أُكِلَتْ من حيوانات أو تفحَّمت سيقيمها الرب مرًة أخرى.

 بالطبع تَحدُث المعجزة على الفور، فعندما لعن الرب يسوع الشجرة يَبُست في اليوم التالي ظاهريًا، لكنها في الحقيقة يَبُست في الحال، لذلك لا تقيس على العيان، فالعيان ليس موضِعَ ثقة، لكن انظرْ إلى صورة واحدة ولا ترى غيرها.

 يوجد جوانب أُخرى مثل الماديات والنجاح في الدراسة أو العمل، فمثلاً يجب أن ترى أنّ اقتصاد العالم أو البلد أو مكان عملك لا يُسيطِر عليك، وإن رأيت غير ذلك فأنت وقتها مفعولٌ به، وإن رأيت أنّ المواد الدراسية صعبة ستكون صعبة لأن ما تراه سيَحدُث، لذلك عند حدوث المعجزة يعمل الرب على ذهنك بينما تنتظر أنت حدوث شيءٌ آخر.

 للأسف دخل الكنيسة فِكْرًا خاطئًا وهو نجاح شخص لم يُذاكِر من الأساس، مِمَّا جرَّأَ الناس على عدم المذاكرة، والسبب أنه قد يكون حدثَ موقفٌ مع أحد الأشخاص ولم يذاكر لكن عندما كان يُصحِّح له المُعلِّم أو الدكتور أوراقه، كان على الشاطئ وطار الورق فأعطى لكل الطلبة الدرجة النهائية!

 هذه معجزات حقيقية لكنها أدَّت إلى تكاسُل الناس وتَوقُّعهم أنّ الروح القدس سيُعطيهم الامتحان قبل وقته، لكن العِلْم ليس بداخل أذهانهم! هنا نكون قد فقدنا الهدف الأساسي، فهدف الدراسة أن يدخل العِلْم إلى الذهن. كُنْ شخصًا يدرس ويُذاكر بقلبه لأنه يريد أن يفهم المادة والعِلْم، وإلا ستُخدَع حتى لو نجحت، فأنت لم تنجح في نظر الرب إن لم تَكُن فاهِمًا هدف دراسة المادة.

 إن كنت لا تُحب مادةً ما، فلا تسلك بنفسيتك بل اُسلكْ بالكلمة، فتجد نفسك تدرس كل شيء مُعتمِدًا على الروح القدس وأنه سيجعلك تُحب ما تدرس أو ما تعمله، ويجعلك تُحب سماع رأي مَن هو أعلى منك في المنصب حتى وإن كنت لا تحب أن يرأسك أحدٌ، كل هذا سيحدُث إن سمحت له بالتشكيل في شخصيتك. فإن كنت لا تحب أن يكون لك مديرٌ، ستكره شغلك وترفض أن تتعلَّم وسترى نفسك مُحِقًا وتُصحِح لنفسك! وهذا ليس فِكْرًا إلهيًا.

 حتى يعمل الروح القدس في حياتك، هذا مُرتبِطٌ باجتهادك في الأمر، ولكن ليس بعرق جبينك أو بالمعاناة فهذه لعنة! بل أقصد أن تفعل ما يجب فِعْله ولا تُرهِق نفسك بشكلٍ إضافيٍّ، فإن كانت حياتك دوامة ولا تشعر بها فهذا غير كتابي، كتابيًا يجب أن يكون وقتك وأيامك بين يديك، هذا لا يُعنِي أن تثور على شغلك الحالي وتتركه، لكن صلِّ وتابعْ مع رعايتك الروحية لتعرف ما الخطوات التي يجب أن تتَّخذها.

 اللجوء إلى القروض أو إدارة المال بصورة غير سليمة سيمنعك من أن تُقام على الكثير، أيضًا التَسرُّع في أَخْذ القرارات وإقناع نفسك أنك مُحِقٌ واختلاق الأعذار لتُبرِّر لنفسك ما تفعله هذا خطأ، فالرب يريد أن يُغيِّر ذهنك وليس أن تأتي الفلوس لحدوث المعجزة، تكمُن المعجزة في استقبالك للمعلومة وتحقيق الهدف الذي تدرس لأجله.

 انظرْ إلى ما تمارس إيمانك به على أنّ قيمته ليست ضخمة وأن لديك القدرة على استيعابه سواء كان دراسةً أو عملاً.

  1. 1. في عملك

 توقَّعْ أن تُقابِل الأشخاص الصحيحة ويعطون لك المعلومات الصحيحة في عملك، ويقولون لك المشورة السليمة، وفي دراستك المُعلِّقة بالشغل تحصل على المعلومات السليمة، وتفهم المادة أو العمل وتمتلكه أي تكون مُسيطِرًا روحيًا وفاهِمًا ما تفعله جيدًا ولا تتعثَّر به بل تصير مُحترِفًا فيه، هذا ما يُسمَى بالنجاح.

  1. في مادياتك

 ما يفعله الروح القدس تجاه المعجزات المادية هو أن يعمل على ذهنك تدريجيًا ويُعلِّمك إدارة مالك بصورة سليمة وليس الحلّ أنْ يُعطيك مالاً.

  1. في دراستك

 يوجد أمورٌ يفعلها الروح القدس إن كان هناك غشٌ في الامتحانات لنجاح أشخاص مُعيَّنين. حتى وإن كُنت من الأشخاص المُستبعَدين من النجاح هنا يصنع الروح القدس معجزةً معك أو يقول لك أنْ تُذاكِر جُزءًا ما قد يكون مُدرِّس المادة قال إنه مَلغيٌّ ليُنجِح بعض المعارف فقط.

 إن كان هناك ظُلمٌ في التصحيح حتمًا سيُنقِذك منه الروح القدس طالما أنت تسلك وترى صورةً صحيحةً ولا ترى إنه يوجد ظُلمٌ في التصحيح مِن الممكن أن يقع عليك، وإن قُلْت إنه يوجد ظلمٌ في التصحيح فأنت بذلك تزرع لهذا وستحصد هذا الكلام.

 إن كنت ترى أنّ مستقبلك مُرتبِطٌ بدرجاتك فهذا ليس سليمًا، الحقيقة هي أنّ مُستقبلك مُرتبِطٌ بما تراه في روحك وأن تكون في المكان الصحيح وتدرس الشيء الصحيح. ليس ما يُسميه الناس كلية قمة هو القمة فعلاً، لكن القمة هي أن تكون في المكان الإلهي وتدرس الشيء الذي يريدك الرب أن تدرسه وتكون مهنتك ومستقبلك حسب ما قصد.

 إن فَكرَّت بهذه الصورة فأنت نجحت، حيث يُقاس نجاحك من أول يوم لك في الدراسة وكيف تُذاكِر وتُنظِم وقتك وتُوازِن بين المواد الدراسية وليس يوم الامتحان والنتيجة. لذا يعمل الروح القدس على ذهنك عندما تُذاكِر بطريقة سليمة، ويكون النجاح والتفوق هو النتيجة الطبيعية في النهاية.

  1. في التحرير مِن العادات

 يُعاني البعض من العادات السلبية مثل العصبية والتدخين والخمور والإباحيات وما يُماثلها. يكونون مُستعبَدين للخطية أو قد يكون الشخص شرِهًا في شيءٍ مُعيَّن مثل الأكل أو الخروج أو الأفلام أو مواقع التواصل الاجتماعي أو أي نوع من الإدمان والالتزام الإجباري القمعي تجاه أفكار مُعيَّنة مثل العصاب الوسواس القهري.

 حيث يشعر الشخص بأنه تحت ضغط ليقول شيئًا ما أو مثلاً يغسل يديه عدة مرات، هذا تأثير أرواح شريرة، ولكي تَخرُج من شيء كهذا يجب أن تُنظِّم أفكارك لأن ذهنك عبارة عن مواضيع وأفكار، ويجب أن تضع إيمانك في هذا الأمر وترى أنك تُنجِزه وتتخلَّص من تلك العادات، فطالما أنت مولود من الله، ليس للخطية تأثيرٌ عليك.

 هذا قد يأخذ وقتٌ لأنها قناعات والرب لا يعكس قناعاتك في لحظة، وهناك أيضًا أشخاصٌ لديها أمور في ذهنها مُسيطَر عليها من الأرواح الشريرة بصورة نهائية منذ بداية حياتهم، وتجد الشخص بسهولة يتحرَّر ويجد نتائج سريعة.

 لكن ربما يكون الشخص قد دخلت الأرواح الشريرة حياته بالتدريج، لذلك سأل الرب والد الولد: “منذ متى لديه هذا الصرع؟” (مرقس ٢١:٩-٢٢). كان الرب يريد أن يعرف هل كان الولد مُتورِّطًا مع الأرواح الشريرة بسبب خطاياه هو أم الأب والأُم هما مَن تورَّطوا وقصَّروا تجاه ابنهم في التربية.

 بداية الحلّ هو اكتشافك أنّ الطبيعة الإلهية التي بداخلك لا يُمكِنها أن تُقيَد لأنك مولودٌ من الله، ويجب أن تُخرِج القوة التي بداخلك إلى الخارج وليس أن تسعى لناس لتُصلي من أجلك لتُخرِج أرواح شريرة منك، فهذا قد يجلب لك أرواحًا شريرةً زيادةً لتَدخُل في حياتك إن كان مَن يُصلي لأجلك لا يُمارِس الأمر بصورة كتابية.

 يتعامل بعض الناس مع الأرواح الشريرة بإعطائها علامات مُعيَّنة لتفعلها إن كانت في جسد الشخص، مثلاً أن يميل الشخص للوراء، أو يفتح يده، …إلخ، لكن هذه ليست طريقة تمييز الأرواح الكتابية، من هنا يبدأ الشخص في استيعاب أرواح شريرة زيادةً نتيجة لهذا. بالتأكيد هناك أوقات يتدخَّل الروح القدس في هذا الأمر إن كان قلب الشخص يستدعي المعجزة أو يوجد أشخاص تُصلِي لأجله.

 أُشجعك بفَهْم الفِكْر الكتابي عن التحرير بدلًا من الدخول في هذه الدوامة. أنت لست مُقيَّدًا لكن ذهنك يحتاج إلى ضبط، وعاداتك وقيمك تحتاج إلى ضبط وتهذيب بالكلمة.

▪︎ السلوك بالروح في كل الزوايا ومدى أهميته:

“١٦ وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. ١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. ١٨ وَلكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. ١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ٢٠ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ ٢١ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.” (غلاطية ٥: ١٦-٢١).

 “سُكْرٌ”؛ تُعني هذه الكلمة في اللغة اليونانية استهلاك الشيء إلى مرحلة الابتلاع، أيضًا تُعنِي أنّ الشيء قد سيطرَ عليك، ربما يكون هذا الشيء هو التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي. إن سلكَ الشخص بالجسد في زاوية مُعيَّنة سيجد نفسه مُستعبَدًا في زاوية أخرى، لأنه جعلَ الجسد نشيطًا، قد يكون لا يشاهد أشياءً سيئةً ظاهريًا لكنها تَبُث أفكارًا وأرواحًا شريرةً على حياته.

 “بَطَرٌ” كانت تُستخدَم هذه الكلمة في حالة الاحتفالات بالأوثان، وتُعنِي أنّ الناس تقف أمام الوثن وتشرب خمرًا ويحتفلون فيكونوا نصف سكارى لكي يستطيعوا فِعْل أنشطة أُخرى، ويرقصون إرضاءً للوثن الذي يعبدونه، وبعض الأشخاص كانوا يُمارِسون الجنس أمام أوثان أخرى إرضاءً لهم.

 معنى هذه الكلمة في اللغة اليونانية هو حدوث شيء وراء شيء بشكل متتالي، شخصٌ ليس شبعانًا، هذا مثل الأشخاص التي تُبرمِج يومها ليكونوا مشغولين عن الألم الداخلي، ولا يفعلون الشيء لآخِره ويبحثون عن شيء آخر يفعلونه، فيذهبون إلى مكان ثم بعدها يريدون الذهاب إلى آخر ويقابلون أشخاصًا مُختلِفين إلى أن يرجعوا إلى البيت ويناموا.

“١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.”

 عندما يسلك الشخص بالجسد يُمنَع من فِعْل الأشياء الصحيحة، فعندما يترك جسده يرتاح ويفعل ما يشاء مثل الأكل الكثير مثلاً، فهذا يؤدي إلى التقييد في زوايا أُخرى وقد يجد نفسه لا يستطيع التَحرُّر من خطايا جنسية لأنه نَشَّطَ الجسد في زاويا تبدو بريئة كالإكثار في الأكل أو الحلويات والخروج الكثير والفُسَح.

 إذًا تَذكَّرْ هذه القاعدة؛ إن سلكت بالجسد لن تستطيع السلوك بالروح، وإن سلكت بالروح لن تستطيع السلوك بالجسد. قد يسلك شخصٌ بالجسد في موضوع يبدو بريئًا مثل العصبية، وليكُن شخص يحب أن يكون كل شيء مُستقيمًا، فيلتمس العُذر لنفسه ليغضب على الناس، لكن سيجد نفسه لا يستطيع التوقف عن خطية أخرى مع أنهما ليس لهما علاقة ببعضهما في الظاهر.

 لذلك الأمر مُرتبِطٌ بأن تحيا الحياة الروحية بشكل صحيح وجاد في كل الزوايا، ينتقي البعض أمورًا مثل شخص يحب معرفة أحوال الناس فإن غاب عن العمل يتّصل بأصدقائه لمعرفة ما حدثَ أثناء غيابه، حُب الاستطلاع هذا سببه الخوف من حدوث شيء ووقتها يكون الجسد نشيطًا.

 لهذا السبب عندما يُحاول الشخص أن يأخذ وقتًا في دراسة الكلمة والصلاة، يجد روحه مَطفية بسبب أن جسده نشيطٌ، رغم ما يبدو هو إنه لم يُفعِّل شيئًا خطأً هو فقط يستطلع على أمور لكن هذا بالحق أَثَّرَ على حياته الروحية.

 حلّ هذا الأمر هو الاعتماد على الروح القدس ورؤية الأمر ضئيل، حتى وإن حدثَ فشلٌ وسقوطٌ مُتكرِر وشراهةٌ في الخطية، لكن لتنظرْ إلى الأمر على أنه تحت سيطرتك وافرضْ السلام والفرح على ذهنك من التعليم الكتابي الصحيح، فعندما يشعر شخصٌ بالمرض يكون الحل أن يفرض عليه الشعور بالصحة عن طريق توجيه تفكيره في الصحة.

 لتفرِضْ الفرح على ذهنك نتيجة أسباب تُفكِّر بها عن عمد، فتجد نفسك لا تقع في الخطية التي كنت تسقط فيها سابقًا.

 الشخص الذي يُحب رأي الناس ومدحهم، ويخاف أن يُخطئ أمام الناس لكي لا يتكلَّموا عنه بالسوء، ويحافظ على كرامته هذا خطأٌ، فالرب هو المسؤول أن يحافظ على كرامتك، وإن لم تُدرِكْ هذا ولجئت للحفاظ على قيمة نفسك، سيتسبَّب هذا الخوف في رجوع إيمانك إلى الوراء وستجد حياتك تمتلئ بالشك في أمور أنت تعرف إجاباتها، في هذه اللحظة أنت تُشجِع نفسك على السلوك بالشكّ فيُؤثِّر هذا في زاوية أخرى.

 قد تكون لا تفعل أمورًا شريرةً ظاهريًا لكنها تحمل ورائها مبادئ خطأ لم تُجدد ذهنك فيها، بل وتلجأ إلى هدم الآخرين لأنك تراهم ناجِحين. أيضًا ربما يكون شخص في أسرتك بدأ يلمع روحيًا فتُحاول إطفائه لأنك حزينٌ على حالك وتُحاول أن تُسقِط كل شيء مُؤلِمًا لديك بدلًا من أن تواجه الموقف!

 وإن أخطأ هذا، نراك تقول: “أليس هذا من كان يُصلي؟!” وأنت نفسك كنت في يوم من الأيام تتضايق من هذه الاضطهادات في بيتك وكانوا يسخرون مِنك لكنك استمريت مع الرب، أما الآن فأصبحت تسلك بصورة استسلام للحُزن.

 كلمة “حَسَدٌ” في اليونانية لها صِلة بالحزن، ليس فقط أن يريد الشخص شيئًا ما بشغف ويَغير من شخص آخر بل تُعني أيضًا أن يحزن لأنه لا يَملُك شيئًا يَملُكه آخر، قد يرى شخصًا أخذ ترقية وبدأ يكون بارِزًا في العمل أو الكنيسة فيحزن لأنه لم يترقَ بدلًا منه ويبدأ في وَضْع حسابات خاطِئة، هذا سلوكٌ بالجسد وتنشيط له في زوايا أُخرى، لكن إن قرَّرَ السلوك بالروح سيَأخُذ الأمر مسارًا مُختلِفًا.

 يعمل الروح القدس تدريجيًا على المُعجزات، يبدأ أولًا بتقليل قيمة أشياء مُحدَّدة ويقول لك أنْ ترفُض أمورًا مُعيَّنةً مثل التَمتُّع بمدح الآخرين، ويبدأ في بناء شخصيتك، ومِن الرائع أن تُربِي أنت أولادك ألَّا يحبوا رأي الناس، هذا لا يُعني ألَّا يقبلوا التصحيح!

 كُنْ مُراقِبًا لأولادك، هل هُم سعداء لأن الناس مدحتهم؟ إن وجدت هذا، تعاملْ مع الأمر سريعًا فإن تركته سيكبر ويكون أسوأ ولا تنسَ أن التعامُل مع الأمر باكرًا سيُوفِّر الوقت لهم فلن يحتاجوا إلى إصلاح عندما يكبروا.

 إن شعر ابنك بالملل في الصلاة، لا تُوافقه على ذلك تحت شعار أنّ العلاقة مع الرب ليست بالإجبار فهذا يؤدي إلى إنشاء جيل لا يريد الصلاة، لكن دَرِّبه بحسب ما قال الكتاب؛ “٦ وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، ٧ وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ.” (التثنية ٦: ٦، ٧).

 دخلت بعض المبادئ الخطأ الكنيسة لتبسيط الحياة الروحية تحت مُسمَى البساطة لكن هذا تسيُّب، مِمَّا جعل الأولاد تترك الرب بسهولة حتى وإن كانوا يخدمون في الكنيسة، والسبب ليس لأنهم في سِن المراهقة مثلما يعتقد البعض، فالمراهقة ليس سِنْ الإرهاق لكن معناها الاقتراب إلى النضوج.

 هل توقعاتك سليمة أم لا؟! اعتقد البعض عندما قبلوا الرب أنهم سيتوقفون عن الخطية في الحال، هذا يَحدُث بالفعِل إن كانت المشكلة في زاوية واحدة، لكن إن كانت المشكلة في زوايا كثيرة فهذا سيأخذ وقتًا. ستأخذ وقتًا في تجديد أفكارك بكلمة الله، لا تقلق بشأن هذا، فكُل بذرة تزرعها ستجني ثمرتها قريبًا إن آجلاً أو عاجِلاً.

 تعرَّضَ البعض للتَحرُّش في الطفولة، قد يكون تحرُّشًا معنويًا وليس جسديًا فقط، معنويًا أي تأتي أفكار للشخص تُقلِّل وتُحقِّر مِنه فيتعامل الشخص معها على إنها حقيقة فيخجل من نفسه بالرغم من عدم حدوث شيء. تقوم الأرواح الشريرة بالتقليل منه إلى جانب إنه لا يسمع مدحًا في البيت، مدحًا سليمًا وليس مُبالَغًا فيه أو مُزيَّفًا، كل هذا يحتاج إلى تَعامُل إلهي.

 إن فَهِمَ الشخص الفِكْر الكتابي وسمع مدح الروح القدس عن طريق والديه بناءً على الكلمة سيُصبِح مُنضبِطًا في حياته ولكن مُتَّضِعًا في ذات الوقت وليس مُنكسِرًا! كما سيكون اجتماعيًّا ومُنفتِحًا على الآخرين ويتعامل باتّضاع ومحبة بدون تَقلُّب في الشخصية، ولن تجده يحب الظهور أمام الناس في وقتٍ ما، بينما ينعزل في وقت آخر ويبكي في غرفته، بل سيحيا حياة الحرية.

▪︎ كيف تضع إيمانك في الحماية الإلهية؟

 الحماية الإلهية هي مِن ضمن معاني الخلاص وهذا مُرتبِطٌ بمجموعة مبادئ، أُشجِّعك بالرجوع لسلسة “الحماية الإلهية” ستُساعدك على فَهْم طُرق حماية الروح القدس لك، فقد تكون الحماية عَبْر إخراجك من الشيء أو العبور به وتكون مَحميًّا، حيث أنقذَ الرب لوطًا بإخراجه من المكان (المشكلة)، لكن يوجد أشخاص عبروا في المشكلة وهُم مَحميون.

 لتضعْ إيمانك في هذا الأمر، ضَعْ صورة في ذهنك أنك طويل العمر ولن تُصاب بحوادث، وارفضْ الأفكار التي تأتي إلى ذهنك والتَخيُّلات السلبية عن الحوادث وأنك في حادث وتنزف، أو تكون مُسافِرًا وترى حادِثًا فتقول: “باسم يسوع” لأنك مُضطرِبٌ وخائِفٌ لئلا يَحدُث هذا معك ذات يوم، هذا ليس إيمانًا بل خوفًا، كما إنه ليس جيدًا ويَدُل أنك ليس لديك ثقة وترى أنّ الحياة ليست مضمونة.

 هذا الخوف عكس الكلمة، يتكلَّم (مزمور ٩١) عن إنه لا يُمكِن أن يأتي إليك موتٌ مُفاجِئٌ، فأنت مَحمي من هذا، ارجع استمع إلى حلقات وقت كورونا عن شرح (مزمور ٩١) وعظة بعنوان “ينجيك من الوبأ الخَطِر“، كما قال الكتاب؛ “وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ.” (المزامير ٩١: ٦)، مِن ضمن معاني هذه الآية أن الله يحميك من الموت المُفاجِئ سواء من سكتة قلبية أو حتى حادث مُفاجِئ.

 حالة عدم الضمان لحياتك، وعدم يقينيتك إن كُنت سترجع بالسلامة للبيت أم لا، أو ما يدور في ذهنك من أفكار وأنت تُودِّع أشخاصًا وأنك قد لا ترجع إليهم مرة أخرى…إلخ، كل هذا بل وأكثر يحتاج لإحلال مبادئ الكلمة عن الحماية مكانه. تعوَّدْ أن تتخيَّل نفسك إنك حتى لو سافرت ستعود لبيتك سليمًا، هناك خدمة ملائكية لحمايتك.

 ما هي تخيُّلاتك؟ ما هي الصور التي في ذهنك؟ إن لم تَكُن كلمة الله في ذهنك إذًا إبليس قد ألقى أفكاره هناك، لتتخلَّص من هذه القمامة.

▪︎ ماذا تفعل إن كُنت أنت صاحب القرار؟

 مثلاً إن كُنت أنت صاحب القرار في السَفر، كُن مُنقادًا بالروح فقد يقول لك لا تسافر. في عام ٢٠٠٤ كان يتواصل معي أحد الأشخاص من أمريكا للتلمذة، كان في أحد المرات خارجًا من العمل بعد استلام مُرتَّبه وذاهِبًا إلى البنك ليضع أمواله هناك، وكان على طريق سريع فلم تقف السيارات بسهولة ليركب بها.

 وقتها كان يُصلِي بألسنة لتقف له سيارة أجرة، وفجأةً توقَّفت واحدة له لكن الروح القدس قال له: “لا تركب في هذه السيارة”، فلم يركب، بعدها صليَّ من أجل أخرى فوقفت واحدة وركب بها، وعندما وصلَ إلى البنك وجدَ أنّ البنك كان به سطوٌ مُسلَّحٌ قبلما يصل مباشرة! فإن كان قد رَكَبَ السيارة الأولى كان سيتمَّ سرقته.

 إن كُنت تقوم بصيانة لسيارتك لا تضعْ ثقة في الشخص الذي يعمل الصيانة فهو قد يُخطئ في شيء، لكن ضَعْ ثقتك وإيمانك في الروح القدس حيث إنه يعمل على حمايتك، حتى وإن كان لديك سيارة جديدة لا تضع ثقتك بها، لتَكُن الصورة التي في ذهنك هي صورة الملائكة التي تُحيط بسيارتك وبأي مكان أنت موجودٌ به، هناك سياج حول كل ما يخصك! ثِقْ في هذا.

“وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ (حيوانات مُفترِسة). وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.” (مرقس ١: ١٣).

 اجتاز الرب يسوع في مواقف وكان يجب أن يُمارِس سلطانه على الحيوانات وبالفِعل سيطرَ عليهم، هذا يُعنِي أنك قد تَعبُر في أمور خارجة عن إرادتك، لكن مِن الهام أن تُؤمِن إنه لا يوجد شيءٌ يُؤثِّر عليك، فالرب يسوع واجه الحيوانات المُفترِسة ووضع سُلطانه تجاههم وعاش في البرية فترة ليست قليلة، وقد أعطانا الرب هذا السُلطان عينه!

 إن كان أمر خارج عن إرادتك ولا تستطيع أن تتحاشاه أو واجهت شيء لم تتوقعه، في هذا الموقف ضع إيمانك أنه توجد ملائكة تعمل على حمايتك، ولا تعتقد أنك ذهبت إلى مكان خطأ، فالروح القدس يساعدك أن تهجم على الأمر وتسيطر.

 مع العِلم إنه يجب أن تقوم بدورك أيضًا، اخرجْ في الوقت الصحيح ولا تخرج في وقت به أمطار أو شابورة مثلاً، لتفعلْ الأمور الطبيعية والروح القدس سيحميك من الباقي.

▪︎ ماذا عنك إن كان القرار في يدّ قائدك؟

“١ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الرَّأْيُ أَنْ نُسَافِرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى إِيطَالِيَا، سَلَّمُوا بُولُسَ وَأَسْرَى آخَرِينَ إِلَى قَائِدِ مِئَةٍ مِنْ كَتِيبَةِ أُوغُسْطُسَ اسْمُهُ يُولِيُوسُ. … ٧ وَلَمَّا كُنَّا نُسَافِرُ رُوَيْدًا أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَبِالْجَهْدِ صِرْنَا بِقُرْبِ كِنِيدُسَ، وَلَمْ تُمَكِّنَّا الرِّيحُ أَكْثَرَ، سَافَرْنَا مِنْ تَحْتِ كِرِيتَ بِقُرْبِ سَلْمُونِي. ٨ وَلَمَّا تَجَاوَزْنَاهَا بِالْجَهْدِ جِئْنَا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ «الْمَوَانِي الْحَسَنَةُ» الَّتِي بِقُرْبِهَا مَدِينَةُ لَسَائِيَةَ. ٩ وَلَمَّا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ، وَصَارَ السَّفَرُ فِي الْبَحْرِ خَطِرًا، إِذْ كَانَ الصَّوْمُ أَيْضًا قَدْ مَضَى، جَعَلَ بُولُسُ يُنْذِرُهُمْ ١٠ قَائِلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنَا أَرَى أَنَّ هذَا السَّفَرَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بِضَرَرٍ وَخَسَارَةٍ كَثِيرَةٍ، لَيْسَ لِلشَّحْنِ وَالسَّفِينَةِ فَقَطْ، بَلْ لأَنْفُسِنَا أَيْضًا». ١١ وَلكِنْ كَانَ قَائِدُ الْمِئَةِ يَنْقَادُ إِلَى رُبَّانِ السَّفِينَةِ وَإِلَى صَاحِبِهَا أَكْثَرَ مِمَّا إِلَى قَوْلِ بُولُسَ. ١٢ وَلأَنَّ الْمِينَا لَمْ يَكُنْ مَوْقِعُهَا صَالِحًا لِلْمَشْتَى، اسْتَقَرَّ رَأْيُ أَكْثَرِهِمْ أَنْ يُقْلِعُوا مِنْ هُنَاكَ أَيْضًا، عَسَى أَنْ يُمْكِنَهُمُ الإِقْبَالُ إِلَى فِينِكْسَ لِيَشْتُوا فِيهَا. وَهِيَ مِينَا فِي كِرِيتَ تَنْظُرُ نَحْوَ الْجَنُوبِ وَالشَّمَالِ الْغَرْبِيَّيْنِ. ١٣ فَلَمَّا نَسَّمَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ، ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ مَلَكُوا مَقْصَدَهُمْ، فَرَفَعُوا الْمِرْسَاةَ وَطَفِقُوا يَتَجَاوَزُونَ كِرِيتَ عَلَى أَكْثَرِ قُرْبٍ. ١٤ وَلكِنْ بَعْدَ قَلِيل هَاجَتْ عَلَيْهَا رِيحٌ زَوْبَعِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا «أُورُوكْلِيدُونُ». ١٥ فَلَمَّا خُطِفَتِ السَّفِينَةُ وَلَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُقَابِلَ الرِّيحَ، سَلَّمْنَا، فَصِرْنَا نُحْمَلُ. … ١٩ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَمَيْنَا بِأَيْدِينَا أَثَاثَ السَّفِينَةِ. ٢٠ وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا. ٢١ فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ، حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي، وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ. ٢٢ وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ. ٢٣ لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ، ٢٤ قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. ٢٥ لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي. ٢٦ وَلكِنْ لاَ بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى جَزِيرَةٍ». ٢٧ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ، وَنَحْنُ نُحْمَلُ تَائِهِينَ فِي بَحْرِ أَدْرِيَا، ظَنَّ النُّوتِيَّةُ، نَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ، أَنَّهُمُ اقْتَرَبُوا إِلَى بَرّ. ٢٨ فَقَاسُوا وَوَجَدُوا عِشْرِينَ قَامَةً. وَلَمَّا مَضَوْا قَلِيلاً قَاسُوا أَيْضًا فَوَجَدُوا خَمْسَ عَشْرَةَ قَامَةً. ٢٩ وَإِذْ كَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَقَعُوا عَلَى مَوَاضِعَ صَعْبَةٍ، رَمَوْا مِنَ الْمُؤَخَّرِ أَرْبَعَ مَرَاسٍ، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَصِيرَ النَّهَارُ. ٣٠ وَلَمَّا كَانَ النُّوتِيَّةُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَهْرُبُوا مِنَ السَّفِينَةِ، وَأَنْزَلُوا الْقَارِبَ إِلَى الْبَحْرِ بِعِلَّةِ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَمُدُّوا مَرَاسِيَ مِنَ الْمُقَدَّمِ، ٣١ قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ وَالْعَسْكَرِ: «إِنْ لَمْ يَبْقَ هؤُلاَءِ فِي السَّفِينَةِ فَأَنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْجُوا». ٣٢ حِينَئِذٍ قَطَعَ الْعَسْكَرُ حِبَالَ الْقَارِبِ وَتَرَكُوهُ يَسْقُطُ. ٣٣ وَحَتَّى قَارَبَ أَنْ يَصِيرَ النَّهَارُ كَانَ بُولُسُ يَطْلُبُ إِلَى الْجَمِيعِ أَنْ يَتَنَاوَلُوا طَعَامًا، قَائِلاً: «هذَا هُوَ الْيَوْمُ الرَّابِعَ عَشَرَ، وَأَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ لاَ تَزَالُونَ صَائِمِينَ، وَلَمْ تَأْخُذُوا شَيْئًا. ٣٤ لِذلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكُمْ أَنْ تَتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ هذَا يَكُونُ مُفِيدًا لِنَجَاتِكُمْ، لأَنَّهُ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِ وَاحِدٍ مِنْكُمْ». ٣٥ وَلَمَّا قَالَ هذَا أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ اللهَ أَمَامَ الْجَمِيعِ، وَكَسَّرَ، وَابْتَدَأَ يَأْكُلُ. ٣٦ فَصَارَ الْجَمِيعُ مَسْرُورِينَ وَأَخَذُوا هُمْ أَيْضًا طَعَامًا. ٣٧ وَكُنَّا فِي السَّفِينَةِ جَمِيعُ الأَنْفُسِ مِئَتَيْنِ وَسِتَّةً وَسَبْعِينَ. ٣٨ وَلَمَّا شَبِعُوا مِنَ الطَّعَامِ طَفِقُوا يُخَفِّفُونَ السَّفِينَةَ طَارِحِينَ الْحِنْطَةَ فِي الْبَحْرِ. ٣٩ وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ الأَرْضَ، وَلكِنَّهُمْ أَبْصَرُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئٌ، فَأَجْمَعُوا أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِ السَّفِينَةَ إِنْ أَمْكَنَهُمْ. ٤٠ فَلَمَّا نَزَعُوا الْمَرَاسِيَ تَارِكِينَ إِيَّاهَا فِي الْبَحْرِ، وَحَلُّوا رُبُطَ الدَّفَّةِ أَيْضًا، رَفَعُوا قِلْعًا لِلرِّيحِ الْهَابَّةِ، وَأَقْبَلُوا إِلَى الشَّاطِئِ. ٤١ وَإِذْ وَقَعُوا عَلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ بَحْرَيْنِ، شَطَّطُوا السَّفِينَةَ، فَارْتَكَزَ الْمُقَدَّمُ وَلَبِثَ لاَ يَتَحَرَّكُ. وَأَمَّا الْمؤَخَّرُ فَكَانَ يَنْحَلُّ مِنْ عُنْفِ الأَمْوَاجِ. ٤٢ فَكَانَ رَأْيُ الْعَسْكَرِ أَنْ يَقْتُلُوا الأَسْرَى لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَيَهْرُبَ. ٤٣ وَلكِنَّ قَائِدَ الْمِئَةِ، إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُسَ، مَنَعَهُمْ مِنْ هذَا الرَّأْيِ، وَأَمَرَ أَنَّ الْقَادِرِينَ عَلَى السِّبَاحَةِ يَرْمُونَ أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً فَيَخْرُجُونَ إِلَى الْبَرِّ، ٤٤ وَالْبَاقِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى أَلْوَاحٍ وَبَعْضُهُمْ عَلَى قِطَعٍ مِنَ السَّفِينَةِ. فَهكَذَا حَدَثَ أَنَّ الْجَمِيعَ نَجَوْا إِلَى الْبَرِّ.” (أعمال الرسل ٢٧: ١، ٧-١٥، ١٩-٤٤).

 “١٠ قَائِلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنَا أَرَى أَنَّ هذَا السَّفَرَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بِضَرَرٍ وَخَسَارَةٍ كَثِيرَةٍ، لَيْسَ لِلشَّحْنِ وَالسَّفِينَةِ فَقَطْ، بَلْ لأَنْفُسِنَا أَيْضًا»”؛ كان بولس هنا يشمل نفسه في الكلام لكن في الأعداد التالية لم يشمل نفسه وبدأ يرى مشهدًا آخر لأنهم بدأوا يأخذوا قرارات خاطئة، فرأى إنه في حماية ولم يرَ إنه في خطر.

 “١٥ فَلَمَّا خُطِفَتِ السَّفِينَةُ وَلَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُقَابِلَ الرِّيحَ، سَلَّمْنَا، فَصِرْنَا نُحْمَلُ”؛ هذا معنى سلبي ولا يُقصَد به التسليم للرب، فالآية هنا تتكلَّم عن أشخاص أخذوا قرارًا خطأ ويقابلون ضررًا نتيجةً لذلك.

 “٢١ … حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي”؛ بدأ بولس هنا يضع نفسه في وضع به مشورة، لم يلومهم بل كان يقول لهم ما يجب أن يفعلوه.

 “٢٢ وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ”؛ هل لاحظت هذا؛ قد وَضَعَ بولس نفسه خارجهم، لأنه كان يُدرِك أنّ الروح القدس يحميه لأنه لم يَكُن صاحبَ القرار، فعلى الرغم من إنه كان في البداية يشمل نفسه في الكلام، لكن عندما لم يسمعوا له حسمَ الأمر في داخله واستثنى نفسه من أي ضرر قد يَحدُث.

 لا تَحدُث الحماية تلقائيًا، فهنا نرى بولس وكيف بدأ في إعطائهم نصائح، فالروح القدس جعل بولس يُسمَع له، إذًا الحماية الإلهية هنا لم تَكُن عَبْر انتقالهم انتقالاً معجزيًّا، بالرغم من أن بولس كان يَعلَّم أن هذا حدثَ مع الرب يسوع وسمعَ أيضًا عما حدثَ مع فيلبس.

 لكنه لم يتوقَّف عن استعمال مُخه اعتمادًا على أن تَحدُث معجزة خارِقة، لذلك يُعطيك الروح القدس أفكارًا ليُنقِذك بها، وإن لم تَكُن أنت صاحب السُلطان سيجعل الأشخاص يسمعون لك، وهذا ما حدث فقائد المئة بدأ يقتنع بكلام بولس في النهاية.

 “٣١ قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ وَالْعَسْكَرِ: «إِنْ لَمْ يَبْقَ هؤُلاَءِ فِي السَّفِينَةِ فَأَنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْجُوا»”؛ لم يَقُل بولس “نحن” بل قال “أنتم”، إذًا كان بولس يرى نفسه في حماية في ظل خطأ الإدارة هذا، وفي الوقت نفسه كشفَ الأشخاص الذين كانوا يُخطِّطون للهرب، لذلك لا تعتقد أنك تُخطيء عندما تكشف خطأ شخص يتسبَّب في خسارة آخرين.

 “٣٤ لِذلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكُمْ أَنْ تَتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ هذَا يَكُونُ مُفِيدًا لِنَجَاتِكُمْ، لأَنَّهُ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِ وَاحِدٍ مِنْكُمْ”؛ هنا يتكلَّم بولس بسُلطان وإدراك وفَهْم وهو مُتشبِعٌ بهذا.

 “٣٥ وَلَمَّا قَالَ هذَا أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ اللهَ أَمَامَ الْجَمِيعِ، وَكَسَّرَ، وَابْتَدَأَ يَأْكُلُ”؛ لم يخجل بولس من الصلاة أمام الناس، رغم إنهم لا يعرفون يسوع.

 إذًا الخلاصة هي إنه لم يَكُن بولس مُعتمِدًا على المعجزات الخارِقة للطبيعي، بل بدأ يُفكِر ويستعمل عقله لإيجاد حلٍّ من الروح القدس ولم يتكاسل في إعطائهم الحلّ بل ومنعَ البحَّارة من ترك السفينة لإنقاذ الجميع، وشجَّعهم وأعطاهم الفِكْر الإلهي وشهدَ أنّ الإله الذي يَعبده سيُنقذهم ولن يموت أحدٌ.

 رأى بولس نفسه في وضع مُختلِف رغم إنه كان تحت قيادة خاطئة، إن كنت تركب سيارة وترى أنَّ السائق يقودها بطريقة مُتهوِّرة، لا تخشَ وانظرْ أنك في حماية وستُنقَذ، بالطبع سيمنعك الروح القدس في بعض الأوقات من ركوب سيارة ما وأوقات أخرى يحميك وأنت بداخلها. ما تراه في روحك وتتوقَّع حدوثه هو ما يُحدِّد الحماية، سيُعطيك الروح القدس أفكارًا أو يمنعك من شيء ما، لذا كُن حساسًا له.

 كُنت مُسافِرًا في إحدى المرات إلى الراعي كريس في جنوب إفريقيا، وعندما وصلنا جاء قسيسٌ لينقلنا إلى الفندق وفجأةً وجدنا أن ال GPS قد تعطَّل، وبالرغم من أننا كُنا نرى الفندق على بُعد دقيقتين لكننا لم نستطِع الوصول، كما كان القسيس يعرف المكان.

 بعد وقتٍ وصلنا إلى الفندق ووجدنا أن الشرطة تملأ المكان فعرفنا أنه في خلال الوقت الذي كُنا تائهين فيه، دخلَ سطوٌ مُسلَّحٌ وكانوا مُتَّتبِعين شخصًا ما لديه مال كثير وعندما وصلَ الفندق أخذوا ماله وسرقوا أشخاصًا كثيرين كانوا في ذات المكان، لذلك عَطَّلَ الروح القدس ال GPS لكي يحمينا من هذا الشيء.

 كلما تُصلي بألسنة فأنت تُمهِّد حياتك وتضبُطها بالحماية، كما أنك تُصلي من أجل المُستقبل والأمور المجهولة، فإن كنت تمشي بالكلمة ستضبط ذهنك وحياتك. توقَّعْ حماية الرب لك من خلال القيادة، والرب قادِرٌ أن يُغيِّر أمورًا خصيصًا لأجل حمايتك وحماية الآخرين، وإن لم يسمع الآخرون إلى نصائحك، تعامل بإيمان في الحماية الإلهية.

 لا تحتاج أن تقول للرب كل يوم إنك تُسلِّم يومك له، لكن ما تراه في ذهنك هو أساس حمايتك، هل ترى أن أمورك تسير في الاتّجاه الصحيح؟ هل ترى أنك تُحمَى من أي إعاقات؟ ربما تكون في عملية إعداد لأوراق مُعيَّنة، ثِقْ أنه يوجد نعمة على حياتك فإن كان هناك أرواح شريرة تُحاول إعاقتك، فقد يكون هذا بسبب ثغرة وحلها أن تفهم كيف تُغلِق تلك الثغرة.

 أو ربما تكون لم تفعل شيئًا خطأً وهذه مجرد هجمة من إبليس وهذا يعني إنه لن يستقر عليك شيء مِنه حيث إن “لعنة بلا سبب لا تأتي” كما قال الأمثال. تُعنِي كلمة “اللعنة” أنّ إبليس رمى عليك شيئًا ما واستقر، ربما يكون فشلاً ماديًا أو صحيًا أو فشلاً في العلاقات، وهذا يُعنِي أن الشخص فاتِحٌ ثغرةً لإبليس، مما يدل أن إبليس عَرَضَ عليه شيئًا والشخص قَبِله، فالكتاب يقول إن كل شيء له سبب؛ “كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي.” (الأمثال ٢٦: ٢).

 هذا ليس معناه أنّ التجربة تأتي بسبب شيءٍ ما، فالتجربة يُمكِن أن تَحدُث مع أي شخص، فهي محاولة من إبليس أن يُلقِي عليك إحباطًا أو تساؤلاتٍ أو أعراضًا أو حتى يحاول أن يُعيقك بأي شكلٍ، لكن إن رأيت مَشهدًا آخر غير ما تراه بعينيك هكذا أنت نجحت أن تصنع المُعجزة بالرغم مِمَّا يُطلَق عليه إعاقات.

 هناك أمرٌ آخر وهو إن كنت ترى أنّ الأشخاص هُمْ السبب في التعطيل وتضايقت منهم وتعتقد إنهم لا يقدِّمون لك المحبة، هذه كلها ليست مُبرِّرات فأنت تستطيع أن تأخذ حقك في المسيح بالرغم من كل هذا، وإن رأيت أنّ البشر هم الذين يملكون حقّ الإمضاء على ما يَخُصك فسيكون كذلك، لكن إن رأيت إنه يوجد إلهٌ يُحرِّك القلوب وترى الأمر بشكل مُختلِف عن العيان المرئي، ستَحدُث المعجزة بصورة سهلة.

 يُمكِن لإيمانك أن يصنع معجزات في أمورٍ تبدو مُستحيلةً، ستصل إلى مرحلة بها لذة غريبة وستعشق التحديات لكي يُضاف رصيدٌ زيادة من الاختبارات الإلهية التي بها أراد إبليس بك شرًا لكنك استطعت بقوة الروح القدس أن تُحوِّله إلى خيرٍ.

 رأينا هذا في يوسف عندما تقابل مع إخوته، لم يَكُن في حالة مرارة داخلية، وأيضًا داود لم يَكُن غاضِبًا من شاول ولم يستغل ضعف موقفه أمامه، فما يدور من مرارة بداخل الناس يسبب إعاقات فيما بعد حتى وإن كان هناك أعذار ظاهرية، فيجب أن ترى أن المولود من الله حتى وإن كان ظاهريًا يوجد خسارة يمكنك أن تؤمن أن الروح القدس يُعوِّض كل خسارة بصورة خارِقة، وتُحوَّل كل الأمور لصالحك، وتُحمَى من أي شيءٍ أراد بك شرًا حتى وإن لم تكن صاحب القرار.

 لا تسمح لنفسك بالوصول لمرحلة ترى فيها أنّ كلَ شيءٍ تدمَّرَ لكن كُنْ ثابِتًا بإصرار مثلما فعلَ بولس، فلم تفرق معه الأحداث التي تدور لكن كان مُصمِّمًا على مقابلة قيصر بالرغم من الإعاقات الشديدة.

 تخيَّلْ معي أنك في مركب والمركب تغرق ولا ترى إن كان يوجد بَرٌّ أم لا والموقف صعبٌ، لكن السؤال هو هل ترى أن الأمر في يدّ القائد الذي يقود المركب أو صاحب القرار؟! يُمكِنك أن ترى أنك تستطيع أن تجلب النجاح والحماية بصورة خارقة للطبيعي، حتى وإن كان مَن حولك لا يستطيعون الاستفادة مِن ذلك.

 كان نوح في حماية في الوقت الذي كان كل شيء يتدمَّر، كما رأى إبراهيم حماية مستقبلية ولم يخسر المكان الذي ذهب إليه بل تشبَّث به، أما لوط فتزعزعَ وانتهى به الحال في كهفٍ على عكس إبراهيم الذي كان في وفرة وفيض.

 اعتَدْ على أن يكون هناك مقاومات ولا تراها صعبة، فالروح القدس يريدك أن تقف ولا تستسلم ضد الأمور التي تُحاول أن تُحنيك، لا تجعل نفسك قابِلاً للسقوط، بل كُنْ قويًّا وشَرِسًا في عالم الروح لأن الأرواح الشريرة يجب التعامُل معها بانتهار وحزم.

 الأرواح الشريرة كائنات مُتكبِرة تسعى إلى لفت النظر، ومَن يسلك مع إبليس يكون مِثله فتجده يتكلَّم كثيرًا أمام الناس لِلفت الانتباه أو يكون مُنطويًّا بشكل كبير، الاثنان خطأ. قِفْ أمام إبليس بكل جرأةٍ وسُلطان وقُل له: “ليس لك مكان في حياتي”.

 هذا ما فَعَله بولس عندما كان في السفينة ورأى نفسه في حماية، فكان يُؤمِن أنه مُستحيلٌ أن يموت لأن حياة الله تعمل به، وفي النهاية عاش الجميع بل ورُبِحوا للمسيح أيضًا.

 يُمكِنك أن تفرض حياة الله على الموقف ولا تستسلم للمرض أو الحسرة أو الإحباط، حتى وإن صدرَ قرارٌ أنّ الأمر انتهى ولا يوجد حلٌّ هذا ليس نهاية المطاف، اسلكْ بالمبادئ الكتابية واعرفْ أنّ لك حقًا في الأمر وضَعْ إيمانك به بعنادٍ.

 “ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.” (متى ٢١: ٤٣)؛ لا يُعنِي هذا إنه لك الحقّ أن تأخذ حقَ شخصٍ آخر، بل تعلَّمْ أن تضع إيمانك في الأمر بشراسة فتَحصُل عليه بصورة إلهية.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$