هل سمعت أي شخص يقول: “حسنًا، أنا يجب أن أرى لكي أصدق”؟ هذا النوع من المنطق قاد ملكة سبا في رحلتها الطويلة إلى قصر سليمان. وبعد زيارة واحدة فقط، عرفت الحقيقة وأخبرت سليمان: “صَحِيحٌ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ.”(2 أخبار 9: 5). يبدو وكأنه شخص تحدث معها، أليس كذلك؟ ما سمعته قد قادها إلى بيت الرب الإله. إذًا ما رأته عندما وصلت إلى هناك غَيّر حياتها.
وَلَمْ أُصَدِّقْ كَلاَمَهُمْ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا لَمْ أُخْبَرْ بِنِصْفِ كَثْرَةِ حِكْمَتِكَ. زِدْتَ عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ (2 أخبار 9: 6)
كان هناك شيء آخر أثر على الملكة بنفس القدر أو أكثر مما كانت ترى. أنظر ما قالته في الآية التالية.
فَطُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا وَالسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. (2 أخبار 9: 7)
في كل مكان ذهبت إليه كان الجميع سعداء!، روح المكان أثرت عليها. لم تستطيع أن تتخطى توجههم. حتى قالت الكثير عن أسلوب قادة سليمان وظروف الأمة. وينطبق الشيء نفسه في كنائسنا الحديثة. القس يمكن أن يعظ واحدة من أكثر الوعظات الممسوحة من أي وقت مضى، ولكن دوافع خدمة الأعوان هي التي تقيم وترفع أو تكسر الكنيسة أكثر من القس.
“الرب الإله في هذا المكان”
دعونا ننظر إلى الكنيسة التي تعرف كل شيء عن خدمة الأعوان. يعرف الناس الذين يخدمون في هذا النوع من الكنائس أنه أينما ذهبوا، يسوع هناك معهم.
يقف المُحيّون على الباب مع الابتسامات على وجوههم، وحب الرب الإله يُشع منهم إلى كل من يلتقون به. فتدخل أسرة جديدة إلى الكنيسة، والمُحيّون يسلموا عليهم ويُعانقُنهم. ويُجيبون على جميع أسئلتهم ويٌخبرونهم أين كل شيء يقع في الكنيسة. والأسرة تُلمس، وهم يتحركون بعيدًا يقولون: “رائع، الرب الإله عند الباب”.
تسير تلك العائلة من القاعة متجهة إلى الحضانة. فيخرج أحد خدام الحضانة بابتسامة كبيرة على وجهه ويجد إنهم أعضاء جداد. ويقول “نريد فقط أن نرحب بكم اليوم في كنيستنا”. “اسمحوا لي أن أقول لكم بعض الأشياء عن الحضانة لدينا قد لا تعرفوها”.
“هذه ليست وظيفة مجالسة الأطفال ولكنها خدمة. ما أعنيه هو أننا سنهتم بطفلك بحب وعناية يسوع، كما أن راعينا سيهتم ويقدم محبة يسوع لكم. ونود منكم أن تقرأوا بعض المعلومات المكتوبة عن الحضانة لتعرفوا أننا مؤهلين جيدا لرعاية صغيركم. نريد أن يكون لكم سلام الرب الإله لأننا نؤمن أن الرب الإله أحضركم إلى هنا، ونريد أن نتأكد من أنكم ستسمعون كل شيء الرب الإله يريد أن يقوله لكم اليوم من خلال راعينا”.
فيقول الآباء والأمهات بينما هم يتحركون بعيدًا عن الحضانة، “يا للروعة، فالرب الإله في الحضانة”
الآن ينزلون إلى أسفل القاعة إلى كنيسة الأطفال. ويخرج خادم الأطفال بابتسامة على وجهه ويكتشف إنهم أعضاء جدد. فيقول لهم: “نريد فقط أن نرحب بكم اليوم في كنيستنا. اسمحوا لي أن أقول لكم بعض الأشياء عن خدمة أطفالنا قد لا تعرفونها”.
“نحن نفعل أكثر من مجرد تعليم الأطفال عدد الحيوانات التي ذهبت إلى الفلك”. “ولكن أيضًا نعلمهم كلمة الرب الإله، كما أن راعينا سيُعلمكم كلمة الرب الإله اليوم، وستتركون المكان هنا وأنتم عائلة مملؤة من كلمة الرب الإله”. ويتحرك الآباء بعيدًا ويقولون “يا للروعة، فالرب الإله في كنيسة الأطفال.”
وأخيرًا، يسيرون في الكنيسة، ويرون ابتسامة المرشدين الذين هم مثل التلاميذ الذين قالوا لبارتيماوس الأعمى “ثِقْ!.. هُوَذَا يُنَادِيكَ”(مرقس 10 :49). ويجدوا مكانًا جيدًا لجلوس العائلة في الأمام ويقولوا لهم، “أنتم جُدد هنا ونحن نريد منكم أن تجلسوا في الأمام حتى تتمكنوا من رؤية وسماع كل شيء الرب الإله يريده لكم، لأنه لهذا السبب الرب الإله أحضركم إلى كنيستنا اليوم. كان القس يعكف من أجل دراسة الكلمة والصلاة، ونحن نتطلع إلى ‘وجبة’ أخرى عظيمة منه هذا الصباح من يوم الأحد. “يذهب المرشدين ويذهب هؤلاء الآباء، “رائع، الرب الإله في المرشدين”.
ثم يخرج قائد التسبيح. هذا الشخص بالفعل كان مع الشخص المسئول عن الصوتيات وقام بفحص الصوت. والميكرفون كان يعمل بالفعل، لذلك كل ما على قائد التسبيح أن يأخذ الميكروفون ويبدأ التسبيح.
هذا الزوج والزوجة يجلسون هناك في عجب، والزوجة تبدأ بالتفاعل ويبدأ الزوج بالتفاعل، وكلاهما ينظر للأخر ويقول: “تُرى ماذا سوف يحدث عندما يخرج الواعظ؟ “لقد تأثروا بفريق خدمة الأعوان حتى أن القس يمكنه إخراج العظة القديمة رقم ثمانية التي لا تملك إلا قسط قليل من المسحة، وبالرغم من ذلك الأسرة لا تزال تريد العودة إلى تلك الكنيسة!
هل ترى ذلك أكثر وضوحًا الآن؟ نحن في هذا معًا.
لماذا كل هذه الضجيج والإزعاج؟
في هذه المرحلة قد تقول: “لقد كنت جالسًا هنا لفترة طويلة أقرا هذا الكتاب، وكل ما سمعته هو أننا يجب أن نلبس جيدًا، ونعمل جيدا، وتكون رائحتنا جيدة، ونبدو بمظهر جيد. ولكن لماذا نحن نفعل كل هذا؟ هل كل ما نقوم هو عرض كبير؟ “أنا سعيد لأنك سألت.
أوقفتني آية عندما قرأت عن ملكة سبأ في (2 أخبار 9: 4):”لَمْ تَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ”. الآن، هذا لا يعني أنها ماتت. تقول الترجمة الأمريكية الجديدة: “تكاد تلتقط أنفاسها”.
عندما رأت كل عجائب سليمان وقصره وحكمة سليمان، والمنزل الذي بناه، واللحم على الطاولة، ومجلس عبيده، وحضور خدامه، وملابسهم، والساقي وملابسه، وطريقة ذهابه إلى بيت الرب، فكانت مندهشة لدرجة أن أنفاسها خُطِفَت. لن تكون مفاجأة لو كان لديها فكرة، إنها تخطو إلى عالم آخر!
لقد تحدثت إلى عدد لا يحصى من الناس الذين قالوا نفس التعليق الإيجابي عن كنيسة معينة قاموا بزيارتها. أليس هذا هو ما يبحث عنة الكثير في العالم –عالم آخر، واحد أفضل؟
أنا وأنت نعلم أن هناك عالم أفضل؛ يُدعى مملكة الرب الإله. لماذا نحن -الكنيسة -لا نظهرها للأخرين؟ أنا أعرف أنه لا يمكن إظهار السماء بالكامل إلى شخص ما، ولكن أنا شخصيًا أؤمن أن الرب الإله يعطي كل كنيسة قطعة واحدة من الكعكة، وكل ما نفعله هو إظهار القطعة التي لدينا. إذا استطعنا أن نجعل العالم يأخذ قطعة من الكعكة التي لدينا، سوف يقولون: “هل تعرف، أريد الكعكة كلها”.
قد أعطى الرب الإله كل مؤمن وظيفة مصالحة عالمهم مع المسيح. (2 كور 5: 18-20) والأمر متروك لنا لندفع الناس للقدوم إلى الكنيسة (لوقا 14 :23) والتأكد من أنه عندما يصلوا إلى هناك، يكتشفوا أن هناك الرب الإله وأن طريقته أفضل في العيش. هذه هي الرسالة حاولت مشاركتها في هذا الكتاب. أظن أن الآية التالية تُلخص الموضوع وتشير إلى الهدف الحقيقي لخدمة الأعوان.
[ملكة سبأ قالت:] لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ (2 أخبار 9: 8)
هل تدرك ما يقوله هذا العدد الكتابي؟ ملكة سبأ خلصت (حصلت على الخلاص)! وأنا أعلم أن أحدًا لم يُولد مرة ثانيةً في العهد القديم لأن يسوع لم يكن قد جاء بعد إلى الأرض، ومات على الصليب من أجل خطايانا، وصعد مرة أخرى للجلوس عن يمين الآب في السماء. ولكنه نوع وظِل لما كان سيأتي في العهد الجديد، وأولئك الذين آمنوا وحُسِبوا كمخلصين، تمامًا مثل إبراهيم (رومية 4: 3). هذا الزائر لأول مرة ذهب إلى “الكنيسة”، وقال: “هناك إله”.
أنا لا أعتقد أن الشخص غير المُخلص يجب أن يذهب إلى الكنيسة أربع أو خمس مرات ليكتشف أن هناك إله. يجب أن يكتشفوه في زيارتهم الأولى. هذا ما تحتويه الكنيسة. نحن هنا لرفع يسوع عاليًا ونًغير عالمنا من خلال السماح لهم أن يعرفوا أن هناك طريقة أفضل للعيش، وأنها فيه.
أنظر ما أدركته ملكة سبأ في زيارتها لسليمان:
لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لأَنَّ إِلهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إلى الأَبَدِ، قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَعَدْلاً». (2 أخبار 9: 8).
يا له من تصريح من زائر لأول مرة “هناك إله” أنت رجل الرب الإله. هذا هو بيت الرب الإله. يد الرب الإله عليك”. ولكن وهذا لم يكن كل شيء. بعد دعوة الهيكل جاء وقت التقدمات. وأعربت عن عمق تقديرها وإعجابها من خلال عطاءها السخي.
وَأَهْدَتْ لِلْمَلِكِ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَابًا كَثِيرَةً جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً، وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الطِّيبِ الَّذِي أَهْدَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. (2 أخبار 9: 9)
أخرجت دفتر شيكاتها هذا الصباح، كتبت شيكًا فيما يعادل 130 مليون دولار، ووضعته في السلة عندما قُدمت.
ليس هناك ما يقال عن كم عدد ملكات سبا حضرت إلى الكنيسة، الناس الذين يمكنهم أن يكتبوا فقط شيكًا واحدًا ويدفعوا لكل شيء في طرفة عين. اسمحوا لي أن أصيغها بهذه الطريقة. إذا لم يتم دفع ثمن المباني والأراض في الكنيسة حتى الآن، يمكنني أن أقول لك عن كيفية دفع ثمنها. وفقا لهذا الآية، دع الزائر لأول مرة يدفعوا ثمنها.
وهذا حدث لقس أعرفه كانت لديه كنيسة كبيرة في تكساس. كان يعظ في صباح الأحد، وأعطى دعوة منبرية بوضع الأيدي على الأشخاص الذين كانوا مرضى حتى يتمكن من الصلاة من أجل شفاءهم. كان أحد الناس الذين جاءوا للصلاة زائر من كاليفورنيا. عندما صعد إلى المنبر، صلى من أجله أحد القداة دون أن يعرف أنه كان زائر أو من أين جاء. بعد حوالي ستة أسابيع، تلقى القس مكالمة من هذا الرجل. أولا، أخبر القس كيف تبارك في الكنيسة ومدى روعة المكان. ثم سأل: “القس، هل هناك أي شيء تحتاجه في الكنيسة؟”
حدث هذا عندما كانت الكنيسة في خطط البناء، لذلك قال القس على مضض لهذا الرجل الذي كان جاء للكنيسة لمرة واحدة فقط، “لدينا خطط بناء تحدث الآن، وإذا كنت تريد أن تساهم قليلا في ذلك، سُنقدر حقًا ذلك.”
وقال الرجل نعم، واستلم القس بعد أسبوع تقريبا شيكًا من البريد بمبلغ 250،000 دولار منه، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. وبحلول نهاية العام، كان الرجل قد أعطى ما يقرب من مليون دولار لتلك الكنيسة، على الرغم أنه لم يدخل الكنيسة إلا مرة واحدة.
المال ليس هو النقطة الوحيدة هنا. في الواقع، أنسى المال. ودعنا نتحدث عن الناس. لم تعطِ ملكة سبأ ملايين من الدولارات إلى سليمان فحسب، بل يقول البعض إنها كانت في الواقع مسؤولة عن تقديم تعاليم الرب الإله لبلدها.
ما الذي أريد أن أقوله؟ أنت لا تعرف من سيدخل إلى خدمة كنيستك، فالتأثير الذي تفعله بهم سيُحدد مدى التأثير الذي سيصنعونه في المدن والأمم الأخرى وعالمهم. وقد يُعطيهم التأثير الذي تصنعه لهم الجرأة ليذهبوا إلى بيتهم ويسيروا في الشارع ويتكلموا عن يسوع لجيرانهم.
تحدثت إلى زوجين مبشرين مرة ما وقالوا لي إنهم في خدمة واحدة في الكنيسة التي ملأ الرب الإله قلوبهم بالحب من أجل البلد التي يخدمونها الآن. قالوا إنه كانت هناك أوقات يكونوا فيها متكئين في الكوخ في هذه البلد، مُفكرين، أنا سوف استسلم. أنا سوف أستقيل. هذا أمر صعب للغاية. ولكن بعد ذلك كانوا يفكرون في تلك الخدمة في الكنيسة عندما دعاهم الرب الإله إلى خدمة التبشير، ويقولوا، “لا، نحن لن نستقيل. أيها الرب الإله، أنت حقيقي، أنت أبدي لأن حبك كان في كل مكان في تلك الكنيسة.
مذكرات للدراسة
الدخول إلى عالم آخر
- ما أهم شيء رأته ملكة سبأ عندما زارت إسرائيل؟
“الرب الإله في هذا المكان”
- ماذا يعرفه كل خادم في الأعوان؟
- كيف يظهر الرب الإله وجوده من خلال كل خادم في الأعوان؟
لماذا كل الضجيج والإزعاج؟
- اقرأ 2 أخبار 9: 4. ماذا حدث لملكة سبأ عندما اختبرت محضر سليمان؟
- ما هو أهم شيء معظم الزوار وغير المؤمنين يبحثون عنه في الكنيسة؟
- اقرأ 2 أخبار 9: 8. ما هو أول شيء فعلته ملكة سبأ بعد أن رأت مملكة سليمان؟
- ما هو الغرض من تقديم أفضل شيء ككنيسة؟
- كيف عرضت ملكة سبأ تقديرها لكل ما أظهره لها سليمان؟ كيف يؤثر هذا على تفكيرك في خدمة الأعوان؟
- ماذا أخذت ملكة سبأ لبلدها؟
_______
نشرت بإذن من خدمة أعوان التدابير الدولية، أوكلاهوما، الولايات المتحدة الأمريكية والموقع http://www.mohi.org.
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمة أعوان التدابير الدولية.
Taken by permission from Ministry of Helps International, Oklahoma, USA http://www.mohi.org.
