لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب



(العظة مكتوبة)
الله قريب – الجزء 11
- كيف كان النبي يرى الرؤى في العهد القديم؟
- تدبير الكنيسة الذي يختلف عن تدبير اليهود.
- شجرة التين وعلاقتها بعلامات آواخر الأيام.
- الفرق بين الاختطاف والمجيء العلني للأرض.
- كيف تستعد للأحداث الآتية؟
- أنظر للمشهد من عالم الروح.
- احترس من المعلمين والتعليم الخاطئ في آواخر الأيام.
- لا تجعل العالم يأخذ من قلبك.
يرتبط موضوع الأخرويات بالكتاب كله ومتشعب، وهو يستحق الدراسة، لذا أود أن أختم معكم الدراسة بما ينبغي عليكم فعله.
“اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (حياة الله)، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ” (يوحنا ٥: ٢٤).
لم يؤمن اليهود بالمسيح فسيأتون إلى دينونة، وسبع سنوات الضيقة هي سنوات دينونة على الأرض، ولفظ الدينونة هو قضاء، وأي شخص يقبل الرب يسوع يُحمى من القضاء الذي سيحدث على الأرض، سواء من الأمم أو اليهود.
تذكر أن البشر يكانوا ينقسمون سابقًا إلى أمم ويهود فقط، حيث صنع الرب عهدًا مع شعب إسرائيل، بجانب وجود الأمم في الأرض من بعد فلك نوح، ثم بدأ يوجد نوع آخر من بعد قيامة الرب يسوع وهو الكنيسة، وهم من قبلوا الرب يسوع من الطرفين الأمم واليهود.
كيف كان النبي يرى الرؤى في العهد القديم؟
حاول يعض الأشخاص رسم الطريقة التي يرى بها الأنبياء رؤيتهم في العهد القديم وأوضح أنهم كانوا يروا الرؤية على هيئة قمتين جبل، قمة منهم صلب المسيح، والأخرى هي الوحش الذي يأتي في النهاية، ولم يكن يرى ما بين هاتين القمتين وهي الكنيسة، التي هي نتيجة المسيا، ولكننا نحن نرى الآن هذا المنظر لأننا نحياهُ الآن، ولكن يجب أن تنظر بنظرتهم هم وقتها، وهذا ما جعلهم لا يعرفوا الرب يسوع وهو هنا على الأرض وفقدوا زمانهم.
تختلف الرؤى التي رآها كل نبي عن الآخر وبناءً عليها تكلموا إلى الشعب، فبعضهم رأوا الشعب وهم يعبدون الأصنام، فتنبأوا عن السبي البابلي، وهي كانت نبوات قريبة بالنسبة للنبي، والبعض رأوا أبعد من هذا ووصل إلى رؤية المسيح، وآخرون رأوا ما هو أبعد ووصلوا للسماء الجديدة والأرض الجديدة مثل إشعياء النبي، والمشكلة التي حدثت إنهم لم يستطيعوا أن يروا هوية الكنيسة في النبوات.
عدم فهم النبوات والآيات بشكل صحيح يجعلنا نقتبس بعض الآيات ونستخدمها بشكل خاطئ، مثال على ذلك: “اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ” (إشعياء ٦٠: ٢٢)، استخدم الكثير هذه الآية بفهم خاطئ أن الرب له توقيته الخاص للتدخل في حل الأمور، ولكن إن رجعت للسياق الذي كُتبت فيه الآية سترى أن النبي قَصَدَ بها أن الشعب الآن في وضع سبي وتدمير، ولكن حاول أن يطمأنهم لأنهم كانوا في حالة من الإحباط، فقال لهم إنه يوجد وقت سترجعون مرة أخرى، فعندما كانوا يتساءلون متى سيتم هذا، كان يجيبهم بأنه في وقته يسرع به عندما تصلوا (كشعب) لمرحلة توبة تؤهلكم لتطبيق هذا الوعد معكم.
“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ” (العبرانيين ٤: ١٦).
ليس كما ظن الكثيرون أن الرب له توقيته، حيث توضح لنا هذه الآية أن أي شخص يقدر أن يدخل ويجد نعمة وينال رحمة، عونًا في حينه، وهي تعني عندما يحتاج الشخص، الحين أو التوقيت عائد على الشخص وليس الرب، وتأتي في ترجمات كثيرة في حينه أي في حين الاحتياج وليس الله.
- مثال تطبيقي على الطريقة التي يرى بها النبي:
لابد أن نفهم إنه يوجد مفاتيح وزمن ورسالة لكل نبي، كان ليوئيل رسالة أن الأمم ستدخل في علاقة مع الله، لأجل هذا تكلم يوئيل عن أن الرب سيسكب روحه على كل بني البشر وليس اليهود فقط، مثلما قال: “وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى” (يوئيل ٢: ٢٨).
هذا يجعلك تفهم لماذا أُقتبس هذا الشاهد في يوم الخمسين في وقت حلول الروح القدس، وقاله بطرس ولكنه لم يسلك به (الكرازة للأمم) إلا عندما ذهب لكرينليوس وهو أممي، فعندما قال هذا الشاهد كان تحت مسحة وقيادة الروح القدس، وكان الرب يسوع أعطاهم بعض الشرح في أعمال الرسل الإصحاح الأول عندما أمرهم أن يذهبوا لأورشليم والسامرة وإلى أقصى الأرض، وكان من المعروف أن السامرة بها شعب مختلط من اليهود والأمم.
“وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا” (دانيال ٩: ٢٦).
تتحدث هذه الآية عن المسيح (قمة الجبل الأولى) ثم في النهاية تتحدث عن الوحش (قمة الجبل الثانية)، وفي المنتصف توجد ألفي عام التي هي فترة الكنيسة، ما بين يُقطع المسيح ورئيس آت، لأجل هذا تحتاج النبوات أن تُفهم.
- تدبير الكنيسة الذي يختلف عن تدبير اليهود:
“١٠ الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، ١١ بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا” (١ بطرس ١: ١٠، ١١).
توجد نعمة خاصة للكنيسة، لها تدبير وخطة ومصير يختلف عن شعب إسرائيل وعن الأمم الذين لم يقبلوا الرب يسوع، وأي شخص يقبل الرب من اليهود ومن الأمم يصير كنيسة.
كان الانبياء يبحثون عن ما الوقت ومن الذين سيحدث لهم هذا الخلاص، كان الروح القدس يريهم الخلاص العظيم الذي سيتم وكانوا يتساءلون عن من هم الذين سيستمتعون به، ويعرفنا الكتاب إنه يوجد أمجاد تتبع المسيح وهي الكنيسة، ولكن بالنسبة لشعب اليهود يوجد خراب بحسب (دانيال ٩: ٢٦) فالكنيسة تحيا أمور مجيدة، هذه المدينة المجيدة قد أتينا بالفعل إليها: “بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ” (العبرانيين ١٢: ٢٢).
هذه المدينة هي مدينة روحية، وهي بداية الملك الألفي بالنسبة لنا، ويتحدث الكتاب عن الملك الألفي إنه حرفي وبدأ روحيًا مع الكنيسة ويستمر ويصير جسديًا على الأرض نتيجة لحياة الكنيسة به، فأي شيء يجب أن يكون قانونيًا، يوجد أشخاص للرب انتصروا على الأرض وسيؤدي هذا إلى وجود مثل كتلة برلمانية هي التي تأتي بالرب يسوع يملك ملك ألفي.
- شجرة التين وعلاقتها بعلامات آواخر الأيام:
“٣٢ فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. ٣٣ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. ٣٤ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ” (متى ٢٤: ٣٢-٣٤).
“٣٢ مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا” أي إنها امتلأت بالأوراق، فأعلموا أن الرب قريب على الأبواب، وعندما نتحدث عن أن شخص على الباب يعني فهذا يعني وصول الشخص.
“٣٤ لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ” لم يكن قصد الرب الجيل الذي يتكلم إليه في ذلك الوقت، ولكن يقصد الجيل الذي سيرى غرس التينة مرة أخرى.
“٥ «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: كَهذَا التِّينِ الْجَيِّدِ هكَذَا أَنْظُرُ إِلَى سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِي أَرْسَلْتُهُ مِنْ هذَا الْمَوْضِعِ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِلْخَيْرِ. ٦ وَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلْخَيْرِ، وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، وَأَبْنِيهِمْ وَلاَ أَهْدِمُهُمْ، وَأَغْرِسُهُمْ وَلاَ أَقْلَعُهُمْ. ٧ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا لِيَعْرِفُونِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، فَيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، لأَنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيَّ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ” (إرميا ٢٤: ٥-٧).
كثيرًا ما قرأنا الكتاب لنستخرج منه وعودًا من الرب لنا ونسينا هدف النص الذي كُتب لأجله، حيث يتكلم الرب في هذا الشاهد عن إنه سيعيد غرس الشعب مرة أخرى، ويوجد أكثر من شاهد يوضح أن شعب الله هم المُعنى بها شجرة التين.
“٢٤فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ” كان الرب يتحدث مع أشخاص يفهمون معنى شجرة التين، قد تم غرس التينة في عام ١٩٤٨، من أول هذا التاريخ يقول الكتاب لا يمضي هذا الجيل حتى يكون كل هذا، لهذا نحن الآن في آواخر الأيام، ولن يصل الأمر إلى عشرات السنوات حتى يأتي الرب، ولكنها سنوات قليلة باقية ويأتي الرب.
لا تعتقد إن الرب سيُلح عليك لكي تقتنع به كما يظن البعض، هذه ليست طريقة الرب، فما تشعر به من إلحاح في داخلك هو صوت ضميرك وليس الروح القدس، يلتقط ضميرك إشارة من الروح القدس ويكررها لك، لكن الروح القدس لا يصر ولا يُلح، لأجل هذا من الخطر أن تتجاهل كلمات الرب لك في روحك بصورة عادية.
يتكلم الرب إليك في وقت الراحة وعدم الاضطراب، لكي ما تدرك وتفهم، اعتبر هذا بوق، قد يكون بوق إنذار لمن هو متراخي، أو بوق زيادة اشتعال للمنتبه روحيًا، لكي تُنقى الكنيسة في هذا الزمن.
- الفرق بين الاختطاف والمجيء العلني للأرض:
هناك اختلاف بين الاختطاف السري للكنيسة ومجيء الرب العلني للأرض، عندما نفهم مجيئه الأول سنتمكن من فهم مجيئه الثاني، ففي المجيء الأول لم يكن لقطة واحدة على الأرض بل كان هناك مَن يُعد الطريق أمامه، ثم وُلِد وعاش ثلاثون عامًا، وبعدها بدأ خدمته وفدائه، وكما ظل الرب يظهر بعد قيامته أربعون يومًا للتلاميذ فقط، لم يَسر في الشوارع ويصنع معجزات في هذا الوقت ومع ذلك يُطلق عليه ظهر لهم، ثم صعد. كل هذا في مجيئه الأول، هكذا المجيء الثاني سيكون على مرحلتين؛ الأولى ظهوره للكنيسة سِرًا، والثانية للأرض بشكل علني للجميع.
يوضح الكتاب عندما كان التلاميذ ينظرون إلى الرب وهو يصعد، تكلم إليهم الملائكة وقالوا جملة هامة: “إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أعمال ١: ١١)، هذا يجعلنا نفهم أن الرب سيأتي ليأخذ المؤمنين بطريقة سرية، وسيحدث اختفاء لأعداد كثيرة من البشر. بداية معرفة شعب إسرائيل بالرب كما تنبأ الكتاب وقال في حزقيال ٣٩ إنهم سيعرفون الرب، ستكون في بداية سنوات الضيقة، هناك كارزون يذهبوا لهم الآن ليخبروهم بالرب يسوع، ولكن يتم نبذ بعضهم، ومع ذلك سيعودون لمعرفة الرب بعد الأحداث الأخيرة التي ستحدث.
ظهور الرب يسوع للكنيسة فقط هو وقت اختطاف الكنيسة وأخذها مما سيحدث في الأرض. يقول الكثيرون أن الرب يمكنه حماية الكنيسة في وقت الضيقة وهي هنا على الأرض، ولكن يخبرنا الكتاب أيضًا عن طرق حماية عبر خروج الشخص خارج مكان الخطر، مثلما حدث مع لوط ونوح، إن كان الرب أنقذ نوح وهو في وسط الطوفان، لكان يحق لنا أن نفهم أن طريقة إنقاذ الرب للكنيسة عبر الحفاظ عليها وقت الضيقة وهي هنا على الأرض.
أعلن لنا الكتاب أن الرب سيظهر لنا في الاختطاف ويطلق عليه ظهور ومجيء لنا فقط، لكن يخلط البعض بين هذا الظهور وما يقوله الكتاب في سفر الرؤيا: “هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ…” (رؤيا ١: ٧)، هذا سيحدث في آخر سبع سنين الضيقة ووقت ظهوره العلني للأرض، يُعلِن الكتاب عنه أن كل الأرض ستراه، وعندما تفهم النبوات بدقة ستكتشف أن الكنيسة ستكون معه، وسنُرى كأنوار لمدة يومًا كاملاً في السماء، لأن أي شخص سيأخذ الجسد المُمجد سيكون ظاهرًا كيف كان يسلك على الأرض حسب شدة لامعانه، حيث تخبرنا كلمة الله: “وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ” (دانيال ١٢: ٣)، هذا الكلام حقيقي وليس مجازي، كن واحدًا منهم.
- كيف تستعد للأحداث الآتية؟
كيف تستعد؟ كما تستعد للتفتيش في العمل، أو كطالب لديك امتحان، هكذا ينبغي أن نستعد لمجيء الرب، لم يفت الأوان تخبرنا كلمة الله إنه يمكنك الاستعداد.
- أنظر للمشهد من عالم الروح:
يمتلأ عالم الروح الآن بضجيج وبحشد ملائكي، والأرواح شريرة أيضًا، حالة من الاضطراب وعدم الراحة، يعلم كلا الطرفين أن الوقت اقترب. ليس إننا في حالة حرب بمعنى إنه مازلنا نصارع مع أرواح شريرة وكأن الرب لم ينهي عليها، ولكن حربنا الآن هي حرب إيمان، أي حالة السحب، سحب في خداع وأفكار مُضلة، والمشغوليات الشديدة في أمور الحياة، ولأن قلبك ليس نقيًا تجد فرصًا كنت تبحث عنها أتت أمامك بطريقة سلسة لتسحبك، لا أعني بكلامي إنك إن بدأت تضع قلبك في الكلمة وترى نتائج صلاتك أن ترفض هذه الفرص ولكن تحتاج لمراجعتها مع مَن يرعاك روحيًا.
يجب عليك في الوقت الحالي أن تلبس سلاحك بشكل صحيح لأن الوضع يختلف عن ذي قبل، هناك من يُخَدّر نفسه، فعندما يرى خلافات قائمة بين بلاد ثم تهدأ، يظن أن الأمور ستسير على ما يرام، احذر أن تقع في هذا، حافظ دائمًا على استعدادك التام والدائم.
“٢٤ «وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، ٢٥ وَنُجُومُ السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ” (مرقس ١٣: ٢٤، ٢٥).
هذا سيحدث في آخر أيام في الضيقة.
“وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ” المقصود هنا ليس الكون ولكن عن أرواح شريرة، توجد شواهد عِدة في العهد القديم تُعرفنا أن قوات السماوات (أي الأرواح الشريرة) كانت تُعبد، هذا يوضح أنّ عالم الروح في اهتزاز، لم يعُد كما كان سابقًا. يشاهد إبليس النبوات تتم، ويرى بعينيه كمية الملائكة التي تُضاف على الأرض، فبدأ يسعى لاستراتيجية مختلفة، ولكننا لا نجهل أفكاره، وأتى وقت تستخدم فيه الكنيسة المعرفة الكتابية السليمة، حرب إبليس في هذه الفترة عبر حالة سحب وجذب وتخدير وتكاسل، لأنه قلق من كل مَن لديهم الطبيعة الإلهية على الأرض.
“١٧ فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!». ١٨ فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ” (لوقا ١٠: ١٧، ١٨).
أعطى الرب سلطانًا للتلاميذ وأرسلهم، ثم قال لهم: رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق، لم يكن الرب يبالغ أو يشجع أحد من التلاميذ، لكنه كان يتكلم حرفيًا، كان يقول لهم إنه رأى إبليس سقط، أين كان؟ كان في السماء الثانية.
عندما نفهم المشهد من عالم الروح في هذا المقطع، نجد أن بذهاب التلاميذ لهذه المنطقة نزعوا سلطان إبليس من عليها، لذا قال الرب لهم إنه رأى إبليس وهو ساقط مثل البرق في هذه المنطقة، لم ينتهر التلاميذ الأرواح الشريرة بينما يسيروا في الشوارع، ولكن فقط ذهبوا ليكرزوا بالإنجيل، يحتوي الإنجيل على كل ما يحتاجه الإنسان، يريد إبليس أن ينزع الكرسي الإلهي من حياة أي إنسان ونحن الآن هيكل الله الحي، فهو يريد نزع أي ابن لله، ولكن الملائكة تعمل الآن أكثر لخدمتنا.
“١٣ ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ ١٤ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!” (العبرانيين ١: ١٣، ١٤).
نرى من هذه الآية أن الملائكة أقل من الإنسان، فهي أرواح مرسلة لخدمته، معنى هذا أن الروح القدس لا يتركنا في الأرض، فهو يعمل أمورًا لأجلنا والملائكة أيضًا تعمل لخدمتنا، مثلما يفعل المدير مهام محددة، والموظفين فقط هم من يفعلوا أمور أخرى، نحن ورثنا الخلاص وعمل الملائكة لم يتوقف، وما زلنا في مرحلة الميراث إلى أن نخرج من الأرض.
لا تتكاسل في ارتباطك وتربيتك لأبنائك وعملك أو أي شيء نتيجة فهمك أن الاختطاف اقترب، مثال يقول البعض: “لا داعي للارتباط الآن إن كان الاختطاف قريبًا”، عندما تنظر لأغلب المستخدمين من الرب في الكتاب المقدس ستكتشف أن أغلبهم عَمِلَ عَمْل الرب مع عائلته، وعندما تكلم الرب كَلّم الإنسان بعائلته مثلما كَلّم آدم وحواء، فإن نظرت للارتباط بصورة كتابية صحيحة، ستفهم أنه لا يقتصر على إنجاب أولاد، أو إشباع رغبة ما لديك، بل امتداد ملكوت الله، فأثنين خير من واحد. وهذا لا يعني أن غير المرتبط ينقصه شيء. ستستمر العائلات كما هي حتى بعد اختطاف الكنيسة إلى الأبد، لأن الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان، والله نفسه لن يفرقه.
يعتقد البعض أن الرب أختار التلاميذ كل واحد من سبط، ولكن هذا خطأ، فجميعهم كانوا من سبطين أو ثلاثة على الأكثر، وكانوا من نفس منطقة الرب يسوع، ومعظمهم كان من ذات السبط.
ليس هدف التعليم عن الاختطاف أن تهمل عملك هنا على الأرض، أو تُحبط أو تتعامل بخفة مع شئون حياتك، لكن افهم أن كل لحظة في حياتك الآن على الأرض تساوى بنيان لنفسك وربح للنفوس.
- احترس من المعلمين والتعليم الخاطئ في آواخر الأيام:
“١ وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، ٢ فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، ٣ مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. ٤ لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، ٥ لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ” (١ تيموثاوس ٤: ١-٥).
يتكلم الرسول بولس في هذه الآيات عن وقتنا الحالي، ويصف أشخاص صارت ضمائرهم مكوية، يعلموا تعليمًا خاطئًا بالمنع عن الزواج، وعن أكل أطعمة معينة، فقد تم منع كثير من الأطعمة خوفًا منها، لا تقصر في أكلك، كُل طعامًا صحيًا ولكن ليس عن خوف من أن هذا الأكل يمكنه أن يؤذيك، لأن الكتاب يقول أن كل شيء يقدس بكلمة الله والصلاة، لهذا السبب الصلاة قبل الأكل ليست روتين، ولكنك تقدس الأكل وتباركه.
“١٨ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. ١٩ مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا. ٢٠ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ. ٢١ لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ” (١ يوحنا ٢: ١٨-٢١).
يتحدث الرسول يوحنا هنا عن أشخاص كانت في الكنيسة، معنى هذا أن الخباثة التي يسعى إبليس ليفعلها هي: إنه من خلال الكنيسة -التي هي منبر الله على الأرض- يتم تقديم تعليم غير صحيح، مما يجعل الناس تعثر في الرب، وتتحول العداوة في نظر الناس إلى الله بدلاً من إبليس، هذا هو ما صار عبر زمن طويل، أن الله هو من وراء هذه المشكلة ليعلمك درس وينقيك ويؤدبك، فحدثت خصومة بين الإنسان والله وتحول الله كعدو في نظر الإنسان.
انتشرت تعاليم كثيرة جدًا عن حماية المشاعر البشرية، والحفاظ عليها، وإن لم تؤمن بها فأنت غير بشري، وتعليم يؤيد الحزن والبكاء، والفرح مع العالم، ثم بعدها تجد آباء وأمهات يصرخون في سن المراهقة من أولادهم بسبب عدم زرع المبادئ الكتابية بشكل صحيح فيهم، إن كنت تترك أولادك طوال الوقت على اليوتيوب ليأكلوا منه، سيحصدون هذا وأنت ستحصد معهم، وتفاجأ بأمراض أتت إليهم.
يُعلّم البعض إنه لا مشكلة في كونك غير قادر على الصلاة ويمكنك أن تتحدث مع الله بكلمات قليلة فقط، وصار التعليم عن مقاومة الجسد وصلبه جريمة. الآن يستعيد الرب كل هذا مرة أخرى، يستعيد احترامنا للكلمة والقيادة الروحية، حتى إن كنت تختلف معهم، وأول من يُؤذى من التكلم بصورة سلبية عن مَن في منصب كنسي أو منصب في الدولة هو أنت. وسُمع كثيرًا عن ضرورة عمل ثورات لتحسين أوضاع الدول، وروج له، لكن الكنيسة تصلي فقط ولا تصنع ثورات ولا تتمرد، وبالصلاة الفعالة تُحدِث تغيير.
- لا تجعل العالم يأخذ من قلبك:
“٢٩ فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ، ٣٠ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ، ٣١ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ ٣٢ فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ، ٣٣ وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ٣٤ إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا. ٣٥ هذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ، لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقًا (حمولة) بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ، ٣٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِدُونِ لِيَاقَةٍ نَحْوَ عَذْرَائِهِ إِذَا تَجَاوَزَتِ الْوَقْتَ، وَهكَذَا لَزِمَ أَنْ يَصِيرَ، فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيدُ. إِنَّهُ لاَ يُخْطِئُ. فَلْيَتَزَوَّجَا. ٣٧ وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخًا فِي قَلْبِهِ، وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ، بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ، وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ” (١ كورنثوس ٧: ٢٩-٣٧).
ضع في ذهنك هذه الآيات، إن كنت تحب الكافيهات والفرجة على أفلام ومسلسلات، والفيس بوك، وهذه الأمور التي صارت طعام الناس، غير مُميزين لماذا ينجذبون إليها، لأنهم مسحوبون في روح هذا العالم. قد تكون بارعًا في فهم عملك ولكن لا يأخذ من قلبك، ربما تتعرض لمعلومات علمية عليك حفظها، لكن لا تطبقها على نفسك، إن كنت تدرس هذه الأمور وتأكل منها، يقول لك الكتاب “العالم سيزول” اسلك مع الذي لا يزول، حب المعرفة الكتابية، اعشق أن تأكل الكلمة بكل قلبك.
الفتور الروحي هو حالة الميوعة، ليس باردًا ولا حارًا، في حالة وسطية، بالكاد يمكنه أن يرنم، ولكن خارج نطاق الكنيسة يحيا العالم، لأن العالم يحيا في داخله. يأمرك الكتاب أن تضع الرب أولًا في تفكيرك، وأن تستعمل العالم ولا تجعله يستعملك، لا تفكر مثل العالم، تنقى من هذا.
لا يتحدث بولس في العددين (32، 33) ضد الارتباط، ولكنه يُعلِّم كيف تضبط قلبك وأنت مرتبط أو غير مرتبط لكي يكون الرب أولًا.
“٣٠ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ” يعلمنا الرسول بولس هنا أن لا تجعل الأمور المحزنة تؤثر عليك، واجه المشاعر البشرية، ليست المشكلة في الدموع، بل في حالة القلب الداخلية، ما الذي يُبكيك، إن كانت عالمية، حتى وإن بدت مستقيمة في نظرك مثل رؤية شخص يتألم فتتألم وتتعاطف معه وعندما يحكي ما يؤلمه تنهار معه، هذا غير صحيح كتابيًا! الطريقة الكتابية أن ترى الشخص من المنظور الإلهي، وتعاطفك معه يساوي إعطاءه الكلمة، دون أن تنزل تحت مشاعره وتشرب مما يشرب منه، وتحزن نفس حزنه.
ما الذي يُسِرك ويُفرحك؟ إن كان الخروج باستمرار مع أصدقاء، تواجد ناس حولك، ارتباطك، أن تُغيظ آخرين، الحصول على ترقية، كسب أموال كثيرة، يمكنك أن تستبدل هذا الفرح بفرحك بالرب وليس بهذه كلها، عبر استبدال أفكارك، تحتاج أن تتعلم أن لديك كمؤمن القدرة للسيطرة على نفسك ومشاعرك وجسدك عبر توجيه ذهنك في مبادئ مُذخره سابقًا في داخلك وتعلن أن فرحك ليس في هذا الأمر، قد تكون أنجزت شيئًا أو انتصارًا على الأرض، لكن انتصارك وفرحك في الرب ولأجل الرب، إذًا لتراقب حزنك وفرحك إن كان في أمور أرضية، يأمرك الكتاب تنقى من هذا، وإن كانت أمورًا إلهية فهنيئًا لك. يمكنك دراسة سلسلة خلاص نفوسكم لمزيد من التعليم.
ما الذي أبكى الرب يسوع، هذه هي الأمور الإلهية التي يجب الحزن والبكاء بسببها، رأيناه يبكي على النفوس، وعندما كان يُضرب ويُصلب لم ينظر لنفسه، ولكنه علمهم قالاً: “ ٢٨ …لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ، ٣١ لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ (يصعب قطعه) يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟». (لوقا ٢٣: ٢٨، ٣١)، كان يفكر فيهم وليس في نفسه، هذه هي الطريقة التي تفكر بها وترى بها من حولك.
ربما هناك شخص يوقعك في مشاكل دائمًا وتراه باستمرار، كيف تتعامل معه إن كان يحتد ويتكلم معك بصورة غير صحيحة؟ اسع أن تعاتبه وتشتري هذه العلاقة ولكن إن رفض ليكن عندك كالوثني والعشار، لست مطالب أن تذهب إليه طوال الوقت إن كان يُعاديك باستمرار بل ضع له حدود واحترس منه هذا ما تخبرك به كلمة الله، ولكن بداخلك تحبه وتقدره، وترى قيمته أن الرب مات لأجله، وترى أنه ضحية بسبب عدم المعرفة الصحيحة، وتصلي أن يعرف ما عرفته أنت، إن فكرت بهذه الطريقة ستشتعل روحيًا، فما يوقف اشتعالك إنك ترى الناس بمقياس أفعالهم. ونشجعك بدراسة سلسلة العثرة لتتمكن من فهم ذلك بأكثر تفاصيل.
كلمة الله هي الوحيدة على وجه الأرض التي تفرق بين قيمة الإنسان وأفعاله، هي التي تجعلك تحب أي شخص دون شروط، وتصلي لأجله وعندما تُتاح لك الفرصة تُظهِر له محبتك، ولا يوجد كراهية في قلبك تجاهه، وشرحت ذلك بالتفصيل في سلسلة المحبة، الموضوع هو عملية فكرية، طوال الوقت تفكر بطريقة صحيحة. إن امتلكت بيتًا جديدًا أو سيارة، لا تقضي دقائق في النظر إليها، لكن وجّه قلبك في الرب، لا تُملي عينيك بشيء أرضي، لتكن نظرتك دائمًا أن العالم سيزول، وهي ليست نظرة تشاؤمية لكنها الحقيقة، مَن لا يفكر بها سيُصعق بعد قليل، تعلم أن تنقي نفسك.
“٣١ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ” يتحدث الرسول بولس هنا عن عملية فكرية، ينبغي عليك وضعها في ذهنك، أن هيئة هذا العالم ستزول.
“ ٣٢ فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ” لا تجعل شيء يثقلك بالهم سواء عملك أو أبنائك وغيرها، كن بلا هم كما يقول الكتاب إنه يريدك أن تحيا بلا هم. هل معنى هذا أن الرسول بولس يعني أن لا تهتم بالأمور الأرضية؟ بالتأكيد لا يقصد هذا، لا حيث قال لأهل كولوسي: “١ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. ٢ اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ” (كولوسي ٣: ١، ٢).
لفظ “اطْلُبُوا مَا فَوْقُ” غير واضح هنا، فهو يعني فكر بطريقة السماء في ما يختص بالأمور الأرضية، فكر فيها طبقًا لمبادئ الكلمة. فمثلًا إن كان لديك طفلاً لا يسمع كلامك، اجري على الكلمة، وإن كنت تعرف كلمة الله إذًا فكر في هذا الطفل بطريقة الكلمة، ولا تقل إنك مشغول في عملك أو في أي شيء حتى أن لا تجد الوقت لتدرس الكلمة، الأمر مرتبط بحالة قلبك، ضع لها المُسمى الصحيح أنت فريسة في يد إبليس ويسعى لسحبك بطرق عديدة.
هناك طُرق تحدّث عنها الكتاب لكي تقف ضد السحب الذهني الذي يحدث الآن للأشخاص، يوجد جاذبية غريبة لسحب الناس، وازداد بريق العالم أكثر في عيونهم، لهذا يسميه الكتاب غرور الغنى، لفظ غرور تعني بريق زائف، الأمور الفانية الزائفة التي لها بريق.
إن وجدك إبليس تسلك طوال الوقت بالجسد في حياتك ولا تفكر بطريقة الكلمة، سيحضر لك الأمور التي تؤثر عليك وتنجذب إليها، وتفاجأ بمكالمات أتت إليك لتسحب وقتك، ولا تعلم أن هذا وراءه أرواح شريرة، وليس معنى هذا أن تتضايق من الشخص الذي يتصل بك، ولكن كن حذرًا في أفكارك.
مَيزَ الرب يسوع روح الكلام عندما قال بطرس له كلامًا رائعًا بريئًا لأنه كان يحب الرب من قلبه، رد الرب عليه: “اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي”، استطاع الرب أن يقول لبطرس هذا الكلام لأنه في وضعية المعلم.
استعمل العالم بشكل صحيح، أوقف داخلك الفرح والحزن الأرضي الذي يأتي بسبب أمور أرضية، وإن كنت تريد أشياء بالفعل وتبحث عنها، أسأل نفسك هل حقًا أنا بحاجة إليها؟ ستكتشف إنه يوجد أمورًا كثيرة أعطيتها قيمة عالية واهتمام دون داعي، مما يجعلك تؤجل وقتك مع الرب، الحل لكل هذا ارفض الانسحاب في العالم، استخدم لسانك في أن تعلن كلمات تؤكد رفضك للعالم وحبك للرب، حتى وإن كان ذهنك في الأمور التي تهتم بها وتنجذب إليها، لسانك سيعيدك مرة أخرى، صلي بألسنة، وارفض أن تكون مهمومًا، فالحل أن تفكر في كل أمر تعبر به بحسب الكلمة، اصنع عملية فكرية عمدية أن ترى كل شيء بحسب الكلمة، ولا تهرب منه، وقل لنفسك سأهتم بعملي وعائلتي وكل شيء ولكن بحسب مبادئ الرب وليس بمبادئ العالم فلن يشغلني بعيدًا عن الرب.
تعلم أن ترى نفسك إنك مشتعلاً روحيًا، ارسم هذه الصورة في ذهنك عن نفسك، شاهد نفسك في داخلك وأنت راكع تصلي بحرارة، في أغلب الأحيان يرى الناس الصور الخطأ عن ذواتهم حتى وإن كانت الواقع الذي يحيوه، لابد أن ترى الصورة الصحيحة بحسب الكلمة عن نفسك، لأن رؤيتك للصورة الخطأ عن نفسك جعلت من حولك يروها أيضًا ونتيجة هذا ازداد الأمر بالنسبة لك، تذكر الجواسيس الذين أرسلهم موسى يتجسسوا أرض الموعد، حينما قالوا كنا في أعين أنفسنا كالجراد وكذلك كنا في أعينهم، يعلمك الكتاب أن تفكر بصورة صحيحة تجاه نفسك.
يوضح بولس في (١ كورنثوس ٧: ٣٢-٣٥) أن المتزوج يهتم بزوجته وأن يرضيها ولكن قلبه ليس في هذا الأمر ولكن قلبه في الرب أولًا، وأيضًا هذا بالنسبة للزوجة. “٣٤…غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا” لفظ مقدسة ليس عكسها نجسة، بل تعني أن تكون مخصصة ومُفرزة. فالرسول بولس أيضًا يشرح إنه يجب أن يكون لديك اللياقة وعدم ارتباك في علاقتك مع الرب.
السؤال المشهور الذي يسأله كثيرين، لماذا أنا غير قادر أن أخذ وقتي مع الرب ولماذا وقتي دائمًا مسحوب؟ هذا لأنك تفرح وتحزن مع العالم، والعلاج أن لا تفرح أو تحزن معه، بمعنى أن لا تعطي قيمة للأمور الأرضية.
“٣٦ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِدُونِ لِيَاقَةٍ نَحْوَ عَذْرَائِهِ إِذَا تَجَاوَزَتِ الْوَقْتَ، وَهكَذَا لَزِمَ أَنْ يَصِيرَ، فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيدُ. إِنَّهُ لاَ يُخْطِئُ. فَلْيَتَزَوَّجَا” كتب الرسول بولس هذا لأنه كان هناك اضطهادات، ويوجد زوج أو زوجة يقتلوا، أو يُلقى بهم لحيوانات مفترسة، فنصح بولس إنه لأجل هذا الوضع لا يحدث زواج، وليكون كل واحد خفيف في طريقه وفي هربه، وليس إنه ضد الزواج.
“٣٧ وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخًا فِي قَلْبِهِ، وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ، بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ، وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ” يوضح هنا نقطة هامة إنه يمكنك ضبط قلبك وأفكارك وتتحكم في ذهنك، ولا تُسرِع بلهفة شديدة نحو الخروج مع أصحابك، فأصبحت لا تستطيع أن تحيا من دونهم، ولا تسهر على حياتك الروحية، يمكنك التحكم في ذهنك وتقول “لا” لهذه الأمور، وترى نفسك طبقًا لما يقوله الكتاب أن هيئة هذا العالم تزول.
إن كان عملك في بداية بناءه، إن أعطيت للرب الأولوية فأعلم جيدًا أن عملك سينجح نجاحًا مُبهرًا، وستأتي الأفكار إليك من الروح القدس، من ضمن معاني كلمة “يفتح كوى السموات ويفيض عليك بركات” أن يعطيك أفكارًا، يفتح الأفكار في ذهنك، تنهال عليك تجاه عملك وكل ما تعبر به. لذا ليس الحل أن تعول الهم أو تستلم الموقف بل أن تعتمد على روح الله بداخلك وتواجه الموقف.
لم يخبرنا المقدس أن رسالة الإنسان أن يربي أولاده، أو أن يعمل وتأتي بالمال، لكن رسالتك حسب الكلمة أن تعرف الرب وأن تحيا له وتجعل آخرين يعرفوه، إن عشت خارج هذا الغرض فأنت أول من يحيا في تعب، هذا ما وضعه بولس كهدفه: “لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ…” (فيلبي ٣: ١٠) عندها تجد الروح القدس يتحدث لقلبك لتوقف علاقات معينه، أو طريقة كلام معينة، ليس من اللازم أن تُجيب على كل تليفون يأتي إليك، عرف الناس إنك مشغول، عندما تشتعل بالرب تجد أن من حولك تأثروا بك.
عندما تضع قلبك في الكلمة تجد روح الله يجعلك في نشاط وحركة وتستيقظ مبكرًا، وكل ما تريد عمله تعمله باجتهاد، فقط تفعله من خلال الرب.
يحتاج الاختطاف لإعداد داخلي، أن تحيا للرب، ربما تحيا للرب إنقاذًا من الضيقة وهذا هو هدفك، ويبدو إنها مصلحة وأنانية، فليكن هكذا في البداية، إلى أن تنجذب لروعة الرب وتكتشفه. صرخ يوحنا المعمدان وقال: “اهربوا من الغضب الآتي”، لكن يوجد روعة في الرب عندما تكتشفها تلجأ إليه حبًا فيه وليس هروبًا من الضيقة، علمًا بأن الاختطاف ليس هروبًا من الضيقة، الاختطاف سيحدث لأن الكنيسة ليس لها الغضب أو للدينونة والقضاء لكنها صاحبة القضاء، وليست المقضي عليها.
كلماتنا التي نخرجها الآن وعلى مر السنوات والأجيال التي مضت، هي التي تجلب القضاء على الأرض، تذكر نوح عندما سلك بما قاله له الرب، وضع العالم في قضاء، برغم إنه لم يفعل شيئًا لهم. لا تشعر بضيق أن العالم يفسد الآن، أو تشعر أن الجحيم شيء صعب، أنت لا تعلم ما معني الطبيعة الشريرة، مَن يفكر بهذه الطريقة، فهو يفكر بطريقة بشرية، والبشرية دائمًا تقلل من شان الخطايا.
أنت لا تعلم كم المرات التي سعى فيها الرب للبشرية، ولكن للأسف كل مَن ينضم لإبليس سيذهب في نفس وجِهته، تذكر إنه لا يوجد أكثر من موت الرب يسوع لأجل البشرية، عمل الرب ما بوسعه إنقاذًا للبشرية، ما سيأتي على العالم ليس سهلاً، كن للرب، خصص حبك له وحده، ابدأ في إعلان كلمات حبك وغرامك للرب.
ألقى إبليس في أذهان الناس أن السعادة في الالتفاف حول التلفاز وهم لا يعلمون مدى خطورة هذه الأفكار، وأيضًا في ألعاب الأطفال بطريقة أخرى، وصار الآن من الصعب أن لا يشاهد طفل اليوتيوب وغيره، لأن قلبك أنت هكذا فابنك يرث منك هذا، إن صَحّحت أنت قلبك ستجد ابنك أيضًا يُصَحّح مثلك، أنت تصدر عدوى روحية لابنك، وإن كان ابنك بالغًا، لا تخف، فقط صلي لأجله، سينقذه الروح القدس.
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download