لقد ذكرنا فى تعريفنا للذهن أنه مسئول عن التعامل مع العواطف والمشاعر ومعالجتهم. وهذا يشير بصفة خاصة إلى درجات مختلفة من المحبة والمودة، والإستياء والسخط والإنفعال. فيمكنك أن تكون أكثر أو أقل حنواً ومحبة تجاه شخص أو شئ ما. لذلك يمكن أن يكون هناك مودة أو عاطفة أو سخط واستياء. وبالتالى يمكنك أيضاً أن تكون عاطفى مع أو ضد أى شخص أو شئ. فهذه كلها ثمر (منتجات) الذهن.
لا تتصنع أو تختلق القلق أو الألم
“فقال لهم، اذهبوا كلوا السمين، واشربوا الحلو وابعثوا أنصبه لمن لم يعد له لأن اليوم هو مقدس لسيدنا. ولا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم”
والجزء الذى أريدك أن تلاحظه حيث يقول “لا تحزنوا؛ لأن فرح الرب هو قوتكم.” ولم يترجم تعبير “لا تحزنوا” بشكل صحيح فى ترجمة الملك جيمس KJV. ففى النص العبرى، الكلمة المترجمة “حزن – تحزنوا” هى “أوتساب awtsab“، وهى تعنى “أن تشكل، أو تختلق وتصنع أو تبتدع القلق والألم، والغضب والاستياء والحزن وبالتالى الأذى”. لذلك كان نحميا يقول لاسرائيل فى الأساس، “لا تتعاملوا، أو تختلقوا أو تتصنعوا أو تبتدعوا هذه المشاعر والأحاسيس السلبية من القلق أو الألم أو الغضب، والاستياء وعدم الرضا أو الحزن أو الأذى، لأن فرح الرب هو قوتكم.”
وهنا ركز نحميا على أنه كان ينظر إليهم كونهم أقوياء وليسوا ضعفاء، ناجحين وليسوا فاشلين، مزدهرين ولا ينقصهم شئ. لذلك قال لهم أن لا يختلقوا ويتصنعوا القلق أو الألم، لأن تلك الأمور ستحبطهموتسبب لهم الكأبة وتدمرهم.
ففرح الرب هو قوتك، ويريدك الرب أن تتقوى بالقوة التى جلعها متاحة لك. وإلا لا يمكنه أن يستخدمك. تذكر ما قاله ليشوع، “تشدد وتشجع” (يشوع 1 : 7)، والآن يقول لنا نحميا أن القوة هى فى فرح الرب.
ولذلك، إذا أراد إبليس أن يجعلك تغضب وتستاء من الرب، سيهاجم فرحك، وبالتالى سيحاول إيقافك عن أن تكون فرحاً ويجعلك أن تلقي باللوم على كل شخص من حولك بسبب هذه المشاعر والأحاسيس السيئة.
لا تُثبت ذهنك على الفشل
لا تُثبت ذهنك على الفشل أو على الأشخاص الذين يحاولون إثارة المشاكل والمتاعب معك. ولا تُثبت ذهنك على كلماتهم السلبية أو الجارحة أو الحقودة والمليئة بالكراهية. فأنت قد خُلقت على صورته، لذلك فكر واسلك مثله.
فأنت ابن للرب، وأنت من تُظهر بره (2 كورنثوس 5 : 20)، وأنت من يُبين نوره العجيب، وأنت المُوزع لصلاحه. لذلك لا تعطي ثغرة لأى أمر سلبى، ولا تدع شخصية وطبيعة إبليس أن تُظهر نفسها من خلالك.
وربما قد أعلنت أن هناك شخصا غير مرغوب فيه، وقررت ألا تتحدث إليه مرة أخرى بسبب أنه أخطأ إليك. ولكن يكون هذا الإتجاه عكس طبيعة الله. فنحن لا نصنع أعداءاً فى ملكوت الله، حتى ولو أعلنوا أننا أعدائهم، ولكننا نصنع أصدقاءاًفقط فى الملكوت.
تقول الكلمة، “الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا” (رومية 5 : 8). فكن مثل المسيح فى اتجاهاتك. ولا تنتظر حتى يعتذر لك المخطئ فى حقك قبل أن تغفر له وتتحدث إليه مرة أخرى. ولكن بدلاً من ذلك اسلك كما المسيح أعطى حبه للخطاه حتى عندما لا يعرفونه. امنح محبتك (انتباهك واهتمامك) للأخرين، حتى لو أنهم يحتقرونك أو يقللوا من شأنك. أعطِ مكان لبر الله فى روحك، وستكون دائماً سعيداً وفرحاً.
تجاوب مع الأمور بطريقة روحية وليس بطريقة عاطفية
ربما يتجاوب الأشخاص من حولك مع الأمور بطريقة عاطفية سلبية، ولكن عليك أن تتعلم أن تستجيب وتتجاوب مع الأمور من روحك. فالرب يريد أن تسكن كلمته فى روحك، وتتحكم وتسيطر على ذهنك أيضاً. ولهذا السبب قال لنا بولس بالروح، “أن تتجددوا فى روح (طبيعة) ذهنكم” أفسس 4 : 23)
وقد تعلمنا من رومية 12 : 2 كيفية تغيير حياتنا بأذهاننا: “ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتغيير أذهانكم لتختبروا ماهى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.”
وكانت هذه واحدة من الأعداد التى تعلمتها وحفظتها عندما كنت مؤمناً صغيراً في السن انمو فى الكنيسة. فهى تقول أنها مسئوليتك أن تُجدد ذهنك. ولاحظ أيضاً أنها لم تتوقف فقط عند إخبارك أنه عليك أن تتغير بتجديد ذهنك وحسب. وإنما تذهب لأبعد من ذلك لتعلمك أنه بتجديد ذهنك، ستختبر ماهى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
اقرأ هذا العدد لنفسك مرة ثانيةً ببطئ وتأمل والهج به. فهى كلمة الله، وهى مُصممة لتأتى بنتائج فى حياتك.
دع الأفضل فقط يخرج منك
إذا كنت تتفاجأ بنفسك دائماً وتُظهر مشاعر واتجاهات سلبية، تُب وصحح نفسك بسرعة. وقل، “أبويا، لم أعرف أننى غير صبور بهذه الطريقة. ومن اليوم أنا أرفض عدم الصبر باسم يسوع.” وإذا تجد نفسك تتجاوب وتستجيب للأمور بكراهية وغضب ومرارة بدلاً من التجاوب بمحبة، قل، “أبويا، باسم يسوع أنا أرفض كل هذا. ولن يكون له سلطان علىّ.”
لا تدع أى شخص أو شئ يتسبب في ان تفعل هذه الامور السيئة. ولا تجعل نفسك تُظهر مثل هذه الصفات الشريرة. ارفض أن تترك فى حياتك ثغرة للتعبيرات الشيطانية. ولهذا السبب أحب هذه الأغنية/الترنيمة التى تقول،
“ليس لإبليس سلطان هنا فى هذا المكان،
ليس له سلطان هنا،
لأن هذاهيكل مُصمم لحضور الرب،
ليس له سلطان هنا.”
فهذه واحدة من الترانيم عندما ترنمها تساعد حياتك أن تسير فى الإتجاه الصحيح. فأنت هيكل ومكان إقامة الرب، ومُصمّم لحضوره. وبالتالى، ليس لإبليس سلطان فى أي جزء من حياتك.
إذا لاحظت أن الغضب يحاول أن يفيض بالغليان فيك، قل، “لا، أنا ممتلئ بالمحبة!” ثم تخاطب الغضب وتقول، “أيها الغضب، أنت ليس لك سلطان أو قوة فى قلبى، لأنني مسكن وهيكل للرب، ومُصّمم لحضوره! وعندما تفعل هذا، ستفيض محبة الله فى قلبك وتملأه، مجداً للرب!
نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.
Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..