ربما تسير الأمور بسهولة جدا مع البعض من حين إلي آخر. لكنى اشعر بالآسي لأولئك الذين تسير معهم الأمور دائما بسهولة ويسر.
كما تعلم انه كان صعب علىّ أن اخرج إلي حقل الخدمة لقد كان بيتنا يشبه أيام السماء على الأرض لحوالي عشرة سنوات ثم لزم علىّ أن أكون خارجا لتسعين في المائة من الوقت.
تولت زوجتي تربية الأطفال فقد استأمنت على هذا الآمر إنني أنال المدح لذلك لكنها هي التي فعلت هذا. فهي من لقنتهم المبادئ الصحيحة.
عندما خرجت إلي حقل الخدمة كان “كين” أبني في الصف الثالث وبات ابنتي في الصف الثاني لم اكن متواجدا معهم طوال تلك السنوات عندما أصبحنا مراهقين لم اكن معهما أيضا. بل كنت انظر بتوقع شديد إلي حياتهم العائلية في اليوم التالي لميلاد كين سالت اوريثا زوجتي “متى سيكبر بما يكفى حتى آخذه معي في الخدمة؟”
انه وضع صعب أن تكون بمفردك في حقل الخدمة وتحبس في غرفة فندق وتظل تحملق في الأربع حوائط لكن الرب قال “افعل ذلك”.
عندما اصبح كين حوالي اثنا عشر سنة كنت آخذه معي في بعض الأحيان. أتذكر ذات مرة إننا كنا نقود السيارة عائدين إلي تكساس بعد خدمة في اوكلاهوما. وصلنا البيت وكنا في تلك الليلة راكعين بجوار الفراش نصلى. بدا كين يبكى ويقول “أبى, لماذا أنت مضطر أن تكون بالخارج طوال الوقت؟ لماذا لا تقدر أن تكون بالمنزل مثل باقي الآباء؟ انه أمر صعب التقبل (التحمل)!
حاولت أن امتنع عن النزول. ابتعدت عن حقل الخدمة لسبعة اشهر. قلت في النهاية “انه وضع شديد القسوة, انه باهظ الثمن ولن ادفعه (أتكلفه) سأرجع إلي الرعوية واكون مع عائلتي”.
ألغيت كل اجتماعاتي. في يوم الأحد في العاشرة من شهر يوليو عام 1949 كنت قد رتبت أن أعظ في كنيسة في شرق تكساس كانت واحدة من افضل الكنائس في المنطقة كنت متأكدا انه بإمكاني انه أرعاها إن أردت ذلك.
ذهبت أنا وزوجتي إلى هناك في ذلك اليوم وقد حضرت درس للكتاب المقدس للرجال قبل الخدمة. كنت جالسا على المقعد عندما توقف قلبي فجأة وسقط على وجهي على الأرض. وقعت عند قدمي الراعي مباشرة.
امسك بي فابتدأ قلبي ينبض. كان من الصعب ملاحظة النبض. شعرت مثل شئ يهتز مثل كاس ملئ بالجيلاتين.
حملني البعض إلي منزل الرعوية عند الباب المجاور سألتهم أن يلاحظوا نبضي (يجثوا قلبي) فاحسوه وبدئوا يبكوا. آتي خادمان آخران, وقد أخبراني لاحقا “علمنا انك ميت”. كان جسدي باردا كله وابيض مثل الورقة البيضاء. كان الموت واضحا على جبيني.
أسرع الخادم إلي مجمع مدارس الأحد واشار أحدهم إلى زوجتي التي كانت بالفعل واقفة مستعدة أخبرتهم “لقد تكلم الرب الىّ وأخبرني أن شئ ما قد حدث له”.
فانطلقت وارتميت بجوار السرير.
قالت “أنني أدرك انه خطئي. لقد كنت اشتكى إلي الرب لانك كنت في الخارج طوال الوقت. ثم سمعت صوتا يتكلم بينما كنت اغسل الأطباق قائلا “بإمكاني أن آخذه حيث لا عودة (رجعة) له – حيث لن يعود أبدا فتشت في كل المنزل تحت السرير وراء الباب في دورة المياه ولم أجد أحد.
الأبواب وإذ هي مغلقة فقررت حتما إنني سمعت شيئا. صلت وهى راكعة بجوار فراشي “يارب, لقد كنت أنت الذي تكلم الىّ بصوت مسموع. لن أتذمر فيما بعد أبدا. لن يهمني طول المدة التي سيقضيها في الخارج أو حيثما يذهب. أنني أعلن تكريسي. سأفعل ما طلبت أن افعله يارب”.
حلت قوة الله على جميعنا وعلىّ أنا أيضا. فشفيت في الحال. قفزت من ذلك الفراش ورقصت في المنزل. ربما تتذكر أنى ألغيت كل اجتماعاتي ولم يتبقى لي اجتماع. مع ذلك كان لدىّ زوجة وطفلان لاعتنى بهم وإيجار ومنافع يجب دفعها.
ربما تتسائل “لماذا لم تبحث عن عمل؟” لقد فعلت ذلك في البداية لكنى لم أنسى أبدا حقيقة أنني في الخدمة وإنني أعيش بالإيمان. لذا كنت اقبل أي اجتماع حيثما فتح باب لذلك. اختبرنا بعض من اعجب الأمور.
إنني اشعر بالآسف لأولئك الذين لم ينالوا هذا الامتياز مطلقا فبعضهم يقود أغلى السيارات (سيارات رفاهية) ويعيش في عظمة وانتم تعتقدون أنكم تعيشون بالأيمان لكنكم لستم كذلك. ربما تتحدثون عن حياة ألايمان بينما تشربون وتأكلون أرقى المأكولات. لا تسيئوا فهمي, فربما تصلون إلي ذلك بعد فترة.
لكننا مررنا بأضيق الأوقات. اعتقد إنها كانت واحدة من أعذب الفترات في حياتنا وقد كانت وقت للنمو الروحي.
كنا نقتات من أسبوع لاخر وكنا نحصل بالكاد على وجبتنا التالية لكننا لم نكن في احتياج أبدا لان إيماننا وثقتنا كان في الرب.
تحتاج أن تتعلم سبيل الروح. عندما خرجت إلي حقل حاربت في أول سبعة اشهر شياطين اكثر ممن حاربتهم طوال الخمسة عشر سنة الماضية في الخدمة مجتمعة أن تمكن إبليس من أن يمنعني من خدمة التجوال هذه لاستطاع أن يعيقنا مما نحن فيه الآن. كنت سأتوقف عن ذلك لكنى تعلمت مما تألمت به.
لا نريد أن نسمع عن هذا الجانب كثيرا (عن هذه الزاوية) عندما يخبرك الرب عن شئ فتتعلق بها تقدم واجتاز الامتحانات والاختبارات وكن كاملا.
ربما لا تعانى اضطهادات جسدية في هذه الدولة بالطريقة التي تألم بها بولس, لكن بعض من اخوتنا في بلدان أخري يمكن أن يتألموا من بعض الأمور التي واجهها بولس. كما أن بعض منهم أيضا قد دعي لبلاد أجنبية وسوف تتألمون من بعض الأمور أيضا. ربما لا تجدون كل وسائل الراحة الحديثة ربما تكونون في منطقة لا يوجد بها كهرباء أو مياه جارية. لا تقولون أن هذا أمر يسير. لكن إن كان الله قد دعاكم فسيكون هناك فرح مصاحب لذلك وسيبارككم الرب.
عندما خرجت إلي حقل الخدمة أخبرت كين أبني “هذا هو السبب انه ينبغي أن اذهب لقد وضعنا أنا ووالدتك عهدا وتكريسا للرب. اخبرنا الله أن نذهب وسوف يعوضنا لاجل ذلك”.
يقول إنجيل مرقس 10 : 29 , 30 “فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أُمّاً أَوْ أَباً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً (30)إِلاَّ وَيَنَالُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَفِي الزَّمَانِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ “.
لقد عوضنا الله يقينا لاجل ذلك. كنت أعظ بعد ذلك سنوات في إحدى كنائس الإنجيل الكامل في اوكلاهوما فجأة واثناء الليل قفزت منتصبا على السرير علمت في الحال إن حياة كين كانت في خطر. كان وقتها في قوات الدفاع يخدم تايوان. كان في تلك الليلة يقود دراجة بخارية انحرفت العجلة الأمامية من على الجبل. كان يرتفع فوق الأرض بآلاف الأقدام. فان كان قد زلف من فوق المنحدر لكان سقط ميتا.
عندما جلست على الفراش. قال لي الرب “لقد أطعتني أن لم تكن قد فعلت ذلك لما كان قد عاد إليك من تايوان أبدا” لكنك أطعتني, لذا سوف يرجع إليك تستطيع الآن أن تضطجع وتنام”.
لهذا السبب عوضي الرب. مع ذلك فقد تألمت طوال تلك السنوات من العمل في حقل الخدمة. مرارا كثيرة عندما كنت أغادر أبكى وأنا أقود السيارة حول زاوية المنزل. وكنت أظل أبكي طوال الطريق إلي أن اصل إلى اجتماعي التالي. كنت افضل أن أبقى بالمنزل يوجد ثمن تحتاجون أن تدفعوه أصدقائي الأعزاء. لكن مجدا لله لن نضخم من آلامنا. فآنا افضل أن أكون حاضرا عندما يأتي يوم التعويض. لم يكن الأمر سهلا وقتها يريد البعض أن يبدئوا حيثما الآن اليوم. في بعض الأحيان تستطيع لكن في أحيان أخرى لا تستطيع لكن في أحيان أخري لا تستطيع. لكنه بعدما تكون قد تألمت يسيرا وكنت أمينا فسوف تعوض وتكافا.
لم أشارك أبدا ببعض من هذه الأمور من قبل كنت أقول “إنني شخص أسير بالإيمان وإيماني يعطيني طريق للخروج” لكن الرب بدا يتكلم الىّ بخصوص الكرازة عن هذا الجانب أيضا. لذا كان علينا أن نتكلم عن الجانب الآخر.
يتطلب الآمر إيمانا لكي تجتاز في مثل هذه الاختبارات أحيانا كثيرة بعد انتهاء الخدمة في المساء كنت اصبح بمفردي. فتجد نفسك منفردا كثيرا جدا. فكرت بالفعل لاتوجه وافتح النافذة لبعض التسلية.
إن كنت تعتقد أن هذا ليس آلما, فامض من خلال هذا ولتكتشف بنفسك, نعم, يوجد آلم ومعاناة لكن ليس من الأمراض والأسقام. شكرا لله لانه لا داعي أن نتألم من أمورا كهذه لان يسوع حمل كل ضعفاتنا.
قل معي “سوف اخدم الرب وانتم دعوته. سأضع مشيئته بعض النظر عما تكن التكلفة”. يتكلف الآمر بعض الشيء لتفرز نفسك للخدمة التي دعاك الله إليها.
لقد آتي أساس خدمتي اليوم من بقائي حيثما وضعت لقد بقيت في أماكن لم أرد المكوث فيها. فهناك قد تعلمت الكثير وهناك أبقي في الأماكن الصعبة وستستريح أخيرا فوق قمة الجبل.
اكتشف الحق عن آمر الألم
هل يقول الكتاب أن المؤمنين ينبغي أن يعانوا الأمراض والأسقام؟
هل تعنى “حياة الأيمان” الخلو من الاختبارات؟ هل يقود الروح القدس المؤمن في تجارب؟
يذكر كينث هيجن مجيبا عن تلك الأسئلة وباقي الاستفهامات المشابهة عن موضوع الألم, لم أشارك أبدا بمثل هذا الأمور من قبل. كنت أجيب “أنى شخص أسير بالأيمان – وإيماني يخرجني دائما” لكن الرب بدا يتكلم الىّ بخصوص الكرازة عن هذا الجزء. إذ لزم علينا أن نخبر عن الجانب الآخر أيضا”.
يضع هيجن في هذا الكتاب نهاية للتشويش, موضحا كيف يستطيع المؤمنون أن يتعاملوا مع الاختبارات حتى “يجلسوا في النهاية على قمم الجبال”.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.