(غلا 22:5-23) ” أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: المَحَبَّةُ، الفَرَحُ، السَّلاَمُ، الصَّبْرُ، اللُّطْفُ، الصَّلاَحُ، الأَمَانَةُ
23 الوَدَاعَةُ، ضَبْطُ النَّفْسِ. وَلاَ تُوجَدُ شَرِيعَةٌ تَمْنَعُ هَذِهِ الأُمُورِ”
كما وضح (W.E.Vine) وآخرون، أن هذا النص الكتابي في غلاطية لا يشير إلى الروح القدس، بل يشير إلى الروح الإنسانية، على الرغم أن الروح القدس سبيكة واحدة مع الروح الإنسانية.
في أوقاتاً معينة من الصعب أن نخبر سواء أن بولس يتكلم عن الروح القدس أو الروح الإنسانية لأن نفس الكلمة اليونانية، Pneuma، تستخدم.
لو أنك تقرأ النص بالكامل، على أي حال، سترى أن بولس يقارن أعمال الجسد بأعمال الروح. تقول آية19، ” الآن أعمال الجسد هي ……” ويُكمل عدد 22،” لكن ثمار الروح هي …..”
لذلك هذا النص في الحقيقة يشير إلى ثمار الإنسان الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية. وهذا, بالطبع, ينتج من خلال حياة المسيح.- الروح القدس – (في داخلها) دعنا الآن نتحول إلى الإصحاح الخامس عشر من إنجيل يوحنا ونلاحظ ما يقوله يسوع: (يو1:15-5) ” وَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا الكَرمَةُ الحَقِيْقِيَّةُ وَأَبِي الكَرَّامُ.
2 وَهُوَ يَقطَعُ كُلَّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يُنتِجُ ثَمَرَاً، وَيُنَقِّي كُلَّ غُصْنٍ مًثْمِرٍ لِكَيْ يُنتِجَ ثَمَرَاً أَكثَرَ.
3 أَنتُمِ الآنَ أَنقِيَاءُ بِسَبَبِ التَّعلِيْمِ الَّذِي أَعطَيْتُهُ لَكُمْ.
4 اُثبُتُوا فِيَّ وَأَنَا سَأَثْبُتُ فٍيْكُمْ. لاَ يَسْتَطِيْعُ الغُصْنُ أَنْ يُنتِجَ ثَمَرَاً وَحدَهُ، إلاَّ إذَا ثَبَتَ فِي سَاقِ الكَرمَةِ. كَذَلِكَ أَنتُمْ لاَ تَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ تُنتِجُوا ثَمَرَاً إلاَّ إذَا ثَبَتُّمْ فِيَّ.
5 أَنَا الكَرمَةُ، وَأَنتُمُ الأَغصَانُ. فَمَنْ يَثبُتُ فِيَّ وَأَثبُتُ أَنَا فِيْهِ، يُنتِجُ ثَمَرَاً كَثِيْرَاً. فَأَنتُمْ لاَ تَستَطِيْعُوْنَ أَنْ تَفعَلُوا شَيْئَاً بِدُونِي. “
يستخدم يسوع الشجرة كمثال:” أنا الكرمة ، وأنتم الأغصان ….”
أين تنمو الثمار؟ تنمو الثمار على الأغصان، أليس كذلك؟ مع ذلك لا يستطيع الغصن أن ينتج الثمر من نفسه. اقطع الغصن من الشجرة ولترى كمية إنتاجه. هذا الغصن ينتج ثمر بسبب الحياة- العصارة- التي تمتد عبر الشجرة داخل الأغصان.
نتيجة لذلك، ” ثمر الروح ” هذا ليس بالكامل ثمار الروح القدس، أنه الثمر الذي ينمو في حياتنا. انه ثمار الإنسان الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية من خلال حياة المسيح داخلها.
لاحظ أن أول ثمار الروح هي المحبة. تلك أول الثمار التي تظهر في المخلوق الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية.
دعونا الآن ننظر إلى الرسالة الأولى ليوحنا : (1يو14:3) “إنَّنَا نَعلَمُ أَنَّنَا اِجتَزنَا مِنَ المَوتِ إلَى الحَيَاةِ، لأَِنَّنَا نُحِبُّ إخوَتَنَا، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ يَبقَى فِي المَوتِ. ”
لا يتكلم بولس عن الموت الجسدي هنا، بل يتكلم عن الموت الروحي. هذا العدد يعنى أننا انتقلنا من الموت الروحي إلى داخل حياة روحية. إنها طريقة أخرى للقول بأننا نعرف أننا خلصُنا – وُلدنا ثانية.
كيف نعرف هذا؟ (ع 14) “إنَّنَا نَعلَمُ أَنَّنَا اِجتَزنَا مِنَ المَوتِ إلَى الحَيَاةِ، لأَِنَّنَا نُحِبُّ إخوَتَنَا، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ يَبقَى فِي المَوتِ. “
لنرجع الآن إلى إنجيل يوحنا : (يو34:13-35) ” لِهَذَا هَا أَنَا أُعطِيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيْدَةً، وَهِيَ أَنْ تُحِبُّوا بَعضَكُمْ بَعضَاً كَمَا أَحبَبْتُكُمْ أَنَا.
35 أَظهِرُوا مَحَبَّةً بَعضُكُمْ لِبَعضٍ. فَبِهَذَا سَيَعرِفُ الجَمِيْعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيِّذِي. “
الطبيعة البشرية لا تستطيع أن تفعل هذا. ولا تستطيع أن تحب الشخص الغير تائب إذا لم يكون قد وُلد ثانية. عندما تولد ثانية، تسكن الروح القدس داخل روحك. (رو5:5) يقول،” ….. محبة الله [نوع المحبة الإلهية] انسكبت في قلوبنا [أو أرواحنا] بالروح القدس… ” هلليويا! نتيجة لذلك، أترى، نستطيع أن نحب مثلما هو أحب، لأننا نمتلك نفس نوع المحبة داخلنا التي موجودة داخله!
يجب عليك أن تدرك أنه بسبب أن الثمار تنمو، فيجب أن تنضج في كل نواحي سلوكك المسيحي لكن المحبة هي أو الثمار التي ستظهر في روحك وفي حياتك بمجرد أن تولد ثانية.
أترى، لنتبع الله – لنمشى في عالمه الروحي- يجب علينا أن نسلك بالمحبة، لأن الله محبة. ليست هذه المحبة النابعة من الطبيعة البشرية. إنها محبة سماوية، محبة الله.
عندما نولد أنا وأنت ثانية، يصبح الله أبونا. إنه إله محبة ونحن أولاد محبة من إله محب، لأننا قد وُلدنا ثانية من الله، والله محبة. طبيعة الله تسكن داخلنا وهى المحبة. فنحن لدينا طبيعته في داخل أرواحنا، ليس في جسدنا. (لدينا جسد لنقاومه، لكن نستطيع أن ” نصلبه”).
ولا نستطيع أن نقول أننا لا نمتلك هذه المحبة السماوية، لأن كل واحد في العشيرة السماوية لديه تلك المحبة- حتى الآخرون الذين ليسوا من ضمن العشيرة. من الممكن ألا يكونوا يستعملوها لكنها لديهم. نحتاج إلى أن نستمر في إطعام طبيعة المحبة تلك الموجودة بداخلنا بكلمة الله، ندربها، وستنمو نتيجة لهذا. تستطيع أن تنمو في المحبة.
نرى في(1يو 18:4)، ” لا يوجد خوف في المحبة، لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف ……” أنني لم أرى أي شخص قد سلك بتلك المحبة الكاملة بعد، هل رأيت أنت؟ لكن، مجداً للرب، البعض منَا في طريقهم لتحقيق ذلك، وسوف نتمسك بهذا ونحافظ على النمو والنضوج. دعنى أكرر هذا لأن هذا مهم جداً: كل شخص في العشيرة السماوية لديه تلك المحبة الإلهية. قال بولس، وهو يكتب للكنيسة في أفسس، (أفسس 14:3-15) ” لِذَلِكَ أَركَعُ عَلَى رٌكبَتَيَّ لِلآبِ
15 الَّذِي تَنتَمِي إلَيهِ كُلُّ أُمَّةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرضِ.”. نستطيع أن نقول أن هذه العشيرة هي عشيرة المحبة، لأنها عشيرة الله، والله محبة . لا تستطيع أن تقول أنه ليس لديك محبة، أنك لو قلت ذلك، فأنت تَدعى أنك قد كنت غير مولود ثانية.
أتذكر ذات مرة كنت أعقد اجتماعا بكنيسة الإنجيل الكامل في كاليفورنيا. الخدام الآخرين زاروا فصول التعليم الصباحية. ذات يوم العديد من بيننا، بجانب الراعي، خرجوا لوجبة الغداء. أثناء ما كانوا يتكلمون، جلست فقط واستمعت. كانوا يتكلمون عن هذا الموضوع الهام: المحبة.
“هذا ما نحتاجه- نحتاج نهضة محبة. نحتاج إلى معمودية محبة. نحتاج أن نصلى من أجل هذا،” قال البعض منهم. في النهاية سأل الراعي، ” ماذا تقول عن هذا الموضوع، أخي العزيز هيجن؟”
أجبت، ” حسناً، لو أنكم جميعاً يا رفاقي محتاجين إلى المحبة، ينبغي عليكم أن تحصلوا على الخلاص!” لو أنهم قد كانوا واضعين أسنان مزيفة، سيبتلعوها!
استمريت، ” يقول الكتاب المقدس في (رومية5:5) أن المحبة الإلهية قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. يقول الكتاب أننا نعرف أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب.
” الآن، لو لم تكونوا مولودين ثانية، فليست لديكم تلك المحبة. لكننا لدينا تلك المحبة الإلهية، ومن الممكن أن تنمو وتتطور لأن الثمار تنمو. لذلك لا تحتاجون إلى أن تصّلوا لكي تحبون، تحتاجون أن تعترفون وتقرون بأن تلك المحبة الإلهية موجودة في قلوبكم. تحتاجون أن تستمروا في إطعامها بكلمة الله والحفاظ على التدريب والممارسة بها، وستتحسنون وتنمون في المحبة”.
إبتدأوا يدركون هذا. قائلين، ” كنا جميعاً مخطئين. كنا على وشك أن نصلى لله لكي يمنحنا نهضة المحبة، ونحن قد حصلنا عليها بالفعل!”
غالباً ما نصلى لأشياء نكون قد إمتلكناها بالفعل. ما نحتاج أن نفعله هو أن ندرك كل ما نحتاج إليه، نعترف به، نؤمن به، نسلك في ضوء هذا الأمر، ونمارسه، وسننمو فيه.
محبة الطبيعة البشرية هي أنانية، فهي مهتمة بي، ما هو خاص بي، ما الذي أستطيع الحصول عليه وما الذي علىَ أن أحتمله. المحبة الإلهية هي غير أنانية. فلا يُشغلها كيف أستطيع أن أستغلك وما الذي أستطيع الحصول عليه من خلالك. فهي مهتمة بماذا أستطيع أن أقدم. ياه، كيف أن الكنائس تحتاج إلى أن تعرف وتسلك في ضوء المحبة الإلهية! سوف تحل كل مشاكلك.
المحبة البشرية ستتحول إلى الكراهية أثناء الليل. هذا هو سبب أن كثير من المتزوجين يقولوا، ” أنني فقط لا أحبه (أو أحبها) بعد. ” أنهم بذلك يشتغلون بالكامل على محبة الإنسان الطبيعي عندما يقولون هذا.
المحبة الإلهية (عندما يسلك الزوج والزوجة بتلك المحبة) فلن يدخلون أبداً محاكم الطلاق. في حين لو أنهم سلكوا بالمحبة البشرية سيتواجدون هناك.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.