القائمة إغلاق

القوة وراء الأشياء والأحداث – الجزء 3 The Power Behind Things And Events – Part

 

العظة على فيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

(العظة مكتوبة)

القوة وراء الأشياء والأحداث الجزء 3

 

▪︎ مِن أين الجرأة في الحياة؟

▪︎ أين يَكمُن سِرّ القوة؟

▪︎ لفظ “مَسوقين” وماذا يُعني في اليوناني.

▪︎ احذر! وإلَّا ستُخدَع يا عزيزي!

▪︎ دعوة للفخر!

▪︎ انتبه! هناك روح يحمله لك المُتكلِّم.

▪︎ ما الحل إذًا؟!

▪︎ أساليب للعذاب!!

▪︎ لتكُن لك نظرة استباقيَّة.

 

 إن لم تُميِّز ما يَحدُثْ، لن تعرف أن تُسيطِر على الموقف. أيضًا مَن لا يعرف القوة التي بداخله كمولود من الله سيعيش حياة مُتقلِبة أو هارِبة.

▪︎ مِن أين الجرأة في الحياة؟

إليك ثلاث شواهد هامة لتدرسها وتفهمها:

  • “فَإِنِّي وَإِنِ افْتَخَرْتُ شَيْئًا أَكْثَرَ بِسُلْطَانِنَا الَّذِي أَعْطَانَا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيَانِكُمْ لاَ لِهَدْمِكُمْ، لاَ أُخْجَلُ.” (٢ كورنثوس ١٠: ٨).

رَكِّزْ على ارتباط السلطان والقوة بمَنْع الخجل.

  • “٧ لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. ٨ فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ.” (٢ تيموثاوس ١: ٧، ٨).

  إن كلمة “الْفَشَلِ” المذكورة في ترجمة فاندايك، الأدق هي: الخوف والتقهقر والتراجُع.

 ” ●١٦ لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي (أخجل) بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. ١٧ لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ بِالإِيمَانِ (فبالإيمان)، يَحْيَا».” (رومية ١: ١٦، ١٧).

  هذا هو سبب ما يُسمَى بالضعف، فعندما لا يعلم الشخص بالقوة التي لديه، وقتها يُسميها الناس بأنه شخصٌ ضعيفٌ! كلما تعرف القوة المتاحة لديك، وتعرف القوة وراء الأحداث التي تَحدُث؛ تعرف أن تُوقفها، وإلا إن شَخَّصْتَ خطأً، لن تعرف أن تصلي وتوجه قوة الروح القدس بصورة صحيحة. لهذا، فتشخيصك للقوة وراء الأشياء والأحداث هو ما يُحدِّد انتصارك أو هزيمتك.

 “الخجل” المذكور بتلك الآيات لا يُعنِي شخصًا خجولاً فقط بل أيضًا مُتراجِعًا ومُتقهقِرًا، يخشى الحياة، مرعوبًا من الظروف ومواجهة المواقف، يخاف من سماع كلام سيء، يرتعب من الهاتف، يخاف من نتيجة أمر ما مثل العمل أو التحاليل والأشعة، لا يوجد جرأة بداخله وتعامل بصيغة الأسد التي لدى يسوع تجاه الموقف. لهذا، كل مرة يُعالِج الخجل عبر القوة وإدراكها.

 لهذا السبب إن كان مُؤمِن مولود من الله، ولا يعرف تلك القوة، سيتعامل مع نفسه وكأنه يبحث عن ذراعه وهو في جسمه! يطلبها من الله وهي لديه! فيقضي سنينًا مُعتقِدًا إنه كونه يسقط سقوطًا مُتكرَّرًا في شيءٍ مُعيَّنٍ ويفشل في عمله وفي حياته، إذًا هو ليس لديه تلك القوة! لكن هذا غير سليم، واقعًا هو لا يعلم كيف ينفتح عليها، وقد يكون لا يعلم أن لديه قوّة من الأساس، لهذا فالعِبْرة والسِرّ في إدراك القوة وليس منحها، فهي قد مُنِحَتْ بالفِعْل.

 ١١ الرَّبُّ يَعْرِفُ أَفْكَارَ الإِنْسَانِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ. ١٢ طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ ١٣ لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ، حَتَّى تُحْفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفْرَةٌ.” (المزامير ٩٤: ١١-١٣).

  هناك من يسلك بقوة أعلى من القوة العادية التي أُعطِيّتْ للكل، أيضًا يعلَّم الرب كَمّ جهل الإنسان مقارنةً بحكمة الله.

 “لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ، حَتَّى تُحْفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفْرَةٌ”: لا يُعني لفظ “تُريحه” هنا الموت. أيضًا هناك ترجمة أخرى تقول: “ويوضع الشرير في السجن”. كما يقول العدد الثاني عشر: “الشخص الذي تُعلِّمه وتُوجِّهه، هذا الشخص يرتاح وقت الصعوبات (ليس عَبْر الموت) لكن عبر أن يرتاح داخليًا ويكون مُطمئِنًا بسبب أنك وَجَّهته”.

 كلمة “تأديب” معناها تعليم وتدريب وتلمذة وليس “مُعاقبةً”. أحيانًا يشتمل التعليم على توبيخ، لكن ليس الأمر كله توبيخًا.

لهذا هنا يقول، “طوبى للشخص الذي يتعلَّم من كلمتك يا رب (وليس من الحياة)”، فهناك مَن يقول: “هذا العمل علَّمني الدقة، فبحكم شغلي ومعرفتي فهذا الأمر هكذا”، مِن هنا يجد الشخص نفسه ضعيفًا، واقعًا الضعف هو أنه لا يَعلَّم القوة التي لديه، لذا لن يستريح في يوم الشر.

 مَن يستريح هو مَن تعلَّمَ وتهذَّبَ بالكلمة وسمحَ لها بالعمل فيه، وبدأ يعرف كيف لا يتضايق من الناس، ويعرف قيمتهم، فحينما تَحدُث معه مشكلة، بدلاً من وقوع الناس في نظره، يَحكُم عليهم ويراهم بالنظرة السليمة الإلهية، ومن تلك اللحظة يُطلِق روحه على الموقف ويُسيطِر عليه.

 لكن طالما هو مشغول بالآراء والمفاهيم البشرية، هو يضعف أمام الموقف بسبب تعامُله بصورة بديهية بشرية عادية.

لهذا يقول عنه إنه: “يرتاح وقت المشكلة، والكارثة، ويرى كيف يتمّ كبح جماح الشر إلى أن يُسجَن ويتمّ تقييده”، لهذا فهو يرى الوضع على إنه تحت السيطرة.

 تذكَّرْ فهو يقول: “تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ.” (إرميا ٢٢: ٢١)، وأيضًا يتكلَّم وقت المشكلة، فالروح القدس هو نعم إله طوارئ وإسعافات أيضًا، لكن لماذا نلجأ لهذا الحل؟! هو أيضًا يتكلَّم إلينا في وقت راحتنا.

▪︎ أين يَكمُن سِرّ القوة؟

 يقول الطب إن التشخيص هو نصف العلاج، لكن الكتاب يقول: “إن التشخيص في عالَم الروح ومملكة الله هو العلاج” ما الفرق إذًا؟ في الطب، طالما اُكتُشِفت المشكلة يضعون هذا العلاج المُحدَّد لها، لماذا؟ لأن المرض لا يوجد في داخله قوة لعلاج نفسه.

 لكن كلمة الله تُوضِّح إنه كونك اكتشفت أمرًا خطأً في حياتك، فهذا كافٍ. لا يوجد نقص ومشكلة وتعب في روحك، فكل هذا خارجي في الذهن فقط، فكون ذهنك تجدَّد، تنطلق روحك تجاه هذا الأمر لأن بداخلها قوة مُضادة لهذا الشيء. لهذا لا تحتاج للبحث عن العلاج، فهو موجودٌ. مِثْل شخص لديه غرغرينا في جسده، وآخر قام بإلقاء شيءٍ عليه، في الحقيقة هو يحتاج لتنظيفها وليس بترها. لكن إن كان عضوًا في جسده، سيحتاج لبتره.

 لهذا إن اكتشفَ شخصٌ إنه ينسى ومُشتَّتٌ ومسحوب في أفكاره طوال الوقت، لا يحتاج فقط إلَّا أن يكتشف هذا ويعترف به فقط، ويبدأ بالاكتشاف مِن الكلمة أن القوة الروحية داخله قادِرة على كبح جماح ذلك الشيء، ما عليه إلّا أنْ يُطلِق القوة عَبْر فَهْم الكلمة، لهذا فالتشخيص هو العلاج لدى الرب، لهذا يقول: “وَلاَ تُشَاكِلُوا (تتشبَّهوا ب) هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ (عن طريق) بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية ١٢: ٢).

  المسيحية ليست قبولاً ليسوع وحسبٍ، بل طريق تمشي فيه، وفِكْر إلهي يسود ذهنك. انتبه! ما لم تجعل الكلمة تَعبُر على ذهنك، لن تذوق وتختبر إرادة الله.

 كيف تختلف عن العادات والتقاليد التي نشأت عليها؟ كيف تكسر عادةً لها سنين؟ هذا من خلال تجديد ذهنك، أن تكتشف الحق الكتابي الذي يختص بذلك الأمر، فتَخرُج منه، فتتغيَّر عن شكلك. تأتي كلمة “تَغَيَّرُوا” في الأصل اليوناني metamorphoō أي تغيير من الداخل للخارج، وليس أنّ الله هو من يقوم بالتغيير من خارجنا!

 صارت تلك القوة داخلنا، لهذا لا تحتاج أن تتعامل مع الموضوع وكأن فيه أزمة لديك. تحتاج أن تُواجه تحدياتك بما اكتشفته من كلمة الله، أي اجعلْ كلمة الله عاملة فيك وفي ظروفك. هذا يُزيل كمية من الصلوات التي لا داعي لها.

 فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُمْ: «أَلَيْسَ لِهذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ؟ ٢٦ وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ ٢٧ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا!»”. (مرقس ١٢: ٢٤، ٢٦، ٢٧).

  تكمُن قوة الله في فَهْم الآيات: “أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا!” لماذا الضلال يا تُرَى؟! لأنكم لا تفهمون الآية التي تحوي قوة بداخلها. تكمُن القوة داخل تلك الآيات، حيث توقَّعَ يسوع منهم أن يقرأوا الآية ويكتشفوا القوة التي بداخلها، لكنهم للأسف لم يقرأوا بتلك الصورة، هم رأوا الآية عادية، يَتْلونها بأيام مُعينة أو مع أنفسهم بمنازلهم، كانوا يدرسون الشريعة لكنهم لم يروا القوة فيها.

 كشفَ الرب القوة بداخلها؛ هي قوة القيامة، فهو إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أي ليس هو إله أموات. فقد نتخيَّل أنّ الرب كان سيُظهِر لهم قوةً بعد تلك الآية ولكن القوة الحقيقية كانت في فَهْمها. صارت القوة غير موجودة بعدم فهمهم، ولكن بفَهْم الآية صار فيها قوة.

 لذلك فتحَ الرب لنا مجالاً آخر، جعلنا نكتشف وجود قوة في الكلمة. إن سِرت فقط وأنت تُفكِّر طبقًا للكلمة وتتأمل بمنوالها وطريقتها، ستكتشف الكتب وقوة الله. لهذا فالأمر باطني مِن داخلك، لا يحتاج لاستدعاء وتحضير، القوة ساكنة فيك.

▪︎ لفظ “مَسوقين” وماذا يُعني في اليوناني:

وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا.” (١ كورنثوس ١٢: ١).

 الْمَوَاهِبِ pneumatikos ” أي قطعة روحية. بلا شك هي مواهب من الله، لكنها قِطَع من الروح القدس، لهذا فالمواهب هي عبارة عن شخص الروح القدس.

 هنا يقول: “وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ (أو الروحيات، أو القِطَع الروحية الإلهية) أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا. ٢ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَمًا مُنْقَادِينَ (مَسحوبين) إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ، كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ.” (١ كورنثوس ١٢: ١، ٢).

 مُنْقَادِينَ” هي كلمة تُطلَق على سَحْب الشخص وإحضاره إلى قَتْله، أيضًا قيلت تلك الألفاظ “مُنْقَادِينَ، تُسَاقُونَ” عن صَلْب يسوع. كما إنه اختارَ لفظًا هنا وهو: “الْبُكْمِ”.

  لماذا قال “البُكم” خصيصًا يا ترى؟ لِما لم يَقُل: “التي لا ترى” مثل أنبياء العهد القديم؟ فَهُم كانوا يقولون: “التي لا ترى ولا تتكلَّم ولا تسمع” لكنه اختارَ تحديدًا “لا تتكلَّم”؟ السبب أنها تسحب البشر بصورة فيها قوة سِحْرية ليست عادية وليست إقناعيّة.

 بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (٢ بطرس ١: ٢١).

 لاحظ أنّ لفظ “مَسُوقِينَ” الذي ذَكرَه بطرس مُختلِفٌ، فهو لفظٌ فيه طوع واختيار وأنّ الشخص بدأ يُخضِع نفسه للروح القدس ولم يتمّ سَحْبه رُغمًا عنه. لكن في “مُنْقَادِينَ وتُسَاقُونَ” يوجد سَحْبٌ رُغمًا عن الشخص.

 يوجد بعض القِطْع الأثرية وبعض الأشياء الأخرى تكون مصحوبة بأرواح شريرة، حين تدخُل حياة شخص فهو يتحوَّل بالتدريج إلى شخصٍ آخر، حيث إنها مصحوبة بأرواح. لهذا مَن سَمِعَ سلاسل الأُخرويات لرجل الله الراعي كريس، فهو قد تكلَّم عنها، فليس صدفةً أن يُوضَع في أوربا شيءٌ خطيرٌ مصحوبٌ بأرواح شريرة، لدرجة أنه بعد فترة تمَّ اكتشاف أن بعض الناس قَلِقوا من هذا الشيء فخافوا بهذا المكان لكن واقعًا هي تَشع أرواحًا لهذا المكان.

 مثلاً؛ السحب وراء الميديا وكرة القدم والشغل بصورة غير طبيعية، تقدر أن تعرفها بسهولة، والتي فيها تكون غير قادِر أن تتخلَّص منها. لكن أن تكون مُنشغِلاً بشيء لفترة من الوقت وأنك قدرت أن تمنع نفسك وتضعها تحت سيطرة روحك، فأنت بذلك تضع حدودًا للأرواح الشريرة.

 لكن إن كانت البذرة موجودة وأُلقِيت في ذهنك مثلما ألقى الشيطان في ذهن يهوذا، فهذا يُشبِه شخصًا معه مفتاح لشقتك فيدخل ويخرج من حين لآخر، فما يَحدُث هو أن الأمر مُرتبِطٌ بدوافع القلب، كما يرتبط أيضًا بكونك تسير بالحق الكتابي أم لا.

 لكي تكتشف هول السَحْب هذا، وهول القدرة الغريبة، قال بولس؛ “كُنْتُمْ أُمَمًا مُنْقَادِينَ (مسحوبين) إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ، كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ.” أي كانت هناك قوة وراء هذا السَحْب، فالصنم نفسه ليس السبب لكن يوجد قوة وراءه. لكن الروح القدس عندما يأتي ليتكلَّم معك ليأخذك معه في قوة السحب الرائعة الاختيارية، فهو يتكلَّم معك ويصنع حوارًا بينك وبينه.

▪︎ احذر! وإلَّا ستُخدَع يا عزيزي!

 من هنا، إن كان واحدٌ يستخف بالكلمة داخله، سيتمّ سَحْبه للعالَم أوتوماتيكيًا، أي لن يحتاج أن يستدعي إبليس. تذكَّرْ ما قاله الكتاب في الأمثال: “اَلرَّجُلُ الضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ الْمَعْرِفَةِ يَسْكُنُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَخِيلَةِ.” (الأمثال ٢١: ١٦). هل لاحظت! فإنه في عالَم الروح سيدخل برجليه لمملكة الظلمة بأوسع أبوابها، في حين أننا أُنقِذنا من هذا. يوجد أشياءٌ تسحب الناس، هناك بعض الأمور التي تبدو إقناعية تأخذ الشخص إلى الخطوة القادمة.

 لا يأتي إبليس في البداية ظاهِرًا على إنه إبليس، لكنه يسعى إلى إقناع الشخص في البداية على إنه ملاك نور أي تابع لمملكة النور، وليس معناها أنه يُشع نورًا -وهذا وارِدٌ أيضًا بسبب الرُؤى التي حدثت في الكتاب المقدس- لكن الملاك قد يظهر بصورة عادية جدًا مثلما رأى إبراهيم ملاكين مع الرب ولم يَكُن فيهما ما يُميِّزهما عن باقي البشر.

 لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. ٢ فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. ٣ وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ١١: ١-٣).

  “أَخَافُ”: أي لديَّ إنذارٌ داخليٌ. لا يوجد إثباتٌ كتابيٌّ ولا حتى في المراجع اليهودية يقول إن الحيوانات تتكلَّم، كيف تكلَّمت الحية إذًا؟ كيف حدثَ الخداع والمَكر؟ كيف انتقى إبليس هذا الكائن؟ هذا الكائن أُعْطِيت له نسبةً من الذكاء، فيتكلَّم الكتاب في سِفْر أيوب عن النعامة وكيف نُزِعَتْ منها حكمتها، فهي تقتل أولادها بنفسها (أيوب ٣٩: ١٤-١٧)، لكن الحية كانت أحكم، فسَحَبت الإنسان بمكرها!

 كيف يا تُرَى؟ الإجابة هي أنّ كان لديها أقدامٌ، فكانت تصعد على تلك الشجرة وتسحب ذهن حواء. هذا ليس معناه أن حواء أصبحت إنسانًا ساقِطًا بهذا الوقت -وقت تجربة الحيَّة له- أن تُجرَّب مثلما جُرِّبَ يسوع هذا لا يُعنِي وقوعك بالشيء، فإتيان الفِكْرة لذهنك ليس بالضرورة يساوي سقوطك فيها، العِبْرة بِمَا تفعلهُ أنت مع تلك الفكرة.

 بدأت الحية تتمشَّى على الشجرة فسحبت ذهنها فالتفتت إلى الشجرة، فحدثَ حوارٌ فِكْري وليس فمويًّا، فبولس يقول هنا؛ “تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ”. كما لم تبدأ الحية قائلةً: “كُلي مِن الشجرة”، لكنها فقط لفتت انتباهها إلى الشيء، لهذا ليس طبيعيًا أن تجد أنك التفتّ لشيءٍ عَطَّلك عن الصلاة، هذه أرواح شريرة. وليس طبيعيًّا أن تأتيك مكالمة حينما بدأت تَشُدّ عزمك لتأخذ وقتًا في الصلاة، وليس معنى ذلك أن تتَّهم الناس بأنهم مُستخدَمون في يدّ إبليس، فيوجد من تأتيه فكرةً فيتَّصل بك. لا يوجد قوة ثالثة تعمل في الأرض، هما فقط قوتان، الله أو إبليس.

 ١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ.” (كولوسي ١: ١٢، ١٣).

 انتبه إنه قال: نقلنا إلى “ملكوت” ابن محبته وليس “سلطان” كما قال على مملكة الظلمة. بالفِعْل السلطان هو جزءٌ من الملكوت، لكن الأمر ليس فقط عبارة عن سيطرة وسلطان بل ملكوتٌ تسوده أجواء من الحُب. لكن إبليس لا يعرف سوى أن يُصدِر سُلطانه على الناس التابِعين له.

 أيضًا لاحظ لفظ “أَنْقَذَنَا” ولم يَقُل “سينقذنا“، فالأمر قد تمَّ بالفِعْل ولك أن تتمتَّع به، فليس لإبليس مكانٌ إلَّا إذا أعطيته. السُلطان جزءٌ من الملكوت، فحينما تخضع لهذا الملكوت أنت بذلك تخضع للسُلطان.

 أيضًا يحتوي هذا الملكوت على المحبة، فالأجواء السائِدة عليه هي الحُب. أما سُلطان الظُلمة فيحتوي على الخوف والترهيب، لهذا طَلَبَتْ الأرواح الشريرة ألَّا تَخرُج من مكان مُحدَّد وتدخُل الخنازير لأنه يوجد قيادة فوقهم، إن خرجوا سيُعاقَبون ويُعنَّفون! مِن تلك الآية نفهم أنه لا يوجد سوى هاتين القوتين تعملان في الأرض.

 لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. ١٤ وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! ١٥ فَلَيْسَ عَظِيمًا (غريبًا) إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ.” (٢ كورنثوس ١١: ١٣-١٥).

  كثيرًا من الظهورات التي يقول فيها الشخص: “قد رأيتُ ملاكًا، ظهر لي بالغرفة، رأيتُ حُلمًا”، يكون ورائها إبليس!! كونها خارقة للطبيعي، هذا لا يُعنِي أنها مُؤكَّدًا من الرب، فلابد أن تُمتحَن وتُعرَف بالكلمة. كثيرًا ما قيلت نبوات ليست من الرب أساسًا، القوة وراء ذلك هي التضليل، محاولة سحب الناس. احذر هذه الفخاخ والخداع!

▪︎ دعوة للفخر!

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ.” (إرميا ٩: ٢٣)؛ أيضًا لا يفتخر آخذ الكورسات بمهارته، ولا الطبيب بفَهْمه، ولا المُحامِي بخبرته…إلخ.

أيضًا لا يتكلَّم الكاتب هنا عن الفَخْر أمام الناس بل عن شيء قلبي وهو؛ “على ماذا تعتمد وتتكئ؟!”

بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً (برًا) فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ.” (إرميا ٩: ٢٤).

 إذًا هناك دعوة للفخر! بالطبع تلك الموضوعات؛ الرحمة والقضاء والبر هي موضوعات كبيرة. لكن كيف تفتخر بالمعرفة؟ عَبْر أن تُعرِّض نفسك لتلك المعرفة، أي أن تُحبها وتقتنيها. أين اعتمادك في الأرض؟ حينما تُواجه الظروف، ما أول شيء يصعد لذهنك؟ أمعرفة الكورسات وعِلْمك ومعرفتك الطبية والتجارية أو Google أو تتصل بفلان الفلاني؟ أم لديك رصيد كتابي وتعرف الثلاث أشياء تلك التي بها تُدار الأرض الآن إلى أن يأتي المسيح؟

 هذا يَحدُث من خلال الكنيسة، نحن مُصدِّرون للرحمة والقضاء والبر. لهذا إن كنت لا تفهم ذلك وإن لم تضع قلبك في الكلمة فأنت ترتدّ تدريجيًا وتُسحَب. يوجد خلاص بالإيمان بعمل يسوع المسيح، لكن هناك مسؤولية أن تسلك بهذه الطبيعة إلى النهاية؛ “أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي».” (العبرانيين ١٠: ٣٨).

 إذًا يوجد ارتداد ووقوع بهذا الفخ والناس لا تدري تحت مُسمَى الضمان المُطلَق، يوجد ضمانٌ مُطلَقٌ لكن يجب أن تسلك حسب الفِكْر الكتابي، فبدلاً من الاتّفاق مع مَن يقولون الكلمة، تجده يقول “نعم وآمين” ولكن ذهنه يستمر فيما هو مُعتمِدٌ عليه مِن مبادئ عالمية دون تغيير! إن كنت تسعى إلى مسرة الرب، ادرسْ الكلمة. أثْبِتْ هذا عبر الكلمة؛ “اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي.” (يوحنا ١٤: ٢١).

“٢٦ ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ؟ لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ وَكَوْنِهِ شَدِيدَ الْقُدْرَةِ لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ. ٢٧ لِمَاذَا تَقُولُ يَا يَعْقُوبُ وَتَتَكَلَّمُ يَا إِسْرَائِيلُ (بعد هذا التأمُّل السابق): «قَدِ اخْتَفَتْ طَرِيقِي عَنِ الرَّبِّ (نسيني الرب) وَفَاتَ حَقِّي إِلهِي»؟ ٢٨ أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ. ٢٩ يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً (الآن كعهد جديد لدينا هذه القدرة قد أُعْطِيت لنا). ٣٠ اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا (أقصى قوة تتعب أيضًا!). ٣١ وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ (واضعي آمالهم في الرب) فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ.” (إشعياء ٤٠: ٢٦-٣١).

 يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ، ٢ لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ. كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ.” (المزامير ٦٣: ١، ٢).

  يأتي العدد الثاني في إحدى الترجمات الأكثر دقة كالآتي: “حينما أرى قوتك الموجودة في قدسك، هذه هي طريقة الشحن لي” أي إنه “قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ”، هذا هو الهدف. هذا ما جعلَ داود يقتنع جدًا أن جُليات حجمه صغير لدرجة أنه محبوس في يديه! هذا لأنه يرى القوة التي بالمسحة المُرتبِطة بالهيكل، وبأنه تابعٌ لهذا الإله وعليه اللمسة الإلهية.

 هذا هو السبب الذي كان يُعيِّد به داود، لدرجة أنه عملَ خيمةً، أُطْلِقَ عليها اسم “خيمة داود” ووضعَ فيها التابوت. ماذا عنك وعنكِ؟ القوة الآن موجودة ومتاحة في الهيكل، فأنت هيكل الروح القدس! مجدًا للرب.

١٥ أَصْنَامُ الأُمَمِ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ. ١٦ لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ. ١٧ لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. كَذلِكَ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهَا نَفَسٌ! ١٨ مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، وَكُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا.” (المزامير ١٣٥: ١٥-١٨).

  يوجد صناعات للإنسان أخذت منه قوة، ولأنها مصحوبة بأرواح شريرة، فهي تُشع أمورًا شريرة، فتُخرِج للناس من نفس روحها فيصيرون مثلها؛ لا يرون ولا يسمعون. قد تتسأل: “لكن حياتهم عادية؟!” لا، هم لا يعرفون الفِكْر الكتابي. إن أحببت شيئا بقلبك، سيُعطيك من طبيعته، فتتحوَّل لتكون مِثْله. إن كنت مُحِبًّا لهذا الإله بقلبك، فأنت تأخذ منه نفس القوة والإدراك الذي لديه.

 ▪︎ انتبه! هناك روح يحمله لك المُتكلِّم:

 ماذا عن شخصٍ يتفوَّه بحقائق كتابية، يتبقَّى سؤالٌ هامْ وهو؛ “ما الروح التي وراء تلك الحقائق؟!” هذه النقطة خطيرة، حيث يجب اكتشاف القوة وراء هذا الشيء وتلك الجملة أن تُقال؟ هذا لأنك تأخذ من نفس الروح الذي يتكلَّم به الشخص.

 وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً (عرّافة) بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا. ١٧ هذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ».

 ١٨ وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ (أدركَ داخل روحه) وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.” (أعمال الرسل ١٦: ١٦-١٨).

 ما قالته كان صحيحًا، لكن الروح الذي وراء هذه الكلمات هو روح عرافة. أيضًا في كثير من المرّات كانت الأرواح الشريرة تشهد عن يسوع بأنه المسيا، ولكنه كان يُخرِسهم. ما الأمر؟! تكمُن الإجابة في الروح الذي وراء الشيء.

 وَلكِنَّنِي أَخَافُ (لدي إنذار داخلي) أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ (تَوجُّه القلب المُوحَّد) الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. ٤ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلاً آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ.” (٢ كورنثوس ١١: ٣، ٤).

 رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ؛” معنى ذلك إنه يوجد روحٌ وراء ما يُقال من وَعْظ، هنا يتكلَّم عن روح الشخص الذي يعظ. هناك شيءٌ تأخذه من الشخص الذي تتواصل معه. ربما يكون هذا الشيء صحيحًا كتابيًا، لكن لابد ألَّا تغفل عن الروح الذي وراء هذا الكلام، لهذا أدركَ بولس ذلك. يوجد تنقية للروح الذي وراء الكلام وليس للكلام فقط.

 ما يكمُن وراء الشيء هو ما يُؤثّر عليك. “تَأْخُذُونَ (أو تقبلون) رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ“؛ حتى إن كان الشخص مولودًا من الله، فإن تركَ نفسه ليشرب من أي شيء سيأخذه، إن كانت أفكار سيُصاب بروح تلك الأفكار. لماذا وَجْدت نفسك في حالة من الهزل الروحي بعدما أخذت قرارًا مُعيَّنًا أو صرت صديقًا لشخصٍ مُعيَّن، أو قُمْت بتحميل تطبيقًا على هاتفك؟! وراء ذلك قوة لسَحْبك.

 ليس صدفةً أن يتكلَّم معك أحدٌ بشيءٍ بريءٍ في الظاهر، ويكون ما ورائه هو روح شرير، فحينما تكلَّمَ بطرس مع يسوع ليترك الصليب، انتهر يسوع الروح الذي وراء كلامه: “فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».” (متى ١٦: ٢٣).

أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي؛ إذًا كان يسوع سيتعثَّر من الصليب إن أصغى لكلام بطرس. واقعيًا، أخذَ يسوع جسمَ إنسانٍ، كما لم يَكُن لإبليس أن يتحرَّك معه إن لم يَكُن قابِلاً للسقوط نظريًّا، وليست القابلية أن يسوع لديه طبيعة سقوط، كانت هناك محاولات من إبليس معه، لكنه عمليًا لم يعرف خطية كما لم يفعلها ولم يُوجد في فمه مكر.

لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ“؛ قال يسوع لبطرس إنه يهتم بما للناس ليس بيسوع نفسه، أي كان لديه دوافع غير نقية، كان قَلِقًا من زوال الضجة التي أحدثها يسوع. هذا الدافع جعل إبليس يُستعلَن على فمه. انتبه! قد تذهب بك الدوافع غير النقيَّة إلى وراء الشمس، فنقاء دوافعك هو ما يحميك.

 فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ.” (العبرانيين ٢: ١٤).

  تختلف كلمة “تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ” المذكورة أولاً عن “اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا في اليوناني. حيث إن اشتراك الرب يسوع في الطبيعة الإنسانية، كان يجب أن يَحدُث ليقدر أن يدخل البيت من بابه ليفتدي البشرية. هذا مبدأٌ وقانونٌ به قَدِرَ أن يُبيد الموت.

  بذات المبدأ هذا؛ حينما تشترك مع أحدٍ في شيء مثل أفكار مُعينة، أو قد تكون سَمِعْت مُنجِّمًا يقول شيئًا ووثقت فيه، كونك فقط أصغيت وأعطيت جزءًا اقتناعيًا، أنت بذلك اشتركت مع نفس تلك الأرواح، حتى إن قُلت: “هذا كلام فقط!”. الهدف وراء ذلك هو أن تُسحَب بمجموعة الأرواح التي على هذا الشخص.

 مثلاً إن شاهدَ شخصٌ أمورًا إباحية، فهو يأخذ نفس الروح الذي على الأشخاص الذين يُشاهدهم، فياله من أمرٍ خاطئٍ أن تستخدم نفسك خارج الارتباط. تحتاج أن تفهم أنه يوجد قوة سَحْب.

▪︎ ما الحل إذًا؟!

أن تتعلَّم كيف تُنَشِّط وتُطلِق روحك. يوجد حالة من التسرُّب الروحي في بعض الأشخاص.

القلب:

٥ طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ (الذين يضعون قوتهم) بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. ٦ عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. ٧ يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.” (المزامير ٨٤: ٥-٧).

  “طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ“؛ أي أن قلبهم يسعى للوصول إلى بيت الرب. فهؤلاء الأشخاص غير مشغولين بالحياة، وصلَ بهم الحال إلى إنه إن فتحت قلوبهم ستجد محفورًا بداخلهم عِشقًا للذهاب إلى بيت الرب، أي إلى العبادة، وليس الحياة وظروفها والمشاكل. أي وصلوا لدرجة أنهم يعرفون المكان ويريدونه. هم يواجهون حروبًا وتحديات لكنهم دائمًا منتصرون؛ “عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.

يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ“: إنهم يَصلون في النهاية!

 “‏وَادِي الْبُكَاءِ“؛ هو الطريق للوصول إلى بيت الرب والعبادة، وهذا الطريق كان جافًا تمامًا لا ماء به، لهذا أُطلِقَ عليه وادي البكاء. صار الطريق صعبًا بالسَفَر فوجدوا حلولاً فحوَّلوه ليمتلئ بالماء. حيث إنهم جمعوا الأمطار -حسب المراجع- كي يجدوا بهذا الطريق ماءً وقت ذهابهم لبيت الرب، فحوَّلوه لمكانٍ به ماء، قاموا بتحويله إلى ينبوعًا. هذا حدثَ بسبب إصرار الشخص وعدم انشغاله ووضع عوائق لديه.

 تَذكَّرْ ما شرحته في سلسلة “التقوى” حيث قُلْت: “مهما حدثَ، لا يوجد تنازل عن الرب في حياتي، لن أنشغل عنه في حياتي”: لهذا هو يقول إن هؤلاء هم مَن يذهبون من قوة إلى قوة. فإنْ دخلت قلوبهم ستجد أنّ الطريق هذا لديهم ليس بمشكلة بل حل!

 إن فُوجِئْت بموعد عملك بأنه أتى في نفس ميعاد اجتماع الكنيسة لديك، يجب ألَّا تتفاوض داخلك، فيجب أن تدوس على العمل بتلك اللحظة وتقول فورًا: “لا يوجد شيءٌ يُبعِدني عن الرب والكنيسة!”. ربما تقول: “مرةً واحدةً لن تُؤثِّر” بلا، ستُؤثِر. وإن لزمَ تحت الضرورة القصوى أن تذهب لعملك، هذا يَحدُث تحت متابعة ورعاية مع شخص روحي وليس بصورة مُتسيِّبة، كما تكون حريصًا في السعي لتغييره.

 هؤلاء هم مَن يذهبون من قوة إلى قوة؛ مَن يضعون قلوبهم في الرب والكلمة. إن لم تجعل الرب وأموره ثمينة بداخلك، فلا تتوقَّعْ ظهور لتلك القوة في حياتك.

 ▪︎ أساليب للعذاب!!

 إليك أحد الأسباب التي يرى الشخص بسببها هزلاً وتعبًا وضعفًا روحيًّا:

 ٧ وَأَنْقَذَ لُوطًا الْبَارَّ، مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. ٨ إِذْ كَانَ الْبَارُّ، بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ.” (٢ بطرس ٢: ٧، ٨).

 يُعَذِّبُ” من ضمن معانيها أنه كان يُكبَت ويُكبَح ويختنق ويركل نفسه، ويتم التلاعُب به. كلما تُعرِّض نفسك للأخبار تحت مُسمَى أنك تتابع الأحداث فأنت بذلك تُعذِّب نفسك. حيث ينظر بعض المؤمنين إلى متابعة الأخبار بشراهة على أنها أمر طبيعي بل ويُسمُّون هذا “اعتدالاً روحيًا”! أنا في صفّ أن تعرف قشور الأخبار لكن ليس بعمق، فيسوع كان يَعْلَم بسقوط البرج الذي في سلوام (لوقا ١:١٣-٥).

 كلما يدخُل الشخص ليقرأ نَص الخبر، فهو بذلك يُعذِّب نفسه لأنه يأكل ما لا يُطعِم روحه، أقول هذا لأولئك المُتبحِرين في الاطلاع على أخبار العالم. أغْلِقْ قلبك إن كنت مُضطَرًا في عملك وأنت تسمع كلامًا. لكن ماذا إن كنت باختيارك تدرس ذلك الشيء وتقرأه وتعرف تفاصيله، أو تحضر أفلامًا ومُسلسلات؟ وهذا لا يعني ألّا تحضر وترى، لكن يوجد جزءٌ خفيفٌ جدًا من حياتك اليومية ترى فيه بعض الأشياء البسيطة المُنتقاة.

 لهذا يجب أن تُدرِّب ابنك منذ طفولته أن يُميِّز إن كان ما يَحضره من فيلم هل به شيءٌ شريرٌ أم لا، فهذا ما يأتي بالأحلام الشريرة المُرعِبة للأطفال! لتُدرِّبه على أن يُميِّز من بعيد النشاط الشيطاني بهذا الفيلم، ويقول: “لن أحضره”. بهذا أنت نجحت أن توصله لإدراك روحي ووعي يُعتمَد عليه حينما يخرج مع أحد ويسمع أشياء كهذه، حيث يوجد أرواح وراء ذلك الشيء. أدْرِكْ أن الروح القدس لا يريدك أن تحيا حياة صعبة، بل سَلِسة وسهلة.

▪︎ لتكُن لك نظرة استباقية:

“فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟»” (مرقس ٥: ٣٠).

 الْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ؛ كُلما تسير مع الروح القدس، ستُدرِك أنه يوجد قوة قاِبلة للخروج يمكنك إخراجها تجاه الموقف أو الشيء. الجرأة التي كثيرًا ما ذهبت من عند أولاد الله، لابد مِن استعادتها. أن تأتي الظروف ويقبلونها كما هي، وأن يبقى الوضع كما هو عليه، وتركهم للأمور تحدُث بصورة عادية! ليست نهاية ذلك الأمر حسنة، ففي النهاية رأينا جيلاً كاملًا لم يَعْلم أنه من الهام جدًا أن يُحْدِث تغييرًا ويُخرِج القوة هذه عَبْر الصلاة.

 جمع بولس مالاً من كنائس كان أعضاؤها أممًا لتدعيم كنيسة في أورشليم كانوا يعبرون في تحديات واضطهادات، فقال الآتي:

٢٧ اسْتَحْسَنُوا ذلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضًا. ٢٨ فَمَتَى أَكْمَلْتُ ذلِكَ، وَخَتَمْتُ لَهُمْ هذَا الثَّمَرَ، فَسَأَمْضِي مَارًّا بِكُمْ إِلَى اسْبَانِيَا. ٢٩ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي إِذَا جِئْتُ إِلَيْكُمْ، سَأَجِيءُ فِي مِلْءِ بَرَكَةِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. ٣٠ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ، ٣١ لِكَيْ أُنْقَذَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ، وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي (خدمة توصيل التقدمة) لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ.” (رومية ١٥: ٢٧-٣١).

  “٣١ وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً”؛ قال لهم بولس أن يُجاهدوا معه في الصلوات، هذه هي الركيزة التي يتحرَّك بها بولس والقوة التي يُطلِقها. حيث كان يُصلي أن تُقبَل تلك التقدمة الآتية من الكنائس لدى كنيسة أورشليم، إذًا فكل شيء من وراءه قوة روحية، فهذا ليس أمرًا صغيرًا.

 كان مِن الممكن ألَّا يقبلوا التقدمة في أورشليم تحت مُسمَى أفكار أن تلك التقدمة آتية من الأمم، لكنه صَلَّى وقال لهم أن يُصلُّوا معه، فالموضوع شأن كنسي وليس شخصي، فالكل يجب أن يُصلي. بالطبع يُؤمِن بولس بالحماية، لكن الموضع هنا شأنٌ كنسيٌّ فهو يتحرَّك في الخدمة، فالأمر يخص الكل، ويجب أن تتَّحد الكنيسة كوحدة واحدة.

 لهذا إن أعاقه الشيطان في أمرٍ يَخُص الكنيسة، فهذا معناه أن الكنيسة لم تكُن تُصلي كما ينبغي، وليس لأنه لا يعلم كيفية التعامُل مع الأرواح الشريرة. أما فيما يختص بدائرته الشخصية، فلم يكُن ينضغط ويتعب ويكتئب بشأنه، بل كان يسير بإيمان وصلابة طوال الوقت. نحن قد رأينا سلوك الرسول بولس بفرحٍ طوال الوقت بغض النظر عن الظروف، وكان حزنه ووجعه على النفوس وليس على ما يَمرُ به.

 قد يبدو الأمر طبيعيًا، أمعقول أن يرفضوه في أورشليم؟! ألن يخجلوا فهو آتٍ من سَفَر؟! أليس هم في احتياج للمال؟! لم يعتبر بولس تلك الافتراضات، بل كان يصلي، فيبدأ الروح القدس بالتَحرُّك تجاه الشخص ويُخرِج القوة، فيبدأ أن يتحرَّك تجاه الكنيسة ليقتنعوا داخليًا. هذا ما يجب فِعْله على ال CV الخاص بك وأوراقك لكي تُقبَل، لأنه يوجد قوة داعِمة أنت تُطلِقها تجاه الشيء.

 إن كنت تنتظر أن يتمّ الأمر بتحليلاتك الشخصية واعتمادك على الحكمة البشرية، اعرفْ أنّ الأمر سيفشل. لكن إن اعتمدت على أيدي الروح القدس عبر إطلاق القوة في الصلاة -ويوجد طريقة لذلك- انظرْ ماذا سيَحدُث!

 لقد خرجت القوة من يسوع، معنى ذلك أن تلك القوة قابلة للخروج وإحداث تغيير في جسم هذه المرأة. إذًا يوجد قوة تُحْدِث تغييرًا في الموقف والشخص المُعانِد هذا، كما توجد قوة يمكنها الخروج تجاه الطفل لجعله مُريحًا في التربية وخاضِعًا لك.

 انتبه! فخلف الأمر دعمٌ روحي. لم يَقُل بولس: “إني سأقنعهم وأعتمد على الخضوع للقيادة الروحية!”، في تلك اللحظة كانوا سيبيعونه لأن الأمر بتفكيرهم أن هذه شريعة، فَهُم بهذا يختلطون بالأمم في نظرهم، فهو الوحيد المُعتبَر رسول للنجسين لتعامُله مع هؤلاء الأمم.

 لهذا كان بولس مكروهًا من طرفين هما اليهود وبعض المؤمنين، لأنه كان يفهم الحق الكتابي بصورة أعمق من بطرس ويعقوب ويوحنا، كما أوضح بولس إنه بيسوع نهاية الناموس، فلا احتياج للناموس الآن. لهذا السبب كان مكروهًا من اليهود والمُؤمنين الذين مازال موضوع موسى والشريعة في ذهنهم.

 لهذا الأمر ليس عاديًا، إن دَعَّمْتَ حياتك وقُمْت بتغذيتها بالصلاة بألسنة سيختلف الأمر تمامًا. ربما يقول البعض: “لا أعلمُ من أجل ماذا أصلي؟” لا أدعوك للتخمين، لكن بينما تُصلي بالروح أي بألسنة، فأنت تُطلِق كلمات وتُدعِّم أمورًا، ثم عليك أن تُحدِّد الصلاة إن كان أمرًا ما.

 لكن تأكَّدْ أنك وأنت تُصلِي بألسنة فأنت تزرع أرضك وتملأها، فتجد حياتك سَلِسة وسهلة، وتجد حكمة للتصرُّف في المواقف، ويرجع هذا لأنك صليت للأمر قبلها، فتجد لديك عِلْمًا مُسبَّقًا وتهيؤًا للشيء.

 لهذا كان بولس استباقي، لديه بُعْد نظر للموضوع، فقام بالصلاة لتُقبل التقدمة. كان تفكيره: “لقد جمَّعنا تقدمات لنساعدهم، لا نأتي في النهاية ويفشل الأمر!” وسيكون السبب روحي، لأنه عالج الأمر روحيًا. لذا تعوَّدْ أن تُصلي دائمًا سواء كنت ذاهِبًا لمقابلتك بالعمل، أو ذاهِبًا لشخص لتشتكي لأمرٍ ما.

 إن كنت تتعامل مع أي مكان ترى فيه دائما صعوبة ووقوف للأمور وفرامل، صلِ، أطلِق القوة فهي قابلة للخروج. يمكنك أن تستغل ذلك المستوى العالي الذي يُريده الرب لنا، المستوى الإلهي لنحيا به، وليس المستوى الوسطي الذي يعيش به البشر، يصعدون ويهبطون به.

 لهذا وأنت تتحرَّكْ روحيًا، ضَعْ الكلمة في ذهنك بتلك الصورة، ابدأ بإطلاق الكلمة وتلك القوة وأخرِجها. ما السِرّ وراء الرب يسوع، وجعله مشحونًا بتلك القوة دائمًا، لدرجة أن استفادت من تلك القوة المرأة النازفة حتى وسط الزحام؟ تلك القوة قابِلة الاستعلان للعَلن والاستفادة منها. صارت هذه القوة داخلنا الآن!

 يوجد قوة يُمكنك بها تغيير الظروف والأحداث، تجعلك قوة الله تتعامل بجرأة مع المواقف دون خجلٍ وخزي، لهذا وأنت تتعامل مع الموقف، هل تجعله يصطدم بذهنك أم بقوة الله التي بداخلك؟ هذا بين يديك.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$