القائمة إغلاق

الملكوت الحالي – الجزء 2 The Present Kingdom – Part

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاوند اضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

العظة مكتوبة

▪︎ المملكة الحالية

▪︎ نملك مع المسيح الآن وليس في المستقبل

▪︎ الكنيسة هي الباكورة، ولها ضعف الميراث

▪︎ إن كنا لا نتسلط فنحن نكسر وصية كتابية

▪︎ يجب أن تُبنى بالكلمة أولًا حتى تأخذ ميراثك

▪︎ هل المملكة الحالية هي مملكة حقيقية؟

▪︎ لابد أن تدرك ضخامة ما عمله يسوع

▪︎ المملكة ما بين العهد القديم والجديد

▪︎ المملكة هي التجسيد لقيامة الرب يسوع

المملكة الحالية:

 لفهم مواصفات المملكة الحالية التي نعيش فيها على الأرض، يمكننا طرح بعض الأسئلة، على النحو التالي: هل يسيطر إبليس على هذه المملكة؟ أم إنه يسيطر على العالم؟ ما هي اليد التي تعمل في هذا العالم الحالي الذي نعيش فيه؟ مع الأخذ في الاعتبار بأن هذا الموضوع يختلف عن الملك الألفي.

 باعتبارنا نعيش على الأرض سنتحدث عن الأوضاع الحالية هنا والآن، حتى إذا ما فهمنا هذا الأمر، نجد اتساقًا أكثر مع حياتنا الروحية، ويُضاف لنا فهم عميق لنحيا باطمئنان وقوة في حياتنا اليومية، وسنجد مرتكزات ومنطلقات تساعدنا في إيجاد طرق وأدوات وآليات للعيش بها في هذه الظروف الحالية مهما كان شكل الحياة باختلافها وتنوعها.

 يُعتبَر فهم الملكوت الحالي هو المنصة التي نستطيع -كمؤمنين- أن ننطلق منها. حينما كان الرسل وتلاميذ المسيح يعلمون ويتحدثون عن الملكوت، كان تعليمهم عن الملكوت الحالي وليس عن الملك الألفي أو الملكوت في السماء.

 لتكن البداية بالصلاة الربانية (أبانا الذي …. إلخ)، حينما نصلى بكلمات مثل؛ “ليأتِ ملكوتك”، فهي تعطى انطباعًا بأنها شيء سوف يحدث، لكننا نجد أن الرب يسوع قد علمهم هذه الصلاة حينما طلب منه أحد التلاميذ قائلًا علمنا أن نصلى؛ “فَقَالَ لَهُمْ: “مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ” (لوقا 11: 2)، لم يكن قد حدث بعد الميلاد الثاني في هذا الوقت، لكن الآن هذه الصلاة قد تمت الاستجابة لها. (ادرس عظات مملكتي ليست من هذا العالم)

 “اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. (أعمال 1: 3).

 قضى الرب يسوع هذه الفترة يتحدث مع التلاميذ عن ملكوت الله، وقد أعطاهم استنارة وتعليمًا بخصوص هذا الأمر، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطى بعد، ولأن يسوع لم يكن قد مُجِدَ بعد، وقد علمهم الرب يسوع هذا التعليم بقدر ما يستطيعون استيعابه من معرفة في هذه الفترة، لأنهم لم يكونوا قد امتلأوا بعد بالروح القدس.

 “ثُمَّ دَخَلَ الْمَجْمَعَ، وَكَانَ يُجَاهِرُ مُدَّةَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ مُحَاجًّا وَمُقْنِعًا فِي مَا يَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ اللهِ.” (أعمال19: 8).

 كرز بولس لكنيسة أفسس فيما يختص بملكوت الله، وهذا يعني أن الرسل قد شرحوا عن ملكوت الله، وكذلك تلاميذ آخرين. ” وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضًا، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ.” (أعمال 20: 25) يعني هذا أن التلاميذ كانوا يتكلمون عن ملكوت الله.

“فعَيَّنُوا لَهُ يَوْمًا، فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَطَفِقَ يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِدًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمُقْنِعًا إِيَّاهُمْ مِنْ نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ.”(أعمال 28: 23) هذا معناه أن يسوع هو نفسه ملكوت الله، وكان بولس يشرح عما هو حادث بالفعل وليس عن شيء سيحدث لاحقاً “شَاهِدًا بِمَلَكُوتِ اللهِ”

 “كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلاَ مَانِعٍ.” (أعمال 28: 31)

 يُقصَد بالمجاهرة أي الإعلان عما هو حادث وليس ما سيحدث، وكيف إن المسيا الذي جاء هو ذاته ملكوت الله، لكنهم غير قادرين أن يقبلوه.

 لنطرح سؤالاً ما الذي يجعل بولس يضيع وقته في شيء سيحدث؟ إلا إذا كان بولس يرغب في أن يسيطر المؤمن على حياته، فالملكوت يجعلك تسيطر على ظروفك وأحداث حياتك وجسدك ومزاجك، ويساعدك في السيطرة على كيانك الإنساني، فلا شيء يستفزك أو يجعلك تنفعل.

نملك مع المسيح الآن وليس في المستقبل:

 هذا هو الملكوت الذي جاء من أجله يسوع لكي يفتتحه على الأرض، وليس ليأتِ ملكوته في مرحلة الملك الألفي، لكن هذا الملكوت الذي بدأه يسوع، هو ملكوت الله في الوقت الحالي، هنا والآن. تخبرنا كلمة الله حتمًا عن المملكة الحالية، وليس عن أمر سيحدث، فالرب لا يضيع وقتًا.

“إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ…” (2تيموثاوس2: 12).

 هناك فرق بين شيء سيحدث في المستقبل وشيء حادث بالفعل في الوقت الحاضر، فنحن الآن نصبر لكي نملك معه في الملك الألفي، وهناك فرق بين “سنملك معه” و “سنملك به” في الآية اللاحقة؛ “لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 5: 17).

 إن كنا نؤمن أن آدم قد أثَّرَ على البشر سلبًا دون أن يكون لنا يد فيما حدث، فلماذا لا نؤمن بذات الطريقة والتفكير بأن الرب يسوع حينما جاء، كان له ذات التأثير -لكنه إيجابي- على حياة البشر دون أن يكون لنا يد في ذلك، (ولا يعني هذا إننا لن نفعل شيئاً)، لكن علينا أن نثق بأن هذا التأثير هو الممتد حتى الآن، والذي علينا أن نحيا ونملك به.

 نشأ معظم المؤمنين وهم يعرفون أن الرب يسوع جاء ليغفر الخطية ويضمن الأبدية، لكن باعتبارنا نتكلم هنا عن مملكة حالية على الأرض، فلابد لهذه المملكة مِن ملك ومبادئ ورأس، ويوجد أناس تحت الملك يعيشون طبقاً لمبادئ وقوانين هذه المملكة.

 هناك مَن يفكرون مثلما فكر عيسو في العهد القديم حينما عُرضت علية البكورية، فنظر تحت أقدامه ولم ينظر للأمام وللمستقبل، معتقدًا أن البكورية لا نفع ولا قيمة لها، كذلك هناك أناس يفكرون بذات الطريقة؛ فهم يتعاملون مع الكلمة باستخفاف وانعدام للنظرة المستقبلية، وحينما تنبههم لذلك؛ يكون لسان حالهم: “سأفعل ذلك لاحقًا، ليس مهماً الآن فهذا أمر غير عاجل ولا قيمة له”.

 أظهر لنا الوحي بأن عيسو مِن الشرير، وإنه غير مهتم باهتمامات أبيه الذي يعبد الله رب السماوات والأرض، وهذا التفكير جعله يفقد البكورية لأنه استهزأ بشيء سيحدث في المستقبل مِن أجل شيء حالي، فهو يحصل على البكورية في حياة الأب ليحيا بها في المستقبل. لم يشعر عيسو بقيمة هذه البكورية في حينها وقايض أخيه بطبق عدس كما تروى لنا القصة، إلا إنه شعر بقيمة البكورية لاحقًا.

 نسمع طوال الوقت تعليمًا يشجع على السماء الجديدة والأرض الجديدة وهذا يجعلنا لا نفكر في الوقت الحالي، وكيف أن المسيح قد جاء لتكون لنا حياة هنا على هذه الأرض التي نحيا فيها، نعم ستكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة على هذا الكوكب لأنه سيُطهّر بنار ويُسكَن فيه.

 “دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ، وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ”. (جامعة 1: 4).

” وَبَنَى مِثْلَ مُرْتَفَعَاتٍ مَقْدِسَهُ، كَالأَرْضِ الَّتِي أَسَّسَهَا إِلَى الأَبَدِ”. (مزمور 78: 69).

“الْمُؤَسِّسُ الأَرْضَ عَلَى قَوَاعِدِهَا فَلاَ تَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ”. (مزمور 104: 5).

 يعني هذا إن الأرض الحالية ستكون هي الأرض الجديدة والسماء الجديدة، لكن سيعاد خلقها حسبما تم ذكره في (جامعة 1: 4). عدم الفهم للسماء والأرض الجديدة جعل الكثير مِن المؤمنين في حالة من الانتظار السلبي وأدى بهم أن يقدموا تنازلات، حيث ساد الاعتقاد بأننا في البرية وإنها مرحلة مؤقتة وستنتهي، وهذا المنهج في التفكير أضعف الكنيسة وجعلها لا تقوم بدورها الذي ينبغي أن تقوم به، وفكرت الكنيسة كما فكر عيسو.

الكنيسة هي الباكورة، ولها ضعف الميراث:

 يتم تطبيق حق البكورية في الشريعة اليهودية وهو الحصول على ضعف الميراث حينما ينتقل الأب، ونحن ككنيسة يتم تصنيفنا كباكورة ويطلق علينا أبكار، (ادرس عظات كنيسة أبكار) ونتحدث في هذه السلسة عن لفظين في اليونانية؛ اللفظ الأول “ببورتيكوس” ومعناها أول ناس، أو الذين لهم حق ضعفي الميراث، واللفظ الثاني هو “أبارخيه” ويعني إننا أحسن قطفة.

 يعني هذا إنه يحق لنا الميراث ضعفين بالإضافة إلى كوننا أفضل باكورة، فإن كانت البركات في العهد القديم ضعف، فإن الكنيسة في العهد الجديد لها بركات ضعفين. لماذا كان يحق للبكر الضعف في العهد القديم؟ لأنه كان يحل محل الأب ويقوم بتدبير النفقات والصرف على اخوته واحتياجات أسرته، فهو المسئول عن إعالة الأسرة بعد ذهاب الأب.

“لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. (رومية 5: 17).

 أي يملكون في هذه الحياة ويتسلطون كملوك، وبالتالي فإن كل أزمة نعيشها في هذه الحياة هي فرصة لإظهار قوة الله بدلاً من أن تعيش في حالة نواح وبكاء، فنحن نعيش في مملكة لها مبادئ وقوانين وطريقة للعيش فيها لتحقيق انتصارات هنا على الأرض على المشاكل الصحية والمادية والمالية وكل نواحي الحياة اليومية، وهذا حق كتابي على الكنيسة أن تفهمه وتستوعبه وتعيش به.

“وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا”(تكوين 1: 26).

 الصورة هي الشكل الخارجي، أما الشبه فهو الطريقة للتصرف. زرع إبليس فكرة أن الله هو المسئول عن كل ما يحدث ليهدم قدرة الناس أن يقاوموه، كما هو مكتوب “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” (يعقوب4: 7)، تعلمنا كثيرًا أن ما يحدث لنا من مشاكل وآلام وأمراض هي من الله، مما يضعف مقاومتنا اعتقادًا بأن تلك المشاكل هي يد الرب للتنقية وللتأديب.

 إن كان الأمر كذلك، فماذا عن الحق الكتابي في العهد القديم؟ هل الله سيغير استراتيجياته في التعامل مع البشر؟ (ستجد الإجابة في عظات المعجزات وكيف تنجح). الله لا يفشل، وهي ذاتها طريقتنا نحن البشر في الحياة، بمعنى أن الإنسان يسعى دائمًا لعلاج المرض ولا يستسلم، لأنها أساسًا طريقة إلهية وضعها الله فينا، والإنسان بالفطرة هو ضد المرض. يعتقد البعض أن الأمراض هي بركة، إذًا؛ إن كان المرض أو الفشل أو الألم هو أحد أنواع البركات مِن الله، فعلينا أن نصلى لأخذ بركات أكثر!!

 كانت توجد كائنات منذ عشرات الملايين من السنين، وقد أختار الله أحد هذه الكائنات، وقال نخلق الإنسان على صورتنا كشبهنا، حيث أن الأرض قدر مرت بأكثر من دورة عمر كل دورة 7000 عام وذلك استنادًا إلى “دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ” (جامعة1: 4) ونحن في أواخر حقبة أحد هذه الدورات وذلك حسب الأعراف اليهودية.

 هناك فرق بين “قيل لكم” و “مكتوب”؛ فبعض الأقوال تم أخذها من الأنبياء، وتوجد بعض النبوات تم تداولها شفاهية، لكنها غير مسجلة بالوحي، وربما يكون بعضها بشري ويوجد بها أخطاء، مثال؛ قصة هامان وأستير ومردخاي؛ كان مردخاي يبدو عارفًا إنه ستأتي لحظة وتحدث فيها إبادة، وإنه سيكون له دور محوري، لذلك حينما حدث ذلك فإنه لم يفاجأ بما حدث، لأنه طبق الرؤية التي كان يراها، ولنتذكر الرب يسوع حينما كان يقول ” قد قيل ” كان المقصود بها، أنه يتحدث عن أشياء كانت منقولة شفاهية، وهذا يختلف عندما يتحدث بكلمة ” مكتوب “.

إن كنا لا نتسلط فنحن نكسر وصية كتابية:

“وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”. (تكوين 1 : 26-28).

 يعني هذا إننا إن لم نفعل ذلك ونتسلط، فنحن نكسر الوصية الكتابية أو الأمر الإلهي. “وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا” (تكوين1: 31) أي أن عملية التسلط والإخضاع ستكون محببة ومقبولة ومرضية لقلب الله، مثل الأب والأم يحبون أبنائهم لأنهم على صورتهم، كذلك الله، فإنه يفرح بأبنائه، حينما يحقق هؤلاء الأبناء ما خططه وما فكر فيه.

“3إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، 4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟” (مزمور 8 : 3 – 4).

 قائل هذه الجمل هو داود، والعناصر الموجودة في الآيات هي الله والإنسان، فهل داود هو الذي كان يحدثنا في هذا النص، أم إنه تحدث لنا بلغة الملائكة التي أبدت دهشتها من هذا المخلوق المسمى بالإنسان قائلين: من هذا الكائن الذي دخل بين رتبتنا وبين رتبتك يا الله؟ من هذا الكائن الذي أنت رفعته وميزته وجعلته في رتبة بعدك مباشرة؟ من هذا الذي بمجد وبهاء تكلله؟ من هذا الكائن الذي أنقصته قليلاً عن “إيلوهيم”؟ وكيف تمنحه التسلط على أعمال يديك؟

 هل يعقل أن يأتي يسوع ليضاد (مزمور 8) و (تكوين 1)؟ أيعقل أن تكون الكنيسة ضعيفة بعدما أعطانا الله كل هذا السلطان؟ لا نقصد هنا التسلط على الناس بل التسلط على الظروف والمرض والاقتصاد وعلى أنفسنا، فالرب أعطانا بالمسيح أن نسترد سلطاننا مرة أخرى بعدما أفرطنا فيه بحسب آدم حينما سمح لإبليس وتنازل له عن سلطته الأساسية التي منحها له الله.

 جاء المسيح ليسترد لنا هذا السلطان ليكون لنا ملكية الأرض، وهذا المعنى يختلف تمامًا عن مفهوم أن نكون مرتبطين أو ملتصقين بمحبة الأرض والعالم، ولكن هذا ليس معناه أن نتخلى عن مسئوليتنا تجاه الأرض، والفارق كبير جدًا.

 إن فهمنا للملكوت الحالي، يجعل الكنيسة تلعب دورًا أكثر إيجابية وتأثيرًا على ما يحدث على الأرض، فلا نكون منسحبين أو سلبيين تحت فهم أن مملكتي ليست من هذا العالم، فالابتعاد عن فهم حقوقنا وسلطاننا في الملكوت الحالي على الأرض، أدى بنا إلى هزيمة وهدم الشخصية السليمة التي كانت للمؤمنين.

يجب أن تُبنى بالكلمة أولًا حتى تأخذ ميراثك

“وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (أعمال 20 : 32).

 يعني هذا أن الكلمة تبنيكم ثم تعطيكم ميراثًا تشتركوا فيه مع القديسين، أي إنك قبل أن تأخذ ما لك في المسيح يجب أن تُبنَى في الكلمة وهذا معناه أنه يوجد بناء للشخصية. يوجد تعليم أن الإنسان هنا في البرية والتعب، وسيأتي وقت ونذهب للسماء لنرتاح، وكأننا هنا في أرض التعب والعطش وسوف نرتاح في السماء. نعم نشتاق أن نرى يسوع، ولكن ليس هروبًا مِن الأرض.

 إن كان الناس يمرون بمشاكل وأمراض ووقت نحيب وبكاء، فهذا ليس له غير معنى واحد وهو أن الكنيسة بعيدة عن الكلمة أو أن إبليس متسلط علينا، ومن ثَم يصبح تعليم الأخرويات في معظم الكنائس وكأنه يعطى مسكنات ومبررات للعناء الذي يعيشه الناس حاليًا، لكن إن لم تبني الكلمة أرواحنا حاليًا، فكيف نستطيع أن نكون مؤهلين لرؤية المسيح!

 بعض الناس حينما يواجهون بموقف أو أعراض، تجدهم في حالة مِن التوهان ولا يعلمون ما هي مشيئة الله لهم. لابد أن يتولد لديك رفض للميوعة الروحية، لذلك لا تقبل أية أمور عكس الأجندة الإلهية أن تصير متسلطًا. ليس الأمر أن يصلي لك أحد الأشخاص، لكن لابد أن تُبنَى شخصيتك مِن الكلمة. لا ترَ نفسك أنك التعيس المُدمّر، بل انظر للكلمة حتى تبنيك، فإن كنت لا ترى نتائج، راجع نفسك؛ هل بُنيت مِن الكلمة؟

 تذكر أن المملكة التي نعيش فيها يوجد بها تسيُد وتسلُط على مواقف الحياة، وأيضًا على ذهنك وجسدك ودوافعك، وذلك عبر مبادئ الكلمة في ذهنك، فالكلمة قادرة على أن تبنينا وتساعدنا أن نكون متسلطين على كل شيء في حياتنا الشخصية؛ عملنا، أسرتنا، استيقاظنا ونومنا، صحتنا، اقتصاداتنا، لتصبح كل هذه الأمور تحت سيطرتنا وكما نريد أن تكون، فالروح قد خلصت، أما النفس فلم تخلص بعد وهي تحتاج ممارسة إيمانك بشكل مستمر لتنمية وزيادة سلطانك عليها. (راجع عظات خلاص نفوسكم، والرجولة الروحية)

 علم يسوع تلاميذه كيف يصلون من أجل حياتهم اليومية، وحينما قال: “ليأتِ ملكوتك” كان يعلمهم كيف يصلون في هذا الوقت فقط، لأن هذا الأمر تم الآن، وحتى عندما صلى الرب يسوع: “يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ”. (لوقا22: 42) لم يكن مُستهينًا الصليب ولم يضعف في هذا الموقف، لكنه عرف إنه سينفصل عن الآب، وكان ذاهبًا للصليب وهو يعرف تمامًا مشيئة الآب، ولكن الآن فإن الصليب تم بالفعل، وأتى ملكوت يسوع، لذلك فليس صحيحًا أن نصلي هذه الصلاة الآن.

 “وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.” (لوقا 11 : 20).

 يعني هذا أن ملكوت الله هو السيطرة على إبليس، لذلك فنحن في الوقت الحالي في تأثير المُلك، وليس في المُلك الألفي الحرفي. نحن في مرحلة أن نملك به، وسيأتي الوقت ونملك معه في المًلك الألفي. “إنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا.” (2تيموثاوس 2 :12).

 خطة الله الأساسية والأصلية هي أن يتسلط الإنسان، لكن كون الإنسان قد سلم هذه السلطة لإبليس، فهذا لم يغير خطة الله، لذلك فقد دبر الله الفداء العظيم لكي يعيد لنا ما قد سلبه إبليس منا، وبالتالي فإن أي إنسان يقبل الرب في الميلاد الثاني، فإنه يعود للالتصاق بالرب غير منفصل عن روح الآب، ويستطيع أن يمارس سلطانة على الأرض بقوة الروح القدس، ومن يقبل ذلك لا يعيش متخبطًا في هذه الحياة، بل يعيش طبقاً للأجندة والخطة والقوانين الإلهية الموجودة بالكلمة.

 حينما تقول أن الرب صالح وأنت تدرك ذلك وتعنيه مِن قلبك، فهذه هي العبادة الحقيقية، وستجد أمورًا كثيرة تتغير للأفضل وأنت تخضع تحت الكلمة. تذكّر ما قاله الرب يسوع وقت المحاكمة: “أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟” (متى 26: 53) وهذا يدل على أن العالم الروحي يمكنه التأثير على عالم العيان، لكن حينما يأتي الرب في الملك الألفي، سيتعامل معهم بقضيب مِن حديد.

“إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ” (رومية 8: 17)

 نحن نتشارك مع الرب يسوع في آلامه أي في آلام الاضطهاد، فهو لم يمُت مِن المرض بل مِن الاضطهاد. تسود الكنيسة الآن، ولكن ليس بالقوة أو بالذراع. كانت السيادة في العهد القديم تتم بالذراع والحروب والقوة البشرية المدعمة بالروح القدس، لكن عندما جاء الرب يسوع قال: “مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا”. (يوحنا 18: 36).

 عاش التلاميذ في كنيسة أورشليم، وقد استفاقت الكنيسة واستنارت نتيجة الصلاة، وهذا معناه أن الكنيسة لها سيطرة بالصلاة في الوقت الحالي، وكان التلاميذ وأعمال الرسل خير دليل على ذلك، حيث أن الأرواح الشريرة كانت تحاول أن تمنع الرسل من أن يقوموا بمهامهم على الأرض، وقد تألم الرسل وتشتتوا وعانوا من اضطهادات كثيرة، إلا أن الكنيسة استفاقت واستنارت، وبعدها تغير الحاكم وبدأت الأمور تتحسن كنتيجة للصلاة. ليست مصادفة أن تقوم الكنيسة بعد الاضطهادات، فهذا نتيجة صلاة، مما يدل على أن عالم الروح يغير في عالم العيان.

هل المملكة الحالية هي مملكة حقيقية؟

“لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ”. (عبرانيين12: 18- 24).

 “قَدْ أَتَيْتُمْ” نحن الآن بداخل هذه المدينة التي لا تعرف الحزن، بل احتفالات وكنيسة أبكار، ومعانيها في اليونانية هي؛ “بروتوتيكوس” أي البكر الذي يحق له ضعفي الميراث، و”أبارخيه” أي أول وأحسن قطفة، فالكنيسة هي الاثنان معًا

“شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.” (يعقوب 1: 18).

 يستخدم هنا كلمة “ابارخيه” التي هي بمعنى الأباركة، وهذا معناه إننا أحسن قطفة، وقد قيل عن الكنيسة اللفظين أو المعنيين فنحن لدينا الحق في ضعف الميراث، وإن كانت بركات العهد القديم الضعف فالكنيسة لها ضعفين. لماذا يأخذ الابن البكر يأخذ الضعفين؟ لأنه يحل محل الأب في الأمور المادية ويكون المسئول عن العائلة مِن بعده.

“25اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ!” 26الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا».27فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. 28لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. 29لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ»” (عبرانيين12: 25- 29).

 “وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ” أي ونحن داخل هذه المملكة، علينا أن يكون لنا شكر وعبادة مرضية بخضوع وتقوى، لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ» أي في حال إن رفضتم واستعفيتم.

 هذه هي المملكة التي نعيش فيها الآن، ويطلب بولس من العبرانيين ويذكرهم بما حدث لشعب الله مع موسى، ويطلب منهم ألا يستعفوا، مثلما فعل شعب إسرائيل حينما طلبوا من موسى أن يكون هو ممثلهم أمام الله، فيطلب بولس هنا ألا يرفضوا المتكلم من السماء لهم مباشرة ولا يفكرا بذات الطريقة التي فكر بها شعب إسرائيل مع موسى، حينما أراد الرب أن يكلمهم.

لابد أن تدرك ضخامة ما عمله يسوع:

“اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ”. (عبرانيين 1: 1- 2).

 كان الله يتكلم في الماضي بعدة طرق لكنه الآن كلمنا في ابنه، أي أن ابنه الآن هو المتكلم، هو الكلمة ذاتها، فكلمة الله قد تجسد في الابن، الآن تجسد الحل (كان بولس يتحدث لأناس دارسين الشريعة). حاول بولس في رسالته إلى العبرانيين أن يرسم ضخامة وقوة ما قام به يسوع، فهو أعلى بكثير مما كان في العهد القديم، وأي رفض الآن سيكون خطيرًا، لذلك قال لهم: “لا تستعفوا”، أي لا يجوز لكم أن ترفضوا كلمة الله الآن كما رفضها أباءكم من قبل، فقد كان هذا الشعب مضغوطًا مِن الاضطهادات وكان لديهم أيضًا حنين لموسى.

“1لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، 3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، 4شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ.” (عبرانيين 2: 1-5).

 يؤكد كاتب الرسالة أن مَن رفضوا كلمة الرب سابقاً قد عاشوا في معاناة، فكيف لنا أن ننجو بعد أن شاهدنا وعرفنا هذا الخلاص!

“13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.” (عبرانيين3: 13-15).

“لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ” أي لا تعودوا إلى ما كنتم عليه سابقًا. “صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ” أي لنا حياة جديدة. “إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ”.

 يشير إلى الذين قد سمعوا وأسخطوا، أي رفضوا سابقاً كلمة الرب أيام موسى، ويذكرهم بأن الذين أسخطوا هؤلاء هم الذين سقطوا في القفر، ونرى في عدد 19 أنهم لم يقدروا أن يدخلوا إلى راحته لعدم الإيمان.

“فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ”. (عبرانيين4: 1).

 احترس لئلا تخيب منه، فلن تجد حلولًا بعيدًا عن الكلمة، إن ابتعدت عن الكلمة ستقع. يوجد الكثير مِن التعاليم التي تساعد على الاسترخاء وعدم النشاط الروحي، مثل عدم وجود أصوام في العهد الجديد؛ بلا شك وجود الكثير مِن التعاليم غير الكتابية عن الصوم جعلت الناس تحاول أن تجد مفرًا، لكننا نجد الرسول بولس نفسه قال: “فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً”. (2كورنثوس11: 27).

“وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ” (أعمال 13: 2). “سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ” (لوقا 5: 35).

 كان الرب يسوع نفسه يصوم، الصوم هو تدريبات روحية، هو كبح جماح الجسد لتتفرغ للكلمة، وهذا لكل الناس، وهو ليس مقابل أو ثمن للاستجابة، لكنه لتشكيلي أنا.

المملكة ما بين العهد القديم والجديد:

 سؤال قد يتبادر لذهن الكثيرين من أين يتم إدارة هذه المملكة؟ هل يتم إدارة الأرض من السماء أم يتم إدارتها من الأرض؟ في العهد القديم، كان الله يتكلم مع شعبه عن طريق الأنبياء والرسل، أما الآن فإن هذه المملكة يتم إدارتها بالكامل من الأرض. لابد لنا ان نعرف أن الله قد عمل نسخة أرضية لما كان في العهد القديم، يتم إدارتها من عالم الروح، فكان الرب يسخر ناس لكي يتعاملوا مع الأرض، لذلك كان العهد القديم به قتل كثير لأنه كان به إنهاء على النفيليم، وهي حالة الناس الذين تزاوجوا مع عالم الروح، وصار هناك نسل غريب في الأرض.

 يوضح لنا الكتاب، أن حالة النفيليم لا تحدث الآن بالصورة السابقة، لأن هناك ناس مهجنين يعيشون بأذهان شريرة ويكونون أكثر شراً عن ذي قبل، وهناك أمور يتم التعتيم عليها كثيرًا، لكن هذا الأمر يحدث حتى الآن على الأرض.

 أما الآن فإن الرب، قد أعطى الزمام للكنيسة بالكامل، وهذا هو السبب الذي جعل بولس يقول “َإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ”. (أفسس 6: 12) وكلمة مصارعة تعني السيطرة. يؤثر عالم الروح على الأرض، ويتم إدارة الأرض من خلال الكنيسة، نحن نتحدث هنا عن إدارة المملكة، إنما ستظل البركات روحية وجسدية، لأن هذه البركات هي من صميم مشيئة وعمل الرب في المملكة.

 “لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَدًا بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ”. (عبرانيين 10: 1) أي إن الناموس له خيرات ستحدث، وبالنسبة لنا فإنها قد حدثت، وهي ذات الأشياء التي نعيش تجسيدها الآن، لكنها كانت ظلال قبل ذلك.

 حينما كان الملك يسلك بالكلمة في العهد القديم كان ينتصر على الأعداء، ويصبح شعب المملكة فرحًا بهذه الانتصارات ويعيش في سلام والأرض تعطى قوتها، لكن إذا ابتعد الملك عن الرب، كانت الأرض والشعب يتعبون، ويحدث سبى وعناء ومجاعات، إذًا كان العهد القديم ظلًا لما نعيشه الآن.

 “الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.” (كولوسي 2: 17) أي إن الخيرات التي كانت في الناموس كانت ظلالًا، لكن تم تجسيدها الآن في يسوع، وجاءت في بعض الترجمات بمعنى؛ “أما جسدي فهو للمسيح”، وهذا أيضًا صحيح وليس خطأ، و يتضح المعنى أكثر في (رومية12: 1)”..أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً.. “ لكن في الشاهد السابق، كان يحدثنا عن تجسيد الأشياء التي لم تحدث بعد في الناموس، فإنها الآن قد تم تجسيدها في المسيح يسوع.

 يعني ذلك إننا -ككنيسة- في حالة تجسيد وإننا نحيا حرفيًا ما قيل في العهد القديم والجديد معًا، ليس فقط إنه خلصنا، ذلك لأن الطبيعة ذاتها قد تم تغييرها بداخلنا، وهذا هو السر.

“وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ.” (عبرانيين 3: 5).

 يعني هذا أن موسى كان نموذجًا عن يسوع، “وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ”. (عبرانيين 3: 6).

 أنت صرت بيته ومسكنه، ولكن بشرط أن تظل ثابتًا للنهاية في حالة الثقة والثبات في الفرح. كان موسى قائدًا وقائمًا على البيت -أي الشعب- في هذا التوقيت وقد أسس كيانًا، وكان رمزًا لما سيحدث بعد ذلك، الذي هو المسيح.

 كان حضور الله يُرمَز له قديمًا بالتابوت، لذلك فإن داود رغب في إحضار التابوت لكي يتبارك في بيته، وكان ذلك رمزا لما سيحدث بعد ذلك مِن حلول الروح القدس بداخلنا، فكم بالحري نحن في حالة أروع لأن حضور الله بداخلنا الآن.

“الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الجبل”. (عبرانيين 8: 5).

 كان كل ذلك ظلالًا روحية يريد الله توصيلها للأرض، وكان العهد القديم فترة تمهيد كي يأتي يسوع من خلال هذا النسل. يخبرنا هذا الشاهد عن الأمور الشبيهة في السماويات التي كانت ظلالًا وليست حقيقة، كما اُوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع مسكنًا، وبحسب المراجع؛ اُخِذَ موسى إلى السماء وعاد مرة أخرى، لكن الآن قد حدث شيء أعظم بمقدار، لأنه إن كان العهد الأول كافيًا، لم نكن نحتاج إلى عهد آخر، ومعنى ذلك إنه يوجد عجز في العهد القديم ويوجد روعة في العهد الجديد.

“23فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا، فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هذِهِ. لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا.” (عبرانيين 9: 23).

 كانت أدوات الخيمة هي أمثلة لأشياء حقيقية في السماء، لكننا نعيش الآن في الواقع الحقيقي الخاص بالرب وليس في واقع شبيه أو رمزي، أو نعيش في ظلال، بل أننا نعيش في حقيقة نتيجة ما صنعه الرب يسوع.

المملكة هي التجسيد لقيامة الرب يسوع:

“13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!” (كورنثوس الأولى 15: 13)

 أي إنه إن لم تحدث نتائج واضحة تنعكس علينا نحن الآن على الأرض، فيما يخص موضوع القيامة، فهذا معناه أن المسيح ذاته لم يقُم، فوجودنا على الأرض في هذه المملكة هو التجسيد الحقيقي لقيامة يسوع. إن كنت تحيا في هزيمة، كيف تجذب الآخرين ليسوع؟! لابد أن يرى الناس فيك لغة مختلفة في مواجهة التحديات، ويرون نتائج إيجابية على حياتك، لأنك تتبع طريقًا مختلفًا عن الآخرين. هناك علاقة بين جسد المسيح الآن وبين أن نحيا هذه الانتصارات.

“بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ”. (أفسس1: 1-3).

 نجد أن بولس يعطى ويوزع نعمة للسامعين، وهذا لم نجده في العهد القديم حيث كان الكاهن يقف ليبارك الشعب، لكن إعطاء النعمة هنا معناه أن المادة الإلهية المعطاة لنا من الله هي ذاتها المسحة، فأنت الآن يديك ممسوحة ويمكنك أن تعطى نعمة لأي شخص يتواصل معك وأي شيء يقترب إليك.

“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيح 4كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، 6لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ”. (أفسس 1 : 3-6).

 ليس معنى البركات الروحية إنه لا توجد بركات أرضية، وتعني كل بركة روحية هنا؛ البركات الأشمل والأكبر التي تحتوي على البركات الروحية والأرضية أيضاً، لأن البركات دائما تأتى من الكبير للصغير “الأَصْغَرُ يُبَارَكُ مِنَ الأَكْبَرِ”. (عبرانيين 7: 7).

 عيننا الله سابقًا، لكي نكون أبناء ليسوع هنا على الأرض لمدح مجد نعمته حسب مسرة الآب، وهذه خطته لنا التي أنعم علينا بها في المحبوب، فأنت مُنعم عليك بالفعل وليس إننا ننتظر أن ينعم علينا، وهذا يعلمنا أنه حينما نصلى، لا نقول: “يارب أحسن علينا، يارب أنعم علينا، أعنا، أعطنا، امنحنا، أحسن إلينا …..” لأنك بمجرد قبولك يسوع مخلصًا، فهو أعطاك تلك النعمة التي تشمل كل الأفعال السابقة، لأن هذه الطلبات في الصلاة، تجعلنا نعتقد أن النعمة لم تأت بعد، على الرغم من أنها تمت بالفعل منذ لحظة القيامة.

“7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، 8الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، 9إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، 10لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ”. (أفسس1: 7-10).

 عرفنا سر المشيئة التي قصدها في نفسه وتم لنا الإعلان عنها في تدبير “ملء الأزمنة”، ويعني لفظ “تدبير” أي النظام أو السياسة التي قصدها الله، وتم الآن الإعلان عنه لأنه يجمع كل شيء في السماوات وعلى الأرض في ذاك، ولا يعني ذلك إنه سيحدث لاحقًا، لكن لا يمكن أن يحدث شيء في الملك الألفي ما لم يحدث في الكنيسة أولًا.

 كما إن يسوع كان لابد أن يقوم، فإن الكنيسة أيضًا لابد أن تسود حتى يتاح لنا الملك الألفي فيما بعد، وهذا ما أوضحه بولس الرسول بأنه إن لم نكن قد قمنا فهذا معناه أن قيامة المسيح لم تحدث بعد، لأن الملك الألفي مرتبط بالحقبة التي نعيشها نحن الآن بأن نسود، وبالتالي فإن ما ينقصنا الآن هو أن نعرف وليس أن ننال.

“الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ. لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي، كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ، وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.” (أفسس1: 11-23).

 “وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (أفسس2: 6)، أنت متواجد الآن في مكانين؛ جسديًا أنت على الأرض، لكن روحيًا أنت تسود وتجلس عن يمين الآب عاليًا فوق كل رياسة وقوة وسلطان، واُخضِع كل شيء تحت قدمي يسوع وقدميك أيضًا، فيسوع هو رأس هذا الجسد.. هللويا.

 يجعلك هذا تدرك حينما تتعامل مع مواقف الحياة، فتقول: أنا أعلى مِن القوى الشريرة التي تتحرك وراء المواقف، أنا مُنعَم علي ومُحسَن إلي، أنا بداخل القيامة ذاتها وأحيا في ذات القوة، أنا صرت بيته، أنا شريك المسيح وشريك في الطبيعة الإلهية، أنا أسود وأتسلط في هذه الحياة كملك، أنا في مكان أعلى مِن مقياس لأمور الأرضية.

 توجد سيطرة وقوة وسيادة اُعطيَت للكنيسة، فقط تحتاج أن تفهم الطريقة، لكن عليك أن تدرك أولًا أن لك ميراث في المسيح، ويوجد لك سيادة وتسلط. إن كنت مدركًا لهذا، لن يستطيع إبليس أن يقف أمامك، فهو يستغل الفرصة مع الأشخاص الذين لا يعرفون هذا الحق، لذلك حينما نتحدث باسم يسوع، علينا أن نكون مدركين لقوة هذا الاسم، وعارفين أيضاً أننا نملك السيادة والسلطان، فهذا هو الإيمان الذي نغلب به، بأن السماء في صفك والنظرة السليمة بأننا حتمًا غالبين.

 تمنحنا هذه المعرفة التمييز بأن أية هزيمة هي من إبليس، وأي قوة وانتصار ومجد هي من يسوع الذي أنعم علينا بقيامته، لذلك يقول الحق الكتابي، “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُم” (يعقوب4: 7)، فلنا قوة المقاومة بمعرفة هذا الحق وليس بغيره، ولا يوجد احتمال آخر إلا فهم الكلمة وإدراكها والوعي بها بغرسها بداخلنا والعمل بها وتطبيقها في كل حياتنا.

 فهمك للكلمة يظهر في عالم الروح، لأن روحك تُخرِج قوة ويراها إبليس فيحاول إظهار ما هو عكسها، فترى في العيان أن الأمر كما هو لم يتغير، لكن هنا عليك أن تستمر في السلوك بالإيمان بأنه ليس هناك احتمال آخر، وحينما تسد هذه الخانة تحدث نتائج بصورة قوية، فقط ليكن لديك جرأة مبنية على الكلمة، وليست مبنية على اختبارات الآخرين.

 إن كنت تقلد اختبارات الآخرين وتفاجأ بعدم وجود نتائج، فهذا لأنك تستخدم اسم يسوع دون أن يكون لديك بُنيان داخلي؛ “وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسين (أعمال 20: 32)، فالكلمة هي التي تبنيك وبالتالي تستطيع أن تحصل على ميراثك.

 يتحرك عالم الروح بحسب ما بنيته بداخلك مِن مبادئ ومفاهيم، فلن تحدث معجزات إلا إن كان هناك دراية وعِلم وفهم وتطبيق للكلمة. ماذا يدور بذهنك وماذا تتوقعه حينما تقول “باسم يسوع”.. هذه هي الخميرة التي تقوم عليها المعجزة وتصنع تغييرًا في عملك وصحتك وأسرتك..

 نحن الآن في حالة روعة إلهية، فنحن نحيا في الحقيقة التي كانت سابقًا أشباه حقائق قبل أن يكون هناك الميلاد الثاني. حينما وُلدنا ثانية، أصبح لنا سيادة على الأرض مرة أخرى. يوجد أشخاص غير مؤمنين، لكنهم لا يسيطرون أو يؤثرون على مَن يسلكون بالكلمة. الكنيسة هي نور، لذلك فهي لا تتأثر بالظلام لكنها تؤثر، وهكذا الملح فهو لا يتأثر بل يؤثر.

 لابد أن تصل إلى مرحلة الثقة أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، فإن سمعت خبرًا مزعجًا، انظر إليه إنه غير مزعج لك أنت، فلدينا قدرة أو مصنع لتحويل الشيء إلى خيرنا، فلا يوجد أذى ولا ضرر لأني أتبع الآن المملكة السماوية، مِن هنا تستطيع أن تسيطر على ذهنك وساعات نومك وعلى أموالك، فيعطيك الروح القدس أفكارًا مِن خلال الكلمة كيف تدير أموالك وأيضًا يومك بطريقة صحيحة.

 أنت الآن جالس عن يمين الآب عاليًا فوق كل رياسة وسلطان وقوة، واُخضِع كل سيء تحت قدميك.. ما يسري على يسوع الجالس عن يمين الآب، يسري الآن علينا. يمكنك أن تقول “أنا في مملكة لا تتزعزع، ويمكنني أن أغير المواقف”. “لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.” (عبرانيين12: 28).

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture