القائمة إغلاق

المجد الحالي بالقيامة – الجزء 5 The Present Glory Through The Resurrection – Part

  لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا  

لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا  

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

 

video
play-sharp-fill
 
video
play-sharp-fill
 
video
play-sharp-fill
   

(العظة مكتوبة)

المجد الحالي بالقيامة – الجزء 5

 

  • ينبغي أن يزداد إدراكنا لعالم الروح.
  • للمجد مستويات.
  • نوعية حياتك إما أن تجلب العار على اسم يسوع أو تمجده.
  • يتحتم علينا أن نحيا المجد.
  • مراحل المجد الإلهي:
  • السيادة على الطبيعة البشرية.
  • فهمك وإدراكك للأسرار الإلهية.
  • تصحيح علاقاتك مع الناس.
  • الرجاء والصلابة في مواجهة المواقف والتحديات.
  • يظهر ثمر البر نتيجة العمل على شخصيتك وحياتك.
  • إنقاذ ومجد في مواجهة ظروف الحياة.
  • يظهر المجد بصورة متدرجة.
  •  
  • ينبغي أن يزداد إدراكنا لعالم الروح أكثر من عالم العيان:-

 القيامة هي السبب الرئيسي للمجد الحالي، كمولود من الله من المفترض أن تكون مدركًا وواعيًا له، من غير الطبيعي أن تكون أكثر إدراكًا لعالم العيان عن عالم الروح. مقياس نجاح الروح القدس في عمله في حياتك هو وعيك وإدراكك لحياة المجد الحالي التي وضعك الرب يسوع فيها، لذا ليس من الطبيعي أن تكون واعيًا ومدركًا للأرواح الشريرة أو ظروف الحياة أكثر من سكنى الروح القدس في داخلك أو لمملكة الله التي أنت فيها.

لنتذكر في قصة سقوط آدم وحواء عندما انفتحت أعينهما اكتشفا وأدركا أنهما كانا عريانين وهذا كان غير طبيعي وهو نتيجة للسقوط، فعندما خلق الله الإنسان كان إدراكه لعالم الروح أكثر جدًا من عالم العيان. نستنتج من ذلك أن الحياة الطبيعية للإنسان منذ خليقته هو أن يكون أكثر إدراكًا لعالم الروح عن عالم العيان، أن يكون واعيًا لمملكة النور وليس لمملكة الظلمة.

هذه هي إرادة الروح القدس لك كمولود من الله المُعلنة في الكتاب المقدس وهى حياة المجد، يريد الروح القدس أن ينقل أفكارك ويجدد ذهنك بهذا الحق الكتابي حتى تقدر أن تحيا حياة المجد الحالي هنا على الأرض.

  • هناك مستويات للمجد:-

ما تفكر فيه هو ما ستحياه وتعيشه على أرض الواقع. عندما يتجدد ذهنك بحياة المجد الحالي ستحيا المجد هنا على الأرض في كل الأمور، سواء في صحتك أو ازدهارك أو ارتباطك أو عملك . . . إلخ، كلما درست عن المجد وعن ميراثك في المسيح كلما عشت هذه الحياة على أرض الواقع. توجد مستويات للمجد وهذا تكلم عنه الروح القدس في رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس:

 “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (٢ كورنثوس ٣: ١٨).

 كلما نظرت للمجد كلما تغيرت إليه، هذا قانون روحي. على سبيل المثال، إن نظرت لنفسك على أنك كثير الخطايا وأنك عصبي، ستصبح كذلك، حتى ولو كان هذا هو الواقع لكنه ليس الحقيقة. حقيقة الأمر هو أنك بنيت اعتقاداتك على وسائل إثبات عيانيه أرضية ولم تبنها على إثباتات كتابية سماوية صادرة من الروح القدس، يجب عليك كمؤمن مولود من الله أن تبنى اعتقاداتك وتجدد ذهنك وأفكارك على وسائل إثبات حقيقية من الروح القدس شخصيًا في كلمته، وهي الشواهد الكتابية التي بين أيدينا، تقول الكلمة عنك إنك قوي، قادر على التحكم في أعصابك وظروفك وعملك ومادياتك وعلاقاتك، وكلما درست الكلمة كلما ظهرت حياة المجد في حياتك وعلى العكس أيضًا، إن درست عن الخوف والفقر والاحتياج كلما ظهرت حياه الظلمة في حياتك.

لم يعطنا الله روح الخوف بل روح القوة والمحبة والفكر المتحكم فيه، إذًا السؤال هنا هو من أين يأتي الخوف؟ يأتي نتيجة أفكار ومبادئ استقبلتها في تفكيرك سواءً عن طريق السمع أو القراءة أو من الحواس الخمس، وترتب عليها ازدياد وعيك وإدراكك للخوف، ونتيجة لهذا تأثرت حالتك النفسية والعصبية مما جعلك أكثر عصبية، وعندما تلجأ للروح القدس لحل هذه المشكلة التي هي على سبيل المثال لا الحصر، فإنه يعمل على حل مشكلة الخوف التي نتج عنها العصبية عن طريق تجديد ذهنك وأفكارك بالكلمة فيظهر مجد الله في حياتك بتغيير معتقداتك عن نفسك فتبدأ تنظر للصورة الحقيقية لنفسك التي تتكلم عنها كلمة الله وتبدأ تظهر عليك أعراض الهدوء.

  • يتحتم علينا أن نحيا المجد:-

يكتفي بعض من المؤمنين بكونه مولود من الله، ولا يهتم باشتعاله ونضوجه الروحي نتيجة لاعتقاده بأن أمر نضوجه الروحي حالة اختياريه، ولا يسعى لإظهار مجد الله على حياته. أقول لمثل هؤلاء: “احذر، كونك تحيا حياه عادية مثلك مثل غير المولودين من الله سواء في ظروفك أو مادياتك أو عملك أو ارتباطك، فأنت لا تمجد الرب في حياتك وأقولها لك صراحة، هذا يجلب العار على يسوع، فأنت تنجس اسم يسوع بهذه الطريقة لأنك لا تسلك حسب الكلمة”.

“٦ لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، ١٢ لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. ١٤ الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ” (أفسس ١: ٦، ١٢، ١٤).

يتكلم الرسول بولس في رسالته لأهل أفسس الإصحاح الأول عن “مدح مجده” مما يعنى أنه يوجد هدف لحياتك على الأرض كمولود من الله وهو أن تحيا حياة المجد، هذا ليس اختياريًا ولكنه إلزامي، فكونك لا تحيا حياه المجد فأنت تؤثر على رأى الناس في يسوع فلا ينجذبون إلى يسوع ويترتب عليه عدم قبول البشر ليسوع مما ينتج عنه هلاكهم.

  • نوعية حياتك إما أن تجلب العار على اسم يسوع أو تمجده:-

“١٦ وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: ١٧ «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لَمَّا سَكَنُوا أَرْضَهُمْ نَجَّسُوهَا بِطَرِيقِهِمْ وَبِأَفْعَالِهِمْ. كَانَتْ طَرِيقُهُمْ أَمَامِي كَنَجَاسَةِ الطَّامِثِ، ١٨ فَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ لأَجْلِ الدَّمِ الَّذِي سَفَكُوهُ عَلَى الأَرْضِ، وَبِأَصْنَامِهِمْ نَجَّسُوهَا. ١٩ فَبَدَّدْتُهُمْ فِي الأُمَمِ فَتَذَرَّوْا فِي الأَرَاضِي. كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ. ٢٠ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ. ٢١ فَتَحَنَّنْتُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسَهُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا. ٢٢ «لِذلِكَ فَقُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلْ لأَجْلِ اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جِئْتُمْ. ٢٣ فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ الْمُنَجَّسَ فِي الأُمَمِ، الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي وَسْطِهِمْ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ. ٢٤ وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. ٢٥ وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. ٢٦ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. ٢٧ وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. ٢٨ وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا، وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. ٢٩ وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتِكُمْ. وَأَدْعُو الْحِنْطَةَ وَأُكَثِّرُهَا وَلاَ أَضَعُ عَلَيْكُمْ جُوعًا. ٣٠ وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ. ٣١ فَتَذْكُرُونَ طُرُقَكُمُ الرَّدِيئَةَ وَأَعْمَالَكُمْ غَيْرَ الصَّالِحَةِ، وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ وَعَلَى رَجَاسَاتِكُمْ. ٣٢ لاَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكُمْ. فَاخْجَلُوا وَاخْزَوْا مِنْ طُرُقِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. ٣٣ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ تَطْهِيرِي إِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ آثَامِكُمْ، أُسْكِنُكُمْ فِي الْمُدُنِ، فَتُبْنَى الْخِرَبُ. ٣٤ وَتُفْلَحُ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ عِوَضًا عَنْ كَوْنِهَا خَرِبَةً أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ. ٣٥ فَيَقُولُونَ: هذِهِ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، وَالْمُدُنُ الْخَرِبَةُ وَالْمُقْفِرَةُ وَالْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً. ٣٦ فَتَعْلَمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تُرِكُوا حَوْلَكُمْ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، بَنَيْتُ الْمُنْهَدِمَةَ وَغَرَسْتُ الْمُقْفِرَةَ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَسَأَفْعَلُ. ٣٧ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبِّ: بَعْدَ هذِهِ أُطْلَبُ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَفْعَلَ لَهُمْ. أُكَثِّرُهُمْ كَغَنَمِ أُنَاسٍ، ٣٨ كَغَنَمِ مَقْدِسٍ، كَغَنَمِ أُورُشَلِيمَ فِي مَوَاسِمِهَا، فَتَكُونُ الْمُدُنُ الْخَرِبَةُ مَلآنَةً غَنَمَ أُنَاسٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»”. (حزقيال ٣٦: ١٦-٣٨).

“٢٠ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ. ٢١ فَتَحَنَّنْتُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي نَجَّسَهُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا” حينما تشتت الشعب بين الأمم وهي حالة لعنة، نجسوا اسم الرب القدوس، لأن الرب يتمجد حينما يحيا الشعب في البركة والأنتصار.

٢٣… فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ٢٤ (عن طريق أن) وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. ” نفهم من كلام الروح القدس على لسان حزقيال النبي أن الرب يبحث عن إثباتات عيانيه هنا على الأرض لبني البشر ليثبت أنه هو الإله الحي وهذا المبدأ مازال موجودًا في ظل العهد الجديد، مما يعنى أن الله يريد إظهار مجده في حياتك وتكون منتصرًا.

٣٠ وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ كما يوضح الشاهد الكتابي أن الله لا يعترف بالإمداد البشري لتسديد الاحتياجات ويعتبره عارًا، فمع إن الشعب نال تسديد لاحتياجاته وسط الأمم إلا أن الرب لا يعترف به بل ويراه عارًا، فلم يقبل ابن إبراهيم من هاجر لأنه لم يأتي بالإيمان.

٣٤ وَتُفْلَحُ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ عِوَضًا عَنْ كَوْنِهَا خَرِبَةً أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ” يتضح من ذلك أنه إن لم تحيا حياه المجد في حياتك فأنت تجلب العار على يسوع. فالله يريد عمل عائلة تسلك بالإيمان، وهو بنفسه يقف أمام من يخربها حتى ولو كان من أحد أفرادها فهذه قضيته، فليس هينًا أن تحيا حياتك على الأرض كأي شخص غير مولود من الله ولا تحفظ قلبك للرب. كونك لا تحيا حياه المجد فأنت تستهين بخطة الخلاص التي ثمنها هو ثمن يسوع.

قد ذكر في الأصحاح الثاني من العبرانيين “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟” أي خلاصًا بهذه الضخامة. إذًا كونك تحيا حياة المجد على الأرض ليس أمرًا اختياريًا بل إلزاميًا وعليك المسئولية تجاه الله.

حياة المجد الإلهي ليست للمؤمنين الناضجين فقط بل لجميع المؤمنين بغض النظر عن مدة معرفتك للكلمة أو المدة اللاحقة لميلادك الثاني كبيرة كانت أو صغيرة. إن كنت مولودًا من الله من فترة قصيرة، وبدأت تُغذي روحك من الكلمة لمدة أسابيع ووضعت نفسك في التعاليم الكتابية الصحيحة بصورة قوية وملازمة ومستمرة، سيبدأ مجد الله يظهر في حياتك وعليك أن تستمر ولا تتوقف، فهذا الأمر لا يُسمَح فيه بالتراخي بل يجب عليك أن تتشدد وتثابر فيه.

  • مراحل المجد الإلهي:-
  • السيادة على الطبيعة البشرية:

من البدء لم يَخلِق الله الإنسان ليحيا حسب حواسه الخمس ولكن الحقيقة هي أن آدم كان مسيطرًا على جسده؛ ويحيا من الداخل للخارج. ومسيطرًا على السماء الأولى والثانية وذكر هذا في مزمور ١١٥ “السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ، أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ” (المزامير ١١٥: ١٦). وعندما ترجع للترجمة العبرية التي كتب بها العهد القديم، تجدها مكتوبة هكذا: “سماء السماوات للرب إلهنا…” هذا يعنى أن السماء الأولى والثانية هي تحت سيطرة الإنسان وهذا ما جعل إبليس يسيطر عليهما بعد سقوط آدم.

كل ما تراه أعيننا هو تحت سيطرة الإنسان، فكونك ترى النجوم إذًا هي تحت سيطرتنا، وعلينا أن نملأها بالملائكة. ما حدث وقت السقوط كانت حرب نجوم، وإن كانت توجد حاليًا بعض الألعاب خاصة بحرب النجوم هذا لأن إبليس عاش هذه الحروب وهو يريد أن يدرب البشر عليها. ويوضح الروح القدس في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس عندما تكلم عن أجناد الشر الروحية: “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ ٱلشَّرِّ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ” (أفسس٦: ١٢أي السماء الأولى والثانية (الفضاء)، ولذلك كان ليشوع القدرة على إيقاف غروب الشمس.

 المجد الإلهي يجعلك تسيطر على بشريتك، فليس من الطبيعي أن تتأثر بحواسك الخمس وتسيطر عليك.

  • فهمك وإدراكك للأسرار الإلهية:      

“١ إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. ٢ يَا إِلهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى. لاَ تَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي. ٣ أَيْضًا كُلُّ مُنْتَظِرِيكَ لاَ يَخْزَوْا. لِيَخْزَ الْغَادِرُونَ بِلاَ سَبَبٍ. ٤ طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. ٥ دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. ٦ اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ يَا رَبُّ وَإِحْسَانَاتِكَ، لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ هِيَ. ٧ لاَ تَذْكُرْ خَطَايَا صِبَايَ وَلاَ مَعَاصِيَّ. كَرَحْمَتِكَ اذْكُرْنِي أَنْتَ مِنْ أَجْلِ جُودِكَ يَا رَبُّ. ٨ اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ. ٩ يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ. ١٠ كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ. ١١ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌ. ١٢ مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْخَائِفُ الرَّبَّ؟ يُعَلِّمُهُ طَرِيقًا يَخْتَارُهُ. ١٣ نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ تَبِيتُ، وَنَسْلُهُ يَرِثُ الأَرْضَ. ١٤ سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ. ١٥ عَيْنَايَ دَائِمًا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ هُوَ يُخْرِجُ رِجْلَيَّ مِنَ الشَّبَكَةِ. ١٦ اِلْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي، لأَنِّي وَحْدٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا. ١٧ اُفْرُجْ ضِيقَاتِ قَلْبِي. مِنْ شَدَائِدِي أَخْرِجْنِي. ١٨ انْظُرْ إِلَى ذُلِّي وَتَعَبِي، وَاغْفِرْ جَمِيعَ خَطَايَايَ. ١٩ انْظُرْ إِلَى أَعْدَائِي لأَنَّهُمْ قَدْ كَثُرُوا، وَبُغْضًا ظُلْمًا أَبْغَضُونِي. ٢٠ احْفَظْ نَفْسِي وَأَنْقِذْنِي. لاَ أُخْزَى لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. ٢١ يَحْفَظُنِي الْكَمَالُ وَالاسْتِقَامَةُ، لأَنِّي انْتَظَرْتُكَ. ٢٢ يَا اَللهُ، افْدِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ” (المزامير ٢٥: ١-٢٢).

لاحظ أن داود النبي يتكلم عن هزيمة إبليس في وقت سابق للخلاص، فكان يطلب من الرب طلبات نلناها نحن كمؤمنين كنتيجة للخلاص. فقال:دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهُ خَلاَصِي ونستنتج من ذلك أنه من قديم الزمان وقبل مجيء الرب يسوع وإتمام الخلاص أن الخلاص يتم عن طريق الروح القدس بأن يعلمنا ويدربنا، فالمعجزة لا تحدث من السماء تلقائيًا.

٩ يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ” يعلم الروح القدس الودعاء أي القابلين للتصحيح، فالمقصود “بالوديع” هو الشخص القابل للتصحيح وليس كما يُقال أو كما عُلمِنا حسب التعاليم الخاطئة أنه شخص ينحني وجهه أرضًا أو الشخص منكسر الوجه أو الضعيف أو المستضعف. قيل عن الرب يسوع أنه كان وديعًا نشيطًا وجريئًا، كان يتكلم بكل وضوح ولا ينافق الآخرين في كلامه، وقال: “… تَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ” (متى١١: ٢٩).

الروح القدس يبحث عن الشخص الجائع للكلمة، القابل للتصحيح. جميع طرق الرب مستقيمة وسهلة أمام الشخص الوديع والمتضع، ولكن يقول الروح القدس في (هوشع الاصحاح١٣، ١٤) أن كلمه الله صعبة للمنافقين، في حين أنها سهلة للشخص الحافظ عهده وشهاداته.

١٢ مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْخَائِفُ الرَّبَّ؟ يُعَلِّمُهُ طَرِيقًا يَخْتَارُهُ” يعلمك الروح القدس لتعرف أن تختار أنت الطريق الصحيح وليس الله. يعتقد الكثير من المؤمنين أن الروح القدس هو من يختار لهم ولكن الحقيقة الكتابية هي أن الروح القدس يعلمك فتعرف أنت أن تختار. هذه هي مبادئ الرب منذ قديم الزمان وليس مبادئ عهد جديد فقط، فمن العهد القديم يعلمنا الروح القدس كيف نختار، ومع النضوج يصل الشخص أن يفكر مثل الله.

سِرُّ ٱلرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ” سر الرب للذين يهابونه ويقدرونه، والرب يلتزم بكلمته ويحققها على أرض الواقع. يجعلك الروح القدس تكتشف فكره، إذًا ما هو المجد؟ المجد هو تدخل الله في الموقف. وتختلف تعريفات المجد حسب مستوى نضوجك الروحي، فإن كان أمامنا طفلًا صغيرًا يقضي مرحله طفولته بطريقة كتابية صحيحة، فهذا هو المجد بالنسبة له؛ أن يحيا بمزاج هادئ وصحة إلهية، ويحب الرب، فرحًا باستمرار، ليس حزينًا أو منكسرًا أو كثير البكاء أو مريضًا.

عندما يكبر هذا الطفل ويصير في مرحلة الدراسة، يكون المجد بالنسبة له هو التفوق، من نجاح لنجاح، يفهم المواد الدراسية، مسيطرًا على ذهنه من السرحان وعلى وقته من الألعاب، إلى أن يصل للمرحلة الجامعية ويعرف أن يختار الكلية المناسبة له دون حيرة، ثم يظهر المجد في ارتباطه باختياره لشريك الحياة الصحيح.

من المؤكد سيواجه تحديات ولكنه يعرف أن يختار الطريق الصحيح، ويكون مثمرًا في ربح النفوس، وفي جميع مراحل حياته. هذا يفهمنا أن المجد في حياتنا يكون حسب المرحلة والظروف والمشاكل والتحديات التي نمر بها؛ أي يظهر المجد حسب الموقف وحسب النِطاق. نستنتج من ذلك أن ظهور المجد في حياتك يتوقف على نضوجك الروحي ودائرتك الشخصية حتى تتمكن من قياس المجد بصورة مبسطة.

المجد في علاقتك مع الله هو أن تعرفه بعمق أكثر، كما ذُكِر في سفر الأمثال: “مَجْدُ ٱللهِ إِخْفَاءُ ٱلْأَمْرِ، وَمَجْدُ ٱلْمُلُوكِ فَحْصُ ٱلْأَمْرِ” (أمثال٢٥: ٢).

 يعطي الله حيزًا لاكتشافه لمن يفهموا أنهم ملوك الأرض. هناك ارتباط بين إدراكك أنك ملك وبين فهمك لفكر الله، قد لا تستطيع أن تستقبل معرفة من الله لأنك لا ترى نفسك ملكًا، فأمور الرب مخفيه كي لا يعرفها أي شخص سوى ملوك الأرض الجائعين لمعرفه فكره، فسر الرب يعطيه لخائفيه، لمحبيه، للذين يهابونه ويقدرون الكلمة، للودعاء القابلين للتصحيح حتى لو كان يخطئ، فداود النبي كان يخطئ ولكنه عرف أسرارًا جعلته يفكر في الرب طوال اليوم.

  • تصحيح علاقاتك مع الناس:

“١ فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. ٢ فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ، لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. ٣ لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ». ٤ لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. ٥ وَلْيُعْطِكُمْ إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا فِيمَا بَيْنَكُمْ، بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٦ لِكَيْ تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. ٧ لِذلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا قَبِلَنَا، لِمَجْدِ اللهِ. ٨ وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. ٩ وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاسْمِكَ» ١٠ وَيَقُولُ أَيْضًا: «تَهَلَّلُوا أَيُّهَا الأُمَمُ مَعَ شَعْبِهِ» ١١ وَأَيْضًا: «سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَامْدَحُوهُ يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ»” (رومية ١٥: ١-١١).

“١ فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا” هذا الشاهد الكتابي يكشف لنا سرًا قويًا للغاية وهو عدم إرضاء أنفسنا. يوجد من يهتم بك وهو الله شخصيًا، ولكي تقدر على احتمال الغير بجميع مبادئهم وأفكارهم وأعمالهم عليك ألا ترضي نفسك، لأنك ترى أنك اهتمام الرب بك.

يظهر مجد الرب في علاقاتك مع الآخرين، فعليك بتقبلهم رغم الاختلافات العقائدية، وهذا يأتي بمجد للرب “٧ لِذلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا قَبِلَنَا، لِمَجْدِ اللهِ” خدم الرب يسوع جميع البشر أثناء حياته على الأرض دون تمييز. عندما تحيا حياة المجد يتأثر عالم الروح بذلك، فالملائكة تبدأ في اتخاذ نمط استعدادات مختلف حسب مستوى نضوجك، وأيضًا الشياطين تبدأ بأخد استعدادات أخرى نظرًا لسلوكك بطبيعة إلهية غير متأثر بسلوكيات العالم ولا بمبادئه، فيرتعب ويخشى منك إبليس.

  • الرجاء والصلابة في مواجهة المواقف والتحديات:

٣ وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، ٤ وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، ٥ وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رومية ٥: ٣-٥).

 هذا مستوى آخر من مستويات المجد أن يتولد لديك أمل، كثير من الأشخاص يحبطون ويتراجعون أمام التحديات، بينما مجد الله يظهر في حياة المؤمن بأن يتولد لديه الأمل مهما كانت الظروف أو التحديات ويواجهها بصلابة وينجح.

عندما تفهم الكلمة يظهر المجد بهذه الصورة أي تولد لديك الأمل، إنه مستوى من مستويات المجد وهو ثبات الشخص أمام المواقف، وأن يقول لا للعيان، ويغير هو الموقف، جاء هذا المستوى من المجد نتيجة الأمل الذى تولد لديك طالما الكلمة تقول أنك تستطيع أن تغلب هذا الموقف مهما كان رأي الناس أو العيان أو الاقتصاد أو السياسه أو العلم عكس ما تقوله الكلمة، مهما كان الموقف، تقول: إلهي، عليك توكلت لأن الكلمة في ذهني وتفكيري طوال اليوم، تعطيني الأمل والصبر والثبات تجاه الموقف، وإدراك لدعم ومساعدة الروح القدس التي هي مقتبسة من الكلمة.

يكون لك الأمل والرجاء بما في الكتب لكي نمجد الله أبو ربنا يسوع المسيح: “لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ” (رومية ١٥: ٤).

  • يظهر ثمر البر نتيجة العمل على شخصيتك وحياتك:

 “١٤ عَالِمًا أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ، كَمَا أَعْلَنَ لِي رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ أَيْضًا. ١٥ فَأَجْتَهِدُ أَيْضًا أَنْ تَكُونُوا بَعْدَ خُرُوجِي، تَتَذَكَّرُونَ كُلَّ حِينٍ بِهذِهِ الأُمُورِ. ١٦ لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. ١٧ لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». ١٨ وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ” (٢ بطرس ١: ١٤-١٨).

يتكلم الرسول بطرس عن يسوع بأنه أخذ من الآب كرامة ومجد إذ أقبل عليه صوت قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به.

“١ لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٢ نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. ٣ فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. ٤ لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، ٥ وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. ٦ لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». ٧ إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ ٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ ١٠ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. ١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. ١٢ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، ١٣ وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفي” (العبرانيين ١٢: ١-١٣).

تشجيع وتصحيح الكلمة والرعاية الروحية عليك سيساعدك للوصول من مجد إلى مجد.

“٧ إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَإن كنتم تحتملون التصحيح فبذلك تحيون بالصورة التي بها المجد الإلهي.

قال الآب عن يسوع أنه ابني الحبيب، حيث تكلم الآب للتلاميذ أثناء تجلى يسوع كرد فعل عما قاله بطرس: “نصنع ثلاث مظال للرب واحدة ولموسى وايليا واحدة”. وكما انحاز الآب ليسوع هكذا ينحاز لك عندما تقبل التصحيح حتى ولو اضطر أن يقول لإبليس: “هذا ابني لا تقترب منه”. يوجد مجد نتيجة أن الرب يرى الشخص ويعامله كابنه.

يوجد من لاجعل الرب يعاملهم كبنين، كلمة الله واضحة في هذا المبدأ “نتيجة لقبولك التصحيح، سيعاملك الرب كالبنين”، ومعنى ذلك أن هناك البعض يخرجون خارج جسد المسيح تدريجيًا، عن طريق رفضهم لتصحيح الكلمة والمبادئ الكتابية في حياتهم، ويترتب عليه أنهم لا يُعاملوا كالبنين، فتأتى عليهم مواقف الحياة فيصرخون للرب ولا يستجيب.

إذًا، إن كنت تقبل التصحيح الذي هو حسب الكلمة، سيظهر مجد الله في حياتك ويعاملك كالبنين ويعترف بك أمام الملائكة، كما قال الرب: “وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى ١٠: ٣٣). بينما الشخص الذي يقبل التصحيح بالكلمة ويخضع لها ويتوجها فوق أفكاره وخبراته وتعليمه ومشاعره؛ يجعل الروح القدس شخصيًا ينحاز له.

 ذكر في إشعياء٦٣ أن الرب شخصيًا وقف ضدهم لأنهم وقفوا ضد الروح القدس، هذه المبادئ مستمرة حتى الآن في العهد الجديد، كما ذكر في رسالة العبرانيين “مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!” (العبرانيين ١٠: ٣١). ونستنتج مما سبق أن هناك بعض الأشخاص لا يضعون أنفسهم في المجد الحالي عن طريق علاقاتهم مع الآخرين ولا يحتملونهم، أو من لا يقبلون تصحيح الكلمة، دون أن يعلموا أنهم يثمنون للذبح.

“٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ” عدم وجود هيبة للكلمة في حياة مثل هؤلاء الأشخاص، يجعلهم لا يعاملون كالبنين لأنهم كما تقول الكلمة عنهم إنهم نغول لا بنون. الابن هو الخاضع للتصحيح والتأديب.

“٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟” الرب أبو الأرواح، ويتعامل معك ويؤدبك روحيًا بالكلمة أي عبر تصحيحك بها، وليس كما يدعي البعض حسب التعاليم الخاطئة أن الرب يؤدب بالمرض أو بالفقر أو بالفشل.

 “١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ” نتيجة خضوعك وقبولك التصحيح بالكلمة ينتج عن ذلك ثمر بر وسلام، فالشخص الذي يعرف الرب، يُعامَل كالبنين، أما الذي لا يُعامَل كالبنين فهو الذي لا يعرف الرب في حياته أي في ظروفه ومشاكله وجميع تحدياته.

  • إنقاذ ومجد في مواجهة ظروف الحياة:

“١ اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. ٢ أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». ٣ لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. ٤ بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. ٥ لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، ٦ وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. ٧ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. ٨ إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. ٩ لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، ١٠ لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. ١١ لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. ١٢ عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. ١٣ عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. ١٤ «لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. ١٥ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. ١٦ مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي»” (المزامير ٩١: ١-١٦).

نتيجة سكنى الشخص في ستر العلي وفي ظل القدير يبيت وطوال الوقت يعلن الكلمة بلسانه وطوال الوقت يحيا فيها، هو أن الرب ينجيه من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمى

“٤ بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ الكلمة هي الحماية التي يحمي بها الرب أبنائه، فلا يخشى من خوف الليل أو من أمراض منتشرة أو من كارثه تحل أو موت مفاجئ أو حوادث في الطريق أو وقوع جرائم “٥ لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، ٦ وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ”.

“٦ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ” كلما عرفت الكلمة وأدركتها وصارت طريقة تفكيرك، كلما اسُعلِن الروح القدس في حياتك. هذا لأنك ستواجه الظروف عن طريق استعمال الكلمة وليس عن طريق خبراتك أو أفكارك أو مشاعرك. قد تواجه موقف ما، فكل ما عليك فعله هو أن تعلن الكلمة وتقولها بإيمان وليس تفاؤل، بدون شك أو عدم إيمان.

 إن كنا ندرس عن المحبة، فلابد أن نفهم أنه يوجد إله قد استلم شؤونك الخاصه. الأفكار التي تأتي على ذهنك من أفكار انتقام أو ردع لمن أساء اليك، مر بها يسوع. حيث قالها في (إشعياء ٥٠: ٦-٩) “أنه سيعبر على حالة خجل ولكن يوجد إله سيقف معي وسيخرجني من هذا الموقف المخجل ويدافع عنى”.

عليك أن تفهم أن الرب يتولى حتى طريقة التفكير المخجلة والحوارات التي تدور بذهنك حول الأمر كفكرة: “أين العدل أو لماذا حدث معي ذلك؟” هذه الأمور كلها يهتم بها الرب ويستلمها عنك فلا داعي أن تفكر بها، فالكلمة تقول: “مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي»”، هذا لأن الرب يهتم بأن يظهر مجده، فهو لا يتغافل تلك الأمور، فكل ما يقال عنك أو يحدث لك له حسابات، والسر يكمن في تسليم هذه الحسابات للرب.

 ذكر في (عبرانيين ١١: ٣٨) أن مثل هؤلاء لم تكن الأرض مستحقة لهم، قد قيل عنهم أنهم اختبئوا في المغارات والشقوق كي لا يقتلوا لأنهم كانوا يقدمون الكلمة للناس، والكلمة تقول عن الذين سخروا منهم وتكلموا عنهم بافتراءات سيأتي الوقت في بداية الضيقة يختبئون فيه في المغارات والشقوق بل سيحاولون الهروب من الأرض عبر السفر للفضاء لأنهم عرفوا أنه يوم غضب الرب ولن يجدوا مكانًا.

سيُعلِن الوحش في الضيقة العظيمة هو واللذين اضطهدوا أبناء الله، إنهم سينقذون الأرض وفي نفس الوقت يعلمون في قراره أنفسهم أنه يوم غضب الرب، كما أن الأشخاص الذين رفضوا رسالة الخلاص وقَتلوا المبشرين بها سيفاجئون في يوم الدينونة العظيم أنهم يحاكمون من نفس الأشخاص الذين قتلوهم وبهذا تظهر كرامة الرب لمحبيه، ذُكر هذا في الكلمة بقول الرب يسوع وهم يكونون قضاتكم: “وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ!” (متى ١٢: ٢٧) هذا يعنى أنه يأتي يوم يحاكم فيه الآب من ابنه لأنه لم يقبل رسالة الخلاص.

يهتم الرب بكل ما يحدث معك لدرجة أنه لو سمح شخص لنفسه بالتفكير عنك سلبيًا فهذا لن يمر على الرب هباء، مجد الرب في هذا الأمر هو أن يرفعك ويرفع شأنك.

 تذكر الرب يسوع أثناء صلبه، تكلمت زوجه بيلاطس البنطي لزوجها: “وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ»” (متى ٢٧: ١٩). لأنها كانت قد تعذبت في حلم، هل معنى ذلك أن الملائكة كانت تحاول إنقاذ الرب يسوع من الصليب؟ الإجابة لا، ولكن الملائكة كانت تنقذ زوجة بيلاطس من المسئولية لأن قلبها كان رائعًا، وقيل إنها قبلت يسوع بعد ذلك. أُنقِذت بما فعلته لأنها فعلت ما بوسعها.

المجد والكرامة الإلهية أن يرفعك وليس فقط أن يرد كرامتك. من الحكمة أن ترى هذه الأمور في عالم الروح من خلال المشاهد والشواهد الكتابية، تقول الكلمة أن الله يقايض الأمم بسببك ويوبخ ناس قائلا لا تمسوا مسحائي ويعطيك مجد في الخفاء وأنت لا تعلم: “١٤ فَلَمْ يَدَعْ إِنْسَانًا يَظْلِمُهُمْ، بَلْ وَبَّخَ مُلُوكًا مِنْ أَجْلِهِمْ، ١٥ قَائِلاً: «لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي»” (المزامير ١٠٥: ١٤، ١٥).

قد يظهر هذا فيما بعد في معاملة الأشخاص لك بهيبة وتقدير، هذا هو عمل الروح القدس، أنت لا تعلم ما يدور في أذهان هؤلاء الأشخاص، قد تأتى فكرة في ذهنه تقول له: “إياك وهذا الشخص!” فيتولد فيه حالة من الخوف والرعب منك.

لو إنك تعي وتدرك دور الروح القدس في تلك الأمور – حتى رغم وجود الظروف سواء في عملك أو دراستك أو كل ما يخصك- ستكون دائمًا في حالة من الثبات والاستقرار، حتى لو كنت تتابع الأمر عن بعد -عن طريق الاتصال بصديقك- ستكون تتابع متابعه حقيقية وليس عن ارتباك. تذكر أن ما تراه في داخلك هو ما ستراه في العيان، فالروح القدس يريدك أن تتعامل مع المواقف والظروف وأنت في حاله سيادة وهدوء وليس من رعب وخوف.

انظر هذه الصورة في تخيلاتك، مجد الرب يرى على حياتك في هذا الموقف.

 تذكر أن المجد الحالي مرتبط بجميع الفئات العمرية حتى وأنت في مرحلة الجنين، فهذا هو عمل الروح القدس أن يظهر مجده في حياتك طوال أيام حياتك ” ١٥ … مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ هكذا قال الرب الإله، الرب يريد إظهار مجده طوال أيام حياتك على الأرض ويريد أن يرفعك ويمجدك، قد تكون في بداية معرفتك للحق الكتابي وقد تبدو لك الأمور مُربِكة فأدعوك ألا تُحبَط فأنت في مرحلة لبنائك بالكلمة والسلوك بالإيمان وقد تكون في بداية معرفة ما تقوله الكلمة عن هذا الموقف إلى أن تنضج وتنضج في الكلمة حتى تسيطر على الموقف والتحدي الذى أمامك.

اِعلم جيدًا أنّ كونك لا تعرف الكلمة مِن قبل فهذا ليس خطأ الرب، لأنه أرسل كلمته، إنما عليك ألا تستسلم للمواقف والتحديات متأثرًا بالعيان، ولكن أنظر للموقف من عالم الروح وأنظر إلى النهاية وليتولد لديك الأمل مستندًا لما تقوله الكلمة عن نهاية الموقف وعن انتصارك عليه ناظرًا للمجد الآتي.

  • يظهر المجد بصورة متدرجة:-

“١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. ٣ فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ” (رومية ١٢: ١-٣).

يوضح الروح القدس في رسالة رومية طريقة الحياة على الأرض دون التأثر بها وبمبادئها وهي تجديد الذهن بكلمة الله.

“٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ…” هنا يقصد بها النظام السائد في العالم بما فيه من تقلبات وكوارث، والطريقة التي تجعلك تؤثر في الأرض ولا تتأثر هي تجديد ذهنك بالكلمة؛ أي تضع الأفكار الصحيحة بدلًا من الخاطئة. هذه عملية داخلية وينتج عن ذلك أنك ستختبر إرادة الرب الصالحة لك، وبدلًا من تأثرك بالمواقف والظروف ستصبح صلب داخليًا لا تتأثر بتلك المواقف أو الأحداث، وردود أفعالك ستكون ناتجة عن معرفة من أنت حسب ما تقوله عنك الكلمة. بعد النضوج أكثر في الكلمة ستنتقل من مستوى عدم الإحباط رغم عدم تغير الموقف إلى المستوى المرضي، أي أن الموقف تغير، وحدث تغيير إلى مستوى المجد الكامل؛ وهو يظهر فيه مجد الرب بصوره قوية وتكون قادرًا أيضًا على مساعدة الآخرين.

٢… بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ…” المقصود هنا ليس الشكل الخارجي بل الحالة والوضعية التي أنت عليها، فالروح القدس يريدك أن تحيا حياة إلهية مختلفة عن حياة العالم.

يمكنك أن تنعزل عن العالم وأنت فيه بتجديد ذهنك أي بوضع الأفكار الصحيحة حسب الكلمة بدلًا من الخاطئة حسب العالم؛ سواء كانت أفكارك تجاه الله أو نفسك أو البشر أو الظروف أو جسدك أو مادياتك أو عملك أو ارتباطك.

تذكر أن الرب يسوع يريدك أن تحيا حياة المجد، وتذهب من مجد لمجد، هذا أمر إلزامي وليس اختياري. كما أن الروح القدس يريد الشخص الوديع أي القابل للتصحيح كي يُعلمه ويدربه ليستطيع أن يختيار الطريق الصحيح وليس أن يختار الروح القدس له، كما يعتقد البعض بسبب التعاليم الخاطئة غير الكتابية.

يريدنا الروح القدس أن نصل لمرحلة مستوى من النضوج والمجد لنساعد الآخرين ونمسك بأيديهم لنخرجهم من الظلمة إلى مملكة النور، هذا نتيجة معرفتك وإدراكك لمن هو يسوع، فالرب يسوع ليس مجرد شخص بل حياة وطريقة تفكير.

يظهر مجد الله أولًا في تفكيرك حتى ولو كانت الظروف لازالت على حالتها لم تتغير، وهذا هو المستوى الأول من مستويات المجد وتسمى بالمرحلة الصالحة، ثم تنتقل إلى مستوى المرحلة المرضية، ثم إلى مستوى المرحلة الكاملة التي تكون فيها قادرًا على مساعدة الأخرين والانتقال بهم من عالم الظلمة إلى مملكة النور.

هللويا، آمين.

_______

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture