القائمة إغلاق

المعجزات وكيف تنجح – الجزء 6 Miracles And How They Succeed – Part

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

video
play-sharp-fill
         
video
play-sharp-fill
         
video
play-sharp-fill
         
video
play-sharp-fill

العظة مكتوبة

 جُمَل مشهورة تعطل المعجزات

هل يريد الله الألم للبشرية؟

يوجد اختلاف بين التأديب والقضاء

لا تأتي لعنة بلا سبب

عدم المعرفة يسبب اللعنات

لا يتعامل الرب مع الإنسان بطريقة الألم

ذاق يسوع الألم كي لا نذوقه نحن

ما هي الآلام المسموح بها كتابيًا؟

ثلاثة أنواع من الأنين

 كيف يؤدب الرب أولاده؟

يؤدب الله أولاده بالكلمة، بينما يستخدم القضاء مع العالم

 

  • جُمَل مشهورة تعطل المعجزات

من أكثر الأعداء للمعجزات في حياة أولاد الله هو عدم فهم مبادئ المعجزات ومبادئ الكلمة وعدم فهم هذا الإله، فالتعاليم الخاطئة التي تعلمناها منذ الصغر هي أكبر سبب لإعاقة المعجزات، وهذا هو ما ذكره الرب يسوع بقوله: “مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ”(مرقس ٧: ١٣ وهذا يوضح أن الكلمة لها مفعول لكن يمكن إبطاله عن طريق ما تقلدوه وأشياء مثل هذه.

من أكثر الجمل المشهورة التي اعتدنا على سماعها في المواقف الصعبة سواء مشكلة مادية أو صحية والتي يريد الشخص معجزة فيها، هي: “لا تعتمد على قوتك بل اعتمد على الرب”، فرغم أن الجملة تبدو مستقيمة إلا إنها من أكثر الجمل التي أبعدت أعيننا عن القوة التي داخل أرواحنا، ولا أقصد بها القوة البشرية، بل أن نعتمد على قوة الله التي وُضعَت داخل أرواحنا ونخرجها من داخلنا لإنجاز المعجزة.

بسبب مثل هذه المبادئ والجمل غير الكتابية يبدأ الشخص ينتظر الرب ليتدخل وينجز الأمر بمعجزة في حين إن الرب ينتظره هو ليأخذ معجزته بنفسه حسب القوة التي تعمل فيه، فينتج عن ذلك تأخير المعجزة، وهنا يعتقد الشخص أن الرب لا يريد عمل هذه المعجزة، أو إنه يريد تعليمه دروسًا من هذا الموقف؛ فمن أكثر المبادئ غير الكتابية التي انتشرت عبر السنين هو فكر مدرسة الألم.

  • هل يريد الله الألم للبشرية؟

هل هذا الإله يستمتع باستخدام الألم تجاه الإنسان؟ تذكر جيدًا إن لم تجاب هذه الأسئلة بإجابات كتابية طبقًا لمبادئ الكلمة، لن تحدث معجزات في حياتك، وستظل هذه الحصون معيقة لإنجازها.

“مَنْ يُكَدِّرُ بَيْتَهُ يَرِثِ الرِّيحَ، وَالْغَبِيُّ خَادِمٌ لِحَكِيمِ الْقَلْبِ.”(أمثال١١: ٢٩) إن كان الرب يكدر بيته ويستخدم الألم مع أبنائه، سيرث الريح أي أنه لن يرث شيئًا، فإن استخدم الضربات والضيقات مع أولاده وبناته لاسترجاعهم، فهو يضيعهم. “اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْقَاسِي يُكَدِّرُ لَحْمَهُ.”(أمثال١١: ١٧) الرجل الذي يستخدم اللطف يحسن إلى نفسه، ومَن يستخدم القسوة والعنف يصيب نفسه بالاضطراب، وليس ذلك فقط، بل سيخسر بيته أيضًا. نستنتج من ذلك أن الرب لو أستخدم الألم والعنف مع أولاده وبناته، فلن يخسر أبنائه فقط، بل سيخسر نفسه أيضًا وكأنه يهدم نفسه.

  • يوجد اختلاف بين التأديب والقضاء

ظهرت هذه المبادئ والتعبيرات غير الكتابية بسبب اختلاط الأمر ببعض الآيات التي في العهد القديم والتي في معظم الأحيان بها قضاء وليس تأديب، فالقضاء يختلف عن التأديب؛ فلفظ “القضاء” به عنف ويوجد به موت وأمراض وإنهاء على بعض البلاد والأماكن. القضاء هو وجه إلهي صحيح يتم إجرائه مع أعدائه وليس مع أولاده وبناته، وللأسف الشديد من يقتبس من العهد القديم هذه الآيات التي تتعلق بالقضاء، فهو غير دارس للنبوات.

علم النبوات ضخم جدًا ويوجد به مدارس كثيرة، فلا يمكن لأي شخص غير دارس أن يفسر النبوات بطريقه صحيحة، كما يرتبط بجذور كتابية لابد من فهمها في البداية. لو لم يكن شعب الله في عهد مع هذا الإله لكان فني وتم القضاء عليه لأنهم وصلوا لمرحلة الاتحاد مع العدو، الأمر الذي ترتب عليه صدور قضاء ضدهم وهذا يختلف عن التأديب. يستخدم الرب التأديب عبر الكلمة وليس العنف، وذلك عن طريق إرساله الأنبياء ليتوب الشعب، وعندما رفض شعب الله كلام الأنبياء والتوبة وضعوا أنفسهم في وضعية القضاء، وكان أي شخص منهم يذهب للجحيم عند موته.

توجد آيات في العهد القديم مثل “أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ”. (2صموئيل 7: ١٤)، وهذا ما اعتبره البعض تأديب الرب بالعصا، لكن توجد سياسة فردية وأخرى جماعية يتعامل بها الله مع شعبه، ولو طبقنا هذه السياسة على الآية سالفة الذكر نجد إنه كسياسة جماعية(كشعب)، لولا وجود العهد أولًا والبقية التقية ثانيًا لفني هذا الشعب، فقد قال الرب: لولا عهدي مع إبراهيم وإسحق لفنيتم.

 يأخذ البعض آيات من العهد القديم تمتلئ بالضربات مثل: “وَبَعْضُ الْفَاهِمِينَ يَعْثُرُونَ امْتِحَانًا لَهُمْ لِلتَّطْهِيرِ وَلِلتَّبْيِيضِ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. لأَنَّهُ بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ.”(دانيال ١١: ٣٥) ويستندون إليها قائلين إن الرب ينقي المؤمن هكذا، ومن هنا ظهرت عقيدة التطهير والتبييض عبر المرض، لكن الأمر الذي يغيب عن الكثيرين هو أن سياسة العهد القديم هى الإنهاء على الخطية، وأي شخص من شعب الله يرفض التأديب والتوبة حتى يمتلئ كأس الغضب فإنه ينتقل إلى مرحلة القضاء.

 “١لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. ٢ سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. ٣ «إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا، ٤ أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا، ٥ وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ، وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ، فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشِّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. ٦ وَأَجْعَلُ سَلاَمًا فِي الأَرْضِ، فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. ٧ وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. ٨ يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً، وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. ٩ وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ، ١٠ فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ، وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. ١١ وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ، وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. ١٢ وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْبًا. ١٣ أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ كَوْنِكُمْ لَهُمْ عَبِيدًا، وَقَطَّعَ قُيُودَ نِيرِكُمْ وَسَيَّرَكُمْ قِيَامًا. ١٤ «لكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا، ١٥ وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي، فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، ١٦ فَإِنِّي أَعْمَلُ هذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْبًا وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. ١٧ وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ، وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ” (لاويين ٢٦: ١-١٧)

  • لا تأتي لعنة بلا سبب

“١ كَالثَّلْجِ فِي الصَّيْفِ وَكَالْمَطَرِ فِي الْحَصَادِ، هكَذَا الْكَرَامَةُ غَيْرُ لاَئِقَةٍ بِالْجَاهِلِ. ٢ كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي.” (أمثال ٢٦: ١، ٢)

 يتبين من هذه الشواهد الكتابية أن الرب يعمل بمبادئ وقوانين، وعليك أن تفهم ذلك جيدًا حتى لا تقع في حيرة وتستطيع أن تصيب الهدف، ويجاب على جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك. كمثال؛ لماذا أقام الرب ابن أرملة نايين من الموت رغم عدم دعوته لعمل ذلك؟

تذكر أن شعب إسرائيل كانوا يلهجون في الكلمة ليلًا ونهارًا ويضعونها على عوارض منازلهم، وطوال الوقت يتكلمون بها، مما جعلهم في موضع استقبال للمعجزات، وكان لديهم إدراك لمبادئ الشريعة، فلم توجد لديهم احتمالات لحدوث أمور غير الواردة بهذه المبادئ، يعلمون جيدًا كيف تحدث البركات وكيف تحدث اللعنات؛ ولا يوجد احتمال وسط، فكان هذا نتيجة التكلم بالكلمة واللهج بها نهارًا وليلًا. كلمة الرب واضحة جدًا في توضيح نتائج وآثار السلوك بالكلمة من حماية وازدهار ونجاح ولكن للأسف الشديد، كثير من المؤمنين يجهلون ذلك بل والأكثر من ذلك إنهم يقاومون من يعظ بها وكأنه يبشر بإنجيل آخر.

 يتحرك الإنسان في البركة طالما يسلك بالكلمة، ولا يوجد احتمال أن يصاب بأية لعنة دون سبب، لابد أن تدرك ذلك جيدًا وتكون هذه طريقة تفكيرك. لا يقدر إبليس على هزيمة الكنيسة؛ هو يحاول محاربتها من الداخل عبر إفساد مبادئ العقيدة ونشر تعليم غير مطابق لمبادئ الكلمة، فكم منا سمع من معلمين وواعظين داخل الكنيسة إن المرض بركة!! سمع كثير من المؤمنين مثل هذه التعاليم المخالفة لمبادئ الكلمة منذ حداثتهم حتى زُرعَت فيهم ونمت إلى أن أصبحت طريقة تفكيرهم، وعندما يواجه هؤلاء المؤمنون أية لعنة يرحبون بها باعتبارها بركة، وبالتالي ينالون مما يؤمنون به، لذلك تجديد الذهن بمبادئ الكلمة لدى المؤمنين هي من أكثر الأمور التي يهتم بها الروح القدس ويريد معالجتها.

يواجه الكثير مِن المؤمنين لعنات ويتسألون: “لماذا يارب فعلت ذلك؟” برغم وجود شواهد واضحة في الكتاب المقدس في هذه النقطة مثل: كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي. (الأمثال ٢٦: ٢)، أي إنه لا تأتي لعنة بالصدفة، بل لابد من وجود سبب حتى ولو كنت تحب الرب ومواظب على حضور الاجتماعات، إذًا الحل هو دراسة الكلمة بعمق وفهم مبادئها بطريقة صحيحة، والرجوع إلى المعاني التي كتبت بها لفهم الشواهد الكتابية والمقصود منها، ويؤدي هذا بدوره إلى استقرار إيمانك وثباتك.

الشخص الذى يكره فرائض الرب ووصاياه، يحرك عالم الروح ضده دون أن يقصد ذلك، هذا قانون روحي يعمل تلقائيًا بمجرد عدم السلوك بوصايا الرب، فقد تكلم الرب إلى حزقيال وهو يتنبأ، وقال له: لن أتراجع عن القضاء على هذا الشعب حتى ولو تشفع لهم الأنبياء لأنهم وصلوا إلى مرحلة امتلاء كأس الغضب، وذلك بعد مرحلة التفاوض والتشفع، إلا إنهم استمروا وأصروا على عبادة آلهة أخرى وتقديم أبنائهم ذبيحة إلى تمثال يدعونه الإله مولك؛ وهو عبارة عن تمثال ضخم من المعدن وفمه مفتوح، يقوم الشعب بتقديم أبنائهم كذبيحة بوضعهم في فمه، ويُحرقون بداخله لإرضائه لكي يرسل إليهم المطر حسب اعتقادهم، كما كان الشعب يصلى معطين ظهرهم للهيكل أي إنهم يعبدون إله عكس الله وضده.

 كان شعب الرب يعتقد أن وجود تابوت العهد في أرضهم هو مصدر حمايتهم حتى لو لم يسلكوا بفرائض الرب ووصاياه، ورد عليهم الأنبياء بأنه سيأتي وقت وينهدم هذا الهيكل، مثلهم الكثير من المؤمنين المعتمدين على صلاة الآخرين لهم أو معتمدين على بعض الدقائق السريعة التي يقضونها مع الرب.

  • عدم المعرفة يسبب اللعنات

عندما دخل فكر الألم للكنيسة أدى لحالة من الترحاب وقبول اللعنات كأنها بركة رغم إن كلمة الله واضحة في هذا الأمر؛ إذ تأتي اللعنات نتيجة عدم السلوك بالكلمة حتى ولو كانت في الظاهر حسب تقدير البشر ليست خطايا، مثال ذلك تعتبر الكلمة عدم المعرفة هلاك؛ “قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ.”(هوشع ٤: ٦) بينما لا يعتبرها البشر خطية، وهذا ما جعل الرب يسوع يرد على تلاميذه في معجزة شفاء المولود أعمى قائلًا: “أَجَابَ يَسُوعُ: لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ.”(يوحنا ٩: ٣)، فهناك أسباب أخرى وهي عدم المعرفة ولهذا لم يدخل يسوع في مناقشة في ذلك الأمر لأنه متعلق بالعقيدة مع الصدوقيين.

 “١ وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، ٢ فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». ٣ أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ. ٤ يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. ٥ مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ».” (يوحنا ٩: ١-٥)

لم ينتقد الرب يسوع سؤال التلاميذ له، فلو كان سؤالهم خطأ لقال لهم ذلك، فقول الرب “لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ” أي إنه يوجد سبب آخر خلاف هذين السببين المطروحين في السؤال وذلك لأن النظام الذي تأتى به اللعنات محدد ولا توجد احتمالات أخرى، وهذا يولد لدى الإنسان جرأة أن الله ليس ضده بل معه لإنجاز المعجزة، وهذه الجرأة والثقة تزول من الإنسان عندما يجهل طرق تفكير الرب تجاهه وتجاه الأمور.

هل يستخدم الله الألم ضد الإنسان لتأديبه؟ للإجابة على هذا السؤال لابد أولًا من فهم مبادئ التأديب، فلفظ “التأديب” في العهدين القديم والجديد يعنى؛ يُعلِم أو يعطى تعليمات أو يتلمذ أو يدرب، وليس الضرب أو العقاب كما صُوِر للبعض. لكي تعرف حل أي مشكله لابد أن تسأل نفسك أولًا هل الله معك أم ضدك؟ لأنك إن لم تعرف الإجابة لن تحدث المعجزة. لابد أن تفهم أن الروح القدس شخصيًا معك وفيك لإنجاز المعجزة، هو شخص معزي مثل يسوع الذي صلى لأجل بطرس كي لا يفنى إيمانه.

 لا تحدث المعجزة تلقائيًا لمجرد أن الله يريد حدوثها في حياتك ولكن الحقيقة التي- للأسف الشديد – يجهلها الكثير من المؤمنين والوعاظ هي إنه لابد من معرفة طريقة حدوث المعجزة وطريقة تنفيذها. إن كنت تريد أن تحيا بالطريقة الإلهية التي يريدها لك الرب القدير الصالح عليك بفهم ودراسة مبادئ الكلمة وطرق الرب. لن يكدر الرب بيته وإلا سيرث الريح؛ فأي شخص يكدر بيته ويتعامل معه بقسوة يفسد نفسه ولا يرث شيئًا (أمثال١١: ٢٩).

ففي هذا الشاهد الكتابي (يوحنا 9: 1-5) يتبين أن الأعمال التي يريدها الآب من الرب يسوع هي أن يشفي المولود أعمى، يريد الرب الشفاء وليس المرض. طلب الرب يسوع منه أن يغتسل في بركة سلوام، وهذا له معنى لدى اليهود فبركة سلوام مصدر مياهها غريب لا يعلمه أحد، دائمًا يقولون عنه إنه مصدر سماوي، وهو أيضًا المكان الذى وقف فيه الرب يسوع آخر أيام العيد وصرخ قائلًا: “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ”(يوحنا ٧: ٣٧) قال هذا بصوت مرتفع لأنه كان يوجد تسبيح بقيادة الكهنة لكى ينتبه إليه الجميع كي يعرفهم مصدر المياه الحقيقية، ولكي يعلو صوته على صوت الكهنة الذين يقولون أن إله السماء يجلب لنا الأمطار ويقومون بملء الأواني الذهبية بالمياه من هذه البركة ويصبونها على الهيكل كإعلان عن بدء موسم المطر.

  • لا يتعامل الرب مع الإنسان بطريقة الألم

“٤ أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ ٥ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، ٦ الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.(رومية ٢: ٤-٦)

يتضح من هذا الشاهد الكتابي أن لطف الله هو الذي يقتاد الناس إلى التوبة وليس عنف الله والألم، ففي رومية ١١ يظهر لطف الله وصرامته في وقت الدينونة على الأرض، بعد حدوث الاختطاف ستأتي سبع سنوات للضيقة، الثلاث سنين ونصف الأخيرة منها يطلق عليها الضيقة العظيمة، هذا هو وقت غضب الله وتحقيق العديد من النبوات التي قيلت على مر الزمن. والسؤال هنا هل يوجد عنف أو ألم من قِبَل هذا الإله تجاه الإنسان في الوقت الحالي؟ الإجابة (لا). السؤال الثاني ماذا لو إن الشخص عنيف، كيف ينقاد إلى التوبة؟ الإجابة واضحة في كلمة الرب وهي أن لطف الله هو الذي يقتاد إلى التوبة وليس العنف والألم

“٢ فَتَقَدَّمَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟» لِيُجَرِّبُوهُ. ٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» ٤ فَقَالُوا: «مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق، فَتُطَلَّقُ». ٥ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، ٦ وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. ٧ مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، ٨ وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. ٩ فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».” (مرقس ١٠: ٢-٩)

لكي تفهم وتعرف مبادئ الله تجاه أي أمر من أمور الحياة، ارجع لبدايته في سفر التكوين. عندما سأل الفريسيون الرب يسوع عن أمر الطلاق، رد قائلًا: “وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ.”(مرقس ١٠: ٦) وهذا يوضح مبادئ الرب تجاه الارتباط وأنه لا يريد الطلاق، ولكن وُضِع الطلاق بسبب إرادة البشر بسبب قساوة قلوبهم.

إن كنت تريد معرفة مبادئ الله تجاه أي أمر من الأمور عليك بدراسة سفر التكوين أي بداية الخليقة، فلو نظرنا لقضيتنا هذه وهي هل الله يريد الألم للإنسان سنرى إنه من بدء الخليقة لا يوجد فكر الألم؛ كانت توجد شجرتين منهم شجره معرفة الخير والشر وكانت موضوعة ليأكل منها الإنسان في وقت القضاء على إبليس، ولكن تسرع الإنسان وأكل منها، بينما شجرة الحياة كان مسموح للإنسان أن يأكل منها لشفائه في حالة حدوث جروح لجسده أثناء عمله، وهذا يعنى أنه لا يوجد أى عنصر من عناصر الألم منذ بداية الخليقة، والسؤال الذى يطرح نفسه إن كان الألم من مبادئ وطبيعة الله، فلماذا لن يستخدمه في الملك الألفي والسماء الجديدة والأرض الجديدة؟!

“١١ أَلَعَلَّ يَنْبُوعًا يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ ١٢ هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُونًا، أَوْ كَرْمَةٌ تِينًا؟ وَلاَ كَذلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحًا وَعَذْبًا!”(يعقوب ٣: ١١- ١٢) لا يُخرج الرب من ذات المصدر شيئين عكس بعضهما فكم بالحري يكون هو!

“٣ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، ٤ كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، ٥ إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، ٦ لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ،”(أفسس ١: ٣-٦)

يبين هذا الشاهد الكتابي كيفية حدوث المدح الإلهي، ويوضح أن هؤلاء الناس هم الذين يمدحون مجد نعمته، أنت هنا على الأرض لجلب المدح لهذا الإله، كما قال داود النبي في العهد القديم: “لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟”(المزامير ٦: ٥)، يعنى ذلك أن الله يريد لنا نحن المؤمنين أن تكون لنا جاذبية للآخرين تظهر من خلال تعاملك معهم ومن خلال تصرفاتك تجاه الأمور ومن خلال كلماتك.

“١٧ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! ١٨ فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. ١٩ لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا. ٢٠ وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. ٢١ حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.”(رومية ٥: ١٧-٢١)

تزداد النعمة في حياة المؤمنين بزيادة المعرفة وهذا ما ذُكِر في (١بطرس١: ١) و(٢بطرس١: ١) وليس عبر كلامك عن النعمة والاعتماد عليها دون دراسة الكلمة، فالنعمة هي المسحة وتزداد بالمعرفة، فجميع المؤمنين الذين قبلوا الروح القدس مُسحوا ولكن إظهار هذه المسحة أي النعمة هو عن طريق المعرفة؛ كلما تفهم الكلمة ومبادئها وطرق الله كلما يزداد عمل الروح القدس في حياتك.

إن كان آدم الأول أثر على جميع البشر فكم بالحري يؤثر عليهم آدم الأخير؛ يسوع المسيح. الذين يفهمون عطية البر ويفكرون بطريقة صحيحة ويدركون النعمة أي إدراك ما فعله الرب يسوع، يسودون ويتسلطون في هذه الحياة أي في كل أمور حياتهم الشخصية كنتيجة لفهم عطية البر وإدراك النعمة، فهناك سيادة من عالم الروح على عالم العيان.

 عندما تدرك الكنيسة عطية البر والنعمة، تحيا الملك الألفي على الأرض قبل حلوله، مما يثبت أن الملك الألفي هو نتيجة لما فعلته الكنيسة من إنجاز على الأرض نتيجة إدراكها لعطية البر والنعمة وسلوكها طبقًا لهذا مما يجعلها تسود وتتسلط في هذه الحياة في جميع الأمور الشخصية الخاصة بها. أما عن عبارة “.. هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا. المذكورة في الشاهد أعلاه، لا تعنى أن الأمر لم يحدث، أو أنه سيحدث مستقبلًا.

لو رجعنا للشاهد الكتابي في (١بطرس١: ١٤) يقول “كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ،” وذكرها أيضًا الرسول بولس في كورنثوس وهذا يعنى أننا صرنا طائعين بسبب طاعة يسوع. إنما في هذا الشاهد يتكلم الرسول بولس بصيغه المحايد فهو يعنى إن كان أدم الأخير استطاع أن ينجز الطاعة فإنه يستطيع أن يجعل الكثيرون أبرارًا.

لا يوجد شاهد كتابي يثبت انتهاء المعجزات بعد صعود يسوع إلى السماء وبالتالي هي مازالت موجودة. الألم المسموح به هو بسبب الاضطهاد وهذا لأنك تتحرك عكس النظام العالمي، ويقول الكتاب أن الشخص الذي يمر فيه، مؤهل له.

  • ذاق يسوع الألم كي لا نذوقه نحن

“١ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ ٢ نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. ٣ مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. ٤ لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. ٥ وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. ٦ كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ٧ ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. ٨ مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ ٩ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. ١٠ أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. ١١ مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. ١٢ لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.” (إشعياء ٥٣: ١-١٢)

يتكلم هذا الشاهد الكتابي عن موت يسوع، والكلمات المستخدمة فيه أصلها العبري يعني جميع صور الآلام والأمراض والأحزان والأوجاع التي قد يمر بها البشر، لقد حملها يسوع المسيح على جسده وروحه لأنه نزل إلى الهاوية وليس آلام الصليب الواقعة على جسده فقط، بل تحمل يسوع آلامنا الجسدية والروحية.

“١٤ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، ١٥ فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى، فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ. ١٦ وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ، فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ، وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ، ١٧ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا».”(متى ٨: ١٤-١٧)

اقتُبِس هذا الشاهد الكتابي من إشعياء ٥٣، وهذا يثبت أن إشعياء يتكلم عن أمراض بصورة حرفية وليست مجرد آلام، ويعنى أن هذا تتميم نبوءة إشعياء، وهي مستمرة فما فعله المسيح من كونه حمل أمراضنا تم بالفعل ويستفيد من هذا الخلاص المؤمنين به السالكين بعطية البر والنعمة.

“٣ مُوَضِّحًا وَمُبَيِّنًا أَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَنَّ: هذَا هُوَ الْمَسِيحُ يَسُوعُ الَّذِي أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.” (أعمال ١٧: ٣) يتكلم هذا الشاهد الكتابي عن يسوع المسيح الذي ذاق آلام وعذابات الموت الجسدية والروحية حيث نزل إلى الهاوية إلى عقر دار إبليس نيابة عن جميع البشر حاملًا جميع الآلام ونتيجة ذلك خلص جميع المؤمنين به من تلك الآلام والأمراض ونالوا عطية البر والنعمة.

  • ما هي الآلام المسموح بها كتابيًا؟

“١٧ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. ١٨ فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. ١٩ لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. ٢٠ إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. ٢١ لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. ٢٢ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. ٢٣ وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. ٢٤ لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟ ٢٥ وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ. ٢٦ وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. ٢٧ وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ، لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ. ٢٨ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. ٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. ٣٠ وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.”(رومية ٨: ١٧-٣٠)

“إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ” ما هي هذه الآلام التي يتكلم عنها الرسول بولس؟

لكى نجيب عن هذا السؤال ، دعنا نرجع إلى الشاهد الكتابي في (كولوسي ١: ٢٤، ٢٥) “٢٤ الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، ٢٥ الَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ.”

 إن رجعنا للترجمة اليونانية التي كتب بها هذا الشاهد الكتابي نجد بولس الرسول يكمل التعليم الذي لم يقال من الرسولين بطرس ويعقوب فبالتالي اضطهد أكثر، لأن الرسول بولس قالها صراحة أن الناموس أنتهى، وقد أكمل نقائص التعاليم الكتابية التي كان يجب أن تقال ونتيجة ذلك كان يواجه اضطهادات جسدية على جسده بهدف مساعدة جسد المسيح (الكنيسة)، بذلك يتضح لنا أن هذه الآلام الجسدية التي تكلم عنها الرسول بولس هي عبارة عن اضطهادات.

 “وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.”(٢ تيموثاوس ٣: ١٢) وعند دراستنا للإصحاح الحادي عشر من الرسالة الثانية لأهل كورنثوس، ستجد الآلام الجسدية التي كان يواجهها الرسول بولس من ضرب وجلد وسجن هي عبارة عن اضطهادات نتيجة تعليمه للكلمة.

“٥ لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا. ٦ فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. ٧ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا. ٨ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا. ٩ لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ، ١٠ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ. ١١ وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ.”(٢ كورنثوس ١: ٥-١١)

هذه الآلام ليست أمراض أو مشاكل، بل اضطهادات نتيجة نشر الإنجيل وهذه الاضطهادات مذكورة في سفر أعمال الرسل في الإصحاحات من ١٣ وحتى ٢٠ وتوضح كم الاضطهادات التي واجهوها في هذه المنطقة. الخلاصة هي أن الآلام التي تكلم عنها الرسول بولس هي عبارة عن اضطهادات نتيجة نشر الإنجيل وليست أمراض أو مشاكل كما يعتقد البعض، وانتصر بولس الرسول رغم وجود جميع هذه الاضطهادات، ونجح في نشر الإنجيل.

“١٢ ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ، ١٣ حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ. ١٤ وَأَكْثَرُ الإِخْوَةِ، وَهُمْ وَاثِقُونَ فِي الرَّبِّ بِوُثُقِي، يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ. ١٥ أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. ١٦ فَهؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقًا. ١٧ وَأُولئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. ١٨ فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا. ١٩ لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٢٠ حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ، كَذلِكَ الآنَ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. ٢١ لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. ٢٢ وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! ٢٣ فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. ٢٤ وَلكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ. ٢٥ فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ، ٢٦ لِكَيْ يَزْدَادَ افْتِخَارُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فِيَّ، بِوَاسِطَةِ حُضُورِي أَيْضًا عِنْدَكُمْ. ٢٧ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ، ٢٨ غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ. ٢٩ لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. ٣٠ إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ.”(فيلبي ١: ١٢-٣٠)

يتحدث هذا الشاهد الكتابي عن جرأة الرسول بولس التي عُرفَت عنه في كل الولاية مما أدى إلى جرأة الكثيرين في التكلم بالكلمة والتعاليم الكتابية، ونكرر أن هذه الآلام التي تعرض لها الرسول بولس كانت عبارة عن اضطهادات.

  • ثلاثة أنواع من الأنين

“١٧ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. ١٨ فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. ١٩ لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. ٢٠ إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. ٢١ لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. ٢٢ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. ٢٣ وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. ٢٤ لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟ ٢٥ وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ. ٢٦ وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. ٢٧ وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ، لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ. ٢٨ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. ٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. ٣٠ وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. ٣١ فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ٣٢ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ ٣٣ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. ٣٤ مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا. ٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ٣٦ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». ٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. ٣٨ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، ٣٩ وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية ٨: ١٧-٣٩)

يوضح هذا الشاهد الكتابي أن أول مِن يئن هو الخليقة أي البشر وهؤلاء يختلفون عن أولاد الله، فأولاد الله هم الحل للخليقة التي لم تقبل يسوع، وثاني مِن يئنون هم الذين لهم باكورة الروح(الكنيسة)، فهم يريدون الخلاص من هذا الجسد المحدود فهم يئنون ليس لأنهم يعانون في هذه الحياة، بل لتوقعهم التبني فداء أجسادهم، يريدون أن يأخذوا الجسد المُمَجد غير المحدود. ثالث شخص يئن هو الروح القدس، فهو يئن في داخلنا عندما نصلى بألسنة تشفعًا لأجل النفوس والبلاد، وهذا ليس من هزيمة أو ضعف. إذًا فهناك ثلاثة أشخاص يئنون وهم الخليقة، وأولاد الله(الكنيسة)، والروح القدس.

“٢ بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلاً وَبُغِيَ عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي فِيلِبِّي، جَاهَرْنَا فِي إِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، فِي جِهَادٍ كَثِيرٍ. ٣ لأَنَّ وَعْظَنَا لَيْسَ عَنْ ضَلاَل، وَلاَ عَنْ دَنَسٍ، وَلاَ بِمَكْرٍ، ٤ بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.”(١ تسالونيكي ٢: ٢-٤). يتكلم بولس هنا أيضًا عن الاضطهادات التي مر بها بسبب نشر الإنجيل وهذه الأمر الذي يتكلم عنها مذكورًا بالتفصيل في سفر أعمال الرسل١٦.

 “١٤ فَإِنِّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِي هِيَ فِي الْيَهُودِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا، كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ، ١٥ الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ ِللهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ.”(١ تسالونيكي ٢: ١٤، ١٥). يتكلم هذا الشاهد أيضًا عن الاضطهادات بسبب نشر الإنجيل، فهذه الآلام ليست أمراض أو مشاكل أرضية.

“١٨ أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا. ١٩ لأَنَّ هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ. ٢٠ لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، ٢١ لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. ٢٢ «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»، ٢٣ الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل. ٢٤ الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. ٢٥ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا.”(١ بطرس ٢: ١٨-٢٥)

ما أروع أن يحتمل الشخص الآلام والظلم لأجل المسيح، وما أروع أن تقبلوا سلب أموالكم بفرح لأجل المسيح، فهذا الظلم والاضطهاد ليس بسبب خطأ فعله المؤمنون ولكن كان بسبب اتباعهم طريق المسيح.

“١٤ وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا، ١٥ بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، ١٦ وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ. ١٧ لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرًّا. ١٨ فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، ١٩ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، ٢٠ إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. ٢١ الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٢٢ الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.”(١ بطرس ٣: ١٤-٢٢)

“١ فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ” (١ بطرس ٤: ١).

 يأتي هذا الشاهد في معناه في الأصل اليوناني بالماضي البعيد فهي قيلت كالأتي: – إن من تألم الآن كان قد كف عن الخطية، فتأتي كلمة “تألم” بالماضي، وعبارة “كف عن الخطية” هي ماضي أبعد من “تألم”، والمقصود بالخطية هنا هي العيش حسب شهوات الناس. إذًا المقصود من الشاهد الكتابي هو: الذي ترونه الآن مضطهدًا، فهذا بسبب رفضه السلوك حسب شهوات الناس، بلغة بولس الرسول (الذي ترونه مضطهدًا الآن هو مَن اختار أن يسلك ويحيا بالتقوى). فليس المقصود منه أن من يتألم يكف عن الخطية كما أعتقد البعض وكما وعظ بها البعض، وللتأكيد، ارجع للأصل اليوناني الذي كتب به الشاهد الكتابي.

  • كيف يؤدب الرب أولاده؟

“٦ لِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي أُهَيِّئُكَ لِلدَّمِ، وَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. إِذْ لَمْ تَكْرَهِ الدَّمَ فَالدَّمُ يَتْبَعُكَ”(حزقيال ٣٥: ٦)

إن لم تكره الأشياء التي ليست من الله، ستتبعك؛ فأنت تحرك عالم الروح، فإما أن تحركه في صالحك أو تحركه ضدك، لذلك يوضح الكتاب أن تفكيرك وذهنك يسحب ما تفكر فيه نحوك، فما تحبه في ذهنك ويجد قبول لديك سيتحرك تجاهك.

“١ أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. ٢ كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. ٣ أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.”(يوحنا ١٥: ١-٣). لن يستخدم الرب يسوع العنف أو الألم ليؤدب أولاده ولكنه ينقى وينظف ويؤدب بالكلمة.

“١٧ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ. ١٨ كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ، ١٩ وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ.”(يوحنا ١٧: ١٧-١٩). يقدس الرب بالكلمة وكلامه حق، وكلمة تقديس تعني انعزال. يستخدم الروح القدس الكلمة، وإن لم تعطِ لها سلطان، فأنت تفتح الباب لإبليس وليس لأن الرب يستخدم إبليس ليؤدب أولاده.

“٣١ وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! ٣٢ وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».”(لوقا ٢٢: ٣١، ٣٢). أصبح الرب يسوع يشكل خطرًا على أرواح الشر، ولأن التلاميذ التصقوا بالرب وصدقوه، بدأ عالم الروح ينتبه إليهم فصاروا تحت تهديد. قبولك للرب يسوع يجعل عالم الروح يلتفت إليك، لكن إبليس دائمًا يخطط لتدمير الكنيسة ويفشل، لذلك يقول الرسول بولس “وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا”. (أفسس ٤: ٢٧)، نعم يوجد مستوى لا تعطى فيه لإبليس مكانًا.

“١٦ كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، ١٧ لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.”(٢ تيموثاوس ٣: ١٦- ١٧)

كلمة الله نافعة؛ “لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ” أي للإقناع والبرهان، نافعة “لِلتَّقْوِيمِ” أي للتصحيح، “وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرّ”ِ أي للتدريب، وهذا ما رأيناه في حياة يسوع على الأرض؛ فهو لم يبلي أحدًا بالأمراض، لم يفعل شيئًا مع يهوذا الأسخريوطي رغم سلوكه الخطأ ولكنه هو من وضع نفسه في يد إبليس، وهذا هو ما يحدث مع أولاد الله في حالة عدم سلوكهم بالكلمة. كلمة الله هى المعلم والمصحح وليست للتأديب بالمشاكل أو الأمراض.

“١ لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٢ نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. ٣ فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. ٤ لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، ٥ وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. ٦ لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». ٧ إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ ٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ ١٠ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. ١١ وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. ١٢ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، ١٣ وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. ١٤ اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، ١٥ مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. ١٦ لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. ١٧ فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ.”(العبرانيين ١٢: ١-١٧)

الأباء الجسديين يؤدبون الأجساد، بينما يؤدب أبو الأرواح روحيًا.

“١٠ اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ.”(الأمثال ١٧: ١٠)

 يؤثر الكلام في الشخص الحكيم أكثر من مائة جلدة في الجاهل. تأثير الكلمة على روح الإنسان يشبه تأثير الجَلد، فلو رفض الشخص الاستماع للكلمة سيكون مثل يهوذا الإسخريوطي الذي فتح الباب لإبليس لدخول حياته، وأكرر، لم يستعمل الرب يسوع مع تلميذه العاصي أي أمراض أو مشاكل بسبب عصيانه لكنه كان ينذره لآخر اللحظات.

أما عن التأديب الكنسي الذي كان بولس يستعمله بأن يسلم أناس للشيطان كما في كورنثوس الأولى 5، يتم عندما يكون الشخص معاندًا للنصح والإرشاد ومعاندًا للناس وللكلمة ولكل ما يقدم إليه من تحذيرات وإنذارات ونصائح، فيقوم راعي الكنيسة باتخاذ إجراء ضده بعزله عن الكنيسة لكي يسلم لإبليس؛ لأن وجود المؤمن على قوة الكنيسة يجعله في حماية جزئية، فالرب يعمل على حماية كنيسته، ولو ظل في الكنيسة رغم تمرده، سيكون في هذه حماية، وقد يصل به إلى الارتداد للهلاك.

“٩ وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، ١٠ حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ، ١١ مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ.” (فيلبي ١: ٩-١١). يصلى الرسول بولس للكنيسة أن لا يتعثروا ولا يعثروا الآخرين.

“١٣ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. «فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ».”(١ كورنثوس ٥: ١٣)

الطريقة أن يسلم الشخص لإبليس هي عن طريق عزله عن الكنيسة. ولو عزل راعي كنيسة مؤمن ظلمًا، وكان هذا الشخص بريئًا، فالرب شخصيًا يحميه ولا يأتي علية شيء من اللعنات، وأيضًا لو رأى الرب الراعي يدمر الشعب، فالرب بنفسه يدمره، ويهلك هذا الراعي ويذهب للجحيم.

  • يؤدب الله أولاده بالكلمة، بينما يستخدم القضاء مع العالم

    فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».”(حزقيال ٢٢: ٣١)

ما فعله أهل العالم من شرور سيرد عليهم كرد فعل وسيحدث قضاء، لأنه يوجد قضاء على إبليس ونتيجة لذلك أي شخص يتبع إبليس سيتبع أيضًا القضاء المجهز لإبليس وملائكته؛ ليس لأن الرب يريد ذلك للبشر وإنما كنتيجة ورد فعل لما تبعه البشر السالكين بأفكار إبليس، وتأكيد ذلك هو قول الكتاب المقدس: أن جهنم معده لإبليس وملائكته وليس للبشر، ولذلك فمن يعاني هنا على الأرض من أية معاناة تندرج تحت مسمى اللعنات.

“١٦ لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. ١٧ كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. ١٨ شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.” (يعقوب ١: ١٦-١٨)

أنت كإنسان مرسوم لك كل عطية صالحة من الله وليس اللعنات، لم توضع الأرض من البدء للمعاناة، فمن البدء خلقهما الرب ذكرًا وأنثى، ومن البدء لم يضع الرب عنصر الألم في الأرض، ومن البدء لم يتكلم الله للإنسان عن الألم كأنه شيء بديهي، فالرب صالح وكل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي منه. آمين.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture