الانسان خلق على صورة الله ومثاله. انه في نفس المرتبة مع الله (تك 1: 26- 27، 1بط 3: 4). “الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا” (يو 4: 24). لقد اطلق علم النفس على انسان القلب الخفي اسم العقل الباطن. ادركوا ان “الضمير” هو صوت الشخصية الداخلية. ان الانسان الطبيعي لا يمكنه ان يفهم امور الروح (1كو 2: 14). الانسان الطبيعي لا يمكنه ان يعرف نفسه او الله، ونتيجة لذلك، فالدارسين لعلم النفس، بدون ان ينالوا حياة ابدية، لن يمكنهم ان يعرفوا انفسهم.
العقل الباطن هو الانسان الحقيقي. هذا الانسان الحقيقي، هو الروح، وهو على شبه الله. لا يشيخ ابدا. انه لا يموت او غير قابل للموت. لكنه ابدي. الجسد هو الجزء الذي يموت وسيصبح غير قابل للموت عند مجئ الرب يسوع. الحواس الخمس التي توصل المعرفة للمنطق البشري هي جزء من الجسد وستكبر وتشيخ معه.
الجزء الذي يخلق من جديد هو الروح الانسانية. الذين نالوا حياة ابدية سينالون عدم قابلية موت الجسد عند عودة الرب يسوع. 2تي 1: 10 يعلن ان الحياة والخلود اتوا الي النور من خلال يسوع المسيح. الحياة هنا هي “زوي”، وهي طبيعة الله. لم يعلم احد عنها شئ حتى جاء يسوع واظهر نفسه للانسان.
1تس 5: 23 تلقي الضوء على الانسان ثلاثي الابعاد. الروح هي الجزء الذي يعرف الله. النفس هي الحس، او المشاعر والارادة، وهذا يعرف الامور الحسية. الجسد المادي هو البيت الذي نعيش فيه. يقول الله ان هذا الانسان ثلاثي الابعاد سيحفظ كامل وبلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح. من الواضح انه قبل سقوط الانسان في الجنة، كانت روحه تسيطر على قدراته الفكرية. بعدما سقط، اخذت الحواس الخمسة القيادة. قبل السقوط، كان الجسد ابدي، مثل الروح، لكن بعد السقوط صار ذلك الجسد قابلا للموت وصارت الروح شريكة في الموت الروحي. اقرأ بحرص رو 5: 12- 17 ولاحظ ان الموت جاء الي الانسان عند السقوط، وهذا الموت ملك على قدراته العقلية. ان ذلك موضح في 2كو 4: 4. لم يمت الانسان روحيا فقط، ولكن صار ذهنه مظلما، خاضعا للعدو.
رو 1: 20- 22 يعطينا صورة توضيحية عن سقوط الانسان. اقرأ هذه الايات بحرص “لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم” لقد عاش الانسان في هذا المجال قبل السقوط، لكننا نقرأ في اية 21 “لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم و اظلم قلبهم الغبي”. كلمة القلب تستخدم بمعنى “الروح”. اف 1: 17، 18 “كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة و الاعلان في معرفته مستنيرة عيون قلوبكم”.
كلمة “مستنيرة” تعني “مضيئة”حتى تصيرعيون قلوبكم مضاءة لتعلموا ما هو رجاء دعوته و ما هو غنى مجد ميراثه في القديسين”.
انه يتحدث هنا عن الانسان الذي له الخليقة الجديدة، الذي نال حياة ابدية في روحه. ان بولس يصلي حتى نرى ونعرف ارادة الله الاب. انظر، ان الحواس الخمسة اعمت قدرات الانسان الذهنية (اف 4: 17- 19). انه موضح عنه في 1كو 3: 1- 3. هؤلاء ابناء الله، لكنهم يسلكون بالحواس الخمس. لم يكبروا او ينموا حياتهم الروحية. انهم في نفس الحالة المكتوب عنها في عب 5: 12، 13. ثم بعد ذلك نرى في اية 14 ان هؤلاء الاطفال في المسيح ربما كانوا مؤمنين لسنين طويلة، لكنهم لم ينموا ابدا او يكبروا. المعرفة الحسية تهيمن عليهم في الوقت الذي يجب ان تكون ارواحهم المخلوقة من جديد هي من تملك عليهم (اف 3: 14- 19).
الميلاد الجديد هو اعادة خلق لروح الانسان. وهذه الروح المخلوقة من جديد يجب ان تملك على القدرات الفكرية وتحكمها. لكن في المؤمن الغير ناضج القدرات الفكرية هي من تحكم بدلا من الروح. في حين انه من المنطقي انه بمرور الوقت يجب ان تكون ارواحهم قد حصلت علي القيادة، الا انهم مازالوا يحيون تحت حكم اجسادهم (غل 5: 16، 17). هذا هو المؤمن الذي لم يتجدد ذهنه ابدا. ان جسده يتحكم فيه. ذهنه لا يمكن ان يتجدد حتى يبدأ في الممارسة والسلوك بكلمة الله. بدون ذلك لن يعرف ارادة الله الاب ولا كيف يسير في ارادة الله (يع 1: 22- 25).
ان سلوكه موصوف في 1يو 2: 9- 11. لقد اعيد خلقه وهو في عائلة الله، لكنه يسير تبعا للحواس الخمس. كان من المفترض عليه ان يسير في نور المحبة والكلمة، لكنه يسير في النور الذي يصفه يسوع في لو 11: 35.
نور المعرفة الحسية هو في الحقيقة ظلام. انه لا يسير في نور الكلمة.
قال يسوع في يو 8: 12 “انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة”. ان ذلك ليس النور الذي ياتي من المنطق البشري، لكنه النور الذي ياتي من الروح الانسانية، او انسان القلب الخفي.
رو 7: 22 تطلق عليه الانسان الباطن “فاني اسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن”. انها الروح الانسانية العادية التي يتحدث عنها هنا بولس الرسول، وليس الروح المخلوقة من جديد.
افهم ان الروح الانسانية يمكن تنميتها كما نماها الروحانيون، كما نماها ايضا الكثير من العلماء المسيحين المؤمنين والمعلمين في الخفاء. ان الروح الانسانية يمكنها ان تنمو بطريقة غير عادية بعد وقبل اعادة خلقها من جديد.
بعد ان خلقنا من جديد، يمكن للروح القدس من خلال كلمة الله ان يرشدنا الي النمو الغير عادي. من الحقائق الغريبة ان الكنيسة لم تبحث ابدا عن نمو الروح الانسانية، الروح الانسانية المخلوقة من جديد. لقد انفقت ملايين الدولارات على تنمية الذهن الذي يستقبل كل مؤثراته ومعرفته من الحواس الخمس، وانفقت ثروات طائلة على تنمية الجسد المادي، لكن الانسان الحقيقي، الذي هو “انسان القلب الخفي”، لم يتم تنميته ابدا. 1بط 3: 4 “بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن”. انسان القلب الخفي هذا يمكنه ان ينموا بالطرق الروحية لكن الامور المنطقية هي تابعة للذهن والحس.
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external) .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society , site: www.kenyons.org(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)(link is external)
All rights reserved to Life Changing Truth.