المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجا
إن الحياة ممتلئة بأمور وتحديات ومشاكل ولكن ينقسم المؤمنين إلى قسمين:
– مؤمن يخاف من هذه التحديات, وحتى يخاف من أمور لم تحدث بعد يخشى وقوعها.
– و مؤمن يعشق ويحسب هذه الأمور كفرح (يع 1 : 2 ياإخوتي، عندما تنزل بكم التجارب والمحن المختلفة، اعتبروها سبيلا إلى الفرح الكلي.)
وهنا سأتحدث للفريق الأول وهم المؤمنين الذين يخافون:
إن الخوف هو أول شعور قد إنتاب البشرية نتيجة سقوط آدم في بداية الخليقة. وأدى هذا للهروب من الله بدلا من الإلتجاء إليه. فبحث عنه الله. دائما الله يبحث عن الإنسان.
قال آدم: “سمعت صوتك في الجنة فخشيت…” ماذا جعل آدم يخاف من الله مع أنه كان كل يوم يتكلم مع الله؟
الخطية التي أرتكبها آدم جعلته يخاف من العقاب.
إن خطية العصيان التي إرتكبها آدم قد أدت به إلي الانفصال عن الله والخوف من الله وعقابه فعاش وكأن الله عدوا له يخاف منه لئلا يعاقبه.
لقد توارث قايين خطية آدم فحقد علي أخيه لأن الله قبل ذبيحته وبالتالي حقد علي أخوه وقتله. قال الله لقايين إن كل من وجدك يقتلك. خاف قايين حتى من وحوش البرية لأنه كان يشعر أنه مُطارَد.
لقد خاف آدم وخاف قايين…في الحقيقة إن كل خاطئ دائماً خائف لأنه لم يتعرف علي محبة الله التي تطرد الخوف خارجاً.
(1يوحنا 4: 18) ” لا خوف في المحبة. لأن المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجاً من خاف لم يكتمل في المحبة أي شخص عنده خوف في داخله هو لم يكتمل في المحبة لأن هذا الشخص عنده نقص في المحبة”…يكتمل تعني ينضج.
نجد الطفل في بطن أمه في حالة إستقرار دائم ولكن عندما يولد ويدفعه رحم الأم إلي خارج الرحم تجده يصرخ لأنه إنفصل عن دفء وحب وحنان أمه. ولكن سرعان ما تحتضنه الأم فيرجع إليه الأمان كذلك الشخص المنفصل عن الآب مثل الطفل الذي إنفصل عن أمه وقت الولادة يشعر بعدم الأمان. ولكن عندما يأتي الإنسان إلي حضن الآب كما أتي الطفل إلي حضن أمه يشعر بالأمان. وعندما يشعر الإنسان ويدرك أن الله يحبه ولا يؤذيه ولا يمرضه بل يحميه ….فبهذا لا يخاف أبداً.
أن تعيش مستقلا عن الله هذا يجعلك تخاف منه ولكن عندما تقترب إليه تجده فاتح لك أحضانه كما في قصة الإبن الضال الذي كان خائف من الرجوع لأبيه وكان يهيئ نفسه أن يقول لأبيه أخطأت اجعلني كأحد من أجراءك ولكنه وجد عكس ما كان يفكر. وقبل أن يأتي إلي منزل الآب كان الآب في إنتظاره وهو يركض إليه وإحتضنه…هكذا أبوك السماوي فإن كنت قد إنشغلت أو إبتعدت عنه فهو منتظر رجوعك فإرجع إليه لتعيش في سلام وأمان فلا تخاف لأنك مقيم في بيت الآب.
إستقلالك عن الله بأي درجة من الدرجات سيجعلك تخاف منه وتخاف من الحياة ومشاكلها وتحدياتها ومن الفقر والمرض وتخاف من المستقبل…إلخ.
ولكن عندما تدرك أن الله يحبك وأنه له فكر مختلف لك في هذه الزوايا الحياتية وهو فاتح أحضانه لك فلن تخاف منه ولا من الحياة أبداً, بل عندما تكون هناك مشكلة فستلجأ إليه وأنت واثق أنه يحبك ويهتم بك ويعتني بك وهو يخرجك من المشكلة بانتصار. ولكن هذا لن يتأتى إلا بمعرفتك عن فكره ناحيتك.
ماذا يعني الخوف: عدم الأمان
الخوف يأتي بسبب الأفكار الخاطئة أو العداوة التي خدعت بها من جهة الله, وليس بسببه هو لكن لو تصالحت مع الله فلن تخاف منه. فهي كلها أفكار غير حقيقية.
فهذه المعرفة الخطأ سوف تؤدي إلى ظنون غير حقيقية ترتفع كالحائظ ضد معرفتك بالله, رغم أنك تحبه ولكنك سترهبه وتخاف منه وتعتقد أنه غريب الأطوار في حين أنه إله رائع واضح وغير متقلب ويمكنك لأن تعرف مشيئته تجاه حياتك.
2 كو 10 : 4 إن الأسلحة التي نحارب بها ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم الحصون: بها نهدم النظريات 5 وكل ما يعلو مرتفعا لمقاومة معرفة الله، ونأسر كل فكر إلى طاعة المسيح.
الخوف في الحقيقة هو حصار ذاتي لأنك غير عارف أن تخرج من نفسك ليس بسبب الله ولا بسبب الذين حولك ولكن بسبب قلبك الذي يلومك ويقول لك : هيا وإعترف للرب بخطأك وهو منتظر أنك تقول له أغفر لي أنا أخطأت وسوف ترجع في علاقة مرة أخرى ولا تشعر بالذنب.
لا تنس أن إبليس يجعلك تخطئ وفي نفس الوقت يقول لك في ذهنك : ” كيف تصلي وأنت عملت كذا وكذا..” من أخطاء فيبعدك عن مصدر سلامك وهو حضن الآب. هدف إبليس إبعادك عن الآب وأن تعيش في عزلة عن الآب وبذلك أنت تمكن إبليس أن يأخذ مكان في حياتك ويجعلك تعيش في دمار.
إرجع لحضن الآب وعندما تخطئ إعترف بخطئك للآب ولا تنتظر لفرصة الصلاة للإعتراف بالخطأ لأن إنتظارك يعطي فرصة لإبليس لإبعادك عن الآب أكثر وأكثر.
عندما تخطئ أيها لا تجري من الله بل أجري إليه.
وكمؤمن ردد كلمات الكتاب المقدس: أنك تحب الآب والآب يحبني بمحبة مساوية لمحبته ليسوع, لأنه لا يمكنك أن تكمل في محبة الله إلا إذا إنغمست في محبته مثل الإسفنجة تمتلئ بالحب كلما تكون في شركة معه وعندما يتم الضغط أو العصر لهذه الأسفنجة نجدها تخرج ماء الحب من داخلها.
أيها المؤمن يجب أن تدرك أن محبة المسيح قد إنسكبت في قلبك بالروح القدس المعطي لك ولكن إن لم تستمر في علاقة مع الله فمؤكدا ستجف في محبتك وتجد نفسك تخاف مثل أهل العالم من الظروف من المرض, هذا لأنك بعدت عن مصدر الراحة والسلام والحب.
الله ثابت في محبته وليس مثل البشر المتقلبين في مشاعرهم. عندما تكون في شركة مع الآب في شخص الروح القدس تثبت في محبته ولا تخاف منه أبداً ولا من الظروف.
دائما نرى الأولاد عندما يحدث لهم أي شئ يزعجهم تجدهم يجروا إلي والديهم ليحتموا فيهم لأنهم واثقين في حضن أبوهم.
المصالحة مع الله (بإكتشاف محبته لك) هي علاج الخوف. وسلام الله الذي يحفظ قلوبنا وأفكارنا في المسيح يسوع.
وأحياناً لا تكون خطية ما تسببت في الخوف ولكن يكون الخوف بسبب الإهتمام بأمور الحياة ومسئوليتها أو بسبب موقف معين سوف تجتازه.
خطوات عملية تجاه الخوف
وجدنا أن علاج الخوف هو معرفة محبة الله وهي في كلمته. ولكن بالإضافة لهذا يجب أن تتعامل مع القلق من ناحية عملية كما تقول كلمة الله في 4 : 6″ لا تهتموا (لا تقلقوا) بشئ بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله” .
في قصة يشوع عندما كان مهئ لدخول أرض الموعد حثه الله أن لا يخاف (يشوع 1: 9) ” لا ترهب (لا تخاف) ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب”. وحيثما الرب دائماً معنا لا نخاف أو نقلق هنا الرب يجدد ذهن يشوع لكي يزيل الخوف والقلق عن طريق أن يكشف له محبته له وللشعب بأنه موجود معهم فلن يهزموا….هكذا فإن الله لا يريدك أن تضطرب من أي شئ مهما كان الأمر ولكن لن تتغلب على القلق إلا بمعرفتك كلمة الله.
عليك تعرف أيها الأخ المؤمن أن الخوف هو في الواقع الإيمان في أمر سلبي.
الخوف: يعني الإيمان في إمكانية العدو أي أنه الإيمان في إمكانية الفشل والظلمة والشر أن يؤذيك. لذلك لا يريدك الله أن تخاف من أي شئ.
الخوف يجعل إبليس يعمل في حياتك مثلما الإيمان يجعل الله يعمل في حياتك. وهذا ما حدث مع أيوب من نكبات لأنه خاف وكان علاجه أن يعرف محبة الله فبعدما أن عرفها ذاق تعويض الله.
(يوحنا 16: 33) قال الرب يسوع” قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم” وهو لم يغلب العالم من أجل نفسه بل من أجلك أنت.
وقال أيضاً في (لوقا10: 19) ” ها أنا قد أعطيتكم سلطاناً (قوة ونفوذ) لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ (بأي طريقة) ” وهذا يعني أنه لا يوجد شئ يخيفك.
أنظر إلي الخوف أنه عدو ويجب أن تهزمه ولا تسمح له أن يتقدم خطوة في حياتك.
ولكي تهزم الخوف في ذهنك عليك أن يكون لك إيمان في كلمة الله فمعرفة كلمة الله هي بداية غلبتك علي الخوف وكلما واظبت علي شحن روحك ونفسك وفكرك بكلمة الله وتصرفت بناء عليها سيصاب الخوف بالشلل ويضمحل بل ويخرج من حياتك.
إجعل إعتمادك علي كلمة الله المثبتة في السماء إلي الأبد والمستحقة الوثوق فيها فهي القادرة أن تبنيك وتعطيك ميراثك الذي لك في المسيح من وعود وبركات فلا تخاف بل أطرد الخوف من حياتك.
بعد هذه المعرفة الكتابية ردد كلمة الله وصلي بالروح أي بألسنة, فبهما ستقوي روحك فتستطيع أن تقف ضد الخوف.
وقل إعترافات يومياً علي حياتك مثل هذه:
- أنا لست خائف ماذا يصنع بي الإنسان.
- الرب راعي فلا يعوزني شئ.
- الرب نوري وخلاصي فممن أخاف . الرب حصن حياتي فممن ارتعب. إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن.
- أنا كل الأشياء تعمل معا لخيري لذلك أنا لا أؤذى ولا أنضر.
الرب يباركك.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.