إن الكلمة تأخذ مكان المسيح الغير منظور. والتأمل واللهج في الكلمة هو زيارة معه. ان الكلمة تصبح جزء لا يتجزأ من الشخص عن طريق التأمل واللهج. فالكلمة التي تعيش فينا تدخل في دمائنا. أعمال 19 :20، ” وهكذا كانت كلمة الرب تنمو وتنتشر وتسود وتغلب وتسيطر وتتقوى جدا.”
أن النهضة في أفسس كانت تزلزل الأمة. فلم يكن وعظ بولس؛ ولم تكن فلسفته أو المنطق الخاص به؛ بل كانت كلمة الله. أعمال 12 :24، ” أما كلمة الرب فكانت تنمو وتزداد انتشاراً وتتضاعف”. فلقد نمت في أذهان الناس. ففازت بالسيطرة والسيادة والغلبة عليهم.
الإيمان يجعل الكلمة تنمو وتنتشر وتسود وتغلب وتسيطر وتتقوى جدا
إن الإيمان يأتي عندما تسود وتغلب وتسيطر الكلمة فوق طرق التفكير. في متى 8: 23-27، نرى الكلمة السائدة والغالبة والمسيطرة في شفاه يسوع على قوانين الطبيعة. تذكروا أنه قال:
” يا قليلي الإيمان” “ثم قام وانتهر الرياح والبحر؛ وكان هناك هدوء عظيم. وتعجب الرجال، قائلين،” أَيُّ نوع من البشر يكون هَذَا! فَإِنَّ حتى الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعاً تُطِيعُهُ؟ ” ولقد سادت وانتصرت وسيطرت الكلمة في متى 8: 5-12. فالكلمة سادت وانتصرت وسيطرت في شفاه يسوع على المرض في خادم قائد المائة الروماني. وفي متى 14: 13-21، حكمت وسادت وسيطرت الكلمة في شفاه يسوع علي قانون العرض والطلب. فالخمسة أرغفة والسمكتين تضاعفوا وتكاثروا حتى تم تغذية خمسة آلاف شخص وتبقي اثنتي عشرة قفة من الكسر.
يوحنا 1: 1-3، “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. كان ذلك نفس الشيء في البدء عند الله. بواسطته خُلِقَ كل شيء؛ وبغيره لم يتكون أي شيء مما تكون.”
يسوع والكلمة هم واحد
الله يكرم اللغة البشرية عن طريق تسمية يسوع بالكلمة. فلقد اتي الكون كله إلى حيز الوجود من خلال الكلمات. وتحدث الروح في سفر التكوين 1: 14-19، “لِتَكُنْ انْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ. “. ان كلمة الله، والروح، يخلقوا الأشياء المادية، مما يثبت أن الروح هو أكبر وأعظم من الأشياء المادية. يوحنا 1 :14: “والكلمة صار جسدا وحل بيننا.” اريدكم ان تدركوا، انه لدينا الكلمة المنطوقة من شفاه يسوع؛ ولدينا الكلمة المتجسد المقيمة والساكنة في وسطنا؛ ولدينا الكلمة المنطوقة من شفاه الرسل قبل أن يأتي وحي بولس.
تسالونيكي الأولي 2 :13، “ولهذا السبب، نَحْنُ أَيْضاً نَشْكُرُ اللهَ باستمرار وبِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ عندما سمعتم مِنَّا الكلمة المنطوقة، استقبلتموها لاَ كَكَلِمَةِ بشر، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ َكَلِمَةِ اللهِ، الذي هو نفسه يعمل بفاعلية وتأثير فيكم انتم الذين تؤمنون “(ترجمة Moffat)
بينما كان بولس في تسالونيكي كانت الكلمة منطوقة، ولكن رسائله كانت الكلمة المكتوبة، والكلمة المانحة للحياة. مزمور 107: 20 ،” أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ.”
والكلمة تجلت وتجسدت في جسد، مثل الكلمة المنطوقة من خلال شفاه يسوع، ومثل الكلمة المنطوقة من خلال الرسل، وأخيرا وضعت على الورق في لغة البشر حتى يكون لدينا سجل دائم وثابت لهذه الكلمة الحية.
الكلمة تنمو وتنتشر وتسود وتغلب وتسيطر فوق الحواس والمشاعر
رومية 4: 17-19 تعطينا صورة حية عن الكلمة السائدة والمنتصرة والمسيطرة فوق الخوف والاحباط والرجاء والمعرفة الحسية في ذهن إبراهيم. إن كلمة الله نطق بها لهذا الرجل، فأعلنت: ” أنى قد جعلتك اباً لأمم كثيرة؛ امام الله الذي امن به الذي يعطي الحياة للموتى ويدعو الاشياء غير الموجودة كأنها موجودة. فلاحظ بعناية الآية التي تليها: ” فهو في الرجاء آمن ضد الرجاء للنهاية لكي يصير اباً لأمم كثيرة.” أن الرجاء والإيمان كانوا في حرب. ولقد فاز الإيمان وجعل الرجاء حقيقة واقعة.
تذكر عبرانيين 11: 1 “. الإيمان هو اعطاء مادة لأشياء التي كنا نرجوها.”
ان الرجاء هو دائماً في المستقبل. فهو حلم، وهو ليس حقيقي أبداً. الإيمان يصل ويقبض ويمسك بالرجاء ويُحضره الي عالم الحاضر الحالي.
رومية 4 :19، ” ودون أن يضعف في الإيمان، فكان يعرف أن جسمه في الواقع مثل جسد ميت (حيث كان عمره حوالي مئة سنة)، وايضاً يعرف ان رحم سارة عاجز وميت.” فهذا الرجل كان يرجو ويأمل ان يكون لديه طفل. وفي ذلك الوقت الإيمان غيَّر واستبدل الرجاء بواقع حقيقي.
” وكان لا يزال ناظراً إلي وعد الله ولم يشك في وعد الله عن عدم إيمان، بل نما بقوة بواسطة الإيمان، فأعطى المجد لله، إذ اقتنع تماماً بأن ما وعده الله به هو قادر أن يفعله (سيصبح حقيقة واقعة).”
فلهذا أيضا ايمان إبراهيم حُسب له براً. ان البر أعطى هذا الرجل مكانة عند الله، واعطاه مكانة الصديق مع الله.
الكلمة في شفاهنا
إن أعمال 6: 7 تخبرنا بأن كلمة الله زادت وتضاعفت عندما بشروا ومارسوا ما سمعوه من شفاه السيد. فبدأت الكلمة تنمو وتظهر وتتسع حتى اصبحت قوية الي أقصى حد في قلوب الرجال والنساء. فكانت الكلمة سائدة وغالبة ومعتمدة ومنتشرة ومسيطرة.
وفي خدمتي، كانت الكلمة قوة متنامية ومتعاظمة وحية. إن الكلمة أبدية مثل الله، فهي دائماً حديثة وطازجة، وهي دائماً جديدة. متي 24 :35 ” إن السماء والأرض تزولان؛ ولكن كلامي لا يزول أبداً. ” فالكلمة هي جزء من الله. . . وهي ما يكونه الله.
يوحنا 14: 9، سأل فيلبس يسوع: “أرنا الآب وكفانا.”
قال يسوع: ” إني معكم منذ وقت طويل، ولا تعرفني، يا فيلبس؟ من رآني فقد رأى الآب.”
كان يسوع والآب واحد. فيسوع والكلمة، اللوجوس، هم واحد. يوحنا 12 :49، قال يسوع: ” لأني لم أتكلم من عندي، بل الأب الذي أرسلني، هو أوصاني بما أقول وأتكلم. وأنا أعلم أن وصيته حياة أبدية؛ فإن ما أقوله من كلام، أقوله كما قاله لي الآب ” ويمكنك ان ترى عدم الخوف وجراءة يسوع في وجود المرض والشياطين.
وكان يستخدم كلام الآب، وكان يعلم أن كلامه لا يمكن أن يفشل. في تيموثاوس الثانية 4: 2، ” نادي بالكلمة واكرز بها وكن مستعداً للتحرك الفوري في الفرص المناسبة وغير المناسبة على السواء، ووبخ وعاتب وحذر وانصح وشجع محتملاً المشاكل والاستفزاز بكل طول أناة وتعليم.” لقد كرز يسوع بالكلمة ولقد تم شفاء المرضى بسبب الكرازة بالكلمة. ولقد سحقت الكلمة قوة الشياطين فوق البشر. ولقد كرز الرسل بالكلمة، ولقد تم شفاء المرضى، وتم اقامة الموتى، والجموع تم ولادتهم من جديد فحصلوا على الخليقة الجديدة. ان تكرز بالكلمة يعني ان تكرز بالمسيح، لأن المسيح هو الكلمة. وان تكرز بالإنجيل يعني ان تكرز بالكلمة، والأخبار السارة.
الكلمة تجعلنا نحب
الي أن تسود وتغلب وتنتشر وتسيطر الكلمة، يوحنا 13 :34 ،35 لن يكن معروفاً وذائع الصيت في العالم. ” وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ جَمِيعُ البشر أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي واتباعي: إِنْ كَانَ لَكُمْ محُبٌّة بَعْضكم لبَعْضٍ.” كانت المحبة هي القوة السائدة والغالبة والمنتشرة والحاكمة والمهيمنة والشيء الغير منظور الذي كان يحكم ويسود علي الكنيسة في بدايتها. 1 يوحنا 4: 7، 8، “أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضا. لان المحبة هي من الله. وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لا يعرف الله. لأن الله هو محبة.”
المحبة هنا هي الدليل على الولادة الجديدة. وفقط المُحِبُّونَ لديهم الأثبات بأنهم عبروا وتحولوا من الموت الى الحياة، لأنهم يحبون الاخوة. فالذي لا يحب اخاه يبقي ويسكن ويثبت في الموت. ” ولم يسبق له الحصول علي الحياة الأبدية، وطبيعة الله. وفقط عندما تسود الكلمة وتنمو وتنتشر وتغلب وتسيطر في القلب سنعرف فعلياً حقيقة هذه الأمور الإلهية. فالكلمة تجعلنا نحب.
يوحنا 2: 10-11. “من يحب أخاه يثبت ويبقي ويسكن في النور، وليس هناك فرصة للتعثر فيه”. إن الكلمة (الالهية) المُحبة والسائدة والنامية والمنتشرة والغالبة والمسيطرة في القلب تنتشل الانسان من عالم الضعف والفشل، حيث تكون كلماته تسبب الاذى، وافعاله تقود الآخرين على فعل الأمور الخاطئة.
الكلمة تجعلنا ننتصر ونُخضع الأمور
إذا كان أحد يبغض أخاه، فهو يعيش في الظلام. والكلمة لم تسود وتنمو وتنتشر وتغلب وتسيطر في حياته. وهو يعيش ويسلك كانسان عامِّي غير مهذب. 1 كورنثوس 3: 3، ” لأنكم مازلتم جسديون (محكومون بالحواس): فانه اذ فيكم حسد وغيرة وخصام وصراع وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب طريقة البشر (العامِّيين والغير مهذبين)؟” فكم كثير من المؤمنين، يعيشون كالبشر العامِّيين والغير مهذبين، وذلك لأن الكلمة لا تسيطر ولا تنمو فيهم؟ فيسود عليهم المرض والوبأ لأنهم لا يسيروا في ضوء الكلمة. يوحنا 8 :12 قال يسوع: ” انا هو نور العالم: من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون ممتلك نور الحياة.”
طالما يسود المرض عليك، فانت تسير في الظلام. فانت توافق ذهنياً بالكلمة، لكنك لا تتصرف بناء عليها. وطالما أنت تمشي في الفقر، واختبارك ولسان حالك هو باحتياجاتك وعوزك، فالكلمة لم تسود (بعد) في حياتك.
أن فيلبي 4:19 لا مكان لها في الحياة الغير مُسيطر عليها بالكلمة: ” فيملا ألهى كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع.”
عندما تسود الكلمة وتنمو وتنتشر وتغلب وتسيطر، سيكون لديك فيض كثير لنفسك وللآخرين. كذلك فيلبي 4: 13 :”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” لم تثمر بالسيطرة والغلبة في الحياة الغير مثمرة.
الإقرار والاعتراف الشفهي المتردد والمتعثر والمرتبك يكون موجوداً عندما تكون الكلمة غير سائدة ونامية وغالبة ومسيطرة فوق منطقك وقدراتك العقلية، وعندما يكون المسيح والكلمة لم تصبحا حقيقة واقعة. ورومية 10: 8، ” لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، وفِي فَمِكَ، وَفِي قَلْبِكَ: وهي كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا.” إن قلبي لم يدرك أبداً سر الإيمان حتى رأي هذه الحقيقة: أن الكلمة يجب أن تسود وتسيطر على ذهني. ولقد توقف الإيمان أن يكون مشكلة، عندما أصبحت الكلمة حقيقية بالنسبة لي مثل كلمة صديق أو مثل كلمة أحد موظفي البنوك.
أنا لم أعد أفكر في الإيمان أو أحتاج لذلك. اريدك ان تدرك، ان يسوع لم يلمح أبداً إلى ضرورة الإيمان. لماذا؟ لأنه كان لديه كلام الآب.
هل الله يقول ذلك؟ نعم! اذن لدينا ما يقوله! مزمور 27: 1، ” اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ قوة وحِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ “
فهل قال انه قوة وحِصْنُ حَيَاتِي؟ اذن هو كذلك. فانا لديَّ كل القوة التي أحتاجها لأي طارئ أو أي احتياج او عوز. هل يعوزني حكمة؟ (معظمنا كذلك) حسناً، 1 كورنثوس 1: 30 تقول إن الله جعل يسوع لنا حكمة. وهذا يعني أنه سيكون لدينا القدرة على استخدام المعرفة التي أعطيت لنا في الكلمة، وأننا لم نعد نسير في الظلمة، لأننا لدينا نور الحياة.
كولوسي 1 :13 أصبح واقعاً حقيقياً: “الذي خلصنا وأنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ. ” فنحن تم تحريرنا من الضعف، ومن العمى الروحي، وتم تحريرنا من الحالة النفسية والذهنية القديمة ومن العجز وعدم القدرة، ويمكننا الآن القيام بكل شيء فيه لأنه أصبح هو قدرتنا. ان كورنثوس الثانية 3: 5، 6 أصبح ملكنا جداً: “ليس أننا أصحاب كفاءة وقدرة ذاتية لنحسب اي شيء كأنه من أنفسنا: بل إن كفاءتنا وقدرتنا هي من الله، الذي جعلنا أصحاب قدرة وكفاءة لنكون خداماً لعهد جديد.” والكلمة في النهاية تسود وتنمو وتنتشر وتغلب وتسيطر. فنحن ما يقوله اننا نَكُونُه وأصبحنا فيه. ولدينا القدرة علي فعل ما يقوله انه يمكننا القيام به. وهو ما يقوله انه هو، وليس كلمة منه خاوية من القدرة والإمكانية لتنجح وتزدهر وتصل لأعلي نمو فينا.
أسئلة
اعط أمثلة من الكلمة السائدة والمنتشرة والغالبة والمسيطرة في الأربعة الأناجيل.
ما هو الأمر الذي يجعل الكلمة تسود وتنمو وتنتشر وتغلب وتسيطر؟
اعط ثلاثة أشكال التي توجد فيها الكلمة
ماذا يقول بولس عن الرجاء في رومية 4: 17-19؟
ماذا يعني أن تكون الكلمة لدينا في شفاهنا؟
هل يمكننا أن نسير في المحبة إذا كانت الكلمة غير سائدة ومنتشرة وغالبة ومسيطرة؟ اعط دليلاً كتابياً.
كيف نسير في النور؟
ماذا يعني السير في الظلام؟
ما هي العلاقة بين الكلمة و(الحياة) بسلوك منتصر؟
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society , site: www.kenyons.org
All rights reserved to Life Changing Truth.